كيف يكون الابتلاء نعمة؟؟..

[التونسي الصابر]

 

السلام عليكم,,
بداية اخوتي لا أدري ان كان اختيار عنوان مقالتي مناسب أم لا , لكن المهم أني والله أكتب ما أكتب من صميم قلبي,,,

الابتلاء , ماذا يمثل لكم معاشر المؤمنين؟؟
هل هو خبر يحزن أم قضاء الله الذي ينبغي أن نصبر عليه..؟
لا اله الا الله..
الحق يقال أننا صرنا نحزن بمجرد سماع هذه الكلمة بل ربما نتظاهر بالصبر في البداية ولكن,,
بمجرد يوم أو ليلة من الابتلاء يشكو المرء حاله لربه ويحزن..
هل ضعف ايماننا أم ماذا ..؟

هل نتمنى العيش بدون ابتلاء ؟؟
كم عشت صحيح يا ابن ادم وقارن ذلك بالايام والليالي القليلة التي تكون فيها مبتلى...
قال تعالى "فأما الانسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمني وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانني"
يا سبحان الله,,,
ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به,,
ربنا انا نفوسنا ضعفت فرضنا بقضائك يا رب,,,

ما الهمني كتابة الموضوع هو ابتلاء ارقني لكنه كان نعمة لي من حيث لا أدري ,,,
نعم ,,كيف ذلك ,,هو كاللآتي..
منذ سنتين ابتليت بمرض عافاكم الله بمرض ضيق التنفس وكنت لا استطيع النوم خلال فصل الشتاء بحكم تزامنه مع الزكام..
كنت مكتئبا جدا وأجتهد في التضرع لله سبحانه ليلا نهارا على أن يشفيني من هذا المرض,,
وكنت أعالج نفسي بجميع الادوية دون جدوى ,,الى بلغ بي المرض ما بلغ وكنت شكاء للناس الا أن مل الناس مني لكثرة ما أشكوه ,,قلت في نفسي,,
سبحان الله ,,ملَّ الناس مني ولم يفيدوني بشيء..
وما ملَّ الله من شكواي له وهو الشافي ,,لا إله إلا أنت يا رب سبحانك اني كنت من الضالمين,,
لن أشكو أمري إلا للذي خلقني وابتلاني ,,

وبدأت صراحة أفكر بطريقة أخرى ,,
"نعم الابتلاء تطهير للعبد من الذنوب ويالها من ذنوب لا تحصى ,,والله بكت عيني,,
نعم الله يحبني , الله ابتلاني بالمرض حتى ألتجؤ إليه حتى أدعوه وأناجيه وأنا الذي طال بعدي وقلة ذكري وكبرت نفسي وتعالت عن خالقها,, نعم هو أذلال لنفسي المتكبرة ,,"


ثم بدأت صراحة أحاسب نفسي على كل ذنب أو خطيئة حتى لا أبتلى بمزيد من الأمراض ومن حيث لا ادري صرت أبتعد عن كثير من العادات السيئة التي كنت أمارساها في السابق,,صحيح العبد لا يزال يخطئ ولكن صار الخوف من الله اقرب..

ثم صرت أتعامل مع المرض بطريقة اخرى ,,كيف,,
عندما تأتيني نوبات ضيق التنفس أقوم فأتوضأ وأقوم الليل ثم أتلو ما شاء الله من القران الى أحيانا الى الصباح ثم أغفو بعد ذلك,,
فصار الأمر ممتعا بالنسبة لي بقدر ما أجده من شدة في إلتقاط أنفاسي حتى وأنا أصلي لكن أستغل ذلك في الدعاء ولا سيما في الثلث الأخير من الليل..

ووالله يا أخوة لم اكتشف الا في هذا الموقف حلم الله علم اليقين والله ,,
يارب ما أعضمك تصبرعلى شكوى عبادك ,,
ولو شكوت حالي لبشر مثلي لمل وما نفعني بشيء ,,

الان فقط علمت لماذا يبتلي الله فقط من اصطفى من عباده,,,
أتدرون أنتم لماذا؟؟؟
أنا أدري وربما منكم من يدري,,,
نعم لتعلم علم اليقين أن الله سبحانه هو له الأسماء الحسنى ولتدعوه بها,,
نعم هو الشافي و الرحمان الرحيم و...كللها تعلمها علم اليقين لا مجرد كلام وترداد لصفات,,,

أرجو أن يكون الموضوع مفيدا وبخاصة أهديه الى كل من ابتلاه الله بشيء,,
وعفاكم الله وشفى مرضى المسلمين وغفر الله لي ولكم,,

انتهى.

[*زهرة الفردوس*]

جزاكم الله خيراً

[التونسي الصابر]

وفيك بارك الله,,,شكرا على المرور..