انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 08-08-2008, 08:30 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

الدرس العاشـــــــــــــــر

19 جمادى الأول 1423 هـ 29 يولية 2002 م


والكلام مستمر فى ذكر مقامات الذكر والفكر من القرآن 00 بعدما عرفنا أن الذكر والفكر أو التذكر والتفكر من أسباب زيادة الإيمان وعرفنا معنى كلاً من الذكر والفكر 0 وأن الذكر معناه : ذكر الله تعالى بما تقتضيه صفاته وبما تقتضيه أسماؤه وبما تقتضيه أفعاله وآلاءه وآياته ، والذكر هو أيضاً التفكر فيما جعله الله سبحانه وتعالى ومانصبه لخلقه من الآيات والصنع البديع فى الكون و غير ذلك مما هو سبب لهداية الخلق ، و جعله الله تبارك و تعالى آيات لعبر و دلأئل معينة0

..و ذكرت فى المرة السابقة بعض الآيات التى تُبين أن الله نصب كثيراً من الآيات لعباده

لعلهم يتفكرون:من ذلك قوله تعالى:


1 ) "وهو الذى مد الأرض و جعل فيها رواسى و أنهاراً و من كل الثمرات جعل منها زوجين اثنين يُغشى الليل النهار إن فى ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون " 0 الرعد0

2 ) " يُنبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن فى ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون " 0

3 ) " ثم كلى من كل الثمرات فأسلكى سُبل ربك زُللاً يخرج من بُطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون " النحل 0

4 ) " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون "0

إذن هناك من جنس الآيات التى نصبها الله لعباده ( آيات كونية ) ومن الآيات آيات كونية قائمة كالجبال والسُحب وتقلب الليل والنهار ، ومنها مايخلقه متجدداً : كخروج اللبن من بطن الإبل وخروج العسل من بين طيات النحل وغير ذلك مما هو متجدد فى الخلق 0

- ومن الآيات أيضاً : العلاقات بين الخلق بعضهم بعض منها بعض العلاقات التى لها وضع خاص والتى لها معنى خاص كعلاقة الزوج بزوجته والزوجة بالزوج " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها " أى خلق حواء من ضلع من أضلاع آدم ، جنساً

آخر وجعل بين هذين الجنسين سكون وإرتباط وميل كل واحدٍ منهم الى الآخر بحيث لا يسكن إضطراب كل منهم إلا مع الآخر " وجعل بينكم مودة ورحمة " ولذلك قالوا : إن الرجل ليمسك المرأة فى الزواج رحمةًً بها لأنها لا تجد من ينفق عليها - أو لأنها لاتجد سبيل عائلٍ لها - أو محبة لها لأنه بينه وبينها محبة يحبها ويودها أو للإثنين معاً0 فليس كل زوجين بينهم مودة ورحمة بل قد يكون يبغضها ولكنه يرحمها ، وقد يكون يحبها لكنه شديد عليها ، وقد يحبها ويرحمها 0 " إن فى ذلك لآيات " هذه العلاقة وتركيب هذه العلاقة وتجانس الزوجين وإرتباطهم ومدى مايكون بينهم من ودٍ ومن تراحم ومن تعلق كل منهما بالآخر ومن صبابة ووجدٍ ومحبة ومن تراحم وخفض جناح : مايكون على هذا مما يوافق الشرع والدين : آية : لم يجعلها إلا الله تعالى ولا يقدر عليها إلا الله 0

وقوله " وسخر لكم مافى السموات وما فى الأرض " : ليس فقط وجود الآية ، ليس فقط وجود الجبل أو وجود النهر أو وجود الليل والنهار أو وجود السما والأرض : بل التسخير

يعنى : كيف أنت تعيش مابين الجبال وتحت السماء وفوقك السحاب وتحتك الأرض وحولك الماء ولا تهلك ؟!! فإذا طغى الماء ستهلك ، وإذا تحرك الريح بسرعة ستهلك ، وإذا نزل المطر بلا توقف ستهلك ، وإذا الجبال ضاقت بينها المساحات ستهلك 000 وغير ذلك 00

لكن من رحمة الله أنه ليس فقط نصب هذه الآيات بل وسخرها لك ، وتسخير الآيات فى حد ذاته : بحيث أنك ترى البحر العملاق الضخم جداً الذى يمكن أن يبتلع قرىً بأكملها : تسير أنت فيه وحدك بقارب صغير آمن يحملك الماء وينقلك دون أن يبتلعك ، لم يحدث هذا بقدرتك إنما سخر الله لك الماء الذى يمكن أن يبتلع قرى ليحملك لتصل الى متاع أو تصل لبلد لم تكن ببالغه إلا بشق الأنفس بيُسر وسهولة 00 هذه آيات 00 نفس التسخير وليس فقط الوجود : وجود النهر آية وتسخيره آية ، وجود الجبل آية وتسخيره آية ، وجود السحاب آية وتسخيره آية ، وجود الهواء والريح آية وتسخيره آية 0 " وسخر لكم مافى السموات ومافى الأرض جميعاً منه إن فى ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون "


هذه بعض الآيات التى ذكرت بعضها فى المرة السابقة فيما يلزم العبد 0

طيب : ماذا يعنى " إن فى ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون " ؟

المتفكر هو الذى ينظر فى المقدمات ليستخرج منها النتائج 0 هذا معنى المتفكر 0 يعنى إذا شخص مرّ على جبل ومرّ على نهر : إذا رأى آيات معينة / مخلوقات معينة / تسخير الجبال / تسخير البهائم / تسخير الطير 00 لما يرى مافى نفسه أو فى غيره أو فى العلاقات0

الناس أمام الآيات ثلاثة :

(1) صنف يمرون عليها وهم معرضون - لايرى شئ لايسمع شئ وهذا دأب الكافرين ، حتى أنهم يرجعون الأمور الى غير أصلها فيقول لك : مجريات الطبيعة / دوران الفلك / النظرية النسبية / قوانين أينشتين / النسبية الطبيعية /00 كلام بحيث يرجعوا الأمور الى غير أصلها 0 هؤلاء ( صمُُ بكمُُ عمىُُ ) هذا صنف من الخلق عافانا الله وإياكم أن نكون منه ، ونسأل الله أن يُحيي قلوبنا بالإيمان 0

(2) وصنف غافل - ليس مُعرض - ولكن كالأهبل مهما تقول له أنظر لا يعرف النظر ، وإن كان لا يُرجع الأمور لغير أصلها - لكنه غافل غير متفكر لأن العقل واقف وهذا من الغفلة : يرى آيات فى نفسه/ فى حاله/ فى أولاده { يمكن ربنا سبحانه وتعالى يُريه فى نفسه كل يوم آية : آية فى سترته / آية فى رزقه / آية فى ولده / آية فى إمرأته التى كانت حامل فوضعت / وفى الصغير الذى كان مريضاً فشـُـفى / وفى الضيق الذى كان فيه فيُسـّـر و00

و00 كل يوم ومع ذلك هو كالبهيمة لايقول هذه آية / هذه تشعر بالخير / هذه تبين أن الله رازق / هذه تبين أن الله عز وجل يفرّج الكروب / هذه تبين أن الله قريب من العبد يجيبه إذا دعاه 00

(3) وصنف ثالث هم أهل التزكية : هم الذين يستفيدون مما جعله الله لهم ، هم الذين يهتدون بما نصبه الله سبباً فى الهدى ، وهم المتفكرون : ومعنى المتفكرين : أنهم ينظرون فى مقدمات موجودة ( البعر يدل على البعير - والخط يدل على المسير وبالتالى : بحار ذات فجاج وجبال ذات أبراج 000 إلخ )

المؤمن متفكر وكلما علا فكر المؤمن كلما علا إيمانه لأنه يرى فى كل شئ آية حتى شربة الماء التى يشربها / حتى الحر والبرد : جعل الله الجو حار - جعل الله الجو بارد 00 والشعور بذلك - كل شئ يرى فيه آية وهذه الآية بيوصل منها لحقيقة 00 هذه الحقيقة إما أن تكون أصلية لم تكن موجودة عنده من قبل أو تكون زيادة 0

