انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-27-2008, 04:07 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




Islam مبادئ علم التوحيد (5)

 






المبحث السابع

د0محمد يسرى
نسبة علم التوحيد

نسبة العلم هي علاقته بغيره من العلوم وصلته بها، ونسبة أي علم إلى غيره من العلوم تتردد بين أربع نسب، هي:
1- الترادف: فتطلق الأسماء المختلفة على مسمى واحد وعِلْمٍ محدد، فتختلف الأسماء وتتفق المسميات.
2- التخالف: فتتباين الأسماء والمسميات، بحيث لو نسب أحد العلمين إلى الآخر، لم يصدق على شيء مما صدق عليه الآخر.
3- التداخل: كأن يكون أحد العلمين أعم من الآخر فأحدهما داخل بتمامه في الآخر، وهو العموم والخصوص المطلق.
4- التقاطع: وهو العموم والخصوص الوجهي أو النسبي، بأن يكون كل من العلمين أعم من جهة، وأخص من جهة أخري.
وعلى ما سبق يمكن القول بأن علم التوحيد نسبته إلى سائر العلوم الشرعية هي التخالف والتباين، فهو فن مستقل بذاته، قائم بنفسه، له أصوله ومصادره، ومناهجه ومسائله، ولا يغني عنه غيره، وإن كان كالأساس لعلوم الإسلام، ولذا مال بعض العلماء إلى أن نسبته إلى غيره من العلوم أنه أصلها وما سواه فرع عنه، باعتبار أن علوم الإسلام تقوم أولاً على معرفة الله تعالى وتوحيده والتصديق ببعثة نبينا e وأمور الغيب، وهذا موضوع علم التوحيد.

ولذا قال الإمام السفاريني في منظومته:
وبعـد فاعلـم أن كل العلم كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي
ولأجل هذا المعنى سماه الإمام أبو حنيفة بالفقه الأكبر.

________________________________________
المبحث الثامن
واضع علم التوحيد

لقد مر علم التوحيد في وضعه وتدوينه بدورين:
الأول: دور الرواية (ما قبل التدوين):
لم يكن الرعيل الأول من الصحابة y بحاجة إلى التدوين في العلوم الشرعية، فقد كانوا يتلقون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحيين، "ويوردون عليه ما يشكل عليهم من الأسئلة والشبهات فيجيبهم عنها بما يثلج صدورهم"( 31 )، فكانت مسائل الاعتقاد محفوظة في أذهانهم، مستدلاً عليها بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ولم يقع بينهم اختلاف في شأن العقيدة؛ بل اجتمعوا على عقيدة صحيحة، فكانوا "أقرب إلى أن يوفقوا إلى الصواب من غيرهم بما خصهم الله به من توقد الأذهان، وفصاحة اللسان، وسعة العلم، وتقوى الرب...، فهم أسعد الأمة بإصابة الصواب، وأجدرها بعلم فقه السنة والكتاب"( 32 )؛ لأجل هذا ما كان الصحابة y بحاجة إلى تدوين علم التوحيد أو تصنيف كتب فيه.

الثاني: دور التدوين:
وبدأ هذا الدور في حياة التابعين بكتابة السنة وتدوين الحديث كما ابتدأ ذلك الزهري رحمه الله تعالى، ثم شاع ذلك في النصف الأول من القرن الثاني الهجري كما فعل الإمام مالك في الموطأ، حيث رتبت الأحاديث على أبواب تتعلق بالتوحيد مثل: باب الإيمان، وباب التوحيد، وباب العلم، الخ... ولعل هذا التبويب للأحاديث كان النواة الأولى في استقلال كل باب فيما بعد بالتصنيف والبحث.

ومما أوقد جذوة التدوين ما وقع في آخر زمن الصحابة من بدع واختلاف في العقيدة، كما في مسألة القدر، وكان أول من تكلم به معبد الجهني (ت:80هـ)، ومسألة التشيع والغلو في آل البيت، وفتنة عبد الله بن سبأ، كما وقعت من قبل بدعة الخوارج وصرَّحوا بالتكفير بالذنوب، وبعد ذلك نشأ مذهب المعتزلة على يد واصل بن عطاء (ت:131هـ)، وصنَّف في مسائل من العقيدة ما خالف به الصحابة والتابعين، وخرج على إجماع خير القرون في الاعتقاد، فتصدى له التابعون بالرد عليه والمناظرة في هذه المسائل.

ثم بدأ التصنيف في عقيدة أهل السنة حين أصبح ضرورة لابد منها لنفي تأويل المبطلين، ورد انحراف الغالين، وكان أول مدوَّن عرفناه في العقيدة -على هذا النحو- هو كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة رحمه الله (ت:150هـ) وهو ثابت النسبة إليه، حدد فيه أبو حنيفة عقائد أهل السنة تحديدًا منهجيًّا ورد فيه على المعتزلة، والقدرية، والجهمية، والشيعة، واشتمل على خمسة أبواب -في أتم رواياته-: الأول في القدر، والثاني والثالث في المشيئة، والرابع في الرد على من يكفر بالذنب، والخامس في الإيمان، وفيه حديث عن الأسماء والصفات، والفطرة، وعصمة الأنبياء، ومكانة الصحابة، وغير ذلك من مباحث العقيدة.

فلو قال قائل: إن واضع علم التوحيد -بمعنى أول من وضع مؤلفًا خاصًّا في الفن من أهل السنة- هو الإمام أبو حنيفة؛ لكان صادقًا ولم يبعد عن الصواب، ولقد نسب كتاب بنفس اسم الفقه الأكبر للإمام الشافعي رحمه الله( 33 ) (ت 204 هـ)، إلا أن نسبة الكتاب إلى الإمام الشافعي غير موثقة.
ثم تتابع التأليف بعد أبي حنيفة في علم التوحيد ولكن بأسماء مختلفة لهذا العلم، فمن أول ذلك كتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلاَّم (ت:224هـ)، وتبعه على هذا كثيرون إلى يوم الناس هذا، كما ظهر مصطلح السنة للدلالة على ما يسلم من الاعتقادات، واشتهر ذلك زمن الإمام أحمد رحمه الله، ومن الكتب المصنفة باسم السنة، كتاب السنة لابن أبي شيبة رحمه الله (ت:235هـ) والسنن للإمام أحمد رحمه الله (ت:240هـ) وغير ذلك، ثم ظهر مصطلح التوحيد في مثل كتاب التوحيد لابن سريج البغدادي رحمه الله (ت:306هـ)، وكتاب التوحيد لابن خزيمة رحمه الله (ت:311هـ)، وواكب ذلك ظهور مصطلح أصول الدين، ثم ظهر التأليف باسم العقيدة أوائل القرن الخامس الهجري، واستقرت حركة التصنيف ومنهج التأليف، واستقل علم التوحيد علمًا متميزًا عن غيره بلقب ومنهج مخصوص.

التعديل الأخير تم بواسطة أم الزبير محمد الحسين ; 04-08-2012 الساعة 12:21 AM
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:12 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.