انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-30-2009, 06:00 PM
الشمعة المتفائلة الشمعة المتفائلة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي صفقات رابحة ، الصفقة1 (لا تتبع النظرة . . النظرة )

 




صفقات رابحة
د.خالد أبوشادي

قال يوسف بن أسباط : ( خلقت القلوب للذكر ،فصارت مساكن للشهوات
، ولا يمحو الشهوات الا خوف مزعج أو شوق مقلق )


الصفقة الأولى
لا تتبع
النظرة .. النظرة


أعد العدو عدته ، وأخذ أهبته ، ووتر سهمه في
كبد قوسه ، ثم أطلقه فأصاب الهدف ، وما هي
الا لحظات . . حتى سرى السم الى الجوارح ،
فصارت جوارح . . اللسان تكلم ، والقدم سعت
، والجسد انتفض ، ودارت العجلة :
نظرة . . فابتسامة . . فسلام . .
فكلام . . فموعد . . فلقاء . .


قبل التنفيذ

مهم :
لأن : النظرة سهم مسموم فأثرها يستمر وان غاب المنظور اليه ، تشغل فكرا فتورث هما ، وتبذر شهوة فتنبت هوى ، شأنها شأن السهم المسموم ، فان السم يظل يسري منه الى الجسم وان نزع السهم من موضع الاصابة .


لأن : هيبة الله في القلوب قلت ، والجرأة على محارمه زادت ، وتكرار النظر الى الفواحش أورث القلب بلادة في الاحساس واستئناسا بالذنب وادمانا له وفرحا عند الظفر به .


لأن : أشباه يوسف قلوا ، وعدوات الحور العين أطللن من شاشات التلفاز وصفحات الجرائد والمجلات ، وأخوات امرأة العزيز عجت بهن طرقات المدينة ، في حصار يشبه ما فعلته أختهن من قبلهن ( وغلقت الأبواب ) "يوسف : 23" ، وأبرزت كل واحدة منهن مفاتنها ، وكشفت ما استتر من زينتها ، ولسان حالها يقول للشباب : ( هيت لك ) "يوسف : 23" .


لأن : المرأة أقوى أسلحة الشيطان وأفتكها ، فانها اذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان ، وما ترك النبي صلى الله عليه وسلم على الرجال فتنة أضر على الرجال من النساء ، وان أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء ، وهذه كلها انذارات من صاحب الرسالة وقد أعذر من أنذر .


لأن : الشهوات استعرت ، والعورات انكشفت ، وتجارة الجسد راجت ، والحرام أطل برأسه ، والحياء
صار سلعة نادرة ، وطريق الحرام بات ممهدا ، ووضعت العراقيل في طريق الحلال ، وارتدى المنكر ثياب المعروف ، واطفئت النار بمزيد الحطب ، وأختلط الحابل بالنابل وصارت ظلمات بعضها وفوق بعض .




أرباح الصفقة في المشاركة التالية باذن الله تعالى

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-02-2009, 07:31 AM
الشمعة المتفائلة الشمعة المتفائلة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

أرباح الصفقة

(1) نشوة الانتصار :
استشعار حلاوة الايمان ولذة وعاقبة الصبر وفرحة الانتصار على بواعث الشهوة ورسل الهوى ، وهذه هي سيماء الرجولة الحقة والشجاعة الخارقة : سمو عن دنايا ، وتطهر من أدناس ، وتحرر من استرقاق ، ونهضة للمعالي :

ليس الشجاع الذي يحمي مطيته *** يوم النزال ونار الحرب تشتعل
لكن فتى غض طرفا أو ثنى بصرا *** عن الحرام فذاك الفارس البطل

ولهذا فسر سفيان الثوري قول الله تعالى ( وخلق الانسان ضعيفا ) "النساء : 28" ، بقوله : "المرأة تمر بالرجل فلا يملك نفسه عن النظر اليها ولا ينتفع بها ، فأي شيء أضعف من هذا ؟ " .
لكن قوي الايمان يملك نفسه ويحزم أمره فيغض من بصره ، لهذا استحق حب الله والوصف بالخيرية على لسان خير البرية صلى الله عليه وسلم الذي قال :
" المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف " .





(2) الفراسة الصادقة :
تظل الفراسة الصادقة منزلة ايمانية محتكرة لمن غض بصره ، محجوزة له لا يزاحمه فيه الا مثيله ، وهي التي تميز بين الصادق والكاذب بين المحق والمبطل ، بين الباكي والمتباكي ، وهذه هي أهم ثمار غض البصر وأجلها قال شاه بين شجاع الكرماني : " من عمر ظاهره باتباع السنة ، وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم ، وكف نفسه عن الشهوات ، واعتاد أكل الحلال لم تخطىء له فراسة " .

