انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-21-2010, 08:04 PM
دنيا السلام دنيا السلام غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي التحريض على الجهاد

 

من آلامِ الأمة إلى "حلاوة" الجهاد:

ولنبدأ بالذي هو خير: من قولِ الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال:24] فإن الحياةَ كلُّ الحياةِ بالجهاد في سبيل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} [التوبة:38] هذا -يا أخي المسلم- استنهاض من رب البريات، من فوق سبع سماوات لعباده المؤمنين أن ينفروا في سبيله هاجرين للملذات، ولا يلتهوا بأي شيءٍ من الملهيات، وأن لا يثاقلوا إلى الأرضِ ودَعَةِ الحياة، كيف لا ينفرون والله تعالى يقول: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [التوبة:39] كيف لا ينفرون وربهم سبحانه وتعالى يدعوهم للنفير على ما هم عليه: شباباً وكهولاً، ركباناً ورجالا {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[التوبة: 41] وتالله إن السعيد كل السعد والراضي كل الرضى والموفق كل التوفيق من وفقه الله للنفير هنا إلى هذه الساح، أو أي ساح يختلطُ فيها الدم القاني بالصفاح والرماح، هنا وما أدراك ما هنا ...

هنا مجدٌ
هنا سؤدد
هنا كرامة، هنا شهامة...
هنا إمامة

هنا سيادة، هنا ريادة {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}[القصص:5].

هنا سعادة هنا العاقبةُ حسنى وزيادة..
هنا,,,
هنا شهادة!


{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)}[آل عمران]

فيا من اشتقت إلى رؤية الرحمن، والاجتماع بالحبيبِ من نسلِ عدنان -صلى الله عليه وسلم-، ومعانقةِ الحورِ الحسان، هلم إلينا , إلى الهدى ائتنا والرضوان، حيث رنا الحبيبُ - صلى الله عليه وسلم- حين قال: (تَضَمَّنَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَإِيمَانًا بِي وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ كُلِمَ لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ وَرِيحُهُ مِسْكٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَبَدًا وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ)[رواه الإمام مسلم]!

هذا -يا أخي المسلم- نبيُنا صلواتُ ربنا وسلامه عليه يتمنى هذه الأمنية مع ما أعطاه الله من البراهين الواضحات والحجج الناصعات والمعجزات البينات، فأين السائرون على دربه، والمستنون بسنته وهديه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم؟.

إخوتي في الله!

إن اللسان ليعجزُ عن وصفِ حقيقةِ ولذة الجهاد، هذه اللذة التي لا يعرفها إلا من ذاقها وجربها؛ فَسَرَتْ روح العز والنصرةِ في دمه وملكتْ فؤاده وخالطتْ أحشاءَه:

لا تعذلِ المشتاقَ في أشواقهِ حتى يكونَ حشاكَ في أحشائهِ!

وإن تاريخَ أمتنا الحديثَ تعادُ صياغته هنا: بالصدقِ مع الله والأشلاءِ والدماء، والنصرُ موعدنا إن صدقنا مع ربنا، وصبرنا على دربنا {..وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)}[الحج] فتعالوا إخوتاه نعيد صياغته سوية، ولا يرضين أحدكم بعيشةٍ دنية وموتكم مرة فليكن شهادةً في سبيل الله.

إلى شباب الإسلام:

ويعلم الله يا شباب الإسلام أننا نتمنى لكم ما نتمناه لأنفسنا من الجهاد والشهادة، كيف لا ونحن بكم وأنتم بنا {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات:10] وقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمنُ أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)[متفق عليه من حديث أنس] فاهجروا فُرُشَكُم يا شباب الإسلام، واخرجوا من بيوتكم مهاجرينَ لربكم، ولا يقعدنكم عن هذا المطلب العظيم سبب من الأسباب ولا عذرٌ من الأعذار {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)}[التوبة] ولا تغتروا يا شباب البتةَ بهذه الدار وتيقظوا قبل الحسرات وقبل أن يحشرج الصدرُ بالزفرات؛ أترضى وقتها -يا أخي- أن تأتيك المنية على فراشك كالعجائز فيقال فلانٌ مات؟!!! هيهات هيهات.

