انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > التاريخ والسير والتراجم

التاريخ والسير والتراجم السيرة النبوية ، والتاريخ والحضارات ، وسير الأعلام وتراجمهم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-16-2008, 10:30 PM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Icon64 قصة على رضى الله عنه و صلاة حفظ القرآن

 


قصة على رضى الله عنه و صلاة حفظ القرآن
اعداد الشيخ على حشيش -حفظه الله-
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص، واغتر كثير من الناس بها، وعند التطبيق لا يتحقق لهم ما في هذه القصة الواهية، فيصابون بالشك في السنة أو في أنفسهم ؛ لوجود هذه القصة في بعض كُتب السنة، كما سنبين من التخريج والتحقيق الذي نقدمه للقارئ الكريم


أولاً المتن

رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال «بينما نحن عند رسول الله إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال بأبي أنت، تفلّت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه، فقال له رسول الله «يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويُثبت ما تعلمت في صدرك؟» قال أجل يا رسول الله فعلِّمني، قال
«إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مُستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه «سوف أستغفر لكم ربي» يقول حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها، فصلِّ أربع ركعات، تقرأ في الركعة الأولى بـ «فاتحة الكتاب» وسورة «يس»، وفي الركعة الثانية «بفاتحة الكتاب» و«حم الدخان»، وفي الركعة الثالثة بـ «فاتحة الكتاب»، و«ألم تنزيل السجدة»، وفي الركعة الرابعة بـ «فاتحة الكتاب»، و«تبارك المفصل»، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله، وأحسن الثناء على الله، وصلِّ عليّ وأحْسن، وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك
«اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدًا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا تُرام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنورِّ بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تستعمل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتينيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»
يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع، أو خمسًا، أو سبعًا، تُجاب بإذن الله، والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنًا قط»
قال ابن عباس فوالله ما لبث عليٌّ إلا خمسًا أو سبعًا حتى جاء رسولَ الله في مثل ذلك المجلس فقال يا رسول الله، إني كنت فيما خلا لا أخذ إلا أربع آيات ونحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تَفَلَّتْنَ، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها، فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا رددته تَفَلَّتَ، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفًا، فقال رسول الله عند ذلك «مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن»

ثانيًا التخريج

أخرجه الترمذي في «السنن» شاكر ح ، والحاكم في «المستدرك» ، ، وابن الجوزي في «الموضوعات» من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الوليد بن مسلم، حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال «بينما نحن عند رسول الله » القصة

ثالثًا التحقيق

هذه القصة واهية، حديثها موضوع، أوردها الإمام ابن الجوزي في «الموضوعات»، والمتهم به الوليد بن مسلم، وتدليسه تدليس التسوية، حيث أشار إليه ابن الجوزي في «الموضوعات» فقال «أما الوليد فقال علماء النقل كان يروي عن الأوزاعي أحاديث هي عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي مثل نافع والزهري فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي عنهم»
وتدليس التسوية الذي اشتهر به الوليد بن مسلم شر أنواع التدليس، ولكي يستبين للقارئ هذا الشر، فلا بد أن نبين صورته
قال الإمام السخاوي في «فتح المغيث» «وممن كان يفعله الوليد بن مسلم، وصورته أن يروي المدلس حديثًا عن شيخ ثقة بسند فيه راوٍ ضعيف، فيحذفه المدلس من بين الثقتين اللذين لقي أحدهما الآخر، ولم يذكر أولهما بالتدليس، ويأتي بلفظ محتمل فيستوي الإسناد كله ثقات، ويصرح المدلس بالاتصال عن شيخه ؛ لأنه قد سمعه منه، فلا يظهر في الإسناد ما يقتضي رده إلا لأهل النقد والمعرفة بالعلل، ويصير الإسناد عاليًا وهو في الحقيقة نازل، وهو مذموم جدًا لما فيه من مزيد الغش والتغطية» اهـ
قُلْتُ وبهذا يتبين أن تدليس التسوية هو رواية الراوي عن شيخه، ثم إسقاط راوٍ ضعيف بين ثقتين لقى أحدهما الآخر، وصورة ذلك أن يروي الراوي حديثًا عن شيخ ثقة، وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة، ويكون الثقتان قد لقي أحدهما الآخر، فيأتي المدلس الذي سمع الحديث من الثقة الأول، فيسقط الضعيف الذي في السند، ويجعل الإسناد عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل، فيُسّوي الإسناد كله ثقات، وهذا النوع من التدليس شر أنواع التدليس ؛ لأن الثقة الأول قد لا يكون معروفًا بالتدليس، ويجده الواقف على السند كذلك بعد التسوية قد رواه عن ثقة آخر، فيحكم له بالصحة، وفيه غرر شديد
لذلك أورد هذا الحديث الذي جاءت به هذه القصة الواهية، الشيخ الألباني رحمه الله في «سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة» ح ، وقال «هذا حديث منكر»، وأورده في «ضعيف الترغيب» ح ، وقال «موضوع» ثم بيَّن القاعدة في التسوية بعد أن بيّن أن الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، نقلاً عن الحافظ ابن حجر، ثم بيّن أن الوليد بن مسلم إذا صرح بالتحديث عن ابن جريج لا يغني ولا يسمن في تدليس التسوية، حيث قال الألباني رحمه الله
«فيه قصور لا يخفى، فالصواب اشتراط تصريحه بالتحديث في شيخه وسائر الرواة الذين فوقه، لنأمن بذلك من شر تدليسه تدليس التسوية، ولولا ذلك لكان إسناد هذا الحديث صحيحًا، لكون الوليد قال فيه حدثنا ابن جريج كما رأيت، فلما لم يتابع التصريح بالتحديث فوق ذلك قامت العلة في الحديث ؛ لاحتمال أن يكون بين ابن جريج وعطاء وعكرمة أحد الضعفاء، فدلّس الوليد، كما في الأمثلة التي رواها الهيثم بن خارجة رحمه الله تعالى»
قال الإمام السخاوي في «فتح المغيث»
«وأما القدماء فسموه تجويدًا، حيث قالوا جوَّده فلان»
قُلْتُ هكذا كان يسمى تدليس التسوية تجويدًا، حيث يجوّد الإسناد بإسقاط المجروحين وضم القوي إلى القوي تلبيسًا على من يحدث، وغرورًا لمن يأخذ عنه فتأتي الحيرة من هذا التجويد، حتى قال الإمام الذهبي في «التلخيص» مستدرك «هذا حديث منكر شاذ أخاف ألا يكون موضوعًا وقد حيرني والله جودة سنده»
قُلْتُ ثم قال الإمام الذهبي في «الميزان» ترجمة «الوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي من أنكر ما أتى حديث حفظ القرآن»

