انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-14-2012, 08:38 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Icon41 ۩۞۩ باب السِواك ۩۞۩

 


۩۞۩
باب السِواك ۩۞۩


بسم الله الرحمن الرحيم
الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة
الدرس[4]
إن الحمد لله نحمده تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا أنه من يهده الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
ثم أما بعد..
وقفنا عند باب السِواك في المسألة الثانية متى يتأكد؟
ذكرنا في المرة السابقة حكم السِواك وقال: هو مسنون في جميع الأوقات حتى للصائم يسن له في جميع الأوقات.
المسألة الثانية: متى يتأكد؟
(ويتأكد عند الوضوء، وعند الانتباه من النوم، وعند تغير رائحة الفم، وعند قراءة القرآن.)
يستحب إذا قرأ الإنسان القرآن أن يتسوك قبل أن يقرأ القرآن؛ وذلك لسبب ذكره النبي r في الحديث «إن العبد إذا قام يصلي آتاه الملك فقام خلفه يستمع القرآن ويدنو فلا يزال يستمع ويدنو حتى يضع فاه على فيه فلا يقرأ آية إلا كانت في جوف الملك» من أجل ذلك يستحب للمرء أنه إذا قرأ القرآن يتسوك حتى يزيل الرائحة الكريهة، وتعلمون أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، فلو أن المرء رائحة فمه كريهة فلابد أن يزيلها بالسواك حتى إذا تلقى الملك القرآن من فمه تلقاه دون رائحة كريهة، وهذا فضلٌ عظيم لقارئ القرآن، يأتي ملك ويضع فاه على في القارئ فكلما قرأ القارئ آية تلقاها الملك في جوفه حتى يختم قراءته، فمن أجل ذلك يستحب لقارئ القرآن أن يتسوك قبل أن يقرأ.
وأيضاً عند الصلاة: لأن الصلاة فيها ذكر وتلاوة القرآن ودنو الملائكة من المصلي. (وكذا عند دخول المسجد والمنزل؛ لحديث المقدام بن شريح، عن أبيه قال: «سألت عائشة، قلت: بأيِّ شيء كان يبدأ النبي r إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك». كان النبي r إذا دخل بيته ابتدأ بالسواك حتى ينظف رائحة فمه.
(ويتأكد كذلك عند طول السكوت، وصفرة الأسنان، للأحاديث السابقة،) لأن هذه مظنة تغير الرائحة -طول السكوت تغير رائحة الفم- وكذلك عند الجوع الطويل يغير رائحة الفم لخلو المعدة.
«وكان رسول الله r إذا قام من الليل يَشُوصُ ([1]) فاه بالسواك ([2])
والمسلم مأمور عند العبادة والتقرب إلى الله، أن يكون على أحسن حال من النظافة والطهارة، هذه عبادة يتقرب إلى الله عز وجل بها فيكون على أحسن حال من النظافة والطهارة، من أجل ذلك إذا دخل المسجد فلا يأكل الثوم والبصل؛ لأن رائحة الثوم والبصل كريهة تؤذي المصلين، وكذلك المدخن رغم ما فيه من الإثم إلا أنه يأثم مرة أخرى إذا دخل المسجد بهذه الرائحة الكريهة التي تنبعث من فمه يؤذي بها المصلين ويؤذي بها المسلمين.
المسألة الثالثة: بم يكون؟
(يسن أن يكون التسوك بعود رطب لا يتفتت، ولا يجرح الفم؛ فإن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يستاك بعود أراك([3]).وله أن يتسوك بيده اليمنى أو اليسرى، فالأمر في هذا واسع).
عود الأراك :نوع من أنواع العيدان شجر قصير ينبت في المناطق الحارة، فيتميز هذا العود بأنه لين ولا يتفتت ولا يجرح الفم، فكان النبي r يستعمله، وله أن يتسوك بيده اليمنى أو اليسرى، لم يأت دليل على استعمال اليمنى مخصوص أو اليسرى مخصوص والأمر في ذلك واسع كما قال الإمام مالك -رحمه الله- لم يرد نص في ذلك ولا حديث ولكن الأمر فيه وارد.
(فإن لم يكن عنده عود يستاك به حال الوضوء، أجزأه التسوك باصبعه، كما روى ذلك عليُّ بن أبي طالب t في صفة وضوء النبي r([4]).)ولكن هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد وهو ضعيف،.
