انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > الإعلامي وأخبار المسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-03-2011, 05:05 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي انفجار الجرح .. بقلم / مهاجر

 

وانفجر الجرح داميا هذه المرة ، بعد أن نجح النظام في ذكاء شرير في شق صفوف معارضة هي من البداية منشقة ، ولو فكريا ، فليس ثم رأس جامع ولو تحت راية علمانية ، فضلا عن أن تكون شرعية ، فليس ثم إلا رءوس قد قفزت فجأة بمختلف أطيافها الفكرية لتقطف ثمرة حركة شعبية لم يكن لها يد في حدوثها بل قد تأخر كثير منها عن التأييد ابتداء فلما بدأت الثمرة في التولد سارع الجميع إلى التأييد بل والقيادة ! ، ثم بدأ بعضهم في التراجع الآن فخطاب النظام بالأمس مقنع جدا ! ، ولا زال البعض متمسكا لا سيما مع تأييد واشنطن الواضح وضغطها على النظام وعلى المؤسسة العسكرية لتضغط بدورها ، فيبدو أنها قد باعت النظام وانتهى الأمر توطئة لنظام ليبرالي جديد يضمن لشعوب المنطقة قدرا معقولا من الحرية الفكرية على ما فيها من تجاوز فهو يفتح الباب لكل صوت ولو على خلاف الشرع فقيمة الحرية المطلقة قيمة مقدسة في الفكر الغربي ، ويضمن لها في نفس الوقت تمام الهيمنة على مصر تحديدا لثقلها وحساسية موقعها بالنسبة إلى كيان يهود المحرك الرئيس للسياسة الأمريكية ، وهكذا تتلون الأقوال بتلون الظروف ، فتقوى أصوات وتضعف أخرى ، وتظل ثالثة متربصة حتى حين لتنضم إلى الرابح من هذا النزال المرير ، فكل يريد تحقيق مآربه ، ولو على أشلاء ودماء الموحدين الذين اندفعوا في تلقائية وسلامة نية للدفاع عن حقوق إنسانية مشروعة ، كلنا يفتقدها ، فلا يمكن توجيه اللوم إليهم بالنظر بعين القدر والكون ، ولكن ذلك لا يعني إغفال النظر بعين الوحي والشرع فلم تخرج الجماهير ، على ما فيها من خير ظاهر خلافا لما يحاول النظام ترويجه من وصفهم بأنهم حفنة من الهمج والمخربين بل واللصوص والبلطجية حتى أعطى ذلك انطباعا كما قال بعض الفضلا من الدعاة على شاشة العربية بأن شعب مصر المسلم المعروف بتدينه الشديد ما هو إلا شوية حرامية استغلت الفتنة لتنهب الممتلكات العامة والخاصة ، ومع ذلك لم تخرج تلك الجماهير غضبة لدينها الذي انتهك مرارا ، ولم تخرج لنصرة مسلم مضطهد في الجوار القريب أو البعيد ، وإنما خرجت لتلبية مطالب مشروعة بل وضرورية لكل إنسان فالحرية معنى تتوق إليه النفوس لا سيما في ظل ما نعانيه من قهر وظلم وفساد بلغ حدا لا يمكن السكوت عليه شرعا وعقلا وقل ما شئت من معايير الحكم ، ولكنها مع ذلك ، وبمقتضى سنة الرب ، جل وعلا ، في الأمة الخاتمة لا يمكن أن تكون محركا رئيسا لطاقات الموحدين ، فلم يخرجهم الرب ، جل وعلا ، ليعقدوا ألوية الولاء والبراء ابتداء لحاجاتهم الدنيوية ، ولو ضرورية ، فذلك محل ثان لا أول ، فأول محال الولاء والبراء في قلوب الموحدين : دين رب العالمين ، جل وعلا ، وقد انتهكت حرماته في كل بلاد المسلمين تقريبا ، من لدن سقوط الخلافة الجامعة وظهور العلمانية السافرة ، ولم يتحرك له أحد تحرك الجماهير الغاضبة في الثورتين الأخيرتين ، فالمنظور الشرعي قد غاب ابتداء وانتهاء ، مع التنويه بالخير الظاهر في المحتجين ، كما تقدم ، ولكن الأمر لم يصل إلى حد الإعداد الجيد بالتزام السنة الشرعية في التغيير ، وملاحظة السنة الكونية التي تقضي بالتباين في الأحكام فرعا على التباين في الأوصاف ، فنقل تجربة الثورة الأولى التي أغرى نجاحها السريع ، جموع المحتجين في مصر ، لينقلوها بحذافيرها ، مع اختلاف الظرف ، فلمصر من الخصوصية ما يباين غيرها ، وللنظام فيها خبرة أكبر في إدارة مثل هذه الأزمات ، فقد أحكم سيطرته على المؤسسات المؤثرة في صناعة القرار ، بإذن الرب ، جل وعلا ، كالجيش الذي وقف محايدا ، ولو في الظاهر ! ، فقد تواردت الأنباء ، والله أعلم بالحقيقة ، أنه قد أفسح ممرات لتلك الجموع القادمة على ظهور الخيل والجمال مسلحة بالسياط والسيوف إلى ميدان التحرير ، ومع ذلك يدعي أحد المسئولين بأنها تخص بعض المحتجين فقد جاءوا للتظاهر على ظهورها ولعلهم لم يجدوا وسيلة نقل أخرى ! ، فالنظام قد خرج من قلب هذه المؤسسة ، فيصعب ، والله أعلم ، أن تتخلى عنه وقد كان رأسا بارزا فيها ، رغم كل الضغوط الأمريكية فرئيس أركانها يهاتف رئيس أركان الجيش المصري ، ولعله ، والله أعلم ، كان يحضه على إسقاط النظام الحالي ، فقد انتهى أمره ، كما تقدم ، بالنسبة إلى الإدارة الأمريكية ، وبدأت الاتصالات مع قيادة المعارضة ! ، ولم يخطئ النظام بدوره خطأ النظام في الثورة التونسية ، فقد استفز الجيش بعد أن فقد أعصابه سريعا لقلة خبرته في معالجة هذه الثورات ! ، فأمره في عجلة واضحة وغباء ظاهر بإطلاق النار على جموع الشعب ، ثم أقال رئيس أركانه ، فاصطدم معه ، وهو القوة الرئيسة ، فكان ما كان من هروبه بعد أن فقد كل قوة تدعمه ، والحال عندنا في مصر مختلف فلم يتعرض النظام للجيش فنجح في احتوائه ، وحافظ الجيش على صورته في نظر الشعب ثم تحرك ، أو لم يتحرك إن شئت الدقة ! ، ليدفع عن جموع المتظاهرين جحافل المسلحين المحترفين ، فاكتفى باحتجاز من تقبض الجماهير عليه في أماكن آمنة في مجمع التحرير ! ، فهم ، على كل حال ، رجال الحكومة التي يدين بالولاء لها فــ :
غياب للرؤية الفكرية الكاملة : شرعية وسياسية تنظر بعين العقل لا العاطفة للمصالح والمفاسد المعتبرة لا المتوهمة ، فطاقة الشباب تتسم دوما بالانفعال والعجلة ، مع الصدق والإخلاص في نصرة الفكرة ، وإن لم تكن شرعية 100% ، فتحركت الجموع بلا رأس ، كما تقدم ، وتقافزت الرءوس برسم الانتهازية ، وانقسمت على نفسها حتى قبل الحصول على الكعكة ، فكل ينفي أن الآخر هو المتحدث الرسمي باسم الجماهير وأنه رئيس الحكومة الانتقالية القادمة ! .

