انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-05-2009, 10:50 AM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي بك أصبحنا الحلقة رقم 33

 








بك أصبحنا رقم 33


الإخوة والأخوات أعضاء المنتدى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسمحوا لى أن اطل على المنتدى من هذه النافذة وقد أسعدنى كثيرا مشاركة الإخوة والأخوات فى الحلقة الماضية .



خبر من دارنا


من المزدلفة ومع إشراقه صباح العيد يرفع الحجيج اكف الضراعة الى الله


ومن هذا المكان تذكرت اخوتى من أعضاء الحور العين ودعوت لهم بظهر الغيب ان يغفر لهم


أرجو الله ان يتقبل الحج والدعاء يا رب العالمين




خبر من السعودية



كما اخبرتكم بانه تم ذكر منتدانا فى برنامج بك أصبحنا بالسعودية

أتشرف بإبلاغكم انكم يمكنكم الاستماع لهذه الحلقة من هذ الرابط
http://www.bekasbhna.com/vb/t2789.html
علما بان بداية المشاركة عند الدقيقة 5.33






موضوع الحلقة


إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ




الإخوة والأخوات موضوعنا هذا الأسبوع مختلفا تماما عن الموضوعات السابقة فقد استمعت لخطبة جمعة طيبة عن تفسير سورة الفاتحة وقد اندهشت عندما علمت ان هناك كتابا عن إياك نعبد وإياك نستعين.
نقف مع قوله تعالى:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } (الفاتحة:4).كلمتان بسيطتان لكنهما والله عظيمتان وهما جماع الدين فما خلق الله الخلق إلا لغاية واحدة بينها لهم في كتابه جل شأنه بقوله:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }(الذاريات:56).فما من إنسي ولا جني ولا ملك مقرب خُلق منذ بدأ الله الخلق حتى يرث الأرض ومن عليها إلا لهدف واحد وغاية واحدة ألا وهي عبادة الله،وما من نبي إلا ودعا قومه ل{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }؛أثبت ذلك ربنا في كتابه بقوله:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } (النحل:36).


قال بعض السلف الفاتحة سر القرآن وسرها هذه الكلمة " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " فالأول تبرؤ من الشرك والثاني تبرؤ من الحول والقوة والتفويض إلى الله عز وجل وهذا المعنى في غير آية من القرآن كما قال تعالى : " فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبّك بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " " قُلْ هُوَ الرَّحْمَن آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا" " رَبّ الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب لَا إِلَه إِلَّا هُوَ فَاِتَّخِذْهُ وَكِيلًا " " وكذلك هذه الآية الكريمة " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " وتحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب وهو مناسبة لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى فلهذا قال : " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ " وفي هذا دليل على أن أول السورة خبر من الله تعالى بالثناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى وإرشاد لعباده بأن يثنوا عليه بذلك ولهذا لا تصح صلاة من لم يقل ذلك وهو قادر عليه كما جاء في الصحيحين عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " . وفي صحيح مسلم من حديث العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة عن أبيه عن أبي هريره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل إذا قال العبد " " الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ " قَالَ اللَّه حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَالَ " الرَّحْمَن الرَّحِيم " قَالَ اللَّه أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ : " مَالِك يَوْم الدِّين" قَالَ اللَّه مَجَّدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَالَ " إِيَّاكَ نَعْبُد وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين " قَالَ هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ " اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْت عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ " قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " وقال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما " إِيَّاكَ نَعْبُد " يعني إياك نوحد ونخاف ونرجوك يا ربنا لا غيرك" وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين " على طاعتك وعلى أمورنا كلها وقال قتادة " إِيَّاكَ نَعْبُد وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين " يأمركم أن تخلصوا له العبادة وأن تستعينوه على أموركم وإنما قدم " إِيَّاكَ نَعْبُد " على " وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين " لأن العبادة له هي المقصودة والاستعانة وسيلة إليها والاهتمام والحزم تقديم ما هو الأهم فالأهم والله أعلم .


العبادة في اللغة من الذل يقال طريق معبد وبعير معبد أي مذلل وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف. وقدم المفعول وهو إياك وكرر للاهتمام والحصر أي لا نعبد إلا إياك ولا نتوكل إلا عليك وهذا هو كمال الطاعة . والدين كله يرجع إلى هذين المعنيين .

