انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-01-2010, 03:27 PM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي بك أصبحنا الحلقة رقم 45

 

بسم الله الرحمن الرحيم








بك أصبحنا

الحلقة رقم 45

الإخوة والأخوات أعضاء المنتدى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسمحوا لى أن اطل على المنتدى من هذه النافذة و يسعدنى كثيرا مشاركتكم وإضافاتكم القيمة للحلقة.

فى حلقتنا هذا الاسبوع نتناول عدة موضوعات هامة
نبدأ بموضوع الحلقة عن الامانة
ثم نتناول باختصار موضوع بركان ايسلندا
ثم نتناول بالشرح اسم الله المؤمن
ونتكلم بايجاز عن الشيخ صلاح ابو اسماعيل الذى تعرض فى الايام الماضية لهجوم من نكرة من نكرات المجتمع
وننقل جزء من مقالة فهمى هويدى الذى ينقض فيها وزير التعليم الذى اخطأ العنوان وذهب للمفتى لينقى له مناهج التربية الدينية
واخيرا فقرة خاصة عن عمرو خالد ومصطفى حسنى وحوض النيل


الإخوة والأخوات لم تكن الأمانة قاصرة في فهم الأوئل على أداء الأموال والوفاء بالعهود فقط, بل كانت تسع المشارق والمغارب, فهي شجرة التوحيد الوافرة, وثمرة الإيمان اليانعة, والظل في الهواجر, والزاد للمسافر.

فهي لؤلؤةٌ نفيسة، وجوهرٌ نقيّ, ومعدنٌ أصيل في يد صائغٍ نبيل, كما قالت بَرِيْرَة عن أم المؤمنين عائشة, وقد ترعرعت في كنف النبي صلى الله عليه وسلم: (سبحان الله, والله ما علمت منها إلاّ ما يعلم الصائغ على تِبْر الذّهب الأحمر), وقال صلىالله عليه وسلم: (الناس معادن), وقال: (إنّ الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرأن ثم علموا من السنة), وقال: (عن معادن العرب تسألونني؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)، وقال: (الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة)!

موضوع الاسبوع

إذا ضُيِّعَت الأمانة فانتظرِ الساعة!


الأمانة إقامة لشرع الله في حنايا النفس وفي حياة الناس (الذين إن مكنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر). فالصلاة أمانةٌ إذا ضيّعها العبد فهو لما سواها أضيع, ولقد بكى أنس بن مالك لمّا رأى تضييع الصلاة على عهد الحجاج كما روى البخاري في كتاب مواقيت الصلاة (باب تضييع الصلاة عن وقتها) عن الزُهري قال: (دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي, فقلت له: ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئاً ممّا أَدْرَكتُ إلاّ هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضُيِّعَت). والزكاة أمانة قاتل الصديق مانعيها وأطلق عليهم وصف الرِدَّة, والصيام أمانة (إذا كان يوم صيام أحدكم فلا يرفث ولا يصخب, وإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل إني أمرؤٌ صائم), والحجّ أمانة (فمن فرض فيهنّ الحجّ فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحجّ). والدعوة إلى الله أمانة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لقومه: (الرائد لا يكذب أهله).

والأمانة ثباتٌ على الذِّكر, ووفاءٌ لصاحب الأمر، صلى الله عليه وسلم, ودوامٌ على الدين إلى آخر العمر, فقد سأل هرقل أبا سفيان عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, (هل يرتّد أحدٌ منهم سَخْطَةً لدينه؟ قال: لا, قال: فكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب), وقد قالوا:
نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد ما حيينا أبداً

وقال الغلام للملك: (إنك لن تقتلني حتى تقول باسم ربّ الغلام، ففعل, فقال الناس جميعاً: آمنّا بربّ الغلام), ثم آثروا الأخدود والنار على أن يعودوا كفّاراً, (وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)، و(قد كان فيمن قبلكم يؤتى بالرجل فينشر بالمنشار ما دون لحمه وعظمه ما يصدّه ذلك عن دينه), ومِن حلاوة الإيمان (أن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقدف في النار) وقال الذي آمن: (ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار)، ورحم الله أولئك السَّحَرة البَرَرَة الذين تحرّروا من أغلال الدنيا وهزموا فرعون بقولهم (فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا)!

والأمانة قوةٌ في حفظ الحقوق كما أجاب يوسف عليه السلام الملك لمّا قال: (إنك اليوم لدينا مكين أمين, قال: اجعلني على خزائن الأرض إنيّ حفيظٌ عليم). وقالت ابنة شعيب: (يا أبتِ استأجره إنّ خير مَن استأجرت القويّ الأمين), فالأمانة برّ للوالدين، ورعاية لأموال المسلمين، وحفظٌ للعرض والدين. فهؤلاء النّفر الثلاثة الذين حبستهم الصخرة في الغار ما أنجاهم إلاّ صدق أمانتهم, إذ كان أولهم أميناً على أبويه, حتى ظلّ واقفاً بإناء اللبن على رأسيهما وأطفاله يتضاغون لا يريد أن يسقيهم قبل أبوَيه حتى طلع الفجر وهو على ذلك, وكان الثاني أميناً على مال صاحبه حيث ظلّ يرعاه ويُنَمِّيه في غياب صاحبه. وكان الثالث أميناً على عرض المرأة وحافظاً لحدود الله, ما إن ذكّرَته المرأة بأن لا يفض الخاتم إلاّ بحقه حتى إنتهى, (إنّ الذين اتقوا إذا مَسَّهم طائفٌ من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون).

والأمانة مراقبة ٌللسمع، ومحاسبةٌ للبصر, ومتابعة للفؤاد (إن السمع والفؤاد كلّ أؤلئك كان عنه مسؤولاً), وحبسٌ للسان عن المهالك (وهل يَكبّ الناس على مناخرهم في نار جهنّم إلاّ حصائد ألسنتهم)، (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون)، ولو تأمّلتَ الثلاثة الذين هم أول من تُسعّر بهم النار لألفيتهم قد ضيعوا أماناتهم: القارئ (ليقال قارئ وقد قيل), والمتصدّق، (ليقال جواد وقد قيل)، والمجاهد (ليقال مجاهد وقد قيل). لأن المرائي لا يحتسب عمله ولا يرجو له جزاءً عند الله (نسوا الله فأنساهم أنفسهم). ولذلك كانت الخيانة علامة على النفاق (إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا اؤتُمِن خان، وإذا عاهد غدر)!

والأمانة صونٌ للعلم ورعايةٌ للرواية كما كان العلماء يقولون (إنّ هذا العلم دينٌ، فانظروا عمنّ تأخذون دينكم). ولمّا قدم أهل اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث معنا رجلاً يعلّمنا السنة والإسلام؛ أخذ بيد أبي عبيدة فقال: (هذا أمين هذه الأمة)، وفي روايةٍ أنّ أهل نجران قالوا: يا رسول الله ابعث إلينا رجلاً أميناً، فقال: (لأبعثنّ إليكم رجلاً أميناً حقَّ أمين حقَّ أمين). ورحم الله الخطيب فقد قال لطالب العلم: (ليجعل حفظه للحديث حفظ رعايةٍ لا حفظ رواية, فإن رُواة العلوم كثير ورُعاتها قليل. وربّ حاضرٍ كالغائب وعالمٍ كالجاهل, وحاملٍ للحديث ليس معه منه شيء, إذا كان في اطِّراحِه لحُكمه بمنزلة الذاهب عن معرفته وعلمه)، وقال عبد العزيز الجرجاني:
ولو أنّ أهل العلم صانوه صانهم ولو عظّموه في النفوس لعُظِّما
ولكن أهـانوه فهـان ودنَّسوا مُحَيّاه بالأطماع حتىّ تجهّمـا

والأمانة قيامٌ بحقوق المسلمين، وتحمّلٌ لحاجات المساكين، وخدمةٌ للمحتاجين، وتلك صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلاّ والله لا يخزيك الله أبداً إنّك لَتَصِل الرَّحم وتحمل الكَلَّ وتُكسِب المَعدوم وتُعِين على نوائب الحقّ). وقالت عائشة: (كان خلقه القرآن), و(كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤولٌ عن رعيّته..) و(المسلمون عند شروطهم).

