انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-01-2010, 07:22 AM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




3agek13 البلايا وصبر المؤمن

 



لقد قدر الله مقادير الخلائق وآجالهم .. ونسخ آثارهم وأعمالهم، وقسم بينهم معايشهم وأموالهم .. وخلق الموت والحياة
ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، وجعل الإيمان بقضاء الله وقدره ركناً من أركان الإيمان وما
في الأرض من حركة ولا سكون

إلا بمشيئة الله وإرادته وما في الكون كائن إلا بتقدير الله وإيجاده، والدنيا طافحة بالأنكاد والأكدار،
مطبوعة على المشاق
والأهوال، والعوارض والمحن



{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين }

والقواطع محن يتبين بها الصادق من الكاذب

{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }

والنفس لا تزكوا إلا بالتمحيص ...... والبلايا تـُظهر المؤمنين يقول ابن الجوزي :
" من أراد أن تدوم له السلامة والعافية من غير بلاء فما عرف التكليف ولا أدرك التسليم "
ولابد من حصول الألم لكل نفس سواء آمنت أم كفرت .. والحياة مبنية على المشاق وركوب الأخطار ولا يطمع أحد
أن يخلص من المحنة والألم
، والمرء يتقلب في زمانه في تحول النعم واستقبال المحن،
وما الابتلاء إلا عكس المقاصد
وخلاف الأماني ومنع الملذات، والكل حتماً يتجرع مرارته ولكن ما بين مقل ومستكثر،
يبتلى المؤمن ليهذب لا ليعذب
فتن في السراء ومحن في الضراء



{ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}

والمكروه قد يأتي بالمحبوب ...
والمرغوب قد يأتي بالمكروه ... فلا تأمن أن توافيك المضرة من جانب المسرة

ولا تيأس أن تأتيك المسرة من جانب المضرة



{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَتَعْلَمُونَ }

فوطن نفسك على المصائب قبل وقوعها ليهن عليك وقوعها ولا تجزع بالمصاب فللبلايا أمد محدود عند الله ..
ولا تسخط بالمقال فرب كلمة جرى
بها اللسان هلك بها الإنسان. والمؤمن الحازم يثبت للعظائم ولا يتغير فؤاده

ولا ينطق بالشكوى لسانه

وخفف المصاب على نفسك بوعد الأجر وتسهيل الأمر لتذهب المحن بلا شكوى، وما زال العقلاء يظهرون التجلد
عند المصاب لئلا يتحملوا مع النوائب
شماتة الأعداء، والمصيبة إن بدت لعدو سرَّ بها وفرح، وكتمان المصائب

والأوجاع من شيم النبلاء فصابر
هجير البلاء فما أسرع زواله، وغاية الأمر صبر أيام قلائل، وما هلك الهالكون

إلا من نفاذ الجلد، والصابرون مجزيون بخير الثواب



{وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

وأجورهم مضاعفة بلا حساب والله معهم والفرج معلق بصبرهم



{ أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا}

وما منعك ربك أيها المُبتلى إلا ليعطيك .. ولا ابتلاك إلا ليعافيك .. ولا امتحنك إلا ليصطفيك .. يبتلي بالنعم وينعم بالبلاء فلا تضيع زمانك
بهمّك بما ضمن لك من الرزق فما دام الأجل باقياً كان الرزق آتياً




{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا }

وإذا أغلق عليك بحكمته طريقاً من طرقه فتح لك برحمته طريقاً أنفع لك من الابتلاء يرفع شأن الصالحين ويعظم أجرهم
يقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : قلت يا رسول الله : أي الناس أشد بلاء؟ قال :
"الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه،
وإن كان في دينه رقة خفف عنه، وما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة "


وطريق الابتلاء معبر شاق، تعب فيه آدم، ورمي في النار الخليل، واضجع للذبح إسماعيل، وألقي في بطن الحوت يونس
وقاس الضر أيوب، وبيع بثمن بخس يوسف،
وألقي في الجب إفكاً وفي السجن ظلماً، وعالج أنواع الأذى نبينا محمد