رابعًا طريق آخر

أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» ح ، ونبين للقارئ الكريم هذا الطريق، حيث قال ابن السني «أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم ومحمد بن حريم بن مروان قالا حدثنا هشام بن عمار، ثنا محمد بن إبراهيم القرشي، ثنا أبو صالح، ثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يا رسول الله، القرآن يَتَفَلَّتُ من صدري، فقال النبي «ألا أعلمك كلمات ينفعك الله عز وجل بهن ؟ » قال نعم، بأبي أنت وأمي، فقال «صلِّ ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وألم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأثن عليه، وصلِّ على النبيين واستغفر للمؤمنين وقل «اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدًا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا تُرام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، وأسألك أن تنور بكتابك بصري، وتطلق به لساني، وتفرج به عن قلبي، وتشرح به صدري، وتستعمل به بدني، وتقويني على ذلك، وتعينني عليه، فإنه لا يعين على الخير غيرك، ولا يوفق لذلك إلا أنت، تفعل ذلك ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا تجاب بإذن الله عز وجل، وما أخطأت مؤمنًا قط، فأتى رسول الله بعد ذلك لسبع جمع فأخبره بحفظ القرآن، فقال النبي «مؤمن ورب الكعبة، علم أبا حسن»
وأخرج هذا الحديث الإمام ابن الجوزي في «الموضوعات» فقال
«أنبأنا ظفر بن علي الهمداني، أنبأنا أبو منصور محمود بن محمد بن إسماعيل الصرفي، حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن إبراهيم القرشي، حدثنا أبو صالح عن عكرمة عن ابن عباس قال قال عليّ يا رسول الله، إن القرآن يتفلت من صدري » القصة
قال ابن الجوزي «هذا حديث لا يصح، ومحمد بن إبراهيم مجروح، وأبو صالح لا نعلمه إلا إسحاق بن نجيح وهو متروك»
قُلْتُ قال الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رحمه الله في تحقيقه لـ «الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة» للشوكاني ص كتاب «الصلاة» ح «ذكره ابن الجوزي وقال محمد بن إبراهيم مجروح، وأبو صالح إسحاق بن نجيح متروك، فتحصل من هذا أن هشام بن عمار قد روى الخبر لكن بهذا الإسناد التالف»
قُلْتُ وأورد هذا الحديث أيضًا الشيخ الألباني في «سلسلة الأحاديث الضعيفة» من هذا الطريق، وعزاه لابن السني في «عمل اليوم والليلة»، والطبراني في «المعجم الكبير»، والعقيلي في «الضعفاء»، وأعله بأبي صالح وقال «وأبو صالح هو إسحاق بن نجيح الملطي، وهو وضاع دجال»
قُلْتُ وبيان هذا الوضع بيّنه الإمام الذهبي في «الميزان» ترجمة حيث قال «إسحاق بن نجيح الملطي، وكنيته أبو صالح
قال أحمد هو من أكذب الناس، وقال يحيى معروف بالكذب ووضع الحديث، وقال يعقوب الفسوي لا يكتب حديثه، وقال النسائي والدارقطني متروك، وقال الفلاس كان يضع الحديث صراحًا» اهـ
قلت وهذا الطريق لا يزيد القصة إلا وهنًا على وهن
وبهذا التحقيق تصبح القصة واهية لما فيها من تدليس تسوية وهو من أشر أنواع التدليس،وبما فيها من كذابين، كما بيّنا من التحقيق
ومن أراد أن ييسر الله له حفظ القرآن الكريم، وتيسير العمل به، فعليه بتقوى الله ؛ لقوله تعالى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ البقرة
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-22-2008, 04:36 PM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي


جزاكَ اللهُ خيراً أخي الحبيب ، وحفظَ اللهُ الشيخَ .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-26-2008, 05:40 PM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


حفظ الله الشيخ ونفع بعلمه .
جزاكم الله خيراً ونفع بكم .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:32 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.