والأمانة وفاءٌ بتكاليف الكتاب العزيز والسنة الشريفة والائتمار بأمرهما والوقوف عند حدودهما. فمِن الخيانة لله ولرسوله أن يُسَبَّ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُكَفَّر الشيخان الجليلان أبو بكر وعمر، وآيات الكتاب تنطق برضوان الله عليهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لاتسبّوا أصحابي). ورحم الله أُمَّنا عائشة رضي الله عنها حيث قالت لعروة - كما في مسلم -: (يا ابن أختي أُمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسبّوهم)، وما أعظم شهادة العلاّمة السيد حسين الموسَوى في كتابه القيّم "لله ثمّ للتاريخ" حيث قال: (لو سألنا اليهود، مَن هم أفضل الناس في ملّتكم؟ لقالوا: إنهم أصحاب موسى, ولو سألنا النصارى مَن هم أفضل الناس في أمتكم؟ لقالوا: إنهم حواريو عيسى, ولو سألنا الشيعة من هم أسوء الناس في نظركم وعقيدتكم؟ لقالوا: إنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم).

والأمانة إنصافٌ وتجرّدٌ وأن نُنزِل الناس منازلهم ولا نَبخَسهم حقّهم كما قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شُهداء بالقِسط ولا يجرمنّكم شَنَآن قومٍ على ألاّ تعدِلوا. اعدلوا هو أقرب للتقوى)، وقد قالت عائشة في زينب رضي الله عنهما: (هي التي كانت تُساميني منهنّ في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أرَ امرأة قطُّ خيراً في الدين من زينب, وأتقى لله وأصدق حديثاً وأوصل رحماً وأعظم صدقةً وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدّقت به وتقرّبت به إلى الله تعالى، ما عدا سَوْرَةً مِن حِدّة كانت فيها، تُسرِع منها الفَيْئَة), والأمانة كذلك أن لا نرفع الوضيع، ولا نمدح الرُويبضة، ولا نُسند الأمر لغير أهله، ولا نعظِّم الجَهَلة ونُحكِّمهم في ديننا ودنيانا، فإن ذلك مِن الخيانة التي تذهب باستقرار الدنيا وطيب العيش وأساس العمران. وما أحسن ترجمة البخاري في كتاب الفتن (باب إذا بقي في حُثالةٍ مِن الناس) ذكر فيه حال آخر الزمان حيث (يقال للرجل ما أعقله وما أظرفه وما أجلَده وما في قلبه مثقال حبّة خردلٍ من إيمان)!

والأمانة شهادةٌ لله، ونصيحةٌ للمسلمين, وبيانٌ للحق, حتّى لقد سُئل الحافظ علي بن المديني عن والده عبد الله بن جعفر فقال: (أبي ضعيف)، وتكلم شُعبة بن الحجاج في ولده فقال: (سميت ابني سعداً فما سعد ولا أفلح)، وقال الذهبي في ترجمة أبي عليّ الأهوازي من الميزان: (لو حابيت أحداً لحابيت أبا عليّ لمكان علّو روايتي في القرآن عنه).

والأمانة تركٌ للادعاء الكاذب فإن (المتشبع بما ليس عنده كلابس ثوبي زور). وقد ذكر الذهبي في "سير أعلام النبلاء" وابن كثير في "البداية والنهاية" أن أبا عبد الله الحاكم النيسابوري كان يقرأ على الناس استدراك الحافظ عبد الغني بن سعيد عليه في أوهام وقعت له في كتاب "المدخل"، ولم يكتف بذلك حتّى بعث إليه يشكُره على نصيحته، قال ابن سعيد: (فعلمت أنه رجلٌ عاقل)!

فتلك هي الأمانة التي قامت عليها السماوات والأرض, أن نُراقِب الله تعالى في الصغيرة والكبيرة، وأن نَعرِف الفضل لإهله كما قال علماؤنا من راعى وِداد لحظةٍ وانتمى لمن أفاده لفظةً, وقد ذكر السّخاوي في "الجواهر والدُّرَر" أن شيخه ابن حجر امتنع عن تدريس صحيح مسلم حتى مات الزركشي لأن سنده كان أعلى منه! ورحم الله السيوطي ما أحسن قوله في "الفارق بين الناقل والسارق" - تعليقاً على قول المُزَني في أول "مختصره": (كتاب الطهارة: قال الإمام الشافعي: قال الله تعالى: (وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً) -: (أفما كان المُزَني رأى هذه الأية في المصحف فينقلها منه بدون عزوها إلى إمامه؟!

قال العلماء: وإنّما صنع ذلك؛ لأنّ الافتتاح بها من نظام الشافعي لا مِن نظامه)، حتّى قال: (مَحَلّ ذلك حِرصاً على أداء الأمانة وتجنّب الخيانة؛ فإنها بِئْسَتِ البِطانة، وامتثالاً للحديث، واقتداءً بالأئمة في القديم والحديث، وتحرُّزاً عن الكذب والتَّشَبُّع، وتوفيةً لحقّ التتبُّع، ورغبةً في حصول النفع والبركة، ورَفْع تصنيفهم إلى أعلى درجة عن أسفل دَرَكة، وقياماً بشكر العلم وأهله، وإعطاء السابق حقَّه لفضله):
ولكن بَكَتْ قَبلي فهَيَّجَ لي البُكَا بُكاها فقلتُ: الفضلُ للمتقدِّم






ومن خطبة عرفة 1430 - قال الشيخ عبد العزيز بن صالح آل الشيخ


أمة الاسلام
إن هذا الدين أمانة في أعناق الأمة كلفهم الله إياها بعدما أشفقت منها السماوات والأرض والجبال، وهي أمانةٌ ثقيلة ولكنها الفاصلة بين الإيمان والكفر.. فمن أخذها بحقها تاب الله عليه ومن ضيعها من الكفار والمنافقين استحق العذاب الأليم: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً * لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [الأحزاب: 72 – 73].

إن للأمانة في الإسلام مجالاتٌ واسعةٌ تتعلق بحق الله وحق عباده والمصالح العليا للأمة؛ فأعظم أمانة في عنقك كلمة لا إله إلا الله، أصل الإسلام وأساسه أن تعرف معناها وأن حقيقتها عبادة الله وإفراده دون سواه، وتوحد الله بإلوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، وتخلص لله دعاءك ورجاءك وخوفك وذبحك ونذرك.. كل ذلك لله: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 126– 136]؛ تؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله والبعث بعد الموت تؤمن بقضاء الله وقدره.. إيمانك بهذا يخلصك ويميزك من أتباع الكفر والضلال، إيمانك يحدد هويتك ويكون شخصيتك ويحدد مصيرك في الدنيا ومآلك في الآخرة.

إيمانك بهذا يخلصك من اليأس والقنوت والفشل والخمول ويمدك بالقوة والنشاط، إيمانك بهذا يخلصك من العجب والغرور والتمرد على الله والتجبر على عباد الله.

سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - تؤمن بها وتصدقها وتطيعه فيما أمرك به وتجتنب ما نهاك عنه.. تقبل سنته وترضى بها وتحكمها وتحاكم إليها وينشرح صدرك لها، وتقدم قوله على قول كل قائل كائنًا من كان.. أركان الإسلام من الصلاة والزكاة والصوم والحج تؤديها كاملة الواجبات، فالصلاة هي صلة العبد وربه.. يفضي فيها إلى ربه همه وحزنه.. تسليه وتقوي في قلبه الإيمان ويسأل الله بها الهداية إلى الطريق المستقيم.. فيها حضور القلب والفكر وخشوع الجوارح وصفاء النفس، وفيها طهارة البدن والنفس وفيها نهي عن الفحشاء والمنكر، وما الزكاة إلا تزكيةٌ للمزكي بتطهيره من أخلاق الشح والبخل وتزكيةٌ للآخذ بتطهير قلبه من الغل، وما الزكاة إلا شعورٌ للغني بحق الفقراء عليه وأن لهم نصيبًا في ماله فرضه الله عليه، وفيها سلامة المجتمع من الصراعات الطبقية والتباغض والتناحر وتنمية مال المزكي، وما الصيام إلا تحقيقٌ لجانب التقوى ووحدة المسلمين في صيامه شهرًا كاملًا يبدأون من طلوع الفجر الثاني وينتهون عند غروب الشمس، ويقوي الإرادة والصبر وتحمل كل المشاق، وأيضا ارتباط بين الأغنياء والفقراء عندما يشعر الغني بالجوع والعطش فيعطف على إخوانه المستحقين المسلمين، وفيه سيطرةٌ على الشهوات التي أُمِر بالبعد عنها في رمضان، وما الحج إلا توحيدٌ لله وإقامةٌ لذكره وشهودٌ للمنافع والاستعداد لليوم الآخر.

يقف المسلمون في صعيدٍ واحدٍ.. الرب واحدٌ والنبي واحد والقبلة واحدة والمشاعر واحدة واللباس واحد والمكان والزمان واحد.. إن هي إلا شعورٌ بوحدة الأمة وما بينها من ترابط وأخوة دائمة.

أمة الإسلام:
وبقية أوامر الشرع المعنية من الأحوال الشخصية والجنايات والحدود كلها أمانة يجب أن تمتثلها وتستجيب لها ولا تخل بشيء منها، وتعلم أن هذه الأوامر لمصلحة العباد في عاجلهم وآجلهم، وما النواهي التي نهاك الله عنها - من السحر وقتل النفس والزنا وشرب الخمر وغير ذلك من المحرمات - إلا أمورٌ يجب أن تبتعد عنها وأن تتركها طاعة لله، وأن تعلم أنها ما حرمت إلا لصالح العباد أفرادًا وجماعات من الفساد، والنبي يقول - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدَّ حدودًا فلا تعتدوها، وحرَّم أشياء فلا تنتهكوها".

إن هذه الواجبات تؤديها والفرائض والمحرمات تبتعد عنها، هي تكاليف شرعية أنت ملزم بها.. لست حرا تفعل ما تشاء، وقد ادعى قوم عباد الهوى وأهل الجهل والضلال أن للإنسان أن يتصرف فيقضي برغباته وشهواته دون دين أو شرع، وهذا أمر عظيم.. وهذه دعوة على التمرد على الله وطمس لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشككوا في الحجاب وغير ذلك، ولم يعلموا أن هذا تقدير العزيز العليم.

أمة الإسلام:
وكما أن أمانة الدين أمانة في نفوس الأفراد فهناك أمانة خاصة يحملها الأقوياء من الرجال الذين يخططون لمصالح الأمة العليا ولمشاريعها الكبرى.

فأولا: الأمانة الملقاة على رجال السياسية الذين سبروا الأحوال وأدركوا كثيرا من خبايا الأمور وما يراد للأمة عليهم أن يضعوا للأمة سياسة عادلة صالحة في الحاضر والآجل وأن يقوها شر المتربصين بها من أعدائها والمتخاذلين معهم، وأن يحرصوا على سياسة حكيمة تبعد الأمة عن التهور والصراعات السياسية والسياسات الطائشة، وأن يعلموا أنها أمانة وأن من أراد الدين بسوء فلا بد أن يخذله الله.

فليضعوا سياسة تؤيد الشرع والكيان وتحمي الأمة من الانزلاق.. سياسة تعالج قضايا الأمة مرنة في أمورها، تتمشى مع ما فيه منفعة الأمة في الحاضر والمستقبل، وإن الأمانة الملقاة على رجال الاقتصاد أن يحلوا الأمة من التبعية وأن يوجدوا أصول الاقتصاد الإسلامي بعيدا عن المحرمات كلها، وسوقا إسلاميا لتبادل السلع بين المسلمين لتحمي مجتمع المسلمين.

إننا نسمع عن انهيارات اقتصادية وإفلاس بعض الشركات كما يقولون، وهو مصداقًا لقوله - تعالى -: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276].

الأمانة الملقاة على من يخطط لصناعة الأمة أن يوجدوا القواعد العلمية لصناعة تقنية متقدمة تستعين بالخبرات والأبحاث الماضية لتخليص الأمة من الكسل والخمول وتستعين بالعقول والأيدي العاملة والطاقات الموجودة لتخليص الأمة من أن تكون عالة على غيرها بأمرين ألا تتكل على غيرها وثانياُ ألا تكون أسواقها لترويج سلع الآخرين الذين يستهدفون نهب ثرواتها بل لا بد للمسلمين من أن يأخذوا ويعطوا فكما يستوردون فليصدروا حتى يكون متوازن بين الأخذ والعطاء.

إن الأمانة الملقاة على رجال الأمن أن يحافظوا على الأمة بكل المستويات وفي كل المجالات؛ لا سيما الفكري والعقدي بالمحافظة على المسلمات والثوابت من الانحلال والتميع والأخذ على يد المجرمين.

إن الأمانة على إعلام الأمة أن يوجدوا إعلاما إسلاميا بعيدا عن الفحش ونشر الرذائل وعن التهويل والإثارة وعن تضليل الرأي العام، وأن يعلموا أن الأمة تعاني من تدفق إعلامي في مجالاته الفضائية والصحفية والإلكترونية.

هذا الانفتاح العظيم يؤكد للأمة وجوب المحافظة حتى لا يتسرب لشبابنا شيئا من هذه الضلالات تحت دعوى الحرية والتقدم والانفتاح والترفيه.. مع أن كثيرا من هذه القنوات تحمل أفكارا ضالة وأراءً منحرفة ومناظر فاسدة وأفلاما خليعة مما يوجب على رجال الإعلام ومؤسساته التصدي ضد هذه الأخطار وإيجاد ميثاق شرف يحمي الأعراض والعقول من هذه الضلالات، وأن يكون الإعلام خادما لقضايا الإعلام مدافعا عتها يعالج كل شيء ويقارع الحجة بالحجة: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء: 18].

وإن الأمانة الملقاة على رجال الثقافة أن يحافظوا على ثقافة الأمة المستمدة من الكتاب والسنة وتراثها الأصيل وتميزها الإسلامي ويحمي الشباب من تلوث أفكاره بالدعايات المضللة.

المسؤول عن الأمانة الملقاة على المخططون عن المسائل الخاصة باجتماع الأمة أن يحافظوا على الأسرة وانتظامها والبعد عما يشتتها ويضعف كيانها وأن ينموا في الأمة روح التعاون والتعاطف والتراحم في الأمة، وأن تكون هذه العلاقة الاجتماعية إسلامية بعيدة عن التأثر بالقبلي أو الجنس أو اللون أو الفارق المادي.

