عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ما عقيدة أهل السنة والجماعة في التعامل مع ولاة الأمر؟
عقيدتهم في ذلك تتضح بالأمور الآتية: الأول: وجوب طاعتهم في غير معصية الله تعالى، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ النساء فعطف طاعتهم على طاعة الله ورسوله من غير إعادة فعل ﴿ أَطِيعُوا ﴾ دليل على أنه ليس لهم الطاعة المطلقة، بل حقهم الطاعة المقيدة، فيطاعون في حدود الله ورسوله فإذا أمروا بمعصية فلا سمع ولا طاعة. وعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنها- قال: ( دعانا النبي -صلى الله عليه وسلم- فبايعناه فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان ) متفق عليه وعن أنس -رضي الله عنها- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ) رواه البخاري الثاني: تحريم الخروج عليهم بقولٍ أو فعلٍ، وإن ظلموا أو جاروا أو استأثروا ببعض المال، وإن ضربوا ظهرك وأخذوا حقك، وقد أطبق على ذلك أهل السنة والجماعة لكنهم قيدوا ذلك بأمرين: أن نرى كفرًا بواحًا عندنا فيه من الله برهان، وأن تكون عندنا القدرة الكافية على إبعاده وتنحيته عن هذا المنصب وتولية الأصلح، وذلك مرده إلى العالمين بالمصالح والمفاسد لا إلى الأهواء والأحداث الذين لا يقدرون مصلحة ولا يراعون درء مفسدة، بل همُّ الواحد منهم أن يطفئ حقد قلبه وغل نفسه، فهذه الأمور الكبار مردها إلى أهل العلم الراسخين في علم الكتاب والسنة، فإذا دخلت فيها الأهواء والأفكار المضللة وشهوات النفوس فناهيك عن الفساد والخراب والدمار على الأنفس والأموال، نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وفي الحديث الصحيح: أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال - عليه الصلاة والسلام -: ( لا ما صلوا )، ويستدل على ذلك بالأدلة التي وردت في ذم الخوارج الثالث: إقامة الجمع والجماعات وراءهم أبرارًا كانوا أو فجارًا، ويدخل في ذلك الجهاد تحت لوائهم والحج معهم، وقد وصف أهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى المتخلف عن إقامة ذلك بأنه من أهل البدعة، وقد صلى ابن عمر وأنس خلف الحجاج، وصلى ابن مسعود رضي الله عنها خلف الوليد بن عقبة، وصلى جملة من علماء السنة خلف الأمراء الظلمة من بني أمية وبني العباس، وذلك جمعًا للكلمة وحقنًا للدماء وتوحيدًا للصف ولدفع أعلى المفسدتين بتحمل أدناهما، وفي الحديث: ( أرأيت إذا كان عليك أمراء يميتون الصلاة عن وقتها )؟ قال - أي أبو ذر -: فما تأمرني يا رسول الله؟ فقال: ( صل الصلاة لوقتها فإن أدركتها معهم فصل خلفهم فإنها لك نافلة ). الرابع: أنهم يعقدون قلوبهم على مناصحتهم بالحكمة والطرق الشرعية التي لا توجب المفاسد العامة، بلا قدح ولا تشهير أمام العامة، بل سرًا إذا سنحت الفرصة، ولا ينزعون يد الطاعة عنه بمجرد فعلهم لشيء من الذنوب والمعاصي، ويدعون لهم بالصلاح والهداية والتوفيق لعلمهم أن بصلاحهم صلاح أمور كثيرة في المجتمع وبفسادهم فساد أمور كثيرة في المجتمع، ويحفظون فيهم قوله صلى الله عليه وسلم-: ( ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئٍ مسلم ) وفي الحديث الآخر: ( إن الله يرضى لكم ثلاثًا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا وأن تعتصموا بحبل الله جميـعًا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه أمركم ) وقوله صلى الله عليه وسلم-: ( الدين النصيحة ) - ثلاثًا - ثم قال: ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم، والله أعلم.
|
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيكِ حبيبتي
وجزيتِ خيرا وفي انتظار المزيد |
#3
|
|||
|
|||
اقتباس:
أسعدنى وشرفنى مرورك العطر محبتك فى الله
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|