صفاء الروح

[ايوبة الصبر]

 

دلت الأبحاث الحديثة على أن كل إنسان يملك مقداراً من القوة الخارقة التي تكشف له عما خبأته أحشاء المستقبل، ولكن الناس إذا تساووا في نوع هذه القوة فإنهم يختلفون في مقدارها.
ولا اقصد هنا ان نكون عرافين او منجمين ولكن اتحدث عن الإحساس الصادق الذى ينتاب بعض الناس ويهتف بداخلنا بشىء ما مثلا حين يدق الهاتف ونقول فى انفسنا انه فلان او عندما نتذكر شخص ما فنراه أمامنا وكذلك إن اقدمت على أمر تفعله وحدثك صوت من داخلك لا تفعل أو إن عاقبة الامر كذا وكذا وهذه هى الحاسة التى اتحدث عنها هنا وربما بلغت احيانا مقدار أكبر بكثير كأن يرى الانسان رؤيا تخبره او تلمح له عما سوف يحدث له تلميحا او تصريحا .

فقد ثبت أن هذه الحاسة توجد عند بعض الناس بقوة تثير الدهشة، بينما توجد في بعض آخر على حال من الضعف والوهن لا تكاد تبين معه، فما السبب في هذا التفاوت؟
لقد تبين للباحثين أن قوة هذه الحاسة تتناسب تناسباً طردياً مع درجة الصفاء الروحي والنقاء الداخلي التي يتمتع بها الشخص، فكلما كان الإنسان صافي النفس، نقي الضمير، منعتقاً من أسر التقاليد الاجتماعية الضارة، متفلتاً من قيد الضرورة وما إليها، خالي النفس من العقد والأحقاد والمطامع، كانت هذه الحاسة فيه قوية بالغة القوة، وكلما كان الإنسان مشوش النفس موزع الضمير مستغرقاً في حواسه، أسيراً لضرورات جسده وشهواته، غارقاً في مجتمعه، كانت هذه الحاسة فيه ضامرة لا تكاد تبين.
فهذه الحاسة لا تنشط إلا في ساعات الصفاء العقلي والروحي والوجداني، فعند ذلك تبلغ أقصى قوتها.
ولكى نصل الى هذه الدرجة من الشفافية والصفاء علينا نزع الاحقاد من قلوبنا وتصفية النفس من الضغائن والنقاط السوداء والانفتاح بالحب والخير والبسمة على الناس كما ان التسامح بوابة المحبة . الإستكثار من الطاعات ومحاسبة النفس والسمو عن الشهوات والصغائر كل هذه الامور تصفى الروح والنفس حتى نستطيع ان نرى ما لا يراه الناس بقلب المؤمن وبصيرته النافذه .
واسأل الله لكم ولى ان يعيننا على اغتنام فرصة الشهر الفضيل ونعمل فيه على صفاء ارواحنا حتى نصل الى درجة من الايمان والشفافية تمكننا من تقوية احاسيسنا وروحانيتنا وجزاكم الله خيرا.

[صابر الطيب]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
صابر الطيب (سيد جمال) ورمضان كريم