انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-07-2015, 10:49 AM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي ما أجمل الحياة مع الله سبحانه جل في علاه

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده، صلى الله عليه وعلى لآله وصحبه وسلم،
أما بعد..


فَهَــلْ تَـشْـعُـــــرَ أنَّـكَ تَـتَـنَـفَّــــسَ تَنَفُســـًا طـبـيـعيــــًا ؟!!


لَااااااا أعْــتَــقِــــــدُ ذَلِــــــكَـــــــــــ ؛
إِلَّا إِذَا جَعَلْتَ زَفِيرُكَ وشَهِيقُكَ كُلّهُ مَعَ الله

عِندَئِذٍ وبكُلِّ تأكيد، ودُونَ أدْنَى شَكّ؛ سَـتَـشْـعُــــرَ بِأنَّـــكَ تَـتَـنَـفَّــسَ تَنَفُّسَـــــًا طَـبـيـعِـيَّــــًا

فَمَا أَجْمَل الْحَيَاة مَعَ اللهِ سُبْحَانَه جَلَّ فِي عُلَاه





*
فـهــل أنـت مـع الله ؟!



. إن المؤمن يعيش مع الله تعالى، فالمحيا لله، كما قال ربنا : {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } الأنعام: 162.
.
يعيش مع ربه في الصباح والمساء، فهو يقول أمسينا وأمسى الملك لله، وأصبحنا وأصبح الملك لله، يعيش مع ربه وهو ينام، ويقول باسمك ربي وضعت جنبي،
وإذا استيقظ من نومه كذلك فهو يقول : الحمد لله الذي احيانا بعد ما أماتنا .


. يعيش مع ربه في الصلوات وخارج الصلوات، يعيش مع الله في التدبر والتفكر، يعيش مع الله في العبادات المحضة،
وفي أعمال الدنيا التي يريد بها وجه الله فيستعين بها على عبادة الله،
. يعيش مع الله في علاقاته مع الناس، فيعقد الأخوة مع هذا لأنه يقربه من الله، ويجتنب ذاك لأنه يبعده من الله، ولذلك من الإيمان الحب في الله والبغض في الله،
تراه إذا أعطى عطية هذا صاحب الإيمان فإنه يعيش مع الله في عطيته،
فيعطي لفقيرٍ أو مسكين، ويعطي صلةً وكذلك أخوةً ويعطي تودداً واستجلاباً للقلوب في الدعوة إلى الله،
فعطاياه ودفعه للمال في نفقات عياله التي أوجبها الله،
. فهو إذن يعيش مع الله في دفع المال، وكذلك يعيش مع الله في كسبه، فإذا حرّم ربه الربا لا يأخذه، وإذا حرّم ربه الميسر لا يكتسبه،
وإذا حرّم ربه الرشوة فإنه لا يدخل بابها،
وهكذا إذا حرّم ربه أنواعاً من البيوع الباطلة فإنه لا يجعله متجراً له .

. يعيش مع الله في دينه ودنياه، يعيش مع الله فيحيا حياةً طيبة، فيها سعادة وطمأنينة وفيها رضا بالقضاء،

- دكتور ينتحر لماذا ؟ ، شاب يطلق النار على جلساءه في استراحة لماذا ؟ ، خادمة تنتحر لماذا؟

إنهاء الحياة لأنها لم تعد طيبة،

لم يعودوا يطيقون العيش في الدنيا لأن صلتهم بالله ضعيفة فصارت هذه الحياة شقاءً عليهم، وصارت عذاباتها غير متحملةٍ فلذلك يريدون إنهاءها بسرعة،

- وأما أهل الإيمان فإنهم وإن ركبتهم الديون وحاصرتهم الشدائد وكثرت عليهم المصائب وتعسرت بهم المعاملات فإنهم لا يزالون يحييون حياة طيبة

لأن عمر رضي الله عنه قال : [وجدنا خير عيشنا بالصبر] .
فيصبر وهو يحتسب الأجر في الصبر وأن الله يبتليه ليعافيه، ويمتحنه ليمنحه، ويشدد عليه ليكفّر من سيئاته فيتسع الأمر له،

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } النحل: من الآية97.