وضغوط من الخارج : ظاهرة كانت أو خفية ، فبعض يؤيد صراحة ، وبعض يتحفظ بانتظار ما هو آت ، وبعض يعمل في الخفاء فمناخ الفوضى الذي نعيشه الآن في مصر يتيح الفرصة لأي جهاز استخبارات معاد لينفذ ما شاء من العمليات في إطار سياسة تفجير الموقف أكثر وأكثر فلا يعنيه إلا ضياع البلد ، وليس المهم من يضيعه ، وكالعادة فالعلمانيون ينسبون الأمر إلى حركة حماس الأسيرة ، فهي التي فجرت كنيسة القديسين وهي الآن التي تخطط لتفجير مصر بأكملها ، وقد كانت شبكات التخريب والجاسوسية تنشط في مصر في الآونة الأخيرة مع استقرار المجتمع فكيف بعد تفجيره بهذه النازلة العامة ؟! .

وقيادة تصارع حتى الموت لتبقى في السلطة مع دهاء وصبر في إدارة الأزمة ، واستخفاف ظاهر بكل المعايير الشرعية والإنسانية ، فليس ثم في سياستها إلا الميكيافيللية التي توصلها إلى أغراضها ، فخطابات تشق صفوف العدو ، ومسيرات تضاد مسيراته واشتباكات عنيفة لتعليمه الأدب ، وهي ، عند التدبر والنظر ، لا تختلف كثيرا عن ميكيافيللية الرءوس التي قفزت لتتولى زعامة معارضة لم تصنعها ولم تشارك فيها إلا بالكلمات الباردة والشعارات الزائفة ، ولكن لكل أدواته ، فللسلطة من الأدوات ما يفوق أدوات أولئك بمراحل ، فخبرة كبيرة في العمل السياسي ، وهو في زماننا يرادف الخسة والضعة ، وقوة كبيرة من الشرطة والجيش قد دربت على أعلى مستوى ، ومؤسسات كاملة يصعب على المعارضة إيجاد بديل لها ، فالتهديد الآن : ببقاء الوضع على ما هو عليه بعد سلسلة من التنازلات المحسوبة بدقة ، فهذا خير لكم ، وإلا حرقنا البلاد حرقا ، ودرس سحب قوات الأمن وإشاعة الذعر والفوضى لا يزال ماثلا في أذهاننا ، فالطيب أحسن ! ، كما يقال عندنا في مصر ، فلا بديل عن النظام الحالي إلا الفوضى ، فهذه رسالته إلى الجماهير لتقنع بما حققته من مكاسب ، وإلا فهو مهدد في أمنه في نفسه وأهله وولده ، وليس ذلك بغريب على نظام تخصص من سنين في إرهاب المسلمين فهو يقدم نفسه دوما للغرب على أنه أحد دورعه الواقية من خطر الإرهاب الذي يرادف الإسلام في العقل الجمعي الغربي .

ولا زال النزال مستمرا ، والله ، جل وعلا ، وحده ، أعلم بنهاية هذه الفتنة ، وهي فتنة اختلط الحق بالباطل فيها ، واشتبكت المصالح بالمفاسد على وجه حذر منه بعض أهل العلم قبل وقوع هذه الفتنة بأيام ، مشيرا إلى الفارق الجوهري بين ظروف مصر وتونس .

ويرد في الذهن سؤالان :
هل كان الجيش سيقف ساكنا إلى هذه اللحظة لو كانت الجماهير قد خرجت للذب عن دينها أو أنه كان سيسحقها سحقا كما وقع في ميدان السلام السماوي في بكين من عقدين أو يزيد ؟ ، وهل كانت أمريكا ستلقي بثقلها في كفة المعارضة حتى خرج أوباما بنفسه ليدعو رأس النظام إلى التنحي ، هل كانت ستفعل ذلك لو كانت الثورة إسلامية ؟! .

