انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-30-2010, 07:40 PM
أم رقية السلفية أم رقية السلفية غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي رسالة من شهيد قبل موته

 


أيها المتردد: إنها فريضة!

أبي دجانة الخراساني
[ تقبله الله ]



رسالة ألقاها الشهيد

مساء عمليته الاستشهادية

ضد فريق الاستخبارات الأمريكية في خوست

ربيع الأول 1431
الحمد لله الواحد المتعال، والصلاة والسلام على الضحوك القتال سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على هديهم إلى يوم الدين.
أحييكم بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد،
فهذه رسالة قصيرة للتحريض على الجهاد في سبيل الله، أتركها في بريد مسلم متردد ما بين عز النفير وذل القعود.
إعلم أخي، أني خصصتك بهذه الرسالة ليقيني أنك أقرب الناس إلى المجاهدين في سبيل الله، فلا يكاد ينفر مجاهد إلى ساحات النزال دون أن يمر في هذه المرحلة من التردد والتلكؤ، ولكنها تقصر عند البعض فتكفيه أيام أو ساعات أو دقائق، وتطول عند البعض حتى لا يكفيه كل عمره ليحسم أمره.
ولا تظن أخي الحبيب، أن أخاك العبد الفقير لا يعرف حالك، ولقد عشت بينكم ردحاً من الدهر حتى كأنني أتسكع في إحدى الأحياء الفقيرة من وجدانكم أو أتوسد رصيفاً بارداً في المنطقة الحدودية بين الشعور واللاشعور، حيث أخفيتم حب الجهاد عن العيان ونفيتموه كغريب بلا هوية أو وحيد يبحث عن معية.
فأنا أناديكم من هناك، من صميم داخلكم، بكلمات كأن حروفها قطعاً من جسدي أنثرها أشلاءاً في أثيركم ليتردد صداها في مسامعكم سرمداً ولأزرعها بذوراً في ضمائركم، علها تنبت جهاداً إن سقيتها من دمي غداً.
آه لو أملك لكم غير هذه الكلمات لأستنفركم بها، إذن لطرت إليكم بلا جناح كنسمة تسابق الرياح، حتى أقف بين يدي كل واحد منكم، عيني في عينيه ويدي على كتفيه أهزه هزاً وأتلوا عليه قوله تعالى: "إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً".
آه لو أملك أنفساً بعدد شعر رأسي، فأرسلها إلى مآذن المساجد في ديار المسلمين لتنادي في الناس من يوم الجمعة: يا من لبيتم "حي على الصلاة" لا خير فيكم إن خذلتم "حي على الجهاد".
فإلى متى يبقى حب الجهاد محصوراً في أحلام اليقظة وحديث النفس فلا يظهر للعيان إلا بفلتات اللسان؟ إلى متى تبقى هذه الرغبة مختزلة في دمعة خجولة تذرفها عندما تطلع على مآسي المسلمين أو نشوة عابرة تعيشها عندما تسمع نشيداً أو تقرأ قصيدة؟ إلى متى يبقى حب الجهاد هواية من هواياتك التي تقضي بها وقت فراغك؟
إننا لا نبحث عن مشاهدين ذواقين ولا مشاعر متعاطفين: إننا نبحث عنكم بيننا، فإن لم نجدكم فسنظل نبحث ونبحث. سنستهدفكم من خلال إصدارتنا الإعلامية فننصب لكم الكمائن التحريضية ونزرع الألغام التشجيعية، علها تنفجر عليكم تثريباً وتذكيراً، يشغل جنانكم فكراً ويلهب قلبكم شوقاً إلى اللحاق بركب الأبطال، ولو انشغلنا بكم عن أعدائنا لانشغلنا حتى تلحقوا بنا.
سنظل نبحث عنكم ونبحث كحلم جميل يراودكم تارة أو ظل مرعب يطاردكم تارة أخرى، فنكدر عليكم صفوكم وننغص عيشكم كلما ذكرناكم بخذلانكم للمجاهدين.
سنرسل لكم الرسائل المشفرة التي لا يفهم فحواها غيركم في نشرات الأخبار وصفحات الجرائد ومواقع الإنترنت، كل خبر يتكلم عنا ستقرؤونه وكأنه يتكلم عنكم، كل حديث عنا سيصبح وكأنه حديث عنكم يشكو إلى الله تخلفكم عنا، ستسمعون أسماءكم الحقيقية وتشاهدون صوركم الشمسية خلف السطور، خلف الكلمات، خلف المشاهد، وقد أصبحتم على قائمة المطلوبين للمجاهدين، ستشعر أن المجاهدين لا يقصدون في الدنيا غيرك ولا يحرضون على القتال سواك، حتى تلحق بنا.