وإن الأمانة الملقاة على الدعاة إلى الله أن يخلصوا لله في دعوتهم وأن يهتموا بالعقيدة أولا وقبل كل شيء، وأن يغوصوا في مشاكل الأمة ليوجدوا الحلول لها، وأن يهتموا في تغيير الأخطاء والمنكرات بالتدرج، وأن ينوعوا الأساليب بخطاب أو حوار ونحو ذلك، وأن يعلموا أن الدعوة إلى الله شرف وفضيلة ليست تجمعاً حزبياً ضيقاً ولا منظومة أفكار عوجاء ولكنها لإيصال كلمة الحق إلى النفوس.

إن الأمانة الملقاة على المفتون أن يتقوا الله، وليعلموا أنهم موقعون عن الله؛ فليحذروا القول على الله بغير علم، ولتكن الفتاوى صادرة عن الكتاب والسنة بعيدا عن الشذوذ والتخرصات، وإن الأمانة الملقاة على المخططين بالبيئة أن يحرصوا على المحافظة على البيئة وسلامتها من التلوث والنظافة الشرعية وسلامة الأبدان من الأمراض والأوبئة، وإيجاد المراكز الوقائية لدفع المضار عن الأمة وبذل السبب النافع في ذلك.

أيها المسلمون:
هذه الأمانات مع اختلافها والمسئولون عنها مع اختلاف منازلهم ليعلموا أن هذه الأمانات أمانات وليست غنائم، وإنها تكليف وتشريف وإنها عبادة وليست سيادة، مما يؤسف له أن البعض من أبناء المسلمين خططوا لشعوبهم ما ألحق الضرر بها؛ فجعلوا المصالح الشخصية فوق وحدة الأمة وجعلوا الخلاف في الشخصية فوق اجتماع الكلمة، وما أحوج الأمة إلى تراص الصفوف واجتماع الكلمة.

إن الأمانة الملقاة على رجال التربية والتعليم أن يتقوا الله ويضعوا مناهج أصيلة تقوي انتماء الأمة إلى دينها وتربيهم على الأخلاق والشيم والأخلاق النبيلة وتبعدهم عن الأخلاق الرذيلة، وتشعر كل فرد بأنه عضو في أمته يجب أن يسعى في إصلاحها، وأن نربي على الإيمان والعلوم النافعة لتأخذ الأمة مكانتها في الاقتصاد والسياسة والإعلام وكل ما تحتاجه الأمة إليه.

إن البعض من علماء المسلمين خططوا للتعليم في بلادهم ما فصل الحاضر عن الماضي فأصبح الحاضر غير مرتبط بماضيه المجيد ولا يعلم شيئا عنه؛ مما يفقد الثقة بالأمة.
إن من الواجب على التعليم أن يرتبط الحاضر بالماضي ويقوي صلة الحاضر بالماضي لتستفيد الأمة.





وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً

في دويلة صغيرة ، لا تعدو أن تكون جزيرة نائية قي شمال المحيط الأطلسي ، يثور بركان صغير من تحت نهر جليدي ، لينفث موجات من السحب الغبارية ، فيحدث فزعاً عاماً في قارة أوربا بأسرها ، وارتباكاً عالميا للرحلات الدولية.

توقَّفت الطائرات، وأُغلقت المطارات، وعُلقت الرحلات ، فـ (113) مطاراً أوروبيا يغلق أبوابه الجوية أمام الملاحة العالمية ، وأكثر من (63 ) ألف رحلة طيران تلغى ، وخسائر شركات الطيران تصل نحو (250) مليون دولار يومياً... والمتأثرون من الناس فاق عددهم سبعة ملايين مسافر ، تقطعت بهم السبل ، وتحولت صالات المطارات إلى مهاجع للمسافرين ، وبدأت المطارات بتزويدهم بالأسرة والأغطية ... فضلا عن خسائر المصدرين والمستوردين .



سحابُ غبارِ بركانٍ واحدٍ يصيب قارة كاملة بالذعر والخوف ، ويشل حركتها الجوية ، فكيف لو تفجرت عدة براكين ؟!.

إنه لأمر يستدعى منا التأمل والنظر ، والتفكر والاعتبار ، فالمسلم لا تمر عليه مثل هذه الأحداث العظيمة دون أن تكون له وقفة تأمل تنطلق من عقيدته وإيمانه بالله ، ويقينه بأن كل ما يقع في كونه من خير فهو من فضله ورحمته ، وكل ما يقع فيه من شر فهو بعلمه (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) ، وله الحكمة في كلِّ ما يقضي ويقدِّر: (لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْـئَلُونَ) .

والمؤمن يقف عند مواقع العبر، وأحكام القدر، ينظر ويتدبر ، ولا يقتصر اعتبار المؤمن على ما يحدث قريباً منه في الزمان والمكان ، بل هو معتبر بكل ما يبلغه من آيات الله قربت منه أو بعدت عنه زماناً ومكاناً .


البراكين والزلازل جند من جند الله يرسلها على من يشاء من عباده في الوقت الذي يشاء على النحو الذي يشاء ، إنذاراً ، ووعيداً وابتلاءً ، وتمحيصاً ، وعقاباً ، ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ، وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ).

ومن جنود الله هذا الرماد المكون من جزيئات صغيرة من الزجاج والصخور المفتتة التي تهدد محركات الطائرات وهياكلها وتعيق حركتها ... وقد وُصِفَ هذا الرماد بالقاتل ؛ لأن استنشاقه يمزق النسيج الرئوي.


إن ما حدث آية من آيات الله يرسلها لعباده تذكرة وموعظة للمؤمنين ، وتخويفاً وترهيباً للمعرضين ، فالقلوب المؤمنة تتعظ وتخبت وتنيب لربها، والقلوب الغافلة لا يشغلها سوى الخسائر الاقتصادية ، والمتابعة الإعلامية ، ومراقبة البركان... متناسين رب البركان : ( لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها ، وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها ، وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها ، أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ، أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) .



إن ما حدث شاهد عظيم على قدرة الله جل جلاله ، فقدرته سبحانه فوق كل قدرة، وقوته تغلب كل قوة.. أرانا عجائب قدرته، ودلائل قوته فيما خلق وقدَّر..

فما شاء الله تعالى كان، وما لم يشأ لم يكن، وهو على كل شيء قدير ( اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا).

فقدرة الله لا يحدها شيء : (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا).


إن هذه البراكين والزلازل تذكرنا بالزلزلة الكبرى، فبركان واحد أحدث ما أحدث من الفزع والكوارث ، فكيف بزلزلة الأرض كلها: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَـارَى وَمَا هُم بِسُكَـارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) .

والغبار الذي حجب الشمس عن سماء هذه الدول يذكرنا بقوله تعالى: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) أي: ذهب ضوءها .

وتناثر أجزاء البركان في الهواء يذكر بقوله:( وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ) أي : تناثرت من السماء وتساقطت على الأرض .

وتعطل حركة الطيران والمطارات يذكرنا بقوله تعالى: (وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ) ، والعشار : هي خيار الإبل والحوامل منها ، وهي أنفس أموال العرب إذ ذاك ، فنبه سبحانه بذلك على تعطل كل ما هو في معناه من كل نفيس من المال ، حيث يأتي الناس ما يذهلهم عنها فيتعطل الانتفاع بها .

وعجز القارة الأوربية بعدتها وعتادها ، وذهولها مما يحدث ، وتساءل الجميع عما يحدث، يذكرنا بعجز الإنسان عند قيام الساعة ، يوم يقف مشدوها مستعظما ما يرى ( إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا...) أي: أي شيء عرض لها؟

وإن هذه الغيوم المتراكمة التي تملأ الأجواء على ارتفاعات هائلة ... تذكرنا بالدخان الذي يبعثه الله قبل قيام الساعة : (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .


فإن مشاهدة ومعاينة آيات الله الكونية العظيمة المخيفة لتغني عن وعظ الواعظين وتذكير المذكرين، ونصح الناصحين، إنها لأكبر زاجر، وأبلغ واعظ، وأفصح ناصح.. وإن في مراحلِ العمُر ، وتقلّبات الدّهر ، وفجائع الزمان لعِبَرًا ومزدجرًا ومَوعِظة ومُدّكرًا، يحاسِب فيها الحصيف نفسَه، ويراجع مواقفَه، حتى لا يعيشَ في غَمرة ويؤخَذَ على غِرّة.

نسأل الله أن يلطف بإخواننا المسلمين في كل مكان، وأن يجعل من هذه الآية عبرة يهدي بها أهل الضلال إلى صراطه المستقيم ودينه القويم. إنه سميع مجيب ، لطيف خبير.

من
وقفات مع بركان آيسلندا
محمد صالح المنجد

http://www.saaid.net/Minute/308.htm
باختصار

سبقنا الاخ الفاض ابو مصعب وعرض الموضوع هنا
http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=67558





اسم الله المُؤْمِنُ

قال الله تعالى }هُوَ اللهُ الذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ{ [الحشر:23]،

المؤمن في اللغة اسم فاعل للموصوف بالإيمان، وأصله أمن يأمن أمنا، والأمن ما يقابل الخوف، والإيمان في حقنا هو تصديق الخبر تصديقا جازما، وتنفيذ الأمر تنفيذا كاملا،


نقلا عن الجامع لأحكام القرآن للقرطبي

حول تفسير الآية الكريمة من سورة الحشر:

(هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ ٱلْمُؤْمِنُ

ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ):

{ ٱلْمُؤْمِنُ } أي المصدّق لرسله بإظهار معجزاته عليهم،

ومصدق المؤمنين ما وعدهم به من الثواب، ومصدق الكافرين ما أوعدهم من العقاب.

وقيل: المؤمن الذي يؤمِّن أولياءه من عذابه، ويؤمن عباده من ظلمه؛

يقال: آمنه من الأمان الذي هو ضدّ الخوف؛ كما قال تعالى:

{ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ } [قريش:4] فهو مؤمن.

وقال مجاهد:

المؤمن الذي وَحّد نفسه بقوله: { شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } [آل عمران:18].


المؤمن :

الذي أثنى على نفسه بصفات الكمال، وبكمال الجلال والجمال الذي أرسل رسله،

وأنزل كتبه بالآيات والبراهين وصدق رسله بكل آية وبرهان،

يدل على صدقهم وصحة ما جاءوا به

( شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة

لسعيد بن علي بن وهف القحطاني - ص169)


المؤمن هو الذي يعزى إليه الأمن والأمان بإفادته أسبابه وسده طرق المخاوف

ولا يتصور أمن وأمان إلا في محل الخوف ولا خوف إلا عند إمكان العدم والنقص والهلاك

والمؤمن المطلق هو الذي لا يتصور أمن وأمان إلا ويكون مستفادا

من جهته وهو الله سبحانه وتعالى

( المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى

لأبي حامد الغزالي – ص70)


أما اسم الله المؤمن ففيه عدة أقوال يدل عليها الاسم ويشملها لأنها جميعا من معاني الكمال الذي اتصف به رب العزة والجلال:

القول الأول في معنى اسم الله المؤمن:

أن المؤمن هو الذي أمن الناس أنه لا يظلم أحدا من خلقه ،

وأمن من آمن به من عذابه ، وهذا القول منسوب لعبد الله بن عباس رضي الله عنه ،

القول الثاني في معنى اسم الله المؤمن:

أن المؤمن هو المجير الذي يجير المظلوم من الظالم ، كما قاله محمد بن كعب القرظي ،

وذلك على اعتبار أن الله عز وجل هو الذي يجير المظلوم من الظالم بمعنى يؤمنه وينصره

القول الثالث في معنى اسم الله المؤمن:

أنه الذي يصدق المؤمنين إذا وحدوه ، لأنه الواحد الذي وحد نفسه بشهادته

القول الرابع في معنى اسم الله المؤمن:

أن المؤمن هو الذي يصدق مع عباده المؤمنين في وعده ،

ويصدق ظنون عباده الموحدين ولا يخيب آمالهم



واسم الله المؤمن يدل باللزوم على الحياة والقيومية، والسمع والبصر والعلم والعدل والحكمة، والعظمة والقوة، والقدرة والعزة، والسيادة والرحمة على اعتبار أن هذه الأوصاف لازمة للمؤمن الذي يصدق في قوله وفعله، والذي يصدق مع عباده المؤمنين في وعده، ويصدق ظن عباده الموحدين ولا يخيب آمالهم، والذي أمَّنَ الناس ألا يظلم أحد من خلقه، وأمَّن من آمن به من عذابه .

وممن تسمى عبد المؤمن والد روح من رواة الحديث عند البخاري، قال في إحدى رواياته: ( حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ المُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالكٍ t عَنِ النَّبِيِّ e قَال: إِنَّ فِي الجَنَّةِ لشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلهَا مِائَةَ عَامٍ لاَ يَقْطَعُهَا ) .






الشيخ صلاح أبو إسماعيل
نتكلم اليوم عن الشيخ صلاح أبو إسماعيل والذى قال عنه شخص نكرة مجرم سابق ان الشيخ كان عميلا!!!!!
يقول الشيخ حازم عن والده الشيخ صلاح أبو إسماعيل رباني والدي من خلال الصحبة والتفاعل، فلم يكن يأمر أو ينهى، ولم يكن أيضاً مجرد ناقل خبرات، أو مصدر تعليمات، بل كان لي صاحباً وشريكاً في شؤوني، كما كنت شريكه في كل أموره، حتى وأنا طفل صغير كنت ألازمه في كثير من اللقاءات والأسفار، عندما كان يعد بحثاً أو خطبة أو محاضرة، كان يناديني ويقول لي: مطلوب منا أن نعد بحثاً لتقديمه حول موضوع كذا، وعندما أجد نفسي لا أعرف من أين أبدأ، يوجهني ويقترح علي الكتب، ويناقش معي جوانب الموضوع ومصادره. كان وقته محدوداً، ولكنه يحسن استغلاله، وبهذه الطريقة كان التدريب العقلي والتربوي والخلقي يأتي من خلال الصحبة والتفاعل، كان يسمح لي بإبداء الرأي في كل الأمور، لدرجة أنني كنت أقترح عليه أن يكتب رداً معيناً إجابة عن موضوع من الموضوعات فيقول لي: طيّب اكتب لي المشروع ونرى


كان داعية في المحافل والمساجد ووسائل الإعلام، حيث كانت له حلقات إذاعية في تفسير القرآن في تلفاز "أبوظبي" قرابة خمسمائة حلقة، وتفسير سورة يوسف لتلفاز دولة البحرين قرابة الثلاثين حلقة، والمصحف المفسر لتلفاز المملكة العربية السعودية قرابة الثلاثين حلقة، ومئات الحلقات من البرامج الدينية لتلفاز قطر، وعشرات الحلقات الدينية لتلفاز سلطنة عمان، وثلاثين حلقة لتلفاز دولة الكويت... إلخ،