لو لم يجد سواك يستعمل الأصبع أم لا؟
سوف نرجع لمسألة التسوك قال r:«السواك مطهرة للفم مرضاة للرب»([5]). حكمة مشروعية التسوك : يطهر الفم ،فيجوز له أن يستاك بكل شيء يطهر الفم، حتى أن العلماء قالوا: فرشاة الأسنان تجزيء وإن نوى بها مطهرة للفم والسنة يثاب عليها، لأن هذا العود الذي هو عود سواك لم نتعبد بهذا العود إنما تعبدنا الله عز وجل بتطهير الفم بقوله: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب»فكل ما هو مطهرة للفم يجزئ فيها ويصيب السنة إذا نوى بها إصابة السنة، فجانب إجزاء التسوك بالأصبع نقول: يجزيء لو كان ينظف الفم، العبرة بطهارة الفم كالفرشاة وغيرها، أما الإصبع لوحده لا ينظف الفم، الأصبع فيه خشونة إلا أن السواك له شعيرات رقيقة تتخلل بين الأسنان فتنظف ما بينها هذه ليست موجودة في الإصبع أو في منديل أو غير ذلك، إنما فرشاة الأسنان تجزئ غير ذلك يجزئ.
المسألة الرابعة: فوائد السواك:
(ومن أهمها ما ورد في الحديث السابق: أنه مطهرة للفم في الدنيا مرضاة للرب في الآخرة).
الله عز وجل يرضى وهو ملك الملوك لأنك إذا استعملت هذا السواك فطهرت فمك، الله عز وجل يرضى ذلك، الله عز وجل رحيم بعباده.
(فينبغي للمسلم أن يتعاهد هذه السنة، ولا يتركها؛ لما فيها من فوائد عظيمة. وقد يمر على بعض المسلمين مدة من الوقت كالشهر والشهرين وهم لم يتسوكوا إما تكاسلاً وإما جهلاً، وهؤلاء قد فاتهم الأجر العظيم والفوائد الكثيرة؛ بسبب تركهم هذه السُّنةَ التي كان يحافظ عليها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكاد يأمر بها أمته أَمْرَ إيجاب، لولا خوف المشقة.)
فالفضائل كثيرة كما روي ذلك في الحديث «ما لا أحصي يتسوك وهو صائم » كثيرًا ما كان يستعمل السِواك.
(وقد ذكروا فوائد أخرى للسواك، منها: أنه يقوي الأسنان، ويشد اللثة، وينقي الصوت، وينشط العبد.).
وفي الحقيقة فوائد السواك أكثر من ذلك بكثير، وأحيل إخواني على بحث ذكره دكتور علي البار عن فوائد السِواك الطبية -بحث منتشر وموجود وكثير من المعاصرين لا ينقل منه- فالإخوة ممكن ينقلوه من على مواقع الانترنت أو تجده في الأبحاث الخاصة بالسواك هو بحث عن السِواك وفوائده الطبية للدكتور علي البار، ذكر فيه كل المواد التي في السِواك، وكيفية استعمال السِواك، والفوائد الطبية للسواك دون غيره من المواد.
ويكفي أن كثير من الشركات التي تصنع معجون الأسنان بدأت تصنع معجون الأسنان بالسواك -خلاصة السِواك تجعله معجون أسنان- ومعنى هذا أنهم لم يجدوا في هذا الكون ما يوافق السِواك في مواده التي خلقها الله عز وجل فيه.
بعض الملل الأخرى تنكر أو تستهتر بالمسلمين الذين يستعملون السِواك وخصوصاً أهل السنة لأن هم الذين ينشرون هذه السنة، ونقول لهم وخصوصاً النصارى وغيرهم أنهم يستهزئون بالمسلمين في طهارتهم وكذلك كل من غضب الله عليه أنه يستهزئ من الآخر لأنه متطهر ﴿ أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ [النمل: 56].
وأيضاً نقول لهم أنهم ما عرفوا سنة الاستحمام إلا بعد دخول المسلمين الأندلس ،كان الرجل يظل طوال عمره ولا يمس جلده ماء، لما دخل المسلمين الأندلس وبدأ المسلمين تغتسل في كل جمعة وتعلم النصارى هذا الأمر واستحسنوه، المسلمون علموا الدنيا النظافة والطهارة، فنقول لهم اخسئوا بعيبكم وكفى ذلك طهارة للمسلمين.
