انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


أرشيف قسم التفريغ يُنقل في هذا القسم ما تم الإنتهاء من تفريغه من دروس ومحاضرات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-31-2009, 02:32 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي درس النحو ( 7 ) الفرقة الرابعة

 

الدرس (7) نحو الفرقة الرابعة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعدُ
فإن العلماء نظموا كثيراً من قواعد العلوم ليسهُل حفظ قواعدها ، ومن أكثر العلوم التى نالت حظاً وافراً فى المنظومات : علم القراءات ، وعلم النحو .. فنُظم فى القراءات كثيرٌ من المنظومات ، وكذلك فى علم النحو .
ومن أشهر ما نُظم فى علم النحو كتاب ( الخُلاصة ) المعروف بألفية ابن مالك
وليس بن مالك أول من نَظَمَ فى علم النحو بل سبقه بن معطى ، وقد اشار إليه مُقراً بفضله فى السبق ، وإن شاء الله سأقرأ لكم هذه الألفية فنعرف ضبط قراءتا ونعرف ما تحويه أبياتها من قواعد فى إجمالٍ مُيسر إن شاء الله

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة بن مالك لهذه الألفية

قال محمدٌ هو بنُ مالكِ أحمدُ ربي الله خيرُ مالكِ
مُصلياً على النبى المصطفى وآله المستكملين الشرفا
وأستعينُ الله فى ألفية مقاصدُ المحو بها محوية
تقربُ الأقصى بلفظٍ موجزِ وتبسُط البذل بوعدٍ مُنجزِ
وتقتضى رضاً بغير سُخطِ فائقةً ألفية بن مُعطي
وهو بسبقٍ حائزٌ تفضيلاً مستوجبٌ ثنائي الجميلا
والله يقضى بهباتٍ وافرة لي وله فى درجات الآخرة

عرّفنا بنفسه فقال : هو ( محمد بن مالك ) أندلسى المولد ودمشقى الوفاة
قال محمدٌ هو بن مالكِ أحمدُ ربي الله خيرُ مالكِ
طبعاً بين ( مالكِ ) الأولى و ( مالكِ ) الثانية ما يُعرف بالجناس ، فمالك الأولى غير مالك الثانية

مُصلياً على النبى المصطفى وآله المستكملين الشرفا
مُستكمل : إسم فاعل ، فالشرفا مفعولٌ به لإسم الفاعل
المستكملين الشرفا : طبعاً أصله ( الشرفَ ) عليها فتحة النصب لكن فى النظم إذا وقع الإسم المنصوب فى آخر البيت ( الروى ) أُشبعت الفتحة وتولدت ألفاً فتُسمى ( ألف الإطلاق )
وكلمة ( الشرف ) ليست منونة حتى يُرسم لها ألف ، فالألف فى ( الشرفا ) هى ألف الإطلاق
وهذا البيت الثانى رُوى بروايتين :
المستكملينَ الشَرَفا ( بفتح الشين ) و المستكملين الشُـرفا ( بضم الشين )
المستكملين الشَرَفَا : يعنى نعت آل النبى صلى الله عليه وسلم بأنهم كانوا كاملين فى الشرف ، إستكملوا كل مجدٍ وشرف
المستكملين الشُرفا : نعت ثاني لآله المستكملين لكل كمال والشُرفاء

وأستعين الله فى ألفية مقاصد النحو بها محوية
يعنى جمع مقاصد النحو ومسائله فى هذه الألفية التى طلب من الله المعونة فى توفيقه فى أن يصيغها وينظمها ..

تُقرِّب الأقصى بلفظٍ موجزٍ وتبسُط البذل بوعدٍ مُنجزٍ
يعنى هذه الألفية قرّبت القواعد والمسائل البعيدة وذلك بأسلوبٍ سهلٍ ولفظٍ موجزٍ
وتبسط البذل بوعدٍ مُنجزِ : يعنى وعدتُ أن أبسُط العطاء فى قواعد النحو فأنجزتُ وحققتُ ما وعدتُ به

وتقتضى رضاً بغير سُخطٍ فائقةً ألفية بن مُعطي
طبعاً من وجهة نظره أنه لم يُقصّر فكانت مستحقةً للرضا عنها

وهو بسبقٍ حائزاً تفضيلاً مُستوجبٌ ثنائي الجميلا
ومن الإقرار بالفضل أن أقول أنه بسبقه يستحقُ الثناء ويستحق التفضيل لسبقه

ثم ختم المقدمة بالدعاء :
والله يقضي بهباتٍ وافرة لى وله فى الدرجات الآخرة
هباتٍ: عطايا
وافرة : كثيرة
العلماء إستدركوا عليه فى هذا الدعاء فقد ضيّق واسعاً فدعا لنفسه ولابن مُعطى ، والأوْلى بالمسلم أن يدعو لعامة المسلمين ، ولعلّ النظم وقيوده هى التى إضطرته إلى هذا فنحملُ كلامه على الوجه اللائق به .

