انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-28-2014, 11:09 AM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي هـلَّا تنبهنـا وانتبهنـا، ولإهتمـامـاتنـا بجِــدِّيَّـة رتَّبنــا

 






الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا وإمامنا ومعلمنا محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،
وبعــد..


سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الْخَلائِق كُلِّهَا ... و
عَدَّدَ أشْكَالِهَا وألْوَانِهَا
كُلُّ الْخَلائِقِ خَاضِعَةٌ للهِ سُبْحَانَهُ ... مُنَزِّهَةٌ لًهُ بِتَسْبِيحِهَا
فَكُلُّ كَائِنَاتِ الْأرْضُ والسَّمَا ... للهِ مُسَبِّحَهٌ بِحَسَبِ حَالِهَا
وبِالتَّكْلِيفِ للثَّقّلَانِ قَدْ أُمِـــرَا ... مِنَ الْخَلَائِقِ إنْسِهَا وجِـِنِّهـَا
سُبْحَانَهُ لَهُ الْعِبَادَةَ وَحْدَهُ ... مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ بَيْنَ جَنَبَاتِهَا
يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ ثَبَاتِهَا وصَلَاحِهَا ... بِتَقْوَاهَا وَخَوْفِهَا ورَجَائِهَا
إذَا نَاءَتْ عَنْ أسَبَابِ خَرَابِهَا ... بِتَوْفِيقِ الإلَهِ نَالَتْ تَطْييبِهَا


رزقنا الله وإياكم بصلاحٍ للقلوبِ وسلامتها من كل شائبة ونقائها؛
ليتحقق فينا قوله تعالى:
{
إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } الشعراء: ٨٩
والقلب السليم معناه:
الذي سلِمَ من الشرِك والشكِّ ومحبةِ الشَّر والإصرار على البِدعةِ والذنوب، ويلزم من سلامته مما ذُكِر اتصافه بأضْدَادِها؛
من الإخْلاصِ والعلمِ واليقينِ ومحبَّةِ الخير وتزيينَهُ في قَلبِهِ، وأن تكون إرادَتهُ ومحبَّتهُ تابعةً لمحبةِ الله، وهواهُ تابعًا لما جاء عن الله
. [1]




والعباد خَلقَهم الله تعالى وصنَّفهم؛
مـؤمـــــنٌ، وكـافــــــــرٌ، ومنـافــــــقٌ
فكلٌّ منهم يختلف عن الآخر بلا أدنى شك، وحديثنا الآن عن المؤمنين؛ هو مجرد حديث عابر عن المسلمين المؤمنين
لنتأمل معًا أحوال المسلمين ودرجات الإختلاف بينهم في إهتماماتهم.


والإهتمامات في المعجم: جمع إهتمام، والمصدر: اِهْتَمَّ
اهتمَّ فلانٌ باليتامى: انشغل واعتنى بهم
لا يُعيرُه اهتمامًا: لا يُبالي به
يَهْتَمُّ بِالشِّعْرِ أكْثَرَ: يُولِّيهِ أَهَمِّيَّةً
اِهْتَمَّ لِمُصَابِهِ: اِغْتَمَّ ، حَزِنَ
اهْتَمَّ بالأَمر: عُنيَ بالقيام به


فالإهتمام هو اتجاهُ نفسِيّ إلى تركيز الانتباه حول موضوع معيّن

وهنا نجد أن الفارق كبير جدًا؛ بيـــــــــــن:
- من جعل كُلَّ اهتمامه رضا الله سبحانه والتقرب إليه بخصال الخير، حريصًا في كل أوقاته على التزود من الدنيا للآخرة
- ومن جعل كُلَّ اهتمامه بنفسه فقط؛ فانشغل بالدنيا وملذاتها، وضيَّع الفرصة ولم يغتنم أوقاته فيما ينفعه لآخرته.

قال الله تعالى:

{ ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ .... الآية } آل عمران: 154

قوله { أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ } حملتُهم على الهمِّ ، والهمّ ما يَهتَّمُ له الإنسان أو ما يُحزنه يقال : أهمَّنى الأمر أى: أقلقنى وأزعجنى ،
كما يقال : أهمَّنى الشىء ، أى: جعلنى مُهتمًا به اهتماماً شديداً .

