انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-28-2008, 04:43 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




لا نجعل الله أهون الناظرين إليك .دعوة ...للتمسك بالقيم

 

5 رسائل عن كاميرا الجوال











الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ....



وبعد :-

إن جيل اليوم يحمل قيماً وأفكاراً زرعتها وسائل الإعلام ذات الاثر البليغ والفعال ، والتي يجب التعامل معها بحذر شديد ، لما فيها من مزجٍ مركبٍ بين الصَوت والصورة مما جعلها مصدر المعلوماتِ الأول لدى النشء الجديد.
إن من نعم الله على الخلق أن سخر لهم كل ما يكون لهم عوناً على هذه الحياة ، ومن هذه النعم العظيمة نعمة الجوال ، الذي اختصر لنا كلّ بعيد ، وسهل أموراً لم تكن في الخيال منذ زمن ليس ببعيد ، وتنوعت التقنيات في هذا الجهاز ، ولا يزال العالَم يجدد ويخترع ، ولكن لا نريد من أمتنا أن تألف الإستخدام السلبي لهذه التقنيات الحديثة ، ومنها ما يسمى بكاميرا الجوال .




حديثي الآن .... ليس الإستفسار عن أسباب إنتشاره بالسهولة في مجتمعنا ، وليس حديثي عن قصص أورثها جوال الكاميرا حينما كان سبب في تشتت الأسر ، وإنتشار الطلاق ، ونشر الفاحشة والرذيلة .

حديثي هو حديث خاص ، معطرٌ بخمس رسائل ، أرسلها من هذه الورقة عبر ذبذبة ملؤها الحب والمودة والإخاء .



الرسالة الأولى ....


. أرسلها لتلك النفس اّلتي أحبت الفاحشة ، واستأنست بكل صورة وأغنية ومقاطع مرئية فأقول لها



أين الله .... أين الخوف من الله .... أين رقابة الله



( ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا)

... اسمعي يانفس ---- إلا هو معهم أين ما كانوا --- ثم ماذا



( ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شىءٍ عليم )



المجادلة 7



يا نفس كفى من الحرام .....



يا نفس كفى من الحرام .....

يا نفس كفى من الحرام
.....



كفى من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، كفى من التخبط بين رسائل تحمل في طياتها ما يفسد الدنيا والدين .

يا نفس تذكري قول الله



( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )

:astagfor:



والرسالة الثانية ....

. إلى تلك النفس الضعيفه التي لا تستطيع أن تتحمل ذنوبها يوم العرض بين يديه ، ومع ذلك فإنها تعبئُ صفحاتها بذنوب المئات من البشر ، بل بالآلاف ، بل بالملايين ..... وقد يقول قائل كيف يكون ذلك ؟



والجواب ..... أن بعض المستخدمين لهذا الجهاز يُرسلون عبر خدمة البلوتوث ما يهتّك الأستار ، ويثير الفتن ، ويُشيع الفاحشة000 فيرسل صاحب الجوال على أحد أصحابه ، وصاحبه يرسلها على فئات ، والفئات يرسلونها إلى مئات ، والمئات يرسلونها إلى الملايين .

وكل أوزار هؤلاء تعود على كل من أرسل رسالته إلى يوم القيامة--- وإليكم هذا الدليل
قال الرسول صلى الله عليه وسلم



(( وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا))

.( رواه مسلم )



ثم تأمل معي في هذه الآية .. بل تفكر فيها ... بل أشعِر نفسك بأنك أنت المخاطب بها ... قال تعالى



{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}
:ozkorallah:



الرسالة الثالثة ....

. إلى كل من تتبع عورات المسلمين رجالاً كانوا أو نساء ، سواء كانت من طريق التشفي ، أو من طريق هتك الأستار ، أو من أجل الفضيحة ...



أقول لك اتق الله ..... اتق الله ..... اتق الله وتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته



و قال الرسول صلى الله عليه وسلم

( ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته)

:astagfor:


الرسالة الرابعة ....

. إلى فرسان هذا الزمان ، وإلى عشاق الجنان ، وإلى كل من ملك قلباً بُني فيه الإيمان ، وإلى كل من أحرق مواضع الشهوات في قلبه بالخوف من الرحمن .....



الله الله في الثبات على هذا الدين ، لا نريد أن تتخطفنا كلاليب فتن هذا الزمان ، نريد أن نسخّر كل جديد وكل تقنية حديثة فيما ينفعنا في الدنيا والآخرة ، حتى نكون من عباده الشاكرين لأنعمه



( وقليل من عبادي الشكور )




الرسالة الخامسة ....

. إلى أساتذتي المربين ، وإلى الدعاة الأفاضل ، وإلى كل محبٍ للخير، نحن نريد أن نخفف من مصائب هذا الجهاز ، ونسعى في توعية الناس بأن يركزون في تربيتهم لأنفسهم ومن حولهم بالتربية الإيمانية التي هي الحصن الحصين ضد كل شبهة وشهوة ، نحن نريد أن نحمي الأعراض ونحمي القلوب من حصاد الإستخدام السلبي لهذا الجهاز .



وأخيرا نقول جميعا لمن لا يريد إلا الفساد والإفساد


( حسبنا الله ونعم الوكيل)



( حسبنا الله ونعم الوكيل)

( حسبنا الله ونعم الوكيل)


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم0








مقتبس
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-28-2008, 04:46 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

خير الناس

د. خالد سعد النجار
عن ابن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
خير الناس ذو القلب المحموم واللسان الصادق قيل ما القلب المحموم ؟ قال: هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسـد قيل فمن علي أثـره ؟ قال : الذي يشنأ الدنيا و يحب الآخرة قيل فمن علي أثره ؟ قال : مؤمن في خـلق حسـن (1)
كلمات ينبغي أن تكتب بماء الذهب ، ونور لا يخرج إلا من مشكاة النبوة إنها دعوة لإرشــاد النفس إلى طريق الخير دعوة امتزجت بكل الإخلاص بعيدة عن الهتافات والشعارات الجوفـاء التي خالطها الرياء فلم يبق فيها من الخير شيئا
[ خير الناس ذو القلب المحموم واللسان الصادق ]
فالقلب العامر بنور الإيمان هو المعيار الأساسي للتقوى قال - صلى الله عليه وسلم - [ التقوى هاهنا التقوى هاهنا …وأشار إلى صدره ] (2) فأمر الإيمان ليس بكثرة الأعمال الظاهرة ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل [ ألا وإن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب] (3)
لذلك كان صلاح القلوب بالطاعات الشغل الشاغل للمؤمنين الصادقين .
قال إبراهيم الخواص :[دواء القلب في خمسة أشياء قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسه الصالحين ](4).
والذنوب للقلب بمنزلة السموم إن لم تهلكه أضعفته ولابد، والضعيف لا يقوي علي مقاومــة العوارض ، قال ذو النون المصري :[سقم الجسد في الأوجاع وسقم القلوب في الذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه كذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب ](4)
والقلوب الفارغة مــن طاعة الله موكله بالشهوات التي هي سبب هلكتها وموتها .
كيف الرحيل بلا زاد إلى iiوطن * ما ينفع المرء فيه غير iiتقواه
من لم يكن زاده التقوى فليس له * يوم القيامة عذر عند iiمولاه