وهل كان الأمن سيتعامل بهذه الصورة الهمجية مع المحتجين لو كانوا مليونا أو يزيد من النصارى ، وقد أحسن شنودة بما له من خبرة كبيرة في إشعال الفتن وقيادة الجموع الثائرة ، أحسن إذ أفتى أتباعه باعتزال الفتنة ! ، فليس لهم في المشاركة فيها منفعة ، فكلا الطرفين يغازل الكنيسة قبل وقوع الفتنة ، فهي رابحة في كل حال فعلام الزج بالأتباع في المعركة بل الأولى الانتظار حتى يتبين الرابح من الخاسر ليؤيد الرابح فهو قائد المرحلة القادمة ! .

وعجبا لهذا النظام الجبان الذي طالما قدم التنازلات لواشنطن حتى أضر بسمعة المسلمين في مصر ، لا سيما بعد حصار عزة ، من أين له الآن بهذه الجرأة والعناد في رفض أي إملاءات خارجية ، فقد تعلق الأمر الآن بمعقد ولائه وبرائه الأول : الملك والسلطان الذي يضحي الملوك في سبيله بكل غال ونفيس بل لو اقتضى الأمر لضحوا برعيتهم بأكملها فأفنوها أو أشعلوا الحرب بين طوائفها .

وهي ثورة ابن أشعث جديدة ، والله أعلم ، اجتمع فيها خصوم كثر ، كلهم قد ظلم ، فمنهم من ظلم في دينه ومنهم من ظلم في دنياه ، ومنهم من ظلم في كليهما ، ومنهم من لم يظلم ولكنه انتهازي يجيد استغلال الفرص ومنهم ومنهم ، فلكل غرضه ، والعدو واحد فقد ظلم جميعهم وبغى على عمومهم فلم يسلم من شره أحد كما لم يسلم من الحجاج أحد ، ولكن تعدد الولاءات وعدم تحرير النيات والرايات ، وقصور الرؤية عما بعد هذه الحركة ، نجحت أو فشلت ، وكثرة المتربصين فلصوص الثورات كالعادة يقفون على الحياد حتى ينجلي غبار المعركة أو يتدخلون إن اقتضى الأمر كما تدخلت أمريكا الآن صراحة فلم تكتف بالفرجة كما في ثورة تونس فلكل ثورة ظروفها ، ولكل وصف حكمه ، وهو ، أيضا ، من الفوارق الرئيسة بين الحالين في البلدين لاختلاف الظروف الجغرافية والسكانية وإن حصل الاشتراك في عموم المظلمة لكل شرائح المجتمع وهو ما جعلها تنتفض كلها في وقت واحد لرفع الظلم ، وهي انتفاضة لا ينكرها أو يسفهها إلا من لم يكابد ما كابده الشعبان من ظلم وعسف ، فلا بد ، كما تقدم ، مرارا ، من النظر بعين القدر الراحمة مع عين الشرع الحاكمة ، فانتفضت ، ولكن بلا تصور صحيح وتخطيط كامل ، وقد ينجح الأمر في بلد ويفشل في أخرى ، وقد ينجح ابتداء ثم يقع الفشل بعد ذلك لغياب التصور الكامل وتعدد المشارب والأغراض وكثرة المتربصين ....... إلخ . فكل ذلك مما يزيد الأمر تعقيدا .

والله أعلى وأعلم .

اللهم احقن دماء الموحدين في مصر ، وفي كل بلاد المسلمين ، وأخرجنا من هذه الفتنة سالمين في أدياننا وأبداننا وأعراضنا وأموالنا ، واختر لنا صالح الدين والدنيا ، وأهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين ، وارزقنا السداد في التصور والحكم في تلك المضائق التي تزل فيها أقدام الحكماء فضلا عن عموم المكلفين ، ولا تبح بلادنا لأعداء دينك بما اقترفته أيدينا من ذنوب ومعاص .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-03-2011, 10:36 AM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالملك السبيعي مشاهدة المشاركة


اللهم احقن دماء الموحدين في مصر ، وفي كل بلاد المسلمين ، وأخرجنا من هذه الفتنة سالمين في أدياننا وأبداننا وأعراضنا وأموالنا ، واختر لنا صالح الدين والدنيا ، وأهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين ، وارزقنا السداد في التصور والحكم في تلك المضائق التي تزل فيها أقدام الحكماء فضلا عن عموم المكلفين ، ولا تبح بلادنا لأعداء دينك بما اقترفته أيدينا من ذنوب ومعاص .

أميييييييييييييييييييييييين
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-03-2011, 11:10 AM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

والله يا اخى قد قلبت علينا الشجون والاحزان من هذا الواقع المؤلم

لا استطيع ان قول وسط هذة الفتن المتلاحقة

حتى لا تستطيع ان تقول ماذا ينتظرك بعد دقيقة واحدة

لأنَّ الفتنة تذهب بعقول الناس . روى نعيم في الفتن وصححه الهندي في كنز العمال عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تكون فتنة تعرج فيها عقول الرجال ، حتى ما تكاد ترى رجلا عاقلا" . فالفتنة غرارة ، وكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء " ويقول : " وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله " [ منهاج السنة (4/343) ]

ولكن اقول كلام الله لعله يريح النفوس ويطمئنها

(لله الامر من قبل ومن بعد)

وقال تعالى
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26

نعم ان الامر لله وحده والكون لله وحده فلا تتعيوا انفسكم بما سيجرى وبما تريدون او ما يريدون غيركم

لان بكل بساطة الامر لله وحده والكون لله وحده يدبره انّى شاء سبحانه

ولكن ابشركم اخوانى واخواتى

ان الله لن يترك من يرفعون رايه هذا الدين مستضعفين وان كانت سنة الله الباقية

الاستضعاف ثم التمكين

فلا يكون التمكين الا بعد الابتلاء

فصبرا جميل

عسى الله ان ياتى بامر من عنده

اسال الله ان يحفظ مصر والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن

اللهم عليك بالمنافقين

اللهم عليك بالمنافقين

اللهم عليك بالمنافقين

اللهم عليك بالظالمين

اللهم عليك بالظالمين
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-04-2011, 05:45 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