فممكن الإنسان يكون غافل عن صفة من صفات الله / غافل غير منكرها ولا يردها ثم يُذكّر بها من خلال آيات الله فيؤمن فتتوجد عنده 0 مثلاً : هو مؤمن أن الله رزّاق ، لكنه يرى من الآيات فى الرزق فيزداد إيماناً بأن الله هو الرزاق0 وكلما رأى آية يقول " آمنت بالله "

آمنت يعنى إزددت ، كما قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله " 00 يرى الغضب منه فيرى آية / ويرى الراحة منه فيرى آية / وفى علاقته بزوجته يرى آية / فى السلب آية وفى الإيجاب آية / فى رزقه آية / فى ولده آية / فى عجزه آية / فى قضاء مصالحه آية / فى الليل والنهار آية / فى سترة الله له من فضيحة آية / 00 دائماً يرى وليس أعمى 00 وطبعاً كلما علا فكره كلما كانت النظرة أدق 00 فممكن واحد لا يرى الآية إلا إذا

رأى جبل ضخم جداً أو يرى حيوان ضخم جداً وغريب جداً وأحوال عجيبة جداً عندئذٍ يستشعر ، بينما المتدبر يرى فى كل شئ آية 00 يرى فى النملة آية وفى الطعام والشراب والنوم والإستيقاظ وأبنه الصغير والكبير 00 كل شئ يرى فيه آية ومع كل آية يزداد بذلك إيمان 0 هذا معنى التفكر 00 التفكر هو النظر فى المقدمات للوصول الى نتائج 0


كذلك حضَّ الله تعالى عباده على الذكر والتذكـّـر ، وطبعاً مابين الفكر والتذكر ترابط شديد جداً لأن العبد عندما يتفكر بيتذكر ، إذا تفكرت فيما يتعلق بالأرزاق لتذكرت وذكرت " أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين " 00 لو نظرت فى آيات وتفكرت فيما يتعلق بالخلق وبديع الصنع لذكرت أن الله هو الخلاق ذو القوة المتين الذى يبدع سبحانه وتعالى ولا يصنع أحد كصنعته ولا يخلق أحد كخلقه سبحانه وتعالى 00 لو تذكرت فى مدى قوة الله تعالى كيف يُهلك الظالمين وكيف يُنجى المؤمنين وكيف أنه يمهل ولا يهمل ولا يُعجزه شئ فى كونه ورأيت من الآيات فى متغيرات الكون ومداولة الأيام " وتلك الأيام نداولها بين الناس " لآمنت وأورثك ذلك ذكراً وتذكر وقلت آمنت بالله 00 آمنت بالله أنه رزاق فى مسألة الرزق ، وآمنت بالله أنه خلاق فى مسألة الخلق ، وآمنت بالله بأنه متين جبار قوى لا يُقهر بل هو القاهر فوق عباده فى مسألة مداولة الأيام ، والإمهال والأمور السائرة بحكمة ، وعلو الباطل ثم محقه ، وإستضعاف الحق ثم تمكينه 00 وهكذا 00 كل هذه تجعلك تتذكر وتجعلك تؤمن وتجعلك تتحرك بحيث أنك دائماً لا تشعر أنك غافل 0

فبين الفكر والذكر أو بين التفكر والتذكر ترابط / إرتباط / تلازم : لذلك ستجد أن المعانى قريبة فى الآيات 0 وأنتم تعرفون أن القرآن نفسه والسنة وصفوا بالذكر قال تعالى :

* " كتابُُ أنزل إليك فلا يكن فى صدرك حرجُُ منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين " الأعراف

ولذلك أعظم الذكر : تلاوة القرآن 0

* والنبى صلى الله عليه وسلم يقول :" لا أقول ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف 00" هذا ليس فى الدعاء أو الذكر 0 فمثلاً : إذا قال أحد سبحان الله سبحان الله : هل يُحسب بالحرف أم بالكلمة ؟ بالكلمة ، لكن فى القرآن يُحسب بالحرف0

* وقال تعالى :" إنّـا نحن نزلنا الذكر وإنـّـا له لحافظون " - الحجر

* وقال تعالى :" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل إليهم ولعلهم يتفكرون " الذكر هنا فى هذه الآية هو السنة ، لأن الله نزّل إليه الكتاب ثم قال وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما

أنزل إليهم 0 ما الذى نـُـزّل إليهم ؟ " كتابُُ أنزل إليك فلا يكن فى صدرك حرج " هذا هو الكتاب أولاً ثم أنزل الذكر بعد الذكر - آية النحل 0

* وقال تعالى :" كذلك نقص عليك من أنباء ماقد سبق وقد ءاتيناك من لدنا ذكراً " الذى هو الكتاب والسنة - آية طه 0

*وقوله تعالى :" وهذا ذكرُُ مباركُُ أنزلناه أفأنتم له منكرون " فسمى القرآن بصريح المنطوق والنص ( وهذا ذكرُُ مباركُُ ) - آية الأنبياء 0

*وقال تعالى :" وماعلمناه الشعر وماينبغى له إن هو إلا ذكرُُ وقرآنُُ مبين " آية يس0

* وقال تعالى :" فأتقوا الله يا أولى الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكراً " - آية الطلاق

أنظر كام آية سمى الله فيها القرآن ذكر 0

*وقال تعالى :" إن هو إلا ذكرُُ للعالمين "

*وقال تعالى :" وهذا ذكر وإن للمتقين لحُـسـن مآب " 0

* وقال تعالى :" وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً وصرّفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يُحدث لهم ذكراً " 0إذن هو ذكر 00 والمقصود أن يُحدث للمؤمنين ذكر 00 هو ذكر والغرض منه أن تتذكر به وتذكـُـر به 0

* وقال تعالى :" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "0

وهناك طبعاً آيات أخر وصف فيها القرآن بالذكر ، ولذلك بيـّـن الله سبحانه وتعالى أن أمر الذكر هو من أعظم أسباب زيادة الإيمان ، وكما قلت ليس معنى الذكر : حِلـَـق الذكر / أو مجرد التسبيح - هذا منه 00 إنما الذكر : إقامة الدين : صلاتك ذكر / صيامك ذكر ( إن كانا على وفق الدين ، وإن كان بدعياً أو باطلاً يبقى لم تذكر ) لمّا قال :" إذكروا الله قياماً وقعوداً " هذا متعلق بالصلاة أساساً والمعنى أعم ، لازم تعرف إن الذكر ليس التسبيح فقط إنما الذكر إقامة الدين ، ولذلك يُسمى الدين كله ذكر ، بل سمى القرآن كما عرفت ( ذكر )0

* وقال تعالى :" أتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون " - آية العنكبوت 0 أكبر ماتقيمه أنت هو ذكر الله لأنه هو إقامة الدين ( ولذكر الله أكبر ) الذى منه إقامة الصلاة 0

* وأمر الله تعالى عباده بالذكر فى كل حال وعلى كل الأحوال : قال تعالى :" فأذكرونى أذكركموأشكروا لى ولا تكفرون " - بالأمر : فأذكرونى أذكركم وأشكروا لى ولا تكفرون 0 كما تقيم دين الله : الله يقيمك ، وإذا ضيعت : الله يضيعك ، ولذلك قال :" وأشكروا لى ولا تكفرون "0

*وقال تعالى :" فإذا قضيتم مناسككم فأذكروا الله كذكركم آبائكم أو أشد ذكراً فمن الناس من يقول ربنا آتنا فى الدنيا ومالهم فى الآخرة من خلاق " وهذا من ورطته وسؤ حظه :