ويبين ابن القيم السر في هذا فيقول :
" وسر هذا أن الجزاء من جنس العمل ، فمن غض بصره عما حرم الله عليه عوضه الله من جنس ما هو خير منه ، فكما أمسك نور بصره عن المحرمات ، أطلق الله نور بصيرته وقلبه فرأى به مالم ير من أطلق بصره ولم يغضه عن محارم الله تعالى ، وهذا أمر يحسه الانسان من نفسه ، فان القلب كالمرآة والهوى كالصدأ فيها ، فاذا خلصت المرآة من الصدأ انطبعت فيها صور الحقائق كما هي عليه
، واذا صدئت لم تنطبع فيها صور المعلومات فيكون علمه وكلامه من باب الخرص والظنون " .

كان عثمان بن عفان رضي الله عنه علما من أعلام الفراسة وشيخا من شيوخها ، استحيا من الله فاستحيت منه ملائكة الله ، وغض طرفه عن الآثام فأورثه الله فراسة يكشف بها كل من أطلق بصره وزنا به ظانا أن أحدا لن يعرف من أمره شيئا ، فاذا بعثمان يعلم ويكشف لا ليفضح بل لينصح ، دخل عليه رجل فقال له عثمان : يدخل علي أحدكم والزنا في عينيه ، فقال : أوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! فقال : " لا ولكن فراسة صادقة " .





(3) حماية القلب من شيطان يتسلل :
القلب بيت والعين بابه ، ولا يدخل لص البيت الا والباب مفتوح ، فاذا دخل سرق حلية الايمان وجوهر التقوى ، وترك القلب خرابا في خراب ، فاحذر هذا اللص فانه خفيف الحركة تكفيه لحظة واحدة ليتسلل - لحظة واحدة فقط - ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة قال : " اصرف بصرك " .
أي أحكم اغلاق الباب وضع عليه حراسة أمن مشددة من جنود المراقبة ، ولا تفتحه ولو لحظة واحدة ، عندها يدب اليأس الى قلب ابليس فيرجع خائبا ويتركك سالما .

لما وقع النزاع بين القلب والعين واتسعت هوة الخلاف بينهما ، كل منهما يلقي باللائمة على الآخر فيما حل من سقم ومن ألم تحاكما الى الجسم الذي حكم بادانة العين :

قلبي يقول لطرفي : هجت لي سقما *** والعين تزعم أن القلب أنكاها
والجسم يقسم أن العين كاذبة *** هي التي هيجت للقلب بلواها

لكن العين رفعت القضية للأستئناف فتم عرض النزاع مرة أخرى ، وبعد المداولة أصدر القاضي حكما بالادانة لكليهما ، وجاء في حيثيات الحكم : العين والقلب شريكان في جريمة قتل واحدة تقاسما فيها الأدوار :

أنا ما بين عدوين *** هما قلبي وطرفي
ينظر الطرف ويهوى ال *** قلب والمقصود حتفي





(4) اجتماع القلب على الله :
يقول ابن القيم في احدى فوائده : " اطلاق البصر ينقش في القلب صورة المنظور ، والقلب كعبة ، والمعبود لا يرضى بمزاحمة الأصنام "

لأن القلب الذي تنقش على جدرانه صورة الحق تنمحي فيه صورة الخلق ، فلا يعود يرى سوى ربه ، ولا يهمه الا رضاه ، وذلك في سائر أحواله في سر وجهر أو جد وهزل في حديث أو صمت في حل أو ترحال ، وهذه هي البصمة التي يتعارف فيها الصالحون وسط الزحام ، أو هي العقد غير المكتوب الذي وقعت عليه ضمائرهم ونفوسهم ، وأمثال هؤلاء جعلوا الهموم هما واحدا ، فأحسوا بحلاوة المناجاة ولذة الخشوع ونعيم السير على منهاج رب العالمين ، فوصلوا بينما غيرهم يشكو التيه .

نضرب لذلك مثلا : مسافر قصد سفرا وحدد وجهته ، فحزم متاعه وأعد زاده واستفرغ الجهد والطاقة في السير الحثيث ، مصطحبا معه عزمه وتصميمه على بلوغ الوطن ، وهو مع هذا يحذر كمينا على هيئة زهرة زاهية الألوان فواحة العبير تعرقل سيره ، فتؤخره عن الوصول ، فان استمر على عزمه ويقظته وصل وطنه في أسرع وقت وأتم عافية ، أما ان خدع وسقط فهذا كيف يصل ؟! زمان التزود قصير ما يحتمل التأخير فكيف بمن نام فيه ؟! وقت الرحلة لو بذل كله في المسير خيف عدم الوصول فكيف لو تناولته أيدي البطالة ؟!

فالوطن : الجنة ، والكمين : النظرة ، والمسافر : أنت .

استهوى عالم الحيوان ابن الجوزي فأخذ يراقب ما فيه عن كثب ، وضرب مثلا آخر منه ليزيد الصورة وضوحا لمن يشكو عدم الفهم وانخفاض مستوى الذكاء ، فقال :
" تأملوا الى الفرس ، اذا قدم الى الماء الصافي كيف يضرب بيديه فيه حتى يتكدر أتدرون لم ؟ لأنه يرى صورته في الماء الصافي وصورة غيره ، فيكدره حتى لا يتبين فيه الصور فيتهنى بالشرب " .





