انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 02-22-2011, 09:58 AM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

قصة مبكية جدا


أناالآن معاقة ماعدا؛ يد واحدة ولسان


نعم دفنت هذا الامل بالمعاصي وبالمنكرات دفنت كل معنى جميل بحياتي بفعل ما يغضب الله عصيت الله..
ولكن نسيت أني الضعيفة اعصي القوي...
نسيت اني الفقيرة اعصي الغني...
أواه من المعاصي
أواه من التمادي بها .. أواه ثمأواه
عصيته بيدي ..عصيته بقدمي ..عصيته بكل شيء ولكن نسيت بل تناسيت اني اعصي ربي بنعمه...
ابتليت بمرض السرطان فحمدت اللهواعلنت توبتي...
ولكن بعد ماذا .. بعد ما بارزت الجبار وارسللي الانذار (واقصد المرض) ولكن استمريت مع هذا المرض وانا مازلت في عمري الصغير فانالا اتجاوز الواحد والعشرين من عمري.. صبرت ولكن بعد فترة قصيرة جدا اصبت بجلطة بالدماغ ومنعت من الكلام...
كنت ابكي كلما تذكرت كم كنت اطربلساني بالغناء كم وكم كنت اترك له المجال بان استهزأ بغيري كم وكم.. كنت اريد اناعبر ما بداخلي ولكن لا استطيع فلا احدا ً يفهمني ...
وفي يوم من الايام فرشت سجادتي وقلت والله لا أبرحن من مكاني حتى اعلو بصوتي بالقران...
فبكيت وبكيت وكنت اقول يارب اشتقت الىكلامك يارب لا تحرمني ارجوك...
والله ليست بثواني الا اعيدنطقي...
وقمتارفع صوتي بالقران وانا في قمة الفرح وابكي واحمد الله ولكن ما مر الا اربعة اياموانا في قمة الفرح ان نطقي رجع وبعدها اصبت بنزيف بالدماغ وضغط الدم على الدماغ مماادى الى اعاقه كاملة لجسمي فما بقي لي الا اليد اليسار وفمي الذي انطق به حمدت اللهوشكرته..
وتذكرت مافعلت من حسنات ومن سيئاتوأحزنني الماضي ولكن أفرحتني آية من ايات الله :
((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَأَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّاللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) سورة الزمر الآية 53..
كانت ُتهدأ من ألمي ومن حزني ولكن مرضالسرطان اهلكني وعجزي أيئسني...
اسألسؤال للكل اذا تمنيت اكلا شهيا ً وهو امامك وهو ما كنت تتمناهأتأكله ام لا ؟
طبعاً نعم آكله..
ولكن, انا لا استطيع تدرون لماذا ؟؟
لأني اهتم كيف يخرجكيف ,ومن الذي يساعدني على خروجه.. اشياء احرم نفسي منها كلما اتذكر ما النتيجة.. ملابسيتتسخ ولا ُأغيرها الا اذا فضت امي أتت.. وإذا انشغلت تركتني ابكي وأصيح لا احد يسمعنيإلا ربي...فاشتد علي المرض لدرجه انه كتب لي تحويللاستخدم العلاج في الرياض..
تعرفوا ماحصل لأمل؟
خرج الدم من تحت اظافري واصفر وجهيوكان الدكتور يكرر كلمة واحدة :((ادعوا لها )).
حينها الكل ينظر لي بالشفقة وان امل سوف تموت ..
امي زاد اهتمامها بي.قام وسألني..
كانت حالتي يرثى لها ,لدرجة أن واحد من إخواني كان له فترة وهو يحاول ان يدخلني (الشات)واصلح له الامور (أسلك له) - زي ما يقول - وجاء عندي وهو يلح علي..
وقلت له: (علي) كم يد تشوفهامعي؟
قال : واحدة .
وريته الاورام وشاف الدم وهو يخرج منتحت اظافري.. وقلت له بادخل بس ما أريد ربي يأخذ يدي اليسار لاني اريدها ..أريد أن امسك مصحف.. ربي لا تحرمني منها..
واتركني يكفي.. والله يكفي..
المهم قام من عندي وهو يبكي وراح يصليورجع زي ما كان رجع (علي) يؤم بالناس بالمسجد..
كان في الماضي امام مسجد؛ وفجاة انتكس..اصبح مدمن للشات المهم في نفس اليوم ذهبت مع اخي لانهاء اجراءات السفر من المستشفىواخذ مني التحليل..
وبعد ساعةخرجالدكتور يكبر ويقول : لا مستحيل
نعيد التحليل وعدتها اكثر من مرة وفيالاخير قال: والله ولا اثر للسرطان ,مستحيل تمكن من الجسم ماعدا الدماغ والآنلايوجد شيء ..
اخي جثى على ركبته..يبكي ويحمد الله ويسجد ويبكي.. تمنيت حينهاان اسجد, ولكن لا استطيع بكيتُ بكاءا ً شديدا ً.
وقلت لأخي ارجوك نتأكد من أيمستشفى خاص.. ورجعنا للبيت واخبرنا الاهل وذهبنا للمستشفى الخاص واكد لنا ذلك كم فرحتوالله لان السرطان نار تمشي في جسم الإنسان..

