هل ينتج البُرُُّ شعيرا؟؟!

[طه أبو البراء]

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله منى شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله أرسله الله رحمة للعالمين، فشرح به الصدور وأنار به العقول، ففتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم باحسان وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد،

إن من الحماقة طلب النجاة بغير بذل سبيلها، أو طلب الفلاح والنفس لم تسلم من أكادرها، هذا رجل كانت له أرض زراعية، فأراد أن ينتج منها البر، وكان له خادم فوكله إليها، ثم قال له أن ازرع هذه الارض بُرّا! وانصرف عنه وتركه وشأنه
ولكن الخادم خالف أمر سيده، وغرس الأرض شعيرا، فلما جاء وقت الحصاد، لم يفق إلا بسيده عند رأسه متعجبا من نتاج الارض، فقال له الم اقل لك أن ازرع الأرض برا ما لي أرى الشعير؟ قال له رجوت من البر أن ينتج شعيرا!
قال ما أحمقك وأغباك! أتزرع البُر وترجو الشعير؟!! يا خيبة الظن فيك
فأجاب وقال يا سيدي: أتعصي الله وترجو جنته؟
فخرس لسان سيده ثم قال، لا إله إلا الله تبت إلى الله، أنت لحر لوجه الله

ترجو السلامة ولم تسلك مسالكها، إن السفينة لا تجري على اليبس

إن لسان حال أمتنا هذه الأيام يخالف لسان مقالها، فالناس تصرخ وتشجب على ما يحدث لأقصانا ، والملاعب ملئ عن آخرها بأناس قد ضاعت منها أهدافها وعقولها، فالعجب كل العجب، أيعقل أن تكون تلك الأصوات نفسها من شجب واستنكر؟!!
أيعقل أن يكون صادقا من ادعى محبة الاقصى، ثم تغريه ملهيات فانية، وتلهيه أحلام واهية، فهو بين أمنية وغانية، وكرة وأفكار خاوية، وذنوب، ذنوب قد أغرقت أيامه الخالية، فينسى كل ما قاله، بل وينكص على عقبه وينقض وعده ومقاله

فكيف الثبات إذن غدا إذا نادى منادي الجهاد، أن يا خيل الله اركبي، فلا لذة ولا متعة، بل بل قسوة وشدة، وفتنة أي فتنة لا يثبت فيها إلا من ثبته الله

إن هذا الحب الذي يدعيه شبابنا، حب فيه دخن، فصادق المحبة يلهيه الألم عن الفرح بغير محبوبه، فكيف ومحبوبه يهان ويصرخ ولا راحم ينجي ولا ثمَّ من ينجدُ

إن نصرة أفغانستان والصومال وكشمير واسترجاع الأندلس وعزة غزة وإعادة الأقصى، لا يكون بالنوم والتثاؤب، بل هو جد لا تلاعب، لا فرح ولا هزل لا يأتي به إلا الرجال
شباب ذللوا سبلوا المعالي ولم يرتضوا غير الإسلام دينا
إن النصر لا يأتي من شباب شغل بغانية، ولا آخرين متابعون لجلدة خاوية
إنما من شباب أبي، شباب لا يفكر في الملهيات، مترفع عن الشهوات، شباب كمعاذ ومعوذ، شباب حق أن يقال فيهم: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
23 الأحزاب

شباب لسان حاله:
لإسلامي أعيشي أنا
لتوحيدي وذا ديني
نقشت حروفه تسمو
على كل العناوين
بخط بارز يعلو
على كل الميادين
لإسلامي أعيش أنا
ولو في الجدران شدوني
لإسلامي أعيش أنا
ولو في السوق باعوني
أنا ماذا أكون أنا
بلا توحيدي بلا ديني
أنا ماذا أكون أنا
أجيبوني أجيبوني

شباب أنف أن يخالط هذه الدنايا، ولم يرض لنفسه إلا المعالي، صبر على الملذات، احتسابا أن ينالها في الجنات، غزير الدمع في الليل، جوادا كثير العطاء عطاء من لا يخشى الفقر، لا يترك ثانية إلا بحسابها، ولا لفظة إلا بحقها ومستحقها
شباب ذللوا سبل المعالي........ وما عرفوا سوى الإسلام دينا
إذا شهدوا الوغى كانوا حماة.... يدكون المعاقل والحصونا
وإن جن المساء فلا تراهم........ من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطمه الليالي......... ولم يسلم إلى الخصم العرينا
وما عرفوا الأغاني مائعات...... ولكن العلا صيغة لحونا
ولم يتشدقوا بقشور علم....... ولم يتقلبوا في الملحدينا
ولم يتبجحوا في كل أمر....... خطير كي يقال مثـقفونا
كذلك أخر الإسلام قومي...... شبابا مخلصا حرا أمينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى........ فيأب أن يذل وأن يهونا



هذه هي البذرة التي نريد أن نزرعها لتنبت لنا صلاح الدين وقطز وبيبرس وعبد الحميد بن باديس، هذه هي البذرة التي تقهر كل الأعادي وتأتي بالنصر لنا يلوح وينادي، أن هلموا فشذى الأفراح حادي

إن الواجب على كل شاب من شباب الإسلام اليوم، أن يحس بالمسؤولية التي على عاتقه، وأن يظهر للغرب أن الأمة مهما ضعفت وابتعدت ولكنها ستعود رغم كل القيود، يظهر لهم أنه مهما أخطأ فإنه لن يتخلى عن أمته وهي في أمس الحاجة إليه، فسيعود ويؤوب ويبدأ في الطريق من جديد، فهو الذي يعلم أن له ربا كريما يغفر الذنوب ولا يبالي
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [53،الزمر]

من أراد الشعير فعليه أن يزرع الشعير، ومن اراد الانتصار فلا يرقدن في الأسحار، وليقتحمن الأخطار، وليحملن هموما كبار، ولا يشتغلن بالصغار، وليدخلن في ركب الأبرار، فهنا فقط، فهناك يأتي الانتصار!

وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج40]

[هجرة إلى الله السلفية]

ماشاء الله
تبارك الله
جزاك الله خيرا كثيرا

[طه أبو البراء]

أسأل الله أن يدخلكم الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب
جزاكم الله خيرا مثله وبارك بكم

[أبو أنس الأنصاري]

ما شاءَ اللهُ !!!
أحسنَ اللهُ إليكَ أخي الحبيبُ، وزادكَ من فضلهِ، وجزاكَ عنّا خيرَ الجزاءِ وأوفاهُ وأجزلهُ.

[طه أبو البراء]

جــزاكم الله خيرا أخونا أبو أنس
أسأل الله أن يوفقكم ويبارك فيكم ويزيكم الخيرات
تشرفت كثيرا بمروركم وربي؛؛