كان الناس إذا قصدوا مناسكهم فى الحج تقابل القبائل بعضهم ببعض فذكروا مناقب آبائهم

( أبى كان يأتى من خمسين سنة ويُطعم الطعام - أبى كان يأتى من خمسين سنة وينحر الجزور والإبل - أبى كان يسقى السقاية ) يذكرون آبائهم ويتفاخرون بمناقب الآباء بعد قضاء المناسك وهم يعدون للرحيل والعودة ( وكان هذا يقع فى الجاهلية - فالحج موجود من قبل الإسلام ولكن لم ينتظم على هذه السورةوينضبط بهذه الضوابط إلا فى الإسلام ) كانوا يتفاخرون : فأنزل الله تعالى على المؤمنين " فإذا قضيتم مناسككم فأذكروا الله كذكركم آبائكم أو أشدّ ذكراً " - فإذا قضيتم مناسككم : لا تستمروا على العادة الجاهلية من ذكر الآباء بل إنشغلوا بما هو أعلى وأهتموا بالذكر 0 " كذكركم آبائكم " : كما كنتم تحرصون أن كل واحد يتفاخر بمناقب آبائه : إشغل هذا وأجعل مثل هذا الحرص فى ذكر الله بل وأكثر لأن المقام أعلى 000 ثم بيّن سبحانه وتعالى أن من الناس من تشغله الدنيا فقط وهذا نتيجة لغفلته وورطته وقلة حيلته " ومن الناس من يقول ربنا آتنا فى الدنيا " مع أنه مفلس ( حسنة/

سيئة / حلال / حرام / المهم آتنا ) ومنهم المنصفون المحسنون " ومنهم من يقول ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " - إتيان مفيد : حسنة 0

* وفى الحديث عن أنس أن النبى صلى الله عليه وسلم كان لا يصلى صلاةً إلا ويدعى فيها بهذا الدعاء " ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " وكان أنس إذا صلى لا يترك صلاته إلا ودعى بهذا الدعاء 0 وقالوا حسنة الدنيا : كل مافيها من خير ،

وقالوا حسنة الدنيا : المرأة الصالحة يتزوجها العبد فتـُعينه على دينه 0

*وقال عز من قائل :" فإذا أمنتم فأذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون " : لما تستقروا وتخرجوا من فتن القتال ومحاربة الأعداء ويُأمنكم ربكم فى أوطانكم وبلادكم : أهم ما تقيموه : الذكر ، لأنه إذا قامت الأمة وأقامت أول ما تقيم ( قبل الصناعة / النجارة / الإقتصاد ) ذكر الله تفرّع عن ذلك كل الخير { وليس : إقامة الصناعت العسكرية / الصناعات الثقيلة / الحضارات / البنية التحتية } لكن لمّا تبقى أمة قائمة على العلمانية أو الشيوعية أو الإلحاد أو الوطنيات أو العروبات أو الوثنيات أو تهتم بأى من الإهتمامات النافعة : ستكون خبيثة وليست طيبة 0 " فإذا أمنتم فأذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون "0 البقرة 0

* وقال تعالى :" وأذكر ربك كثيراً وسبح بالعشى والإبكار " وهذا حضّ على أن يكون دينك هو الأكثر فى حياتك 00 الناس تكون مشغولة ومنهمكة فى أعمالها / فى دراستها ويقول لك : أنا أصلى الخمس صلوات فى المسجد - لكن ليس له ذكر بعد هذه الأوقات اليسيرة - وهو مسرور أنه يصلى الصلوات الخمس فى المسجد ويعتقد أنه بهذا يكون ذكر الله كثيراً 00 لأ 00 دة ذكر الله قليلاً لأن بقية الوقت والكثير من عمره والكثير من جهده صُرف فى الدنيا الفانية ، لكن الله يقول :" وأذكر ربك كثيراً " - خذ بالك : " كثيراً " 0 وخذ بالك : " وأذكر " و " سبح " من باب عطف الخاص على العام لأن الذكر أوسع 0

* وقال سبحانه وتعالى :" فإذا قضيتم الصلاة فأذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم " 0

* وقال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا أذكروا الله ذكراً كثيراً " - الأحزاب 0

* وقال تعالى :" خذوا ما آتيناكم بقوة وأذكروا مافيه لعلكم تتقون " 0


لو أقمت الدين { الكثير منا يشكو من ورطة / قسوة قلب / قلة حيلة / جُبن فى الطاعة / جُبن فى البر / خوف من غير الله } مما يقوى الإيمان ويورث التقوى : ذكر الله كثيراً 0

ودائماً للأسف أن كثير من الناس لما يسمعوا آيات الذكر يحصرها فى حركة المسبحة / او التسبيح أو ماشابه ، وهذا من الغفلة وتقييد المعنى وتضييق الواسع 00 إنما : إذا كنت تشعر بورطة فى دينك : إذكر الله كثيراً 00 يعنى إيه ؟

يعنى الصلوات : راجعها0 هل تؤدى فى أوقاتها أم لا ؟ فى جماعة أم لا ؟ معها نوافل أم لا؟

تطمئن فيها أم لا ؟ المسجد الذى تصلى فيه مسجد يُقيم السنة أم أنه ينقر الصلاة نقراً ؟ بعد الصلاة : هل هناك ذكر أم لا ؟ هل فيه ورد قرآن أم لا ؟ فيه معاهدة نفس أم لا ؟ فيه حُسن جيرة أم لا ؟ فيه حُسن أخوة مع إخوانك أم لا ؟ فيه تقوى الله فى عمل أم لا ؟ 000 إلخ 0

وهكذا : عندما تجتهد فى التحصيل والإستكثار من الذكر لعلّ القلب ينبت فيه نبتة إيمان ، لعلّ القلب يُغسل من رانه 0 ولا يقولن شخص : أنا ظللت أسبوع أحضر دروس وأسمع شرائط ولم أجد ولم ألمس شئ فزهقت 0 لا تستعجل ، كونك تجتهد حتى ولو تؤدى الخير بدون إقتناع ، حتى لو تؤديه جسداً أو جمادات : فهذا خير 0 فمثلاً من يقرأ فى المصحف وهو مصاب بالصداع ولا يفهم أى آية من الآيات التى يقرأها : هل هو عمل منكر ؟ لا00 وإن لم يكن من البر كما ينبغى إلا أنه لم يعمل منكر ، وكونك تفنى عمرك فى ماليس بمنكر ومالايمكن أن يكون منكر فهذا فى حد ذاته ____________

ومثلاً : الرجوع عن تعاطى الدواء : هل يزيد به المرض أم يقل ؟ يزداد0

" خذوا ماءاتيناكم بقوة " يعنى بجد ، وكثير منا يأخذ دينه بغفلة ، ويأخذ دينه بميوعة ، ويأخذ دينه بتضييع بدليل أننا دائماً نحتاج واعظ ودائماً نحتاج لمن وراءنا ودائماً نحتاج واحد فوق الأذن يقول لنا : إتقى الله / خاف ربنا / الموت قريب / غض بصرك / لا تأكل حرام 0 كل هذا دليل أننا نأخذ ديننا بميوعة وبإستخفاف ، لكن الله يقول " خذوا ماءاتيناكم بقوة " بجد / بعزم / بمتانة ، ولكى تنال من هذا المسلك تقوى " وأذكروا مافيه " - أنت ماسك بقوة وتأخذ دينك بجد : تابع وجدد من العبادات " لعلكم تتقون " 0

* وقال تعالى : " وأذكر ربك فى نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولاتكن من الغافلين " لأن البعد عن الذكر غفلة 0 هذا غافل فى إقامة صلاته ، وهذا غافل فى صيامه ، وهذا غافل فى ذكره ، وهذا غافل فى بر والديه ، وهذا غافل فى أكل الحرام والحلال ، وهذا غافل فى أخلاقه وسؤ لسانه ، وهذا غافل فى نظرة عينيه وغض بصره وهذا 00 وهذا 00 وهذا 00 " ولاتكن من الغافلين " : الخروج من الغفلة تكون بالإستكثار من الذكر 0

* وقال تعالى : " فإذا قضيت الصلاة فأنتشروا فى الأرض وأبتغوا من فضل الله وأذكرواالله كثيراً لعلكم تفلحون " 00 بعد الصلاة : لأن الصلاة واحدة من الذكر ومازال هناك مسيرة طويلة 00 طيب : ما أنا صليت إذن أنفض يدى وأشوف شغلى ، إذن لن يأتى فلاح تنبه لذلك 0

