انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-14-2010, 11:51 PM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




3agek13 الإخلاص جنّة الدّنيا والآخرة

 

الإخلاص جنّة الدّنيا والآخرة..

حديثي معك أخي الحبيب في هذا الموضوع عن كنز ثمين به سعادة الدّنيا والآخرة..
عن أغلى وأعزّ شيء يطلبه العبد في هذه الدّنيا.. لا صلاح للأعمال والأقوال والأحوال إلا به..
عن أمر عظيم عزّ به المسلمون الأوّلون وسادوا الدّنيا.. عن أثمن شيء فقده أكثر
المسلمين في الأزمنة المتأخّرة فذلّوا وهانوا.. عن مطلب جلل أرّق الصّالحين وأسال دموعهم.. عن سرّ عظيم رفع الله به بعض عباده
وفتح لهم أبواب السّماء وألقى لهم القبول في الأرض ونشر ذكرهم وقذف في القلوب محبّتهم وجعل لكلامهم حلاوة ووقعا في القلوب..

لعلّك قد عرفته أخي الحبيب.. إنّه الإخلاص لله جلّ وعلا.. إنّه أساس الدّين ومطلب ربّ العالمين من عباده المؤمنين..
{ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }..

إنّه أمر عظيم أخي الحبيب.. قد يعيش الإنسان في هذه الدّنيا ستين سنة أو سبعين أو أكثر أو أقلّ وهو يعمل ويكدّ ويجتهد ويصلّي ويصوم ويتصدّق والنّاس معجبون بعمله ثمّ يلقى الله من المفلسين..
{ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً }.. يأتي بأعمال أمثال الجبال فإذا به يراها قد صارت هباء منثورا في وقت هو
أحوج ما يكون إلى حسنة واحدة.. صلاته في المسجد.. صدقاته.. حجّه.. نصائحه التي كان يسديها للنّاس.. كلّها أصبحت هباءً.. لأنّه كان لا يرجو بها وجه الله.. كان يرجو بها وجاهة بين النّاس..
كان يرجو بها مدحا بين المخلوقين.. نسي أمر الميزان ونسي عظم الموقف بين يدي الملك الديان.. كان إذا قام أمام النّاس طأطأ رأسه وأطال الرّكوع والسّجود، وإذا خلا في بيته نقر صلاته نقر الغراب..
كان يخرج زكاة ماله خوفا من لوم العباد.. كان إذا صام أحبّ أن يسمع بصومه النّاس.. كان إذا تصدّق أظهر صدقته ليراها النّاس.. يقرأ القرآن ليقال قارئ ويحرّك شفتيه ليقال ذاكر..
أنفق الأموال وتكبّد المشاقّ وحجّ ليقال عنه حاج..
{ مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ* أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }..

وفي المقابل.. قد يعيش الإنسان السّنوات والسّنوات والنّاس لا يعبؤون به ولا ينظرون إليه، وبينه وبين الله من الأسرار ما لا يعلمه إلا الله..
يعيش في قلبه من السّعادة ما لا يوصف.. أبواب السّماء قد فتّحت له.. وملائكة السّماء بالليل والنّهار تدعو وتستغفر له.. لو أقسم على الله لأبرّه..
(
ربّ أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه )..
لا لشيء إلا لأنّه يبتغي بعمله وجه الله.. لا يهمّه نظر النّاس ولا كلامهم.. يستوي عنده المدح والذمّ.. يجتهد في إخفاء ما يمكن إخفاؤه.. يحرص على إخفاء حسناته أكثر ممّا يحرص على إخفاء سيّئاته..

