- لن -..!!

[*زهرة الفردوس*]

 

البيت يسبح في بحرٍ خضمٍّ من الفوضى والقذارة، لا شيء في مكانه، فتات الطعام يغطي ملاءات الفراش، والصحف متناثرة على مقاعد غرفة الاستقبال، سلة الملابس المتسخة ممتلئة عن آخرها، والأواني تكاد تسقط من حوض المطبخ على أرضه لفرط كثرتها.

أتمطَّى كسلاً قبل أن أوقظ زوجي من نومه ليستعدَّ للذهاب إلى عمله، وأستعرض حال بيتي، فأشعر بالتقزُّز والخمول، وأنادي على زوجي بصوت واهن، وأنا أشير إلى بقايا عشاء الأمس على منضدة مجاورة للفراش قائلةً بلا مبالاة: تناول إفطارك قبل أن تخرج!

أسمع صوت الباب وهو يغلقه وراءه، فأشد عليَّ الغطاء وأعاود النوم مشتَّتة الذهن، عاجزةً عن ترتيب أولوياتي، أكسل عن الرغبة في إعطاء بيتي مظهرًا مقبولاً يُرضي الله، ثم زوجي الطيب الصبور، الذي طالما نصح ولفت النظر وأبدى رغبته في معاونتي بصدق في الشئون المنزلية دون جدوى، وكأن قوة أكبر مني تقهرني على ألا أتجاوز في اهتمامي بشئون بيت الزوجية حدّ إعداد الطعام وغسل الملابس، أما ما عدا ذلك فأفعله نادرًا مرغمةً ومتثاقلةً، وأؤديه بضجر وملل!!

داءٌ عضالٌ متمكِّنٌ مني وقد عجزت عن علاجه وسلَّم زوجي أمره لله،
ووطَّن نفسه على أن يفعل ما يستطيع ليزيل ملامح الخجل عن وجهه حين يباغته ضيف بالزيارة.

زاد الأمر على حدِّه؛ فرفع صوته وهدَّدني بأن يشكوني لأبي وأمي؛ فلم أهتزّ، بل قلت لا اكتراث، لن يفعلا شيئًا؛ فأمي لم تجبرني على غسل ملعقة في بيتنا، وأبي كان يعدُّ لي الشاي بنفسه، وأنا أستذكر دروسي أو أشاهد التليفزيون.

كظم غيظه وغادر الحجرة وتركني لنفسي؛ فاسترجعت ردِّي عليه، وتوقفت أمامه أتأمله وكأنني طبيب يحاول الوصول إلى سبب علة مريضه، ووجدتني أنخرط في بكاء حارّ، وأردِّد- بلا وعي-:

سامحك الله يا أمي..
أنت السبب فيما وصلت إليه!!

نعم.. فأمي حنون متفانية، ولأنني وحيدتها على أشقَّاء ذكور دللتني كثيرًا ولم تشركني أبدًا في الأمور المنزلية حتى في فترات الإجازة، فنشأت منقطعةَ الصلة بمهام البيت التقليدية التي تحملتْها أمي كلها، وكم سمعتها تردُّ على صديقاتها أو خالاتي حين يعاتبنها في ذلك قائلةً: ولماذا أحمِّلها الهمّ منذ الآن، غدًا ستتزوج ويكون لها بيت، فلماذا أتعجَّل تعبها؟!

وتزوجْت وصار لي بيت واسع وأثاث طيب وزوج أكثر طيبةً، ولكنَّ شيئًا لم يتغير في نفسي المتعالية على دور الزوجة التقليدي، كمديرة منزل، وربة بيت تهيِّئ عشَّها ليكون جنةً لزوجها، ومرتعًا لصغارها وقبلةً لزائرها.

وعشتُ أيامًا عصيبةً وأنا أحاول أطهِّر نفسي وأعود بها إلى فطرتها، والتزمت الدعاء فأعانني الله، ووجدتني ذات صباح أقفز نشطةً من فراشي، وأدور في بيتي سعيدةً لأعيد له نظامه ونظافته، دونما أدنى شعور بالإرهاق أو الضجر.

في هذا اليوم عاد زوجي من عمله ووقف في الردهة مشدودًا ثم طاف بباقي الحجرات، وبالمطبخ والحمام، وخاطبني بصوت ينطق بالفرحة: سلمت لي يا حبيبتي، ولكنك أرهقت نفسك وأنت حامل.

ابتسمتُ برضا وتراوَدَ داخلي هاتف يسألني:

ماذا ستفعلين إن أنجبت بنتًا؟
أجيب بصوت مسموع وزوجي يتأملني بدهشة: لن أكرر معها مأساتي.. ولن!

منقوووووووول

[منةمحمود]

صدقتي ,.فهذا حال بعض الأمهات اللائي اهتممن بحصول بناتهن على الرفاهية كي يأتوا بأعلى الشهادات الجامعية , وكانت النتيجة تفوق في التعليم والعمل الخارجي و إخفاق في العمل المنزلي . ولكن هناك أيضا أمهات فُضليات اهتممن بتعويد بناتهن على التوازن في الأمور , فنجحن بمقدار طيب خارج بيتهن وأبدعن داخل بيتهن .
وهذا هو الفارق ...!!!!!

[أم حفصة بلال]

صدقتى فهذا حال البعض ولكن هناك ايضا امهات تبذل قصارى جهدهن مع بناتهن ليقمن معها ببعض اعباء المنزل حتى لا تكون بهذه الصورة بعد الزواج ولكن الفتيات يابين ذلك بحجة الكلية والدراسة وماشابه ذلك فاللهم يعافى بنات المسلمين ولا يجعلهن كمثل الائى سبقنهن

[أم مُعاذ]

ماشاء الله موضوع ممتاز
يستحق التميز