صوت صفير البلبل

[خالد فكرى فرج]

 

هذة من طرائف الشعراء ولكنها مفيدة جدا وتحمل فى طياتها كثيرا من الموضوعات التى تهم اللغه اللعربيه والتى طالما اختلف حولها النقاد وسنشير عليها لا حقا ولكننى سأدعكم تستمتعون بها وأرجو أن تنال اعجابكم...


كان ابو جعفر المنصور الخليفة العباسى يحرص على اموال الدولة فأشطرت شرطا على رابطة الادباء انه لا يعطى مالا للشعر الا لقول الشاعر أما اذا كان من منقوله محفوظ لا يعطى علية مال والخليفة يحفظ اى قصيدة من اول مره وعنده غلام يحفظ القصيدة من مرتين وعنده جارية تحفظ القصيدة من ثلاث فيأتى الشاعر المسكين وقد نظم قصيدة طويلة عريضه
ويقول: السلام عليك ياأمير المؤمنين يجيب الخليفة وعليكم السلام
ويقول الشاعر انا شاعر فحل
يقول الخليفة: ما فحولتك يقول نظمت قصيدة طويلة عريضه
الخليفة : ان كانت من قولك أجزناك عليها أما اذا كانت منقولة لاتأخد أى مالا
الشاعر :نعم من قولى
فيقول الشاعر قصيدته
فيقول الخليفة :اننى احفظها منذ زمن بعيد ويتليها عليه مرة اخرى فيتعجب الشاعر فتوارد الافكار فى بيت او بيتين يمكن اما فى قصيدة كاملة كيف حدث هذا
فيقول الخليفة: لالالالالالا فهناك غيرى احضروا الغلام هل تعرف قصيدة فلان فيقول نعم فيقولها له فيتعجب الشاعر كثيرا ويشك الشاعر انه شاعر ويقول الخليفة: لالالالالا وهناك غيره احضروا الجارية فتقول الجارية القصيدة
فيقول الشاعر: لا انا لست بشاعر فيذهب الشاعر ويجلس فى مكان يجتمعون فيه الشعراء ويتشاكون الى بعضهم البعض بسبب الخليفة
فجائهمالأصمعى وقال: مالكم يا قوم
الا ترى ما نحن فيه نكتب القصيدة طوال الليل من بنيات أفكارنا ثم نكتشف أن ثلاثة يحفظونها قبلنا.....
قال :اوحث هذا
قالو :نعم
قال :اين
قالو :عند امير المؤمنين
قال :ان فى الامر مكر وحيلة دعوا الامر لى


فقام ونظم قصيدة ملونة الموضوعات التقط فيها بعض الكلمات ثم تنكر حتى لا يعرف فلبس لبس الاعراب وجعل رأسه جدائل وأوقفها كالقرون ثم ربطها بعصابة ولبس جلد شاة وجر ناقته خلفه ودخل المجلس حافيا وقال: السلام عليك يا امير المؤمنين
الخليفة:وعليكم السلام
الأصمعى:انا شاعر من اعراب الموصل
الخليفة:تعرف الشروط
الأصمعى:نعم ان كانت من قولى اعطيتنى وزن الذى كتبته عليها ذهبا وان كانت من منقول الشعر لا تجزنى عليها شيئا
واسترخى الخليفة وقال :قل شعرك



قال:::::::::::::::

صـوت صــفير الـبلبـلي *** هيج قـــلبي الثمــلي

المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي

و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولي لي

فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي

قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي

فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولي

والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلي

فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي

فقلت لا تولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي

قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلي

وفتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالعسل لي

شممـــــــــــتها بأنافي *** أزكـــــــى من القرنفلي

في وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي

والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لـي

طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي

والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي

شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي

وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي

ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار اهزلي

يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي

والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي

والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي

لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي

إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلي

يأمر لي بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي

اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلي

انا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصلي

نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لي

أقول في مطلعــــــــــها *** صوت صفير البلبلي

فحاول الخليفة تجميع ذاكرتة ما حصل على شيء
فقال يا غلام يا جارية. قالوا لم نسمع بها من قبل يا مولاي.
فقال الأمير احضر ما كتبتها عليه فنزنه ونعطيك وزنه ذهباً. قال ورثت عمود رخام من
أبي وقد كتبتها عليه ، لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه فوزن كل ما فى خزانة الخليفة من مال . فقال
الوزير يا أمير المؤمنين ما أضنه إلا الأصمعي فقال الأمير أمط لثامك يا أعرابي. فأزال
الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي؟ قال يا
أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير أعد المال يا أصمعي قال لا
أعيده. قال الأمير أعده قال الأصمعي بشرط. قال الأمير فما هو؟ قال أن تعطي الشعراء
على نقلهم ومقولهم. قال الأمير لك ما تريد........ ارجو ان تكونوا قد استمتعتم بهذه القصة

