انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-16-2010, 09:11 AM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




Download العجز والكسل مفتاح كل شر

 

العجز والكسل مفتاح كل شر
للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله
الله – سبحانه وتعالى - يلوم على العجز، ويحب الْكَيْسَ ويأمر به.
وَالْكَيْسُ: هو مباشرةُ الأسباب التي ربطَ الله بها مُسبِّباتِها النافعة للعبد في معاشه ومعاده،
فهذه تفتحُ عمل الخيرِ، وأما العجزُ، فإنه يفتحُ عملَ الشيطان، فإنه إذا عَجَزَ عما ينفعُه، وصار إلى الأماني الباطِلة بقوله: لو كان كذا وكذا، ولو فعلت كذا، يفتح عليه عمل الشيطان، فإن بابَه العجزُ والكسل،

ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم منهما،
وهما مفتاحُ كلِّ شر، ويصدر عنهما الهمُّ، والحَزَنُ والجُبْنُ، والبُخْلُ،
وَضَلَعُ الدِّينِ، وغَلَبةُ الرِّجَالِ، فمصدرُها كُلها عن العجز والكسل،
وعنوانها " لو "
فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« فَإِنَّ " لَوْ " تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».
فالمتمنِّي من أعجز الناس وأفلسهم،

فإن التمني رأسُ أموال المفاليسِ، والعجزُ مفتاح كُلِّ شر.
وأصل المعاصي كُلها العجزُ،
فإن العبدَ يَعجِز عن أسباب أعمالِ الطاعات، وعن الأسباب التي تُبْعِدُه عن المعاصي،
وتحول بينه وبينها، فيقعُ في المعاصي،

فجمع هذا الحديث الشريف في استعاذته صلى الله عليه وسلم أصولَ الشر وفروعه،
ومبادِيَه وغاياتِه، وموارِدَه ومصادرَه، وهو مشتمل على ثماني خصال،
كُلُّ خصلتين منها قرينتان،

فقال: «أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ»(*)
وهما قرينان فإن المكروه الوارد على القلب ينقسِمُ باعتبار سببه إلى قسمين،

فإنه إما أن يكون سببُه أمراً ماضياً، فهو يُحدِث الحَزَن، وإما أن يكون
توقع أمر مستقبل، فهو يُحدث الهم، وكلاهما من العجز،

فإن ما مضى لا يُدفع بالحزن؛
بل بالرضى، والحمد، والصبر، والإيمان بالقدر، وقول العبد قدر الله وما شاء فعل.

وما يستقبل لا يدفع أيضا بالهم، بل إما أن يكون له حيلة في دفعه، فلا يعجز عنه،
وإما أن لا تكون له حيلة في دفعه، فلا يجزع منه، ويلبس له لباسه، ويأخذ له عدته،
ويتأهب له أهبته اللائقة به، ويستجن بجنة حصينة من التوحيد والتوكل،
والانطراح بين يدي الرب تعالى، والاستسلام له والرضى به ربا في كل شيء،
ولا يرضى به ربا فيما يحب دون ما يكره، فإذا كان هكذا، لم يرض به ربا على الإطلاق،
فلا يرضاه الرب له عبدا على الإطلاق، فالهم والحزن لا ينفعان العبد البتة،
بل مضرتهما أكثر من منفعتهما،

فإنهما يضعفان العزم، ويوهنان القلب، ويحولان بين العبد وبين الاجتهاد،
فيما ينفعه ويقطعان عليه طريق السير، أو ينكسانه إلى وراء، أو يعوقانه ويقفانه،
أو يحجبانه عن العلم الذي كلما رآه شمر إليه، وجد في سيره، فهما حمل ثقيل على ظهر السائر، ...

والمقصود أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ مِن الهمِّ والحَزَنِ، وهما قرينان،
ومِنَ العَجزِ والكَسَلِ، وهما قرينان،
فإن تخلُّفَ كمالِ العبد وصلاحِهِ عنه،
إما أن يكون لِعدم قدرته عليه،
فهو عجز، أو يكونَ قادراً عليه، لكن لا يُريدُه فهو كسل، وينشأ عن هاتين الصفتين
فواتُ كُلِّ خير، وحصولُ كُلِّ شر، ومن ذلك الشر تعطيلُه عن النفع ببدنه،
وهو الجبن، وعن النفع بماله، وهو البخل، ثم ينشأ له بذلك غلبتان: غلبة بحق،
وهي غلبة الدَّين، وغلبة بباطل، وهي غلبةُ الرِّجال، وكلُّ هذه المفاسد ثمرة العجز والكسل.

