انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > واحــة الأســـرة المسلمــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 02-02-2008, 05:08 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




Islam

الفصل الرابع
أقطيع من الغنمات ؟؟




قد كان مما سبق تبيانا لكِ ياأخـيـة عن مكانتكِ التى وجـب عـليكِ الإستمساك بها ، وكما علمتِ فما أنتِ إلا ملكة متوجة فى مملكة الأمة المسلمة . فياأختنا هل سمعتِ يوما عن ملكة تترك عرشها وتنسى مكانتها وتنساق مهرولة دون وعى وإدراك خلف العامة ؟؟
هل سمعتِ عن ملكة غدت تابعة لامتبوعة ؟؟



أنتِ الخاسرة



اعلمى ياأخية أنكِ عندما تأخذكِ بحار التقليد ، قد لاتجدين الشاطىء فيما بعد ، وليس هذا من قبيل المبالغة ، وإنما هى الحقيقة ؛ فما كان طريق الشيطان ذات يوم خطوة واحدة ، وإنما هو خطوات ، والخطوة الأولى دائما لاتكون النهاية ، وإنما تكون درجة سُـلـَّـم فى دَرَج طويل .
ومن تخطو بقدميها أول درجة نحو الهبوط ، فستجد نفسها بعد فترة فى أسفل درجات السلم . فإنما هى خطوة بعد خطوة ، ودرجة تلو درجة ، حتى ينتهى الأمر ، ومن كان بالأمس فى المعالى يصير اليوم أسفل سافلين .
فكيف حدث كل هذا ؟؟
باتباع من لايستحق الإتباع فى شىء ، ثم تتوالى عليه الأشياء فيلقى نفسه تابعا فى كل شىء .

وأنت اليوم ياأخـيـة حينما تعلمين منزلتكِ وقدركِ الحقيقى الذى أولاكِ إياه دينـُـكِ ؛ فعليكِ أن تعلمى أن هذا كما أنه تشريف حصلتِ عليه ، فكذلك هو تكليف قد كـُـلـِّـفتِ به .
وإلا فلو كنتِ مسخا مثل المسوخ ، فأين أحقيتكِ فى التكريم و التفضيل ؟؟

وكذلك اعلمى جيدا أن من علموا بحالكِ ووجدوا يقينا أنهم أقل منكِ منزلة ، لن يرضيهم أن تبوئى بكل هذا ، وإنما يتجسد الحقد فى تحقيق المساواة ، ومن لم يستطع أن يرتفع مثلك ليصل لـعُـلـوّك فسيحاول أن يجذبكِ أنتِ ليسقطكِ لدنوه .
وكما أن هذا يحدث فى كل أمور الدنيا ، فكذلك هو حال أعدائكِ أيضا ، إن أرادوا هدم جدار من جدران الإسلام أشاروا إليكِ وقالوا فى نفوسهم ، إذا كان عفاف النساء وشرفهن واستمساكهن بدينهن سببا من أسباب زيادة قدر الإسلام عن قدور عقائدنا ، فلابد أن تتجرد المسلمة من كل هذا ليصبح الإسلام شكلا بلا مضمون ..
فاعلمى ياأخية أن هذا المخطط دائم الحدوث ، وفى كل مرة حينما تدور أحداث هذا المخطط وتسقط فى شراكه بعض الفتيات ، مايكون من الإسلام إلا أن يشتد قوة وصلابة وبأسا ، بل تظهر نعمة الله على الصالحات من إمائه بأن يشتد عودهـن ويزداد الإيمان فى قلوبهن وتنكسر مـوجة الفسق على أقدامهن .
فمن يكون الخاسر فى نهاية الأمر ؟؟
أما الإسلام فما انكسر ولن ينكسر بإذن الله ، وأما المتشبثات بشرع الله الصادقات فى الإتباع السليم فأنعم الله عليهن بزيادة القرب وتمام الصلاح .

ولم يخرج خاسرا من هذه المعركة إلا من اغترت بأكذوبة الحضارات الهشة الهامشية ، وزاغت عينها بين هذا الهجوم الكاسح من الألوان والزخارف البراقة الخادعة .

فإن كنتِ ياأخية من بين اللواتى طغت عليهن دعاوى الحضارات الكاذبة ، فاعلمى أختنا أنكِ وحدكِ الخاسرة .



أية مخططات ؟؟


وطالما أننا مازلنا فى البداية وأن الكلام سيتطرق فى الباب القادم تحديدا لهذه المخططات بشكل أوضح ؛ لذا فلعل من المفيد أن نختتم هذا الباب بمجرد تحذيرات مستقبلية تفيد فى الأبواب القادمة .