وإن كان من نصيحة لأحبابي من شباب الإسلام فأوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيمِ في السر والعلن، وأن تتعلموا دينكم وتعملوا به، وأن تحرصوا على كتاب الله تلاوةً وتعلماً وتعليماً فقد قال الحبيبُ -صلى الله عليه وسلم-: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) [رواه الإمام مسلم عن عثمان -رضي الله عنه-] وقال -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) كما عند الإمام البخاري من حديث الفاروقِ عمرَ بن الخطابِ -رضي الله عنه، وأخص الناس بالقرآن الكريم هم أهل الجهاد فلنحذر أن نهجر كتاب الله {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30)}[الفرقان].

واعلموا يا شباب الإسلام أن أغلى ما وهبكم اللهُ هو دينه:

الدينُ رأسُ المالِ فاستمسكْ به فضياعه من أعظمِ الخذلان


وعدوكم إنما يحاربكم عن عقيدة فاسدة: بالفكر المنحط وإشاعة المجون والفساد القيمي والأخلاقي، فاحرصوا على معرفة مخططاته ودحرها من أرضنا قبل دحره، وأبغضوهم وعادوهم ودمروهم واقتلوهم وشردوا بهم وأرهبوهم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (123)}[التوبة]

شبابَ الإسلام إنكم قرة عين أمتكم فلا تغضبوا ربكم ولا تضيعوا أوقاتكم فيما لا يرضي الله ولا يجدي نفعاً لأن الله سائلكم {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)}[الزخرف] فكيف يجيب أحدنا ربه غداً إن أتى ما يكرهه سبحانه؟ {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)}[الزمر] فالبدار البدار قبل أن تنتهي الأعمار ونرحل عن هذه الدار.

إلى من أسرف على نفسه:

ولا أنسى من أسرف على نفسه من النصح والتذكير؛ فإلى من أسرف على نفسه وظلمها أقول له: هاك أرجى آية في كتاب الله: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)}[الزمر] فالتوبة التوبة فلا زال فيك الأمل والتوبة التوبة قبل أن ينقضي الأجل، {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)}[النور] {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)}[البقرة] وأبشروا معاشر التائبين بخير يوم طلع عليكم منذ ولدتكم أمهاتكم، نعم بخير يوم! كما قال الحبيب -صلى الله عليه وسلم- لكعبٍ بن مالك -رضي الله عنه: (أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ)[في الصحيحين ومسند الإمام أحمد وغيرهم] وأيضاً (لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْ أَحَدِكُمْ بِضَالَّتِهِ إِذَا وَجَدَهَا)[مسلم].

ولربما يقول قائل: إنك تخاطب واقعاً مريراً من مكان بعيد! فأقول له: لا إن شبابنا بهم الأمل وهم حملة مشاعل الفجر الجديد -بإذن الله- ويحتاجون لمن يشاركهم همومهم وقضاياهم ويصحبهم على طريق الهدى والنور، ويخرجهم من براثن المعاصي قبل أن يأتي يوم يقال فيه: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)}[الفرقان] ولنكن مع شبابنا كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَلْعَنُوهُ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)[البخاري].

الفجر الباسم قادممن خلف الليل الجاثم
وربيع الأمة آتٍمن بعد غياب قاتـم
بشباب صلوا الفجرا بشيوخ باعوا العمـرا
برجال كانوا شعلاًفي الليل تشع الفكرة


الوصول لساح الجهاد!

وقد يسألُ آخر: كيف الخلاصُ والسبيل إلى وصال ساحاتِ العزِّ والنزال؟ فأقول -مع ما أسلفتُ ذكره عن التوبة وحب الله -سبحانه وتعالى- لأهلها: ينبغي علينا أن نمزجها بمحاسبةِ النفس والصدقِ مع الله. ويالله كم للصدق معه سبحانه من آثار عجيبة! لأن الصدق كالسيف القاطع الذي تعرض عليه الأعمال فيؤتي ثماره العظيمة إن أداها على وجهها، وتذكروا قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)}[التوبة].

