انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-21-2013, 06:31 PM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي فائدة: لمن تكاسلت نفسه، فيتثاقل.. عن إجتهاده في شهر شعبان، ويتغافل

 



أيها الكرام الأفاضل..



يا من تحبون الله ورسوله..


يا من تؤمنون بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا

يا من قدوتكم سيد الأولين والآخرين..

الذي أرسله رَبّنا للناس كافَّة ورحمة للعالمين

سيدنا وإمامنا ومعلمنا وقدوتنا خير خلق الله أجمعين

صلى عليه الله وسلم في الأولين وفي الآخرين

وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين

أما بعد..




فَيَا مَنْ عَزَمْتَ عَمَلاً واجْتِهَاداً فِي أَيَّامِ النَّفَحَاتِ

وَطَغَتْ عَلَيْكَ نَفْسُكَ والْهَوَىَ ثَنْيَاً عَنِ الرَّحَمَاتِ

يُنْزِلُهَـا رَّبُّ الْـوَرَىَ عَلَى الْعِبَـادِ ويَالَهَا مِنْ غَـايـَاتٍ

يَرُوُمُ بِهَا فَوْزَاً وَيَأْمَلُهَا كُلُّ مَنْ ذَاقَ لَذَّةِ الطَّاعَاتِ

يَا مَنْ تَثَاقَلْتَ تَكَاسُلاً وَتَأْمُـركَ نَفْسُكَ بِالْعَثَـرَاتِ

سَارِعْ إِلَى مَغْفِرَةٍ بِالتَّوْبِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالسَّيِّئَاتِ

وَاجْعَلْ رَجَائَكَ فِي عَفْوِهِ سُبْحَانَهُ غَافِرِ الذَّلَاتِ

وَزِدِ الرَّجَاءَ فِي رَحْمَتِةِ تَسْعَدْ بِمُقَامِكَ فِي جَنَّاتٍ

فِيِهَا كُلُّ مُشْتَهَىً، وَعَرْضُهَا الْأَرْض وَالسَّمَاوَات





أيها المحبون لله ورسوله صلى الله عليه وسلم

هيا معاً نشحذ الهمم ونعلو بها

فلا تكاسل بعد اليوم، ولا تثاقل بعد اليوم، بل علينا جميعا بعون الله المستعان أن نجاهد كما أخبرنا وبشرنا سبحانه القائل في كتابه العزيز:

{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِينَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } العنكبوت: (69)

والمجاهدة: مفاعلة من الجهد، فإن الإنسان يجاهد نفسه باستعمالها فيما ينفعها، وهي تجاهده بضد ذلك.

قال بعض العلماء:

جهاد النفس هو الجهاد الأكبر، وجهاد العدو هو الجهاد الأصغر.


ومما قاله الإمام البغوي في تفسيره:


"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا"، الذين جاهدوا المشركين لنصرة ديننا،

وقيل: المجاهدة هي الصبر على الطاعات.

قال الحسن: أفضل الجهاد مخالفة الهوى.

وقال الفضيل بن عياض: والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به.

وقال سهل بن عبد الله: والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة.


وروي عن ابن عباس: والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا.
...انتهى...



وَعَنْ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:

« كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلاَّ الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَيَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ » ،
وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ ».
رواه الإمام الترمذي وصححه الألباني

ولأنَّ جِهَاد العَدُوّ البَاطِن، هُوَ جِهَاد النَّفس والهوى،
ولإِنَّ جهادهما من أعظم الجهاد،


فـــــــــــــ الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ
هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقال عبد اللَّه بن عُمَر –رضى الله عنهما- لِمن سَأَلَهُ عن الجهاد:
( ابْدَأْ بِنَفْسِكَ، فَجَاهِدْهَا، وَابْدَأْ بِنَفْسِكَ، فَاغْزُهَا ).