كم فرحت بأن الله رحمني رحمة ً من عنده.. ولكن اناالآن معاقة ماعدا (يد واحدة ولسان ) ولكن أريد ان أوصل للكل شيء واحد..الا وهو انت في نعمةعظيمة..
يكفي انك تقضي حاجتكبنفسك وامل لا تستطيع!!
يكفي انك تاكل ما تريدوأمل لاتستطيع ان تأكل أي شيء احيانا ً .. امي تنسى ان تغطيني.. ابرد,اريد شيء يدفيني ..امامي بطانيتي ولكن لا استطيع ان آخذها وأنام وأنا فيقمة البرد أحياناً!! ..
اريد ان اشرب.. والماء أمامي ولكن لا استطيع وأنام وأنا في قمة العطش!!
احيانا ارى سجادتي فابكيواشتاق ان اضع جبهتي على الارض ولكن لا استطيع!!
ارمي بنفسي على الارضحتى الصق جبهتي في الارض ولكن تتعسر حركتي الى اليوم الثاني وترفعني امي احيانا..اسمع نداء امي اريد ان ألبيه ولكن لا استطيع!!
احيانا اريد ,ولكن لااستطيع
انتم تعرفون لماذا انا كتبت ؟
لا أقوللكم أني يئست.. لا وربي.. ولكن انا في نعمة عظيمة انعمها علي ألا وهي ان الله يحبنيأليس رسوله القائل (( إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه ))..
ولكن كتبت لأقولللعاصي قف.. وإن لم تقف تذكر حال (امل)!!
والله حينها ستقف..
تخيل انك مثلي لاتستطيع ان تقضي حاجتك بنفسك..
انك تحت رحمة البشر اذا تذكروك اطعموك واذا نسوكتركوك..
أرجوكم لا تعصوا الله ؛ فان اللهرحيم ..
لا احد يحبك ولا يريد لك الخير الاالله الكل يريدك لنفسه ,إلا الله يريدك لنفسك انت!!
أرجوكم لا تعصون ربي..لا تعصونه فهورحيم يحب عباده..
ارجوكم ...
يارب يارب يارب.. اسالك في هذهاللحظات ان تقبل من تاب وتعفي عمّن أزل ,فمن لهم سواك يارب..
أرجوك
ربنا.. نحن نريدك ,ونريد حبك, ونريد أنسك,ونريد قربك فأقبلنا ياربنا ولا تردنا خائبين..
فاحمد اللهعلى النعمة التي عندك .. احمد الله


...أختكم الأمل المدفون...

انتظرونا مع البقية ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 02-23-2011, 11:53 AM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

فتاة يخرج من أنفها المسك عند تغسيلها
تقول أم أحمد الدعيجي في مقابلة لها مع مجلة اليمامة … توفيت فتاة في العشرين من عمرها بحادث سيارة
وقبل وفاتها بقليل يسألها أهلها كيف حالك يا فلانه فتقول بخير ولله الحمد !! ولكنها بعد قليل توفيت رحمها الله
جاءوا بها إلى المغسلة وحين وضعناها على خشبة المغسلة وبدأنا بتغسيلها … فإذا بنا ننظر إلى وجه مشرق مبتسم وكأنها نائمة على سريرها … وليس فيها جروح أو كسور ولا نزيف .
والعجيب كما تقول أم أحمد أنهم عندما أرادوا رفعها لإكمال التغسيل خرج من أنفها مادة بيضاء ملأت الغرفة ( المغسلة ) بريح المسك !!! سبحان الله !!! إنها فعلاً رائحة مسك … فكبرنا وذكرنا الله تعالى … حتى إن ابنتي وهي صديقة للمتوفاة أخذت تبكي
ثم سألت خالة الفتاة عن ابنة أختها وكيف كانت حياتها ؟! فقالت : لم تكن تترك فرضاً منذ سن التمييز … ولم تكن تشاهد الأفلام والمسلسلات والتلفاز ، ولا تسمع الأغاني
ومنذ بلغت الثالثة عشرة من عمرها وهي تصوم الاثنين والخميس وكانت تنوي التطوع للعمل في تغسيل الموتى
ولكنها غُسلت قبل أن تُغسل غيرها … والمعلمات والزميلات يذكرن تقواها وحسن خُلقها وتعاملها وأثرت في معلماتها وزميلاتها في حياتها وبعد موتها
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 02-23-2011, 11:59 AM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