ثم بدأ فى أول مبحثٍ من مباحث النحو وهو : الكلام وما يتألف منه فقال :

كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاستقِم وإسمٌ وفعلٌ ثم حرفٌ الكلم
كلامنا : هذا الضمير للنُحاة وليس للعرب ، فالكلام عند العرب يشمل كل ما دلّ على معنى ، أما عند النُحاة فالكلام لابد أن يكون من اللسان ، فالنحو إنما هو فى اللسان : فالإشارة والخط والرمز كلها لا تُسمى كلاماً عند النُحاة لأنه لا يظهر فيها النحو
أما النحو فإنه يظهر فى الكلام الذى خرج من اللسان

كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاشتقِم :
لمّا مثّل للكلام مثّل بجملةٍ فعليةٍ الفاعل فيها مُقدّر لي‘رفنا أن الكلام يتكون من كلمتين أو أكثر ، وقد تكون الكلمة الثانية مُقدرة غير ظاهرة
( إستقم ) فعل أمر وفاعله ضمير مستتر
وهذا الكلام يتألف من : إسمٌ وفعلٌ ثم حرفٌ

ثم قال : واحدهُ كلمةٌ والقولُ عَمْ وكلمةٌ بها الكلام قد يُؤم
يُؤم : يعنى يُقصد ، وكلمة فيها ثلاث لغات :
كِلْمة ، وكَلِمة و كَلْمَة
وهو إختار ( كِلمة ) لتناسب الوزن الذى إختاره
إذاً : عندنا كلامٌ وكَلِم وكلمة وقولٌ
الكلام : اللفظ المفيد
الكَلِم : ما تركّب من ثلاث كلماتٍ فأكثر أفادَ أو لم يُفد
الكلمة : اللفظ المفرد
القول : تعم الثلاثة
الكلام يُسمى قولاً ، والكلمة تُسمى قولاً ، والكَلِمُ يُسمى قولاً : وهذا معنى ( والقول عَمْ )
وكثيراً ما تُطلق الكلمة ويُراد بها ( الكلام ) وفى القرآن الكريم { كلا إنها كلمةٌ هو قائلها } إشارة إلى ( ربِّ إرجعون لعلى أعملُ صالحاً فيما تركت ) فكل هذا الكلام سمّاه القرآن الكريم ( كلمة )


بعد ذلك شرع يُبين علامات كل نوعٍ من أنواع الكلمة الثلاثة : فقال :
  #2  
قديم 07-31-2009, 02:56 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بعد ذلك شرع يُبين علامات كل نوعٍ من أنواع الكلمة الثلاثة : فقال :

بالجر والتنوين والندا والـ ومُسندٍ للإسم تمييزٌ حصل
ذكر خمس علامات للإسم : الجر - التوين - النداء - دخول ال - الإسناد ( أى أن تُسند فعلاً إلى فاعل : فالفاعل إسمٌ ، أو أن تُسند خبراً إلى مبتدأ : فالمبتدأ إسم )