المسألة الخامسة: سنن الفطرة:وتسمى أيضاً: خصال الفطرة.
الفطرة :هي الخلقة أو الغريزة، ويطلق أيضاً الفطرة على التوحيد؛ لأن الله عز وجل أخذ الميثاق على بني آدم، يوم خلق آدم مسح الله عز وجل على ظهره وأخرج كل نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة وكلمهم قبلا: « ألست بربكم؟ قالوا: نعم شهدنا » وذكر ذلك في سورة الأعراف سبحانه وتعالى، فالفطرة هي التوحيد وتسمى أيضاً خصال الفطرة.
(وذلك لأن فاعلها يتصف بالفطرة التي فطر الله الناس عليها واستحبها لهم؛ ليكونوا على أحسن هيئة وأكمل صورة).
خصال الفطرة دائماً العلماء الفقهاء يضعونها خلف باب السِواك، لأن كما ذكرنا أن الفقهاء لما قسموا الفقه أبواب ذكروا في كل باب ما يناسبه من المسائل، فالسواك لأنه مطهرة للفم، جعلوا كل ما فيه طهارة داخل في هذا الباب، فأدخلوا فيه سنن الفطرة؛ لأنها من باب الطهارة، أي تطهر المرء (عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله r: «خمس من الفطرة: الاستحداد والختان وقص الشارب ونتف الإبط»بالسكون وفيه بالكسر و قال الإمام النووي، فالسكون أفصح والإبْطِ كذا السكون أو الإبِطِ بكسر الباء أو بسكون الباء والسكون أفصح (وتقليم الأظفار) أنتم عندكم الأظافر، ولكن هي في الحديث (الأظفار).
1- السنة الأولى( الاستحداد: وهو حَلْقُ العانة).
هذه أول سنة، وهذه سنة بالاتفاق، اتفق المسلمون على أن الاستحداد سنة وهي حلق العانة وهي الشعر النابت حول الفرج سمي بذلك لاستعمال الحديدة، الاستحداد (ألف سين تاء) طلب استحداد من الحديدة، الحديد الذي هو الموس فيستعمل الموس في إزالة الشعر النابت حول الفرج قبل- .
(وهي المُوسَى. وفي إزالته جمال ونظافة، ويمكن إزالته بغير الحلق كالمزيلات المصنعة).
سوف نتكلم هنا في بعض المسائل أن الحلق أو النتف أو الإزالة بالمزيلات كل هذا يجزئ فهل لو أن الإنسان استعمل كريم مزيل هل يأخذ نفس الأجر؟ نعم لأن الحلق هو إزالة الشعر فإذا أزيل الشعر بأي شيء أزيل وأخذ الأجر،فالحلق والنتف والقص كله يستوي.
هل حلق الدبر يدخل فيه أم لا؟
حلق شعر الدبر أو إزالة شعر الدبر هو من النظافة ولكن ليس من الاستحداد، يعني يجوز للإنسان أن يفعله لأنه شعر مسكوت عنه والشرع ذكر شعور إما شعر سكت عنه الشرع فهذا مخير فيه الإنسان بين الإزالة والترك،شعر أمر الشرع بإزالته كشعر العانة وذلك يستحب، شعر أمر الشرع بتركه كشعر اللحية وشعر رأس المرأة لا يجب على الرجل أو المرأة تركه، .
مسألة خطيرة :انتشرت في بلاد المسلمين وهي أخذت من الغرب، وهو بعض مراكز إزالة الشعر بالليزر منتشرة في بلاد المسلمين، ما حكم المرأة التي تذهب إلى هذه المراكز لتزيل شعر العانة؟
إزالة شعر العانة في حد ذاته مستحب أما الذي يحدث أن هناك بعض النساء يكشفوا العورة من أجل إزالة هذا الشعر، ففيه كشف للعورة بلا حاجة فمن أجل ذلك لا يجوز للمرأة أن تذهب لهذه المراكز لما فيها من كشف العورات التي حرم الله عز وجل كشفها، فيحرم أن تذهب المرأة إلى هذه المراكز التي انتشرت، وهي الحقيقة تكون مراكز أصلا آتية من الغرب لأن عند الغرب ليس هناك تحفظ في مسألة العورات، وانتقلت هذه العادة القبيحة إلى المسلمين وانتشرت بين المسلمات الذين يجهلون هذا الحكم.
