قمت بتنفيذ مشروع لخدمة كتاب الله والتسهيل علي حفاظ القرأن فهل فيه شئ مخالف؟

[أبو سيف]

 

السؤال

قد قمت بتنفيذ مشروع لخدمة كتاب الله والتسهيل علي حفاظ القرأن
واريد ان اعرف حكم هذا المشروع
هل فيه شئ مخالف
انتظر الرد في اقرب فرصة

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد...
ففى الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر -رضى الله عنهما- أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال :
" استذكروا القرآن, فإنه أشد تفصيا (أى: تفلتاً) من صدور الرجال من النعم بعقلها (وهى الإبل التى شدت بالعقال لئلا تهرب)
وفى الصحيحين عنه أيضاً أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال:
" إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة, إن عاهد عليها أمسكها, وإن أطلقها ذهبت "
زاد مسلم فى رواية " وإذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره, وإذا لم يقم به نسيه "
فبين النبى -صلى الله عليه وسلم- أن من أعظم الأسباب المعينة على حفظ كلام العزيز الغفار دوام التعاهد بالمراجعة والمعاودة والاستذكار, وكثرة النظر والقراءة بالليل والنهار
-وهذا ما أرشد إليه العلماء لتقوية ملكة الحفظ عند المتعلمين النجباء
فهذا سيد الحفاظ وإمام المحدثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخارى -رحمه الله-
لما قيل له : ما البلاذر ؟ (وهو دواء كانوا يظنون قديماً أنه يقوى الذاكرة وينشط الذهن على الحفظ)
فأجاب -رحمه الله- صارفاً لهم إلى البلاذر حقاً فقال : " هو إدامة النظر فى الكتب " رواه ابن عبد البر فى جامع بيان العلم وفضله بإسناد صحيح
بل نقل الحافظ أبو مسعود أحمد بن الفرات فيما ذكره الخطيب فى (الجامع لآداب الراوى والسامع) الإجماع على أن كثرة النظر فى الكتب هو أفضل شئ لتقوية الحفظ
فقال: " لم نزل نسمع شيوخنا يذكرون أشياء فى الحفظ , فأجمعوا أنه ليس شئ أبلغ فيه من كثرة النظر "
وعليه فهذه طريقة سديدة , وسبيل رشيدة , تُسهل الحفظ على المبتدئين , وتيسر المراجعة على الحفاظ المنتهيين
فجزاك الله خيراً أن أرشدتنا لمثل هذا , والله أسأل أن يجعلنا وإياك ممن يحفظون مبانيه, ويتدبرون معانيه, ويعملون بأحكامه ومواعظه ومراميه
والله الموفق لما يحب ويرضى.