*وقال تعالى : " وأذكر إسم ربك بكرةً وأصيلاً " 0 طبعاً بعد الأصيل بكور وبعد البكور أصيل 00 حركة دائمة لا يكف عن الذكر 0 ألسنا نذكر فى أيام الإعتكاف فى أيام رمضان 00 فى أيام العمرة 00 فى أيام مصيبة تصيبنا 00 فى أيام مرض لعزيز : وبعد ذلك : لأ

هذه حركة دائمة مادارت الدنيا ، حركة دائمة مادام البكور والأصيل 0

*واُمرت اُمهات المؤمنين بذلك ، سبحانه وتعالى لعظيم الذكر أنه الدين فقال :" وأذكرن ما يُتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة " : وأذكرن : أمرهم بالذكر ( الكتاب والسنة ) الدين كله " ما يُتلى فى بيوتكن من آيات الله " ( القرآن ) ، " والحكمة " ( السنة )

" إن الله كان لطيفاً خبيراً 00 سبحانه وتعالى00

وقد جعل الله الذكر رديف الأعمال الصالحة العظيمة تعظيماً لشأنه لأنه هو مفتاح البر ، واحد بيُقيم الدين ، بيُقيم الذكر ، كلما أراد الدخول على مهمة كبيرة من الدين / من البر / من الإيمان ( هو أصلاً كان ماشى فى الموضوع - حافظ وليس غافل )0

*قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فأثبتوا " طبعاً هذه صعوبة / شدة من الشدائد التى يتألم منها العبد والتى يكرهها جبليـّـاً لما فيها من إحتمال القتل أو فقد الأعضاء أو المصاب الشديد 0 " إذا لقيتم فئة فأثبتوا " : طيب ومن عوامل التثبيت " وأذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون " : كل طاعة تقدر تعملها فى هذا الوقت إعملها : دعاْ / ذكر / تبتل / توبة 0

واحد فى مخمصة أول حاجة يعملها : التوبة ، وبعد التوبة : ذكر الله 00 أن يلهث بالدعاء من باب قرب الرب منك وأنك محتاج إليه 00 وهكذا ، وليس مجرد أن تقول : سبحان الله

سبحان الله 00 لأ 00 هذه واحدة 0

وقد أثنى الله على الذاكرين فقال عز من قائل : فى الآية الجامعة :

" إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات " 0

شوف : الحاجة الوحيدة التى قال فيها كثيراً : الذكر 0 لماذا لم يقل المتصدقين كثيراً والمتصدقات أو الصائمين كثيراً والصائمات 00 لأن هذا الباب ( الذكر ) لا ينفع أن يكون قليل لأنه هو الدين 00 فلو واحد دينه قليل لن يكون موطن ثناء ، دينه قليل معناه أن ذنوبه كثيرة ، معناه رقة فى الدين ، معناه فسوق ، معناه تدنى 00 ولكن هنا فى الآية " موطن ثناء " : من الذى يُحشر مع هؤلاء ؟ الذاكرين الله كثيراً والذاكرات ، ولذلك بعضهم قال : إن كل من ورد ذكرهم فى الآية هؤلاء هم الذاكرين الله كثيراً والذاكرات 00 يعنى كل هذه الصنوف من إيمان / صدقة / صيام / صدق 00 إلخ هم هؤلاء أهل الذاكرين الله كثيراً والذاكرات 0 أو هذا هو وصف الذاكرين الله كثيراً والذاكرات ، لأن ذكر الله كثير هو الذى يوجد الإسلام والإيمان والقنوت والصدق والتصدق والصيام والصلاة 00

" والذاكرين الله كثيراً والذاكرات 00 أعدّ الله لهم مغفرةً وأجراً عظيما " الأحزاب 0 نسأل الله أن يجعلنا منهم ولا يحرمنا فضلهم0

* وقال تعالى :" لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً 00 " وهذه نقطة مهمة : العازفون عن الدين والغافلون عن مقتضى البر تجدهم يمقتون الإتباع ، فإذا تصورنا إنسان غافل / كثير الذنوب / لا يُقيم من الدين إلا أدنى الحدود ، ثم تقول له : لبس النعل يكون بالطريقة الفلانية والأكل يكون بالطريقة الفلانية ، والنوم يكون بالطريقة الفلانية ، والقيام فى الصلاة يكون بالطريقة الفلانية - من باب أن هذا هو السنة وفعل النبى صلى الله عليه وسلم - واللحية / السواك / وإذا دخلت تقول كذا / وإذا خرجت تقول كذا 000 إلخ تجده يسمعك وهو مشمئز ويقابل ذلك بالإعراض ، وهذه مسألة هامة جداً : إن أكثر الناس إتباعاً هم أكثر الناس ذكراً 00 يعنى أكثر الناس ديناً 00 وأبعد الناس عن الإتباع والإقتداء بالنبى صلى الله عليه وسلم والتأسّـى بالنبى صلى الله عليه وسلم هم أقل الناس ديناً وأقلهم ذكراً ، ولذلك سهل جداً أن يقول لك : يا أخى دة كان أيام النبى صلى الله عليه وسلم / مين بيعمل مثله / يا أخى دة كان أيام ركوب الجمال 000 ويهوّن ويُقلل ويشمئز ويتمعر 00 بينما أهل الدين ، أهل الذكر الكثير : تجده عندما يعرف سُـنة فى الجلوس يكون فرحان أنه عرفها لكى يعملها ، سـُنة فى الطعام ، سـُنة فى الشراب ، سـُنة فى الخلاء ، سـُنة فى القيام ، سـُنة فى لبس النعل ، سـُنة فى أى شئ مما قلّ أو كثر تجده فرحان ويبحث عنها ويسأل كيف يفعلها 00 فهذه علامة 00

الله عز وجل يقول :" لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة " لمين ؟ " لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً " وليس ويذكر الله كثيراً 0

وهذه الآية تبين القضية : أنت وأخوك / أنت وأبيك / أبوك يبقى قرفان من كل حاجة أنت بتعملها سُـنة وأنت بتبحث فى كتاب فى شريط فى رسالة فى محاضرة فى خطبة عن أى سُـنة تعملها 00 الفارق بينكم ليس أن أبوك كافر ؟ لأ 00 أبوك مسلم لكنه ذاكر قليل 00 قد يكون ذاكراً قليلاً 00 من أهل الذكر القليل الذين هم لا يتبعون ، وأنت بتحاول أن تكون من أهل الذكر الكثير فبتحاول تتأسـّـى 00 والآية تبرز هذا المعنى بجلاء 0

إذن : كلما زاد علم العبد وصار من أهل الذكر وعلوّ الدين كلما كان حريص على التأسـّـى بالنبى صلى الله عليه وسلم ، وبالتالى لا يُبالى لأنه حرصه على التأسّى رجاء اليوم الآخر ، وكثرة الذكر ملأت قلبه ودفعته دفعاً بكل محبة الى التأسـّـى بأفضل مخلوق " محمد " صلى الله عليه وسلم 00 ولذلك نتعجب من بعض الإخوان من الذين يمكنهم لبس القميص ويكونوا

فى وسط الناس حتى وإن كان لبس القميص ليس هو سُنة عظيمة أو سنة واجبة أو من المقتضيات التى تدل على عُلو الدين لأنها من سُنن العادة ، لكن هى فى نظر عامة الناس

( دليل حرص ) و ( عنوان إلتزام ) فمثلاً : جيرانك / أهلك / صاحب العمل : إذا أنت إلتحيت (مع إن اللحية واجبة وحلقها حرام ، ولبس القميص ليس بواجب وخلعه ليس بحرام)

لكن يأذن الناس لك فى أن تلتحى / يأذن الناس لك فى أن تستعمل السواك / وأن تحافظ على الصلاة فى المسجد فى جماعة - إلا لبس القميص : لايمكن تلبس القميص وتصبح مشكلة 00 ليه ؟ لأن لبس القميص يقع فى نظر الناس أن هذا عنوان كبير للإتباع ، وبالتالى لبس القميص أصبح بهذا المعنى سـُنة عظيمة : هو بذاته ليس سـُنة عظيمة 00 لكن عندما يُضاف إليه نظرة العامة التى تجعله فى مرتبة أنه سـُنة عظيمة ، وأنه لا يفعله إلا حريص على إتباع النبى صلى الله عليه وسلم 0

