انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-21-2010, 06:53 AM
أم العلاء السلفية أم العلاء السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




New المقامة الوعظية

 

المقامة الوعظية



أَيُّها النَّاسُ إِنَّكُمْ لَمْ تُتْرَكُوا سُدَى، وَإِنَّ مَعَ اليَوْمِ غَداً، وَإِنَّكُمْ وَاردُو هُوَّةٍ، فَأِعُّدوا لهَا مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ، وَإِنَّ بَعْدَ المَعَاشِ مَعاداً، فَأَعِدُّوا لهُ زَاداً، أَلا لاَ عُذْرَ فَقَدْ بُيِّنَتْ لَكُمُ المَحَجَّةُ، وَأَخِذَتُ عَلَيْكُمُ الحُجَّةُ، مِنَ السَّماءِ بِالخَبَرِ، وَمِنَ الأَرْضِ بَالعِبَرِ، أَلا وَإِنَّ الَّذِي بَدَأَ الخَلْقَ عَلِيماً، يُحْيِ العَظامَ رَمِيماً، أَلا وَإِنَّ الدُّنْيا دَارُ جَهَازٍ، وَقَنْطَرَةُ جَوَازٍ، مَنْ عَبَرَها سَلِمَ، وَمَنْ عَمَرها نَدِمَ، أَلا وَقَدْ نَصَبَتْ لَكُمُ الفَخَّ وَنَثرَتْ لَكُمُ الْحَبَّ؛ فَمَنْ يَرْتَعْ، يَقَعْ، وَمَنْ يَلْقُطْ، يَسْقُطْ ، كَذَبَتْ ظُنْونُ المُلْحِدِينَ، الَّذَينَ جَحَدُوا الدِّينَ، وَجَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ إِنَّ بَعْدَ الحَدثِ جَدَثاً، وَإنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثاً، فَحَذَارِ حَرَّ النَّارِ، وَبَدَارَ عُقْبَى الدَّارِ، وَقَدْ سَمِعْثت أَنَّ عَلِيَّ بْنُ الحُسَيْنِ كَانَ قَائِماً يَعِظُ النَّاسَ وَيَقُولُ:



يا نَفْسُ حَتَّامَ إِلى الحَياةِ رُكُونُكِ *** وَإِلَى الدُّنْيَا وَعِمَارَتِهَا سُكُوُنُكِ؟

أَما اعْتَبَرْتِ بِمَنْ مَضَى مِنْ أَسْلاَفِكِ *** وَبِمَنْ وَارَتْهُ الأَرْضُ مِنْ أُلاَّفِكِ

وَمَنْ فُجِعْتِ بِهِ مِنْ إِخْوَانِكِ *** وَنُقِلَ إِلَى دَارِ البِلَى مِنْ أَقْرانِكِ؟؟

فُهْم في بُطُونِ الأَرْضِ بَعْدَ ظهورها *** مَحاسِنُهُمْ فِيهَا بَوَالٍ دَوَاثِرُ

خَلَتْ دُورُهُمْ مِنْهُمْ وَأَقْوَتْ عِرَاصُهُمْ *** وَسَاقَتْهُمُ نَحْوَ المَنايَا المَقادِرُ

وَخَلُّوْا عَنِ الدُّنْيا وِما جَمَعُوا لهَا *** وَضَمَّتْهُمُ تَحْتَ التُّرابِ الحَفائِرُ


كَمْ اخْتَلَسَتْ أَيْدي المَنُونِ، مِنْ قُرُونٍ بَعْدَ قُرُونٍ؟ َوكَمْ غَيَّرَتْ بِبِلاهَا، وَغَيَّبَتْ أَكْثَرَ الرِّجَالِ في ثَرَاها؟؟؟


وَأَنْتَ عَلَى الدُّنْيا مُكِبٌ مٌنافِـسٌ *** لِخُطَّابِها فيها حَريصٌ مُكاثِـرُ

عَلَى خَطَرٍ تَمْشِي وَتُصْبِحُ لاهِياً *** أَتَدْري بِمَاذَا لَوْ عَقَلْتَ تُخاطِـرُ