وأنت على سنة الابتلاء سائر، والدنيا
لم تصف لأحد ولو نال منها ما عساه أن ينال .. يقول صلي الله عليه وسلم
:
" من يرد الله به خيراً يصب منه "
قال بعض أهل العلم: ( من خلقه الله للجنة لم تزل تأته المكاره )

والمصيبة حقاً إنما هي المصيبة في الدين وما سواها من المصائب فهي عافية ..... فيها رفع الدرجات
وحط السيئات .. والمصاب من حُرم الثواب .... فلا تأس على ما فاتك من الدنيا فنوازلها أحداث وأحاديثها
غموم وطوارقها هموم ... الناس معذبون فيها على قدر همهم بها ... الفرح بها هو عين المحزون عليه
آلامها متولدة من لذاتها، وأحزانها من أفراحها.

يقول أبو الدرداء: ( من هوان الدنيا على الله أنه لا يعصى إلا فيها ولا ينال ماعنده إلا بتركها ) ... فتشاغل بما
هو أنفع لك من حصول ما فاتك من رفع خلل أو اعتذار عن زلل أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب وتلمح سرعة
زوال بليتك تهن.. فلولا كرب
الشدة ما رجيت ساعة الراحة، وأجمع اليأس مما في أيدي الناس تكن أغناهم، ولا تقنط

فتخذل وتذكر كثرة نعم الله عليك، وادفع الحزن بالرضا بمحتوم القضاء .. فطول الليل وإن تناهى فالصبح له انفلاج
وآخر الهم أول الفرج ..

والدهر لا يبقى على حال بل كل أمر بعده أمر وما من شدة إلا ستهون، ولا تيأس وإن تضايقت الكروب فلن
يغلب عسر يسرين،
واضرع إلى الله يسرع نحوك بالفرج، وما تجرع كأس الصبر معتصم بالله إلا أتاه المخرج.


وربنا وحده له الحمد وإليه المشتكى فلا ترجو إلا إياه في رفع مصيبتك ودفع بليتك .. وإذا تكالبت عليك الأيام وأغلقت
في وجهك المسالك والدروب
وإذا ليلة اختلط ظلامها وأرخى الليل سربال سترها قلب وجهك
في ظلمات الليل في السماء
وارفع أكف الضراعة وناد الكريم أن يفرج كربك، ويسهل أمرك وإذا قوى الرجاء وجمع القلب الدعاء لم يرد النداء .



{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ }

وتوكل على القدير والجأ إليه بقلب خاشع ذليل يفتح لك الباب، يقول الفضيل بن عياض :
( لو يئست من الخلق لا تريد منهم شيئاً لأعطاك مولاك كل ما تريد )
إبراهيم عليه السلام ترك هاجر
وابنه إسماعيل بواد لا زرع فيه ولا ماء فإذا هو نبي يأمر أهله بالصلاة والزكاة

وما ضاع يونس مجرداً في العراء،
ومن فوّض أمره إلى مولاه حاز مناه، وأكثر من دعاء ذي النون

{ لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُمِنَ الظَّالِمِينَ}
يقول العلماء: ( ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه ) .....

فالق كنفك بين يدي الله وعلق رجاءك به وسلم الأمر للرحيم واسأله الفرج واقطع العلائق عن الخلائق وتحر أوقات
الإجابة كالسجود وآخر الليل،
وإياك أن تستطيل زمن البلاء وتضجر
من كثرة الدعاء فإنك مبتلى بالبلاء متعبد بالصبر
والدعاء، ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء فالفرج قريب، وسل فاتح الأبواب فهو الكريم وإن يمسسك الله بضر
فلا كاشف له إلا هو، وهو الفعال لما يريد