(5) بركة الطاعة :
أمر الله عباده المؤمنين بالغض من الابصار ، لأن صاحب الصنعة أدرى بصنعته ، والآمر باصلاح النفوس والقلوب أعلم بما فيه صلاح النفوس والقلوب ، وأهل التقوى والمغفرة خبير بالطرق الموصله اليها
من ذا الذي لبى ندائه فما سعد ؟
من ذا الذي أناخ ببابه وما فاز؟؟
من ذا الذي اجاب داعيه فما رضي؟
من ذا الذي ذل له فما عز؟؟
من ذا الذي تاجر معه فما ربح؟

قال عز وجل:
((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ان الله خبير بما يصنعون))


قال الأمام الحجة ابو حامد الغزالي: (( وأعلم اني تأملت هذه الايه فاذا فيها مع قصرها ثلاث معاني عزيزه..تنبيه وتهديد وتأديب :

فاما التأديب قوله تعالى .. ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم))
ولابد للعبد من الامتثال بأمر سيده والتأدب بأدابه ..والا كان سيء الادب فيحجب ولا يأذن له في حضور المجلس والمثول بالحضره ..فافهم هذه النكته .وتأمل ماتحتها فان فيها ومافيها..

وأما التنبيه..قوله ((ذلك ازكى لهم))
وينطلق على معنيين والله اعلم ..
الاول : ذلك اطهر لقلوبهم والزكاه :الطهاره والتزكيه :التطهير
والثاني : ذلك أغنى لخيرهم وأكثر ، والزكاة في الأصل : النمو ، فنبه على أن في غض البصر تطهيرا للقلب وتكثيرا للطاعة ، والدليل على ذلك انك ان لم تغض بصرك وأرخيت عنانه تنظر في مالا يعنيك ، فلا تخلو من أن تقع عيناك على حرام ، فان تعمدت فذنب كبير ، وربما تعلق قلبك بذلك فتهلك ان لم يرحم الله تعالى .

وأما التهديد فقوله تعالى ( ان الله خبير بما يصنعون ) .





الشروط الجزائية في المشاركة التالية باذن الله تعالى
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-03-2009, 06:35 PM
الشمعة المتفائلة الشمعة المتفائلة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


الشروط الجزائية



يقول أبو حامد الغزالي : " لو أن يهوديا أخبرك في ألذ اطعمتك بأنه يضرك في مرضك لصبرت عنه وتركته وجاهدت نفسك فيه ، أفكان قول الانبياء المؤيدين بالمعجزات وقول الله تعالى في كتبه المنزلة أقل عندك تأثيرا من قول يهودي يخبرك عن حدس وتخمين مع نقصان عقل وقصور علم؟! "

إخوتاه هل تعلمون أن إطلاق البصر من أوسع مداخل الشيطان، فإن البصر جارحة لا تملأ بخلاف البطن فإنه متى إمتلأ لم يبق له في الطعام إرادة، وأما العين فلو تركت لم تفتر من النظر أبدا .... وتكون النتيجة الحتمية :

(1) احتلال القلب :

قلب الإنسان لا يتسع لشريكين : نور وإلا ظلمة ، ملك وإلا شيطان ، هداية وإلا غواية ، إذا غلب جند الإيمان في القلب كانت نوازع الخير وأنوار الهدى وأدوية الطاعات ، وإذا غلب جند إبليس كانت نوازع الشر وآفات الهوى وسموم المعاصي.


وبالنظرة يدخل جند الشيطان القلب ليجاور جند الايمان ، لكن الشيطان ملحاح طماع لا يقبل الشراكة ، فيظل يتربص ويغوي ويفسد : يلقح النظرة بأخرى الى أن يحتل نسله القلب كله ، ويرفع على أرجائه راية النصر ثم يقدم الشكر لمن يستحق : النظرة .


قال ابن سمنون : أما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم : ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة أوتمثال !! فاذا كان الملك لا يدخل بيتا فيه صورة أوتمثال ، فكيف تدخل شواهد الحق قلبا فيه أوصاف غيره من البشر ؟! " .


والصلة بين العين والقلب جد وثيقة ، فالعين عين ماء تصب في خليج القلب ، فان تكدر صفوها بفضول نظر أوصورة محرمة تكدر الخليج وتغير طعمه ، فلا يقربه ملك يلهم بل شيطان يغوي .


يا مطلق النظر . . اذا رتعت العين بوادي الحسان لاحت في القلب بوادي الخسران ، واذا حضرت سوق الحرام غاب القلب ، واذا غابت عنه حضر ، ( واذا حضر قلبك فنسيم الريح يذكرك ، وان غاب فمائة ألف نبي لا يوصلون التذكرة اليك )

ولي ألف باب قد عرفت سبيله * * * ولكن بلا قلب الى اين أذهب




(2) هاوية العشق :

فكما أن أول الحريق الشرر ، فأول العشق النظر ، بحر العشق اذا علا أغرق ، وأخطر شيء على السابح فيه فتح العين فيه :

عيناي أعانتا على سفك دمي * * * يا لذة لحظة أطالت ألمي
كم أندم حين ليس يغني ندمي * * * ويلي ثبت الهوى وزلت قدمي

اذا سقط انسان في هذه الهاوية أصبح الهه هواه ومعبوده معشوقه ، يأمره فيأتمر وينهاه فينتهي ، حلالا كان أم حراما ، عدلا كان أم عدوانا .

