إن الله يراني فهل أخشاه
السلام عليكم
ربي تكونوا بخير
السلام عليكم صباحكم خير
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا أردت أن تعرف مدى إيمانك,فراقب نفسك في الخلوات,إن الإيمان لا يظهر, في صلاة ركعتين ، أو صيام نهار,بل يظهر, في مجاهدة النفس و الهوى,من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم تعصاه، وتعرف شدة عقابه ثم لا تطلب السلامة منه,قد يبتعد الإنسان عن المعاصي والذنوب إذا كان يحضره الناس، وعلى مشهد منهم، لكنه إذا خلا بنفسه، وغاب عن أعين الناس، أطلق لنفسه العنان، فاقترف السيئات، وارتكب المنكرات,قال تعالى(وكفى بربك بذنوب عباده خبيراّ بصيراّ)وقال تعالى(وما الله بغافل عما تعملون)أن الله شاهد رقيب على قلوب عباده وأعمالهم، وأنه مع عباده حيث ماكانوا فإن من علم أن الله يراه حيث كان، وأنه مطلع على باطنه وظاهره وسره وعلانيته، واستحضر ذلك في خلواته، أوجب له ذلك ترك المعاصي في السر ,إن إيمان العبد بأن الله يراه ويطلع عليه, وأنه لا يخفى عليه شيء من أمره,من أعظم أسباب ترك المعاصي الظاهرة والباطنة,وإنما يسرف الإنسان على نفسه بالمعاصي والذنوب إذا غفل عن هذا الأمر,فمن قال في قلبه أنه لا تخفى على الله خافية، راقب ربه وحاسب نفسه وتزود لمعاده، واستوى عنده السر والإعلان,ولذلك كان من وصاياه صلى الله عليه وسلم(اتق الله حيثما كنت) أي في السر والعلانية حيث يراك الناس وحيث لا يرونك ، فخشية الله تعالى في الغيب والشهادة من أعظم ما ينجي العبد في الدنيا والآخرة,
أن رجلاً تعلق قلبه بامرأة ، وفى أحد الأيام ذهبت إليه بحاجة لها ، فتبعها,فلما خلا بها, والناس نيام حوله,راودها عن نفسها فقالت له, انظر,أنام الناس جميعاً,ففرح الرجل ، وظن أنها قد أجابته ، فقام ، وطاف حول مضارب الحى ، فإذا الناس نيام ، فرجع إليها وأخبرها,فقالت له ,ما تقول فى الله تعالى, انائم هو فى هذه الساعة, فانتبه الرجل من غفلته ، وأثر كلامها فى قلبه ، فملأه خشية ورهبة من الله تعالى ، وأجابها وهو يرتعد خوفاً من الله ,إن الله لا ينام ، ولا تأخذه سنة ولا نوم,فقالت المرأة, إن الذى لم ينم ولا ينام يرانا ، وإن كان الناس لا يروننا ، فهو أولى أن نخاف منه,فأتعظ الرجل وتركها وندم وتاب ، ثم بكى على فعلته ، ولسان حاله يقول,بكيت على الذنوب لعظم جرمى,وحق لكل من يعصى الله البكاء,ولو كان البكاء يرد همى,لاستعدت بدل الدموع دماء,قال تعالى(ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)أن الله لا يخفى عليه شئ ، وأن السر كالعلانية عنده،وقوله جل وعلا (واعلموا أن الله يعلم مافي أنفسكم فاحذروه)ان الله تعالى عالم بكل ما يعمله خلقه،رقيب عليهم ، ليس بغائب عما يفعلون,فيا مذنب،وكلنا مذنبون ,إن التوبة هى بداية رحلة السعادة ونهاية رحلة الشقاء,فاغسل وجهك بماء عينك ، ولسانك بذكر خالقك ، وقلبك بخشية ربك ، وذنوبك بالتوبة الصادقة,فالله تعالى ينادى,من الذى تاب إلينا فقبلناه,من الذى طلب منا فأعطيناه,من الذى تاب من ذنبه فغفرناه,أنا الذى أغفر الذنوب ، وأستر العيوب ، وأغيث المكروب ، وأرحم الباكى الندوب ، وانا علام الغيوب,إذا كان النظر إلى النساء الجميلات لذة وفرصة لا تعوض عند أصحاب القلوب المريضة فإن الامتثال لأمر الله بغض البصر عن المحرمات يجلب السعادة والسرور إلى قلب العبد المؤمن,ذكر الإمام ابن القيم,عن فوائد غض البصر,أنه يورث القلب سروراً وفرحة وانشراحاً أعظم من اللذة والسرور الحاصل بالنظر ، وذلك لقهره عدوّه بمخالفته ، ومخالفة نفسه وهواه,ولا ريب ان النفس إذا خالفت هواها ، وأعقبها ذلك فرحاً وسروراً ولذة أكمل من لذة موافقة الهوى بما لا نسبة بينهما ، وهاهنا يمتاز العقل من الهوى,وإياك وعشق الصور,إن العين مفتاح القلب فمن شغل عينيه بالنظر إلى الحرام أفسد قلبه لا محالة ومن حفظ عينيه من النظر إلى الحرام سلم قلبه من الآفات التى تفسده,والنظره سهم من سهام إبليس,
اللهم إكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمن سواك,
( أسعد لله قلبك بغض البصر )
|
05-09-2011, 08:14 PM
العرض العادي
