انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-14-2012, 02:50 AM
*أم مريم* *أم مريم* غير متواجد حالياً
مهتمة بقسم القرآن الكريم وفروعه .
 




افتراضي << ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر >>

 

<< ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر >>

الإيمان بالقضاء والقدر ركنٌ من أركان الإيمان وقاعدة أساس الإحسان، كما ورد في أعظم حديث في الإسلام.

القدر هو تقدير الله للكائنات حسب ما سبق به علم الله واقتضته حكمته، وهو ما سبق به العمل وجرى به القلم مما هو كائنٌ إلى الأبد، والإيمان به هو أن تؤمن أن الله -جلّ جلاله- قدّر مقادير الخلائق وما يكون من الأشياء والحوادث قبل أن تكون، وعلم -سبحانه- أنها ستقع في أوقاتٍ معلومةٍ على صفاتٍ مخصوصة، فعلمها -سبحانه- وكتبها بكل تفاصيلها ودقائقها وشاءها وخلقها؛ فهي كائنةٌ لا محالة على التفصيل والدقة كما شاء –سبحانه- وما لم يشأه فإنه لا يكون، وهو قادر على كل شيء، فإن شاءه وقع، وإن لم يشأه لم يقع مع قدرته على إيقاعه.


القدر غيبٌ مبناه على التسليم، قال الله -عزّ وجل-: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا} [سورة الأحزاب: 38]، وقال سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ * وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [سورة القمر: 49-50].


ومن ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر:

** أن يمتلئ القلب شجاعةً وإقدامًا؛ فلن تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها وأجلها، ولن يصيب الإنسان إلا ما كُتب له، فعلام الخوف والقلق؟ (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك).

** وكذلك القناعة وعزة النّفس؛ فالرزق لا يجلبه حرص حريص ولا يمنعه حسد حاسد، وهذا يؤدي إلى القناعة والإجمال في الطلب وإلى التحرر من رِق الخلق ومنتهم والحاجة إليهم والاكتفاء من الدنيا بالبلاغ، فتعلو همة المؤمن وتزكو نفسه، ولا يحسد أحدًا على عطاء أعطاه الله إياه؛ لعلمهم أن الله يعطي ويمنع ويخفض ويرفع، ومن حسد غيره؛ فإنه معترض على قضاء الله وقسمه: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ} {سورة النساء: 54].


** الإيمان بالقضاء والقدر يدعو للتفاؤل والإيمان بالنصر القادم والفرج العاجل: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرًافلا يأس ولا قنوط: {وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [سورة يوسف: 87]


** الإيمان بالقدر يجعل المؤمن صابرًا قوي الاحتمال، وكل أحد لا بد له من الصبر، فهو من جميل الخلال ومحمود الخصال ومن سمات الرجال، ومن لم يصبر صبر الكرام؛ سلا سلو البهائم، قال عمر -رضي الله عنه-: "وجدنا خير عيشنا بالصبر"؛ لذا تجد المؤمن بالقدر صبورًا متجلدًا، يتحمل المشاق ويتجاوز المصاعب والآلام، بخلاف ضعيف الإيمان الذي لا يقوى على الاحتمال ولا يصبر على ما يعترضه فيجزع لأتفه الأسباب، بل ربما أدى به الجزع إلى الوساوس والأمراض النفسية والهرب إلى المخدرات والانتحار، ولو آمن بالقضاء والقدر لرأيت قوة الرجاء وإحسان الظن بالله، فإن الله –تعالى- لا يقضي قضاءً إلا وفيه تمام العدل وكمال الرحمة والحكمة؛ فلا يتهم ربه فيما يجري عليه من أقضيته وأقداره؛ وذلك يوجب له استواء الحالات عنده ورضاه بما يختاره له سيده وينتظر الفرج ويترقبه، بل يخفف ذلك من حمل المشقة، لا سيما مع قوة الرجاء فإن في حشو البلاء من روح الفرج ونسيمه وراحته ما هو خفي الألطاف، بل هو فرجٌ معجل.


** ومن آثار الإيمان بالقضاء والقدر: التوكل على الله، وهو نصف الدين ولب العبادة، والتوكل لا يعني ترك الأسباب، بل يعني عدم تعلق القلب بها، فإذا عزمت فتوكل على الله، والشريعة أمرت العامل بأن يكون قلبه منطويًا على انفراد التوكل، فإذا استضاء به أمده الله بالقوة والعزيمة والفهم والبصيرة والصبر والتوفيق وصرف عنه الآفات وأراه من حسن العواقب ما لم يكن ليصل إليه الإنسان لولا توفيق الله، وهذا يريح الإنسان من الأفكار والوساوس ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عقبة وينزل في أخرى، وعلى قدر تجريد التوحيد تكون صحة التوكل، ومن التفت إلى غير الله نقص توكله، قال ابن القيم -رحمه الله-: "الثقة بالله تنافي الركود والعجز؛ فإن الواثق بالله يفعل ما أمره الله ويثق بالله في طلوع ثمرته وبركتها كغارس الشجرة وباذر الأرض، والثقة إنما تصح بعد بذل المجهود".