كما أسهم الشيخ صلاح أبو إسماعيل بالكتابة في المصحف والمجلات العربية، وشارك في إلقاء محاضرات في كل من مصر والسودان وقطر والبحرين والإمارات والكويت والهند وإندونيسيا وسنغافورة وبريطانيا وأمريكا وغيرها
  • يقول الأستاذ محمد المجذوب في كتابه "علماء ومفكرون عرفتهم": "كثيرون جداً أولئك الذين يريدون أن يقرؤوا سيرة الشيخ صلاح أبو إسماعيل، لأنه بات في أيامهم هذه من التحف النادرة التي قل أن يقعوا عليها في واقعهم، ولعل معظم هؤلاء قد فوجئوا لأول مرة باسم هذا الرجل يوم ألقى بقذيفته المدوية أمام المحكمة المنعقدة لمحاكمة من يسمونهم "جماعة الجهاد" في القاهرة، فانطلق صداها يتردد في الصحف والإذاعات العالمية، ثم لم يتوقف دويها حتى اليوم.. وحق لهم أن يفاجؤوا، وحق لوسائل الإعلام العالمية أن تردد ذلك الصدى، لأنه كان نذيراً بأنه لا يزال بين علماء الإسلام من يؤثر مرضاة الله على النفس والحياة والمنصب، فيعلن شهادة الحق في أحرج المواقف، يرسلها مجلجلة ناصعة لا تخاف في الله لومة لائم، حفاظاً على قلبه من أن يخالطه الإثم الذي أوعد الله به كاتمي الشهادة. وإنها، لعمر الحق، لبطولة تفوق سائر البطولات، التي ألف الناس أن يروها ويقيموا لها الأنصاب والمعالم.. وبخاصة بعد أن خرست أصوات الصادقين، وطغت ضوضاء المنافقين، وأصبحت فنون البلاء موكلة بالألسن، فهي تتهيب أن تهمس بكلمة الحق، خشية أن تقطع أو تنزع..
  • ويقول المستشار عبد الله العقيل عن معرفته به:
    • بدأت معرفتي بالشيخ صلاح أبوإسماعيل، حين كنا ندرس في الأزهر، وهو في كلية اللغة العربية، وأنا في كلية الشريعة، وقد تخرج في نفس السنة التي تخرجت فيها، حيث غادرت مصر قبيل اشتداد الطغيان الناصري، ولم ألتقه بعدها حتى أوائل السبعينيات، حين زرت مصر بعد هلاك الطاغية عبدالناصر، والتقيت بإخواني وأساتذتي الذين حدثوني عن نشاط الشيخ، فزرته في بيته، وتوثقت الصلة به، ثم زارنا في الكويت، كما سعدت به في موسم الحج، حيث شاركنا في مخيم الرابطة، وأكبرتُ فيه هذه الحيوية والنشاط، رغم ما كان يعانيه من الأمراض التي يتعاطى الأدوية لعلاجها.
    • وكان ذا عزيمة وبأس، واستخفاف بأصوات الناعقين من العلمانيين والمنافقين، الذين يتصدرون وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، ويرى أنهم من التفاهة بمكان، لأنهم يغيّرون جلودهم، ويتلونون مع الأحداث، ويلبسون لكل حال لبوسها، ويسيرون في ركاب السلطة لتحقيق مطامعهم ومآربهم الشخصية ويزلفون للطغاة، ويزينون لهم أعمالهم ويحرضونهم على الدعاة الصادقين، الذين يقولون كلمة الحق أمام جور السلاطين.
    • وكان يستبشر خيراً بمستقبل الأمة في شبابها، من أبناء الصحوة الإسلامية والتيار الإسلامي، الذين جاءت هزائم الحكام أمام عصابات اليهود، لتوقظ مشاعرهم، وتستنهض هممهم، وتدفع بهم إلى طريق الإسلام، دين العزة والكرامة، والمنهج الحق الذي يصلح ما أفسده الطغاة، ويجمع جماهير الأمة لتحمّل المسؤولية في إرساء قواعد الحق والعدل، وإشاعة الأمن والأمان، والسير قدماً في طريق تحقيق سيادة الأمة، ونصرة الدين.
    • وكان في مجلس النواب يلجأ كثيراً لاستجواب الوزراء والمسؤولين، حيث استجوب وزير السياحة، ووزير الأوقاف، ووزير الإعلام، كما استجوب رئيس الوزراء عن تصريح السادات ب: "لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة" وعن قول السادات: إن قدوته مصطفى كمال أتاتورك الماسوني العلماني.
وقد أثنى عليه الشيخ علي الطنطاوي، واعتبره من عباقرة المسلمين في هذا العصر، لما كان له من أثر في السياسة الإسلامية وما أحدثه من تغييرات

أدركه الأجل يوم الإثنين 4-11-1410هـ 28-5-1990م في مطار "أبوظبي" وهو يستعد للعودة إلى مصر، بعد جولة علمية في دول الخليج واسكنه فسيح جناته. ونقل جثمانه إلى القاهرة حيث صلي عليه في مسجد عمر مكرم بميدان التحرير يوم الأربعاء 30-5-1990م، ودفن في مقابر الاسرة ببهرمس بالجيزة.



خطأ فى العنوان – فهمي هويدي


لأول وهلة، بدا الأمر مفاجئا ومثيرا للدهشة. بغير مقدمات ظهر وزير التربية والتعليم مع مفتى مصر فى مؤتمر صحفى، وأعلنا عن «انقلاب» فى مناهج التربية الدينية، وفى «البيان الأول» انتقدا المناهج بحجة أن فيها ما يحض على التطرف والعنف، وقالا إن كتابا جديدا عن «الأخلاق» سيدرس للجميع، ويكون مقبولا من جانب مختلف النحل. وإن المناهج الجديدة سيتم العمل بها من العام الدراسى المقبل (2011 ــ 2012).

كانت تلك هى المفاجأة، أما الدهشة فلها أكثر من وجه.

فهذا وزير للتعليم تسلم منصبه منذ أقل من أربعة أشهر، ولا نعرف ماذا أخذ عن أبيه وزير الداخلية الأسبق، لكن ممارساته دللت على وفائه له. وقد عرفنا عن الأب أنه حاد فى التعبير وأنه من أهل الاندفاعات وليس الانقلابات ــ ولذلك استغربنا من الوزير الابن أن يعلن بعد تلك الأشهر القليلة أن مناهج التربية الدينية سوف تتغير من السنة الأولى الابتدائية إلى الثالثة الثانوية ابتداء من العام الدراسى المقبل (هل يضمن البقاء فى منصبه إلى ذلك الأجل؟).

من أوجه الدهشة الأخرى أن وزير التعليم خاطب المفتى باعتباره جهة اختصاص فى الموضوع، لكنه مختص بالافتاء وليس بالتعليم، ثم إنه يتبع وزارة العدل التى لا نعرف لها صلة بالموضوع.

ولأن الأزهر هو المؤسسة الدعوية والتعليمية المختصة بالشأن الدينى وله جامعته ومعاهده ومرجعيته المعتبرة، فقد استغربت غيابه عن المشهد.

وفسرت ذلك بأحد احتمالين،
أحدهما أن تكون للوزير مشكلة مع الأزهر، دفعته لأن يدير ظهره له ويخاطب «عمامة» أخرى،
أو أن الأمر التبس عليه وأخطأ فى العنوان، خصوصا أن مبنى مشيخة الأزهر مجاور لدار الإفتاء.