ثم بيّن علامات الفعل فقال :
بتا فعلتَ وأتت ويعفلٍ ونون أقبلنّ فعلٌ ينجلي
بتا فعلتُ أو فعلتَ كلاهما واحد ، والأحسن ( بتا فعلتَ ) لأن الرجل يُحدثنا ويُخاطبنا
التا فى فعلتَ أو فعلتِ أو فعلتُ أو فعلتما أو فعلتم أو فعلتُن تُسمى تاء الفاعل ، لا تكون إلا فى الفعل الماضى ، فهذه التاء علامة من علامات الفعل وهى تُميز الماضى عن قسيميه ( الأمر والمضارع ) فسواءٌ ضبطت التاء بالفتحة للمخاطب أو بالضم للمتكلم فالمعنى واحد ( لا أقصد المعنى فى الكلام بل إن المقصود إن التاء هى تاء الفاعل ) فالأحسن الفتح لأن الرجل يُكلمك
وتا ( فعلتَ - فعلتِ - فعلتُ ) تاء الفاعل
وتا ( أتت ) تاء التأنيث الساكنة
إذاً عندنا تاءان من علامات الفعل ( تاء الفاعل ) و ( تاء التأنيث الساكنة )
و ( ياء المخاطبة ) : ويفعلِ
طبعاً بتا فعلتَ أصلها بتاءٍ فعلتَ
ويَفْعَلِ : أصلها وياء إفعل : فقَصَرَ الممدود ، وقصر الممدود جائزٌ فى الشعر مُطلقاً
ونون ( أقبلن ) تُسمى نون التوكيد سواء بقيت على التشديد وتُسمى ( الثقيلة ) أو سكنت وتُسمى ( الخفيفة )
إذاً فى هذا البيت ذكر العلامات المميزة للفعل مُطلقاً ثم سيُبين ما يُميز الماضى وما يُميز المضارع وما يُميز الأمر

سواهما الحرفُ كهل وفى ولم فعلٌ مضارع يلى لم كيَشَم
سواهما الحرفُ : يعنى غير الإسم والفعل : الحرف
سواهما الحرف كهل وفى ولم : مثّل للحرف ولم يذكر له علامات لأن علامات الحرف هى أنه لا يقبل علامات الإسم ولا علامات الفعل .. فكما يقولون : علاماته عَدَمية : يعنى أثبت للإسم علامات وأثبت للفعل علامات وقال إن هذه العلامات إذا عُدمت فى الكلمة تكون حرفاً
مثّل للحرف بـ (هل ) وهل حرفٌ مشترك يدخل على الأسماء والأفعال
ومثّل بـ ( فى ) وهى حرف مختص بالأسماء
ومثّل بـ ( لم ) وهى مختص بالفعل المضارع
إذاً فى تمثيله بيّن لنا أن الحروف على ثلاثة أقسام :
1) قسم مشترك بين الأسماء والأفعال كهل
2) قسم مختص بالأسماء كـ (فى )
3) قسم مختص بالأفعال كـ ( لم )

ثم أخذ يُبين ما يُميز الماضى من المضارع من الأمر فقال :
فعلٌ مضارعٌ يلى ( لم ) كيَشَم
يشَم : إذا قلتَ ( لم يشم ) عرفت أن يشم مضارع ، ف(لم) لا تدخل إلا على الفعل المضارع ، ويَشَم : مضارع شمَّ ،والفصيح يشَمُ وليس يشُمُ

وماضى الأفعال بالتا مِز وسِم بالنون فعلُ الأمر إن أمرٌ فُهِم
ماشى الأفعال ميِّزه بالتاء ، والتاء كما قلنا قد تكون تاء الفاعل ( تا فعلت ) وقد تكون تاء التأنيث ( وأتت )
إذاً الذى يُميز المضارع هو ( لم ) ، والذى يُميز الماضى إحدى التاءين
وماضى الأفعال بالتا مِز : أمر من مازَ يميزُ ، مازَ أى : فَصَلََ
يقولون ( مازَ فلانٌ شيئه عن شئ غيره ) يعنى فصله
، ومنه { حتى يميز الخبيث من الطيب ) أى : يفصل
بالتا مِز : يعنى ميِّز الماضى بالتاء سواءٌ كانت تاء الفاعل أو كانت تاء التأنيث ، ولذلك نقول : التاء تاءان ( تاء الفاعل وتاء التأنيث الساكنة وكلتاهما يختص بالماضى )

وسِم : يعنى علِّم ، وَسَمَ يَسِـمُ ( الخيل المسومة : المُعلّمة ) { سنسمه على الخرطوم } سنُعلّمه

وماضى الأفعال بالتا مِز وسِم بالنون فعل الأمر إن أمرٌ فُهِم
إذا رأيت الكلمة تدل على الطلب وقبلت نون التوكيد فأعلم أنها فعل أمر : اسكت واسكتنَّ أو اسكتن ،، إفهم إفهمنَّ إفهمن
فكل كلمةٍ دلت على أمرٍ وقبلت نون التوكيد فهى فعل أمر