ستطاردك معاني الآيات الصريحة ومتون الأحاديث الصحيحة، ستلاحقك فصول سيرة ابن هشام وسطور أسد الغابة في معرفة الصحابة حتى يتخيل إليك أن عمير بن الحمام قد قتل في معركة الفلوجة أو أن أنس بن النضر قد نفذ عملية استشهادية في خوست. لن تجد طعما لعادة من عاداتك بل لن تجد طعما لعباداتك ما دمت قاعدا عن الجهاد، سنظل نبحث عنك ونبحث حتى تلحق بنا.
إخوتي في الله، لقد ابتلى الله الأمةً بطواغيت اجتالوا الناس عن دينهم، فهُجرت السنة وشاعت البدعة، وفسدت الفطرة وأصبح الجهاد في سبيل الله مغامرة ومقامرة في أعين الكثير من عوام المسلمين. وقعد شياطين الأنس بجوار شياطين الجن بأطرق المسلم يصدونه عن الجهاد في سبيل الله ويقولون له: تجاهد في سبيل الله فتقتل، وتنكح زوجك، وييتم أطفالك؟ يقولون له: لمن تترك زوجتك الجميلة، ومن يبر أمك الهزيلة، من سيرعى بعدك طفلك الصغير وأباك الشيخ الكبير؟ كيف تفرط بعملك الباهر، وتهجر بيتك الفاخر؟
أمّا إن ذكرت أمامهم أنك ذاهب ليس للجهاد في سبيل الله، بل لقضاء عطلة صيفية أو اللحاق بدورة في العلوم الدنيوية لرأيت وجوههم مستبشرة ولأعانوك بالوقت والمال والمشورة ولتمنوا أنهم يرافقوك ولو في داخل الحقيبة، "لو كان عرضا قريباً أو سفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة".
احذر أخي أن يصدك هؤلاء الأعداء الذين تخفوا في لباس الأهل والأصدقاء عن فريضة الجهاد، احذر أن يخدعوك ويضلوك، "يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم".
احذر أيها المتردد، أن تقبل العيش على قناعات الآخرين بعد أن أبصرت الحق وخالطت بشاشته قلبك، لا تكن مثل أبي طالب، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أيقن أن ابن أخيه هو نبي مرسل، وعندما حضرته الوفاة أصر على أن تكون نهايته موافقة لما يشتهيه أعداؤه، فقال في آخر رمق له: على دين الأجداد من قريش.
وأنت يا من عرفت أن الجهاد حق ثم اخترت القعود: عندما تحضرك الوفاة على سرير المرض، ويجتمع حول رأسك من زعموا يوماً أن الجهاد فناء والقعود بقاء يتبادلون نظرات العزاء فيك بصمت يائس وبدمعات خجولات يذرفها عليك أشدهم حبا، أما الآخرون فسيكون بالهم مشغولا بإجراءات الغسل والدفن ودفع فاتورة المستشفى، تركوا على طاولتك باقة ورد كتبوا عليها آخر أكاذيبهم عليك في الدنيا: بالشفاء العاجل، وقد أيقنوا أنه الموت جاء ليخطفك من بينهم.
وأن المنية إذا أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع
عندها ستذكر كلامي هذا، وسيتملكك الندم ولات حين مندم، سيمر عليك شريط الشهداء سريعا: حمزة بن عبد المطلب، أنس بن النضر، عبد الله عزام، أبو مصعب الزرقاوي، أبو الليث الليبي، أبو جهاد المصري، وستبدو حياتك من بعد هؤلاء الشهداء، ويل أن وافتك المنية قصيرة سريعة، ستعرف حينها أنك أنت الخاسر وأن من حولك من القاعدين المخذلين قد غشوك، ستعرف أنك لست سواء ومن كنت تحب من المجاهدين وإن تشابهتم في وجهات النظر وادعاء حب النفير في سبيل الله فلقد ماتوا كما يحبون ويتمنون ومتَ على ما يحب القاعدون من حولك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