والعبادة مقام عظيم يشرف به العبد لانتسابه إلى جناب الله تعالى وقد سمى الله رسوله صلى الله عليه وسلم بعبده في أشرف مقاماته فقال : " الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب " " وأنه لما قام عبد الله يدعوه " " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا " فسماه عبدا عند إنزاله عليه وعند قيامه في الدعوة وإسرائه به وأرشده إلى القيام بالعبادة في أوقات يضيق صدره من تكذيب المخالفين حيث يقول" ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " .
ووصفه بها حال الوحي فقال:{ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى }(النجم:10).ووصف العظيم بها عباده الذين اصطفاهم وعصمهم من الشيطان فقال:{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلً }(الإسراء:65).

ومما زادني فخراً وتَيْهاً..وكدت بأصبعي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك ياعبادي..وأن صيَّرت أحمد لي نبياً.

يوم أن عرفت العبودية طريقها لقلب بلال وهو عبد حبشي ما استطاع صناديد قريش أن يغيروه عنها؛وبلغ من العزة أن اعتلى بقدمه السوداء أطهر مكان على وجه الأرض الكعبة ليعلن عبوديته لله ليعلن ثمرة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }وصناديد قريش مطأطئين رؤسهم تحت قدميه،العبودية كما عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هي كمال الحب مع كمال الذل.

ولا يكون العبد محققاً إياك نعبد إلا بأصلين عظيمين وهما الإخلاص والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في هذا منقسمون لأربعة أقسام الأول منهم من حقق إياك نعبد فكانت كل أعماله لله وموافقة لشرع الله، القسم الثاني وهم من لا إخلاص له ولا متابعة كأعمال المتزينين للناس المرائين لهم بما لم يشرعه الله وهم شرار الخلق،القسم الثالث وهم مخلصون في أعمالهم ولكنها على غير هدى كجهال العبَّاد ممن يظن أن الخلوة التي يترك فيها الجمعة والجماعة قربة،وأن صيام يوم فطر الناس جميعاً قربة، القسم الرابع:من أعماله على متابعة الأم ،لكنها لغير الله كطاعة المرائين.

والناس مع أفضل أحوال العبادة أربعة أصناف؛الصنف الأول:يرى أن أنفع العبادات وأفضلها هو أشقها على النفوس وأصعبها؛ فقالوا الأجر على قدر المشقة، وأن النفوس لا تستقيم إلا بذلك، والصنف الثاني:رأى أن أفضل العبادات التجرد والزهد في الدنيا والتقلل منها،الصنف الثالث:رأوا أن أفضل العبادات ما كان فيه نفع متعد، فرأوا خدمة الفقراء والاشتغال بمصالح الناس وقضاء حوائجهم أفضل فتصدوا لها،الصنف الرابع وهو أرشدهم؛فقالوا:إن أفضل العبادة:العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته،فأفضل العبادات عند حضور الضيف إكرامه، والأفضل في أوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن،والأفضل في أوقات استرشاد الطالب وتعليم الجاهل الإقبال عليه والاشتغال بتعليمه، والأفضل وقت الأذان ترك ما هو فيه من ورده والاشتغال بإجابة المؤذن، والأفضل في أوقات الصلوات الخمس الجد والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه، والأفضل وقت قراءة القرآن جمع القلب والهمة على تدبره وتفهمه حتى كأن الله تعالى يخاطبك..وهكذا،أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ(115)فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }(المؤمنون:116).
ان العبد لا يوفق للعبودية من عند نفسه ولكن لا بد من إعانة الله له يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله "تأملت أنفع الدعاء : فإذا هو سؤال الله العون على مرضاته ثم رأيته في الفاتحة{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ .فأنت أخي الحبيب في حاجة لأن تغتنم أفضل الأوقات لتدعوا ربك وخالقك ورازقك أن يعينك على عبادته وعبوديته .