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ:
" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ،
وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ
، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ "
رواه الإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني


ودعونا نقف معاً -تأملاً وتدبراً- عند هذا الحديث:

ففي لفظ الحديث قوله صلى الله عليه وسلم:

" وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ "

إذن فحاجتنا الماسَّة للخروج من دائرة التثاقل والتكاسل عن التزود بالأعمال الصالحة في حياتنا تكمن في مخالفة النفس والهوى، وعصيانهما
ولتحقيق هذا الهدف فليس أمامنا سوى اللجوء إلى الله تعالى والفرار إليه سبحانه


بالجهاد والهجرة والتوبة وإخلاص الدعاء

نجاهد أنفسنا بكثرة الطاعات، ونهاجر إلى ربنا بهجر الخطايا والذنوب

فكم من الذنوب والمعاصي اقترفنا، وكم في الذلات والهفوات وقعنا!!







كتب الله لنا ولكم وللمؤمنين والمؤمنات العفو والمغفرة،

وأسأله سبحانه الرحمن الرحيم غافر الذنب وقابل التوب
أن ينعم علينا بتوبة نصوحا، وأن يتقبل منا توبتنا برحمته الواسعة وفضله العظيم
إنه ولي ذلك والقادر عليه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


يتبــــــــع
بأمر الله تعالى
التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-21-2013, 06:34 PM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

أيها الكرام الأفاضل..
يا أصحاب القلوب المحبة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى:
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ الذاريات: 56

[ هذه الغاية، التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته، المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عما سواه،
وذلك يتضمن معرفة الله تعالى، فإن تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله،

بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم ]. [ تفسير السعدي ]

فعبادة الله هى الغاية من وجودنا في الحياه
نعبده سبحانه جلَّ وعلا عبادة خالصة
في حركاتنا وفي سكناتنا وفي كل أقوالنا وأفعالنا دونما تكاسل أو تهاون مع أنفسنا


ذلك هو الهدف الذي يجب أن نحيا من أجله ماشاء الله لنا بالبقاء في الدنيا،

وليس في شعبان أو في رمضان فقط


مما يستوجب علينا المسارعة، بل الإسراع بالفرار إليه سبحانه،
عملاً بقوله تبارك وتعالى:

﴿
فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ الذاريات: 50

قال ابن عباس: فروا منه إليه واعملوا بطاعته.

وقال سهل بن عبد الله: فروا مما سوى الله إلى الله.

فمن هنا نبدأ بعونه سبحانه المستعان..

نَفِرُّ إلىَ اللهِ تَعَالَىَ

من أنفسنا إلى الله سبحانه.. بالتوبة من ذنوبنا

وهربا من عذاب الله إلى ثوابه.. بالإيمان والطاعة

وباللجوء إلى الله.. معتمدين في أمورنا عليه سبحانه

نَفِرُّ إلىَ اللهِ تَعَالَىَ

فنهجر الخطايا والذنوب

بإخلاص النية لله عزَّ وجلَّ في عَزِمِنا العمل، ثم الدعاء بإخلاص ويقين

فالدعاء هو العبادة كما قال سيدنا رسول الله وخاتم المرسلين
صلى الله عليه وسلم



قال بن تيمية: القلوب الصادقة والأدعية الصالحة هي العسكَر الذي لا يُغلَب


نَفِرُّ إلىَ اللهِ تَعَالَىَ

بالتوبة إليه بقلب صادق ونية خالصة، وتجديد العهد معه سبحانه بألَّا نعود إلى معصية أبدا ما حيينا

ولنعلم جيدا أن باب التوبة باباً عظيماً وملاذاً نحتاجه جميعاً، فمن رحمة الله وفضله الواسع علينا أن جعل لنا هذا الباب

وأذكر نفسي وإياكم بقوله تعالى:
﴿ وَتُوبُوا إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ النور:31

وقوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [التحريم: 8]

وأذكر نفسي وإياكم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلى اللهِ واسْتَغْفِرُوهُ، فإنِّي أتُوبُ في اليَومِ مئةَ مَرَّةٍ " رواه مسلم.

وبقوله صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ الله تَعَالَى يَبْسُطُ يَدَهُ بالليلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، ويَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِها " رواه مسلم.