عندما تسلل رجلان إلى غرفتي

في الغرفة الظلماء كنتُ نائمة ً لوحدي .. ظلام دامس صعقت النفس منه عندما صحوت من غفوتي .. الباب مغلق محكم الإغلاق .. أين ذهبوا أهلي عني .. تركوني لوحدي وخرجوا دون أن يستشيروني إن كنت راضية أم رافضة .. وفجأة وبكل هدوء تسلل رجلان إلى غرفتي المظلمة .. لست أعرف كيف سأصل إلى مفتاح النور كي أنير الغرفة .. وإذا بالرجلان يقتربان مني بكل سكينة .. وأنا أرتعش من الخوف .. هنا في غرفتي ولوحدي ... أهلي خرجوا وبقيت فريدة لا مؤنس في وحشتي .. وبعد ذلك يأتي هؤلاء الرجلان ليقتحموا علي خلوتي .. وإذا برجل آخر يدخل بعدهم بقليل .. ولكني رأيت ملامحه .. إنه في أسوء صورة خلقها الله - عز وجل شأنه - .. لم أر في حياتي قط أبشع من هذا الشخص .. ولا أبشع من ملامح جسده المشوه .. إنه مشوه إلى أبعد الحدود .. أتى وجلس أمامي ولم يؤذيني أبدا ... ولكن منظره المؤذي هو الذي يرعبني ... جلس أمامي ولم ينبس ببنت شفة .. وإنما أخذ في التحديق بي .. وكأنه يريد معرفة شي معين .. وإذا بالرجلان اللذان دخلا قبله يهمان بسؤالي : من إلهك ؟؟ من نبيك ؟؟ ما دينك ؟؟ وإذا بنافذة باردة منعشة الهواء تفتح عن يميني .. وأخرى شديدة الحر تلفح جسدي تفتح عن يساري .. فإلى أين النافذين سيلقي بي عملي .. ؟؟؟ فهل أعددنا الأجوبة لهذه الأسئلة ؟؟؟؟
وهل جهزنا المطايا للرحلة الطويلة التي تبدأ بانتهاء العمر ؟؟؟؟
وإذا بي أتعرف على الرجل المشوه .. فإنما هو عملي السيئ وذنوبي التي اقترفتها على سطح هذه الأرض .. فأتت إلي في بطنها تذكرني بغفلتي .. فمالي في تلك اللحظة غير الله ينجيني .. أسألك اللهم يا مجيب الدعاء .. أن تنجينا وتثبت أقدامنا عند السؤال يا رب العالمين ..

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 02-23-2011, 12:00 PM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