والعشق داء لا يحل بأجساد النابهين المجدين ، لكن له في أبدان الفارغين مأوى وفي أذهانهم وقلوبهم مرعى ،


قال ابن عقيل : " العشق مرض يعتري النفوس العاطلة والقلوب الفارغة والمتلحمة للصور لدواعي النفس ، ويساعدها إدمان المخالطة فتتأكد الآفة ويتمكن الأنس فيصير بالإدمان شغفا وما عشق قط الا فارغ فهو من علل البطالين وأمراض الفارغين وما عشق حكيم قط ، لأن قلوب الحكماء أشد تمنعا من أن لا تفقها صورة من صور الكون مع شدة تطلبها ، فهي إن تلحظ تخطف ولا تقف ، وقل أن يحصل عشق من لمحة ، وقل أن يضيف حكيم الى لمحة نظرة ، فإنه مار في طلب المعاني ومن كان طالبا لمعرفة الله لا تفقه صورة عن الطلب لانها تحجبه عن المصور "


وقد ألف ابن الجوزي كتابا عن العشق وأضراره أسماه " ذم الهوى " عرض فيه الى من بلغ فيهم العشق منتهاه ، حتى دفع بعضهم الى قتل نفسه أو قتل محبوبه ، أو الى الزنا والعياذ بالله، وغير ذلك من كبائر الذنوب وفواحش الفعال ، والعاقل من وعظ بغيره ، ومن لم تنفعه أذنه لم تنفعه عيناه ، أخبروني بالله عليكم . . أي ذل ورق أنكى من ذل رجل يقول لمعشوقته :

أتاني منك سبك لي فسبي * * * أليس جرى بفيك اسمي فحسبي

وأي ضلال وكفر يدرك رجلا ككفر من انخلع عن دينه بقوله :
أراني اذا صليت يممت نحوها * * * بوجهي وان كان المصلى ورائيا

أو من انقلب مسخا بقوله :
أصلي فأبكي في الصلاة لذكرها * * * لي الويل مما يكتب الملكان

فكيف ترضى يا مطلق بصره أن تسلك طريقا هذا آخره ، وأن تغرس غرسا هذا ثمرته ؟ فان لم تفق من سكرتك بعد هذا الكلام فزن نفسك بميزان دقيق ، صنعه ابن القيم عساك تتوب وتئوب وتعرف قدرك عند علام الغيوب ، قال رحمه الله :

" من أراد من العمال أن يعرف قدره عند السلطان ، فينظر ماذا يوليه من العمل وبأي شغل يشغله"
كلماتنا واضحة ومعانيها أوضح ، لكن ارتداء نظارة الأهواء أضعف أبصار العشاق و أعمى بصيرتهم فان خلعوها رشدوا ورأوا الطريق واضحا فسلكوه .



(3) النظرة ولادة :

تأمل هذه السلسة : النظرة تولد الخطرة والخطرة تولد الفكرة والفكرة تولد الشهوة والشهوة تولد الارادة والارادة تولد العزيمة فإذا قويت العزيمة وقع المحظور ، وسقطت في المعصية....


كل الحوادث مبدأها من النظر * * * ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في قلب صاحبها * * * كمبلغ السهم بين القوس والوتر
والعبد ما دام ذا طرف يقلبه * * * في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته * * * لا مرحبا بسرور عاد بالضرر


فإذا عرضت لك نظرة لا تحل فاعلم أنها سهم مسموم من سهام ابليس وجهه الى قلبك وأراد بها قلبك، فاحذر منها بارتداءك درع ( قل للمؤمنين يغضو من أبصارهم ) " النور : 30 ) ، حتى تكون من الذين عافاهم الله ( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ) " آل عمران : 174 " .


قيل لوهيب ابن الورد: "أيجد طعم العبادة من يعصي الله؟ قال :" لا ، ولا من هَمَّ بالمعصية" .

ما أنفس ما وهبنا وهيب ، وما أشذى الورود التي أهداها لنا ابن الورد ، فحرمان حلاوة الطاعة هو عقوبة الله لمن آثر غيره وقدم سواه ، فأحيا وزره وأمات بره ، وطاف بشهواته سبعا ، وسعى بين لهوه وغفلته أشواط حياته ، وهذا الحرمان في حقيقته نعمة ، وهذه العقوبة عطاء ، اذ هي تنبيه للعبد ان هو ألم بذنب في ساعة غفلة أو ورود هوى ، حتى اذا ما فقد حلاوة طاعته ولذة مناجاته رجع الى نفسه محاسبا لها ومؤدبا .



(4) أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ :

فإن النظرة إلى مالا يحل تشغل فكرا في الحرام لو كان تفكرا في ملكوت السماوات والأرض ، لكان أفضل العبادات ولأثمر زيادة تقوى وعلو يقين وإرتفاع درجات .