وَإِنَّ امْرَأً يَسْعى لِدُنْياهُ جـاهِـداً *** وَيُذْهَلُ عَنْ أُخْرَاهُ لا شَكَّ خَاسِرُ


انْظُرْ إِلى الأُمَمِ الخَالِيةِ، وَالمُلُوكِ الفَانِيَةِ، كَيْفَ انْتَسَفَتْهُمُ الأَيَّامُ، وَأَفْنَاهُمُ الحِمَامُ؟ فَانْمَحَتْ آثارُهُمْ، وَبَقِيَتْ أَخْبارُهمْ.


فَأَضْحَوْا رَمِيماً في التُّرَابِ وَأَقْفَرَتْ *** مَجالِسُ مِنْهُمْ عُطِّلَتْ وَمَقَاصِرُ

وَخَلَّوْا عَنِ الدُّنْيَا وَما جَمَعُوا بِها *** وَما فَازَ مِنْهُمْ غَيْرُ مَنْ هُوَ صَابِرُ

وَحَلوا بِدَارٍ لاَ تَزَاوُرَ بَيْنَهُمْ *** وَأَنَّى لِسُكَّانِ القُبورِ التزَاوُرُ

فَمَا إِنْ تَرَى إِلاَّ رُمُوساً ثَوَوْا بِها *** مُسَطَّحَةً تًسْفِي عَلَيْها الأَعَاصِرُ



كَمْ عَايَنْتَ مِن ذِي عِزَّةٍ وَسُلْطانٍ، وَجُنُودٍ وَأَعْوَانٍ، قَدْ تَمكَّنَ مِنْ دُنْياهُ، وَنالَ مِنْهَا مُنَاهُ، فَبَنَى الحُصُونَ وَالدَّسَاكِرَ، وَجَمَعَ الأَعْلاَقَ وَالعَساكِرَ


فَمَا صَرَفَتْ كَفَّ المَنِيَّةِ إِذْ أَتَتْ *** مُبادِرَةً تًهْوِى إِلَيْهِ الـذَّخـائِرُ

وَلا دَفَعَتْ عَنْهُ الحُصونُ الَّتي بَنَـى *** وَحَفَّتْ بِها أَنْهارُها والـدَّسـاكِـرُ

وَلا قَارَعَتْ عَنْهُ الـمَـنِـيَّةَ حِـيلَةٌ *** وَلا طَمِعَتْ في الذَّبِّ عَنْهُ العَساكِرُ


يا قَوْمُ الحَذَرَ الحَذَرَ، وَالبِدارَ البِدارَ، مِنْ الدُّنْيا وَمَكايدِهَا، وَمَا نَصَبَتْ لكُمْ من مَصايِدِها، وَتَجَلَّتْ لَكُمْ مِنْ زِينَتِها، واسْتَشْرَفَتْ لَكُمْ مِنْ بَهْجَتِهَا.


وَفي دُونِ مَاعَاَينْتَ مِنْ فَجَعاتِهَا *** إِلَى رَفْضِهَا دَاعٍ وَبالزُّهْدِ آمِرُ

فَجِدَّ وَلا تَغْفُلْ فَعَـيْشُـكَ بَـائِدٌ *** وَأَنْتَ إِلَى دارِ المَنِيَّةِ صـائِرُ

وَلا تَطْلُبِ الدُّنْيا فَإِنَّ طِلابَـهـا *** وَإِنْ نِلْتَ مِنْهَا رَغْبَةً لَكَ ضَائِرُ


وَكَيْفَ يَحْرِصُ عَلَيْها لَبيبٌ، أَوْ يُسَرُّ بِهَا أَريبٌ، وَهْوَ عَلى ثِقَةٍ مِنْ فَنَائِهَا؟ أَلاَ تَعْجَبُونَ مِمَّنْ يَنامُ وَهْوَ يَخْشى الْمَوتَ، وَلا يَرْجُو الفَوْتَ؟


أَلاَ، لاَ، وَلكِنَّا نَغُرُّ نُفوسنا *** وَتَغَلُهَـا اللَّذَّاتُ عَمَّا نُحَاذِرُ

وَكَيْفَ يَلَذُّ العَيْشَ مَنْ هُوَ مُوقِنٌ *** بِمَوْقِفِ عَدْلٍ حَيْثُ تُبْلى السَرَائِرُ

كَأَنَّا نَرى أَنْ لا نُشُورَ، وَأَنَّنَا *** سُدَىً، مَا لَنَا بَعْدَ الفَنَاءِ مَصَائِرُ!


