منهج الاسلام فى العبادة

[يارب محتجلك]

 

عن ابى هريرة رضى الله عنه,عن النبى _صلى الله عليه وسلم _ قال :

((ان الدين يسر, ولن يشاد الدين احد الا غلبه , فسددوا, وقاربوا , وابشروا واستعينوا بالغدوة و الروحة , وشىء من الدلجة ))

* المعنى العام للحديث *

ان الدين الاسلامى هو دين السماحة واليسر , فقد رفع الله _تعالى _عن امتنا الاسلامية

ما كان على الامم من قبلنا من صعوبات , ومن مشقة فى التكاليف , وشرع الله _تعالى_

فى هذا الدين عبادات ميسرة .... من صلاة وصيام , وزكاة , وحج..

ولن يشاد الدين احد الا غلبه , اى لا يتعمق احد فى الاعمال الدينية , ويترك الرفق

واليسر والرخصة _الا عجز وانقطع فيغلب.

وليس المقصود بالمشادة او التعمق طلب الاكمل فى العبادة , فان ذلك من الامور

المحمودة وانما المراد منع المغالاة و الافراط الذى يؤدى بصاحبه اللى الملل و المبالغة

فى التطوع الذى يفضى الى ترك الواجب او الغرض .

* ثم يامرنا رسولنا _صلى الله عليه وسلم _((بالسداد)) و هو الصواب من غير افراط

و لا تفريط وذلك بالتوسط فى العمل , و المقاربة ان لم تستطع الاخذ بالاكمل فعلينا

ان نؤدى ما يقرب من ذلك , ثم يبشر بالثواي على العمل الدائم و ان كان قليلا , فهى

بشرى لمن عجز عن العمل فى اكمل صورته ما دام عجزه ليس عن اهمال , فلا ينقص

ذلك من اجره.

و نلاحظ ان التعبير النبوى الحكيم لم يصرح بالشىء المبشر به , و انما ابهمه ,

تعظيما لما يبشر به وتفخيما له .

* ثم امر بالاستعانة على دوام العمل و سداده , بفعله فى الاوقات التى يكون الانسان

فيها نشيطا و ذلك فى اول النهار , و ما بين صلاة الفجر و طلوع الشمس , و انما قال

((وشىء من الدلجة)) لان عمل الليل اشق من عمل النهار.

وهذه الاوقات هى اروح ما يكون البدن فيها للعبادة و انشط....

وعلى المسلم الا يجهد نفسه , بل عليه ان ياخذ باللطف و التدرج , ليدوم عمله

ولا ينقطع و لان التشدد فى الدين يتنافى مع روح الاسلام الذى يدعو الى اليسر .

قال الله تعالى : ( يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر)

ـــــ وعن عائشة _رضى الله عنها _ قالت : قال رسول الله _عليه الصلاة و السلام _

((احب الاعمال الى الله ادومها و ان قل ))

ـــــ وكان _صلى الله عليه وسلم _ يوجه المسلمين بان ياتوا من الاعمال ما يطيقون ,

فيقول لهم : "اذا امرتكم بشىء فاتوا منه ما استطعتم "