[ قيل ما القلب المحموم (5)؟ قال هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد ]
إنه القلب الخالي من آفات وأمراض القلوب كالبغي والغل والحقد والحسد …فهو القلب السليم التقي النقي الذي لا يفلح ولا ينجو يوم القيامة إلا صاحبه قال تعالى[ يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ]الشعراء 88-89 ، وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال كنا جلوسا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار ينظف لحيته من وضوئه قد تعلق نعليه في يده الشمال فلما كان الغد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى فلما كان اليوم الثالث قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل مقالته أيضا فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى فلما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي فعلت قال نعم قال أنس وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر قال عبد الله غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله قلت يا عبد الله إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر ثم ولكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لك ثلاث مرات يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرات فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به فلم أرك تعمل كثير عمل فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال ما هو إلا ما رأيت قال فلما وليت دعاني فقال ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله إياه فقال عبد الله هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق (6)


:astagfor:

[ خير الناس ذو القلب المحموم و اللسان الصادق ]
قال تعالى[ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ]التوبة 119 وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [إن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً] (7)
قال أحد الحكماء : من طلب الله بالصدق أعطاه مرآة يبصر فيها الحق والباطل . وقيل إن ربعي بن حراش لم يكذب كذبه قط وكان له ابنان عاصيان على الحجاج فطلبهما فلم يعثر عليهما فقيل للحجاج : إن أباهما لم يكذب كذبه قط لو أرسلت إليه فسألته عنهما فاستدعى أباهما فقال : أين أبناؤك ؟ قال هما في البيت فأستغرب الحجاج وقال لأبيهما : ما حملك على هذا وأنـا أريد قتلهما فقال : لقد كرهت أن ألقى الله تعالى بكذبه فقال الحجاج قد عفونا عنهــما بصدقك ...، ذاك والله الصدق الحق الذي يصفه الجنيد بقوله [ حقيقة الصدق أن تصدق في موطن لا ينجيك منه إلا الكذب ] (8)

والصدق إنما يحسن إذا تعلق به نفع ولا يلحق ضرره بأحد فمن المعلوم قبح الغيبة والنميمة والسعاية وإن كانتا صدقاً ولذلك قيل كفى بالسعاية والغيبة والنميمة ذماً أن الصدق يقبح فيهما
[ قيل فمن على أثره ؟ قال الذي يشنأ الدنيا و يحب الآخرة ]
فحب الدنيا رأس كل خطيئة وحقيقة الزهد فيها ليس بالتبتل والإعراض بالكلية عن طيباتها ولكن نجا من نجا من عباد الله الصالحين بأنهم جعلوا الدنيا في أيديهم لا في قلوبهم وأيقنوا أنها مزرعة للآخرة فأنفقوا أعمارهم وأموالهم في كل ما يقربهم لله تعالى وأما طالب الدنـيا لا يخلو من الحزن في حالين حزن على ما فاته كيف لم ينله ، وحزن على ما ناله يخشى أن يسلبه وإن أمن سلبه أيقن بتركه لغيره بعد موته فهو مغموم ومحزون في جميع أحواله ، قال تعالى [ اعلموا أن الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأمــوال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخـرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ]الحديد 20

[ولقد كان سليمان وداود عليهما السلام من أزهد زمانهما وكانا لهما من المال والملــك والنساء ما لهما وكان علّى بن أبى طالب وعبد الرحمن بن عوف والزبير وعثمان رضـى الله عنهم من الزهاد مع ما كان لهم من الأموال و كذلك الليث بن سعد من أئمة الزهاد وكان له رأس مال وكان يقول: لولا هو لتمندل بنا هؤلاء ( أي بني أمية )
و قيل لبعض العلماء ما خير المكاسب ؟ قال : خير مكاسب الدنيا طلب الحلال لزوال الحاجـة والأخذ منه للقوة على العبادة وتقديم فضلة الزائد ليوم القيامة .وأما خير مكاسب الآخرة فعلم معمول به نشرته وعمل صالح قدمته و سنه حسنة أحييتـها ، ولقي معاوية بن قرة أحد إخوانه وقد جاء من الكلأ فقال له معاوية ما صنعت ؟ قـال : اشتريت لأهلي كذا وكذا قال وأصبت من حلال قال نعم قال : لأن أغدو فيما غدوت به أحب إلى من أن أقوم الليل وأصوم النهار ، وكان حسان بن أبى سنان يقـول : لولا المساكين ما اتجــرت ](9)
أريد من الدنيا ثلاث و iiإنها * لغاية مطلوب لمن هو طالب
تلاوة قرآن ونفس iiعفيفة * وإكثار أعمال عليها iiأواظب

و إذا تأملت القرآن وجدت أن الله تعالى حين ذكر الدنيا قال ( فامشوا في مناكبها )وحين ذكر الذكر فيها قال
( فاسعوا إلى ذكر الله ) وحين تكلم عن الجنه قال ( وسارعوا )( سابقوا ) وحين تكلم عن العلي القدير قال (ففروا إلى الله )
[روى أن سليمان بن عبد الملك تجمل يوم ولبث ثيابه واعتم بعمامة وعنده جارية فقال لهـا كيف ترين الهيئة ؟ فقالت أنت أجمل العرب لولا ……! فطلب منها أن تكمل الجواب وتصرح بما أضمرت فقالت :
أنت نعم المتاع لو كنت تبقي * غير أن لا بقاء iiللإنسان
أنت خالٍ من العيوب و مما * يكره الناس غير أنك iiفان

:anotherone:



وروى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال:{يؤتى بالدنيا يوم القيامة على صورة عجوز شمطاء زرقاء أنيابها بادية مشوهه الخلقه لا يراها أحد إلا كرهها فتشرف على الخلائق فيقال لــهم أتعرفون هذه ؟ فيقال لهم هذه التى تفاخرتم وتحاربتم عليها ثم يؤمر بها إلى النار فتقول يا رب أين أتباعي وأصحابي وأحبابي؟ فيلحقونها} ووجه إلقائها في النار لينظر إليها أهلها فيرون هوانها علـى الله عز و جل ](10)
فحب الدنيا يورث الضغائن والعداوات ويزرع الأحقاد ويكمن الشر ويمنع البر ويســبب العقوق وقطيعة الرحم والظلم وطالب الدنيا قصير العمر كثير الفكر فيما يضر ولا ينفـع فأمر الدنيا أفقر من أن تتعادى فيه النفوس وأن تطاع فيه الضغائن والأحقاد
يؤمل دنيا لتبقى له * فمات المؤمل قبل الأمل
يربي فسيلا ليبقى iiله * فعاش الفسيل ومات الرجل