التعديل الأخير تم بواسطة أم سُهَيْل ; 06-20-2012 الساعة 01:24 AM
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 08-08-2008, 08:31 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي





إذن أنت مطالب أن تجاهد نفسك أن تلبس القميص ، وعند لبسك للقميص تصبح فى وسط هؤلاء القوم : بتعمل سنة عظيمة اُضيف إليها المعنى وليس بذاتها ، اُضيف إليها بعمل خارج - بأمر آخر ، وهو نظرة الناس الى أن هذا عنوان شدة الإتباع 0
المهم : إذا ششخص ما إلتحى يقولون : إلتحى ، وإذا صلى يقولون : يصلى مثلنا كلنا نصلى ، ولكن عند لبس القميص يقولون : وصل لدرجة أنه يأتى الشغل بجلابية ، دة خلاص مخه ضرب 00 إشارة الى أنه أتى بشئ غير مُتصور مع أنه شرعاً : اللحية أم القميص ؟ اللحية
لكن فى نظر الناس : القميص 0
وأنت مثلاً : إذا فكرت فى الذهاب للعمل بقميص ممكن أن تتعرض للفصل أو التهديد بالرفت فى مقابل هذا00 بينما فى اللحية : يطلب منك أن تهذبها قليلاً أو ينقلك الى إدارة أخرى 00 أو كذا 00 أو كذا 00 لكن فى القميص بالذات يكون لها أثر كبير 00 لهذا أقول : هذا المعنى يُلزم الجميع أن يحرص - فأننا يحزننى أن أخوة أنا أعلم أنهم طيبين / فيهم من
سمت الطيبين / فيهم حرص / أهل ذكر / أهل دين / حريص دائماً على ما يُعليه عند ربه :
ومع ذلك يفرّط فى لبس القميص ، ليس لأن ترك لبس القميص فسوق أو هو واجب من الواجبات بالمعنى الذى ذكرت لأنه صار عند الناس علامة قوة إتباع وحُسن إتباع 00 وهذه مسألة أنا أولى الناس بها 00 أولى الناس أن اُشهد غيرى ( فالناس سيكونوا شهداء على بعضهم يوم القيامة سواء بالإختيار أو عدم الإختيار ) لأنك إذا كنت تتعامل مع الموقف من باب ما يُدخر لك يوم القيامة وأنك منتظر الآخرة وأن العبرة بالخواتيم 00 إذن كل عمل وكل أمر ممكن ينفعك يوم القيامة سترحب به ليس من باب التمنى ولكن من باب هل ينفع فى الآخرة أم لا ؟




" وكان أحب الثياب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم : القميص )
أى ثياب تستر - قميص وبنطلون - مادام ليس شفاف ولا ضيّق يجسد العورة وليس فيه معنى تشبّه - قميص ترافولتا أو بنطلون فلان أو قميص كذا يكون مشهور أنه خاص بفلان مادمت بعدت عن هذه المعانى أصبح ( زى ) مما يُلبس ومما لا يتعلق به منع لكن : إبحث عن شئ أعلى 0
أنا يسؤنى جداً أن أرى أخوة فى الدرس لا يلبسون القميص ( طب فى الشغل ممنوع ، ما المانع أن تأتى الدرس بالقميص ؟ أين الحرص ؟ أنتشر بيننا لبس الأفرنج - الذى هو ليس ممنوع شرعاً لكنه أدنى




" لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً" : شوف : كلما علا رجاءك : هذه ستزودنى أهلاً وسهلاً / هذه ستكون بحسنة : أهلاً وسهلاً 0
أهل علو الدين - وكثير من الإخوان يكون شكلهم فى القميص كما يُقال ( قمر ) ومع ذلك يكون مصرّ على أن يكون ( رينجو ) يلبس الأفرنجى 0
إحرص على أن تتشبه وأحرص على أنه كلما علت سنة عند الناس أن تعملها لأنهم شهداء لله فى الأرض0 النبى صلى الله عليه وسلم قال للناس :" أنتم شهداء الله فى الأرض "
اليهودى سيشهد والنصرانى سيشهد والذى قتلك سيشهد ، وإذا كذب سيختم الله على لسانه وتنطق جوارحه 0
وطبعاً سيشهد الناس بعضهم على بعض سواء شهادة تضره أو تنفعه لكن الكل سيشهد 0
أضف الى هذا نقطة مهمة : - الله عز وجلّ بيـّـن أن من أعظم أسباب زيادة الإيمان ومن أسباب عُلو الإيمان فى القلوب ، ومن أعظم أسباب إطمئنان القلوب(التى يسمونها السعادة)





ماهو تعريف السعادة ؟
الناس دائماً تخلط مابين السعادة والشهوة 0
الشهوة : هى الهوى ، والشهوة معناها تحقيق مطلب غريزى : فإذا كان واحد عطشان (شهوة عطش ) فلما يحقق شهوته يكون حقق مطلب غريزى 0إذن الشهوة مطلب غريزى
تحقيق الشهوة معناه تحقيق مطلب غريزى: فى طعام / فى شراب / فى مال / فى جاه /
فى كِبر / فى نساء / فى ملبس 000
غير السعادة ، فالسعادة بإختصار هى إطمئنان القلب فى كل أحواله ( بالليل / بالنهار / فى كل الفصول ) يعنى إيه ؟ يعنى وأنت فى كرب شديد أو مصيبة أو فى ألم أو فى مرض أو
فى إطمئنان أو تضييق رزق أو فى سعة 00 فى خوف أو فى أمن أو تعبان وجعان ولم تنام أو وأنت مطمئن مترغّـد ، إطمئنان القلب فى كل هذه الأحوال سالبها وموجبها هو السعادة ،
وهذا مايبحث عنه الناس ولا يجدوه ، وليس له إلا طريق واحد فقط ( وكثير منا يبحث عليه،
ومنا من يُصيبه ومنا من لا يُصيبه ) السعادة : إطمئنان القلب وليس الشهوة 0 أهل الشهوات بينتحروا لأنه لم يحقق مطلب غريزى فهو يظل يحقق مطلب غريزى ثم آخر ثم آخر وفى النهاية ينتحر لأنه حاسس أنه فقد _____
فإذا قلت له كرر من الأول : الأكل / المخدرات / النساء / الشذوذ وكذا وكذا 00 لا يفعل لأنه يكون قرفان 0 فى ألمانيا عندهم ميادين عامة كبيرة ضخمة يُعلنون فيها أسماء المنتحرين وأسباب إنتحارهم ، ومعظمهم يتراوح أعمارهم بين 17 - 27 سنة ،
هذا إسمه الحرمان من السعادة ، مع إن الناس ممكن تعتبر أهل الشهوات الميسرة هم السعداء وكم من المغبونين مالوا إليهم وأنجذبوا إليهم ظناً أنهم سيجدوا عندهم السعادة ولاقوا مالاقوا
وكان مصيرهم مثل مصيرهم وندموا وأنتحروا وأهلكوا أنفسهم 0
هل تعرفون لماذا يحب الناس المخدرات ؟
لأنه يكون وصل لمرحلة : إما يموت أو أن يموت ، فيختار الموت بالمخدرات ، ومعنى الموت بالمخدرات ( الغيبوبة )