ولعل من أخطر أساليب العلمانية لإفساد المسلمات خاصة ، لعل من أخطر هذه الأساليب استخدام سياسة الإجبار على المحاكاة .
فيتم تزيين الأفكار وإخفاء محتواها ومضامينها داخل أثواب لامعة رقراقة تجذب اهتمام المرأة ، ويتم البدء فى نقل هذه الأفكار من حيز الفكر إلى حيز العمل بواسطة مجموعة من المتهافتات الساقطات ، ثم يتركون باقى الدور لتقوم به المرأة المسلمة نفسها ، فبعد أن يستهويها ماترى وتجد عينها تجول يمينا ويسارا مع كل جديد ، يتطور الأمر بالمرأة المسلمة إلى أن تبحث بدورها عن مبررات مسبقة تقدمها لنفسها إزاء تقليدها لغيرها فى هذه الحداثات .
فالأمر فى مجمله يتحقق عن طريق مجموعة من التفاعلات النفسية تتم داخل المرأة وتختلف من فتاة لأخرى حسب قوة إيمانهن ، فمنهن من تسقط فى بحار التقليد على تفاوت فى السقوط من امرأة لأخرى ، ومنهن من تتمسك بإسلامها وتجد نفسها منتبهة ومبصرة لكل مايدور حولها .
وكل هذه التفاعلات ليست وليدة المصادفة ، وإنما هى أمور معمول ومخطط لها مسبقا .
فهذا هو الأمر بصورته الإجمالية ..

وكل مايحاك للمسلمة ، يتم تسييره على هذا النمط .
وكما قلنا سابقا : هناك من يزداد استمساكها بدينها وشرعها فتنجـو من السقوط ، وهناك من تسقط سقطة بعد أخرى وتصبح وحدها الخاسرة .



الــتـــقـــلـــيـــد

والتقليد ياأخـيـة يدور فى فلكين ، مابين محمود ومذموم ، والضابط فى هذا شيئان هما :
مَـن تقلدينها ؟؟ فى أى شىء تقلدينها ؟؟
فبحسب هـذيـن الضابطين يحمد التقليد أو يذم .
فلا شك أن الإنسان يتأثر بمن حوله ويؤثر فيهم ، وتنبهى جيدا لعبارة ( ويؤثر فيهم ) .

فحينما تقلدين امرأة من نساء الغرب الكافر الملحد ، ففى أى شىء سيكون التقليد ؟؟
لن يخرج هذا عن نطاق الملبس والزينة وأشباه ذلك من الأمور الظاهرية .
إذن ياأختنا ، هل ستكونين هكذا تابعة أم متبوعة ؟؟
لاشك أنكِ تابعة .
فيا أمة الله ، يامن جعلتِ اتباعكِ عبادة لمن لاتعرفيهم ، أترتضين بعبودية البشر ، وتستنكف نفسكِ عن عبودية رب البشر ؟؟
وهلا ياأخية حينما قلدتِ غيركِ قلدتيه فيما ينفعكِ بدلا من تقليد الصور والرسوم التى لايصلح لها أى وصف سوى أنها مسوخ لفطرة البشر .

فالتقليد فى حـد ذاته مذموم إلا فيما ينفع فقط ، التقليد ياأخـيـة يفيد تبعية الإنسان وسطحيته وعدم ثقته بنفسه . إلى جانب شعوره بالنقص وفقدان ذاته فى أمر من الأمور ، ولذلك يسارع بالبحث عن ماينقصه عن طريق تقليد غيره .
وكمثال من أمثلة هذا التقليد ، يمكنكِ النظر للقردة ( ولا تتعجبين ) فحينما تـرَيْـن القرد يقوم بمحاكاة وتقليد الحركات البشرية دون وعى وإدراك ، فهل ترتضين لنفسكِ أن يكون حالكِ هكذا ؟
وهل ترتضين لنفسكِ أن تعيشيى فى هذه الدنيا وأنت منعدمة الشخصية ؟
تتلونين بكل لونٍ تقع عليه عينكِ . فكلما رأيتِ صورة لامرأة أخرى تسارعين بتقليدها ، وأنتِ فى الأصل لاتعرفيها ولا تعرفين لماذا قلدتيها . هل هذا هو العقل يابنت الإسلام ؟
اعلمى ياابنة الإسلام أن التى تـُسْـلِـم نفسها للناس يُـلـوِّنـوها كيف شاءوا ، هى من ارتضت لنفسها أن تحيا بين الناس وهى إمَّـعة . إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أساءت .

ثم تأملى يافتاة الإسلام فى حال من تقلدين قبل أن تقلديها ، فالمرأة الغربية اليوم تحيا فى واقع إن أطلقنا عليه أى مسمى سنقول [ مزبلة اجتماعية ] وهى مزبلة بالفعل ، ظروف دنيئة منحطة تحيا فيها نساء الغرب ،

حيث تمتلىء المستشفيات بحالات إجهاض الفتيات الصغيرات
حيث تنتشر حالات الإغتصاب للدرجة التى تصل إلى أن تخرج إحصائية من جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة عند الغرب تفيد بحدوث حالة اغتصاب كل ( 3 ثوانى )
حيث يكثر الضرب المبرح من الأزواج للزوجات لدرجة أن تكون المحصلة هى موت ( 4 آلاف ) امرأة كل عام نتيجة ضرب أزواجهن لهن
حيث ينتشر احتراف البغاء بين طالبات المدارس الإعدادية ..