قال رجل لداود الطائي أوصني فدمعت عيناه وقال: يا أخي إنما الليل والنهار مراحل ينزلـها الناس مرحلة بعد مرحلة حتى ينتهي ذلك إلى آخر سفرهم فإن استطعت أن تقدم كل يوم زاداً لما بين يديك فافعل فإن انقطاع السفر عن قريب والأمر أعجل من ذلك فتزود لنفســـك واقض ما أنت قاض فكأنك بالأمر قد نعتك إني لا أقول لك هذا وما أعلم أحداً أشـــد تقصيراً منّى ثم قام وتركه (11)
[ قيل فمن على إثره ؟ قال مؤمن في خلق حسن ]
فالخلق الحسن صفه سيد المرسلين وأفضل أعمال الصديقين وهو شطر الدين وثمره مجاهـدة المتقين ورياضة المتعبدين فتزكيه النفوس ملاك دعوة الرسل بعد التوحيد . فهذا موسى عليـه السلام يقول لفرعون [ هل لك أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى ]النازعات 18 – 19 فحسن الخلق يغطى غيره من القبائح وسوء الخلق يغطى غيره من المحاسن ومن حسن خلقـه طابت عيشته ودامت سلامته في الغالب وتأكدت في النفوس محبته ومن ساء خلقة تنكدت عيشته ودامت بغضته ونفرت النفوس منه قال تعالى[ ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ] آل عمران 159 ولقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ أثقل شئ في الميزان الخلق الحسن ](12) وقال - صلى الله عليه وسلم -[ إن أحبكم إلي وأقربكم منى في الآخرة مجالس أحاسنكم أخلاقاً وإن أبغضكم إلى وأبعدكم منّى في الآخرة أسوأكم أخلاقاً الثرثارون المتفيهقون المتشدقون ](13) ،وقال - صلى الله عليه وسلم - [ إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وإن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة ] (14) ، وقال- صلى الله عليه وسلم - [ عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذى نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما ] (15) وقال - صلى الله عليه وسلم - [ من كان سهلاً هيناً ليناً حرمه الله على النار ] (16)

ومن أحسن ما قيل في تفسير حسن الخلق أنه طلاقة الوجه وبذل المعروف وكف الأذى وطيب الكلام وقلــة الغضب واحتمال الأذى وقيل أيضاً هو التخلي عن الرذائل والتحلي بالفضائل
صلوات الله وسلامه عليك يا رسول الله فكلامك شفاء من كل داء ومنهج للحيارى الذين يتلمسون طريق النجاة إنه نور لا يخرج إلا من مشكاة النبوة.
و مما زادني شرفاً و iiتيها * وكدت بأخمصي أطؤ iiالثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي * وأن صيرت أحمد لي iiنبيا
:astagfor:


19/3/1427هـ

1. رواه ابن ماجة ( 4216 ) عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - بلفظ [ قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الناس أفضل قال كل مخموم القلب صدوق اللسان قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد ] وصححه البوصيري في الزوائد (3/299) ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 17/29/2) وزاد من طريق القاسم بن موسى [قالوا فمن يليه يا رسول الله ؟ قال الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة قالوا ما نعرف هذا فينا إلا رافع مولى رسول الله قالوا فمن يليه قال مؤمن في خلق حسن] ورواه البيهقي بنفس الزيادة في شعب الإيمان ج: 4 ص: 205 برقم (4800 ) عن عبد الله بن عمرو قال [ قلنا يا نبي الله من خير الناس قال ذو القلب المحموم واللسان الصادق قال قلنا قد عرفنا اللسان الصادق فما القلب المحموم قال التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد قال قلنا يا رسول الله فمن على أثره قال الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة قلنا ما نعرف هذا فينا إلا رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن على إثره قال مؤمن في خلق حسن قلنا أما هذه ففينا]، ورواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول في أحاديث الرسول ج: 2 ص: 168 وأبو نعيم في حلية الأولياء ج: 1 ص: 183 والطبراني في مسند الشاميين ج2 ص217 برقم 1218 كلهم بنفس رواية وزيادة ابن عساكر والبيهقي، وأورده السيوطي في الجامع الصغير (صحيح الجامع 3291) ومنه نقلنا هذا النص الذي نحن بصدده وقال الألباني في الصحيحة بعد أن ساق إسناد ابن ماجة : وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات ( السلسلة الصحيحة 948)
2. رواه مسلم في باب البر والصلة والآداب برقم 4650
3. رواه مسلم في باب المساقاة برقم 2996
4. سير أعلام النبلاء / الذهبي ج 8 ص 122
5. رواية ابن ماجة وردت بلفظ ( مخموم ) ومعها أغلب روايات الحديث أنظر تاريخ ابن عساكر ومصباح الزجاجة للكناني ح4 ص239 ومسند الشاميين للطبراني والترغيب والترهيب برقم 4386وحلية الأولياء ج1 ص183 وتاريخ واسط للواسطي ج1 ص273 ونوادر الأصول وشرح الزرقاني ج3ص464
ومما رواها بلفظ ( محموم ) البيهقي في شعب الإيمان ح4ص205 برقم 4800 والذهبي في ميزان الاعتدال ج8ص112 والسيوطي في الجامع الصغير والكبير
وفي لسان العرب لابن منظور ج: 12 ص: 189
مادة خمم : خَمَّ البـيتَ والبئرَ يَخُمُّهما خَمّاً و اخْتَمَّهما: كنسهما، والاخْتِمامُ مثله. و الـمِخمَّةُ: الـمِكْنسَةُ. و خُمامَةُ البـيت والبئر: ما كُسِحَ عنه من التراب فأُلقِـيَ بعضُه علـى بعض؛ عن اللـحيانـي: و الـخُمامَةُ والقُمامَةُ: الكُناسةُ، وما يُخَمُّ من تراب البئر. و خُمامةُ الـمائدة: ما يَنْتَثِرُ من الطعام فـيؤكل ويُرْجَى علـيه الثواب. وقلب مَخْمومٌ أَي نَقِـيٌّ من الغِلِّ والـحسد. ورجل مَخمُومُ القلب: نَقِـيٌّ من الغش والدَّغَلِ، وقـيل: نَقِـيُّهُ من الدنس. وفـي الـحديث عن سيدنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: خير الناس الـمَخْمومُ القلب. قـيل: يا رسول الله ، وما الـمَخْمُومُ القلب؟ قال: الذي لا غشّ فـيه ولا حسد، وفـي رواية: سُئِلَ أَيُّ الناسِ أَفضلُ؟ قال: الصادقُ اللسانِ الـمَخْمُومُ القلب، وفـي رواية: ذو القلب الـمَخْمُومِ واللسان الصادق، وهو من خَمَـمْتُ البـيت إِذا كنسته؛ ومثله قول مالك: وعلـى السَّاقـي خَمُّ العين أَي كنسها وتنظيفها
6. رواه أحمد باقي مسند المكثرين برقم 12236
7. البخاري كتاب الأدب برقم 5629 ، مسلم كتاب الآداب والبر والصلة برقم 4719
8. إيقاظ أولي الهمم العالية / عبد العزيز السلمان / دار الإيمان - ص56
9. المصدر السابق ص89
10. المصدر السابق ص 93
11. صفة الصفوة / ابن الجوزي ج3 ص 67
12. ( صحيح ) رواه ابن حبان عن أبي الدرداء حديث رقم : 134 في صحيح الجامع/ السيوطي ، الألباني
13. ( صحيح ) رواه أحمد والطبراني عن أبي ثعلبة الخشني . حديث رقم : 1535 في صحيح الجامع . ‌
14. ( صحيح ) رواه البزار عن أنس انظر حديث رقم : 1578 في صحيح الجامع . ‌
15. ( حسن ) رواه أبو يعلى في مسنده عن أنس حديث رقم : 4048 في صحيح الجامع
16. ( صحيح ) رواه الحاكم عن أبي هريرة حديث رقم : 6484 في صحيح الجامع .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-28-2008, 04:50 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 