ولذلك أنت إذا رأيت شخص بلا إيمان اُخذ وعُذِّب واُعتقل عدة أشهر : يطلع من المعتقل عنده هيستريا ،، ولكن الموحدين إذا تعرضوا لمثل هذه الظروف لايحدث لهم هيستريا أو شئ لأن عندهم زاد قلبى يمنع عنهم هذا الإنحراف النفسى ، وإن كان بعض الناس يحدث لهم إنحراف نفسى نتيجة لفقد الزاد القلبى 0
المهم الذى أريد أن أوصله لك : ماهى السعادة ؟ السعادة هى : الإطمئنان القلبى
طيب : كيف يأتى الإطمئنان القلبى ؟
بالفلوس / بالسلطان / بالملك / بكذا / بكذا / 00 لأ
ليس للإطمئنان القلبى إلا سبيل واحد 00 لأن القلوب يملكها ربنا ولا يطمئنها إلا الإيمان فليس للقلوب طريق إلا الإيمان 0 يقول الصوفية (من ذاق عرف ) ذاق الإيمان0
فمثلاً إذا رأيت فنانة تابت أو راقصة أو كذا أو كذا - مع أنه ممكن يكون شوية 00 - تجده
يقول : أنا فى راحة وفى نعيم ، وقد كنت فى السابق مُدمّر وكنت فاقد السعادة وكنت بأموت
00 عبارات تنطق بها ألسنتهم وتشعر أنها خارجة من قلوبهم ، هذا ليس معناه أنهم أصبحوا أبرار وصديقين ولكن ذاقوا طعم شئ ولو قليل ( هذا ليس طعن فى توبتهم أو تقليل من شأنهم والعياذ بالله ونسأل الله أن يقبلنا وإياهم ) ولكن حتى لا تظن أنها على الإستقامة مثل خديجة وعائشة 00 لأ 00 إنما يكفى أنه خرج من مستنقع آسن وبركة عطنة كان عايش فيها ليلاً ونهاراً 00 فذاق ولو قليل من طعم الإيمان وأحسّ بنوع من السعادة0 تقول الصوفية ( من ذاق عرف - ذاق الإيمان )0
- من أكبر أسباب إطمئنان القلوب : كثرة الذكر ، وكثرة الذكر يعنى كثرة الدين بحيث لا يحصل إضطراب 0
* قال تعالى : " إنما المؤمنون الذين إذا ُذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تـُـليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون "




* وقال تعالى :" الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " 0
ذكر الله فقط ، وليس هناك طريق ثان ، وبالتالى لا تتصور سعيد بغير إسلام ( لكن تحقيق مطالب غريزية ، هناك كثير من الناس منشغلون بالشهوات : طعام/شراب/ رحلات 00 إلخ
ويكفى أن الإنشغال بالشهوات يُورث الحرمان 0 فمثلاً : إذا قيل لك أن طعام ما أو لعبة ما أو لهو ما يُكلف آلاف الجنيهات ولكن ممتع جداً ، ثم أنت إدخرت آلاف الجنيهات وتعاطيته لمدة ساعات أو أيام أو أسابيع ثم أفلست : أول ما ينتهى تعاملك مع الشهوة تشعر باللوعة والحرمان ، وتود أن ترجع مرة ثانية ولا تستطيع 00 لكن لو ألقى الله تعالى - مع محاولة إيمانية منك ومع تعاطى للذكر وأخذ للدين بقوة - ألقى فى قلبك إطمئنان : خلاص 00 ستظل تمشى وتجد نفسك عند الشدائد مطمئن 00 عند المصائب مطمئن 00 الناس فى فزع وأنت آمن 00 الناس تتخبط وأنت آمن بإيمانك { مرة بالصبر - مرة بالتوكل - مرة بالرضا بالقدر - مرة بفعل الطاعة - مرة بترك المعصية - مرة بالذكر والدعاء - مرة بالتسبيح والتحميد 000} المهم أن تعرف أن من أعظم أسباب الوصول لهذه السعادة : كثرة الذكر -
إعلاء الدين




*وقال تعالى :" الله نـزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله " 0
اللين ضد القسوة ، والقاسى لا يطمئن 0 وأنت إذا أردت أن تجمع شئ لين تستطيع ثنيه
وإذا كان شئ قاسى سيُكسر ، وبالتالى الحق والإطمئنان موافق للين ، وعدم الإطمئنان موافق للقسوة 0 يقول تعالى " ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدى به من يشاء ومن يُضلل الله فما له من هاد " : هذه إشارة الى أن إطمئنان القلوب / لين القلوب/
يكون بذكر الله ولا شئ غيره




* وقال تعالى :" الذين إذا ُذّكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمى الصلاة ومما رزقناهم ينفقون " - الحج : وبالتالى إذن هذا يبين أن إطمئنان القلوب الذى يعنى السعادة لا يكون إلا بذكر الله - لا يكون إلا بإقامة الدين - وهذا يُجلّى قول الله تعالى:
" يا أيها الذين آمنوا إستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " : عايز تعيش : ليس كل عيش عيش ، فهناك عيش الموتى ، وهناك عيش الأحياء ، ولا حياة إلا بالإيمان - كما قال تعالى :" أو من كان ميتاً فأحييناه " ليس ميت فى القبر 00 لأ 00 ميت القلب 00 ميت بلا هدى00 ميت عاجز قاسى ، ولذلك : لما كانت حياة القلوب بالذكر والسعادة بالذكر 00
(وضدها يُدخل على القلب ضد السعادة : الذنوب والخطايا - وطبعاً لا أحد يخلو من الذنوب والخطايا ) 00 طيب وأهل السعادة ؟ أيضاً لا يخلون من الذنوب والخطايا 00
طيب بالتالى السعادة ستذهب ؟ 00 لأ 00 بين الله تعالى أن أهل السعادة / أهل الإطمئنان /
أهل اللين / أهل الذكر : إذا وقعوا فى خطيئة حصل مداواة ، حصل جرح فتداويه بالذكر0
قال تعالى :" والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فأستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يُصروا على ما فعلوا وهم يعلمون " : يعنى لما بتدخل مادة للقسوة / مادة للتعاسة / مادة للغفلة : على طول يداويها بأسباب اللين / أسباب الذكر / أسباب الحياة/
أسباب السعادة : " ذكروا الله " وليس " ثم " ذكروا الله أو " فـ" ذكروا الله أو سيذكرون الله : ليس هناك زمن لذلك قالوا السعداء هم من صاحبت ذنوبهم توبة ( التوبة ماشية جنب الذنب ، يعنى : يتوب على طول وليس بعدها بيوم أو شهر ) 0
ولن يعبد الله بالإستغفار إلا المذنب ، فهذا الباب من العبودية يمثل ثلث العبودية ( نسبياً وليس حجماً ) : أليست العبودية : شكر مع نعمة / صبر مع البلاء / إستغفار مع الذنب
ومن لم يستغفر سيعطل هذا الثلث ، وأهل الحياة / أهل الإيمان / أهل التقوى يحققوا العبودية كلها بكل مقتضياتها 0
وفى الأثر :" لولا أنكم تذنبون وتستغفرون لذهب الله بكم وأتى بقومٍ يُذنبون ويستغفرون "
لأن الإستغفار ثلث العبودية 0 ولكن متى يكون ثلث العبودية ؟ عندما يُصاحب ذنب 0 ولكن إذا تأخر يبقى قسوة وغفلة " كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون " 0
لهذا عوّد نفسك على التوبة عمّال على بطال - إن صح التعبير - إجعل التوبة مثل الأذكار
فإذا عوّدت نفسك على التوبة فإنه إذا حصلت غفلة أو ذلة " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فأستغفروا لذنوبهم " - إستغفروا بعدها مباشرةً لأن هذا هو الدواء ، وطبعاً ذكروا الله يعنى : تابوا / وأتبعوا السيئة حسنة / فعلوا مع المعصية طاعة / عملوا بر كثير00 كل هذا إسمه ذكر 00 " فأستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يُصروا " والمُـصرّ : هو من لم يتـُـب حتى لو أذنب مرة واحدة 0 لذلك قالوا : ليس مع التوبة إصرار : فلو شخص أذنب ذنب وتاب منه بالأمس ولكنه اليوم فعل نفس الذنب : توبةالأمس لعلها مسحت ذنب الأمس - لكن إذا عمل الذنب ولم يتـُـب منه ولو مرة واحدة : هذا مُـصـرّ ، والإصرار معناه التكرار 0 وليس مع التوبة إصرار ، وعدم التكرار بغير توبة : إصرار لأنه كونك لا تتوب هذا فى حد ذاته لسان حال بقبول الذنب - سأفعل كذا 00 لكن مع إعتصار قلبك ألماً وإعتذارك وإستغفارك معناه : أنك لا تريد فعل هذا 0 فمثلاً : إذا إحتديت على شخص عزيز عليك وعلا صوتك عليه فهل تعتذر له فى وقتها وساعتها أم بعد شهر ؟ لكن إذا لم يكن هذا الشخص يهمك فإنك لا تهتم وتقول إيه يعنى لما أحتد عليه0
واضح هنا إنك مصر ، فالفارق بين أنك مصر وعدمه : الإعتذار 0 - ولله المثل الأعلى -0
لا تفهم الإصرار على أنه إستحلال لأن الإستحلال كفر ، لكنه هنا مقارنة بين المتقين وغيرهم 0 ليس مقارنة بين المتقين والكافرين 00 المصرون : فاسقون ، وهنا الآيات من سورة آل عمران تصف المتقين " سارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين " - المتقين الذين من صفتهم :" الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فأستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا "





* وقال تعالى :" إن الذين إتقوا إذا مسـّـهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون"
هذا وصف لمن ؟ المتقين 0 لكن لا تعتقد أن التقوى معناها أن تكون بلا ذنب ، ولكن لكل شئ دواء : النعمة دوائها الشكر / والتكليف والمصائب دوائها الصبر والإمتثال / والذنوب
دوائها الإستغفار 00 أفهم 00 الذين إتقوا ليس معناه أنهم لا يعملون أى ذنب 00 لأ 00
"إذا مسهم " هذا معناه إثبات أنه سيمسهم طائف من الشيطان فيتذكروا " فإذا هم مبصرون"
لأنهم أزالوا الغشاوة بالتوبة ، وبيّن سبحانه وتعالى أن المؤمنين لا يُلهيهم عن الذكر مال ولا تجارة ، ومن لُـهى بذلك فهم من الخاسرين لأن الذكر دأب أهل التقوى والإيمان وليس دأب أهل الغفلة 0 قال تعالى :" رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء
الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار " :
- رجال : وصف للمؤمنين 0
- لا تلهيهم تجارة ولا بيع : هذه ملهيات مباحة أم محرمة ؟ مباحة - إفهم : فنحن دائماً نعتذر ونقول : العمل عبادة 00 أنا شقيان فى الشغل طول النهار وأنام متأخراً وأصحى من الفجر
( العمل عبادة ) ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍00 أى عبادة وهى ألهتك عن طلب العلم/ وعن الذكر / وعن الطاعة / وعن حياة القلب / وعن فهم الحق من الباطل / وعن تعلم الأحكام / وعن معرفة الحلال من الحرام / وعن معرفة صحة عملك / وعن قيامك بحق أولادك وحق أهلك/ وصلة أرحام ودروس العلم/ والذكر/ والتلاوة / والبر 000
الذى يُضيع ذلك كله ليس عبادة ، فالعبادة تـُعين على عبادة - العبادة عبارة عن قالب بناء وليس عبارة عن صاروخ هدم 0 الله لما وصف المؤمنين قال " رجال لا تلهيهم " هذه الأعمال التى يتقلبوا فيها : " تجارة ولا بيع " 0 وإذا سأل سائل : طيب والدكتور والمهندس
- كل مافى الدنيا تجارة وبيع - الموظف يبيع وقته وجهده وخبرته ويأخذ مرتب : يبيع ويشترى / الدكتور فى عيادته : يبيع ويشترى / الدنيا كلها بيع وشراء 0
" رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة " 00 لماذا لا تلهيهم ؟ لأن فى داخل قلوبهم باعث / مستقبل محرّك 00 الإنسان منا يحيا بقلبه ، وعندما يكون القلب مملؤ بالفلوس والحسابات تجده يقوم وينام ويصحو بالحسابات والصفقات حتى إذا كان بيّاع بسيط - كل شخص له صفقاته ، وعندما يكون القلب ملئ بالخوف من يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار ، من يوم يشيب منه الولدان : ينام وفى عقله الصلاة : صلاة الفجر ، وفى عقله البر الفلانى ، لأن القلب مملؤ بالخوف - مـُـلئ موشر نور - القلب إطمأن بالذكر 00 فحسب القلب 00 كم من جامع ٍ لمال جمعه ولم يستمتع به هو بل إستمتع به أولاده وأهله وأقرباؤه ، وهو الذى سيُحاسب عليه : فإن لم يُحاسب على كونه حلال أم حرام
فإنه سيُحاسب على أنه تعطل بسببه عن البر : لماذا لم تحفظ القرآن ؟ لأنى كنت بأشتغل بالتجارة/ أبنى عمارة / وظيفة كبيرة 000 هل تلوت ؟ هل تعلمت ؟ هل فقهت ؟ هل عبدت ؟ لأ 00 كنت مشغول 000 هذا يُنقص ولا يُزوّد حتى وإن كان مسلم وليس كافر ولكنه ناقص 0
" رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة " والسبب :
" يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار "





* وقال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لا تـُـلهكم أموالكم ولا أولادكم " 0 هل هذه مباحات أم حرام ؟ مباحات 0 بيتى / أولادى / أكل عيشى 00 " لا تلهكم عن ذكر الله " 00 أنت تشقى وتتعب من أجل أولادك وتتمنى أن يكون إبنك أحسن منك : فترى الوالد يقتل نفسه من التعب والشقاء من أجل أولاده 00 وهذا شئ طيب ولكنه ألهاه عن ذكر الله 00 ألهاه عن العلم والعبادة 00 ألهاه عن فعل الطاعة 00 ألهاه عن المجاهدة فى الدين 00 ألهاه عن كثير مما يُعلى مقامه عند ربه سبحانه وتعالى 00
ولأن الخلق كثير منهم سيقع فى هذه المصيدة : نبههم ربهم بضرورة الذكر والمحافظة عليه فقال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم 00" لا ترموها ولا تحرقوها
لأ 00 إحتفظوا بها ونمّـوها ولكن لا تجعلوها فى القلب بل إجعلوها فى اليد وإشغلوا القلب وأملأوا القلب بالذكر ، ستجد نفسك يمكن تترك شغلك من أجل الذكر / ترضى بشغل قليل من أجل الذكر 00 والذكر يعنى : دين ، يعنى : بر ، يعنى : طاعة ، يعنى : علم ، يعنى تقدم ، يعنى : رفعة فى الدين وزيادة فى الإيمان : " يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون " 00 ياربى : هل شقائى على أولادى ( صحيح أنى كنت أقصّر فى الصلاة وفى الدين من أجل أكل العيش ولكن لم آكل حرام وربيت أولادى أحسن تربية ) كل هذا ومن الخاسرين ؟ لماذا ؟
لأنك لُهيت عن ذكر الله بهذه الأشياء 00 فعــلـّيت فى دنياك أما دينك فتحت 00
ولذلك لا يقوم مقام الذاكرين ولا يحقق مقتضى الذكر إلا الذين يفهمون - الذين يضعون الأمور فى نصابها - الذين يحرصون على دينهم - لأنه حتى لو مات فأنه لن يفقد : لأنه سيكون إدخر 0 00 فلا يقيم الذكر إلا أولوا الألباب 0 قال تعالى :" أفمن يعلم أن ما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب " - الرعد 0 الناس التى تفهم
هم الذين يعرفون القضية تماماً




* وقال تعالى :" هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكّر أولوا الألباب" 0
ولذلك - عافانا الله وإياكم - تجد أن من حال المنافقين أن من أكثر مايميزهم : قلة الذكر أو العبادة - يقيم الذكر ( الدين ) القليل جداً أو مفيش 0
قال تعالى : " إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الل إلا قليلاً " يعنى إيه لا يذكرون الله إلا قليلاً : يعنى حتى الصلاة لا يقيمها : إما نقر أو لا يحسن الركوع ولا السجود 00 ومعنى أن تذكر الله كثيراً فى الصلاة : يعنى تقيمها على مقتضى الشرع