وغير ذلك من مظاهر الإنحراف الإجتماعى . أليس كل هذا يعد مزبلة اجتماعية ؟؟
بلى ، هو كذلك وأكثر .

فمن تقلدين ياحفيدة عائشة وأسماء وحفصة ؟؟




فياابنة المسلمين :
احذرى من السقوط فى فخ التقليد البغيض ، فحين تأتيكِ دعوات الغرب اعلمى أنهم يريدونكِ لأنفسهم ، أما الإسلام فهو يريدكِ لكِ أنتِ كما علمتِ .
فأيهما أحق بالإتباع أيتها العاقلة الأريبة ؟؟

وتذكرى ياجوهرة الإسلام ماقلناه بأن مايأتيك من دعوات تكون محصلته فى النهاية منحصرة فى [ رابحات ، وخاسرات ] ؛ فالرابحات هن اللواتى يدركن الحقائق ، أما الخاسرات فهن من يهرولن خلف كل ناعق ..
فمن أى الفريقين أنتِ ؟؟



وخــتــامــا


لابد لكِ ياأخية أن تعرفى ابتداءً ماهو السبيل السليم الذى تتبعيه حتى لاتقعى فى فخ الخسارة ، وحتى تنضمى لأخواتكِ الرابحات ، وهذه السبل ستتلخص فيما يأتى :

* الأنفة واستعلاء الإيمان فى قلبكِ ، فحتى تكونى عالية لابد أن تتوفر العزة بالإيمان داخل قلبك وتأسر حنايا القلب فتنطبع العزة على جوارحكِ .
ولا تعجبى ياأخية حين أربط بين علوّك وبين اعتزازك بإيمانك ، فرب العالمين سبحانه وتعالى قال فى كتابه :
{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران139
فتأملى ياأخـيـة بارك الله فيكِ ، كيف ربطت الآية بين العلوّ وبين الإيمان ، بل أوقف الله تعالى الوصول لهذا العلوَ على حصول الإيمان .
فاعتزى ياأختنا بإيمانك يكتب الله لكِ العلوّ والعلياء فى الأرض بين الخلائق .



* الثبات أمام المطامع وأمام الشهوات ، فلابد ياأخية من ثبات تثبتين عليه أمام ماتراه عيناك من زخارف الدنيا ، ولابد لكِ كذلك أن تتذكرى نعيم الجنة وما أعده الله للصالحات من إمائه ، فإنكِ لو تذكرتِ هذه الأمور بصدق ستهون عليكِ زخارف الدنيا وسترغبين عنها وتزهدين فيها ، وهذا لن يتحقق لكِ إلا إذا تحققت لكِ الأولى ، وهى الإيمان والإعتزاز بهذا الإيمان .



* الحياة فى جو إيمانىّ والإبتعاد عن أجواء المعصية ، وحتى لو كان الجو العام لبيتكِ ياأختنا يغلب عليه طابع سىء ، فلتكن حجرتك منفردة فى وسط هذا البيت يشعر كل من يدخلها بصلاح حال من فيها .



* الصحبة الصالحة ، وكما قال الله تعالى : {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }الزخرف67

ففوزى بصحبة صالحة تفوزين بالنجاة ياأختنا .



* معرفة التاريخ الحقيقى لأمتكِ وحضارتها ، وقراءة سير الصالحات العابدات العفيفات ، فأمهات المؤمنين والصحابيات الكريمات ومن سِرن على نهجهن واتبعن خطاهن ، أحق باقتداءك ياأخية .



* معرفة واقع أصحاب الدعوات الماجنة الفاسدة ، ومعرفة تاريخهم العفن ، حتى تكونى على دراية وبينة من أمركِ فى حالهم قبل أن تخطو قدماكِ خطوة على طريقهم .



* والأهم من كل هذا ، ويأتى قبل كل شىء .... [ الإستعانة بربكِ ومولاكِ ، ودعاؤه ورجاؤه جل وعلا أن يرعاكِ ويصونكِ ويحفظكِ من شر كل من أراد بكِ سوءا ] .





أما عن القضية بأكملها ، فسنتوسع فيها فى الأبواب القادمة إن شاء الله . وما كان هذا الفصل إلا تمهيدا لما سنعرج عليه إن شاء الله فيما هو آت .
وأسأل الله العظيم أن يرزقكِ أيتها الأخت الفاضلة عفافا وتقوى ينصلح بهما حال أمتكِ بأسرها .

والله المستعان .




التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الأزهري ; 02-02-2008 الساعة 05:31 AM
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:37 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.