شريط عن تربية الأبناء.. قصة مؤثرة للغاية

في الجهل ... أو زمن الغفلة ... سمّه ما شئت عشتُ في سباتٍ عميق ... ونوم متصل ليلٌ لا فجر له .... وظلام لا إشراق فيه الواجبات لا تعني شيئاً .... والأوامر والنواهي ليست في حياتي.. الحياةُ متعةٌ ... ولذة الحياة هي كل شيء .. غردتُ لها .. وشدوتُ لها الضحكة تسبقني .. والأغنية على لساني ..انطلاق بلا حدود ..
وحياة بلا قيود عشرون سنة مرت .. كل ما أريده بين يدي وعند العشرين .. أصبحتُ وردة تستحق القطاف من هو الفارس القادم ؟... مواصفات ... وشروط أقبَل ...تلفه سحابةُ دخان .. ويسابقه... صوت الموسيقى من نفس المجتمع ... ومن النائمين مثلي, من توسد الذنب ... وألتحف المعصية .. الطيور على أشكالها تقع ... طار بي في سماء سوداء ... معاصي ... ذنوب ..غردنا... شدونا ... أخذنا الحياة طولاً وعرضاً .. لا نعرف لطولها نهاية .. ولا لعرضها حداً .. اهتماماتنا واحدة .. وطبائعنا مشتركة ... نبحث عن الأغنية الجديدة ونتجادل في مشاهدة المباريات هكذا .. عشر سنوات مضت منذ زواجي كهبات النسيم تلفح وجهي المتعب .. سعادةٌ زائفة في هذا العام يكتمل من عمري ثلاثون خريفاً.. كلها مضت .. وأنا أسير في نفق مظلم كضوء الشمس عندما يغزو ظلام الليل ويبدده كمطر الصيف .. صوت رعد .. وأضواء برق .. يتبعه... انهمار المطر كان الحلُم يرسم القطرات .. والفرح .. قوس قزح * شريط قُدّم لي من أعز قريباتي وعند الإهداء قالت ... إنه عن تربية الأبناء..
تذكرتُ أنني قد تحدثت معها عن تربية الأبناء منذ شهور مضت ... وربما أنها اهتمت بالأمر شريط الأبناء .. سمعتُه .. رغم أنه اليتيم بين الأشرطة الأخرى التي لدي ... سمعتُه مرةً.. وثانية لم أُعجَب به فحسب ... بل من شدة حرصي سجلت نقاطاً منه على ورقة ... لا أعرف ماذا حدث لي ... إعصار قوي ... زحزح جذور الغفلة من مكانها وأيقظ النائم من سباته ... لم أتوقع هذا القبول من نفسي ... بل وهذا التغير السريع ... لم يكن لي أن أستبدل شريط الغناء بشريط كهذا .. طلبتُ أشرطةً أخرى ... بدأتُ أصحو .. وأستيقظ .. أُفسر كلّ أمر ... إلا الهداية.... من الله ... وكفى ..هذه صحوتي ... وتلك كبوتي .. هذه انتباهتي ... وتلك غفوتي ولكن ما يؤلمني .. أن بينهن ... ثلاثين عاماً من عمري مضت .. وأنَّى لي بعمر كهذا للطاعة ؟
دقات قلبي تغيرت ... ونبضات حياتي اختلفت... أصبحتُ في يقظة ... ومن أَوْلى مني بذلك .. كل ما في حياتي من بقايا السبات أزحتُه عن طريقي .. كل ما يحتويه منزلي قذفتُ به ... كل ما علق بقلبي أزلتُه *أنتِ مندفعة .. ولا تقدرين الأمور !! من أدخل برأسك أن هذا حرام ... وهذا حرام .. بعد عشر سنوات تقولين هذا..؟ متى نزل التحريم ...؟ قلتُ له .. هذا أمر الله وحُكمه... نحن يا زوجي في نفق مظلم .. ونسير في منحدر خطير ... من اليوم .. بل من الآن يجب أن تحافظ على الصلاة ... نطق الشيطان على لسانه .... هكذا مرة واحدة ؟
قلت له بحزم : نعم .. ولكنه سباته عميق ... وغفلته طويلة لم يتغير ... حاولت ... جاهدت .. شرحت له الأمر.... دعَوتُ له... ربما ... لعل وعسى ... خوفتُه بالله .. والنار .. الحساب والعقاب... بحفرة مظلمة ... وأهوال مقبلة... ولكن له قلبٌ كالصخر ... لا يلين!! في وسط حزنٍ يلُفني .. وخوف من الأيام لا يفارقني .. عينٌ على أبنائي ... وعين تلمح السراب ... مع زوج لا يصلي وهناك بين آيات القرآن ... نار تؤرقني .. {ما سلككم في سقر* قالوا لم نكُ من المصلين} حدثته مرات ومرات ... وأريتُه فتوى العلماء... قديماً وحديثاً من لا يصلي يجب أن تفارقه زوجته لأنه كافر ... ولن أقيم مع كافر ... التفتَ بكل برود وسخرية وهو يلامس جرحاً ينزف .. وأبناؤكِ .... ألستِ تحبينهم ...؟ قلت .... {فالله خيرٌ حافظاً وهو أرحم الراحمين} * كحبات سبحة ... انفرط عقدها .. بدأت المصائب تتعاقب ... السخرية .. والإهانة ... التهديد ... والوعيد لن ترينهم أبداً....أبداً..
أمور كثيرة ... بدأتُ أعاني منها ... وأكْبَرُ منها ... أنه لا يصلي!! وماذا يُرجَى من شخص لا يصلي؟ عشتُ في دوامة لا نهاية لها ... تقض مضجعي ... وفي قلق يسرق لذة نومي ... هاتفتُ بعض العلماء ... ليست المشكلة بذاتي ... بل بفؤادي ... أبنائي ... وعندما علمتُ خطورة الأمر ... وجوب طاعة الله ورسوله ... اخترتُ الدار الآخرة ... وجنةً عرضها السماوات والأرض على دنيا زائفة وحياة فانية... وطلبتُ الطلاق ... كلمةٌ مريرة على كل امرأة ... تصيب مقتلاً ... وترمي بسهم ... ولكن انشرح لها قلبي ... وبرأ بها جرحي... وهدأت معها نفسي ... طاعةً لله وقربةً ... أمسح بها ذنوب سنوات مضت ... وأغسل بها أدراناً سلفت..
ابتُليتُ في نفسي ... وفي أبنائي .. أحاول أن أنساهم لبعض الوقت ولكن ... تذكرني دمعتي بهم قال لي أحد أقربائي : إذا لم يأت بهم قريباً ... فالولاية شرعاً لكِ ... لأنه لا ولاية لكافر على مسلم ... وهو كافر .... وأبناؤك مسلمون .... تسليت بقصة يوسف وقلت .... ودمعة لا تفارق عيني ... ومن لي بصبر أبيه ...
في صباحٍ بدد الحزن ضوءَه ...طال ليلُه ...ونزف جرحه .. لا بد أن أزور ابنتي في مدرستها لم أعد أحتمل فراقها ...جذوة في قلبي تحرقه ... لا بد أن أراها ... خشيت أن يذهب عقلي من شدة لهفي عليها ... عاهدت نفسي أن لا أُظهر عواطفي ... ولا أُبيّن مشاعري ... بل سأكون صامدة ... ولكن أين الصمود ... وأنا أحمل الحلوى في حقيبتي!! جاوزتُ باب المدرسة متجهة إلى الداخل ... لم يهدأ قلبي من الخفقان .. ولم تستقر عيني في مكان .... يمنة ويسرة أبحث عن ابنتي ... وعندما أهويتُ على كرسي بجوار المديرة ... استعدت قوتي ... مسحت عرقاً يسيل على وجنتي ... ارتعاشٌ بأطراف أصابعي لا يُقاوَم... أخفيتُه خلف حقيبتي ... أنفاسي تعلو وتنخفض ... لساني التصق بفمي ... وشعرت بعطش شديد ... في جو أترقب فيه رؤية من أحب ... تحدثتْ المديرة ... بسعة صدر ... وراحة بال .... أثنت على ابنتي ... وحفظها للقرآن ... طال الحديث ... وأنا مستمعة!! وقفتُ في وجه المديرة ... وهي تتحدث .. أريد أن أرى ابنتي ... فأنا مكلومة الفؤاد مجروحة القلب .... فُتح الباب ... وأقبلَت ... كإطلالة قمر يتعثر في سُحب السماء ... غُشي على عيني ... وأرسلتُ دمعي ... ظهر ضعفي أمام المديرة ... حتى ارتفع صوتي . ولكني سمعت صوتاً حبيباً ... كل ليلةٍ يؤانسني ... وفي كل شدة يثبتني ... اصبري .. لا تجزعي .. هذا ابتلاء من الله ليرى صدق توبتك ... لن يضيعكِ الله أبداً... من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ... أُخيتي ... الفتنة هي الفتنة في الدين .. كففتُ دمعي ... واريتُ جرحي ... بثثت حزني إلى الله ... خرجتُ ... وأنا ألوم نفسي ... لماذا أتيت ...؟! والأيام تمر بطيئة ... والساعات بالحزن مليئة أتحسس أخبارهم ... أسأل عن أحوالهم ؟! ستة أشهر مضت ... قاسيتُ فيها ألم الفراق وذقت حلاوة الصبر .. الباب.. يُطرَق .... ومن يطرق الباب في عصر هذا اليوم .. إنهم فلذات كبدي لقد أتى بهم .. تزوج وأراد الخلاص مرت ليلتان ... عيني لم تشبع من رؤيتهم ... أذني لم تسمع أعذب من أصواتهم ... تتابعت قبلاتي لهم تتابعَ حبات المطر تلامس أرض الروض علمت أن الله استجاب دعوتي ... وردّهم إليّ ولكن بقي أمر أكبر ... إنه تربيتهم عُدت أتذكر يوم صحوتي ... وأبحث عن ذاك الشريط حمدت الله على التوبة ... تجاوزت النفق المظلم ... صبرت على الابتلاء وأسأل الله الثبات الثبات ...