وهي تورث حزنا على فوات لذة محرمة ، لو كانت حزنا على أحوال المسلمين وعروقهم النازفة في أرجاء الأرض ، لكان علامة ايمان ودلالة على متانة الرابطة وصدق عقد ( انما المؤمنين اخوة ) " الحجرات : 10 "


وهي تصرف وقتا في اثم ومعصية هما ثمن شراء النار ، ولو صرف هذا الوقت في طاعة الله لأورث الفوز بالجنة ولذة النظر الى وجه الله الكريم .


وهي تسيل مدامع حزنا على فراق حبيب القلب ، ولو كانت سيالة من خشية الله لنعم صاحبها بظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله .


وهي تستهلك أقداما وأكفا في لقاءات عبث ومواعيد هوى ، ولو سعت هذه الأقدام في خدمة الله وشغلت هذه الأكف في خط تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم ، لاستحق صاحبها مكافأة نهاية الخدمة ومجاورة صاحب التعاليم في جنات النعيم .


فأصغ بقلبك أخي الى هذا لكلام المضمخ بعبير الهدى :
" عندك بضائع نفيسة : دموع ودماء وأنفاس وحركات وكلمات ونظرات فلماذا تبذلها فيما لا قدر له ، أيصلح أن تبكي لفقد ما لا يبقى ؟ أو تتنفس أسفا على ما يفنى ؟ أو تبذل مهجة لصورة عما قليل ستمحى؟ " .



(5) النظرة ذنب :

القاعدة وقت المبارزة : كل خطأ يكون مدعاة للقتل .

ان العيون التي في طرفها حور * * * قتلننا ثم لا يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به * * * وهن أضعف خلق الله أركانا


شخص أعراض المرض الذي أدى إلى موت القلب الطبيب الشرعي المؤمن ابن القيم الجوزية فكتب في تقريره معددا آثار الذنوب :

" قلة التوفيق .. وفساد الرأي .. وخفاء الحق .. وفساد القلب .. وخمول الذكر .. واضاعة الوقت .. ونفرة الخلق .. والوحشة بين العبد وبين ربه .. ومنع إجابة الدعاء .. وقسوة القلب .. ومحق البركة في الرزق والعمر .. وحرمان العلم .. ولباس الذل وإهانة العدو .. وضيق الصدر .. والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت .. وطول الهم والغم .. وضنك المعيشة .. وكسف البال تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله كما يتولد الزرع عن الماء والاحراق عن النار ، وأضداد هذه تتولد عن الطاعة " .


وفوق هذه الأعراض تبقى كراهة اللقاء ، وخشية الحساب وخوف العقاب ، لهذا إسمعها عالية من ابن قيم الجوزية لعلك لا تسمعها من غيره :

"إياك والذنوب ، فلو لم يكن فيها الا كراهة اللقاء كفى عقوبة ، أطيب الأشياء عند يعقوب رؤية يوسف ، وأصعبها عند إخوته لقاءه"

وإسأل نفسك بعدها يا صاحب النظرات الآثمة : أي تركة ورثت ؟ تركة يعقوب أم تركة أبنائه ؟


تسهيلات الصفقة في المشاركة التالية باذن الله تعالى
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-04-2009, 06:59 PM
الشمعة المتفائلة الشمعة المتفائلة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

تسهيلات الصفقة



قال أبو محمد سهل بن عبد الله التستري : " أعمال البر يعملها البر والفاجر ، ولا يجتنب المعاصي الا صديق " .
فباجتنابك النظر الى الحرام تسعى الى درجة الصديقية ، ودوري معك أن أمهد لك الطريق اليها بذكر مايلي :


(1) إعقد مقارنة :


قال أبو عصمة : كنت عند ذي النون وبين يديه فتى حسن يملي عليه ، فمرت امرأة ذات حسن وجمال وخلق فجعل الفتى يسارق النظر اليها ، ففطن ذو النون فلوى عنق الفتى وأنشأ يقول :

دع المصوغات من ماء ومن طين ..... واشغل هواك بحور خرد عين

من شغله اليوم التطلع الى الغيد الحسان فليعقد مقارنة بينهن وبين الحور ، لتعلم الفارق بين هذه وتلك الحور ، الحور وما الحور ... تجري الشمس من محاسن وجهها إذا برزت ، ويضئ البرق من ثناياها إذا ابتسمت ، لو اطلعت على الدنيا لملأت ما بين السماء والارض ريحا ولاستنطقت أفواه الخلائق تهليلا وتكبيرا وتسبيحا ، ولتزخرف لها ما بين الخافقين ، ولما نامت عن النظر اليها عين ، ولطمست ضوء الشمس كما يطمس الشمس ضوء النجوم ، ولآمن من على ظهرها بالحي القيوم خمارها الذي يخفي جمالها خير من الدنيا وما فيها فكيف جمالها؟ بياض لحمها يسطع من وراء سبعين حله من فوقها فكيف ضياؤها ؟ لولا أن الله كتب على أهل الجنة ان لا يموتو لماتو من فرط حسنها ، فما ظنك بإمرأة اذا ضحكت في وجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها ؟! وإذا انتقلت من قصر الى قصر قلت هذه الشمس منتقلة من بروج أفلاكها ... كل هذا وأنت مشغول بالجيف ؟!!