رسالة إلى معاكس

أخي ..............................
أرجو أن تقرأ هذه الرسالة بنفس الهدوء الذي كتبت به بعيدا عن التشنج و الانفعال أو اتخاذ موقف سلبي قبل أن تستكمل قراءتها ، أخي قد يقوم البعض منا بأعمال يكون دافعه لها الشهوة المجردة دون التفكير المتعقل لعواقبها ، ومن ذلك ما يقوم به المعاكس ، لذا نقول له : دعنا نقف معك قليلا ونلقي الضوء على ما تقوم به :
1 ـ إن الفتاة التي تعاكسها هي من أفراد مجتمعك ، ويعني ذلك أنك تساهم في إفساده إرضاءً لشهوتك ، وكان من المفترض أن تساهم في إصلاحه ، فهل ترضى لمجتمعك وفتياته الفساد ؟‍!
2 ـ إن الفتاة التي تعاكسها وتود أن تفعل بها الفاحشة ، أو أنك قد فعلت : إنما هي في المستقبل إن لم تكن زوجة لك فهي زوجة لقريبك وكذلك الفتاة التي عاكسها غيرك وساهم في إفسادها قد يبتليك الله بها عقوبة لك في الدنيا قال الله تعالى : ( الخبيثات للخبيثين ) [ النور : 26] .
3 ـ إن فساد النساء يعني فساد المجتمع ، وقد يبدأ من عندك أو مما تساهم في تنشيطه ، وينتهي في المستقبل مع قريباتك لأنهن جزء لا يتجزأ من مجتمعك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) [ رواه مسلم ] .
:astagfor:
4 ـ إن كانت الفتاة ترضى أن ترتبط معك في علاقة غير مشروعة ، فما ذنب أهلها بتدنيسك لعرضهم ؟
ثم هل طواعيتها لك عذر مقبول لاعتدائك ؟! بمعنى آخر لو أن أحدا من الناس بنى علاقة غير مشروعة مع أحد قريباتك ثم اكتشفت ذلك ، فهل يكفيك عذرا أن يقول لك من هتك عرضك : هي التي دعتني لذلك لتغفر له خطيئته ؟ ولا تنس حديث الشاب الذي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له : ائذن لي في الزنا فقال عليه الصلاة والسلام : أتحبه لأمك لابنتك لزوجتك لعمتك لخالتك وكان يقول : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك فقال عليه الصلاة والسلام : ولا الناس يحبونه لبناتهم وأخواتهم وعماتهم وخالاتهم أو كما قال صلى الله عليه وسلم ) [ رواه أحمد عن أبي أمامة ] .
5 ـ لو خيرت بين الموت أو أن يهتك عرضك ماذا تختار ؟ إذاً كيف ترضى لنفسك الوقوع في محارم
الناس ؟! قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من قتل دون أهله فهو شهيد ) [ رواه أحمد وأبو داود والنسائي وهو صحيح ] .

6 ـ ما هو الشعور الذي ينتابك وأنت تعيش في مجتمع خنته وهتكت محارمه ؟
7 ـ هل يكفيك من الفاحشة أن تقوم بها مرة ـ مرتين ـ ثلاث أم أن الشيطان يريد لك الهلاك ؟
قال تعالى : ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) [ فاطر : 6 ] .
8 ـ سمعت عن القول المأثور ( الجزاء من جنس العمل ) فهل أنت مستعد أن تبتلى في عرضك الآن أو حتى بعد حين مقابل التنفيس عن شهواتك ؟ قد تقول : أتوب قبل أن يأتيني زوجة وبنت ! فأسألك : هل تضمن أن الله يقبل توبتك ولا يبتليك ؟!
قال تعالى : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) [ الشورى : 40] .
قال الشافعي رحمه الله :
عفوا تعف نساؤكم في المحرم *** وتجنبوا ما لا يليــق بمســـلم
إن الزنى ديــــن فإن أقرضته *** كان الوفاء بأهل بيتك فاعلم
9 ـ إذا صنف الناس إلى مصلحين ومفسدين فأين تصنف نفسك ؟

قال تعالى : ( ولا تفسدوا الأرض بعد إصلاحها ..) [ الأعراف : 56] .



10 ـ ما هو شعورك وأنت تفعل الفاحشة بزانية ؟ يدخل عليك والديك ، وإخوانك من الذكور و الإناث ، وكل صديق يثق بك ويحبك ، وكل عدو يود أن يشمت بك ، ثم الناس كلهم ، ويرونك على هذه الحال ؟ بل ما هو موقفك وأنت بعيد عن أعينهم مستأمن لكن عين الله تراك ؟ وهل تذكرت وقوفك بين يدي الله في أرض المحشر عندما ينصب لكل غادر لواء فيقال : هذه غدرة فلان كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري و مسلم .
11 ـ إن كنت ذكيا وحاذقا واستطعت بذكائك التلاعب بأعراض المسلمين دون أن يكتشف أمرك فما هو موقفك من قول الله تعالى : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) [ إبراهيم : 42] .