ولا زال التحذير مستمرا إلى آخر لحظة من الإسلاميين فلا يخشى رأس النظام إلا من استيلاء الإسلاميين على السلطة ، وهم المسئولون في استعباط عجيب ، كما يقال عندنا في مصر ! ، عن أحداث الميدان ، ولا زال التنويه بما قد نوه به بعد الثورة في تونس ، لا نريد الدولة الدينية ، وإنما نريد الدولة المدنية الديمقراطية التي روج لها النظام السابق ليجمل صورته ، فمارس ديكتاتوريته بحجة قمع التطرف الديني الذي يهدد الغرب ، ويهدد الدولة المدنية التي لم يكن لها ، مع فساد مقرراتها الفكرية ، لم يكن لها وجود إلا في ذهنه ! ، فليته التزم بمقرراتها في الحريات الدينية المطلقة في أزمة كأزمة أخواتنا الأسيرات في الكنائس ، فك الله جل وعلا أسرهن ، فأعطى الحرية الكاملة لمن شاء أن يؤمن أو يكفر ، مع بطلان ذلك في شريعة الدين الخاتم ، فليس الأمر إلا إلزاما لا أكثر ، والإسلام دوما هو العدو الذي يخوف به الغرب ، ويخوف به الشعب للخلفية المشوهة التي نجح الإعلام في غرسها في العقل الجمعي عن الدين الكهنوتي ، فالدين ليس إلا دينا كدين الكنيسة المحرف فلو حكم فليس إلا ظلام أوروبا في القرون الوسطى ، والتاريخ الزاهر وقد كان الدين فيه حكما ، والحاضر البائس فقد صار فيه الدين متهما ، التاريخ والحاضر خير شاهد على بطلان هذا القياس الجائر الذي ألح به أعداء النبوات على عقولنا حتى صدقناه ، فصار الدين مقصورا على الشعائر ، وصار الدين قرين الفشل السياسي والاقتصادي ..... إلخ من وجوه الشأن العام فهو لازم في النفس لا يتعدى إلى غيرها ، وهو مما يلتمس به العذر الكوني لا الشرعي ، لحساسية مفرطة عند الجماهير من أي شعار ديني ، فهم ، مثلنا ، من الأجيال التي نشأت في ظل تسلط العلمانية على العقول في مناهج التعليم والإعلام ، فشوهت الدين الخاتم تشويها كاملا وشككت في قدراته على قيادة البشرية ، وقد كان ذلك في الماضي الزاهر في ظل دولة الشريعة والنبوة : مما لا يخطر بالبال ابتداء ! .

والرجل مصاب بحساسية غريبة من كل ما هو إسلامي ! ، وهو نتاج حقبة تلت سقوط الخلافة الإسلامية فكانت التيارات العلمانية هي السائدة بل الجارفة ، وهو ، مع ذلك ، نتاج ثورة أعلنت الحرب صراحة على الديانة باسم الحرب على الرجعية ! ، ونهاية حكمه ، عند النظر والتدبر ، نهاية لحقبة الثورة الخالدة ! ، فليست نهاية ثلاثين بل هي نهاية نحو ستين سنة من القمع والقهر ، والله ، جل وعلا ، وحده ، هو الأعلم بما هو آت بعدها : هل يكون خيرا وتمكينا أو حربا وتضييقا .


وبعض أهل العلم ممن لم يخرج ، قد أفتى بالجواز ، ودعا إلى خلافة الخارجين في أهليهم في الدعاء وتوفير الأمن والنفقة ..... إلخ ، فليحتسب الباذل في ذلك نية خلافة مسلم غائب في أهله ، وإن لم يكن خروجه على رسم الشريعة 100 % ، فقد خرج ، كما تقدم مرارا ، ليطالب بما يعتمل في صدورنا من سنين ، فقد ربي جيل بأكمله في ظل القهر والكبت : الديني والدنيوي معا ، فصودرت الحريات الضرورية التي يستوي فيها عامة البشر مؤمنهم وكافرهم ، فلا يمكن أن ينجح الإنسان في أي شأن ديني أو دنيوي وهو خائف قد صودرت حقوقه الأساسية ، فشتت ذهنه في طلب الحد الأدنى من الكرامة ، فضلا عن أمور المعاش الذي ضاق ، ففساد الدين قرين لازم لفساد الدنيا ، فمن خرج ليطالب بذلك ، فلا لوم عليه بعين القدر والشرع ، وإن لم يسلم ، كما تقدم ، لمن جعل الوسيلة : غاية ، فالحرية والقوت وسيلة إلى إصلاح الدين والدنيا ، لا غاية فهو مما يشترك فيه عامة البشر ، بل منه ما تشترك فيه عموم الخلائق ، فكل يتغذى ليحفظ مهجته ، فلا يحصل بالسنة الكونية تمايز بين الإنسان وغيره وإنما امتاز الإنسان بالسنة الشرعية فهي فحوى رسالة السماء ، والكلام عن بعد : أمر يسير ، فعند ملابسة الفتنة التي يلابسها إخواننا الآن في ميدان التحرير لا يكون الهم الأول إلا رفعها بما يحفظ على الناس أديانهم وأبدانهم .

ولعل ذلك الخروج من جنس خروج أهل السنة من المالكية في المغرب على الدولة العبيدية تحت راية مختلطة ، فقد خرجوا تحت راية : أبي يزيد مخلد بن كيداد وهو من الخوارج الإباضية ، فلما روجع أحد أئمة المالكية ، رحمهم الله ، في ذلك ، قال بأن مخلد بن كيداد خير من القائم العبيدي ، وليس الخارجون في ميدان التحرير من الخوارج بداهة ! ، وإنما هم من المسلمين المظلومين ، وإن كانوا مثلنا من المخلطين من أهل التوحيد فلنا ولهم من الذنوب والمعاصي ما لا يعلمه ولا يغفره إلا الرب العليم الغفار جل وعلا .

