( من أخبار المحبين )

[أم حفصة السلفية]

 

( من أخبار المحبين )

* كان محمد بن واسع رحمه الله إذا جن عليه الليل وقام يصلي لربه ,
يبكي ويقول في بكائه : ويلي من ذنوب قد أحصيت ! ومن صحيفة قد ملئت !
وربي قد علم ذلك ولم يخف عليه من ذلك شيء !.
* كان صلة بن أشيم لا يأتي فراشه إلا حبوا من طول الوقوف والصلاة في الليل !.
* قال عون بن عبد الله لأبي إسحاق وكان شيخا هرما ! ما بقي منك ـ أي ما بقي من قوتك ونشاطك ؟
ـ فقال : أصلي فأقرأ البقرة في ركعة !! فقال عون ذهب شرك وبقي خيرك !.
* كان زين العبدين علي بن الحسين رحمه الله يكثر الصلاة بالليل حتى أنه كانت
لركبتيه ثفنات ـ عقد منتفخة ـ كثفنات البعير من كثرة صلاته ! وكان يقطعها في العام مرتين !
* كان علي بن الفضيل بن العياض رحمهم الله يصلي حتى ما يقدر على
أن يأتي فراشه إلا حبوا ثم يلتفت إلى أبيه ويقول : يا أبت سبقني المتعبدون !!.
* قيل ليزيد بن هارون وكان ذا عينين جميلتين فعمي من كثرة بكائه بالليل :
يا أبا خالد ما فعلت العينان الجميلتان ؟ فقال ذهب بهما بكاء الأسحار !
ولما سئل عن حزبه قال : وأنام من الليل شيئا ؟! إذا لا أنام الله عيني !.
* كان السري السقطي رحمه الله إذا جن عليه الليل وقام يصلي دافع البكاء أول
الليل ثم دافع ودافع فإذا غلبه الأمر أخذ في البكاء والنحيب !.
* كان ثابت البناني رحمه الله يصلي حتى تنتفخ قدماه فإذا أصبح أمسك قدميه وأخذ يعصرها ثم يقول :
مضى العابدون وقطع بي !!
وكان يقول : اللهم إن كنت أعطيت أحدا من خلقك الصلاة في قبره فأعطينيها !.
* كان سفيان الثوري رحمه الله إذا أصبح مد رجليه إلى الحائط ورأسه إلى
الأرض حتى يرجع الدم إلى مكانه من القيام !!.
* كان أبو حنيفه رحمه الله يسمى الوتد لكثرة صلاته !.

تشـــاغل قوم بدنياهم ** وقوم تخلو لمولاهـــــــــــــم
فألزمهــــم باب مرضاته ** وعن سائر الخلق أغناهم
فما يعرفون سوى حبــه ** وطاعته طول محـــــــياهم
يصفون بالليل أقدامهم ** وعين المهيـمن ترعاهم
فــطورا يناجونه سجدا ** ويبـــكون طورا خطاياهم
إذا فكروا في الذي أسلفوا ** أذاب القلوب وأبكاهم
هم القوم أعطو امليك الملوك ** صدق القــلوب فوالاهم
هم الــــمحبون بنـــــــــياتهم ** أرادوا رضاه فأعطـــاهم
فنــالوا الـــــمراد وفازوابه ** فطوبى لهم ثم طـــوباهم
( أعظم فضل لراهب الليل .. رؤية الله تعالى )

إن أعظم فضل وجزاء لراهب الليل (( رؤية الله تعالى )) ولم لا تستحق
وجوه ساهرة شاحبة , قد اصفرت من السهر وطول الوقوف بين يدي الرحمن والله تعالى يقول
{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة }
أي ناضرة بهية من القيام ! والسهر في الدنيا فاستحقت النضرة والبهاء والنظر لربها ,
ولا نعيم للجنة قط إلا برؤية الرحمن .
• قال الحسن : لو علم العابدون في الدنيا أنهم لا يرون ربهم في الجنة لذابت أنفسهم في الدنيا.
• قال عمر بن عبد العزيز : بتقوى الله نجى أولياء الله من سخطه ,
وبها رافقوا أنبياءه , وبها نضرت وجوههم ونظروا إلى خالقهم .
• قال سعيد بن جبير : إن أشرف أهل الجنة لمن نظر إلى الله تبارك وتعالى .
• والأروع من ذلك قول احمد بن حنبل : ينظر إليهم وينظرون إليه
ويكلمهم ويكلمونه كيف شاءوا وإذا شاءوا .
• قال هشام بن حسان : إن الله سبحانه يتجلى لأهل الجنة فإذا رآه أهل الجنة نسوا نعيم الجنة .
نسأل الله أن لا يحرمنا لذة النظر إليه .

( الأسباب المساعدة على قيام الليل )

لقيام الليل أسباب تساعد على تيسيره , وهي نوعان , أسباب ظاهرة , وأسباب باطنة :
الأسباب الظاهرة :
وقيل لابن مسعود رضي الله عنه : أعجزنا قيام الليل ! فقال : قيدتكم خطاياكم ! .
وقال الثوري حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب ! .
وقال الفضيل ابن عياض : إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار ,
فاعلم أنك محروم مكبل كبلتك خطيئتك ! .
[ مجموع رسائل ابن رجب ] .