سأذكر لكم قصة قصيرة علها تحفزكم على الجهاد في سبيل الله، قصة رجل مقعد على كرسي قرر النفير في سبيل الله، اسمه أحمد، مسلم من الأعاجم مصاب بمرض أعطب ساقيه فلا يكاد يمشي إلا على يديه، ولكن نفسه الأبية أبت إلا أن يلحق بإخوانه في أرض الجهاد.
وعندما وصل إلى مركز المجاهدين، طلب من الأمير أن يضع اسمه في جدول الحراسة الليلية، وعندما قبل الأمير ذلك تطييبا لخاطره، بدأ يبكي من الفرح والسرور أن عينيه ستبيت ليلة تحرس في سبيل الله. وقدر الله لي أن أنام في الخارج بالقرب من نقطة الحراسة لأشهد ما حصل تلك الليلة.
فمنذ أن بدأت الحراسة وإلى أول خيوط الفجر، وأحمد جالس على كرسيه المقعد مرابطا حارسا في سبيل الله ذاكرا لله مستغفرا باكيا فأدهشني فضل الله على ذلك الرجل أن رزق عينيه في ليلة واحدة نعمة الحراسة في سبيل الله ونعمة البكاء من خشية الله.
ولقد كان النوم يغلبني أحيانا فأنام وأستيقظ وهو على حاله لا يفتر، وقد كان بقية الحراس يتبادلون المناوبة بينهم وهو في مكانه مرابطا صابرا. كنت أسأل نفسي مستغرباً، هل يعرف المسلمون في بلداننا بوجود هذه الأمثلة الجهادية في وقتنا المعاصر، أم أنهم غروا بما يرونه حولهم من أرتال القاعدين وطوابير المخذلين، والله لو لم يكن في الجهاد إلا نعمة مجاورة أمثال هؤلاء الناس والنهل من معين سيرهم لكفاه، فتأملوا يا معشر المترددين في ما فوتم على أنفسكم من خير.
إخوتي في الله، اعلموا أن اليقين عندما يضعف والإيمان ينحسر وتعتمد النفس على ما تتلقاه من حواس لكي تبني معتقداتها، فإن الإنسان يقترب خطوة نحو المادية، ويبتعد مثلها عن الإيمان بالغيب، فيطمئن إلى الدنيا ويسر بها ويعرض عن الآخرة ويتكدر لذكرها، وتصبح الحياة الدنيا هي الحقيقة والمعقول والحياة الآخرة هي الخيال والمجهول، هنا تنحرف عقيدة الإنسان ويصبح من عباد الحواس الخمسة، لا يؤمن إلا بما تعاينه من زينة الحياة الدنيا، ويصبح عقله عاجزا تماما عن تصور أي شكل من أشكال الحياة غير هذه الحياة التي عاينها.
إن مثله كمثل الجنين في رحم أمه، يقبع في ظلمات ثلاثة لا يكاد يرى أو يسمع أو يتكلم، كالغريق في بئر ماء، لا يتحكم بأي شيء حوله فلا يعلم أين يذهب ومتى ولماذا، يرقد في رحم أمه مسلوب الإرادة والحرية.
هذا الجنين لا يعلم حقيقة الحياة خارج الرحم. إنه قد يعتبرها مجهولا أو صورة من صور العدم بالاعتماد على ما تقدمه له حواسه المحدودة من معلومات، ولو قدر الله لهذه الأجنة ذوات العقل القاصر أن تتواصل فيما بينها لصنفوا المؤلفات ونظموا الأشعار في ذم لحظة الولادة وذكر مشاقها ومخاضها ودمائها، وكيف أن بعضهم يؤخذ من ناصيته بينما يجر الآخر من قدمه، سيصورون أول صرخة بعد الولادة وكأنها سكرة من سكرات الموت، ستكون لحظة الولادة في أدبياتهم هي نظير الموت في أدبياتنا، وسيتمسكون بحياتهم في الرحم على ما فيها من وحشة وتبعية وظلمة، وسيتغنون في جمالها وكمالها بينما يخافون الولادة، ويتمنون الفرار منها لما تجلبه لهم من لقاء بمرحلة جديدة ما عاينتها حواسهم من قبل.
ولكن الحقيقة هي عكس ما يفكر به الجنين، فما دخل الرحم إلا ليعَد لخوض غمار الحياة، ولن يبدأ بعد سنين عمره إلا بعد حادثة الولادة التي كان يظنها موتا زؤاما، ونحن نعرف ذلك يقينا بعد أن عشنا المرحلتين وعاينتها حواسنا، ولذلك لا تجد إنسانا يتمنى العودة إلى الرحم، وهذا هو الموت في نظر المؤمن الذي أيقن أن الدنيا ليست إلا سجنه، هذا هو الموت في نظر المجاهد في سبيل الله، لا يعتبره إلا ولادة أخرى لخوض غمار السعادة الأبدية.