انتظرونا مع باقى القصص
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 02-24-2011, 11:25 AM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقرءوا هذه القصة ,فهي مؤثرة جدا ً

يقول الشيخ حفظه الله:
أراني أحدهم صورة فلما نظرت إليها فإذا بها صورة لامرأة متبرجة.. بيضاء جميلة.. كاسية عارية.. فقلت له: اتق الله ولماذا تريني هذه؟! أما خفت من الله يا عبد الله؟!
فقال لي: أريكها لأخبرك أن هذه التي ترى هي هذه!!
فنظرت إلى الصورة الأخرى فإذا بامرأة قد اسود وجهها.. والظلمة قد ظهرت على ملامحها.. وهي ميتة مقتولة بيد زوجها.. وكان آخر عملها من الدنيا كأس الخمر بيد والسيجارة بيد.. وعلمت بعد ذلك أنها إحدى المغنيات المشهورات أعاذنا الله وإياكم أجمعين..

شتان بينها.. وبين تلك الفتاة (جارتي).. نعم إنها جارتي.. في حيي الذي أعيش فيه.. أبوها نحسبه من الصالحين.. لا يترك صلاة في المسجد البتة.. ابنته في الرابعة والعشرين من عمرها.. فرحت بوظيفتها معلمة وإن كان المكان بعيد عن بيتها.. كانت تذهب هي ومن معها إلى عملهم في عربة يستقلونها بالأجرة.. يذهبون سويا ويرجعون سويا.
وقبل شهر رمضان لعام 1424هـ فاجأت أهلها بكلام كانت تقوله.. قالت لهم قبل شهر رمضان: (إذا أنا مت فلا تحزنوا عليّ فإني أحتسب خرجتي هذه للعمل على الله فأنا ُأعلم العلم )..
وكانت تخرج متحجبة متسترة من رأسها إلى أخمص قدميها..
الشيخ: أنا أعرفها.. أنا أرى حجابها رحمها الله..

وقبل موتها.. طلبت من أبيها أن يأخذها لصلاة الجمعة معه فأخذها وكان ذلك في منتصف شهر رمضان..
وبعد الجمعة بيومين .. في يوم الاثنين الخامس عشر من شهر رمضان لعام 1424هـ تخرج من بيتها صائمة وكان من آخر أعمالها أنها أيقظت إحدى صديقاتها لصلاة الفجر وكانت تتلو القرآن في العربة التي كانت تستقلها وهي ذاهبة إلى عملها بصوت منخفض وماتت والقرآن بيدها!.. حصل الحادث المروع وماتت وخرجت من الدنيا على هذه الحال الطيبة..
ماتت في يوم الاثنين من رمضان.. وقد ولدت في يوم الاثنين من رمضان!..
ماتت وقد صلت الفجر.. ولم تنم بعد صلاة الفجر بل تتلو القرآن إلى وقت الدوام..
ماتت وقد دعت إلى الله في ذلك اليوم بأن أيقظت صديقتها إلى الصلاة..
ماتت والقرآن في يدها..
ماتت وهم يخرجونها من العربة .. ويقول الذين أخرجوها: واللـــــــــــه أننا أخرجناها من العربة ووضعناها في الإسعاف ولم يظهر من جسدها قدر أنملة!!.. فقد كانت مع تحجبها تلبس السراويل الطويلة تحت لبسها تقول: (لو قدر الله لي الموت لا يراني أحد، لو قدر الله لي الموت لا يراني أحد) ..
بكى الشيخ حفظه الله وهو يقول:

ماتت كما تتمنى.. كاد أبوها أن يجنّ عليها..لما رآني وقد دخلت أعزيه احتضنني وأمام الناس بكى وأجهش بالبكاء ورفع صوته وقال: (أبر أولادي بي هذه يا محمد)..
هنيئا لها على القرآن والبر والدعوة والصيام ورمضان.. تموت رحمها الله..
تزود قريباً من فعالك إنما *** قرين الفتى في القبر ما كان يفعلُ
وإن كنت مشغولاً بشيء فلاتكن ** بغيرالذي يرضى به الله تشغلُ
فلن يصحب الإنسان من بعد موته ** إلى قبره إلا الذي كان يعملُ
ألا إنما الإنسان ضيفٌ لأهله *** يقيم قليلاً عندهم ثم يرحلُ









رد مع اقتباس
  #46  
قديم 02-24-2011, 11:28 AM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

خاتمة متبرجة .. نسأل الله العافية
قال لي صاحبي :
كنت في مصر أثناء أزمة الكويت، وقد تعودت دفن الموتى منذ أن كنت في الكويت قبل الأزمة، وعرفت بين الناس بذلك، فاتصلت بي إحدى العوائل طالبة مني دفن أمهم التي توفيت، فذهبت إلى المقبرة، وانتظرت عند مكان غسل الموتى، وإذا بي أرى أربع نساء محجبات يخرجن مسرعات من مكان الغسل، ولم أسأل عن سبب خروجهن وسرعتهن بالخروج لأن ذلك أمر لا يعنيني، وبعد ذلك بفترة وجيزة خرجت المرأة التي تغسل الأموات وطلبت مني مساعدتها بغسل الميتة فقلت لها أن هذا الأمر لا يجوز، فلا يحل لرجل أن يطلع على عورة المرأة، فعللت لي طلبها بسبب ضخامة جثة الميتة، ثم دخلت المرأة وغسلتها ثم كفنتها ثم نادتنا لحمل الجثة، فدخلنا نحو أحد عشر رجلا وحملنا الجثة لثقلها، ولما وصلنا إلى فتحة القبر وكعادة أهل مصر فإن قبورهم مثل الغرف ينزلون من الفتحة العلوية بسلم إلى قاع الغرفة، حيث يضعون موتاهم دون دفن أو إهالة للتراب، فتحنا الباب العلوي وأنزلنا الجثة من على أكتافنا، وإذا بها تنزلق وتسقط منا داخل الغرفة دون أن نتمكن من إدراكها، حتى أنني سمعت قعقعة عظامها وهي تتكسر أثناء سقوطها، فنظرت من الفتحة وإذا بالكفن ينفتح قليلا فيظهر شيء من العورة، فقفزت مسرعا إلى الجثة وغطيتها ثم سحبتها بصعوبة بالغة إلى اتجاه القبلة، ثم فتحت شيئا من الكفن تجاه وجه الجثة وإذا بي أرى منظرا عجيبا رأيت عينيها قد حجظت، ووجهها قد اسود، فرعبت لهول المنظر، وخرجت مسرعا للأعلى، لا ألوي على شيء، بعد وصولي إلى شقتي اتصلت بي إحدى بنات المتوفاة واستحلفتني أن أخبرها بما جرى لوالدتها أثناء إدخالها القبر فأردت التهرب من الإجابة، ولكنها كانت تصر عليّ لإخبارها، حتى أخبرتها..
فإذا بها تقول لي : يا شيخ عندما رأيتنا نخرج من مكان الغسل مسرعات فإن ذلك كان بسبب ما رأيناه من اسوداد وجه والدتنا، يا شيخ إن سبب ذلك أن والدتنا لم تصل لله ركعة، وأنها ماتت وهي متبرجة.
هذه قصة واقعية تؤكد أن الله سبحانه وتعالى يشاء أحيانا ً أن يري بعض عباده بعض آثار الخاتمة السيئة على بعض عباده العصاة ليكون ذلك عبرة للأحياء منهم، إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب ؟؟
رد مع اقتباس
  #47  
قديم 02-24-2011, 11:31 AM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وفاة أخي الأكبر.. سبب توبتي


تقول صاحبة القصة ترددت كثيرا قبل أن أرسل لكم قصتي ولكنى أردت أن أقول لكل إنسان سوف يقرئها أن لقرب الإنسان من ربه مقياس للحرارة به يعرف مقدار قربه وبعده من ربه وقصتي تبدأ عندما كنت صغيرة وكان والدى يسمعني قصار السور للشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله ..
كنت عندما اسمع صوته أبكي ولا اعلم لماذا ؟!!..
حتى أنني حفظت قصار السور من صوته وعندما كنت أقرأ القرآن كنت أقرا بنفس طريقته ومرت الأيام عليّ على هذا النحو إلى أن بلغ عمري حوالي الرابعة عشرة وبدأت في الابتعاد عن ربى خطوة بعد خطوة ... إلى أن أتى اليوم الذي أراد به الله أن يذكرني أن للكون رب قادر على كل شيء .. قادر على أن يحيى ويميت..
فلقد كنت في الصف الثالث الثانوي ومع بداية العام الدراسي وصل إلينا خبر وفاة أخي الأكبر منى سنا ًحيث كنتُ أنا وأبى وأمي في بلد آخر..
ولقد نزل هذا الخبر عليّ كالصاعقة .. ولكنى لم أبكى كثيراً فلقد كان قلبي قد تحجر.. فقد كنت حينها لا اسمع القرآن ولا أصلى وكنت بعيدة كل البعد عن رب السماوات و الأرض..
وعندما نزلنا إلى ارض الوطن كان أخي قد ذهب إلى دار الحق وكان هذا أول يوم لي انزل إلى مصر وأنا ارتدى حجابي فلقد كنت عندما انزل إلى مصر كان أول شيء اتركه هو حجابي..