والأمر إن لم يكن للنون محل فيه هو إسمٌ نحو صه وحىّ هل
إذا دلت الكلمة على أمرٍ ولم تقبل نون التوكيد تكون إسم فعل أمر كـ ( صه ) لا يُقال ( صهنَّ ) ، وحىّ هل : لا يُقال ( حيّّّهلنَّ )
فـ (صه ) دلت على طلب ، على أمر بالسكوت لكنها لا تقبل النون فهى إسم فعل أمر ، وكذلك حىّ هل
صه بمعنى إسكت ، وحىّ هل : بمعنى أقبـِل

ثم إنتقل إلى المُعرب والمبنى فقال :
  #3  
قديم 07-31-2009, 03:12 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ثم إنتقل إلى المُعرب والمبنى فقال :
والإسمُ منه مُعربٌ ومبنى لشبهٍ من الحروف مُدني
مُدني يعنى مُقرب
إذاً الإسم إذا قرُب من الحرف وأشبه الحرف : بُنى ، وإذا لم يُشبه الحرف : أُعرب
المبنى له علو ، إذاً ما جاء معرباً من الأسماء لا يُسأل عن علة إعرابه لأنه جاء على الأصل أما ما جاء مبنياً من الأسماء فيُسأل عن علته لأنه خالف الأصل .. فعلة المبنى من الأسماء أنه أشبه الحرف ( لشبهٍ من الحروف مُدني )

ثم أخذ يُبين لنا أنواع الشبه :
ما هى أنواع الشبه التى تكون بين الإسم المبنى والحرف ؟
الحروف الأصل فيها البناء ، فما أشبهه من الأسماء بُنى مثله ..
قال : كالشبه الوضعى فى إسمى جئتنا والمعنوى فى متى وفى هُنا
أول نوع من السبه : الشبه الوضعى : أى أن يكون الإسم موضوعاً على حرفٍ أو حرفين فيُشبه الحروف فى الوضع ، فالحروف أكثرها على حرفٍ أو حرفين فما كان من الأسماء على حرفٍ أو حرفين كان مشبهاً للحرف فى الوضع فبُنى مثل الحرفِ كأسمى ( جئتنا )
جئتنا فيها تاء الفاعل ، ونا المفعولين
إذاً جميع الضمائر مبنيةٌ لأنها أشبهت الحرف فى الوضع

النوع الثاني من الشبه ( الشبه المعنوى )
الحروف وضعها العرب لمعانٍ تُعرف من كل حرف فى سياقه
والشبه الوضعى يدخل تحته الضمائر
والشبه المعنوى غذا جاء الإسم يؤدى معنى فالأصل فى الكلمات التى تؤدى معنى هى الحروف : الأصل فى الإسم أن يدل على مُسماه - لا يؤدى معنى - فإذا جاء إسم يؤدى معنى الإستفهام أو معنى الشرط أو معنى الإشارة كان هذا الإسم مشبهاً للحرف فى أنه وضع لمعنى ، وهذا معنى الشبه المعنوى

كالشبه الوضعى فى اسمى جئتنا والمعنوى فى متى وفى هُنا
كلمة متى تشبه الحرف ( هل ) إذا كان للإستفهام ، فإذا كانت متى للإستفهام أشبهت حرف الإستفهام ، فالأصل فى الإستفهام بالحرف ،
ومتى إذا جاءت للشرط أشبهت ( إن ) الشرطية : متى تقُم أقُم
فمتى تُتسعمل للإستفهام { متى نصر الله } ، وتستعمل للشرط : متى تأتنا نُكرمك
إذاً كلمة ( متى ) دخل تحتها نوعان من الأسماء المبنية :
1) أسماء الإستفهام
2) أسماء الإشارة
فأسماء الإستفهام مبنية لأنها أشبهت حرف الإستفهام ، وأسماء الشرط مبينة لأنها أشبهت حرف الشرط ( إن )

أما هُنا : إم إشارة ، الإشارة لها معنىً من المعاني لكن العرب لم يضعوا حرفاً للإشارة
لكن لمّا كان إسم الإشارة مؤدياً لمعنى أشبه حرفاً مُقدراً فى أنه يؤدى معنى ، وكأن هؤلاء المعللين للبناء يقولون : كان من حق الإشارة أن يوضع لها حرفٌ لكن العرب إستغنوا بالإسم عن الحرف

إاً الشبه المعنوى يدخل تحته ثلاثة أنواع من الأسماء المبنية :
1) اسماء الإستفهام 2) أسماء الإشارة 3) أسماء الإشارة