وإن لم يكن لأهل الديانة والفضل ، لا سيما ممن لهم دراية بشئون السياسة ، كالتيارات الإسلامية الحركية ، فضلا عن بقية الحركات وإن لم يكن لها الدور البارز حركيا كجماعة الإخوان المسلمين ، إن لم يكن لها دور ، كما يقول بعض الفضلاء ، فسيختطف العلمانيون هبة الجماهير ، وهو أمر قد تكرر كثيرا ، فقد عاد البرادعي من فيينا ليقف ساعتين أو يزيد ! ، ليلقي كلمة ركيكة باردة ، ونصب نفسه قائد الثورة ومفوض الجماهير للتشاور مع السفيرة الأمريكية فهو بالنسبة لهم على كل حال خير من الإسلاميين ، وإن أبدوا من المرونة ما أبدوا ! .

فالصورة واحدة : انتفاضة بلا قيادة محددة ، تسابقت قيادات لتوجيهها ، فكلها في الفعل الظاهر واحد : فكلهم أمام الجماهير انتهازي يريد تحقيق مآربه الخاصة ، وإنما يفترقون في الحقيقة بالنية ، فليجدد أهل الديانة نية قيادة المسلمين إلى حكم الشريعة ولينحوا المكاسب الخاصة جانبا وإلا استووا مع بقية الرءوس العلمانية والليبرالية ، فصارت الجولة للأقوى ، فكل موكول إلى نفسه .




والحرب على أشدها : فجموع الحزب الوطني تصادر كل مؤن داخلة في محاولة لقطع المدد اللوجستي عن العدو ! ، ولا دين ولا حتى مروءة في صراعات زماننا ، فالنظام ، سيبذل قصارى جهده ، للإضرار بخصومه ولو كانوا مسلمين يحرم إيذاؤهم ، فالكلام معهم في حلال أو حرام قد يجري مجرى التهكم ! .

والتنازلات تتوالى ، والإشكال أن الناس قد فقدت كل مصداقية في نظام يكذب من ثلاثين سنة ، وهو ما تنظر إليه القوى الخارجية بعين الاعتبار ، فتدعوا إلى انتقال السلطة فورا ، والأمر ملتبس : هل ذلك هو الحل دون إيجاد بديل كما يدعي رأس النظام فرحيله حالا مع عظم فساده : مظنة الاضطراب ، أو أن الأمر لا يحتمل فالبديل أيا كان سيحقق المراد العاجل وهو رفع هذه النازلة فالمراد ليس مجرد التقليد لثورة تونس فلكل مجتمع خصائصه ، وإنما المراد رفع النازلة على وجه شرعي قدر المستطاع ، فلا يأمل أحد في زمان كزماننا أن يسوى الأمر تسوية شرعية 100 % ، فليس ذلك قتال الجمل أو صفين الذي ضرب فيه الأفاضل المثال الكامل لقتال الإخوان إن بغى بعضهم على بعض برسم الاجتهاد والتأويل ، وإنما هو قتال ميدان التحرير ! ، فلسنا في دولة نبوة ، وقد بعد العهد عنها ، فالكلمة الآن ابتداء : للطبع لا للشرع .

وذلك أيضا من التضارب الذي يصيب البصر والعقل في زمان الفتنة فلا يسدد إلى الحق إلا من هدى الرب جل وعلا .

والله أعلى وأعلم .

اللهم سلم المسلمين غدا وفي كل وقت ، وارفع النازلة ، وحكم فينا الصالح المصلح الذي يقيم شريعتك الغائبة .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-04-2011, 02:37 PM
ام عبده البرنس ام عبده البرنس غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اللهم ماسلم يارب واسلم مصر دائما
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-05-2011, 07:07 PM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