2- السنة الثانية( الختان: وهو إزالة الجلدة التي تغطي الحَشَفَة).
الحشفة :اسم الفقهاء يستعملونه يعبر عن رأس الذكر رأس الذكر يسمى الحشفة- حتى تبرز الحشفة جلدة تغطي الحشفة الذكر بها فتزال هذه الجلدة فتبرز الحشفة وتظهر (وهذا في حق الذكر. أما الأنثى: فقطع لحمة زائدة فوق محل الإيلاج. قيل: إنها تشبه عُرف الديك. والصحيح: أنه واجب في حق الرجال، سنة في حق النساء).
أقول العلماء في الختان: علي ثلاثة أقوال:
القول الأول:الحنابلة والشافعية قالوا: بوجوب الختان على الذكر والأنثى القول الثاني :وابن قدامة من الحنابلة اختار التفصيل أنه واجب على الذكر مستحب في حق الأنثى ، وهو سار في الحقيقة على اختيار الشيخ ابن عثيميين.
القول الثالث: وهو قول المالكية والحنفية أنه مستحب للذكر والأنثى وأقرب الأقوال والله أعلم: أنه واجب في حق الرجل وواجب أيضا في حق المرأة، لأن الله عز وجل أمر بإتباع سنة إبراهيم قال: ﴿ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ﴾ [النحل: 123] وإبراهيم u اختتن وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم حديث متفق عليه أن إبراهيم أمر بالختان فاختتن وهو عنده ثمانون سنة ختن نفسه بالقدوم، القدوم العلماء قالوا: مكان في الشام اسمه القدوم، وقالوا: القدوم هي آلة الحداد أو النجار له آلة اسمها القدوم اختتن نفسه بها.
(والحكمة في ختان الرجل: تطهير الذكر من النجاسة المحتقنة في القُلْفَة).
القلفة هي: الجلدة التي تغطي الحشفة، التي تزال من الختان فإذا أزيل هذا الجزء يسمى القلفة.
(وفوائده كثيرة ،المرأة: فإنه يُقَلِّل من غُلْمَتِها أي: شدة شهوتها،ويستحب أن يكون في اليوم السابع للمولود؛) وهذا للذكر أما الأنثى فيستحب أن يكون قبل البلوغ، لظهور هذه الجلدة لا تظهر في هذا السن إنما تظهر قبل البلوغ، أما الذكر فالفقهاء قالوا: أنه لا حد لختان الذكر ليس له وقت- إنما يستحب في اليوم السابع، وذلك راجع إلى العرف عرف الطب- يعني الطب يقول أول سبعة أيام أفضل من بعد ذلك؛ لأنه جسم المولود مليء هرمونات وغير ذلك من الأمور التي تساعد على التجلط، أما بعد ذلك فيعتمد الجسم على الكبد الذي لم ينشأ بعد، بعد أربعين يوم يبدأ الكبد أن يتكون ويبدأ يفرز هذه المواد، فالأطباء قالوا: أفضل وقت للختان في اليوم السابع أول سبعة أيام- أو بعد الأربعين، بعد الأربعين الطفل يبدأ يتحرك ويكون الختان فيه مشقة عليه؛ لأنه يظل يوم أو اثنين يؤلمه هذا الجرح، فأفضل الأوقات كما قال هنا أن يكون في اليوم السابع ( لأنه أسرع للبرء، ولينشأ الصغير على أكمل حال).
إنما الواجب هو قبل البلوغ، لو فرضنا أن طفل صغير لم يختتن قبل البلوغ يجب على الأب أن يختنه.
الفرق بين الختان الإسلامي والختان الفرعوني:
الختان الإسلامي اتفق أهل العلم على مشروعيته كما نقل ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى- في كتابه زاد المعارف،وما يدل على مشروعيته كما قال النبي r: «أشمي ولا تنهكي» جزء يسير جلدة صغيرة تقطعها- ولا يغرنك دعوة الجهلاء بأن الختان لا يمس للإسلام، بل بالعكس الختان سنة الفطرة التي جعلها الله عز وجل لأهل الإسلام دون غيرهم.
الختان الفرعوني: إزالة عضو الأنثى تماما هذا محرم لأن هذا مضر بالمرأة.