وذهبنا إلى المقبرة لزيارته, وحينها فقط بكيت وتذكرت كل شيء. وعلمت يومها أن جميعنا سوف يكون مصيرنا نفس المصير.. وفكرت حينها ماذا سوف افعل لو كنت مكانه.. ماذا لو مشيت على الصراط.. علمتُ فى هذا اليوم ولأول مرة معنى الصراط .. ومن يومها قررتُ لبس الحجاب والالتزام به وكان الذي يعينني على ذلك هو أخي والحمد لله..
ألتزمت به وتعرفت بعد دخولي الكلية على صحبة مباركة أخذوني من الضياع إلى تحديد الهدف فلقد تعلمت معهم معنى الحب في الله, ومعنى الإخلاص في العمل, ومعنى البكاء من خشية الله عز وجل ..
وكان الذي يعينني على ذلك هو أخي بعد الله سبحانه..
أتمنى من الذي بفضله هداني إلى الطريق السديد أن يهدى الجميع قبل أن يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه الندم.


انتظرونا قريبا ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 02-24-2011, 11:54 AM
قرة العين قرة العين غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكم الله خير الجزاء ونفع الله بكم
وهدانا واياكم الى ما يحب ويرضى
امين يارب العالمين
رد مع اقتباس
  #49  
قديم 02-26-2011, 10:24 AM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قرة العين مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خير الجزاء ونفع الله بكم
وهدانا واياكم الى ما يحب ويرضى
امين يارب العالمين
امين يا رب
شكر الله لكم
رد مع اقتباس
  #50  
قديم 02-26-2011, 10:35 AM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