لا أخفى أننى استربت فى العملية، إذ ذكرتنى بالحملة الأمريكية على مناهج التعليم الدينى فى أعقاب أحداث الحادى عشر من سبتمبر، التى انطلقت من أن ذلك التعليم يحض على التطرف والعنف والإرهاب. ودعت إلى إعادة تشكيل العقل المسلم، من خلال إعادة النظر فى كتب ومدارس التعليم الدينى وتجديد الخطاب الدينى. وهى الدعوة التى ظاهرها الرحمة. لأن أحدا لا يستطيع أن يعترض على التطوير المنشود، فضلا عن أن مناهج التعليم وكتبه تحتاج بالفعل إلى ذلك التطوير. لكن حين يتحقق ذلك عبر توجيه أو أوامر أمريكية فإن البراءة تنتفى منه على الفور.

لا يقل عن ذلك أهمية أن إطلاق دعوة التطوير فى الوقت الراهن يبعث على الشك، لأننا نعيش أجواء، اشتدت فيها حملة رموز الكارهين والمتعصبين التى استهدفت ملاحقة الإسلام ومطاردته فى مظانه المختلفة. من نص المادة الثانية للدستور إلى حضوره فى حياة الناس العاديين، مرورا بمناهج التعليم، التى طالب البعض بحذف الآيات القرآنية منها. وهى الحملة التى ردت على شعار الإسلام هو الحل، بالترويج لشعار يدعى ضمنا أن الإسلام هو المشكلة!


هناك اتصالات رفيعة تمت أمس الأول لتصويب العملية، تم الاتفاق خلالها على إسناد مهمة التطوير إلى الأزهر، وأن الموضوع سيناقش اليوم فى اجتماع مجمع البحوث الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر لتحديد الاختصاص ووضع ضوابط النهوض بمناهج التربية الدينية، بحيث تحقق طموحات الغيورين لا أمنيات الكارهين والكائدين.





عمرو خالد
مصطفى حسنى
حوض النيل

انشغل الناس فى هذه الايام ب
عمرو خالد
ومصطفى حسنى

فقد أعلن الأستاذ عمرو خالد عن مسابقة الفيلم العالمية التي تنظمها مؤسسة طوني بلير الإيمانية، حيث سيكون على الشباب المشاركين الذين لا تتجاوز أعمارهم عن 25 سنة إنتاج فيلم قصير يعرضون فيه "كيف أن الإيمان ملهم لصاحبه".


فعلى الراغبين في المشاركة في المنافسة إرسال أفكارهم قبل الـ12 من نيسان الجاري الى موقع مؤسسة طوني بلير الإيمانية.

وقد كتب الاخ الغالى ابو مصعب حول هذا الموضوع
http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?p=341368#post341368

تناول الأستاذ / مصطفى حسني في برنامجه خدعوك فقالو حلقة خاصة عن الحكم الشرعي في الغناء والمعازف وقد تناول في حلقته قول المؤيدين والمعارضين من الأئمة كالامام بن حزم والشوكاني الى غير ذلك
وامس الجمعة 30 / 4 / 2010
كانت هناك حلقة خاصة من برنامج مع الشباب على شاشة الرحمة

بعنوان حكم الأغاني والرد على الأقوال المخالفة بالحجة والدليل

ضيف الحلقة
فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز- حاوره عمر الحنبلي


وطبعا هناك بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بشأن تحريم الغناء والموسيقى
http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=68467


لكن العجيب لم ينشغل احد بحرب المياه التى يتم التجهيز لها حاليا بين مصر والسودان ضد 9 دول افريقية على رأسها الاسد الافريقى الجديد كينيا!!! والتى تساندها اسرائيل

نعم لقد شعرت اليوم ان بلدى مصر اسد
ولكنه عجوز بلا انيايب
هزيل
لا يملك الا قصصا عن بطولاته السابقة

انقل لكم هذا الموضوع

اللاعبون والمتفرجون في حوض النيل – فهمي هويدي – المقال الأسبوعي



- الفشل النسبي للمفاوضات مع دول الحوض وثيق الصلة بتراجع الدور المصري وغياب استراتيجية واضحة للتعامل مع العالم الخارجي

التعامل مع ملف المياه يحتاج الى تفكير من نوع مغاير، يعيد قراءة المشكلة بأبعادها المختلفة بعيدا عن لغة الانفعال والتهديد التي تحدث بها بعض المسؤولين المصريين.




لأن اللاعبين كثر فالحاصل في القارة الأفريقية أكثر تعقيدا مما نتصور. هذه نقطة مركزية في دراسة تلقيتها من الدكتور السيد فليفل المدير السابق لمعهد الدراسات الأفريقية، اعتبر فيها الموقف المصري ازاء أفريقيا «مفتقدا الى الرؤية الاستراتيجية المتماسكة». وهو يرصد التحركات المناوئة التي يتعين الانتباه اليها سجل الملاحظات التالية:

- تتبنى الولايات المتحدة مشروعات استراتيجية مؤثرة في المصالح المصرية، أخطرها مشروع القرن الأفريقي الكبير. الذي يستهدف تدمير الدرع اليمنى لحوض النيل، وتمزيق السودان بغرض النفاذ منه الى قلب القارة وأقاليمها المائية للهيمنة على أهم موارد القارة الطبيعية الكفيلة بتوليد طاقة مائية هائلة. وهذا المشروع يشكل قيدا على الحركة المصرية في مجاليها الحيويين، العالم العربى والقارة الأفريقية.

- طرحت الولايات المتحدة كذلك فكرة بعث مشروع استعماري بريطاني قديم هو اتحاد شرق أفريقيا (كينيا وأوغندا وتنزانيا). وفي التصور الأمريكي فان ذلك الاتحاد يمكن أن يضم دولة مقترحة في جنوب السودان، وقد عقد عدة دورات في السنوات الثلاث الماضية على مستوى القمة.


- تبنت الولايات المتحدة كذلك مشروع خليج غينيا، وهو يرمي الى حصد البترول المكتشف مؤخرا في دول غربي أفريقيا ووسطها، وتستهدف الولايات المتحدة من خلاله أن توفر في عام 2015 نحو ربع احتياجاتها من النفط من هذه المنطقة، خاصة نيجيريا وتشاد والسنغال وأنجولا، وهي لم تكتف بذلك، بل استخدمت تلك الدول ركيزة للتدخل في جوارها وبعض تطورات أزمة دارفور يمكن قراءتها في اطار هذا المشروع.

- نتيجة لهذه المشروعات الأمريكية صار السودان عرضة للاختطاف والتناوش والنهش من الشرق (في اطار مشروع الشرق الأوسط) ومن الغرب (في اطار مشروع خليج غينيا) ومن الجنوب (في اطار مشروع اتحاد شرق أفريقيا)، بل وصار عرضة للتقسيم الكامل في اطار مشروع القرن الأفريقي الكبير، وهو ما يهدد مصالح مصر الثابتة في مياه النيل بمخاطر شتى.

- اذا أضفنا لذلك كله ذلكم المشروع الوليد للقيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا «أفريكوم» لأدركنا أن هذه المشاريع الأمريكية ليست برامج تنموية طوباوية تحدث في فراغ استراتيجي، بل يظاهرها تجييش للجيوش وحشد للقوى، وربما نشهد يوما تكون فيه جيوش الدول الأفريقية التي لا تتوقف زيارات المسؤولين الأمريكيين لها (السنغال ونيجيريا وغانا في غرب القارة وجنوب أفريقيا في جنوبها، وكينيا وأوغندا واثيوبيا في شرقها) تدخل في اطار المشروعات الأمريكية، على نحو ما حدث من تدخل اثيوبيا في الصومال، وقيادة أوغندا للقوات الأفريقية هناك. الأمر الذي يعني أننا بصدد برامج خطيرة تهدد أمن مصر القومي، لا تمس مصالحها فحسب، ولكنها تتجاهل أنها موجودة أصلا.

