الجزء الثالث للعقيدة الفرقة 3

[الراجية رحمةالله]

 

تفريغ المحاضرة 4 عقيدة للفرقة 3و4 بفضل الله

من أول الساعة 01:01:53

ثم بعد ذلك ظهر الإمام أبو الحسن الأشعرى رحمه الله و أصله الإعتزال وهذا الذى أذكره هو أصل مجتمع عليه الطوائف أنه كان معتزليا لكن اختلفوا هل هو بعد ذلك بعد أن كان معتزليا صار قلابيا ثم بعد ذلك أصبح سنيا لكن الصحيح هو ما ذكره شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى أنه كان معتزليا ثم صار سنيا فله مرحلتان فقط مرحلة الإعتزال ثم بعد ذلك فارقها إلى مرحلة أهل السنة والجماعة وإن كان قد أخذ مذهب أهل السنة عن بعض حنابلة العراق أخذه بصورة مجملة وهذه الصورة المجملة أدت إلى أنه ذكر بعض العبارات مجملة ولم يفصل فيها لكنه فى كتبه الأخرى مثل الجمعة مثلا يفصل مذهب الإعتزال ويرد له ويرد على من خالفه ويوضح المسائل أما فى كتاب الإبانة تجد بعض المسائل مجملة فنثبتها كما جاءت فتجد بعض الأشاعرة يستدلون بهذا القول على مراد أخر فهو أخذها كما تلقاها مجملة فوضعها مجملة لكن هل هو يقول فى الحقيقة بخلاف مذهب السلف هذا لا تستطيع أن تحدده من هذه العبارات المجملة وسنبين ذلك بإذن الله تعالى

هو كان فى زمن الإعتزال على طريقة الجبائى وسار على هديه ودربه وتعلم منه واستفاد من المعتزلة

ثم بعد ذلك كان على مذهب السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم وهذا كما ذكرت لكم مسلك شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى فى أنه ليس له إلا مذهبان المذهب الأول هو مذهب الإعتزال ثم فارقه لمذهب أهل السنة والجماعة وهذا تجده فى مقارنة بين كتاب الحمعة وكتاب الإبانة فكتاب الجمعة كان على مذهب الإعتزال وكتاب الإبانة كان على مذهب أهل السنة والجماعة وننبه على أن بعض العبارات فيها مجملة فمثلا لما يُقال أننا نثبت كما قال الله تبارك وتعالى قديأخذ هذه العبارة أهل التفويض ويقولون نثبت كما قال الله تبارك وتعالى بد لكنهم يثبتون فى الحقيقة أهل التفويض يثبتون الياء والدال ولا يثبتون فى الحقيقة يدا لله تبارك وتعالى نثبت ما جاء فى الكتاب وفى السنة ولا معنى لهذا الكلام على رأى أهل التفويض

طالب يسأل..؟

الأشعرى فى المجمل أراد أن يكون على مذهب أهل السنة والجماعة ثم بعيدا نقول هل هو وافقه مائة بالمائة هو قال فى مقدمة كتابه أنه يسير على ما قاله الإمام أحمد بن حنبل وهو على مذهب الصحابة والتابعين فى كتاب الإبانة وإن كان قد خالف فى بعض الأشياء وبعض العبارات المجملة التى لا هى نستطيع أن نأخذ منها قول السلف و قول غيرهم مثل الطحاوى مثلا لكن فيه بعض العبارات للطحاوى هذه ظاهرة واضحة

الأشعرى تجده فى بعض المسائل مثل مسألة القدر بقول خلاف قول أهل السنة والجماعة لكن نسير سيرا يتكلم فى الأصل على باب الأسماء والصفات

حاول الإمام أبو الحسن الأشعرى رحمه الله أن يبطل ما كان عليه من ارائه فى مذهب الإعتزال إلا بعض المسائل التى فصلها فى الجمعة جاء وأجملها فى الإبانة على ما تلقاه من حنابلة العراق وقتها وعليه فهو يقول أنه على المذهب على ما ظهر وبدا له وبينه له أهل العلم رحمه الله تعالى وكثير من أهل المتكلمين فى العقائد يذكرون عبارات مجمل كأنك تقول موافق غير موافق قل له ماذا تريد من هذه العبارة

يقول لك كذا وكذا ولا تستطيع أن تحكم بتأثيرك العلمى تقول هذه العبارة على هذا الفهم خطأ وهذه العبارة على هذا الفهم صحيحة فلا بد أن نعتنى بهذا جيدا