تأمّل أخي المؤمن أين يبلغ الإخلاص بصاحبه..
قصّة صاحب ابن المنكدر..
قصّة رجل بلغ به الإخلاص أن صار مجاب الدّعاء قريبا إلى أهل السّماء.. يقسم على الله فيبرّه.. يروي التّابعيّ محمّد بن المنكدر قصة هذا الرّجل فيقول:
" كانت لي سارية في مسجد رسول الله
في المدينة أجلس إليها بالليل، فقحط أهل المدينة سنة وخرجوا يستسقون فلم يسقوا، وفي ليلة
من الليالي صلّيت العشاء ثمّ تأخّرت إلى ساريتي فاستندت إليها حتّى إذا خرج النّاس؛ إذ برجل أسود تعلوه صفرة يبدو من حاله أنّه فقير،
دخل المسجد وما شعر بوجودي فتقدّم إلى سارية فصلّى ركعتين ثمّ جلس فرفع يديه فسمعته يقول: يا ربّ قد خرج أهل حرم نبيّك يستسقون فلم تسقهم،
وأنا أقسم عليك أن تسقيهم الآن الآن، قال ابن المنكدر: فقلت هذا مجنون، يقسم على الله، فما أنزل يديه حتّى سمعت الرّعد، ثمّ أمطرت السّماء مطرا شديدا حتى أهمّني الرّجوع إلى أهلي، لمّا أحسّ ذلك الرّجل بالمطر حمد الله وأثنى عليه بمحامد لم أسمع مثلها قطّ، ثمّ قال: ومن أنا وما أنا حتى تستجيب لي، ولكن عدتَ بحمدك وجدتَ بطولك، ثمّ قام الرّجل فلم يزل يصلّي حتّى أحسّ بالصّبح فأوتر، ولمّا أقيمت صلاة الصّبح دخل مع النّاس في الصّلاة، فلمّا سلّم الإمام خرج فخرجتُ أتبعه متخفّيا حتى إذا دخل دارا من دور المدينة أعرفها رجعت أدراجي إلى المسجد، فلمّا طلعت الشّمس خرجت وأتيت تلك الدّار فإذا به إسكافي يخيط جلدا فلمّا رآني رحّب بي وقال: ما حاجتك ؟ أتريد أن أصنع لك حذاء ؟ قلت له: ألست صاحبي بارحة الأولى ؟ اسودّ وجه الرّجل وصاح بي قائلا: وما أنت وذاك يا هذا ؟ فعرفت في وجهه الغضب فخرجت من عنده، فلمّا كان في الليلة التالية صلّيت العشاء واستندت إلى ساريتي وانتظرت طويلا فلم يجئ فقلت إنّا لله وإنّا إليه راجعون ماذا صنعت ؟
ولمّا أصبحت خرجت حتى أتيت الدّار التي كان فيها؛ فإذا باب البيت مفتوح وإذا ليس فيه شيء، فقال لي جيرانه: يا هذا ما كان بينك وبين صاحبنا أمس ؟ قلت: ما له ؟ قالوا: لمّا خرجت من عنده بسط كساءه في وسط البيت، ثمّ لم يدع في بيته جلدا ولا قالبا إلاّ وضعه فيه، ثمّ حمله وخرج فلم ندر أين ذهب، قال ابن المنكدر: فما تركت في المدينة دارا أعلمها إلاّ طلبته فيها فلم أجده..

