الحمد لله مولى المؤمنين; والكافرين لا مولى لهم,
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين وأمة محمد أجمعين, وبعد..
،،،
مراتب القراءة
قال تعالى" ورتل القرآن ترتيلا ".
لقراءة القرآن الكريم ثلاثة مراتب ألا وهي :-
(1) التحقيق:
وهو قراءة القرآن بتمهل وطمأنينة للتدبر في معانيه وأحكامه
وهو أفضل مرتبة، ويصلح في مقام التعليم
(2) التدوير :
هو قراءة القرآن بحالة متوسطة بين التحقيق والحدر ( المرتبة الثانية).
(3) الحدر:
هو قراءة القرآن بسرعة مع مراعاة أحكام التجويد،
وليحذر القارئ فيه من بتر حرف المد أو ذهاب صوت الغنة أو اختلاس الحركات.
( تنبيه )
*الترتيل يعم جميع المراتب.
والترتيل لغة هو:
نقول رتل فلان كلامه إذا أتبع بعضه بعضا على مكث,
ورتل الكلام: أحسن تأليفه وجود تلاوته.
اصطلاحاً هو
الترسل في القراءة
وقال علماؤنا: ترسل فيه ترسلا وانبذه حرفاً حرفاً وافصل الحرف
عن الذي بعده ولا تستعجل فتدخل بعض الحروف في بعض,
مع مراعاة إعطاء الحروف حقها من الصفات
ومراعاة أحكام التجويد ومواضع الوقف لبيان المعاني وتدبرها,
وهذا معنى قول الإمام علي رضي الله عنه
عندما سئل عن معنى قوله تعالى: "ورتل القرآن ترتيلا".
قال: الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف.
وهذا الأمر مطلوب في المراتب الثلاث, فالذي يقرأ بالتحقيق أو التدوير أو الحدر
لا تعتبر قراءته قراءة إلا بالترتيل,
فلابد له منه.فكل مرتبة من المراتب الثلاث نوع من الترتيل وليس للترتيل مرتبة برأسه.
ونخلص مما سبق إلى أن: أعظم المراتب الثلاث مرتبة التحقيق, ثم يليها مرتبة التدوير,
ثم مرتبة الحدر. وذلك لأن
القراءة باطمئنان وتؤدة أقرب إلى التدبر وتحقيق
التوقير والاحترام, وأشد تأثيرا في القلب من السرعة والاستعجال,
وثواب قلة القراءة مع التدبر أجل وأرفع قدرا.
*الشاهد: يقول ابن الجزري:
ويقرأ القرآن بالتحقيق مع *******حدر وتدوير وكل متبع
مباديء علم التجويد :-
على هامش الجزرية
ذكر ابن صبان صاحب حاشية الصبان على شرح الأشموني
على شرح ألفية ابن مالك في تبيان المباديء العشرة للفنون بقوله ناظما :-
إن مبادئ كل فن عشرة ******الحد والموضوع ثم الثمرة
وفضله و نسبه والواضع ****** والاسم الاستمداد حكم الشارع
مسائل والبعض بالبعض اكتفى **** ومن درى الجميع حاز الشرفا
شرح الأبيات:
قال ابن الصبان: إن مبادئ كل فن عشرة: أي إذا أردت أن تروم العلم يا طالب العلم
وأن تشرع في علم كان ما كان فنه، كان ما كان وضعه، كان ما كان موضعه،
لابد أن تعرف أن له عشرة مسائل
إن مبادئ كل فن عشرة أي ان كل علم تتعلق به عشر مسائل:
( الفن :- العلم )
1) الحد: أي التعريف .
وبما اننا بصدد دراسة علم التجويد فنقول أن :-
تعريف التجويد لغة : هو التحسين.
اصطلاحاً : هو إخراج كل حرف من محرجه وإعطاؤه حقه ومستحقه من الصفات.
2) الموضوع:
كلمات القرآن، وزاد البعض الحديث الشريف ،
وزاد البعض التشهد والصلاة الابراهيمية.
3) الثمرة:
صون اللسان عن اللحن في لفظ القرآن الكريم.
4) فضله:
أفضل وأشرف العلوم لاتصاله بكتاب الله.
5) نسبة:
العلوم الشرعية.
6) الواضع:
الواضع من الناحية العملية (علم رواية) : هو الرسول صلى الله عليه وسلم،
الواضع من الناحية العلمية ( علم دراية ) : أبو الأسود الدؤلي
وقيل عبد الله بن سلم وقيل الخليل بن أحمد.الفراهيدي
( 7) الاسم:
علم التجويد.
8) الاستمداد:
من كيفية قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم
( فقرأ حفص عن عاصم وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن السلمي
وقرأ عبد الرحمن على علي بن أبي طالب
وقرأ عليّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخذ الرسول عن جبريل وجبريل منزل من الله تعالى ).
9) حكم الشارع:
ينقسم إلى وجهين:
أولاً:- علمي
(تعلم علم التجويد) فرض كفاية
اذا قام به البعض سقط عن الآخرين
======
ثانياً :- عملي
( تطبيقه في القراءة لمن تعلمه ) فرض عين
10) مسائل :
القواعد الكلية والأساسية التي ينبغي لقارئ القرآن تعلمها.
قواعد علم التجويد:
1) معرفة مخارج الحروف.
2) معرفة صفاتها.
3) معرفة مايتجدد لها من أحكام بسبب التركيب.
4) رياضة اللسان وكثرة التكرار.
نقطة نسيت ذكرها في الشرح وسأقوم بعرضها تفصيلاً في المجلس القادم بإذن الله
ألا وهي أسباب وضع علم التجويد :-
1- الحرص على القرآن الكريم وحفظه من التحريف
2- صون اللسان عن اللحن في ألفاظ القرآن الكريم حال الأداء
3- اختلاط العرب بالعجم
4- معرفة المخارج والصفات
وإن كان الفكرة العامة تركن إلى القواعد السابق ذكرها ولكن لا بأس من ذكرها
البعض بالبعض اكتفى:
المقصود هنا القراءات من تعلم أحدها كانت كافية.
ومن درى الجميع حاز الشرفا:
من تعلمها جميعها فقد نال الشرف العظيم.
ملحوظة :-
يختلف شرح المباديء من فن إلى فن ( من علم إلى علم )
والله الموفق
إلى هنا إنتهى الدرس الثاني
في رعاية الله
لاتنسونا من دعواتكم 
تجويد ......الدرس ( 2 ) _ مراتب القراءة / مباديء علم التجويد
العرض العادي