أخي الحبيب اعلم رحمني الله وإياك أن الاستعانة بالله تكون في جميع الأمور:أمور الدنيا وأمور الآخرة فلا تقصرها على أمور الشهوات والدنيا، ولاتضيق إذا لم يعينك الله على قضاء أمر من أمور الدنيا فقد تكون فيه هلكتك، فهذا إبليس أجارنا الله وإياكم من مكره طلب من ربه فقال:{ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }(الأعراف:14).فأعانه الله على تحقيق طلبه فقال{ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ }(الأعراف:15).فكان في إجابته وإعانته مزيد شقاء له. فاحمد الله أخي الحبيب أن اجتباك ربك ووفقك للعبودية الحقة لجلاله،ويترتب على عبودية القلب لله عبودية البصر فلا ينظر إلى ما حرم الله،وعبودية الرجل فلا تمشي إلى ما حرم الله،وعبودية الأذن فلا تسمع ما حرم الله وهكذا إذا عُبِّد القلب عُبِّدت الجوارح،

أيها الأحبة في الله لقد وضع الإمام ابن قيم الجوزية ست وستون منزلة لإياك نعبد وإياك نستعين وهذبها الشيخ عبد المنعم العزي فى كتاب " تهذيب مدارج السالكين " .




يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن - وأعوذ بالله أن تدركوهن –




لقد حذرنا صلى الله عليه وسلم عن الزيغ عن طاعة الله وعن المعاصي وحذرنا عن


كثير من المهلكات والأمراض التي تفتك بالمجتمع المسلم وتستشري به ، فلذلك كان

صلى الله عليه وسلم بحكمته يصف الداء ونتائجه الوخيمة.



فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

((يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن - وأعوذ بالله أن تدركوهن - : لم

تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم
تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا
بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا
القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله
إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم
بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)) [رواه ابن ماجة
وصححه الألباني في الصحيحة].







فالنبي صلى الله عليه وسلم يذكر لنا خمسة أمراض اجتماعية مع ذكر أسبابها

ونتائجها :





فالمرض الأول هو الزنى: وهو اتصال بين الذكر والأنثى بدون عقد شرعي أو بوجود

خلل في شروط هذا العقد الصحيح .

والزنى أنواع : فمنه زنى البصر ومنه زنى السمع وزنى اللمس وزنى الشم وأبلغه
زنى الفرج .







وعالج الإسلام هذا المرض فحرم الأسباب المؤدية له ، من ذلك : حرم الخلوة

بالمرأة الأجنبية ، وحرم السفور والتبرج ، وحرم كذلك خروج المرأة من بيتها إلا

بإذن زوجها، وأمر أيضا المؤمنين والمؤمنات بغض البصر ، ولكن تنكر البعض
للشريعة وتشبه البعض بالشرق والغرب جعلهم يسقطون في الهاوية وتكثر الأمراض
عندهم كالإيدز والهربس والسيلان ..الخ.







أما المرض الثاني فهو تطفيف الميزان والمكيال: فتوعد الله المطففين بالعذاب

الأليم قال تعالى: ((ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا

كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس
لرب العالمين)) ، فهذا المطفف الذي استحل أموال الناس بالباطل نزعت منه الرحمة
، فلذلك حث الإسلام أتباعه على الأمانة في البيع والشراء.







والمرض الثالث الذي يجلب سخط الله عز وجل منع الزكاة : فالزكاة حق المال ، وهي

النظام الاقتصادي في الإسلام ، استطاع الإسلام بهذا النظام أن يقضي على الفقر

في عصر من العصور حينما كانت شريعة الله حاكمة ، فروي أن جباة الزكاة كتبوا
لعمر بن عبد العزيز رحمه الله أننا جمعنا زكاة شمالي أفريقيا ولم نجد من
يأخذها ، فكتب لهم أن اشتروا أرقاء وأعتقوهم لوجه الله. فلذلك كانت الطامة
الكبرى: منع الرب تبارك وتعالى عنهم القطر من السماء وأصابهم بالسنين ولولا
الرحمة بالبهائم لم يسق فاسقا شربة ماء.







والمرض الرابع وهو نقض العقد والميثاق: وهذا الداء مرض خطير يستوجب غضب الله

عز وجل فالإنسان الذي ينقض عهد الله وميثاقه يخرج عن العبودية لله (( ولا تطع

من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا)) فعلى المسلم أداء
الأمانة والوفاء بالعهد والميثاق واتباع نهج الله ورسوله .







وأما المرض الخطير الخامس وهو جامع لكل معصية ورزية ، وسبب لكل فتنة ومحنة في

دنيا المسلمين ، فالحكم بغير ما أنزل الله وعدم الانقياد لشرعه هو سبب مشاكل

العالم ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((وما لم تحكم أئمتهم بكتاب
الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)) ونسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا وحكامنا إلى
الحكم بما أنزل الله وأن يهديهم إلى ما فيه الخير وإلى ما يحبه ويرضاه قال
تعالى : --((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم إن الله لقوي عزيز)).