كالشبه الوضعى فى اسمى جئتنا والمعنوى فى متى وفى هُنا
إذاَ عرفنا إلى الآن أربعة أنواع من الأسماء المبنية :
الضمائر : وعلة بنائها أنها أشبهت الحرف فى الوضع
اسماء الإستفهام / أسماء الإشارة / أسماء الشرط : وعلة بناءها أنها أشبهت الحرف فى أنها تؤدى معنى الأصلُ أن يؤدى بالحرف

وكنيابةٍ عن الفعل بلا تأثُرٍ وكافتقارٍ أُصِّــلا
  #4  
قديم 07-31-2009, 04:00 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وكنيابةٍ عن الفعل بلا تأثُرٍ وكافتقارٍ أُصِّــلا
النوع الثالث من الشبه : الشبه فى النيابةِ والإستعمال
إفتقارٍ أُصِّلا : هو الشبه الرابع
إذاً الشبه الثالث هو : النيابة عن الفعل
ما معنى هذا الكلام ؟
إذا جاء إسمٌ ينوبُ عن الفعل ولا يتأثرُ بالعامل أشبه الحرفَ الذى ينوبَ عن الفعل ولا يتأثر بالعامل
طبعاً الحروف لا تتأثر بالعامل لأن الحروف مبنية
كلمة ( ليت ) حرف أم إسم أم فعل ؟
ليت : حرف تمنٍ من أخوات إنَّ ( إنَّ - أنَّ - كأنَّ - لكنَّ - ليت - لعلَّ )
ليت : حرف ينوب عن الفعل ( أتمنى ) : ليت لى مال فأحُج ، طبعاً أتمنى يتأثر بالعامل ، أما ( ليت ) فلا يتأثر بالعامل فنابت عن الفعل ولا تتأثر بالعامل لأنها مبنية
فإذا جاء إسمٌ من الأسماء ينوبُ عن الفعلِ ولا يتأثر بالعامل كان مبنياً مثل ( ليت ) مثلاً
ما هى الأسماء التى تنوبُ عن الفعل ولا تتأثر بالعامل ؟
أسماء الأفعال

إذاً : وكنيابةٍ عن الفعل (... ) بلا تأثر
يدخل تحت هذا الشبه أسماءُ الأفعال ، فأسماء الأفعال مبنية لأنها نابت عن الفعل ولا تتأثر بالعامل فاشبهت الحرف الذى ينوبُ عن الفعل ولا يتأثر بالعامل :
كالحرف ( ليت ) فهو ينوب مناب ( أتمنى )
وكالحرف ( لعلّ ) فإنه ينوبُ مناب ( أرجو
والحرف ليت والحرف لعلّ لا يتأثر بالعامل

آخر نوع من الشبه : الشبه الإفتقارى :
( أغناكم الله بالإفتقار إليه وحده )
الحروف فيها إفتقار متأصل إلى ما بعدها ، يعنى كل حرف مفتقرٌ إفتقاراً متأصلاً إلى ما بعده ، تقول :
أخذتُ من ... مِن ماذا ؟ .. لا تفهم معنى ( من ) إلا إذا ذكرتَ شيئاً بعد من
وضعت فى ... فى ماذا ؟ لا تفهم معنى فى
فالحروف مفتقرة إفتقاراً متأصلاً لمابعدها ، إلى شئٍ تدخل عليه حتى يظهر معناها ، فإذا جاء إسمٌ مفتقرٌ إفتقاراً مُتأصلاً إلى جملةٍ بعده كان هذا الإسم يُشبه الحرف : كالأسماء الموصولة ، لو قلتَ ( قال الذى ) وسكت : لا تفهم شيئاً ، فالذى مفتقرةٌ إفتقاراً مُتأصلاً إلى جملةٍ أوش به جملةٍ حتى يظهر المعنى
إذاً الإفتقار المتأصل يدخل تحته الأسماء الموصولة فهى مفتقرة إفتقاراً متأصلاً إلى جملةٍ أو شبه جملة تُذكر بعدها وتُسمى بـ ( الصلة ) فاشبهت الحرف فى الإفتقار المتأصّل
طبعاً كلمة ( إفتقار متأصل ) يعنى إفتقار لا ينفك
لو قلت لكم مثلاً : الصلاة لا تكونُ إلا بقراءة الفاتحة : هل كلمة قراءة ليست مفتقرة إلى ( الفاتحة ) فى هذا الكلام ؟
مفتقرة لكنه إفتقارُ ليس متأصلاً فممكن تأتى فى موضع آخر ولا تحتاج إلى شئٍ بعدها ، فالإفتقار المتأصل أى الإفتقار الذى لا ينفك ..
فالإسم الموصول مفتقرٌ إفتقاراً مُتأصلاً لا ينفك عنه إلى جملة صلة أوش به جملة ٍ
كذلك دخل تحت هذا الشبه (الإفتقار المتأصل ) بعض الظروف التى تُضاف إلى جملة فهى مفتقرةٌ إفتقاراً متأصلاً إلى جملةٍ بعدها مثل : إذ - إذا - حيثُ
ف( إذ - إذا - حيثُ ) من الظروف المفتقرة إفتقاراً متأصلاً إلى جملة بعدها ، يعنى أنت لا تفهم معنى (إذ) إلا إذا ذكرت بعدها جملة حتى لو حُذفت الجملة تكون مُقدرة : { وأنتم حينئذٍ } يعنى حين إذ بلغت الروح الحلقوم
إجلس حيثُ : هل تفهم شيئاً إذا قلتُ لك إجلس حيثُ ؟
إجلس حيثُ جلس إخوانك ..
فظرف مفتقر إفتقار متأصلاً إلى جملة بعده فيظهر معناه

