وجه آخر للفرح .

[نصرة مسلمة]

 

وجه آخر للفرح
جهاد ابراهيم درويش

يا ذي البراعم والمنى
يا من تشق الأرض .. تلتحف السماء
يا من تنام على الهجير وفي الصقيع وفي العراء
يا من تغرد حلمها الآتي المضمخ بالدماء
ترنو لغدٍ .. عَلَّ يشرق فجرها حلو النماء
أو عَلَّ طيفاً أن يعانق قلبها فيه انتماء
عَارٌ رماها واستبد القهر واستعصى الدواء
عشقاً ذوى .. كم ذاب قهراً .. لا حياة ولا شفاء
*
يا ذي البراعم والمنى
ولكم دُعِينا أو رُمينا بالجنون
هل آن للفرح المكبل يطرق الأبواب يُرسيها السفين
هل آن تشرق شمسنا لتبدد الليل المكلل بالسكون
هل آن يرسو الحلم ـ يا للحلم ـ يذكيه الحنين
طيفاً يعانق شمعتي .. يعلي الجبين
ويصافح الأمل المعذب في العيون
يشدو لنا ترنيمة الحب الحزين
*
يا ذي البراعم والمنى
وبنا استبد الوهم .. أعيانا الخيال
كم هام قلبي بالسرور وما لقيت سوى الخبال
كم طار لبي بالحنين وبات يقرعني السؤال
ومضيتُ أجترع الأنين ، وما استقر بِيَّ المآل
هل كان ذنبي أن عشقت الحسن ـ يا للحسن ـ أغراني الجمال
أو كان ذنب الحسن أشكالاً فأغواها .. وأغواه المثال
يا دمعة الأحرار .. ضاع العدل .. أين العدل .. هل عُدِمَ الرجال ؟؟
*
يا ذي البراعم والمنى
عبثاً أُسائل فرحتي .. ويلفني الحزن الموشَّح بالسواد
قطزٌ .. صلاحٌ .. يا لواء الحق أرهقني الحداد
يا فجر حطين المُفَعَّم بالصّبا .. عذب السنا ..
قم فانطلق ..
واحْدُ البرية والبلاد ..
لو كان يوماً تُشرق الأفراح .. تقدحه الزناد
أو كان وَمْضٌ من بريق الطهر يهدينا الرشاد
يا ليت ريحاً من نسيم الفجر ينثرها الجواد
أو ليتها التقوى تعانق هامتي ..
بالزاد .. يا للزاد .. درب النور يلهمنا السداد
غيثٌ همى في رَحْبها مترنما ..
يا فرحتي فلتشرقي ..
يا بسمتي فلتصدحي ..
أملٌ نما في الروح مثل الومض .. دَبَّ الشوق مؤتلق الرماد