واقرأوا معي هذا الحديث جيداً، لنتدبر معاً ونتفكر في عِظَمِ رحمة ربّنا سبحانه وتعالى بعباده:


فَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:

يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدُنَا يُذْنِبُ؟ قَالَ: «يُكْتَبُ عَلَيْهِ»

قَالَ: ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ مِنْهُ وَيَتُوبُ؟ قَالَ: «يُغْفَرُ لَهُ وَيُتَابُ عَلَيْهِ»

قَالَ: فَيَعُودُ فَيُذْنِبُ؟ قَالَ: «فَيُكْتَبُ عَلَيْهِ»

قَالَ: ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ مِنْهُ وَيَتُوبُ؟ قَالَ: «يُغْفَرُ لَهُ وَيُتَابُ عَلَيْهِ، وَلَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا»

المحدث:ابن حجر العسقلاني - المصدر: الأمالي المطلقة - الصفحة أو الرقم: 134
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح وله شاهد في الصحيحين

إنتبهوا معي ودققوا وتدبروا القول:

وَلَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا

سبحان الله العظيم
سبحان الله الرحيم
سبحان الذي وسعت رحمته كل شيئ


تَلَذَّذَ عَبْدٌ بِالْمَعَاصِيِ وَتَمَادَىَ فِي الذُّنُوب

فَتَابَ وَأَذْنَبَ وَعَادَ لِيَتُوبَ، فَيَعَودُ وَيَتُوب

يَمَلُّ مِنْ حَالِهِ وَيَسْتَحِي، فَيَنْوِي أَنْ يَتُوب

وَقَابِلُ التَّوْبِ يَقْبَلُ تَوْبَتهُ، وَيَغْفِرُ الذُّنُوب

لَا يَمَلُّ مِنَّا عَلِيِمٌ بِنَا سُبْحَانَهُ عَلَّامُ الْغُيُوب

وَلَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا

فما من عبد يعصي الله تعالى ويرتكب الذنوب إلا وهو حزين مهموم يشعر بالكَدَر، وتمر عليه لذة المعصية مرورا عابراً تَخْلُفُ بعدها آلاما بالنفس

قال حماد بن زيد: إذا أذنب الرجل الصالح أصبح ومذلته في وجهه

فصاحب المعاصي والذنوب يجد آلاما بالنفس ومذلة في الوجه،
وحزنا دفينا في أعماق قلبه مابين إدراكه بالسبب وبين غفلته وجهله

فمن أدرك السبب يظل مأمولا فيه الخير إذا ما تاب وأناب

ومن لم يدرك وظل غافلا مستمرا في المعاصي

فذاك نذير خطر عليه، وقد يصل بغفلته إلى موت قلبه عياذا بالله

أعاذنا الله وإياكم من أمراض القلوب واعتلالها




يتبــــــــع
بأمر الله تعالى
التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-21-2013, 06:46 PM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي


ما أجمل أن نتوب إلى ربنا تبارك وتعالى توبة نصوحا لنجني ثمارها سعادة ما بعدها سعادة


فما بالكم إذا بادرنا بالتوبة إليه سبحانه وتعالى في الأيام المتبقية من شعبان، عسى أن تُرفع أعمالنا إليه جلَّ وعلا ونحن على هذا الحال من الإنكسار والندم،

ثم نزداد طلباً ورجاءً في أيام وليالي شهر رمضان فنسأله سبحانه العفو والمغفرة وقبول توبتنا

وللتوبة ثمرات عظيمة، منها:


1- تكفير السيئات ودخول الجنات:

قال الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ [التحريم: 8]




2- تجديد الإيمان:

فالتوبة الصادقة تجدد الإيمان، وتجعل العبد يجتهد في الطاعة
، وتلك فائدة عظيمة للعبد التائب في زيادة إيمانه

فالإيمان يزيد وينقص، وهذا القول بإجماع العلماء من أهل السنة والجماعة..

منهم على سبيل المثال:-

ما قاله الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله):
أجمع سبعون رجلا من التابعين وأئمة المسلمين وفقهاء الأمصار على أن السنة التي توفي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم...،
فذكر أموراً، منها: الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية [1]

وما قاله الإمام البخاري (رحمه الله):
لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً يختلف في أن الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص [2]



3- تبديل السيئات إلى حسنات:

وهو قوله تعالى:

﴿ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا الفرقان: 70



4- إغاظة الشيطان والانتصار عليه:


فمن تاب إلى الله واستغفره وأقلع عن المعصية والذنب، يغتاظ منه الشيطان وتدركه الحسرة ويركبه الغم لضياع جهده سُدي