3- السنة الثالثة: (قص الشارب وإحفاؤه: وهو المبالغة في قَصِّه؛) فيه قص وإحفاء، القص قص الشارب هذا يقص طرف الشارب الذي ينزل على الشفة، فخلافا لليهود والنصارى إذا نظرت إلى قسيس يربي لحيته ويطلق شاربه تجد أن شاربه ينزل على لحيته فلا ترى فمه، وتأنف من منظره، أما أهل الإسلام أمروا بحف الشارب وهذه مخالفة لليهود والنصارى قال النبي r: « خالفوا المشركين أطلقوا اللحية وحفوا الشوارب» فحف الشارب وإطلاق اللحية الاثنان مخالفان للمشركين، فلو أن المشركين أعفوا لحاهم لا تجد أحد منهم يحف شاربه، ولذلك لو جئت بواحد مسلم وواحد نصراني تستطيع بمجرد النظر إلى وجههما تميز أين المسلم من النصراني، النصارى يتعبدون بترك شاربهم فينزل هذا الشارب على فمه، وأيضا لا يلتحي أحد من النصارى إلا الأرثوذكس أما الكاثوليك والبروتستانت ليس عندهم لحية، وقسيس الكاثوليك الذي هو في الفاتيكان لا يلتحي هو حليق شاربا ولحية، أما الأرثوذكس فقط هم الذين يطلقون لحيتهم وهم أقل نسبة من الكاثوليك، أنتم تعرفون الكاثوليك أكثر جمهورا من الأرثوذكس، الأرثوذكس في المشرق فقط إنما الكاثوليك ينتشر في العالم كله، يعني تقريبا ربع النصارى أرثوذكس، وأيضا لا يلبسون السواد إلا الأرثوذكس تجد رئيسهم في الفاتيكان يلبس الأبيض، إنما هنا يلبس السواد كوجهه تماما، تشابهت قلوبهم -كقلبه-.
(وقد وردت الأحاديث الصحيحة في الحث على قَصِّه، وإعفاء اللحية) قلنا القص إما الإحفاء أنك تجزه أو تبالغ في قصه حتى يرى بياض الجلد كما روي عن ابن عمر أنه كان يقص شاربه حتى يرى بياض جلده الذي تحت الشارب، ففيه صفتان للشارب، صفة أن يترك شاربه ويقص ما نزل على الشفاه أو يحفه بإزالته بالقص وليس بالحلق، بعض الناس يحلقوه بالموس وهذا خطأ، إنما يقص قال النبي r: «الحف أو القص» والحف هو مبالغة في القص.
وإعفاء اللحية وإرسالها وإكرامها وقد وردت الأحاديث الصحيحة في الحث على قصها وإعفائها (وإرسالها وإكرامها؛ لما في بقاء اللحية من الجمال ومظهر الرجولة، وقد عَكَسَ كثير من الناس الأمر، فصاروا يوفرون شواربهم، ويحلقون لحاهم، أو يقصرونها).
وفي كل هذا مخالفة للسنة والأوامر الواردة في وجوب إعفائها؛ منها: حديث أبي هريرة y قال: قال رسول الله r: «جزُّوا الشوارب، وأرخوا اللحى، وخالفوا المجوس» .
وحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي r قال: « خالفوا المشركين، وفِّروا اللحى، وأحفوا الشوارب» وفي رواية«أنهكوا الشوارب».
فعلى المسلم أن يلتزم بهذا الهدي النبوي، ويخالف الأعداء، ويتميز عن التشبه بالنساء).
عندنا سنتان: إطلاق اللحية وحف الشارب، وهاتان السنتان هما اللذان نخالف فيهما النصارى أو المشركين بعض الناس يقول بعض المشركين والنصارى يلتحون، أنت تخالفهم بأنك تلتحي وتحف شاربك، لأنهم مهما يلتحون لا يحفون الشارب لأنها من سنة الإسلام.
ما هو حكم اللحية في الإسلام؟
ذكر ابن حزم في كتاب مراتب الإجماع: اتفق أهل العلم أو اتفق المسلمون على أن حلق اللحية مثلة لا تجوز.
إلا أن متأخري الشافعية كالرملي وابن حجر الهيثمي نسبوا للإمام النووي والرافعي :أنهم يقولون بكراهة ذلك، والإمام النووي نسب ذلك للغزالي ولكن كل هؤلاء متأخرون .