إذاً مجموع الأسماء المبنية التى بُنيت لشبهها بالحرف هى :
1) الضمائر
2 ) أسماء الإستفهام
3) أسماء الشرط
4) الأسماء الموصولة
5) أسماء الأفعال
6) ماء الإشارة
7) بعض الظروف

هذه السبعة مبنيات من الأسماء بناؤها أصلى
هناك مبنيات من الأسماء بناؤها عارض كالأعداد المركبة وقبل وبعدُ إذاقُطعت عن الإضافة { لله الأمر من قبل ومن بعد } والمنادى المبنى : فهذا البناء بناءٌ عارض وليس بناءً أصلياً
إسم الفعل : ما دلّ على الفعل ولم يقبل علامة الفعل ، فما دلّ على الماضى ولم يقبل إحدى التاءين فهو إسم فعلٍ ماضى كهيهات ، هيهات لا تقبل لا تاء الفاعل ولا تاء التأنيث الساكنة
وإذا دلّ على المضارع ولم يقبل دخول ( لم ) عليه فهو إسم فعل مضارع كـ ( وَىْ ) بمعنى : أعجبُ
وإذادلّ على أمرٍ ولم يقبل نون التوكيد فهو إسم فعل أمر ، أكثر أسماء الأفعال فى لغة العرب هى أسماءُ الأفعال للأمر


ومُعرب الأسماء ما قد سَلِما من شبه الحرف كأرضٍ وسُما
  #5  
قديم 07-31-2009, 04:36 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ومُعرب الأسماء ما قد سَلِما من شبه الحرف كأرضٍ وسُما
كل إسمٍ سَلِمَ من شبهه للحرف ( لم يشبه الحرف لا فى الوضع ولا فى المعنى ولا فى الإستعمال ولا فى الإفتقار فهو مُعرب )
سُما : ليست السما ، بل هى لغةٌ فى كلمة ( إسم )
فكلمة إسم فيها لغاتٌ ست منها ( سُما ) ، أنت تسأل واحداً فتقول له : ما سُماكَ ؟ يعنى ما إسمك ؟
مثّل بن مالك للإسم المُعرب بالمُعرب الذى تظهر عليه علامات الإعراب كأرضٍ ، وبالمعرب الذى تُقدر عليه علامات الإعراب كسُما