وإذا ما تسامت الروح للمعالي وسأل صاحبُها: خَصِّصْ أكثر، كيف الوُصول لساح العز والإباء؟ فله أقول -وبالله التوفيق-: عليك بالثلث الأخير من الليل فهو وقت النزول الإلهي، وقتها يظهرُ حال المحب مع ربه، وفيه مفاتيح الفرج وتفريج الكروب وغفران الذنوب وإجابة الدعاء فأكثِرْ أخي الحبيب من الدعاء بصدق في الثلث الأخير من الليل ولا تنسَ إسبال الدمعة ولبسَ ثوبِ الخشية ولسان حالك:

إلهي وخالقي إليك لدى الإعسار واليسرِ أفزعُ
إلهي لئن أبعدتني أو طردتني فمن ذا الذي أرجو ومن أتضرعُ؟

واحرص أخي -محبَّ الجهادِ- على البحثِ بجد عن طريقِ الجهاد مع الصحبةِ الصالحة والدليل المؤتمن، وادعُ الله بيقين وأنت تحْسِنٌ الظنِّ فيه سبحانه. ولئن لم ييسر الله لك الطريق؛ فلا أقل من أن تجاهد من مكانك -كما سيأتي بيانه إن شاء الله-.

إلى قوارير أمتنا:

ولا أنسى في هذا المقام القواريرَ أخواتِنا المسلمات: فأوصيهنَّ بعد تقوى الله بالحجاب، فإنه شعار المؤمنات الصالحات وميراث أمهاتنا الكريمات -رضي الله عنهن-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)}[الأحزاب]، ولكِ أختاه أن تتأملي كيف أتتْ آية الحجاب في سورة الأحزاب! وتأملي أختاه أحزابَ اليوم إذ اجتمعوا -بالإضافة لسفكِ دماء المسلمين وتدنيس حرماتهم- اجتمعوا على نزع الحجاب عن نسائهم، فقفي أختاه وخوضي حربكِ ضدهم وكوني كالجوهرةِ المصونة، وابتعدي عما يغضبُ الله وسارعي إلى ما يرضيه سبحانه، وإياكِ وطريق الغاويات فلستِ منهنَّ ولسنَ منكِ، وكوني بانية جيل رباني: تربين أبناءَكِ بل كل من حولك على حبِّ الإسلام والجهاد والولاءِ للمؤمنين والبراء من الكافرين: مرتدين وأصليين.

ويا أمهاتنا.. يا أمهات المجاهدين والأسرى والشهداء , ماذا عسانا أن نقول لكنَّ؟ لله دركُنَّ , واللهِ لن نفيَكُنَّ حقَكُن وعسى الله أن يتقبلنا منكن هدايا فنجتمع عنده سعداءَ شهداء:

حورُ العين تناديني فدعيني اماه دعينـي
لا تبكي دموعكِ يا أمي عن دربي لا لن تثنيني
أماه فديني "ينطلقُ" ويريد رجالاً قد صدقوا
أماه إذا جاء الخبرُ أني في الساحةِ اُحْتَضَرُ
فعزاؤكِ أماه بأني قد نلتُ بذا ما أنتظـرُ

فلتفخري أمَّ المجاهد .. ولتفخري أمَّ الشهيد، وليهنكُنَّ البيع مع مليكِكُنّ، واحرصن أن يكون كل أبنائِكُن من المجاهدين؛ كي يعيدوا لنا تاريخ الميامين : سعدٍ والبراء، الذين جاوزت هممهم هام الجوزاء

إلى أمة الإسلام:

أمتنا الغالية: يا خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرين بالمعروفِ وتنهين عن المنكر، يا أمة الإسلام يا أمة الإقدام , كم فرحنا حين غضبتِ لربك وخرجتِ عن صمتك انتصاراً لنبيكِ -صلى الله عليه وسلم-، كم اختلطت دماءُ موحدي غزة بدموعكِ أمتًنا,كم فرحنا لدعائك لنا فوجدنا الأثرَ جلياً في معتركِ النزال, ولَكَم سلمنا الله من قصفٍ ورماية حتى قلت لبعضِ إخواني ذات مرة: (لا تستبعدوا أن يكون هذا بأثرِ دعاء عجوز لنا ) ، هذا وقد قال الإمام البخاري في كتاب الجهاد من صحيحه: (بَاب: مَنْ اسْتَعَانَ بِالضُّعَفَاءِ وَالصَّالِحِينَ فِي الْحَرْبِ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ قَالَ لِي قَيْصَرُ سَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَزَعَمْتَ ضُعَفَاءَهُمْ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُل) وروى بعده حديث سعد -رضي الله عنه- عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ)، قال ابن حجر: ( قوله: (باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب) أي: ببركتهم ودعائهم) وقال شارحاً للحديث: (قوله هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم في رواية النسائي: (إنما نصر الله هذه الأمة بضعفتهم بدعواتهم وصلاتهم واخلاصهم) وله شاهد من حديث أبي الدرداء عند أحمد والنسائي بلفظ: (إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم)، قال ابن بطال: تأويل الحديث أن الضعفاء أشد اخلاصاً في الدعاء وأكثر خشوعا في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا - ثم أعقب قائلاً- فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه) [انتهى الشاهد من كلامه رحمه الله /بتصرف]