المؤمن والألم


يا أيها المؤمن، لا بد لك من الألم في هذه الحياة، ولا يمكن أن تستمر الحياة بدون ألم، والله بحكمته وعدله ركب الألم في الإنسان وهو العليم الخبير؛ ليسعى العباد في تحصيل منافعهم الدنيوية والأخروية، فالألم ليس مذمومًا دائمًا، فقد يكون هذا الألم خيرًا للعبد من عدمه، فالدعاء الحار المستجاب بإذن الله يأتي مع الألم، والتسبيح الصادق يصاحبه الألم، وحمل النفس على طاعة الله والصبر على أدوائها يكون معه ألم، والصبر عن ارتكاب المعاصي واجتنابها، والصبر على الأقدار أن لا يتسخطها، كل ذلك يكون مع الألم. وتأمّل الطالب حال التحصيل فحمله لأعباء الطلب يثمر عالمًا فذًّا؛ لأنه احترق في البداية فأشرق في النهاية، أما الطالب الذي عاش حياة الراحة والدعة ولم تنضجه الأزمات ولم تكوه الملمات فهذا الطالب يبقى كسولاً مترهلاً فاترًا، فكمال النهايات يكون بألم ومشقة في البدايات.

وأسمى من ذلك وأرفع حياة المؤمنين الأولين الذين عاشوا فجر الرسالة ومولد الملة، فإنهم أعظم إيمانًا وأبر قلوبًا وأصدق لهجة وأعمق علمًا؛ لأنهم عاشوا الألم والمعاناة: ألم الجوع والفقر والتشريد، وألم الأذى والطرد والإبعاد، وألم فراق المألوفات وهجر المرغوبات، وألم الجراح والقتل والتعذيب، كل ذلك في سبيل الله، فكانوا بحق الصفوة الصافية والفرقة الناجية، آيات في الطهر، وأعلامًا في النبل، ورموزًا في التضحية،

قال الله تعالى: ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ ٱلْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوّ نَّيْلًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ[التوبة:120]، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ)) رواه الترمذي. فأخبر النبي أن الخائف المسرع في مرضاة الله هو المحصّل لجنة الله الغالية، خلافًا لغيره. وجاء رجل إلى الإمام أحمد رحمه الله فقال له: متى الراحة؟ قال: "عند أول قدم نضعها في الجنة".
كيف هُدمت قلاع الشرك؟! وكيف قُوّضت دولة الكفر في فجر الدعوة؟! كيف انتشر الإسلام وعمّت ربوعه على نواحٍ كثيرة من الأرض في فترة وجيزة من عمر التاريخ؟! كل ذلك وغيره لم يحصل إلا بشيء من التضحية والمعاناة والألم؛ لذلك كان الألم نعمة من نعم الله على العباد، وحافزًا لهم لابتغاء مرضاته،

والعبد إن يعش مشبوب الفؤاد ملذوع النفس أرقُّ له وأصفى من أن يعيش بارد المشاعر فاتر الهمة خامل النفس، كما قال الله تعالى عن المنافقين: وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ ٱقْعُدُواْ مَعَ ٱلْقَـٰعِدِينَ[التوبة:46].
إنك ـ يا عبد الله ـ مخيّر بين أن تسلك أسباب التوفيق أو أن تسلك أسباب الخذلان، وكلاهما من خلق الله، فأسباب التوفيق منه ومن فضله، وهو الخالق لهذهوهذه، كما خلق أجزاء الأرض، هذه قابلة للنبات، وهذه غير قابلة له، وخلق جل وتعالى الشجر، هذهتقبل الثمرة، وهذه لا تقبلها، وخلقالنحلة قابلة لأن يَخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه، وخلق الزنبور غير قابل لذلك، ‏وخلق الأرواح الطيبة قابلة لذكره وشكره وإجلاله وتعظيمه وتوحيده ونصيحة عباده، وخلق الأرواحالخبيثة غير قابلة لذلك بل لضده، وهو الحكيم العليم. فاختر ـ يا عبد الله ـ لنفسك ما تشاء.

نسأل الله تعالى أن نكون مفاتيح للخير مغاليق للشر.