وفعلُ أمرٍ ومُضىٍ بُنى وأعربوا مضارعاً إن عَرِىَ
من نون توكيدٍ مباشرٍ ومن نون إناثٍ كيرُعنّ من فُتِن
الفعل نوعان (1) مُعرب (2) مبنى
فالمبنى : الماضى والأمر ، والمُعرب : المضارع إن عرى من نون التوكيد ومن نون النسوة
فى الفعل المبنى لم يذكر علة البناء لأن الأصل فى الأفعال البناء ، وما جاء على أصله لا يُسأل عن علته
يرُعن : مثّـل لنون النسوة ، ولم يُمثل لنون التوكيد المباشرة ( مع نون النسوة يُبنى على السكون )
إذاً لعلكم تسألون لماذا يُعرب المضارع ؟
يعنى المضارع عند إعرابه خالف الأصل ، فعلة إعرابه أنه ضارع الإسم ( مضارعته للإسم )
الإسم الذى يُضارع الحرف يُبنى ، والفعل الذى يُضارع الإسم يُعرب .. فالذى شابه الإسم من الأفعال هو المضارع ، وقد نبّهنا فى دروسٍ سابقة أن المضارع يُشبه الإسم :
أولاً : يشبه إسم الفاعل فى جريانه على حركاته وسكناته ، فضارب يضرب تجرى على ضارب فى الحركات والسكنات
الأمر الثاني : أن المضارع تتوارد عليه معانٍ لا تُعرف إلا بالإعراب كما أن الإسم تتوارد عليه معانٍ لا تُعرف إلا بالإعراب ، وفى قول الله سبحانه وتعالى { وإن تُبدوا ما فى أنفسكم أو تُخفوه يُحاسبكم به الله فيغفرُ لمن يشاء ... }
قُرئ : فيغفرُ - فيغفرْ - فيغفرَ
وكل قراءة وراءها معنى :
فيغفرُ ( بالضم ) الفاء إستئنافية وتكون مغفرة الله أمراً ثابتاً بصرف النظر عن سبق محاسبة أم لا يعنى { وإن تبدو ما فى أنفسكم أو تخفوه يُحاسبكم به الله } يكون هذا المعنى إنتهى ثم بدأ معنى جديد فيقول { فيغفرُ لمن يشاء } يعنى يغفر لمن يشاء وإن لم يُحاسبه ، وتكون قراءة الرفع هى أرجى المعاني التى نرجو الله عز وجال أن يُعاملنا بها فيغفر لنا دون محاسبة أو مناقشة
أما قراءة النصب ( فيغفرَ ) تكون الفاء سببية والمسبب قد يأتى بعد السبب بزمن ، فتكون المغفرة مُرتبة على المحاسبة ، فهناك حساب ترتب عليه مغفرة ، ومِن الناس من هذا شأنه ، فالناس يوم القيامة على أحوال ثلاثة :
1) واحد يغفر الله له دون منحاسبة
2)وواحد يحاسبه الله ثم يغفر له
3) وواحد يحاسبه وبعد المحاسبة يُعقّب المغفرة ( وهذه قراءة الجَزم ) فيغفر ( فاء العطف ) وهى تدل على التعقيب والمباشرة
مثلاً : ذاكروا فتنجحوا : لا يكون النجاح مباشرةً وإنما يأتى بعد إجتهاد وجد وأمتحان .. ففاء السببية ما بعدها مُرتب على ما قبلها بحسب ما يقتضيه ذلك الترتيب من زمن
أما فاء العطف فتدل على التعقيب ( يحاسبكم فيغفر ) يعنى كأن حساب يسير جداً تليه مباشرةً مغفرة
إذاً : قراءة الرفع هى الأرجى
يليها قراءة الجزم
ثم قراءة النصب هى التى فيها شئ من الإنتظار للمغفرة

المهم : المضارع أُعرب لأنه ضارع الإسم أى شابهه سواءٌ فى اللفظ ( فالمضارع يشبه إسم فاعله فى حركاته وسكناته ) ومن ناحية أن المضارع يحتمل معانى لا تُعرف إلا بالإعراب

وفعل أمرٍ ومُضىٍ بُنى أعربوا مضارع إن عرى
عرى : يعنى خلا
من نون توكيدٍ مباشرٍ ومن نون إناثٍ كيرُعن من فُتن
وكل حرفٍ مستحقٍ للبنا والأصلُ فى المبنى أن يُسكّنا

للبنا : أصلها : للبناء ، فقصر الممدود
وكل حرفٍ مستحق للبنا : لأن الحرف موضوعٌ لمعنى يعنى بوضعه ( جاء ليدل على معناه بوضعه وليس بالإعراب )
إذاً الكلمة المُعربة تدل على المعنى المراد منها بالإعراب
يعنى : الطالب : لا أعرف المقصود من وراءه ، الطالب عرفت إسمه أو مُسماه لكن ما وظيفته ؟ هل فاعل ؟ هل مفعول ؟ مبتدأ ؟ خبر ؟ لا يُعرف وظيفته إلا بالإعراب
أما الحرف فجاء ليؤدى وظيفته بوضعه ، أول ما تسمع ( إنّ ) تعرف أن هناك توكيد
عندما تسمع ( فى ) تعرف أن هناك ظرفية
وكل حرف مستحق للبنا والأصل فى المبنى أن يُسكنا
طبعاً الأصل فى الأعراب الحركة ، والأصل فى البناء السكون لأنه قطع الحركة
ومع هذا جاء المبنى مبنياً على الفتح ، ومبنياً على الكسر ، ومبنياً على الضم