تأمّل أخي المؤمن.. هذا رجل لم يكن يعرفه أهل زمانه.. وذكر أهل السّير قصّته دون أن يعرفوا اسمه.. لم يكن معروفا عند أهل الأرض ولكنّه كان معروفا عند أهل السّماء.. بلغ من شدّة إخلاصه أن يرحل من المكان الذي عرف فيه أنّه مجاب الدّعاء.. فيا لله.. أيّ رجل هذا وأيّ جيل هذا الذي عاش فيه.. جيل يقول عنه الحسن البصري عليه رحمة الله: "إن كان الرجل ليحفظ القرآن وما يشعر به الناس، وإن كان الرجل لينفق النفقة الكثيرة وما يشعر به الناس، وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وما يشعر به الناس، ولقد أدركت أقواماً ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السرّ فيكون علانية أبداً ".. جيل يقول عنه التّابعيّ الجليل محمّد بن واسع عليه رحمة الله: "كان الواحد منهم يبكي عشرين سنة ما تعلم زوجته بحاله، وتسيل دموع أحدهم على خدّه في الصفّ في صلاة الجماعة فما يشعر به الذي إلى جانبه.. كان الواحد منهم يجلس المجلس فتجيئه عبرته فيردّها، فإذا غلبته قام"..
ها هو الإمام الهمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليه رحمة الله.. كان إذا جنّ عليه الليل غطّى وجهه وتلثّم وحمل أكياس الطّعام على ظهره وطاف ببيوت الفقراء يفرّقها بينهم، كان يكفل مائة عائلة فقيرة ولا يعرفه منهم أحد.. ما عُرف عليه رحمة الله حتى مات وغسّلوه فوجدوا آثار تلك الأكياس التي كان يحملها على ظهره، وفقد الفقراء بموته طارق الليل فعلموا أنّ صاحبهم هو زين العابدين وزين المتصدّقين.. أيوب السختياني عليه رحمة الله أحد أجلاّء العلماء والعبّاد كان في مجلس فجاءته عبرة فجعل يتمخّط ويقول: ما أشدّ الزّكام.. ما أشدّ الزّكام..
الربيع بن خثيم عليه رحمة الله تلميذ ابن مسعود (رضي الله عنه) كان إذا دخل عليه داخل وهو يقرأ في المصحف غطّاه بثوبه..
محمّد بن أسلم الطّوسيّ عليه رحمة الله كان يأخذ كوزا من ماء ويدخل بيتا ويغلق الباب ويقرأ القرآن ويبكي، فإذا أراد أن يخرج غسل وجهه لئلا يرى عليه أثر البكاء..
الإمام أحمد عليه رحمة الله كان يقول: أشتهي ما لا يكون.. أشتهي مكانا لا يكون فيه أحد من النّاس.. أحد الصالحين كان يقول: ما لي وللنّاس، لو علمت مكانا أتطوّع فيه لا يراني فيه الملكان لذهبت إليه..
فلله درّ ذلك الجيل.. كانوا أحرص على سلامة نياتهم منهم على سلامة أبدانهم وأموالهم.. ففتحوا الدّنيا وسادوا الأمم.. ( إنّما ينصر الله هذه الأمّة بضعفائها بدعائهم وصلاتهم وإخلاصهم )..
الإخلاص أخي المؤمن روح الأعمال والأقوال والأحوال.. بل هو روح هذه الحياة كلّها.. من وجد الإخلاص فقد وجد كلّ شيء، ومن فقده فقد كلّ شيء.. الإخلاص للحياة كالجذر للشّجر وكالأساس للبناء، لذلك فهو مطلب عزيز وبخاصّة في هذا الزّمان الذي أصبح الكثير منّا يطلبون فيه الدّنيا بعمل الآخرة..
الإخلاص أخي المؤمن يحتاج إلى صبر ومصابرة وجهاد ومجاهدة، قال نعيم بن حماد عليه رحمة الله: "ضرب السياط أهون علينا من النية الصّالحة".. لكن ما دام الإخلاص أساس قبول الأعمال فقد أصبح لزاما وفرضا على كلّ مسلم أن يجاهد نفسه ويتعَب ويبكي ليكون مخلصا..