الأسباب الباطنة :
قال ابن القيم رحمه الله : ولا شيء أحب إلى الله من مرا غمة وليه لعدوه , وإغاظته له . [ مدارج السالكين ]
فأنت عندما
تقوم الليل وتجاهد فيه فإنك بذلك أرغمت شيطانك
وغلبته فتأمل
هذا الأمر العظيم وقس هذه العبودية على كل ما يشق عليك فعله أوتركه لله سبحانه .
[سنفصل هذا الأمر في كتابنا الجهاد العظيم ضد الجن والشياطين أعاننا الله على إتمامه وإخراجه]

( آداب قيام الليل )
( وقت قيام الليل )
كم بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وقيل يبدأ من بعد صلاة المغرب ,
وأفضل الوقت الثلث الأخير من الليل ففيه ينزل ربنا تبارك وتعالى نزولا يليق
بجلاله وعظمته ليس كمثله شيء وهو السمع البصير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول : هل من سائل فيعطى ؟ !
هل من داع فاستجيب له ؟ !
هل من مستغفر فيغفر له ؟ ! حتى ينفجر الصباح )
[ رواه مسلم ]
وعلى كل حال فمن قام بعد صلاة العشاء أو نصفه أو آخره فقد كتب له حظه من قيام الليل .
( لا حجة لك ... ففضل الله واسع!!)
كثير منّا يتمنى قيام الليل لكن يتحجج بأمور يمتنع من أجلها من قيام الليل ,
سواء لكثرة العمل عنده في النهار أو لضيق الوقت عنده أو انشغال المرأة بأطفالها ,
وكثير من الأمور لكن أقول المؤمن يعرف كيف يكسب الحسنات !
ولا يجعل يومه يمر إلا وهو قد أخذ حظه من أعمال الخير كلها ما استطاع إلى ذلك
سبيلا ومن رحمة الله تعالى أن وسع الطريق إليه ونوعه لنا للوصول إليه ,
لكن المسألة فقط تريد منا صدق وإخلاص وانظر إلى كرمه في قيام الليل ,
حتى لا يحرم أحد منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين , ومن قام بمائة آية كتب من القانتين , ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين )
[ صحيح ابن حبان ]
فإذا مرت عليك ظروف مثل الاختبارات والدراسة ولا يوجد وقت فلا تحرم
نفسك من القيام قم بعشر آيات على الأقل حتى لا تكتب من الغافلين
ولا يأخذ منك هذا العمل وقتا طويلا ! .
قال تعالى
{ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمع ..} الآية ,
قال ابن رجب : فإن الله قد مدح الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع لدعائه ,
فيشمل ذلك كل من ترك النوم بالليل لذكر الله ودعائه . فيدخل فيه من صلى بين العشائين ,
ومن انتظر صلاة العشاء فلم ينم حتى يصليها لا سيما مع حاجته إلى النوم , ..
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن انتظر صلاة العشاء
( إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة )
ويدخل فيه من نام ثم قام من نومه بالليل للتهجد , وهو أفضل أنواع التطوع بالصلاة مطلقا ..
[ جامع العلوم والحكم ]

( كم عدد ركعات قيام الليل )
قال ابن عمر : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى من الليل مثنى مثنى ,
ويوتر بركعة , وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل قال :
( طول القنوت ) والمراد بالقنوت : القيام
والان نقسم القيام إلى حالات ثلاثة كلها جائزة ولا بأس بها :
الحالة الأولى : من أراد أن يكثر الركعات ويقصر في القراءة أو تكون
قراءته متوسطة , لا طويلة ولا قصيرة ويكثر من الركعات , فجائز لأن
النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الليل مثنى مثنى ولم يحدد .
الحالة الثانية : أن تكون الركعات قليلة لكن قراءته طويلة فالنبي صلى الله عليه وسلم
فعل ذلك فصح عنه أنه قام ليلة بالبقرة وال عمران والنساء .
الحالة الثالثة : أن يتوسط في الركعات والقراءة . والأمر واسع ولله الحمد .

( صلاة الوتر )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إن الله وتر يحب الوتر , فأوتروا يا أهل القران )
[ رواه الترمذي وصححه الألباني ]
وقال ( اوتروا قبل أن تصبحوا ) [ رواه مسلم ]
وأقل الوتر ركعة واحدة وإذا فاتتك بالليل تصليها في النهار لكن شفعا
مثلا أنت تصلي الوتر ركعة واحدة إذا أردت أن تقضيها في النهار تصلي ركعتين.
يا نائما بالليل كم ترقد
قم يا صديقي قد دننا الموعد
وخذ من الليل وأوقاته
وردا إذا مــا هجـــع الرقـــــد
من نام حتى ينقضي ليله
متى يبــلغ المنزل أو يســـــعد

[أم عمر]

جُزيتِ الجنة أختنا وأحسن الله إليكِ

[أم حفصة السلفية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عمر

جُزيتِ الجنة أختنا وأحسن الله إليكِ

اللهم اااااااااامين،،
شكر الله لكِ اخيه