فى بعض المسائل مثل مسألة القدر خالف الأشعرى ومسألة الكسبة ولفظ الكسبة مذكور فى كتاب الله تبارك وتعالى "كل نفس بما كسبت رهينة" هذا يدل على اللفظة هم استخدموا هذه اللفظة لأمور أخرى التى أشرنا إليها قبل ذلك فى أن الإنسان لما يفعل الفعل أراد مثلا أن يضرب ولدا فتحريكه لليد والتقائه مثلا برأسه يخلق الله عز وجل عند هذا الحد الضربة والألم وما إلى ذلك وهذا الذى حصل له من الكسب وكذلك النار الأصل أنها على قولهم لا تحرق وبالتقائها بالجسم كان يكون ورقة مثلا التقائها به لا تحرقه فيخلق الله عز وجل الإحتراق فتحترق

طيب إذا قلنا لهم سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام هو لما دخل أرادوا أن يحرقوه قال الله تبارك وتعالى "قلنايا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم" فهنا أن الله تبارك وتعالى جعلها وأمرها بأن تكون على خلاف أصلها وهو الإحراق لو كانت أن الأصل أنها لا تحرق إلا بخلق الله عز وجل للإحراق إذا لقال الله عز وجل لا يقل كونى بردا وسلاما يقل لها يا نار لا يقول شيئا أصلا ولا يفعل شيئا أصلا لأنها لن تحرق فهذا دليل فى الرد عليهم وهكذا سر على ذلك

طالب يسأل..؟

بعض الناس عندهم أهواء معينة فإن جاء وكان ينفذ هواه هذا على مذهب يكون معتزلى يكون جهمى ما عنده إشكال المهم عندى أصول ينفذها على أى مذهب لا إشكال كما ذكرنا فى الكلام على الرافضة الإمامية فأصبحوا معتزلة

طالب يسأل..؟

أصل مذهبهم الجبر يقولون أن الإنسان مجبور وليس مخير فمثلا إن قلنا بأن النار هى التى تحرق إذا النار لها إرادة تحرق أو لا تحرق الإنسان مثلا له إرادة أن يؤمن لكن الله عز وجل خلق له الإيمان وإذا هو إنسان مجبور على فعله فهذه التحويلات كلها لخدمة مذهب

ولذلك يتكلم علماء الأشاعرة كالشهرستان الجويرى الرازى على كلام الحسن الأشعرى يقولون هذا جبر متوسط لكنهم يقولون هو ليس بجبر صرف إنما هو جبر متوسط وسيأتى هذا بإذن الله تعالى فى الكلام على القدر

الأشعرى فى مسائل الإيمان معروف قال إن الإيمان هو التصديق لكن نقول هو فى المجمل صار على مذهب أهل السنة والجماعة لكنه خالفهم مثل ما يقول الإمام الطحاوى على مذهب أهل السنة والجماعة لكن خالف أهل السنة والجماعة فى بعض المسائل

وهو قال فى قول الله تعالى "الرحمن على العرش استوى" قال نؤمن بأن الله مستوى على العرش كما فى قوله تعالى "الرحمن على العرش استوى" لكن لا يفصل المقصود بالإستواء لكن فى كتبه الأخرى مثل الجمعة أخذ يفصل فى هذه المسائل هذا الإشكال هو الذى نريده لكننا نعامل على الأصل الظاهر لذلك نحن نقول لما قال المؤلف قال إن الحاجة المعروفة أنه لا يريد شيئا من أحد لا يستفيد شيئا من أحد سبحانه وتعالى لكن فى الكتب الأخرى يقول إن الإستواء فعل فعله بالعرش صار به مستويا أى أنه لا يثبت الإستواء ومن هنا شيخ الإسلام بن تيمية أراد أن يبين هذا المعنى فقال أما من قال منهم يعنى يقصد الأشعرية بكتاب الإبانة الذى صنفه الأشعرى فى أخر عمره ولم يظهر مقالة تناقض ذلك هذا يعد من أهل السنة لكن مجرد الإنتساب إلى الأشعرى بدعة هذا كلام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله

الأشعرى مر بطورين وليس بثلاثة الطور الأول الإعتزال ثم بعد ذلك تركه إلى غيره وهو أهل السنة والجماعة

01:17:17