عدنا بحول الله وقدرته

لقد غيّر ذلك المشهد حياتي..قصة مؤثرة


تقول هذه التائبة:
(لا أدري بأي كلمات سوف أكتب قصتي.. أم بأي عبارات الذكرى الماضية التي أتمنى أنها لم تكن؛ سوف أسجلها..)
فقد كان إقبالي على سماع الغناء كبيراً حتى أني لا أنام ولا أستيقظ إلا على أصوات الغناء.. أما المسلسلات والأفلام فلا تسأل عنها في أيام العطل.. لا أفرغ من مشاهدتها إلا عند الفجر في ساعات يتنزل فيها الرب -سبحانه- إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟.. هل من سائل فأعطيه سؤاله؟.. وأنا ساهرة على أفلام الضياع..
أما زينتي وهيئتي فكهيئة الغافلات أمثالي في هذه السن: قصة غريبة، ملابس ضيقة وقصيرة، أظافر طويلة، تهاون بالحجاب.. الخ.
في الصف الثاني ثانوي دخلتْ علينا معلمة الكيمياء، وكانت معلمة فاضلة صالحة.. شدني إليها حسن خلقها، وإكثارها من ذكر الفوائد، وربطها مادة الكيمياء بالدين، حملتني أقدامي إليها مرة، لا أدري ما الذي ساقني إليها لكنها كانت البداية.
جلستُ إليها مرة ومرتين، فلما رأتْ مني تقبلاً واستجابةً نصحتْني بالابتعاد عن سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات.
قلتُ لها: لا أستطيع.
قالت: من أجلي..
قلتُ: حسناً من أجلك.. وصمتُ قليلاً ثم قلتُ لها: لا.. ليس من أجلك بل لله إن شاء الله..
وكانت قد علمتْ مني حب التحدي. فقالتْ: ليكن تحدٍ بينك وبين الشيطان، فلننظر لمن ستكون الغلبة، فكانت آخر حلقة في ذلك اليوم، فلا تسأل عن حالي بعد ذلك وأنا أسمع من بعيد أصوات الممثلين في المسلسلات.. أأتقدم وأشاهد المسلسل.. إذن سيغلبني الشيطان.. ومن تلك اللحظة تركتُ سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات ولكني - بعد شهر تقريبا- عدتُ إلى سماع الغناء خاصة، واستطاع الشيطان - على الرغم من ضعف كيده كما أخبرنا الله- إن يغلبني لضعف إيماني بالله.
وفي السنة الثالثة - وهي الأخيرة- دخلتْ علينا معلمة أخرى، كنت لا أطيق حصتها وعباراتها الفصيحة ونصائحها.. إنها معلمة اللغة العربية، وفي أول امتحان لمادة النحو، فوجئتُ بالحصول على درجة ضعيفة جداً، وقد كتبتْ المعلمة في ذيل الورقة بخطها عبارات عن إخلاص النية في طلب العلم، وضرورة مضاعفة الجهد، فضاقتْ بي الأرضُ بما رحبت؛ فما اعتدتُّ الحصول على مثل هذه الدرجة ولكن.. عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم...
ذهبتُ أحث الخطى إليها، فبأي حق توجه إليّ هذه العبارات، فأخذتْ تحدثني عن إخلاص النية في طلب العلم، و...، وفي اليوم التالي أخبرتني إحدى الأخوات أن المعلمة تريدني، فلم ألق لذلك بالاً، ولكن شاء الله أن أقابلها عند خروجها وهي تحمل في يدها مصحفاً صغيراً.. صافحتني، ووضعتْ المصحفَ في يدي، وقبضتْ على يدي، وقالت: لا أقول لك هدية بل هي أمانة، فإن استطعتِ حملها وإلا فأعيديها إلىّ..
فوقع في نفسي حديثها، ولكني لم أستشعر نقل تلك الأمانة إلا بعد أن قابلت إحدى الأخوات الصالحات فسألتني: ماذا تريد منك؟ فقلتُ: إنها أعطتني هذا المصحف وقالت لي: أمانة.. فتغير وجه هذه الأخت الصالحة، وقالت لي: أتعلمين ما معنى أمانة؟!.. أتعلمين ما مسؤولية هذا الكتاب؟! أتعلمين كلامَ مَن هذا، وأوامر مَن هذه؟!.. عندها استشعرتُ ثقل هذه الأمانة.. فكان القرآن الكريم أعظم هدية أهديت إلىّ.. فانهمكتُ في قراءته، وهجرتُ - وبكل قوة وإصرار- الغناء والمسلسلات، إلا أن هيئتي لم تتغير.. قصة غريبة، وملابس ضيقة.. أما تلك المعلمة فقد تغيرت مكانتها في نفسي، وأصبحت أُكِنُّ لها كل حب وتقدير واحترام.. هذا مع حرصها على الفوائد في حصتها، وربط الدرس بالتحذير مما يريده منا الغرب من التحلل والإباحية ونبذ كتاب الله جانباً .. وفي كل أسبوع كانت تكتب لنا في إحدى زوايا السبورة آية من كتاب الله، وتطلب منا تطبيق ما في هذه الآية من الأحكام.. وهكذا ظلتْ توالي من نصائحها إضافة إلى نصائح بعض الأخوات حتى تركتُ قَصةَ الشعر الغربية عن اقتناع، وأنها لا تليق بالفتاة المسلمة المؤمنة، وأنها ليست من صفات أمهات المؤمنين.. فتحسن حالي -ولله الحمد- والتزمتُ بالحجاب الكامل من تغطية الكفين والقدمين بعدما كنتُ أنا وإحدى الصديقات نحتقر لبس الجوارب حتى إننا كنا نلبسه فوق الحذاء (!!) استهزاءً، ونضحك من ذلك المنظر.
أنهيتُ الثانوية العامة، والتحقتُ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وفي يوم من الأيام ذهبتُ مع إحدى الأخوات إلى مغسلة الأموات، فإذا بالمغسلة تغسَّل شابة تقارب الثالثة والعشرين من عمرها -وكانت في المستوى الثالث في الجامعة-.. ولا أستطيع وصف ما رأيت.. تُقلب يميناً وشمالاً لتُغسّل وتكُفّن، وهي باردة كالثلج.. أمها حولها وأختها وأقاربها..
أتراها تقوم وتنظر إليهم آخر نظرة، وتعانقهم وتودعهم؟!.. أم تراها توصيهم آخر وصية.. كلا لا حراك.
وإذ بأمها تقبّلها على خديها وجبينها - وهي تبكي بصمت- وتقول: اللهم ارحمها.. اللهم وسعّ مدخلها.. اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة.. وتقول لها: قد سامحتك با ابنتي.. ثم يسدل الستار على وجهها بالكفن..
ما أصعبه من منظر.. وما أبلغها من موعظة.. لحظات وستوضع في اللحد، ويهال عليها التراب، وتسأل عن كل ثانية من حياتها.. فوالله مهما كتبتُ من عبارات ما استطعتُ أن أحيط بذلك المشهد..
لقد غيّر ذلك المشهد أموراً كثيراً بداخلي، وزهدني بهذه الدنيا الفانية.. وإني لأتوجه إلى كل معلمة، بل إلى كل داعية أيّاً كان مركزها، أن لا تتهاون في إسداء النصح وتقديم الكلمة الطيبة حتى وإن أقفلت في وجهها جميع الأبواب.. حسبها أن باب الله مفتوح.
كما أتوجه إلى كل أخت غافلة عن ذكر الله.. منغمسة في ملذات الدنيا وشهواتها.. أن عُودي إلى الله -أُخيّة- فوالله إن السعادة كل السعادة في طاعة الله..
وإلى كل من رأت في قلبها قسوة، أو ما استطاعت ترك ذنبٍ ما.. أن تذهب إلى مغسلة الأموات؛ وتراهم وهم يغسلون ويكفنون.. والله إنها من أعظم العظات (وكفى بالموت واعظاً).
أسأل الله لي ولكن حسن الخاتمة.
أختكم أم عبد الله.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للفتيات, مؤثرة, جدا, سلسة, قصص


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 08:28 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.