وأوّل خطوة على طريق طلب الإخلاص أن يمتحن العبد نفسه؛ فللإخلاص علامات ينبغي لكلّ واحد منّا أن يبحث عنها في نفسه وفي حاله من حين لآخر.. علامة الإخلاص أخي المؤمن أن يستوي عندك مدح النّاس وذمّهم وأن يكون باطنك كظاهرك أو خيرا منه، وأن تحرص على إخفاء حسناتك كما تحرص على إخفاء سيّئاتك، وفي المقابل فعلامة الرياء أن تطمئنّ نفسك إلى مدح المادحين وتزداد نشاطا لذلك، بينما تكسل وتملّ إذا لم تجد مدحا من أحد..
فإذا عرفت أخي المؤمن أنّ في نفسك شيئا من الرياء وأنّك في حاجة إلى الإخلاص وكلّنا في أمسّ الحاجة إلى الإخلاص فاستعن بالله وادعه وألحّ عليه في الدّعاء أن يرزقك الإخلاص في قصدك وقولك وعملك، واسمع نبيّ الهدى عليه الصّلاة والسّلام وهو يدلّك على دعاء جامع نافع إذا داومت عليه أذهب الله عنك الرياء، قال عليه الصّلاة والسّلام مخاطبا أحد الصّحابة ومن ورائه الأمّة جميعا: ( الشّرك فيكم أخفى من دبيب النمل وسأدلك على شيء إذا فعلته ذهب عنك صغار الشّرك وكباره، تقول: ( اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم )).. احفظ أخي المؤمن هذا الدّعاء وكرّره مع بداية وفي نهايته كلّ عمل صالح وأكثِر من الدّعاء في سجودك أن يرزقك الله الإخلاص والخلاص من الرّياء.. مع الدّعاء والإلحاح احرص أخي المؤمن على إخفاء أعمالك الصّالحة ما استطعت إلى ذلك سبيلا فإنّ الله يحبّ العبد التقيّ النقيّ الخفيّ كما جاء في الحديث.. تأمّل أخي وصية عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) صحابيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) حينما يقول: " إذا كان يوم صوم أحدكم فليصبح دهينا مترجّلا " أي ليخْفِ صومه بدَهن شفتيه والاهتمام بمظهره حتى لا يظهر عليه أثر الصّيام .. كان بعض الصّالحين إذا دعي أحدهم إلى طعام وهو صائم أكل ولم يقل إنّي صائم.. داود بن أبي هند عليه رحمة الله.. أربعون سنة وهو يصوم ولا تعلم به زوجته، كان يحمل معه طعام الغداء فيتصدّق به في الطّريق ثمّ يعود مساء لطعام العشاء وذاك إفطاره.. هكذا فليكن شأنك أخي المؤمن مع الصيام.. وهكذا فليكن شأنك مع الصّلاة والقيام.. كان الصّالحون يبيت الواحد منهم قائما بين يدي الله فإذا صلّى مع النّاس الفجر أظهر النّشاط وأخفى العياء والتّعب حتى لا يُعرف أنّه بات قائما.. حسان بن سنان عليه رحمة الله أحد الصّالحين وأجلاء التابعين، تروي زوجته أنّه كان يكون معها في فراشها فيتظاهر بالنّوم حتّى إذا ظنّ أنّها قد نامت تسلّل من فراشه وقام يصلّي إلى قبيل الفجر ثمّ يعود إلى فراشه كأنّه استيقظ من لحظته، ولمّا علمت بحاله قالت له يوما: ارفق بنفسك يا حسّان، فقال: ويحك يوشك أن أرقد رقدة لا أفيق منها زمانا.. أيوب السختياني عليه رحمة الله كان يقوم الليل كلّه، فإذا كان عند الصّبح رفع صوته كأنّه قام تلك السّاعة.. عامر بن قيس عليه رحمة الله ما رئي متطوّعا في المسجد قطّ.. الربيع بن خثيم تلميذ ابن مسعود ما رئي متطوّعا في مسجد قومه إلا مرّة واحدة..
وهكذا فليكن شأنك أخي المؤمن مع الصّدقة.. محمّد بن أسلم الطّوسيّ عليه رحمة الله كان إذا جنّ عليه الليل غطّى وجهه وتلثّم وحمل من الطّعام والثياب ما يقوى على حمله وطاف على بيوت الفقراء يطعمهم ويكسوهم، ولا يدرون من هو.. هكذا فلتكن أخي المؤمن حريصا على إخفاء ما يمكن إخفاؤه من أعمالك الصّالحة.. أو على الأقلّ احرص أن يكون لك عمل صالح بينك وبين الله لا يطّلع عليه أحد إلا الله.. يقول الإمام الحافظ عبد الله بن داود عليه رحمة الله: "كانوا يستحبّون أن يكون للرّجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها"..
احرص أخي المؤمن أن تكون دائم النّظر إلى نقائصك وعيوب نفسك، وأكثر من ذمّ نفسك أمام النّاس.. حاول أن تقنع نفسك أنّك شرّ من كلّ الذين من حولك..
محمّد بن أسلم الطّوسيّ العالم الزّاهد العابد الذي صلّى عليه يوم وفاته أمثر من مليون مسلم كان يقول: "والذي لا إله إلا هو ما رأيت نفسا تصلّي إلى القبلة شرّا عندي من نفسي"..
يونس بن عبيد الزّاهد العابد كان يقول: "إنّي لأعرف مائة خصلة من خصال البرّ ما فيّ منها واحدة".. بكر بن عبد الله المزني الزاهد الورع وقف في مقام عرفة فقال: "ما أشرفه من مقام وأرجاه لولا أنّي فيهم"..
محمّد بن واسع عليه رحمة الله كان يقول: "لو كانت للذّنوب رائحة ما قدرتم أن تدنو منّي من نتن ريحي"..
إذا كان أمثال هؤلاء يقولون هذا فماذا عسانا سنقول أنا وأنت أخي الحبيب؟.. تعرّف أخي المؤمن على الله.. اعرف من تعبد بأسمائه وصفاته فإنّ من كان لله أعرف كان له أخوف.. إنّ الله يقول في الحديث القدسيّ: ( أنا أغنى الشّركاء عن الشّرك.. من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه )..