نعم أمتي, إن التعاطف معنا والدعاء لنا ولسائر المجاهدين، ومن قبلهم إخواننا الأسرى والمظلومين هو من لوازم الأخوة الإيمانية المطلوبة منك في هذه الأزمنة التي طغى فيها الباطل؛ ولكِنْ تعالي أمتي نقفُ على أمراضنا أكثر لعل الله أن يشفينا منها
.
يا أمتي هلا سمعتِ ندائيــا وسمعت صوتي في الفيافي باكيا
من أجلكِ سرق العليل شفائيا ورمى بثوب الحزن فوق ثيابيا

كيف نغيرُ أنفسنا؟

أمتنا الحبيبة أما آن لنا نفهمَ ونطبقَ آية عظيمة في كتاب الله، آية هي خير من الوَهْنِ الذي أصاب القلوب فقعد أصحابها عن النفير والجهادِ والجلاد، ذلك الوهن الذي جرَّأ علينا العدو وأبكى الصديق، ذلك الوهن الذي لأجله أحب الكثير منا الدنيا الفانية وآثرها على الآخرة الباقية، هذه الآية هي قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)}[الرعد].

ألم تأنِ لنا العودةُ الصادقة لله تعالى بإصلاح أنفسنا وقلوبنا مع الله فيظهر الأثر جلياً على الجوارح ونحطم القيود والأغلال؟

ألم تأنِ لنا العودة الصادقة حتى ينصرنا الله على عدونا ونستأهل النصر؟

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)}[محمد]


كذا ينبغي أن نحرصَ على تحقيق الإيمان في قلب كل منا والحفاظ على مباني الإسلام العظيم وشعائره كلِّها، ومحاولة استرجاع صورة المجتمع المدني الأول واقعاً حياً في كل صقع، وأن يكون كل فرد من الأمة ربانياً كالصحابة، ذلك الجيل الرباني الفريد،

عندها...

وعندها بإذن الله نصبحُ مؤهلين للنصر: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}[يونس] وكما في الحديث القدسي الصحيح: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) فكيف نهزم يا أمتي إذا استحققنا مقومات النصر وآذن الله عدوه وعدونا بالحرب؟!.

استشعار المسؤولية أمام الله ودور أصحاب الخبرات والتجار في الجهاد:

وإن على كل منا أن يستشعر المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقه أمام الله -عز وجل-، وأن ينفر أهل الخبرات من إخواننا الأطباء وذوي الخبرة القتالية والحربية وغيرهم لخدمة إخوانه المجاهدين، وإن كان ثمة فئة تستطيع أن تقدم الكثير وهي في مكانها؛ فهي فئة التجار: بالمُجَاهَدَةِ بالمال وبَذْلِهِ في سبيل الله، وإني أحثُّ إخواني التجار على إنفاق كرائم أموالهم ابتغاء مرضاةِ الله وأن لا يبخلوا على أمتهم وأن يؤدوا زكواتهم لمستحقيها من المجاهدين وهذا أقل القليل من الواجبات الشرعية المتحتمةِ على التاجر. فأين أنتم يا إخوة عثمانَ بنِ عفانٍ -رضي الله عنه- حين جهز جيش العسرة؟! أين أنتم يا إخوة عبد اللهِ بن المبارك العالم العامل المنفق؟ أوما علمتم أن المال سوف تُسألون عنه غداً أمام الجبار: (من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه؟)[الترمذي وقال: حديث حسن صحيحٍ]، فأقلوا أنفسكم من السؤال بالإقبال على سوق الجنان {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)}[التوبة]، تاللهِ نعمَ التجارة هذه (بخٍ ذلك مالٌ رابح، ذلك مالٌ رابح)[متفق عليه] تجارة لا تكون نسبة الربحِ فيها 100% بل أعظم {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)}[البقرة].

وأما إن تنكبتم يا تجار المسلمين فتذكروا آية واحدة فقط من كتاب الله، لعل القلوب أن ترعويَ لها {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)}[محمد].
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-27-2010, 04:10 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

الله المستعان
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التحريض, الجهاد, على


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:07 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.