في الوقت الراهن، ومن الناحية العملية، لا مفر من الاعتراف بأن موقف مصر ضعيف، لا لأنها لا تملك أوراقا، ولكن لأنها لم تستخدم أوراقها وتجاهلتها طويلا، ولكي تدافع مصر عن حقوقها فمطلوب منها بذل جهد مضاعف، لسبب جوهري هو أن الساحة الأفريقية أصبحت تكتظ باللاعبين الوافدين اليها من كل صوب،

حتى تأخذ المصارحة مداها، يتعين علينا في النهاية أن نسجل عدة أمور أحسبها ضرورية لانتقال مصر من موقف المتفرج الى اللاعب في ساحة حوض النيل، هذه الأمور هي:
1ــ ان الفشل النسبي للمفاوضات مع دول الحوض وثيق الصلة بتراجع الدور المصري وغياب استراتيجية واضحة للتعامل مع العالم الخارجي، فالعلاقة مع دول حوض النيل مثلا، لا تنفصل عن العلاقة مع دول منطقة القرن الأفريقي، بل مع محيط دول الاتحاد الأفريقي.

2ــ ان مصر لم تتصرف حتى الآن باعتبارها جزءا من أفريقيا، وأعطت انطباعا بأنها ضيف عليها ومضطر اليها. وذلك وضع يحتاج الى تصحيح بحيث تنضم الهوية الأفريقية الى مفردات الهوية الأخرى للاقليم، المصرية والعربية والاسلامية والمتوسطية.. الخ. ورغم أن بعض المسؤولين المصريين دأبوا على الحديث عن تضحيات مصر من أجل أفريقيا (في أزمنة سابقة) الا أن الأفارقة لم يجدوا ما يبرهن على ذلك في زماننا. ولك أن تقدر مشاعرهم مثلا عندما يجدون أن مصر أعادت الحياة الى شبكة كهرباء لبنان مرة واثنتين اثر العدوان الاسرائيلي، في حين لا يجدون أثرا يذكر لدورها التنموي في بلادهم.

3ــ حين نتحدث عن دور العوامل أو الدسائس الخارجية التي باعدت بين مصر وبين دول الحوض، فينبغي ألا يمنعنا ذلك من تفهم مشاعر الأفارقة ازاء مصر. ذلك أن منهم من يلمس استعلاء مصريا غير مبرر في التعامل معهم.. ومنهم من لا يستطيع أن يتحلل من مشاعر الاستياء والحساسية حين يجدون أن مياه النهر تمر على بلدانهم التي تعاني التخلف والفقر والمرض، لتصل الى حياضنا لنزرع بها ونروي. ومن حقهم في هذه الحالة أن يطالبوا بمردود يمتص مشاعرهم تلك ويرطب من جوانحهم. ولا شك أن الاسهام المصري في تنمية تلك المجتمعات وتوفير ما يمكن توفيره من خدمات طبيعية وتعليمية لهم لا يبدد تلك المشاعر فحسب ولكنه أيضا يوفر لمصر نفوذا ناعما يرجح من كفتها في مثل المواقف الخلافية التي نحن بصددها.

4ــ ثمة انطباع مغلوط يشيع بين بعض النخب في الدول الأفريقية خصوصا بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد يدعى أن التنسيق قائم بين مصر والولايات المتحدة واسرائيل في المشرق العربي والقرن الأفريقي واسرائيل، ولا أعرف علاقة هذه الشائعة بفكرة معسكر «الاعتدال» الذي يروج له في العالم العربي وتتصدره الدول الثلاث، لكن الذي لا أشك فيه أن هذه السمعة أفقدت الدور المصري «الغائب» رصيده الوطني والمستقبل في القارة.
لأن التحدي كبير، فالجهد المطلوب أيضا كبير، وهو ما يتطلب قرارا سياسيا على أعلى مستوى، يستصحب عزيمة صادقة ونفسا طويلا.
وتلك مشكلات عويصة لا أعرف سنحلها في الأجل المنظور أم لا.




خاتمة


اشكر كل من شارك معى فى الحلقة الماضية وهم :





وأتمنى ان ينصحونا دائما لنطور الحلقات فى الأسابيع القادمة ان شاء الله
للأخوة الذين لم يتابعوا الحلقات من البداية هنا والحمد لله روابط جميع الحلقات السابقة
http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=39193
انتظر مشاركاتكم واقتراحاتكم


أدعو الله ألا أكون جسراً تعبرون به الى الجنة ويلقى بى فى النار

و أرجو ألا أنهاكم عن شيء و آتيه وآمركم بشيء ولا أفعله


وادعوا الله أن يغفر لى ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

التعديل الأخير تم بواسطة د. حازم ; 05-02-2010 الساعة 04:12 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-02-2010, 12:30 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

ماشاء الله
حلقة جامعة ماتعة
تبارك الله
جزاكم الله خيرا كثيرا
ونفع بكم
والله اسأل ان يجعلنا واياكم ممن يحفظ الامانة ولايضيعها
امين
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-02-2010, 06:48 PM
التقرب الى الله التقرب الى الله غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا جميعا
وبارك الله فيكم ويجعله فى
ميزان حسناتكم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-03-2010, 08:45 AM
سالم عليوه سالم سالم عليوه سالم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Islam يا حى ياقيوم برحمتك أستغيث

جزاكم الله خيراً ونفع بكم أخى الحبيب
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-03-2010, 07:47 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخى الكريم ونفع بكم
جزاك الله خيرا
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-04-2010, 08:49 PM
محبة العزيز الحكيم محبة العزيز الحكيم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

السلام عليكم بارك الله فيكم وسدد خطاكم--حلقةنافعة جامعة امتعتنا وافادتنا كثيرا ولكن احزننى وضع مصر المتقهقر المائع بين دول افريقيا وهى فعلا غير موجودة قولا وفعلا لنا الله وكذلك موقف وزير التربية والمفتى انهم يعملون بالضغط الاميركى--لنا الله---جزاكم الله خيراً ونفع بكم=== اختكم فى الله محبة العزبز الحكيم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-05-2010, 09:26 AM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هجرة إلى الله السلفية مشاهدة المشاركة
ماشاء الله
حلقة جامعة ماتعة
تبارك الله
جزاكم الله خيرا كثيرا
ونفع بكم
والله اسأل ان يجعلنا واياكم ممن يحفظ الامانة ولايضيعها
امين
جزاكم الله خيرا منه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التقرب الى الله مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا جميعا
وبارك الله فيكم ويجعله فى
ميزان حسناتكم
جزاكم الله خيرا منه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم عليوه سالم مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيراً ونفع بكم أخى الحبيب
جزاكم الله خيرا منه



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلوى السلفية مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم أخى الكريم ونفع بكم
جزاك الله خيرا
جزاكم الله خيرا منه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة العزيز الحكيم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم بارك الله فيكم وسدد خطاكم--حلقةنافعة جامعة امتعتنا وافادتنا كثيرا ولكن احزننى وضع مصر المتقهقر المائع بين دول افريقيا وهى فعلا غير موجودة قولا وفعلا لنا الله وكذلك موقف وزير التربية والمفتى انهم يعملون بالضغط الاميركى--لنا الله---جزاكم الله خيراً ونفع بكم=== اختكم فى الله محبة العزبز الحكيم
جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-06-2010, 11:42 PM
زورق الشاطئ زورق الشاطئ غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا ونفع بكم
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-07-2010, 04:03 PM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زورق الشاطئ مشاهدة المشاركة

جزاكم الله خيرا ونفع بكم
جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-08-2010, 05:18 AM
سعيد عناني سعيد عناني غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاك الله خيراً
وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
45, أصبحنا, الحلقة, بك, رقم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:01 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.