يامن وقع العقد : نظران لا يجتمعان من غض طرفه اليوم عن الطين أطلقه غدا في الحور العين ، ومن أطلقه اليوم حرمه غدا فاختر لنفسك فاختر لنفسك ، وقدم إن شئت المهر الذي أرشدك إليه أبو الدرداء

قال ابو الدرداء رضي الله عنه " من غض بصره عن النظر الحرام زوج من الحور العين حيث أحب".





(2) اسلك طريقهم :


تنسم شذى عبير السلف ، وارو عطشك بسيرتهم ، وأحي قلبك بذكرهم ، وقلدهم وضاههم عسى أن تشبه الصورة الأصل .

كان الربيع بن خثيم - أنجب تلامذة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه - يغض بصره فمر به نسوة فأطرق حتى ظن النسوة أنه أعمى ، فتعوذن بالله من العمى .

وحين خرج حسان بن أبي سنان إلى العيد قيل له لما رجع : ما رأينا عيداً أكثر نساء منه ، فقال : ما تلقتني امرأة حتى رجعت .


لما طلب بعض امراء البصرة داود بن عبد الله لجأ الى رجل من أصحابه فأنزله منزله ، وكانت له إمرأه يقال لها زرقاء - وكانت جميلة - فخرج الرجل في حاجته وأوصاها أن تلطف به وتخدمه ، فلما قدم الرجل قال كيف رأيت الزرقاء وكيف كان تلطفها بك ؟ قال : من الزرقاء ؟ قال : أم منزلك ، قال وما أدري أزرقاء هي أم كحلاء !! فلما رآها زوجها قال لها : أوصيتك أن تلطفيه وتخدميه فلم تفعلي ، قالت : أوصيتني برجل أعمى والله ما رفع طرفه الي .


واسمع إلى العجب العجاب الذي انطلق من لسان محمد بن سيرين حين قال " ما غشيت امرأة قط في يقظة ولا نوم غير أم عبد الله – يعني زوجته – و إني لأرى المرأة في المنام فأعلم أنها لا تحل لي فاصرف بصري عنها " .


وأمثال هؤلاء هم الأنقياء نقاوة الماء الزلال ، الأمناء على الاعراض والحرمات والأموال ، وصف بعضهم حاله فقال :

ما ضر لي جار أجاوره * * * أن لا يكون لبابه ستر
أعمى اذا ما جارتي خرجت * * * حتى يواري جارتي الخدر
وتصم عما بينهم أذني * * * حتى يصير كأنه وقر





(3) شغل بالحق والا فالباطل :


النفس لا تمل السعي والحركة والطلب والعمل ، إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ، إن لم تحلق بها في معالي الأمور انحدرت بك إلى سفـسافها ، ان فاتها قطار الجد ركبت قطار الكسل ، لا بد لها من وثاق ان شددته عليها تأدبت بآداب الشرع ، وان حللته عنها راغت منك روغان الثعالب ، فاختر لنفسك شغلا وحدد لذهنك هما واطلب لجسمك كدا .

من أجل ذلك كره عمر بن الخطاب رضي الله عنه الفراغ بإعتباره مزلة إلى المذلة وهاوية الى الهوى، وقال رحمه الله : " اني لأكره أن أرى أحدكم سبهللا – أي فارغا – لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة" .

ويشرح ابن القيم ويحلل النفس البشرية تحليلا عميقا فيقول : " وقد خلق الله سبحانه النفس شبيهة بالرحى الدائرة ، لا تسكن ولا بد لها من شيء تطحنه ، فان وضع فيها حب طحنته ، وان وضع فيها تراب أو حصى طحنته ، فالأ فكار التي تجول في النفس في منزلة الحب الذي يوضع في الرحى ، ولا تبقى هذه الرحى معطلة قط بل لا بد لها من شيء يوضع فيها ، فمن الناس من تطحن رحاه حبا يخرج دقيقا ينفع به نفسه وغيره ، وأكثرهم يطحن رملا وحصى وتبنا ونحو ذلك ، فاذا جاء وقت العجن والخبز تبين لك حقيقة طحنه " .

فالملك يلقي في الرحى بالحب النافع ، والشيطان يلقي فيها التراب والحصى ، وهو لا يتمكن من القائه الا اذا وجدت الرحى فارغة من الحب وقيمها قد أهملها وأعرض عنها ، فحينئذ يبادر الى القاء ما معه فيها .




(4) خوف يطفئ الشهوة :


اضطرام نار الشهوة في القلب لا يخمده غير ماء الخوف ، إذا علا منسوب الخوف أخمد نار الشهوة فكان غض البصر ، وإن قل ازدادت اضطراما وكان إطلاق البصر ، فوجب على العاقل التنبه والنظر من أين جاء العجز ، فيستدركه قبل أن يعم الحريق القلب وتشم منه رائحة الشواء . قال تعالى : " ولمن خاف مقام ربه جنتان " [الرحمن : 46] ، قال مجاهد : هو الذي إذا هم بمعصية ذكر مقام الله عليه فيها فانتهى " .