فى النهاية أحب أن أوضح أن هذه القصدة تحتوى على أشياء كثيرة تحص لغتنا العربية وما اختلف حوله العلماء فالعلماء اختلفوا ما بين ان الشعر لابد ان يهتم اولا بالنظم وسهولته ووضوحة ومنهم من يقول ان المعانى ملقاة فى الطرقات المهم هو النظم والموضوع وأيضاهذه القصيدة اكبر دليل عل انه لابد من البعد عن التعقيد اللفظى فى الكلمات فهناك الكثير من الكلمات قد يتلعثم قارئها لأول مرة ومن ناحية اخرى تعبرالقصيدة ان الشعر لابد ان يكون بسيطا يفهم وليس الهدف منه ان نأتى بالغريب والمستوحش من الكلمات فالهدف هو توصيل المعانى للذهن مع التشويق والامتاع فلكى نفهم المعنى البلاغى ونتذوق بلاغة الشعر لابد فى البداية ان نفهمه هناك مقولة يقولها أساتذتى الكرام ان البلاغة تأتى بعد المعنى فلابد من ان نفهم المعنى ولذلك لابد ان تكون الكلمات بسيطه ويمكن فهمها فهناك كلمات وألفاظ نطرب عندما نسمعها.....
ولكل مقام مقال ففى القران الكريم قوله تعالى: ( تلك إذاً قسمة ضيزى )(فى سورة النجم الأية22)ان الرسول محمد عليه السلام قد بعث في قوم كانوا يغلون في حب الصالحين من الموتى غلواً اخرجهم من دين ابيهم ابراهيم عليه السلام-
ومن المعلوم ان ملة ابراهيم-عليه السلام-كانت: دعوة الناس الى ان يعبدوا الله وحده,
ومن المعلوم ان العبادة انواع فمنها: الايمان والاسلام والاحسان والصلاة والزكاة و الدعاء وسائر اركان الاسلام,
فالجاهليون (المشركون) كانوا يصرفون بعض هذه الانواع لغير الله عز وجل, معتقدين ان اولئك الاولياء لهم وجاهة, ومنزلة عند الله رفيعة, وانهم يرفعون حاجاتهم الى الله عز وجل. فهنا جاءت الكلمة (ضيزى) اتساقا مه هذا المعنى والقسمة الجائرة ..

وأحب ان انهي هنا بقولي اني أشهد أن لا اله الا الله وأن الرسول محمد عليه السلام قد بلغ الرسالة كاملة و كان قرآناً يمشي على الأرض واني أحبه من كل قلبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليما كثيرا...

[أبو عمر الأزهري]

جزاك الله خيرًا أخي الحبيب.
هناك غير واحدٍ من الباحثين في مجال النقد الأدبي تطرقوا لهذه القصيدةِ بنقدهم، وآل بهم الأمر لرفضها وعدم قبولها لتعذر الوقوف على توثيق لها في مرجعٍ أدبيٍّ مقبولٍ.
للفائدة، يُنظر هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=119772
بارك الله لك ونفع بك.

[خالد فكرى فرج]

يا اخى القصيدة (تحمل معنى )وليس كما قال الاخ الفاضل (ليس لها اساس من الصحة) وان كان يعيبها بعض الركاكة فهى اولا وأخيرا تحمل معنى وتعطى (درسا فى ان الحاكم لابد أن لا يعبث بمال الشعوب)ان كانت غير صححه كما قال فأنها تعطى دروسا كثيرا وتحمل موضوعات اختلف حولها النقاد ولكنها ذكرت فى الكتب الذى ذكرها اخى الافضل و الأختلاف فى الرأى لا يفسد فى الود قضية وهناك احد التعليقات تقول أين كانت الردود - السابقة والتالية - منذ قال القصيدة الشيخ القطان و الشيخ أحد السيسي ؟.. وشكرا لأهتمامك اخى العزيز

[أبو عمر الأزهري]

أخي الفاضل خالد - وفقك الله، قبل البحث عن المعنى ابحث عن الصحة وأصل الثبوت، وأما الحاكم الذي تتحدث عنه فهو أبو جعفر الخليفة العباسي - رحمه الله - الذي كان يهتم بالعلم والعلماء ويعطيهم حقهم، فلا يُقبَل أن نرميه بالكذبِ لا لشيءٍ إلا لأنَّ القصة أعجبتنا.
وأما الكتب التي ذكرها الأفاضل فلعلك رأيتَ أنها لا تخرج عن كتابين، أحدهما صَنَّفَهُ مجهولٌ والآخر مُتَّهَمٌ، فهل هذا يُسَوِّغُ قبولَ القصة؟
ولعلك كذلك اطلعتَ على ما كُتِبَ في المقال المشار إليه من الجزم بأن الأصمعيَّ لم يلقَ أبا جعفرَ.
ومن جهةٍ أخرى، فالقصيدة فيها خلل نحوي في إحدى قوافيها وهو خطأ لا يندرج تحت الضرورات الشعرية، فلا يُعفَى عنه بحالٍ، ومن ناحية الوزن ففيها أخطاء عروضية فاحشة، فكيف يُقبَلُ أمرٌ كهذا في عصرٍ شَهِدَهُ الخليل الفراهيدي - رحمه الله - صاحب علم العروض وأستاذ سيبويه في النحو؟!!
فالمرجوُّ أخي الحبيب أن نُفَرِّقَ بين إعجابنا بالأمر وثبوته من بطلانه.
بارك الله فيك ونفع بك.

[خالد فكرى فرج]

أشكرك شكرا جزيلا على أهتمامك أخى الفاضل ووفقك الله وسوف ابحث بحثا شديدا لعلى أجد جوابا قاطعا فى هذة القصة وشكرا لك...

[أبو عمر الأزهري]

بارك الله فيك أخي الكريم.