ماذا ستستفيد أخي المؤمن من مدح المادحين وثناء المخلوقين والجنّة والنّار بيد ربّ العالمين.. إنّهم وإن مدحوك وأثنوا عليك فإنّ في قلوبهم من الوحشة ما لا يعلمه إلاّ الله.. أما علمت أنّ قلوبهم ليست فيأيديهم.. أما علمت أنّها بين أصبعين من أصابع الرّحمن يقلبها كيف يشاء.. يقول الحافظ ابن الجوزي عليه رحمة الله: "والله لقد رأيت من يكثر الصّوم والصّلاة والصّدقة ويتخشّع في نفسه ولباسه، والقلوب تنفر منه وقدره عند الناس ليس بذاك، ورأيت من هو دون ذلك بمراتب والقلوب إليه تتهافت وعلى محبّته تجتمع، فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله وعبقت القلوب بنشر طيبه، فالله الله في السرائر فما ينفع في فسادها صلاح الظّاهر " اهـ.. كن أخي المؤمن لأمّة الإسلام كالجذر للشّجرة، به قوامها وحياتها، ولكنّه مستور في باطن الأرض لا تراه العيون، أو كالأساس للبناء لولاه ما علا ولا ارتفع ولكنّ أحدا لا يراه.. كن كذلك أخي المؤمن تحمل الهمّ وتعمل وتدعو ولكن من غير أن تطلب من النّاس شيئا.. كن خفيا أخي المؤمن واحذر أن تظهر من نفسك حبّ الخفاء والحرص على الإخلاص.. تذكّر أخي ثمرات الإخلاص يهن عليك أمر النّاس.. تذكّر أنّ من ثمرات الإخلاص حبّ الله وحبّ النّاس.. إجابة الدّعاء.. راحة القلب وطمأنينة النّفس.. حسن الخاتمة.. نعيم القبر.. رفعة الدّرجات في الجنّات.. في الحديث أنّ في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدّها الله لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله بالليل والناس نيام.. بل إنّ للمخلصين في الجنّة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر } فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {.. قال الحسن البصريّ عليه رحمة الله: "أخفى القوم أعمالهم فأخفى الله لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر".. فطوبى ثمّ طوبى لمن صحّت نيته.. ختاما.. احذر أخي المؤمن أن تترك الطّاعات مخافة الرياء فإنّ ترك العمل مخافة الرياء نوع من أنواع الشرك، ولكن اعمل وجاهد نفسك على الإخلاص، وإن وجدت في نفسك شيئا فاستعذ بالله وابرأ إليه منه واصبر على مرّ المجاهدة فإنّ الله يقول: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }، وإن عملت عملا خالصا من قلبك ثمّ سمعت النّاس يثنون عليك فقل: اللهمّ اجعلني خيرا ممّا يظنّون واغفر لي ما لا يعلمون. ولا تعبأ بثنائهم واسأل الله أن يتقبّل منك.. أخيرا احذر أخي المؤمن أن تتّهم أحدا بالرياء مهما رأيت من حاله، ومهما أبصرت من تصنّعه، فإنّ أحد الصّالحين يقول: حرمت قيام الليل بسبب ذنب أذنبته، رأيت رجلا يبكي في الصّلاة فقلت: هذا مراءٍ..
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-15-2010, 12:36 AM
بحبك ياالله بحبك ياالله غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا حبيبتى الغالية
اللهم ارزقنا الإخلاص، وجعلنا من الصادقين، ومن المتقين
تسلم هذة الأنامل بارك الله فيكى ونفع بك
الحمدلله.. الحمدلله.. الحمدلله

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-15-2010, 02:29 AM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحبك ياالله مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا حبيبتى الغالية
اللهم ارزقنا الإخلاص، وجعلنا من الصادقين، ومن المتقين
تسلم هذة الأنامل بارك الله فيكى ونفع بك
الحمدلله.. الحمدلله.. الحمدلله


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم اااااااااااااااااامين
شكر الله كِ اختنا ونفع بكِ
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الدّنيا, الإخلاص, جنّة, والآخرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:02 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.