ومنه ذو فتحً وذو كسرٍ وضم كأين أمسِ حيث والساكن كم
تلاحظون أنه مثّل للمبنى للأسماء ( أين ) إسم إستفهام أو إسم شرط مبنى على الفتح
أمسِ : مبنى على الكسر ( مبنى على الكسر عند الحجازيين إذا أُريد به يوم بعينه )
حيث : مبنى على الضم
كم : الساكن
أقول : لا يدخل الكسر فى الفعل لا فى الأعراب ولا فى البناء
فالفعل قد يكون مبنياً على الفتح وقد يكون مبنياً على السكون وقد يكون مبنياً على الضم ولا يوجد فعل مبنى على الكسر فضلاً عن أن الكسر إذا كان للإعراب فهو للجر ، والجر خاصٌ بالأسماء

والرفعَ والنصب اجعلن إعرابا لإسمٍ وفعلٍ نحو لن أهابا
بدأ يحدثنا عن أنواع الإعراب ( الرفع والنصب والجر والجزم )
فالرفع : والنصب فى الإسم والفعل
طبعاً الرفع مفعول مقدم على إجعلن ، وإعراب مفعول ثاني ، وأصل الكلام : إجعلن الرفع والنصب والرفع إعراباً للإسم والفعل
لمّأ مثّل مثّل للفعل المنصوب ( لن أهابا ) منصوب بالفتحة والألف للإطلاق


والإسمُ قد خُصص بالجر كما قد خصص الفعلَ بأن ينجزما
فالجر خاصٌ بالأسماء والجزم خاصٌ بالأفعال

فأرفع بضمٍ وأنصبن فتحاً وجُر كسراً كذكرُ اللهِ عبدهُ يسُر
بدأ يحدثنا عن العلامات الأصلية للإعراب ، العلامة الأصلية للرفع ( الضمة )
وأنصبن فتحاً ) : أصلها وأنصب بفتحٍ فلمّاحذف حرف الجر نصَبَ : ففتحاً هذه منصوبة على نزع الخافض
وجُر كسراً :
ذكر اللهُ عبدهُ يسُر : يسُر سُكِّن من أجل الروىّ
ذكرُ اللهِ عبدهُ : مَن الذى ذكر ومن المذكور ؟
الله هو الذاكر للعبد ، الله يذكرنا وذلك حين نذكره ، فالذى يسر المؤمن ويُفرحه أن يذكره رقه ( ذكرُ اللهٌُ عبدهُ )
ذكرُ : هذا هو الرفع بالضمة لأنه مبتدأ
اللهِ : هذا هو الجر بالكسرة
عبدهُ : مفعول به منصوب بالفتحة
يسُر : فعل والفاعل ضمير مستتر ( الذكر )

وأجزم بتسكينٍ لم يلد ولم يولد وغير ما ذُكر ينوبُ
يعنى إذا وجدتَ مرفوعاً ولم تأتِ الضمة علامة لرفعه ، فيكون ما جاء غير الضمة نائباً عن الضمة
وغير ما ذُكر ينوب : يعنى غير الضمة فى الرفع وغير الفتحة فى النصب وغير الكسرة فى الجر وغير السكون فى الجزم ينوب عن الضمة والفتحة والكسرة والسكون .


كجا أخو بنى نمر
جا : أصله جاء
أخو : فاعل مرفوع وعلامة رفعن الواو نيابةً عن الضمة
أخو : مضاف وبنى مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم

اخو بنى نمر : العلامة الفرعية فى أخو هى الواو ، والعلامة الفرعية فى بنى هى الياء
وأربع بواوٍ : بدأ يُحدثنا عن أنواع ما يُعرب بالعلامات الفرعية وذلك فى الأسماء الخمسة والمثنى وجمع المذكر .. إلخ ...

أسأل الله بارك وتعالى أن يُعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
  #6  
قديم 08-02-2009, 01:24 PM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي


ما شاءالله جزاكِ الله خيراً وبارك في حضرتك.
  #7  
قديم 08-02-2009, 09:24 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وفيكِ بارك الله يا حبيبتى
ووفقكِ لكل خيرٍ وبر
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 01:00 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.