ومن الغريب شرعا ، وإن لم يكن غريبا في زماننا ، بل هو من المعروف الذي لا ينكر للخلل في التصور فينشأ عنه لزوما الخلل في الحكم : قولا وفعلا ، من الغريب : أن من ضمن مقترحات لجنة "السفهاء" ، المعروفة بلجنة الحكماء ، التعهد للنظام ، ورأسه تعيينا ، بعدم ترشيح أحد أعضاء حركة الإخوان المسلمين لمنصب الرئاسة ، فقد أبدى رأس النظام خشيته من ترك الرئاسة ليستولي الإخوان على الحكم ، فهو السد المنيع ضد أي تيار إسلامي ، أيا كان اسمه ، وذلك ، مما يصب في قناة تصريح مرشد الجماعة بأن النظام يرهب الغرب بالإخوان ، والأدق ، والله أعلم ، أن يقال بأن النظام يرهب الغرب بالإسلام ، فالأمر ليس حكرا على الجماعة ، بل هو دين له أصول ومقررات عقدية وتشريعية وسياسية تباين تماما مقررات الحضارة الغربية في ثوبها العلماني ذي الخلفية النصرانية المتعصبة الرافضة لكل ما هو إسلامي إلا ما كان طقوسا وشعائر خاصة تصير الدين الخاتم من جنس رهبانية النصارى عديمة الأثر في الخارج ، فالأمر ليس انتصارا لمرشح من الإخوان أو من أي تيار إسلامي ، فليست الأسماء الحركية الخاصة معاقد ولاء وبراء ، بل قد أحدثت من الفرقة والانقسام في الصف الإسلامي العام ما الرب ، جل وعلا ، به عليم ، حتى في إطار الحركة الواحدة التي تنشعب إلى حركات محافظة وأخرى إصلاحية وثالثة ...... إلخ ، ولكل تصوره ، وإذا لم يحتكم إلى الأصل العام : دين الإسلام الأول بفهم القرن الأول وما يليه من القرون الفاضلة ، فالاختلاف في زيادة ، وهذا أمر نلمس له أثرا ظاهرا في مسيرة الصحوة الإسلامية مع عظم نفعها بالنظر إلى الظروف العصيبة التي نشأت فيها بعد انحسار المد الإسلامي ونشوء أجيال قد تشربت العلمانية فأفرزت قيادات كالقيادات الحالية التي تجاهر بعداء كل ما هو إسلامي بل تفخر بذلك فهي التي قضت على التطرف الديني ورسخت مفهوم الدولة المدنية المزعومة ، فليس الأمر ، كما تقدم انتصارا لجماعة الإخوان ، فلهم كما لكل حركة أخطاء منهجية ، ومرد الحكم عليها كما تقدم إلى الأصل الأول ، ولكنهم ، مع ذلك ، أصحاب الفضل الأكبر والصوت الأول في أي نشاط حركي من حرب فلسطين ، وكان لهم فيها دور بارز وبطولة ظاهرة حملت يهود على إعادة النظر في نظام الملكية في مصر فقد عجز عن مواجهة هذا المد المتنامي فتم التخطيط لانقلاب يوليو الذي أفرز قيادات أشد تطرفا ، فهي ، كما تقدم ، تجاهر بعداء الإسلام ، وذلك ، ما لم يكن الملك المخلوع يجرؤ عليه مع عظم فساده في حياته الخاصة ، وكان ما كان من تصفية للتيار الإسلامي الحركي الذي مثلته بشكل رئيس جماعة الإخوان ولا تزال ، فلهم سبق ظاهر في كل الأنشطة الحركية : العسكرية سلفا والسياسية الآن ، مع ما في منهج الجماعة لا سيما في الآونة الأخيرة من أخطاء في الفكر العام وفي طرائق المناورة السياسية ، وذلك أمر يكابده كل من يعمل في السياسة بصورتها الحالية فليس فيها من وصف الشرعية شيء تقريبا ، فلا يكاد يسلم أحد من الإسلاميين فضلا عن العلمانيين بداهة ! ، منها ، وذلك واقع لا يبرر مخالفة حكم الشرع ، ولكنه واقع شئنا أو أبينا ينبغي النظر فيه بعين القدر قبل الحكم على الفعل أو الفاعل ، فالأمر ليس انتصارا لهم ، ولكنه انتصار للدين العام الذي يجمعهم ويجمع غيرهم من عموم المسلمين فهو العدو الذي تعهدت تلك اللجنة بعدم ترشح أحد ينتمي إليه لمنصب الرئاسة ، ولسان حالهم : فليطمئن الرئيس المخلوع أو المنتهية ولايته أو ....... ، وليطمئن الغرب فلن يكون للإسلام القيادة في المرحلة المقبلة في دولة هي أكبر حلفاء واشنطن في المنطقة ، وهو لسان حال الثورة في تونس الآن ، فلا مكان للدولة الدينية ، وذلك ، كما تقدم ، فرع على عدم التصور الشرعي لقضايا الحكم والسياسة ، فالإسلام قد اختزل في أذهاننا تحت وطأة العلمانية التي نشأنا في ظل مؤسساتها إلى عقائد خاصة بالفرد وشعائر لا تتعدى حيز المسجد وأخلاق لا مكان لها في الحياة العامة التي تحكمها أخلاق السوق ! .

وأيا كان الطارح للاقتراح الجماعة أو لجنة الحكماء ، فإن الأمر يدل ، كما تقدم ، على قصور في تصورنا الشرعي ، ولم يطمح أحد في إقامة دولة الخلافة الراشدة مرة أخرى ، فذلك مما يباين سنن الرب ، جل وعلا ، في كونه ، فلن يحدث التغيير في يوم وليلة من علمانية متطرفة إلى إسلام كامل ، فذلك مما لا تستوعبه العقول ، وإن كان هو الواجب المشروع ، فلا شك أن هذه الثورات ذات الأثر المحمود والجهد المشكور ، على ما فيها من خير عظيم ، فقد سعت إلى رد حقوق آدمية أساسية افتقدناها فقاموا بما لم نقم به من كسر حاجز الخوف والإرهاب ، وما فيها في المقابل من تخليط في الرؤى الفكرية لعدم اكتمال الصورة الشرعية ، لا شك أنها بما فيها من صواب وخطأ قد تحدث نوع انفراجة في الحريات الأساسية وهو ما يمهد أكثر إلى طرح الرؤية الإسلامية الكاملة لا سيما مع إقبال الناس بفطرهم السوية على التدين كحل وحيد لأزماتهم الاجتماعية والنفسية فمزيد من الحرية الإنسانية يتيح عرض القضية بشكل أوضح ليقع التغير أو الانقلاب ! المطلوب شرعا من العلمانية إلى الإسلام ولكن بسنة التدرج كونا ، فذلك مقتضى سنن الرب ، جل وعلا ، في خلقه فلا يحدث التغير في دين أو دنيا في يوم وليلة ، وإن حدث فهو أمر خارج عن حد العادة ، فلا يقاس عليه في وضع الخطط الفكرية لبناء الأمم ، فالأمم لا تبنى والرجال لا تربى صدفة .

وحتى لو وقع التغير بذهاب هذا النظام فهل ذلك يعني انتهاء الأمر ، أو أنه ، أيضا ، بداية لمرحلة تحتاج تخطيطا لمعالجة وجوه النقص الديني والدنيوي في حياتنا فلم يترك لنا قبل رحيله دينا أو دنيا ! ، فالمخطط الإصلاحي في دين أو دنيا لن يؤتي ثمرة في يوم وليلة ، بل حتى استعادة النفوس لثقتها المفقودة بعد سنين من القهر والفشل والإحباط سيستغرق وقتا لا محالة فتلك ، كما تقدم ، سنة كونية نافذة ، فلا يمكن تخطيها بل لا مناص من مدافعتها بالسنة الشرعية ، والكلام يسير ما أيسره ، والعمل صعب ما أصعبه ! ، وحتى أهل الدين والفضل يجد بعضهم في نفسه حرجا فلا يقدر على الانتقال من حال إلى أخرى في يوم وليلة ، وإن كان معظما للشريعة ، فسنة التغيير التدريجي تجري على كل الأفراد والجماعات فلا تغير إلا بسلوك سنته .