وإن استبطأت الرزق فأكثر من التوبة والاستغفار فإن الزلل يوجب العقوبة، وإذا لم تر للإجابة أثراً فتفقد
أمرك فربما لم تصدق توبتك
فصححها ثم أقبل على الدعاء فلا أعظم جوداً ولا أسمح يداً من الجواد، وتفقد

ذوي المسكنة فالصدقة ترفع
وتدفع البلاء
وإذا كُشفت عنك المحنة فأكثر من الحمد والثناء، واعلم أن الاغترار
بالسلامة من أعظم المحن فإن العقوبة قد تتأخر والعاقل من تلمح العواقب فأيقن دوماً بقدر الله وخلقه وتدبيره
واصبر على ابتلائه وحكمه واستسلم لأمره.

فالزمان لا يثبت على حال والسعيد من لازم التقوى، إن استغنى زانته وإن افتقر أغنته وإن ابتلى جملته
فلازم التقوى في كل حال فإنك لا
ترى في الضيق إلا السعة ، ولا في المرض إلا العافية، ولا في الفقر إلا

الغنى والمقدور لا حيلة في دفعه ومالم يُقدر لا حيلة في تحصيله



{ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَاكَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون َ}

والرضا والتوكل يكتنفان المقدور، والله هو المتفرد بالاختيار والتدبير، وتدبيره لعبده خير من تدبير العبد لنفسه
وهو أرحم به منه بنفسه،
يقول داود بن سليمان رحمه الله

( يُستدل على تقوى المؤمن بثلاث: حسن التوكل فيما لم ينل ، وحسن الرضا فيما قد نال، وحسن الصبر فيما قد فات )
ومن رضي باختيار الله أصاب القدر وهو محمود مشكور ملطوف به، وإلا جرى عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف
به ومع هذا فلا خروج عما قدر عليك، قيل لبعض الحكماء ما الغنى ؟
قال: " قلة تمنيك ورضاك بما يفكيك "

وقال شريح رحمه الله:
( ما أصيب عبد بمصيبة إلا كان لها فيها ثلاث نعم: أنها لم تكن في دينه، وأنها لم تكن أعظم مما كانت، وأنها لا بد كائنة وقد كانت )


منقول بتصرف كتب الله لنا ولكن الآجر ولا حرمنا واياكن المنفعة
والمؤمن المستقيم علي طاعة ربه يتدرج في مراتب العبودية بين صبر علي البلاء
وشكر علي النعماء .. فهو يعلم ان كل امره خير .. يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم
"عجباً لأمر المؤمن إنّ أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له "
الدنيا دار ابتلاء واختبار .. وقضاء الله نافذ وحكمه صائر .. ولا راد لما قضاه وقدره ..
ولا مانع لما اراده ودبره .. ويقول المولي :
{ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا }
والابتلاء سنة الله الجارية علي عباده .. فمن صبر وشكر غنم وظفر ومن سخط وتضجر ندم وخسر

اصْبِرْ لكـلِّ مصيبـةٍ وتجَلَّدِ ... واعلم بأنّ المرءَ غيرُ مُخَلـَّدِ
أَوَما ترى أنّ الْمصائبَ جَمَّةٌ ... وترى الْمنيّةَ للعبـاد بِمَرْصَدِ
مَن لم يُصب ممن ترى بمصيبةٍ ... هذا سبيلٌ لستَ فيـه بأَوْحَدِ
وإذا ذكرتَ مصيبةً تَسْلُو بها ... فاذكر مُصَـابَكَ بالنبي محمّدِ

اللهم اجعلنا من الراضين بقضائك .. المسلمين بقدرك .. والمنقادين لحكمك والمتدبرين لحكمتك

التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-07-2010, 02:38 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

جزاكِ الله خيراً
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-07-2010, 07:04 AM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الزُبير السلفية مشاهدة المشاركة
جزاكِ الله خيراً
وخيرا جزاكم ونفع بكم
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الفضيلة, القلوب, حراسة, وأعمال


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:33 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.