والمعنى : أن الله تعالى أنزل النُعاس أمانا واطمئنانا للمؤمنين الصادقين بعد أن أصابتهم الغموم ، وهناك طائفة أخرى من الذين اشتركوا فى غزوة أحد لم تكن صادقة فى إيمانها
لأنها كانت لا يهمها شأن الإسلام انتصر أو انهزم، ولا شأن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
وإنما الذى كان يهمها هو شىء واحد وهو أمر نفسها وما يتعلق بذلك من الحصول على الغنائم ومتع الدنيا .

أو المعنى : أن هذه الطائفة قد أوقعت نفسها فى الهم والحزن بسبب عدم اطمئنانها وعدم صبرها ، وجزعها المستمر . [2]

...............
( وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ ) يعني : المنافقين
قيل : أراد الله به تمييز المنافقين من المؤمنين فأوقع النُعاس على المؤمنين حتى أمِنوا ولم يُوقِع على المنافقين فبقوا في الخوف وقد أهمتهم أنفسهم، أي : حملتهم على الهم.
[3]


والآية الكريمة يُوضح لنا فيها المولى تبارك وتعالى

حال المؤمنين وحال المنافقين في أصعب الأوقات وأشدَّها أثناء الحروب والغزوات
ونستخلص من أقوال المفسرين حال المؤمنين وحال المنافقين:

أنهم بلا شك يختلفون عن بعضهم تمامًا؛ في أهدافهم واهتماماتهم، وفي أسلوب تحقيق هذه الأهداف.





وبعيدًا عن أهل النفاق المذكورين في هذه الآية؛

أقترب بكم إلى ما أرمي إليه من التمييز بين أهداف فريقين من المسلمين، كلٌّ منهم يتمنى دخول الجنَّة والنَّجاة من النَّار؛ لَكـِـــــــنَّ:


- أحدهما يسعى للدنيا؛ غافلًا لاهيًا تائهًا، حائدًا عن طريق الإستقامة،
فيوقِعُ نفسه في حالٍ من الهمِّ والحزن شأنه شأن المنافقين في نتيجة تصرفاتهم،

.
-
والآخر يسعى للآخرة
مدركًا لحقيقة الدنيا ولهدف وجوده فيها؛ فهداه الله إلى الطريق المستقيم،
وطابت نفسه وسعدت بفضل الله وتوفيقه، وصار مطمئنًا لا يقلقه أمر الدنيا


سُبْحَانَ اللهِ لهُ الحَمْدُ،
سُبْحَانَهُ الْمُنْعِمُ الْوَهَّاب .. لو شَاءَ لِلْعَبْدِ هِدايةً بالطَّاعَاتِ جعَلَهُ أوَّاب

.
سُبْحَانَهُ؛ برحمتة بنا وعلمه بأحوالنا وضعفنا الذي خَلقَنا به لحكمةٍ اقتضاها على العباد
سُبْحَانَهُ واهب النعم والعطايا؛ جعل لنا من أيام الدهر نفحات ومواسم بالطاعات فيها نزداد


وهنا نجد تفاوتا كبيرا بين الفريقين!!
.
فمن يسعى للدنيا يستقبل هذه الأيام بغير ما يجب عليه، لا هيًا غافلًا، فصار مُتكَــدِرًا
.
ومن يسعى للآخرة يستقبل هذه الأيام بكل اجتهاد وعزم لاغتنامها عابدًا، فصار مُسْتِبِشرًا

فما أتت أيام خيرات مليئة بالنفحات من ربِّ العباد؛ إلا وانقسم المسلمون إلى فريقين:
* فريق يغتنم كل أوقاته في العبادة والطاعات والتقرب إلى الله سبحانه بخصال الخير، ثم يشعر بالحزن لانقضاء هذه الأيام المباركات،
* وفريق آخر أضاع من يده الفرصة وتنبه بعد فوات الأوان ؛ لكن الأيام لا تعود ولا ترجع للوراء، فيشعر حينها بالحزن أيضًا

وياليت الأحزان تُعيد ما قد ضاع!!،
والعجيب والغريب في الأمر؛ أنَّ كلِاَ الفريقينِ يشعر بالحزن،
.
لَكـِــــــــنَّ! حُزنًا عَنْ حُزنٍ يختِلفُ اختلافًا كبيرًا

.فالأول يحزن على أيام مضت، وكان يتمنى استمرارها لاغتنامها، حيث الثواب المضاعف بأمر الله تعالى لمن وفقه في التزود منها بخصال الخير،
والآخر يحزن على تلك الأيام التي مضت وضاعت منه أوقاتها الثمينة دون اغتنامٍ لها!