ومن الميدان أخبرني أحد الأفاضل ممن ذهب إلى هناك عن صور من العراك مع البلطجية بلغت حد أن هدد عقيد في الجيش بإطلاق النار على نفسه ! ، فصوب المسدس على رأسه لما رأى اقتتال أبناء البلد الواحد أمامه ، وهو لا يدري ما يصنع ، فقد نشب القتال وانتهى الأمر ، فترك الناس القتال ليدركوه حتى قبل أحدهم رأسه تهدئة لخاطره ، مشهد يؤثر في نفس سامعه فضلا عمن عاينه ، وهكذا وصل الحال بعد سنين من الفساد الذي فجر هذه الثورة ، وأخبرني عن صور من البلطجة الحكومية فأعداد البلطجية الذين دخلوا بالخيول والجمال بلغت نحو 50 ألف ، كما في بعض التقارير ، وأسعارهم كما يحكي لي ذلك الفاضل تتراوح بين 50 و 500 جنيه ! ، وبلطجية الحكومة قد أحكموا الحصار حول الميدان ، وهم خبراء في هذا الشأن ! ، فقد حاصروا غزة بأكملها من نحو أربع سنوات فحصار الميدان لأيام أمر أيسر بكثير ، فضلا عن مصادرة المؤن والأدوية ، وقطع الكهرباء عن المسجد المجاور لمجمع التحرير ، وأظنه مسجد عمر مكرم ، والله أعلم ، واصطياد القيادات بالاعتقال ، واصطياد الخارجين لشراء بعض الاحتياجات ، فبعضهم ، كما جاء في بعض الفضائيات يخرج ولا يعود ! ، وقد أحكموا الحصار حول الميدان ونجح الجيش في دفعهم عن جموع المحتجين ، ومن يخرج من الميدان ولو ليعود لمنزله ، وتبدو عليه أي مسحة إسلامية أيا كان انتماؤه ، ولو وجدوا في جيبه مصحفا ! ، فإنه ينكل به فورا فهو من الإسلاميين أو الإخوان ، فذلك اسم عام يستعمله كثير من أعداء التيار الإسلامي في مصر ، بوصفهم الجماعة الأكثر عددا وتنظيما ، وتلك طريقة خبيثة يستعملها أولئك ، وقد دندنت حولها بعض الفضائيات كالعربية ، فاستضافت أحد أبناء ساويرس من المسلمين ! ممن يعمل في صحفه الصفراء وأظنه رئيس تحرير "اليوم السابع" ، فبدأ كالعادة في الإشادة بشباب 25 يناير الذين عبروا عن مطالبهم بطريقة حرة شجاعة ...... إلخ ، ولكن ، والكلام له أو التحريض على وجه أصح ! ، ولكن اليوم كان الطابع الغالب على جموع المحتجين السمت الإسلامي : الإخوان ومن تحتهم السلفيون ! ، فقد بدأ الأمر يأخذ طابعا دينيا فلا يبعد أنهم المحركون للجموع خفية ، وكذلك الشأن في كلام مراسل العربية في الإسكندرية ، فالإخوان هم الذين يفعلون كل شيء ، ولا أحد من أبناء المجتمع السكندري له دور غيرهم ! ، فيحركون الجموع بما لهم من خبرة تنظيمية ، بل قد بدأ الناس في التضجر منهم ، فبدأ الحماس يفتر فقد لبت الحكومة المطالب بوعود كلامية ! ، وانتهى الأمر فعلام التظاهر ، فتلك رسالة التدرج في امتصاص غضب الجماهير بطريقة إعلامية محترفة بسحب البساط شيئا فشيئا ، وهو ما فعله رئيس الوزراء في مقابلته مع تلك الفضائية ، فالأعداد في نظره قد قلت والآراء قد انشعبت فلم يجد من يتحدث إليه ....... إلخ من صور التهوين والتوهين ، وفعله وزير الدفاع لما دعى الجموع لتضغط على مرشد جماعة الإخوان لكي يقبل الحوار مع القيادة الحالية فألقى الكرة في ملعب الخصم ليحدث ذلك مزيدا من الانشقاق التدريجي فمن مال إلى حزمة التنازلات والوعود الأخيرة بلا أي ضمانات إلى الآن سوف يميل بلسان حاله إلى التهدئة ، وهو ما يرفضه إلى الآن عموم المتظاهرين ، وإن كانت الوعود ابتداء مقبولة لسبب بسيط وهو : فقدان المصداقية فقد صاروا يخشون المتابعة الأمنية برسم الانتقام والتصفية بعد فض الاعتصام ، فتكون تلك صورة جديدة من صور طغيان الحجاج عقيب قضائه على ثورة ابن الأشعث فقد تتبع من خرج فيها بالقتل والتصفية ، فما الذي يضمن صدق نظام يحترف الكذب من ثلاثين سنة ويزيد ؟! ، وقد قدم رئيس الوزراء وعودا كلامية كالعادة ! ، وذلك شرط اشترطته اللجنة المسماة بلجنة الحكماء ، وحسنا فعلت ، وقصر الأمر على الإسلاميين ومحاولة تصويرهم على أنهم الغالبية العظمى من سائر تياراتهم وهي المحاولة التي يمارسها بعض الخبثاء الآن هو في حقيقته نوع تحريض عليهم إذا انتهى الأمر بالفشل ليصب النظام الذي يكره الإسلاميين ابتداء فكيف بعد أن خرجوا عليه ؟! ، ليصب جام غضبه وانتقامه عليهم ، سلم الله المسلمين جميعا من هذا المكر ، وكل من تواجد يحس بهذا الهاجس فليس حكرا على الإسلاميين ، فكل يخشى سطوة النظام إذا استعاد عافيته ، فمواعيده : مواعيد عرقوب ! .