ومن هذا قوله في الحديث الصحيح للرجل الذي قضى عليه، فقال:
« حسبي الله ونعم الوكيل،
فقال:
«إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ، فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»
[رواه أبي داود: (3627)]
فهذا قال: «حسبي الله ونعم الوكيل»
بعد عجزه عن الكَيْس، الذي لو قام به، لقضي له على خصمه، فلو فعل الأسبابَ التي يكون بها كَيَّسا، ثم غُلِب فقال: حسبي الله ونعم الوكيل،
لكانت الكلمةُ قد وقعت موقعها، كما أن إبراهيم الخليل، لما فعل الأسباب المأمورَ بها،
ولم يعجِز بتركِها، ولا بترك شيء منها، ثم غلبَه عدوه، وألقوه في النار،
قال في تلك الحال:
« حسبي الله ونعم الوكيل »
فوقعت الكلمةُ موقعها، واستقرت في مظانِّها، فأثَّرت أثرها، وترتب عليها مقتضاها.

فالتوكل والحسب بدون قيام الأسباب المأمور بها عجز محض، فإن كان مشوباً
بنوع من التوكل، فهو توكُّل عجز، فلا ينبغي للعبد أن يجعل توكُّلَهُ عجزاً،
ولا يجعل عجزه توكلاً، بل يجعل توكُّله من جملة الأسباب المأمور بها التي لا يَتِمُّ المقصود إلا بها كلِّها.

والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد العبدَ إلى ما فيه غايةُ كماله،
ونيلُ مطلوبه، أن يحرص على ما ينفعُه، ويبذُلَ فيه جهده، وحينئذ ينفعُه التحسب، وقول:
«حسبي الله ونعم الوكيل»
بخلاف من عجز وفرَّط، حتى فاتته مصلحته، ثم قال: «حسبي الله ونعم الوكيل»
فإن الله يلومه، ولا يكون في هذا الحال حَسْبَه، فإنما هو حَسْبُ من اتقاه وتوكَّل عليه.

________________
(*) عن أنس بن مالك – رضي الله عنه - قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول:
«اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ».
متفق عليه

قال ابن القيم : تضمن [هذا الحديث] الاستعاذة من ثمانية أشياء، كل اثنين منها قرينان مزدوجان:
فالهم والحزن أخوان،
والعجز والكسل أخوان، والجبن والبخل أخوان، وضلع الدين وغلبة الرجال أخوان:

فإن المكروه المؤلم إذا ورد على القلب، فإما أن يكون سببه أمراً ماضيا،
فيوجب له الحزن، وإن كان أمرا متوقعا في المستقبل، أوجب الهم،

وتخلف العبد عن مصالحه وتفويتها عليه، إما أن يكون من عدم القدرة وهو العجز،
أو من عدم الإرادة وهو الكسل،

وحبس خيره ونفعه عن نفسه وعن بني جنسه، إما أن يكون منع نفعه ببدنه،
فهو الجبن، أو بماله، فهو البخل،

وقهر الناس له إما بحق، فهو ضلع الدين، أو بباطل فهو غلبة الرجال،
فقد تضمن الحديث الاستعاذة من كل شر.
من كتاب
"زاد المعاد في هدي خير العباد"
ص 325 – 332
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-17-2010, 02:56 AM
أم حبيبة السلفية أم حبيبة السلفية غير متواجد حالياً
« عَفَا الله عنها »
 




افتراضي

«اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ».


أحسن الله إليكِ أم حفصة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-17-2010, 08:27 AM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم حبيبة السلفية مشاهدة المشاركة
«اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ».


أحسن الله إليكِ أم حفصة

آمـــــــــــــــين،،
شكر الله لكِ اختنا
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-18-2010, 01:26 PM
داعية الله - طالبة رضاه داعية الله - طالبة رضاه غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

بارك الله فيكِ ونفع بكِ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-19-2010, 07:26 PM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة داعية الله - طالبة رضاه مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكِ ونفع بكِ

وفيكم بارك الرحمن ونفع بكم
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مفتاح, العجز, on, والكسل, كل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:20 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.