ولو أصابته الجراح ولو أصابته الأمراض، مزمنة أو غير مزمنة، خطيرة أو خفيفة، فهو يعيش مع الله فيرى في الابتلاء نعمة، لماذا ؟

لأن الله يرفع به درجته بهذا الابتلاء ويكفر عنه خطيئته ويزيد في حسناته، ولذلك فإن قول الله تعالى :

{ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } الانفطار:13.
ليس فقط في القبر والجنة، ولكن أيضاً في الدنيا، فإذا نظر الناظر إلى أهل الإيمان اليوم فرأى هذا ضعيفاً وهذا مقهوراً، رأى هذا مظلوماً وهذا سجيناً،
رأى هذا معدماً فقيراً،
وهذا مغلوباً، قال نوح عليه السلام : { فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ } القمر:10.

لكن هذه الغلبة وهذا الضيق وهذه الشده وهذا الفقر وهذا الحصار، وهذا الاستضعاف يرى فيه حكمة ربه، ما كان حول إبراهيم وقوته لما ألقي في النار ؟

لا شيء، إنسان مكتوف جُعل في منجنيق ليرمى في نارٍ تأجج لا يستطيع الرامي أن يقترب منها، فجعلوه في مقذوفٍ يقذفونه به من بعيد،

ما حيلته، لا شيء، لكنه كان مع الله، لم يرى في هذا الربط وهذا التقييد الذي قيدوه به وهذا الرمي لهذه النار المحرقة، لم يرى في ذلك يأساً،

بل لا زال وهو يطير في الهواء إلى تلك النار يرى أن له رباً يفرج الهم، وينقذ من الغم، وأن له رباً على كل شيءٍ قدير،

ولذلك { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ } الانبياء:69.

وانتقم الله من أعدائه، { فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ } الصافات: 98 ،

ورفع إبراهيم وأنقذه وهاجر وبنى البيت و تزوج وأنجب على كبر، وإسحاق ومن ورى إسحاق يعقوب وإسماعيل،

ومن ذرية إسماعيل نبي يختم به الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم .


فالعيش مع الله هو المنقذ من البلاء،

يقول الناس الآن : عندنا شدائد، عندنا شدة في المعيشة، عندنا وطأة ديون، عندنا خشية انفلونزا الخنازير، عندنا وظيفة غير محصلة، وجامعة غير متوفرة،
ودراسة غير ممكنة،
وعلاج مستعصي، وبيت ضيق وزوجة مفقودة، وذرية أو لا ينجب،
ويقولون أيضاً إن عندنا من أنواع النكبات النفسية والاكتئابات والحصار النفسي والظلم الاجتماعي

وهذا واقع عليه من أهله وهذا من أهل زوجته وهذا من أقرب الناس إليه وهذا من جيرانه، وهذا من مديره في العمل، وهذا وهذا ...

أنواع الاضطهادات الكثيرة وأنواع الشدائد وأنواع الابتلاءات والتهديدات التي تكون في الأعمال،
وهذا داعية مسكين يرجو وهو فقير لا يجد من يلجئ إليه إلا الله عز وجل في دعوته، ولكن أمل الجميع كل هؤلاء يجب أن يكون في الله تعالى،

و هذا نبينا صلى الله عليه وسلم ذهب للطائف بعدما يأس من أهل مكة فطردوه، وأدموه ورجموه، فلم يستفق إلا بقرن الثعالب وهو مهموم على وجهه من الهم والغم،
في الغار لم يكن موقفاً سهلاً أبداً أن يقول الصديق : لو أن أحدهم أبصر تحت قدميه لرآنا، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تحزن إن الله معنا) .