12 ـ هل تظن أن ستر الله عليك في هذا العمل كرامة ؟ قد يكون خلاف ذلك ، بأن يكون استدراجاً لك لتموت على هذا العمل وتلاقي الله به ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) [ رواه البخاري ومسلم ] ، ( ومن مات على شيء بعثه الله عليه ) [ السلسلة الصحيحة 1/ 283] .
13 ـ ثم لنفترض أن الله ستر عليك كرامة ، أفلا تستحي منه وتتوب ؟!
14 ـ نهاية طريق حياتك الموت ( ثم توفى كل نفس ما كسبت ) [ البقرة : 281 ] ، فهل تستطيع أن تشذ عن الخلق وتغير هذا الطريق ؟‍! إذاً لماذا لا تستعد للموت وما بعده ؟؟
15 ـ روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي انطلق ـ وذكر الحديث حتى قال : فأتينا على مثل التنور فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ) فلما سأل عنهم الملائكة قالوا : ( وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني ) .
فهل تود أيها الشاب أن تكون منهم ؟!

:ozkorallah:
16 ـ قد تقول لا أستطيع الزواج لغلاء المهور ، فهل الحل الوقوع في الحرام ؟! ثم إن سلوكك طريق الحرام تواجهك فيه مصاعب فتتغلب عليها مأزور غير مأجور فلماذا لا تسعى في طريق الحلال وتواجه فيه الصعوبات وأنت مأجور ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث حق على الله عونهم ـ ذكر منهم ـ الناكح يريد العفاف ) [ أخرجه الترمذي والنسائي وحسنه الألباني ] .
17- هذه مقارنة بسيطة وسريعة بين معاشرة الزوجات ومعاشرة الزانيات :


معاشرة الزانيات ............ معاشرة الزوجات

الخبيثات للخبيثين ............ الطيبات للطيبين

علاقة في الخفاء لأنها مستقبحة..... علاقة مشروعة ومعلنة

تخشى من حمل الزنا .............. ترجو من معاشرتهن الأولاد

تؤزر على الزنا بهن ............. تؤجر على معاشرتهن

الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو ..... إلا المتقين


فمـــاذا تختـــــار؟

18- إن ممارسة الشيء والاستمرار عليه مدعاة لحبه والدعوة إليه ، فيخشى على من داوم فعل هذه الفاحشة أن يستسيغها حتى في أهله بعد حين ، فيصبح ديوثا والعياذ بالله من ذلك .
19- قد تكون المرأة التي بدأت معها علاقة غير مشروعة عن طريق الهاتف متزوجة وفي لحظة ضعف أو غياب وعي استرسلت معك في الحديث ثم قمت بالتسجيل كالعادة ثم بدأت بتهديدها .. الخ ، هل تعلم أنك بهذا العمل قد ارتكبت جريمة شنعاء ؟!! ليس في حق المرأة فقط بل وفي حق زوجها الذي أفسدت عليه زوجته والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس منا من خبب ـ أفسد ـ امرأة على زوجها ) [ رواه أبو داود و صححه الأرناؤوط ] ، ثم في حق أطفالها إن كان لديها أطفال فما ذنبهم أن يدنس عرضهم ويفرق بين أبويهم وقد يكون ذلك أيضا سببا في ضياعهم وانحرافهم . والمسؤول عن ذلك كله هو أنت فما هو عذرك أمام الله ؟
20- المخلص لك من هذا الداء بعد الله تعالى هو الزواج والصحبة المصلحة ، و البعد عن الصحبة السيئة من الجنسين .
21- وختاما ... نتمنى أن لا تكون ممن قال الله فيهم : ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ) [ البقرة : 206 ] ولكن عد إلى الله واعلم أن التوبة تَجُب ما قبلها ، قال تعالى : ( فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم ) [ المائدة : 39]
وقال تعالى : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى الله وأسلموا له .. ) [ الزمر : 53، 54]

*****

المصدر :أذكر الله
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-29-2008, 05:09 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الإحسان





هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم


تكن تراه فإنه يراك .





شئ يضايقنى





كثير من الناس الذين يحملون


الموبايلات ويضعون لها نغمات


وأغانى كرنات لتنبيهم وهم دائمآ


يبحثون عن أحدث الرنات كبحثهم


عن الموضة فى كل مكان ويسعون


ورائها فى كل الفضائيات وشركات


الإتصالات ويتنافسون على من يأتى


بالجديد والأحدث والمثير والغريب


من هذه الأغانى لا يكتفون بذلك فقط


من جعل هذه رنات لموبايلاتهم لكى


يسمعوها عندما ترن هواتفهم ولكن


الأن أيضآ إنتشرت موضة غريبة


جدآ وهى أنهم يضعون أغانى بدلآ


من الجرس أى عندما يتصل بهم أحد


بدلآ من أن يسمع جرسآ يستمع


لأغنية أى أنهم لا يكتفون بأن


يستمعوا هم لهذه الأغانى بل


يجبرون الأخرين على الاستماع لها


وكثيرآ يتركون من يتصل بهم


يرن ويرن ولا يردون عليه يحسبون


أنهم يسعدوه بذلك كما هم يستمتعون


بسماع هواتفهم وهى تردد الأغانى .






رجاء





* لكل من يفعل ذلك إن كنت لاتخاف


على نفسك ولا تخشى الله تعالى فأنا


أخاف عليك وعلى نفسى وعلى


غيرى وأذكرك وأذكر نفسى وأقول


لك إن كنت لا تعلم :



1- (أن الغناء والقرءان لا يجتمعان


معآ فى القلب) أى أن من يحب


سماع الأغانى وحفظها وجعلها


شغله الشاغل فإن ذلك سيلهيه عن


ذكر الله ويبعده عنه وعن رحمته


لأن من يستمع لهذه الألحان يستمع


لصوت الشيطان .




2- وأيضآ : قال الرسول صلى الله عليه وسلم :





(( وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ


آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا))


( رواه مسلم )




أى أنك لا تكتفى بأن تضر وتضل


نفسك فقط وتؤزر على فعلها بل


أيضآ تضر وتدعو غيرك للضلالة


وتساعدهم على ذلك بأن سهلت لهم



سماع تلك الأغانى وبذلك يكون عليك


أيضآ مثل أثام كل من سمعها


بسببك .





* فيا أخى وأختى رفقآ بنفسك أولآ


ثم بالأخرين وأدعو لما ينفعك ويفيد


غيرك ويؤجرك الثواب ويكون عمل


صالح يحسب لك لا عليك ويكون



حجة لك لا عليك ويكون صدقة


جارية لك بعد الممات .






(اللهم قد بلغت اللهم فأشهد)
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-29-2008, 05:10 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


أنتِ أروع غرس
أ/سارة السويعد

غاليتي ....