غير أن الفائدة ليست في إغاظة الشيطان وحسب

إنما تكون –فيما أعتقد والله أعلم- في يأس الشيطان من العبد إذا كانت توبته صادقة وكان مخلصا لله في قصده، فلا يتحكم فيه بعدها نزغ الشيطان بقدر ما كان عليه

لأنه ذاق وعرف، وفرَّق بين لذتي:

حلاوة تقربه إلى الله تبارك وتعالى، ونعمة الإجتهاد في الطاعات،

وسعادته الواهية في لحظات معدودة باقتراف الذنوب والذلات


5- انكسار القلب:


إن التائب تحصل له كسرة خاصة لا تكون لغير التائب.. كسرة تامة قد أحاطت بالقلب من جميع الجهات.. تجعله دائم الفكر في الله سبحانه وتعالى عزَّ وجلَّ،

قال ابن عطاء: رُبَّ مَعْصِيَةٍ أَوْرَثَتْ ذُلًّا وَانْكِسَارًا، خَيْرٌ مِنْ طَاعَةٍ أَوْرَثَتْ عِزًّا وَاسْتِكْبَارًا [3]


6- فرح الله بالتائب:


وتلك أعظم الثمرات للتائب

إنها الفرحة الكبرى التي لا نجد في تصويرها والتعبير عن مداها أبلغ من الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم:

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:


«كَيْفَ تَقُولُونَ بِفَرَحِ رَجُلٍ انْفَلَتَتْ مِنْهُ رَاحِلَتُهُ، تَجُرُّ زِمَامَهَا بِأَرْضٍ قَفْرٍ لَيْسَ بِهَا طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ،
وَعَلَيْهَا لَهُ طَعَامٌ وَشَرَابٌ، فَطَلَبَهَا حَتَّى شَقَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ مَرَّتْ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ فَتَعَلَّقَ زِمَامُهَا، فَوَجَدَهَا مُتَعَلِّقَةً بِهِ؟
»


قُلْنَا: شَدِيدًا، يَا رَسُولَ اللهِ .. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«أَمَا وَاللهِ لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ، مِنَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ» [4]







7- وإليكم ثمرة قيمة ذكرها ابن القيم في كتابه (بدائع الفوائد):

فليس للعبد إذا بُغِيَ عليه وأوذِيَ وتَسلَّط عليه خصومُهُ شيءٌ أنفعُ لهُ من التوبةِ النَّصُوح، وعلامة سعادته أن يَعكِس فِكْرَهُ ونظره على نفسه وذنوبه وعيوبه
فيُشغَل بها وبإصلاحِها وبالتوبةِ منها.. فلا يبقى فيه فراغٌ لتَدَبُّر ما نزل به، بل يتولَّى هو التوبة وإصلاح عيوبه، واللهُ يتولَّى نُصرَته وحِفظَه والدفع عنه ولا بُدَّ
فما أسعده من عبد وما أبركها من نازلةٍ نزلت به وما أحسن أثرها عليه، ولكن التوفيق والرُشد بيدِ الله لا مَانِع لما أعطى ولا مُعطِي لما مَنَع
فما كُلّ أحد يُوفَقُ لهذا؛ لا مَعرِفَةً بِه ولا إِرَادةً لَهُ ولا قُدرَةً عَليهِ
ولا حول ولاقوة إلا بالله





إخواني وأخواتي.. أبنائي وبناتي


تجديد العهد مع الله في كل وقتٍ وكل حين لِزاماً علينا وحَرِيٌّ بنا

ومداومة الإستغار والإكثار منه كتنفس الهواء واجبنا، وحياة لنا

وذكر الله تعالى ليل نهار دون توقف نحيا به دوماً كنبض قلوبنا

والحَذَرُ كُلّ الحَذَر مِن أعداءٍ أربعةٍ للإنسان:


نفسه والهوى وحب الدنيا، ومكائد الشيطان

فاحذروا يا عباد الرحمن.. إحذروا من مكائد الشيطان


يُزيِّن المعاصي بكل طاقته لابن آدم طوال العمر، فاحذروه قبل شهر رمضان

من يقع في حبائله مُقترفا للمعاصي في شهر شعبان، سيكون حاله بين اثنان:

أحدهما يظل قلبه غافلاً متعلقا بالدنيا وغير آبه لأيام النفحات والفوز بالغفران

والآخر يكتوي قلبه من المعاصي التي اقترفها ويظلّ في حسرة المتعثر الحيران

حتى إذا أهلَّ عليه غرة رمضان؛ تحيَّر بين ذنوبه وبين قبول عمله وهو ظانّ

بأنَّ الله لن يقبل منه عملاً بعدما وقع في دائرة المقترفين للذنوب والعصيان

وهذا من عمل شيطانه الذي هيأ له اقتراف ذنبٍ ثم يُوقِعه في تَحَيُّرٍ وتَيَهان

حتي إذا ما استصعب عليه أمر في الطاعات ظنَّ أَنْ ذاكَ غضبٌ من الرحمن

وهو لا يعلم، بل يجهل!! أن قلبه لم يَخلُص من شائبة التعلق بما هو فان

فحب الدنيا وشهواتها بقلبه، ولم يجاهد نفسه والهوى قبلاً، ولا الشيطان

يصوم ويصلي مؤديا، ويهويِ باحثاً عمَّا يُلهيه بُعداً عن النوافل والقرآن

ويخونه الظنّ وهَمَاً أنَّهُ سوف يدرك يوم خير أو ليلة القدر في آخر رمضان


وآهٍ من سوف أفعل، وآهٍ من سوف أعمل، ثم آهٍ من تسويفٍ مآلُهُ الخُسران

فاحذروا عباد الله من مكائد الشيطان





اللَّهمَّ إنِّا نعوذُ بكَ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ
وهَمزِهِ ونفخِهِ ونفثِهِ


اللَّهمَّ اقسِم لَنا من خشيتِكَ ما يَحولُ بينَنا وبينَ معاصيكَ،

ومن طاعتِكَ ما تبلِّغُنا بِهِ جنَّتَكَ، ومنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَينا مُصيباتِ الدُّنيا،

ومتِّعنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوَّتنا ما أحييتَنا، واجعَلهُ الوارثَ منَّا، واجعَل ثأرَنا على من ظلمَنا،

وانصُرنا علَى من عادانا، ولا تجعَل مُصيبتَنا في دينِنا،

ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا، ولا تسلِّط علَينا مَن لا يرحَمُنا

اللهمَّ إنَّا نعوذ بك من العجزِ والكسلِ، والجُبنِ والبُخلِ، والهَرمِ وعذابِ القبرِ

اللهمَّ آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها

اللهمَّ إنَّا نعوذُ بك من علمٍ لا ينفعُ،

ومن قلبٍ لا يخشعُ، ومن نفسٍ لا تَشبعُ، ومن دعوةٍ لا يُستجابُ لها

رَ‌بَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا

رَ‌بَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرً‌ا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا

رَ‌بَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ

وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ‌ لَنَا وَارْ‌حَمْنَا

أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْ‌نَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِ‌ينَ

رَ‌بَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَ‌حْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

رَ‌بَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَ‌يْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ

رَّ‌بَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَ‌بِّكُمْ فَآمَنَّا

رَ‌بَّنَا فَاغْفِرْ‌ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ‌ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَ‌ارِ‌

رَ‌بَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُ‌سُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ

إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ

رَ‌بَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

وآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيِن

وصَلَّىَ اللهُ عَلىَ سَيِدِنَا مُحَمَّدٍ

وعَلىَ آلِهِ وصَحْبِه وسَلَّم





------------------------------------------------------------------------
الهوامش:
=====
[1] رواه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد (ص 228) وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/ 130) بلفظ أجمع تسعون

[2] ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 47) ، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين (2/ 256)

[3] تفسير المنار للشيخ محمد رشيد رضا

[4] معاني المفردات:
انفلتت: فرَّت وهربت
راحلته: الراحلة وجمعها رواحل، وهو الصالح للسفر والحمل من الإبل ونحوه
زمامها: الزمام هو ما تُقاد به الدابة من حبل أو غيره
بجذل شجرة: أصل الشجرة الباقي بعد ذهاب الفرع
قلنا شديدا: أي نراه فرحا شديدا

التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 07:24 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.