ونص الإمام الشافعي في الأم على الحرمة: الإمام الشافعي رحمه الله تعالى- نص في كتابه الأم على الحرمة فكل ذلك نقله الشيخ علي محفوظ في كتابه الإبداع في مدار الابتداع، كتاب قيم ذكر فيه حكم اللحية وأقوال العلماء فيها منهم الأئمة الأربعة، والأئمة الأربعة كلهم مجمعون على أن اللحية إطلاقها واجب ولا يجوز الأخذ على ما أقل من القبضة،وهذا أقل شيء الذي يجوزه الفقهاء، أما أقل من ذلك فهو محرم عند الفقهاء.
ابن حزم نقل الإجماع في ذلك ونص الإمام الشافعي في الأم على الحرمة فضلا على نص الإمام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام أحمد رحمه الله الجميع- كلهم ينصون على حرمة حلق اللحية، فهذا الأمر لا يخالف فيه إلا متأخري هذا العصر الذين وضعوا أنفسهم في صورة واحدة مع الغرب وأرادوا أن يقربوا المسلمين من الغرب، وهذا قباحة أن يغير الإسلام من أجل دين الغرب، بل بالعكس هو ينشر الإسلام كما هو ولا يغير في هذا الدين.
السنة الرابعة:(4- تقليم الأظافر: وهو قَصُّها بحيث لا تترك حتى تطول. والتقليم يجملها، ويزيل الأوساخ المتراكمة تحتها) كل هذا من سنن الفطرة (وقد خالف هذه الفطرة النبوية بعض المسلمين فصاروا يطيلون أظافرهم) خصوصا النساء تجد من كمال الجمال عند المرأة كما تظن المرأة أن تطيل أظفارها جدا والأكثر من ذلك أنها تضع عليها تخضبها بصبغ أحمر، يجب على المرأة أيضا أن تقص أظافرها.
(وقد خالف هذه الفطرة النبوية بعض المسلمين فصاروا يطيلون أظافرهم، أو أظافر إصبع معين من أيديهم) تجد الشاب يأتي عند، اظفر معين ويطوله، أنا سألت واحد لماذا تطوله؟ قال: هذا لأني استطيع أن أنا أفك من حاجة أحمل حاجة كأنه أداة من أدوات التي يستعملها، وهذا أيضا مخالفة للفطرة ( كل ذلك من تزيين الشيطان والتقليد لأعداء الله).
مسألة: دفن الأظافر: لم يرد فيها نص صحيح من النبي r على أنه يستحب دفن الأظافر ولكن هذا من الآداب، يستحب للمرء أنه إذا قص أظافره أن يزيلها يضعها في كيس ويرميها أو يخفيها تماما، الدفن نوع من أنواع الإخفاء حتى لا تؤذي المسلمين، لأنها لو تركت ممكن تقع في طعام إنسان أو غير ذلك، وكذلك الشعر يستحب للمرء إذا حلق شعره أن يخفيه في مكان لا يؤذي به المسلمين.
5 السنة الخامسة:- نتف الإبط:هذا أيضا من السنة بالاتفاق- ( أي إزالة الشعر النابت فيه، فيسن إزالة هذا الشعر بالنتف أو الحلق أو غيرهما؛ لما في إزالته من النظافة وقطع الروائح الكريهة التي تتجمع مع وجود هذا الشعر، فهذا هو ديننا الحنيف، أمرنا بهذه الخصال؛ لما فيها من التجمل والتطهر والنظافة، وليكون المسلم على أحسن حال، مبتعداً عن تقليد الكفار والجهال، مفتخراً بدينه، مطيعاً لربه، متبعاً لسنة نبيه r).
مسألة: ما هو الوقت الذي يجب على المرء أن يقص فيه الشارب ويحلق فيه العانة ويحلق فيه أو ينتف الإبط.
قلنا الإبط النتف أو الحلق، والنتف أفضل والحلق جائز ،روى الإمام مسلم عن أنس بن مالك (أن النبي r وقت لهم أربعين يوما لقص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظفار وحلق العانة)، فيستحب للمرء أن يزيله كل أسبوع ويحرم عليه أن يتركه أربعين يوما، وهذا قول الإمام الحنفية ورجح ذلك الشيخ ابن باز والشيخ الألباني رحم الله الجميع- على أنه يحرم على المرء ترك الشعر أربعين يوما.