أنتِ غرس هذا العالم وزهرته الندية بقلبك الطري و إحساسك المتدفق..

أنتِ بسمة رائعة يُبشر بها الوالدان لأنك الآن تاج شرف لا لباس عار..

السابقة للنبوغ والإنجاز ، مرتع الحنان والقرب ومهما طاب الشيطان وأعوانه على إغواء مشاعرك ، وظل الغرب يبثون جهدهم في اختلاقات تشتت فتاة الخير عما أريد بها ، نظلل نسقي زهرتنا لتكون عن قريب أروع فتاة تزهو في مملكة ضمنت الحقوق ما استطاعت ، من أسرة ومعلمات ومجتمع يرفض المشين من الأخلاقيات التي تُبعدها عن نشر شذاها في كل الأرجاء .

نظل ننتظرك ..

مؤمنة ...مبدعة ....رائعة تسمو بكل خير , وتنشط لكل طاعة ، و تقبل من الغير ما تراه مناسبا لها لا مايراه هو مناسبا لها .. لتكون بحق كما نريد ...

عدة نقاط .. أخطها لك وفكرك النير كفيل بالإضافة ...
غاليتي .

• مستواك الثقافي وحصيلتك العلمية ، ما مدى تطورها فنحن نريدك الأفضل المجتمع يرقب تواجدك والصحافة تنتظر وفودك و... فهل أنت كما نريد ؟

• أقرئي، اكتبي ، أشغلي وقتك بما يعلو بك ، لا تعيشي كالكسالى ... فحتما ليس للكسالى مكان بيننا .

• اصنعي الرقابة الذاتية في قلبك ، لا تنتظري أحدا يوجه أفعالك .....فأنت أكثر وعياً وإشراقه ..

• لا تبحثي عن كل مشين يوسم الخطأ في قلبك ويؤلم حياتك ..

• أبدئي بتحفيز نفسك لتكون نفساً عصامية مشرئبة ترتضي الرقي الصحيح في عالم الرقي والحضارة .

• أنتي تواجهين تحدي كبير لا تقولي مِن مَن الواقع يخبرك .....فكوني السبّاقة لا المتخاذلة .

• فلسفة الإنجاز فلسفة رائعة فهل تٌجدينها ، وعمرك يتيح لك إتقانها فهل تتقدمين لها ؟!

• انفتاحية الزمن وتطور الحياة لا يعني إلزامهما بالمسؤولية الكاملة على أخطاءك ... بل الواجب أن يكونا دافعا للتقدم أكثر بكل ما يفيدك ...

• ستكونين حكاية فريدة تتناقلها الأجيال ونفخر بها ، حينما تكونين فريدة بفكرك... بعلاقاتك ...بحياتك.

• أولي نفسك أهمية وعناية و لا تهدري مشاعرك بلا هدف فمشاعرك ودموعك وعرضك أولى أن تعتني بهم ..

• ما الفائدة المقصودة من تشتت العاطفة فالحب نعمة وسهمه النظر ...أعفي نظرك وسمعك ... ليعف قلبك.

• حققي كل ما يعينك للسمو بقوة ،لا ما يرديك للانحطاط، واجعلي من صديقاتك درعاً لمواجهة زخم الباطل لا الانبطاح له .

• الشيء الوحيد المهم في هذا العالم المنفتح هو سلوكك الفعلي في إدارة ذاتك لتُغيرها نحو الأفضل...فهل تصنعينها ؟

• الأنكى أثراً والأعمق جرحاً حين تظلين أيتها الفتاة مدركة للخطأ وممانعة عن الانصراف عنه ..

ختاماً :... نحن نهتم بك فاهتمي أنت بحياتك ...

وحذاري أن تكوني كلاً على أمتك وجرحا مفرحاً للغير... يا غالية .










أصدر المولى بيانه أين أنت يا فلانة؟
افتحوا ديوانها وانظروا في كل خانة
موقف صعب رهيب أسأل الله الإعانة
حين أدنو من إلهي دون ستر أو بطانة
يحاكيني جهارا كيف أديت الأمانة

من يجيب الله عني؟ من سيعطيني لسانه
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-31-2008, 08:30 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




دار القاسم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد .

إن للخير والشر معان كامنة في النفس تعرف بعلامات وسمات دالة كما قال الشاعر:


لا تسأل المرء عن أخلاقه *** في وجهه شاهد من الخير

فمن سمات الخير: الدعه والحياء والكرم ومن سمات الشر: القحة والبذاء واللؤم

حياءك فاحفظه عليك وإنما *** يدل على فعل الكريم حياؤه

إذن: فالحياء علامة تدل على ما في النفس من الخير وهو إمارة صادقة على طبيعة
الإنسان فيكشف عن مقدار بيانه وأدبه. فعندما ترى إنساناً يشمئز ويتحرج عن فعل
ما لا ينبغي فاعلم أن فيه خيراً وإيماناً بقدر مافيه من ترك للقبائح.

ما هو الحياء وما حقيقته؟

الحياء: خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة
التي تستلزم الأنصراف من القبائح وتركها وهو من أفضل صفات النفس وأجلها وهو من
خلق الكرام وسمة أهل المرؤة والفضل.

ومن الحكم التي قيلت في شأن الحياء: ( من كساه الحياء ثوبه لم يرى الناس عيبه
) وقال الشاعر:

ورب قبيحة ما حال بيني *** وبين ركوبها إلا الحياء

لذلك فعندما نرى إنساناً لا يكترث ولا يبالي فيما يبدر منه من مظهره أو قوله
أو حركاته يكون سبب ذلك قلة حيائه وضعف إيمانه كما جاء في الحديث: { إذا لم
تستح فافعل ما شئت }.

وقد قال الشاعر:

إذا رزق الفتى وجهاً وقاحاً *** تقلب في الأمور كما يشاء

فمالك في معاتبة الذي لا *** حياء لوجهه إلا العناء

قال أبو حاتم: إن المرء إذا إشتد حياؤه صان ودفن مساوئه ونشر محاسنه.

والحياء من الأخلاق الرفيعة التي أمر بها الإسلام وأقرها ورغب فيها. وقد جاء
في الصحيحين قول النبي : { الإيمان بضع وسبعون شعبه فأفضلها لا إله إلا اللّه
وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان }.

وفي الحديث الذي رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين: { الحياء والإيمان قرنا
جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر }.

والسر في كون الحياء من الإيمان: لأن كل منهما داع إلى الخير مُقرب منه صارف
عن الشر مُبعد عنه، فالإيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي
والمنكرات. والحياء يمنع صاحبه من التفريط في حق الرب والتقصير في شكره. ويمنع
صاحبه كذلك من فعل القبيح أو قوله اتقاء الذم والملامة.