* وقال تعالى :" ,إذا ذكر الله وحده إشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون " : وهذا وصف خطير إحذر من أن يمسـّـك هذا الوصف لا من قريب ولا من بعيد لأنه وصفُُ يدل على فساد القلب يقيناً 0
يعنى لا تقل لى أنك كنت تجلس فى الدرس لا تفهم شيئاً وتتثائب وعاوز تنام بينما كنت أمام الماتش أو التمثيلية أو الأغنية ( مصحصح ) 00 وإذا كلمك أحد فى ( بر) تجد نفسك متكاسل وغير منتبه وليس عندك إستعداد للسمع وغير متجاوب ، لكن إذا أحد كلمك عن البنات أو الكورة أو بيع وشراء ومكسب : تجد نفسك نشيط لذلك ومستعد له 00
هذا معناه أنه يمسّك هذا المعنى ( إذا ذكر الله وحده إشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة
وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون )00
الذين من دونه : تعبير جميل :
- فى المشركين : يكون أصنام / أوثان / آلهة / معبودات 00
- فى الفاسقين : تبقى شهوات ودنيا وفجور ومجون 00
- وفى المنافقين : تبقى أطماع وخسائس ودسائس 000
كل واحد حسب مقامه 00
إذا هم يستبشرون : يعنى مبسوطين 0
* وقال تعالى : " بل ءاتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون " 00 ضد المؤمنين 0
* وقال تعالى :" ولقد صرّفنا بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا " - نسأل الله ألا يجعلنا منهم ونسأل الله أن يعافينا - فأبى أكثر الناس إلا كفورا: طبعاً هذا واقع وأستقراء للواقع يُبين صدق رب العالمين وهو الصادق سبحانه وتعالى 0
* وأمر الله تعالى عباده المؤمنين بملازمة أهل الذكر : أنت لا تعرف كيف تذكر وتقول : أين نحن من الذاكرين ؟ يقولون : من يبغى الصلاح لزم أهل الصلاح 00 يتعلم الصنعة من أهلها - تتعلم النقاشة من النقاشين ، وتتعلم النجارة من النجارين - وكذلك تتعلم الصلاح من الصالحين 0 فهدى الله عباده أن يلازموا الطيبين لعلهم يتعلموا منهم 0
والله الذى لا إله إلا هو : تعلمت من إخوانى الأكبر منى والناس الصالحين الذين يسّـر الله أن أعرفهم 0 وكذلك أنت تعلم الكثير من الأمور النظرية ولكن بملازمتك لأهل الصلاح تتعلم هذه الأمور عملياً ويوجد عندك موعظة ويوجد عندك غيرة فى الحق فتعمل مثله 0 مثلاً :
أنت لا تستعمل السواك فتجد الصالحين يستعملونه ويحافظون عليه عند كل صلاة و00و00 فتجد نفسك تذكرت وتبعت السواك بسببهم 0
وكذلك هناك الكثير من المواقف التى فيها أذكار مثل : سماع نهيق الحمار / نباح الكلب / صياح الديكة 00 فلما تجدهم يذكرون الأذكار ويقولونها تجد نفسك تعمل مثلهم 00 وهكذا
فالذى فى الذكر ضعيف وفى إقامة الدين ضعيف والذى هو فى أخذ الدين بقوة ضعيف وتتفلت الأمور معه وتغلبه دنيه : يُصاحب أهل الذكر الذين هم أعلى




*يقول تعالى : " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وأتبع هواه وكان أمره فرطا" إوعى تصاحب هذا الفريق ولا تكن مطيعاً له لأن هذا الفريق سيجذبك لأسفل 0
* وكذلك يقول تعالى :" فأعرض عمن تولى عن ذكرنا 00 "
أعرض وليس أترك أو إبعد : مامعنى الإعراض ؟ الإعراض : كأنه ليس موجود 00كما فى الحديث ( فيُعرض هذا ويُعرض هذا 00) كأنه لا يراه 00 متخاصمين 00
" فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا " : فمن أكبر ما يبتلى به العبد : أن يصاحب أهل الدنيا ، صاحبى فلان الفلانى ، صاحبى رتبته كذا ، هؤلاء خسارة ماحقة وإن كان فيك أمل فسيضيع لأن هؤلاء سيجذبونك لأسفل من كل النواحى ، وكلها نواحى أحسن مافيها شهوة من شهوات الدنيا المباحة 0 وإذا وعظتهم وذكرتهم سيستهزؤن بك ويقولون لك أنت عامل لنا فيها شيخ ، خذنى على جناحك 00 إيه اللى حصل لك 00
" أعرض عمن تولى عن ذكرنا "




* وقال تعالى : " والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صُماً وعُمياناً " :
قلنا أن الناس أمام الآيات منهم فريق أعمى ، ومنهم فريق غافل ، ومنهم فريق متفكر 00
والله يزكى المؤمنين بأنهم ليسوا من أهل الصم والعمى ، ولذلك يحذر الله تعالى عباده مبيناً لهم أن من أعرض عن الذكر ( الدين ) فأنه من الهالكين : قال تعالى :
" ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى 00 "
- من أعرض عن ذكرى : عن دينى / عن الإيمان / عن العقيدة
- الضنك : ليس معناه الفقر ( فالغرب كلهم يعيشون فى ضنك إلا من رحم ربى لأنهم معرضون عن ذكر الله ) فالضنك معناه : أن يكون القلب ليس فيه سعادة ولا إطمئنان فيظل يتقلب فى الشهوات 0
- ونحشره يوم القيامة أعمى : والعمى ضد البصيرة - لأنه كان فى الدنيا أعمى0
* وقال تعالى : " أفمن شرح الله صدره بلإسلام فهو على نور من ربه فويلُُ للقاسية قلوبهم من ذكر الله "





- وفى الحديث : " مثلى ومثل مابعثت به كمثل غيث أصاب أرضاً 00 "
القرآن : هو الماء ( الغيث ) ، والأرض : هى القلب ، والنبت : هو الإيمان
النبت إذا لم يجد الماء ( الذكر ) ماذا يحدث له ؟
" فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك فى ضلال مبين " : تجد الواحد منهم يتكلم بكلام كثير : كل كلمة كفيلة بأن تقذفه فى جهنم وبئس المصير ( هو وأهله ) لماذا ؟
لأن القسوة تجعله يمرح فى أودية الضلال 00 يتكلم فى آية من الآيات بالكفر أو يستهزئ بحديث من الأحاديث 00 ويتكلم بكل جرأة




* وقال تعالى : " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيـّـض له شيطاناً فهو له قرين " :
يعش : يعمى - ومنه العشى الليلى
نقيض له قرين : شيطان فوق شيطان مسئول عن أّذه أذ الفتنة فى مقتضى التكليف ، فكل واحد فينا له قرين وله ملك حتى يتعرض الإنسان للمة الملك ولمة الشيطان 00
وهذا مايجعلك تشعر بالراحة بعد ماتعمل طاعة 00 بعكس ماتبعد عن الطاعة 00
- ليس هناك زرع يُسقى مرة واحدة وخلاص ، كذلك الإيمان زرعة الإيمان تحتاج مياة كل ثانية وليس كل أسبوع ، ولهذا جعل الله خمس صلوات فى اليوم والليلة 00

* * * * * * * * * * *


التعديل الأخير تم بواسطة أم سُهَيْل ; 06-20-2012 الساعة 01:18 AM
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 08-08-2008, 08:33 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

تابعوا معنا الجزء الثالث
ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 08-09-2008, 03:27 AM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ما شاء الله متابع
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 08-09-2008, 04:33 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

بارك الله فيك اخي ابو الفدا
اشكرك لمرورك ومتابعتك
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 06-20-2012, 01:16 AM
أم سُهَيْل أم سُهَيْل غير متواجد حالياً
" منْ أراد واعظاً فالموت يكفيه "
 




افتراضي

رحمكِ الله ياأمي وغفر لكِ ورفع قدركِ ويمن كتابكِ وأثقل ميزانكِ
وجعل الفردوس الأعلى داركِ ومستقركِ من غير حساب ولا سابقة عذاب
اللهم آآآآآآآآآآآآآمين
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 01:18 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.