خاتمة


اشكر كل من شارك معى فىالحلقة الماضية وهم :





وأتمنى ان ينصحونا دائما لنطور الحلقاتفى الأسابيع القادمة ان شاء الله
للأخوة الذين لم يتابعوا الحلقات من البداية هنا والحمد للهروابط جميع الحلقات السابقة
http://www.hor3en.com/vb/showthread.php?t=39193

انتظر مشاركاتكمواقتراحاتكم
أدعو الله ألا أكون جسراً تعبرون به الى الجنة ويلقى بى فىالنار
و أرجو ألا أنهاكم عن شيء و آتيه وآمركم بشيء ولاأفعله
وادعوا الله أن يغفر لى ما قدمت وما أخرت وما أسرر ت و ماأعلنت

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

التعديل الأخير تم بواسطة د. حازم ; 12-16-2009 الساعة 04:57 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-05-2009, 12:14 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

ماشاء الله
حلقة فعلا هامة جدا هادفة
اذ تتكلم عن الغاية التي ماخلق الانسان الا لها ألا وهي العبادة
فالانبياء كلهم جاءوا يدعون اليها ولايدعون لشيئ سواها
فالانبياء كما قال النبي صلوات الله وسلامه عليه (اولاد علات) واولاد العلات هم الذين من اب واحد وامهات شتي اي المقصود انهم جاءوا بدين واحد وشرائع مختلفة
فكلهم جاءوا يدعون الي كلمة التوحيد الي شهادة ان لا اله الا الله
فمن اجل هذه الكلمة انزل الله الكتب
وارسل الرسل
وقام سوق الجنة والنار
ووضع الصراط
واقيم الميزان
وجعل الحساب
ومن اجل هذه الكلمة
قُسم الناس الي مؤمن وكافر
فما خلقنا الا لهذا للعبادة
سيظن ظان ان معني ذلك الجلوس في المساجد والانشغال بالصلاة والصيام وترك العلم الشرعي والعمل والسعي وراء الرزق ... لا ليس هذا المقصود
بل المقصود ان يكون كل ما افعله خاضع وواقع تحت العبادة فاذا اكلت او شربت فيكون طعامي وشرابي بنية التقوي علي العبادة وليس الاكل والشراب كما يشرب البهائم بلا نية
واذا نمت يكون نومي ايضا بنية اراحةالجسد ليقوم للقيام والصلاة وليس كمن ينام من التعب يقضي يومه في العمل وليله نائم كما يقول عنه العلماء جيفة بالليل وحمار بالنهار فهولايذكر الله ابدا ولا يعمل عمل به نية التعبد لله
حتي الزواج فهويجب ان يكون بنية وهي ماقاله الرسول معلمنا (من استطاع منكم الباءة فليتزوج فهو اغض للبصر واحصن للفرج)
فالانسان يتزوج لكي يغض بصره عن الحرام ويطلقه في الحلال فاذا غض بصره سلم من الوقوع في الزنا والحرام وهذاكله عبادة لانه طاعة لله بالبعدعن المعاصي وامتثال الاوامر
فامورحياتنا كلها مبنيةعلي العبادة
فالله نسأل ان يحيينا علي طاعته ويميتنا علي عبادته

جزاك الله خيرا كثيرا
وفقك الله لما فيه الخير
وحج مبرور وذنب مغفور وتقبل الله منا ومنكم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-05-2009, 12:26 PM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا على الإضافة المتميزة
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-05-2009, 12:28 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

بارك الله فيك
وجزيت خيرا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-05-2009, 04:27 PM
رحمتك يارب رحمتك يارب غير متواجد حالياً
(رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
 




افتراضي

جزاكم الله خيراً
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-05-2009, 04:34 PM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم مُعاذ السلفية مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيراً
جزاكم الله خيرا منه
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-05-2009, 07:52 PM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

تقبل الله منا ومنكم صالح العمل .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-05-2009, 10:46 PM
أم عمر أم عمر غير متواجد حالياً
اللهم نسألك الجنة بغير حساب وأن ترحم أبى وتعلى قدره فى الجنة وترزقنا الثبات حتى الممات
 




افتراضي

حلقة مثمرة ماشاء الله كما عهدناكم
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
التوقيع

غراس الجنة:
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-06-2009, 09:37 AM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومالك مشاهدة المشاركة
تقبل الله منا ومنكم صالح العمل .
آمين آمين
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12-06-2009, 09:38 AM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عمر مشاهدة المشاركة
حلقة مثمرة ماشاء الله كما عهدناكم
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
جزاكم الله خيرا منه
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
33, أصبحنا, الحلقة, بك, رقم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:50 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.