وبالأمس القريب مازلنا نتذكر أيام وليالي شهر رمضان..

وتوضيحًا لما أود طرحه عليكم، أنقل لكم كلمات أخ لي في الله
بمناسبة بطولة كأس العالم التي بدأت في شهر شعبان الماضي، حيث التأهب والاستعداد لاستقبال شهر القرآن والصيام
والتقرب بخصال الخير إلى الله تبارك وتعالى،
كتب في أحد التعليقات يقول:

. هناك من ينتظر كأس العالم وسعيد باقترابه!، وهناك من ينتظر رمضان ويتمنى بلوغه..
شتَّان بين رجل همته في السماء، وآخر همته بين أقدام الرجال!





كلمات موجزة ومعبرة؛ تُلخِص حال العباد في سعيهم!!
فسَعيُ العباد في حياتهم الدنيا؛
إما للـدنيـا، وإما للآخـرة، كما أشرت لحضراتكم

وهنا أتذكر قوله تعالى:
{وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا} الاسراء: 19
.
فالفارقُ كبيرٌ بين مَنْ غايتهُ الدنيا، ومَنْ غايتهُ الآخرة

فمن أراد الدار الآخرة وما فيها من النَّعيمِ والسرور، وسعـى لهــا سعيها؛ مؤمنًا بالله ربا وبمحمدنبيًا ورسولا،
مؤمنًا حق الإيمان، مخلصًا لله في عبادته وقلبه مُطمئِنٌ بالدوام على الطاعات والعبادات، يرجو الثواب والجزاء من الله تعالى؛
فسيرزقه الله بأمره حسنُ الثَّواب


أمـا من أراد الحياة الدنيا فلا يلومنَّ إلا نفسه!!



ونحن الآن نتعرض لإيام كلها نفحات وخيرات؛

أمرنا الله بالتزود من الأعمال الصالحة فيها، وأخبرنا رسول الله بفضلها،
وأن العمل الصالح فيها من أحب الأعمال إلى الله تعالى
تلك الأيام -شأنها كأيام وليالي رمضان- التي يجب أن نتعامل معها كفترة تدريبية وتأهيلية
للمداومة على الأعمال الصالحة في كل أيام العام، وفي كل الأعوام التي قدَّر الله لنا الحياة فيها


فهلَّا تنبَّهَنا وانتبهَنا، وراجَعنا أنفسنَا، فأعدنا ترتيب أولوياتنا من جديد
هلَّا اجتهدنا وسعينا لتحقيق أهدافنا الأسمى بالتقرب إلى الله العزيز الحميد
هلَّا اغتنمنا كلَّ يومٍ يُشرقُ علينا، وداومنا على صالح الأعمال وبها نستزيد
تقرُبًا لله، نحيا بها في دنيانا، داعين الناس إلى سبيله سبحانه هو علينا شَهيد
هلَّا فرَّقْنَا بين سعيٍ للآخرةِ ومتاعِ الحياةِ مُوقنيننَ أنَّ الدُّنيا وما فيها بَخْسٌ زهيد





جعل الله سعينا وسعيكم كله للدار الآخرة، وكتبه برحمته في صحائفنا سعيا مشكوراً،
وأثابنا وإياكم حسن الثواب، وأدخلنا الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب
برحمته سبحانه هو العزيز الوهَّاب
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



________________________________________
[1] تفسير الإمام السعدي رحمه الله
[2] تفسير الوسيط للشيخ سيد طنطاوي رحمه الله
[3] تفسير الإمام البغوي رحمه الله

.

التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-24-2014, 05:46 PM
محبةالسنةالنبوية محبةالسنةالنبوية غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي

بارك الله بك وجزاك خير الجزاء
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-25-2014, 10:46 AM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

وفيكم بارك الله وحفظكم ورفع قدركم
التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-26-2014, 12:34 AM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-26-2014, 10:29 PM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصرة مسلمة مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
بارك الله فيكم وحفظكم ورفع قدركم
التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:23 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.