كان التابعي الجليل عبيد بن عمير يسمى قاص مكة ، وكان الصحابة يحضرون مجلس وعظه ويبكون فيه ويتأثرون ، وهو رجل ممن غلب ملكه شيطانه ، وقهر خوفه شهوته حتى نضح على من حوله خشية ووجلا أورثت توبة وإنابة وإسمعوا قصته مع غانية مكة :

كانت إمرأة جميلة بمكة وكان لها زوج، فنظرت الى وجهها في المرآة فأعجبت بجمالها وقالت لزوجها : أترى أحدا يرى هذا الوجه ولا يفتن به قال: نعم ، قالت : من ؟ قال عبيد بن عمير ، قالت فأذن لي لأفتنه، قال قد أذنت لك.
قال : فأتته كالمستفتية فخلا بها من ناحية المسجد الحرام ، فأسفرت عن مثل فلقة القمر ، فقال لها : اتق الله يا أمة الله ، قالت : اني قد فتنت بك فانظر في أمري.
قال : إني سائلك عن شيء فإن أنت صدقت نظرت في أمرك ، قالت: لا تسألني عن شيء الا صدقتك.
قال أخبريني .. لو ان ملك الموت أتاك ليقبض روحك أكان يسرك أني قضيت هذه لك هذه الحاجة ؟ قالت : اللهم لا، قال: صدقت.
قال : فلو أدخلت في قبرك وأجلست للمسائلة أكان يسرك أني قضيت هذه لك هذه الحاجة ؟ قالت : اللهم لا، قال: صدقت.
قال : لو أن الناس أعطو كتبهم ولا تدرين تأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك أكان يسرك أني قضيت هذه لك هذه الحاجة ؟ قالت : اللهم لا، قال: صدقت.
قال : فلو وقفت بين يدي الله للمسائلة، أكان يسرك أني قضيت لك هذه الحاجة ؟ قالت : اللهم لا ، قال : صدقت .
قال : اتق الله يا أمة الله قد أنعم الله عليك وأحسن اليك.

فرجعت الى زوجها فقال ما صنعت ؟ قالت : أنت بطال ونحن بطالون ، فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة، فكان زوجها يقول : مالي ولعبيد ابن عمير ، أفسد علي إمرأتي ، وكانت في كل ليلة عروسا فصيرها راهبة .


فالخوف ثمرة لطاعات عديدة : ككثرة تلاوة القرآن ، وتدبر معانيه ، ومطالعة أخبار القيامة ، وأهوال النار وأحوال أهلها ، ومصاحبة الخائفين وسماع اخبارهم ، ومعرفة أحوال المغترين و اجتنابهم ، وتغسيل الموتى وحضور الجنائز ، وشهود حالات الاحتضار ، واستحقار طاعتك في عينك ، ومعرفة قدر الله ومقامه والتفكر في أسمائه وصفاته ، وغيرها من مولدات الخوف وباعثات القلق .






(5) أكثر من الصيام :


أصل الشهوات واحد كما أن أصل الصبر واحد ، فمن صبر عن شهوة الطعام قويت إرادته واستطاع الصبر عن شهوة النظر إلى الحرام ، ولهذا جاءت الوصية بالصيام لتدرب الصائم على أن يمتنع باختياره عن شهواته ولذاته .

ويصر على امتناعه فلا يتحول ولا يتغير ، ولا تعدو عليه دواعي الغريزة أو نوازع الرغبة ، فيكون غض البصر نتيجة طبيعية لهذا وثمرة تلقائية له ، لذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم من لم يستطع الزواج : " فعليه بالصوم فانه له وجاء " .




(6) اعرف كيد عدوك :


للشيطان مع القلب صولات وجولات وغزوات وغارات ، ومن سياساته التدرج حتى يصل إلى هدفه ويضمك إلى حزبه ويجعلك من جنده ، فإذا كان مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة فهذه الخطوة هنا هي النظرة .

قال ابن الجوزي : " اذا رأيت فرسا قد مالت براكبها الى درب ضيق قد خلت فيه ببعض بدنها ، ولضيق المكان لا يمكن النزول فيه فصيح به : ارجعها عاجلا قبل أن يتمكن دخولها ، فان قبل وردها خطوة الى ورائها سهل الأمر ، وان توانى حتى ولجت ثم قام بجذبها بذنبها طال تعبه وربما لم يتهيأ له .
وكذلك النظرة اذا نزلت في القلب ، فان عجل الحازم بغضها وحسم المادة من أولها سهل علاجه ، وان كرر النظر نقب عن محاسن الصورة ونقلها الى قلب متفرغ فنقشها فيه ، فكما تواصلت النظرات كانت كالمياه تروي بها الشجرة فلا تتزال تتمنى فيفسد القلب ، ويعرض عن الفكر فيما أمر به ويخرج بصاحبه الى المحن ، ويوجب ارتكاب المحظورات ويلقى في التلف " .





(7) فليتزوج :


قال النبي صلى الله عليه وسلم " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج " .

بل قدم النبي صلى الله عليه وسلم دواء ناجحا يشفي من أثر النظرة الحرام ، فعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة ، فأتى زينب وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته ، ثم خرج الى أصحابه فقال : " ان المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان ، فاذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه " ، قال الامام النووي : " انما فعل هذا بيانا لهم وارشادا لما ينبغي لهم أن يفعلوه فعلمهم بفعله وقوله " .

وربما هيجت نظرة شهوة رجل ، ولا تسكن هذه الشهوة الا بتنفيذ وصية الرسول صلى الله عليه وسلم واتيان أهله ، ولهذا جاء الوعيد شديدا لمن امتنعت عن فراش زوجها بغير عذر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع " .





(8) الله مطلع عليك :


قال تعالى : ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) " غافر : 19 "

قال ابن عباس رضي الله عنه : " الرجل يكون في القوم فتمر بهم المرأة فيريهم أنه يغض بصره عنها ، فإن رأى منهم غفلة نظر إليها ، فإن خاف أن يفطنوا إليه غض بصره ، وقد اطلع الله عز وجل من قلبه أنه يود أنه نظر إلى عورتها "

يخدع المسكين نفسه ويظن أنه يخدع ربه ، مراقبتك لله يا أخانا تتمثل في استشعار أن نظر الله أقرب أليك من نظرك الى الحرام ، لأنه أقرب اليك من حبل الوريد ، وملائكته تقف عليك عن اليمين وعن الشمال ، فالأعمال تسجل والنظرات ترصد والخطرات تكتب بل تنقش ( وما كان ربك نسيا ) " مريم : 64 " .

كان لابنة عمر ابن عبد العزيز لؤلؤة واحدة تستخدمها كقرط في أذنها ، وتنقصها لؤلؤة أخرى تضعها في أذنها الأخرى ، فأرسلت اليه أن يعطيه لؤلؤة أخرى ، فأرسل اليها بجمرتين ، ثم قال لها : " ان استطعت أن تجعلي هاتين الجمرتين في أذنيك بعثت اليك بأخت لها " .

ونحن نرث مذهب الراشد الخامس ، ونقول لك يامطلق بصره : لو استطعت أن تجعل مكان عينيك جمرتين فابعثهما في الغيد الحسان .

( عند التسليم ) في المشاركة التالية باذن الله تعالى
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-05-2009, 05:49 PM
الشمعة المتفائلة الشمعة المتفائلة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

عند التسليم

سئل الحارث المحاسبي :اذا الرجل التائب عاد الي النظر المحرم بعد ان تاب منه فهل تصح توبته ام انها توبة كاذبة ؟ فاجاب قائلا :

" ينقسم الناس في ذلك قسمين :
* صادق في توبته الاولى لم يصر علي ذنبه , و ليس في نيته العود اليه عند التوبه , ثم عرض عليه فيما بعد ذنب اخر دون اعداد ولا ترتيب له , ولا علم بوقوعه فارتكبه , سواء كان ذلك الذنب هو الذنب الاول أو غيره من الذنوب , و حينئذ يجب علي المذنب ان يسارع بالتوبة لشروطها , و صحت توبته الأولي و الثانية مهما تكرر منه الذنب , بشرط عدم الاصرار و عدم التفكير و الترتيب لارتكابه .

* و تائب من ذنبه الاول علي حب له , وتمن لمقارفته مرة اخري , لم يقتلع حب المحرم من قلبه , ثم عرض له الذنب فارتكبه , فهذا مستهزئ بربه , وتسمي توبته توبة الكذابين , لأنه يتوب بلسانه علي نية العودة الي الذنب بقلبه "

***************************


تم بحمد الله
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-05-2009, 06:01 PM
الشمعة المتفائلة الشمعة المتفائلة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

عند التسليم

سئل الحارث المحاسبي :اذا الرجل التائب عاد الي النظر المحرم بعد ان تاب منه فهل تصح توبته ام انها توبة كاذبة ؟ فاجاب قائلا :

" ينقسم الناس في ذلك قسمين :
* صادق في توبته الاولى لم يصر علي ذنبه , و ليس في نيته العود اليه عند التوبه , ثم عرض عليه فيما بعد ذنب اخر دون اعداد ولا ترتيب له , ولا علم بوقوعه فارتكبه , سواء كان ذلك الذنب هو الذنب الاول أو غيره من الذنوب , و حينئذ يجب علي المذنب ان يسارع بالتوبة لشروطها , و صحت توبته الأولي و الثانية مهما تكرر منه الذنب , بشرط عدم الاصرار و عدم التفكير و الترتيب لارتكابه .

* و تائب من ذنبه الاول علي حب له , وتمن لمقارفته مرة اخري , لم يقتلع حب المحرم من قلبه , ثم عرض له الذنب فارتكبه , فهذا مستهزئ بربه , وتسمي توبته توبة الكذابين , لأنه يتوب بلسانه علي نية العودة الي الذنب بقلبه "

***************************


تم بحمد الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(لا, ), ., الصفقة1, النظرة, تتبع, رابحة, صفقات, ،


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:25 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.