وبعض أهل العلم قد خرج ، وبعضهم لم يخرج فترجح عنده أن المصلحة في ذلك وأجاز ، مع ذلك ، الخروج ، ولكل ، والله أعلم ، سلف ، كما في فتنة ابن الأشعث ، فخرج أمثال سعيد وابن أبي ليلى ، رحمهما الله ، ولم يخرج الحسن ، رحمه الله ، وإن استقر الإجماع بعدها على عدم الخروج على أئمة الجور كما حكى ابن حجر رحمه الله ، ولكن هل عنى ابن حجر ، رحمه الله ، أئمة الجور في زمانه ، أو أئمة الجور في زماننا من الصعاليك الذين عطلوا الشرائع وضيقوا حتى على أداء الفرائض ، هل أولئك ممن عناهم ابن حجر ، رحمه الله ، وهل التسوية بين جور ملوك الأمس وجور ملوك اليوم يصح من كل وجه ؟! ، وهل مجرد الخروج في اعتصامات تطالب بأبسط الحقوق يساوي الخروج المعهود في كلام أهل العلم والذي يعني الخروج المسلح تحت قيادة منظمة تريد الاستيلاء على الحكم ولو بإراقة الدم ، فلم ينشب المتظاهرون تلك المعارك ابتداء وإنما ألجئوا إليها إلجاء دفعا لعدوان البلطجية عن أنفسهم ، والأمر مجرد قول خطر لي يحتمل النظر فلا يحسم النزاع في مثل تلك المضائق بتحرير محل النزاع وتقدير المصالح والمفاسد المعتبرة ، لا يحسمه إلا الأكابر .

وإصرار أمريكا على إحداث التغيير الفوري هل هو مما يصب في مصلحة الجماهير ، ولو اضطرارا ، فلا تريد أن تخسرها وهو الخيار الذي أجمع عليه المصريون بشتى انتماءاتهم الفكرية ، أو هو محاولة منها لإحداث مزيد من الاضطراب ، وتلك دعاية أبواق النظام من كهنة المعبد المنهار الذين يتشبثون بالحياة إلى آخر لحظة ، ولقائل أن يقول : طبائع الأشياء وسنن الكون قاضية بأن أي تغيير مفاجئ قد يحدث فعلا نوعا من الاضطراب لا سيما بعد فترة طويلة جدا ! من الركود بل والجمود الذي يشبه جمود الأموات إن لم يكن عينه ، وهل تغيير الرأس فورا يعني التغيير فورا فتلك معادلة مؤيديه فلا حياة مستقرة هائنة بدونه ! ، أو يمكن تغييره مع تولي غيره لفترة انتقالية وينتهي الأمر .

أخذ ورد لا ينتهي هو طابع زمان النوازل والفتن .

وأما مرشد الثورة في فارس فأمره عجب في الاصطياد في أي ماء وجد فيشيد بحركات الجموع في تونس ومصر فهي تريد التحرر الذي حرم منه شعبه في انتخابات يونيو 2009 ، فاستعمل معهم آلة قمع لا تقل بل تزيد على آلة القمع التي تستعملها الأنظمة العلمانية ، فهو يستعملها برسم العصمة الدينية بوصفه نائب الإمام المعصوم ، فله رياسة دينية طاغية تجعله يمارس ما شاء بلا حساب فكلمته كلمة الحجة عجل الله فرجه ! ، وهو ما جعل المعارضة تسخر ، ولسان حالها :

يا أيها الرجل المعلم غيره ******* هلا لنفسك كان ذا التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ******* عار عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ******* فإذا انتهت عنه فأنت حكيم


وذلك من جنس متاجرة الفرس بقضية فلسطين ، فلا يعدو الأمر أن يكون مجرد كلمات يتفوه بها وهو متكئ على أريكته ! وإن كان بأفعاله ينقضها نقضا فلم يدفع شيئا من الثمن الذي يدفع في فلسطين أو مصر أو تونس ...... إلخ .



ومن بيانات أهل العلم المهمة في هذا الشأن :
http://www.islammemo.cc/hadath-el-saa/Ente.../04/116472.html

ومن أبرز ما جاء فيه :
الاعتصام بالكتاب والسنة فذلك سبيل النجاة إجمالا وتفصيلا .
التأكيد على الهوية الإسلامية للدولة في الدستور .
احتساب من قضى من إخواننا ممن كان على دين الإسلام : شهداء ، نسأل الله ، عز وجل ، أن يتقبلهم في عدادهم وأن يلحقنا بهم في الصالحين .
التوكيد على مسألة الضمانات لتلك الوعود لا سيما الوعود بتأمين جموع المتظاهرين بعد انتهاء الاعتصام ، وهو ما يخشاه المحتجون كما تقدم .
التوكيد على التراحم بين أبناء المجتمع لا سيما في هذه الظروف فيحرم استغلالها في التربح بزيادة الأسعار لا سيما مع حالة الهلع التي أصابت الأسر فدفعتها إلى ادخار المواد الغذائية وهي سياسة شرائية جائرة تسهم في توليد أزمة من لا شيء ، فتزيد الأسعار تلقائيا ، أو يكون ذلك مبررا لمن يزيد في سعر السلع حتى كارت الهاتف المحمول ! ، فالكارت من فئة 10 جنيه قد وصل في مدينتا إلى 15 و 17 جنيه ! ، ومن صور التراحم : إخراج الصدقات والزيادة فيها لتواجه الأسر الفقيرة الحمل الإضافي الذي وقع عليها في هذه النازلة رفعها الله ، عز وجل ، برسم العافية في الأديان والأبدان .


والله أعلى وأعلم .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
.., /, مهاجر, الجرح, انفجار, بقلم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:36 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.