ورب قبيحة ما حال بيني *** وبين رركوبها إلا الحياء

وقد قيل: ( الحياء نظام الإيمان فإذا انحل نظام الشيء تبدد ما فيه وتفرق ).

فالحياء ملازم للعبد المؤمن كالظل لصاحبه وكحرارة بدنه لأنه جزء من عقيدته
وإيمانه ومن هنا كان الحياء خيراً ولا يأتي إلا بالخير، كما في الصحيحين عن
النبي : { الحياء لا يأتي إلا بخير } وفي رواية مسلم: { الحياء خير كله }.

وفي الصحيحين أن النبي مر على رجل يعظ أخاه في الحياء: أي يعاتبه فيه لأنه اضر
به، فقال له الرسول : { دعه فإن الحياء من الإيمان } فقد أمر الرسول ذلك الرجل
أن يترك أخاه ويبقيه على حيائه ولو منع صاحبه من إستيفاء حقوقه. إذ ضياع حقوق
المرء خير له من أن يفقد حيائه الذي هو من إيمانه وميزة إنسانيته وخيريته.

ورحم الله امرأة كانت فقدت طفلها فوقفت على قوم تسألهم عن طفلها فقال أحدهم:
تسأل عن ولدها وهي تغطي وجهها. فسمعته فقال: ( لأن أرزأ في ولدي خير من أن
أرزأ في حيائي أيهل الرجل ). سبحان الله.. أين هذه المرأة من نساء اليوم تخرج
المرأة كاشفة وجهها مبدية زينتها لا تستحي من الله ولا من الناس أضاعت ولدها
فعند الله لها العوض والأجر أما المرأة التي حياءها وإيمانها فما أعظم الخسارة
وما أسوأ العاقبة.

وصدق الشاعر حين قال:

فتاة اليوم ضيعت الصوابا *** وألقت عن مفاتنا الحجابا

فلن تخشى حياءٌ من رقيب *** ولم تخشى من الله الحسابا

إذا سارت بدا ساق وردف *** ولو جلست ترى العجب العجابا

بربك هل سألت العقل يوماً *** أهذا طبع من رام الصوابا

أهذا طبع طالبة لعلم *** إلى الإسلام تنتسب إنتساباً

ما كان التقدم صبغ وجه *** وما كان السفور إليه باباً

شباب اليوم يا أختي ذئاب *** وطبع الحمل أن يخشى الذئاب

أما انقباض النفس عن الفضائل والإنصراف عنها فلا يسمى حياء. فخلق الحياء في
المسلم غير مانع له من أن يقول حقاً أو يطلب علماً أو يأمر بمعروف أو ينهى عن
منكر. فإذا منع العبد عن فعل ذلك باعث داخلي فليس هو حياء وإنما هو ضعف إيمانه
وجبنه عن قول الحق: وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ [الأحزاب:53]...
فهذا النبي مع شدة حيائه إلا أنه لم يكن يسكت عن قول الحق بل كان يغضب غضباً
شديداً إذا انتهكت محارم الله.. فمن ذلك عندما شفع مرة عند رسول الله أسامة بن
زيد حب رسول الله وابن حبه فلم يمنعه حياؤه من أن يقول لأسامة في غضب: { أتشفع
في حد من حدود الله يا أسامة والله لو سرقت فاطمة لقطعت يدها }.

ولم يمنع الحياء أم سليم الأنصارية أن تقول: يا رسول الله إن الله لا يستحي من
الحق فهل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ فيقول لها ولم يمنعه الحياء في بيان
العلم: { نعم، إذا رأت الماء } إذاً الحياء لا يمنع من الإستفسار والسؤال عما
جهل من أمور الدين وما يجب عليه معرفته وقد قيل: ( لا يتعلم العلم مستكبر ولا
مستح ). وهناك من النساء من يمنعها حياؤها بزعمها من ترك بعض العادات المحرمة
التي اعتادت عليها في مجتمعها مثل مصافحة الرجال الأجانب والإختلاط بهم فلا
تتحجب من أقارب زوجها ولا تمنع دخولهم عليها في بيتها حال غياب زوجها، والنبي
يقول: { إياكم والدخول على النساء } [صحيح الجامع]. فإذا كان خير الخلق لا
يصافح نساء الصحابة وهن خير القرون فما بال رجال ونسوة في عصر كثر فيه الشر
وأهله أصبحوا لا يرون في المصافحة بأساًَ. محتجين أن قلوبهم تقية ونفوسهم
نقية؟ فأيهم أزكى نفساً وأطهر قلباً؟ أهذا الغثاء أم تلك النفوس الكبيرة؟
فضلاً عن أن الرسول حذر من مس النساء فقال: { لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من
حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له } [صحيح الجامع].
:astagfor:

ومن الناس من يتساهل في إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة أنه يستحي
من الإنكار على الناس. ومن ذلك ما يفعله بعض الناس من مجاملة بعضهم لبعض في
سماع الغيبة أو سماع أي من المنكرات أو رؤيتها، ونحوها فهذا جبن مذموم كل الذم
وصاحبه شريك في الإثم إن لم ينكر أو يفارقهم.

والله عز وجل قال: كُنتُم خَير اُمةٍ أخرِجت لِلنّاسِ تَأمرونَ بالمَعروف
وَتَنهُونَ عَنِ المُنكرِ وَتُؤمِنُونَ باللّه [آل عمران:110].

وقد حذرنا رسول الله من التساهل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال: {
والذي نفسي بيده لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث
عليكم عقاباً منه ثم تدعوه فلا يستجاب لكم }.

وينقسم الحياء من حيث الأصل إلى قسمين:

1 ) حياء فطري غريزي.

2 ) حياء مكتسب.

قال القرطبي: ( الحياء المكتسب هو الذي جعله الشارع من الإيمان غير أن كن كان
فيه غريزة الحياء فإنها تعينه على المكتسب وقد يتطبع بالمكتسب حتى يصير
غريزياً... وهذا قول صحيح ومعلوم بالتجربة في مجال التربية فإن المتربي قد
يكون في بدايته لا يملك حياء غريزياً أو أن عنده حياءاً غريزياً ناقصاً ثم
ينشأ في جو ينمي بواعث الحياء في قلبة ويدله على خصال الحياء فإن هذا المتربى
سيكتسب الحياء شيئاً فشيئاً ويقوى الحياء فى قلبه بالتوجيه والتربيه حتى يصبح
الحياء خلقاً ملازماً له، وقد قال بعض الحكماء: ( احيو الحياء بمجالسة من
يستحيا منه ) وهذا الكلام بديع المعنى بعيد الفقه.. حيث أن كثرة مجالسة من لا
يستحيا منه لوضاعته أوحقارته أو قلة قدره ومروءته تخلق في النفس نوع التجانس
معهم ثم إن قلة قدرهم عنده تجعلة لا يستحي منهم فيصنع ما يشاء بحضرة هذه
الجماعة فيضعف عنده خصلة الحياء شيئاً فشيئاً فيتعود أن يصنع ما يشاء أمام
الناس جميعاً. أما مجالسة من يستحيا منه لصلاحهم وعلو قدرهم فأنها تحيي في
القلب الحياء فيظل الإنسان يراقب أفعاله وأقواله قبل صدورها حياء ممن يجالسه
فيكون هذا خلقاً له ملازماً فتتعود نفسه إتيان الخصال المحمودة ومجانية
وكراهية الخصال المذمومة.

