أمي فلسطين

[نور عبد الله]

 

بسم الله الرحمن الرحيم

حبيباتي وأخواتي في الله ، أحيكن بتحية الإسلام وتحية الإسلام السلام ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وبعد ..

لا يخفى عليكن حبيباتي ما تعانيه قدسنا الحبيبة من ألم ولوعة وحسرة ومصيبة والأعجب والأعظم من هذا كله ما نراه من تقاعس عربي مهين حتى لا تكاد القضية تذكر في أي ميدان أو على أي صعيد ، فأشعرني ذلك بالخجل والعار لما أصاب أمتي فلم أملك اي شيء سوى أن أمسك قلمي وأخط على أوراقي بعض لا كل مشاعري تجاه هذه البقعة الطيبة المباركة .

إليك يا فلسطين الحب والعروبة .. إليك يا فلسطين الأمل والكرامة ، إليك يا من تحملين في أحشائك علما إسلاميا عظيما ، وأرضا مباركة بارك الله فيها ، ومسرى لحبيبنا محمد نبينا ، إليك يا أختا خانتها أخواتها في ذل وعار ما لهذا عرفنا العروبة ، إليك يا أما برها أبناؤها وتخاذل عنها كل أبناء العمومة ، إليك يا فلسطين يا أمي الحنونة ، إليك يا من جدتي ولم تبخلي رغم تخاذل كل الأحبة عليكي ، قدمت ملايين الشهداء لنعيش نحن ، وأسر من فلذات كبدك آلاف الأسرى لننعم بالحرية نحن ،وكم تقطع قلبك لوعة وحسرة على أبنائك الذين رقدوا على الأسرة البيضاء جرحى لنسير في دروب الصحة نحن ، فوالله لست أما لأبنائك فقط بل أنت أما لكل العرب والمسلمين بالرغم من تقاعسنا وتأخرنا وطول رقادنا ، أمي ، إليك أرسل تمتمات اعتذاري التي أخفيها خلف دموع عيني ولوعة قلبي فوالله ثم الله يا أمي لكم تمنيت وما زلت أتمنى أن أكون بالقرب منك جسديا في مأساتك ، أضمد جروحك وأمسح دموعك وأرابط في أقصاك ، ولكن ليس لي بد ولا حيلة لإنقاذك إلا أن أرفع أكف الضراعة بالرجاء وقلبي يخفق بالدعاء .

أمي فلسطين الحبيبة ، لا يحزنك التفرق والتشتت العربي الإسلامي ،فليل الخيانة أوشك على الإنتهاء مسلما لفجر الوفاء والإسلام أسماء الخائنين والعملاء والمتواطئين مع عدوي وعدوك ليكمل ذاك الفجر الطريق وليتحمل المسؤولية حتى يعيدك إلينا بكل شبر فيكي ، فلا تحزني يا أمي من بعض أبنائك الذين تآمروا عليكي فوالله ثم الله لن يذكر التاريخ أسمائهم إلا بكل سوء ، ولن يصور التاريخ صورهم إلا وهم مرتدين قلادات العقوق ، ويكفي له عار أن يذكره التاريخ عاقا سيء الخلق ديوثا لم يولد في قلبه ذرة شهامة ونخوة وعزة عليكي وابناء الأمة ، ويكفيكي عزاء يا أمي أن لك الكثير من الأبناء البارين الذين حاولوا وما يزالون سائرين في طريق المحاولة لإنهاء قضيتك البريئة من محكمة العالم الظالمة الجريئة ، فلا تحزني يا أمي فإنا بإذن الله قادمون قريبا ، فليست كل الأيام ليلا ، وليست كل الشهور والسنين قحطا ، ولا كل الأوقات ظلاما ، فلا بد لليل أن يأتي بعده صبحا ، ولا بد للشهور والسنين القحطاء أن يأتي بعدها شهور وسنين زراعة وحصاد ولا بد للأوقات المظلمة أن تنير مصابيح الكرامة والشهامة لتسير بها في جنازة الظلم لتدفنه ، هكذا الأيام لا يدوم على حال لها حال ، فلا بد أن يتغير الحال ، سيأتي بإذن الله يا أمي فلسطين زمن العدل الذي تعودين إلينا فيه ، لنقف خاشعين متذللين حامدين شاكرين لله في مصلانا الحبيب .

ختاما أمي الحبيبة ، توقف قلمي رغم ازدحام قلبي بمشاعر الحنين لك والثأر ممن أخذك من بين أحضاني ، فلك مني أرق تحية ، وأسمى دعوة صادقة من عمق فؤادي بفك أسرك وأسر أقصانا الحبيب .

فاللهم اشفي أمهات المسلمين من العقم لينجبن لنا أشقاء صلاح وعمر ، وخالد وقطز ، وايقظ اللهم إلهي آباء المسلمين من سباتهم العميق ليربوا لنا رجالا لا تخشى في الله لومة لائم ، وأهلك يا ربنا عدوك وسلط عليهم أضعف خلقك واحفظ شقيق الحرمين وارزقنا فيه صلاة قبل الممات يا غياث المستغيثين ، اللهم آمين .

[مع الله]

جزاكِ الله خيراً أختنا

[رحمتك يارب]

جزاكِ الله خيراً

[أم الزبير محمد الحسين]

جزاكِ الله خيراً