نعم ما رأينا شهيدا عاد إلى الدنيا ليخبرنا بما رأى ولكنه الإيمان بالله وكتابه ورسوله، الإيمان الذي يجعلنا نتمنى الموت في سبيل الله ونشتاقه، والذي نفسي بيده، للدنيا أضيق على المؤمن من رحم الأم على جنينها وأن أيسر طريقة له للتخلص من هذا الضيق لهي الشهادة في سبيل الله. بل إن الدماء والمعاناة والآلام التي يخوضها الجنين للوصول إلى الحياة الدنيا لتعد مأساة مرعبة إذا ما قورنت بقتلة الشهيد التي لا يجد من ألمها إلا مثل القرصة، هذا هو الموت في ثقافة المجاهد، إنه انتقال من حياة ناقصة إلى أخرى كاملة لم يعشها من قبل ولكنه عرفها غيبا بوصف الله تعالى لها: "ويدخلهم الجنة عرفها لهم".
الذين قتلوا في سبيل الله ليسوا أمواتا وإن دفنتم أجسادهم تحت التراب، ليسوا أمواتا وإن ترحمتم عليهم في عداد الأموات، ليسوا أمواتا وإن ذرفتم عليهم الدموع وفتحتم لأجلهم بيوت العزاء، إنهم أحياء ولكن لا تشعرون، إنهم أحياء في مكان ما عينته حواسكم من قبل ولكن لا تعلمون، ولو مكنكم الله من النظر لحظة إلى حياتهم في الجنة لازدحمت الثغور بطلاب تلك الحياة، ولو مكنكم الله من الاستماع لمحادثة واحدة بين شهيدين في حواصل طير خضر في الجنة لعلمتم أنهم هم من يسأل الله لكم الرحمة والثبات.
أخي المتردد، دعني أخاطب فيك الإسلام والرجولة والفتوة مرة أخرى، فأقص عليك هذه القصة. أغمض عينيك للحظة، واطلق العنان لخيالك ليصور لك أحداث هذه القصة التي حصلت في بلاد الأفغان. لا تسمع لهذه الكلمات ولكن شاهدها وكأنها تعرض أمامك على شاشة دماغك.
داهم الأمريكان في يوم من الأيام قرية أفغانية لإلقاء القبض على اثنين من قادة الطالبان الذين أذاقوهم الويل، وبعد مقاومة شرسة استشهد الرجلان نحسبهم كذلك والله حسيبهم، ولكن هذا لم يشف غليل عباد الصليب، فأخذوا زوجاتهما إلى الطائرة المروحية ثم حلقوا عاليا وبدءوا برمي ملابس النساء إلى الأرض ليرى أهل القرية ما حل بزوجتي الشهيدين.
عندما أتذكر أحداث هذه القصة وأتجرع مرارة المشاهد لحظة بلحظة، أتمنى لو أن لي ألف ألف حياة على سطح هذه الأرض لأزهقها واحدة تلوى الأخرى من أجل الثأر لأخواتنا المسلمات العفيفات، أتمنى لو أن علماء السوء ممن يشاركون الأمريكان في هذه الجريمة من خلال فتاواهم الخسيسة التي تحرم الجهاد وتشرّع الاحتلال، أتمنى لو أنهم يجمعون في صعيد واحد ثم يرجمهم أيتام المجاهدين وأراملهم بالأحذية حتى يدفنوا أحياءً تحت النعال.
لا تفتح عينيك أخي بعد، فالمشهد لم ينته! وتخيل، أن هؤلاء الأخوات، تخيل أنهن أمهاتكم أو أخواتكم أو زوجاتكم، هل تجرؤون على تخيل ذلك؟ هل تجرؤون على التفكر في ذلك؟ إن كان جوابكم: لا، فاعلموا أن هذا هو ما يحصل حقيقة على أرض أفغانستان، هذا ما يفعله الكفار الأنجاس بالمسلمات العفيفات الطاهرات، هذا هو مشهد واحد من المشاهد العديدة التي يغيبها الإعلام عن الناس فماذا أنتم فاعلون وقد علمتم؟
عجبي لبعضكم، كيف يستطيع أن يعود إلى حياته وشهواته بعدما سمع كلامي هذا وكأن الأمر لا يعنيه. ما قلته لكم يا مسلمون لم يكن قصة من تراث الهنود الحمر، لم يكن مشهدا من مأساة حرب فيتنام، إنه يحصل على أرض المسلمين يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، هؤلاء النساء اللواتي كشفت عوراتهن واغتصبت أعراضهن هن من أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبلون قبلتنا ويصومون شهرنا ويحجون إلى بيت الله الحرام، فلا خير فيكم إن لم تنصروهن ولا رجولة فيكم إن لم تثأروا لهن.