كَمْ َغَرَّتِ الدُّنْيا مِنْ مُخْلِدٍ إِلَيْهَا وَصَرَعَتْ مِنْ مُكِبٍّ عَلَيْهَا؛ فَلَمْ تُنْعِشْهُ مِنْ عَثْرَتِهِ؟ وَلَمْ تُقِلْهُ مِنْ صَرْعَتِهِ، وَلَمْ تُداوِهِ مِنْ سَقَمِهِ، وَلَمْ تَشْفِهِ مِنْ أَلَمِهِ.


بَلـى أَوْرَدَتْهُ بَعْـدَ عِزٍّ وَرِفْعَةِ *** مَوَارِدَ سُوءٍ ما لَهُنَّ مصادِرُ

فَلَمَّا رَأَى أَنْ لاَ نَجَاةَ وَأَنَّهُ *** هُوَ المَوْتُ لاَ يُنْجِيهِ مِنْهُ المُؤازِرُ

تَنَدَّمَ لَوْ أَغْناهُ طُولُ نَدَامَةٍ *** عَلَيْهِ وَأَبْكتهُ الذُّنُوبُ الكَبَائِرُ


بَكَى عَلى مَا سَلَفَ مِنْ خَطَايَاهُ، وَتَحَسَّرَ عَلى مَا خَلَّفَ مِنْ دُنْيَاهُ، حَيْثُ لَمْ يَنْفَعُهُ الاِسْتِعْبَارُ، وَلَمْ يُنْجِهَ الاعْتَذَارُ.


أَحَاطَتْ بِهِ أَحْزَانُهُ وَهُمومهُ *** وَأَبْلَسَ لَمَا أَعْجَزَتْـهُ المَعاذِرُ

فَلَيْسَ لَهُ مِنْ كرْبَةِ امَوْتِ فَارِجٌ *** وَلَيْسَ لَهُ مَمَّا يُحاذِرُ نَاصِرُ

وَقَدْ خَسِئَتْ فَوْقَ المَنِيَّةِ نَفْسُهُ *** تُرَدِّدُهَا مِنْهُ اللُّهَى وَالحَنَاجِرُ


فَإِلَى مَتَى تُرَقِّعُ بِآخِرَتِكَ دُنْيَاكَ، وَتَرْكَبُ في ذاكَ هوَاكَ؟ إِنِّي أَرَاكَ ضَعيفَ اليَقينِ، يَا رَاقِعَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، أَبِهذا أَمَرَكَ الرَّحْمنْ، أَمْ عَلى هَذا دَلَّكَ القُرْآنُ؟


تُخَـرِّبُ مَـا يَبْقَى، وَتعْمُرُ فَانِياً *** فَلاَ ذَاكَ مَوْفُورٌ، وَلاَ ذَاكَ عَامرُ

فَهَلْ لَكَ إِنْ وَافَاكَ حَتْفُكَ بَغْتَةً *** وَلَمْ تَكْتَسِبْ خَيْرَاً لَدَى اللهِ عَاذِرُ؟؟

أَتَرْضَى بِأَنْ تُقْضَى الحَياةُ وَتَنْقَضِي *** وَدِينُـكَ مَنْقُوصٌ وَمَالكَ وَافِرُ؟؟






مقامات بديع الزمان الهمذاني - بتصرف -
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-22-2010, 02:34 AM
ام يحيي حمزه ام يحيي حمزه غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

بارك الله فيكى
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المقامة, الوعظية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 05:23 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.