(ويضاف إلى هذه الخصال الخمس: السواك، واستنشاق الماء، والمضمضة، وغسل البراجم -وهي العقد التي في ظهور الأصابع، يجتمع فيها الوسخ-، والاستنجاء، وذلك لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r: «عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم»هي العقد التي في ظهور الأصابع، يستحب للإنسان إذا توضأ أن يغسلها لما يجتمع فيها من الوسخ، .
«ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء» يعني الاستنجاء. قال مصعب بن شيبة -أحد رواة الحديث-: «ونسيت العاشرة، إلا أن تكون المضمضة» الحديث في صحيح مسلم.
قبل أن نترك باب السواك أريد أن أضيف أيضا بعض المسائل: قال النبي r: «لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله».
المسألة الأولى الوصل:لا يجوز للمرأة أن تصل شعر رأسها بشعر آخر يسمى الوصل،لو وصلته بغير الشعر؟ جائز المحرم هو الشعر كأن تلبس باروكة شعر يحرم عليها وورد في ذلك حديث متفق عليه عن أسماء قالت: جاءت امرأة إلى النبي r فقال: يا رسول الله إن لي ابنة عُرَّيسا تصغير عروس- أصابتها حصبة فتمزق شعرها، أفأصله؟ فقال النبي r: « لعن الله الواصلة والمستوصلة » أنا أذكر هذا الحديث لأن فيه رواية ثانية تقول فتمزق شعر رأسها وزوجها يستحسنها زوجها الذي يطلب منها أن تضع شعرا على رأسها- هذا أنا أذكره من أجل بعض الفتاوى التي انتشرت أن الزوج لو أراد من المرأة أن تصل شعرها بشعر آخر جائز، وهذه فتوى خطأ لأن النبي r نص على أنه يحرم عليها أن تصله حتى في هذه الحالة، تمزق شعر رأسها، وهذا الحديث متفق عليه.
المسألة الثانية الوشم: غز الجلد بإبرة ثم حشوها كحلا، تأتي المرأة بإبرة وترسم رسمة على يد المرأة أو على خدها وتحشيه كحلا، فيبقى هذا الوشم فأيضا هذا من اللعن ملعونة المرأة التي تفعل ذلك.
وانتشر أيضا بين النساء ما يُسمي بوشم بالحناء، وهذا ليس وشما في الحقيقة هذا رسم بالحناء وترسم على يدها صور أو غير ذلك، فهذا لا يحرم عليها إلا أن تكون الصور من الصور المحرمة، روح من ذات أرواح أو غير ذلك، أما أشكالا على جلدها هذا لا يحرم على المرأة أن تفعله لأن هذا رسم وليس وشم، الوشم يكون بالكحل.
المسألة الثالثة النمص: نتف شعر الحاجبين وما بينهما.
المسألة الرابعة الخضاب بالسواد: يحرم الخضاب بالسواد لقول النبي r: « يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة » فكأن الرجل يخضب لحيته بالسواد فيكون كحواصل الحمام رأسه أبيض ووجهه ولحيته سوداء قال النبي r: « لا يريحون رائحة الجنة » دليل على حرمة الخضاب بالسواد وهذا رواه الإمام أبو داود وحديث صحيح، وقال روى الإمام أحمد « غيروا الشيب ولا تقربه بالسواد ».
المسألة الخامسة :خضاب اليدين والرجلين: مستحب للمرأة المتزوجة أن تضع الحناء في يديها ورجليها، لأن النبي r رأى يدي امرأة فقال: هل هذه يد رجل؟ قالت: لا هذه يد امرأة، قال: ألا تخضبينها بالحناء أو غير ذلك مما قال النبي r في ذلك، لكنه يحرم علي الرجل وضع الحناء في يديه ورجليه.

<< منقــــول >>




يتبع إن شاء الله
أسأل الله أن ننتفع بها جميعًا ونسأل اللهَ تعالى أن يعيننا و يعينَكم وأن يُسَدِّدَكم وأن يرزقَنا وإياكم خشيتَه في السِّرِّ والعلن وأن يختمَ لنا ولكم بالصالحاتِ وبشهادةِ التوحيدِ ونسألكم ألا تنسونا مِن صالحِ دعائِكم بظهر الغيبِ.
۩۞۩ فهرس محاضرات ( الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة ) ۩۞۩
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 05:35 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.