هذه هي المعية، هذه هي المعية المقصودة، لم يكن موقف النبي عليه الصلاة والسلام سهلاً أبداً وهو في معركة بدر أول مواجهة
الآن يبنى عليها إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض، هذه المعركة خطيرة جداً جداً ونتائجها سينبني عليها مستقبل الإسلام في العالم، في البشرية،

أن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض، لم يكن موقفاً سهلاً، لكن ماذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام في المواجهة؟

رفع يديه، مدهما، استقبل القبلة، يهتف بربه يناشد ويدعو، حتى سقط ردائه عن منكبيه، فجاء الصديق ليؤازره، ويقول :
يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك،

أخذ الدرس من الغار فاستفاد منه في بدر، فبدل من أن يكون مصدر قلق صار الآن مؤيداً في هذه القصة، كان في تلك قلقاً فصار في هذه واثقاً،
يقول : كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك، فكان عليه الصلاة والسلام مع الله في اعتكافه في صيامه في قيامه في شغف العيش في الشدة في النعمة .


نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا عيش السعداء، وأن ينعم علينا بمعيته ونصرته، وأن يجعلنا ممن أراد بهم خيراً في الدنيا والآخرة، اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مؤمنين
وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . [1]







مَا أَجْمَل الْحَيَاة مَعَ اللهِ سُبْحَانَه جَلَّ فِي عُلَاه


مع اللهِ حين يطيبُ النّظرْ

مع اللهِ في القلب لمّا انكسَرْ *** مع الله في الدمع لما انهمَرْ
مع الله في التَّوب رغم الهوى
*** مع الله في الذّنْب لما استتَرْ
مع الله في الروحِ فوق السما
*** مع الله في الجسم لما عثَرْ
يُنادي يناجي: أيا خالقي
*** عثرتُ.. زللتُ.. فأين المفرّ؟!
مع الله في نسمات الصباحِ
*** وعند المسا في ظلال القمرْ
مع الله في يقظةٍ في البكور
*** مع الله في النوم بعد السهرْ
مع الله فجراً.. مع الله ظهراً
*** مع الله عَصراً.. وعند السحَرْ
مع الله سرّاً.. مع الله جهراً
*** وحين نَجِدُّ، وحين السَّمَرْ
مع الله عند رجوع الغريبِ
*** ولُقيا الأحبَّة بعد السّفرْ
مع الله في عَبْرةِ النادمين
*** مع الله في العَبَرات الأُخَرْ
تبوح وتُخبر عن سرِّها
*** وفي طُهرها يَستحمُّ القمرْ
مع الله في جاريات الرياحِ
*** تثير السحاب فيَهمي المطرْ
فتصحو الحياةُ.. ويربو النباتُ
*** وتزهو الزهورُ.. ويحلو الثمرْ
مع الله في الجُرح لما انمحى
*** مع الله في العظم لما انجبرْ
مع الله في الكرب لما انجلى
*** مع الله في الهمِّ لما اندثرْ
مع الله في سَكَناتِ الفؤادِ
*** وتسليمهِ بالقضا والقدرْ
مع الله في عَزَمات الجهادِ
*** تقود الأسودَ إلى من كَفَرْ
مع الله عند الْتحام الصفوفِ
*** وعند الثباتِ، وبعد الظَفَرْ
مع الله حين يثور الضميرُ
*** وتصحو البصيرةُ.. يصحو البصرْ
وعند الركوعِ.. وعند الخشوعِ
*** وعند الصَّفا حين تُتلى السُّوَرْ
مع الله قبل انبثاق الحياة
*** وبعد الممات.. وتحت الحُفَرْ
مع الله حين نجوز الصراطَ
*** نلوذُ.. نعوذ به من سَقَرْ
مع الله في سدرة المنتهى
*** مع الله حين يَطيبُ النظرْ





القصيدة للدكتور/ عبد المعطي الدالاتي
المصدر: صيد الفوائد

وهذا فيديو : مــــع الله
للمنشد محمد العزوني



__________________________________________________
[1] من خطبة الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله، (هل أنت مع الله).
التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-08-2015, 11:16 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

بارك الله فيكم
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-13-2015, 11:34 AM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

وفيكم بارك الله وجزاكم كل الخير


التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 07:34 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.