للشيخ: صالح بن طالب –حفظه الله-
(بتصرف)
من شبكة مسلمات
التوقيع



اللهم جاز معلمتنا الخير عنا خيرا واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة يارب

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-14-2012, 03:14 AM
التونسي الصابر التونسي الصابر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا على هذا العلم النافع إن شاء الله..
لدي سؤال لو تكرمتم بتوضيحه لي بارك الله فيكم,,
الصبر هل هو مقياس لدرجة إيمان المرء بالقضاء القدر,,مثلا إذا شاء الله ومات قريب لي فلم أتمالك نفسي وصحت فهل يدخل ذلك في عدم الرضا بالقضا والقدر..وهل للإيمان بالقضا والقدر درجات أو هو إيمان بالتسليم فقط..؟؟
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-14-2012, 04:15 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التونسي الصابر مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا على هذا العلم النافع إن شاء الله..
لدي سؤال لو تكرمتم بتوضيحه لي بارك الله فيكم,,
الصبر هل هو مقياس لدرجة إيمان المرء بالقضاء القدر,,مثلا إذا شاء الله ومات قريب لي فلم أتمالك نفسي وصحت فهل يدخل ذلك في عدم الرضا بالقضا والقدر..وهل للإيمان بالقضا والقدر درجات أو هو إيمان بالتسليم فقط..؟؟
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين : عمن يتسخط إذا نزلت به مصيبة؟

فأجاب بقوله : الناس حال المصيبة على مراتب أربع:
المرتبة الأولى : التسخط وهو على أنواع:
النوع الأول : أن يكون بالقلب كأن يسخط على ربه يغتاظ مما قدره الله عليه فهذا حرام ، وقد يؤدي إلى الكفر قال تعالى : (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ) الحج-11
النوع الثاني: أن يكون باللسان كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك ، وهذا حرام.
النوع الثالث: أن يكون بالجوارح كلطم الخدود ، وشق الجيوب ، ونتف الشعور وما أشبه ذلك وكل هذا حرام مناف للصبر الواجب.
المرتبة الثانية: الصبر وهو كما قال الشاعر : والصبر مثل اسمه مر مذاقته فيرى أن هذا الشيء ثقيل عليه لكنه يتحمله وهو يكره وقوعه ولكن يحميه إيمانه من السخط ، فليس وقوعه وعدمه سواء عنده وهذا واجب لأن الله تعالي أمر بالصبر فقال: (واصبروا إن الله مع الصابرين) الأنفال-46.
المرتبة الثالثة: الرضا بأن يرضى الإنسان بالمصيبة بحيث يكون وجودها وعدمها سواء فلا يشق عليه وجودها ، ولا يتحمل لها حملاً ثقيلاً ، وهذه مستحبة وليست بواجبة على القول الراجح ، والفرق بينها وبين المرتبة التي قبلها ظاهر لأن المصيبة وعدمها سواء في الرضا عند هذا أما التي قبلها فالمصيبة صعبة عليه لكن صبر عليها.
المرتبة الرابعة: الشكر وهو أعلى المراتب ، وذلك بأن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة حيث عرف أن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته وربما لزيادة حسناته قال صلى الله عليه وسلم "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها".
أنتهت الفتوى
نسأل الله أن يجعلنا من الصابرين
اقتباس:
وهل للإيمان بالقضاء والقدر درجات أو هو إيمان بالتسليم فقط..؟؟
ذكر الشيخ ابن العثيمين رحمه الله في كتاب فتاوى علماء البلد الحرام عندما سُئِل عن ( كيف يكون القضاء والقدر مُعينًا على زيادة إيمان المسلم ؟ )
يكون الإيمان بالقضاء والقدر عونًا للمسلم على أمور دينه ودنياه ، لأنه يؤمن بأن قدرة الله عز وجل فوق كل قدرة ، وأن الله عز وجل إذا أراد شيئًا فلن يحول دونه شيء ، فإذا آمن بهذا فعل الأسباب التي يتوصل بها إلى مقصوده ، ونحن نعلم فيما سبق من التاريخ أن هناك انتصارات عظيمة انتصر فيها المسلمون مع قلة عدتهم وعددهم ، كل ذلك لإيمانهم بوعد الله عز وجل وبقضائه وقدره وأن الأمور كلها بيده سبحانه .
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks


التعديل الأخير تم بواسطة أم كريم ; 04-14-2012 الساعة 04:26 AM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-14-2012, 08:32 AM
التونسي الصابر التونسي الصابر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بارك الله فيكم ونفع بكم المسلمين ورحم الله شيخنا,,,
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-16-2012, 07:49 PM
أم سُهَيْل أم سُهَيْل غير متواجد حالياً
" منْ أراد واعظاً فالموت يكفيه "
 




افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ غاليتي أم مريم ونفع بكِ

اللهم آآآآآآآآآمين


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:09 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.