يأيها المتردد عن الجهاد، لن أذكر لك بطولات قصص الرجال في بلاد الأفغان، لأستنفرك بها، لا بل سأذكر لك بعضا من بطولات النساء هنا، لأبتلي بها رجولتك وأضعها على المحك، ولتعلم إن كنت رجلا حقيقيا من الذين صدقوا الله ما عاهدوا الله عليه فتنطلق إلى أرض الجهاد، أو كنت رجلا مزيفا، لا يشهد بذكورتك إلا شهادة الميلاد.
ذهبت إحدى الاستشهاديات إلى نقطة تفتيش للمرتدين، ثم تظاهرت بأنها تبكي ليجتمع حولها أكبر عدد من الجنود، وعندما اجتمعوا حولها، كبرت وفجرت ليتحول جسدها الطري إلى شظايا ملتهبة تقطع أوصال أعداء الله.
امرأة أخرى مسنة، جاء منزلها المهاجرون فأخذت سلاحها ووقفت تحرس الإخوة بسلاح البيكا، وعندما طلبوا منها أن ترتاح قالت لهم: لا والله إن جاءوا - تقصد أعداء الله - لن يقاتلهم غيري.
فتاة أخرى تعلن مهرها للملأ، أنها مستعدة للزواج من أي رجل يساعدها على القيام بعملية استشهادية على الكفار والمرتدين.
وقبل هذا، ما حصل هنا في باكستان، طالبات الشيخ عبد الرشيد غازي، عندما اخترن العزيمة على الرخصة وأصررن على البقاء حتى الموت نصرة لشريعة الله، ولقد روى لي من لا أكذبه، أن أنْهُر الدماء كانت تسيل من المسجد، وأن الناس كان إذا وضعوا أيديهم في مجرى الدم استخرجوا أعيناً وقطعاً من عظم أو شعر من بقايا أخواتنا الشهيدات لكثرة ما حصل فيهن من المقتلة.
هذا ما قدمه للإسلام زينب وعائشة وخديجة ورقية، فماذا قدمتم لهذا الدين يا حرب ويا ضرغام ويا جعفر ويا غالب؟ ماذا قدمتم للإسلام يا أيها المترددون؟ ماذا ستقولون غدا لله، إذا جمعكم لميقات يوم معلوم؟ أي عذر ستسوقونه وقد نسف أخواتنا البطلات كل حججكم الواهية؟
أخي المتردد، أود أن أختم كلامي هذا بحديثٍ عن فضل الشهادة في سبيل الله، وإني والله لأراه من أجمع الأحاديثِ التي وردت في هذا الباب، فعن عامر بن سعد عن أبيه رضي الله عنه أن رجلاً جاءَ إلى الصلاة، والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فقال حين انتهى إلى الصف: اللهم آتني أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: "من المتكلم آنفا؟" قال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: "إذن يعقر جوادك وتستشهد في سبيل الله".
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الشهادة في سبيل الله بأن يعقر جواد المرء ويستشهد هي أفضل ما يؤتي الله عباده الصالحين بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهلموا يا إخوان، هلموا إلى العبادة التي لا يعدلها عبادة، هلموا إلى القتلة التي تمناها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، هلموا إلى الكرامة التي لا ينساها الشهيد حتى بعدما يدخل الجنة فيسأل الله أن يعيده إلى الدنيا ليقتل في سبيله عشر مرات، حطموا السدود واعبروا الحدود وتحدوا كل الأجهزة الأمنية وتدفقوا من كل صوب وحدب إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدها الله لعباده الشهداء.
فستذكرون ما أقول لكم، وأفوض أمري إلى الله، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

التاسع والعشرون من ديسمبر لعام ألفين وتسعة

أخوكم في الله

أبو دجانة الخراساني
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
من, منبه, رسالة, شهيد, قبل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:24 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.