الحاصل: أن مجالس الأخيار تقوي الحياء المكتسب وتنميه، أما مجالسة الأرذال
فإنها تحول بين العبد وبين اكتساب الحياء.

والحياء أنواع

1) الحياء من الله.

2 ) الحياء من الملائكة.

3 ) الحياء من الناس.

4 ) الحياء من النفس.

( 1 ) الحياء من الله:

قال الله تعالى: أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى [العلق:14] وقال
تعالى: مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام:91] إِنَّ اللَّهَ
كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].

فتجرؤ العبد على المعاصي واستخفافه بالأوامر والنواهي الشرعية يدل على عدم
إجلاله لربه وعدم مراقبته لربه.

فالحياء من الله يكون باتباع الأوامر واجتناب النواهي. قال رسول الله : {
استحيوا من الله حق الحياء } قال: قلنا يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله
قال: { ليس ذلك ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ
البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل
ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء }.

معنى الحديث: { استحيوا من الله حق الحياء } أي استحيوا من الله قدر استطاعتكم
لأنه من المعلوم أن الإنسان لا يستطيع أن يقوم بكل ما عليه تاماً كاملاً ولكن
كل على حسب طاقته ووسعه قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ
[التغابن:16].

( قال قلنا: إنا نستحي والحمد لله ). أجابوا بذلك لأنهم قصدوا أنهم يفعلون كل
مليح ويتركون كل قبيح على حسب استطاعتهم فرد عليهم رسول الله أن ليس المقصود
هذا العموم لأن هناك شروطاً للحياء حق الحياء فليس كما يظنون:

(1) { أن يحفظ الرأس وما وعى } أي ما جمع من الأعضاء: العقل والبصر والسمع
واللسان. قال تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ
أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].

(2) { وليحفظ البطن وما حوى } أي يحفظ بطنه وما في ذلك من حفظ الفرج عن الحرام
فيحفظ بطنه من أن يدخله طعام حرام أو من مال حرام فالبدن نبت ويقوي من الطعام.
والرب عز وجل لا يقبل من عبده أن يتقوى على طاعته بمطعم حرام ولا مشرب حرام
لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.

(3) { وليذكر الموت والبلى } أن يذكر الموت دائماً لأننا في هذه الدنيا لسنا
مخلدين وإنما سنموت وسنرجع وسنقف بين يدي الله تبارك وتعالى. قال : { أكثروا
من ذكر هادم اللذات }.

(4) { ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا } قال تعالى: تِلْكَ الدَّارُ
الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا
فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص:83].

فالمقصود أن الحياء من الله يكون باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه ومراقبة
الله في السر والعلن. قال رسول الله : { استحي من الله تعالى كما تستحي من
الرجل الصالح من قومك } [صحيح الجامع]. وهذا الحياء يسمى حياء العبودية الذي
يصل بصاحبه إلى أعلى مراتب الدين وهي مرتبة الأحسان الذي يحس فيها العبد
دائماً بنظر الله إليه وأنه يراه في كل حركاته وسكناته فيتزين لربه بالطاعات.
وهذا الحياء يجعله دائماً يشعر بأن عبوديته قاصرة حقيرة أمام ربه لأنه يعلم أن
قدر ربه أعلى وأجل. قال ذو النون: ( الحياء وجود الهيبة في القلب مع وحشة مما
سبق منك إلى ربك ) وهذا يسمى أيضاً حياء الإجلال الذي متبعه معرفة الرب عز وجل
وإدراك عظم حقه ومشاهدة مننه وآلائه. وهذه هي حقيقة نصب الرسول وإجهاد نفسه في
عبادة ربه.

ومن هذا الحياء أيضاً:

حياء الجناية والذنب: ومثال ذلك ما ذكره ابن القيم في كتابه مدارج السالكين.
عندما فر آدم هارباً في الجنة فقال الله تعالى له: ( أفراراً مني يا آدم؟
فقال: لا بل حياء منك ).

:ozkorallah:
ومن أنواع الحياء من الله:

الحياء من نظر الله إليه في حالة لا تليق:

كالتعري كما في حديث بهز بن حكيم عندما سأل رسول الله فقال: ( عوراتنا ما نأتي
منها وما نذر؟ ) فقال: { احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك }. قال: (
يا نبي الله إذا كان أحدنا خالياً؟ ) قال: { فالله أحق أن يستحي منه الناس }.


ولذلك عقد الإمام البخاري باباً سماه: ( التعري عند الاغتسال والاستتار أفضل
).

وقد ورد أن ابن عباس كان يغتسل وهو يرتدي ثوباً خفيفاً حياء من الله أن يتجرد.


وكان أبو بكر الصديق يقول: ( والله إني لأضع ثوبي على وجهي في الخلاء حياء من
الله ).

وكان عثمان بن عفان لا يقيم صلبه عند الاغتسال حياء من الله.

وجاء رجل إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما فقال له: أنا رجل عاصي ولا أصبر عن
المعصية فعظني. فقال الحسين: ( افعل خمسة وافعل ما شئت ). قال الرجل: هات. قال
الحسين: ( لا تأكل من رزق الله وأذنب ما شئت ). قال الرجل: كيف ومن أين آكل
وكل ما في الكون من رزقه. قال الحسين: ( اخرج من أرض الله وأذنب ما شئت ). قال
الرجل: كيف ولا تخفى على الله خافية. قال الحسين: ( اطلب موضعاً لا يراك الله
فيه وأذنب ما شئت ). قال الرجل: هذه أعظم من تلك، فأين أسكن. قال الحسين: (
إذا جائك ملك الموت فادفعه عن نفسك وأذنب ما شئت ). قال الرجل: هذا مُحال. قال
الحسين: ( إذا دخلت النار فلا تدخل فيها وأذني ما شئت ). فقال الرجل: حسبك، لن
يراني الله بعد اليوم في معصية أبداً.

لقد بلغ الإيمان بالصحابة رضي الله عنهم أنهم أصبحوا يستحيون من الله في
التقصير في النوافل وكأنهم قد ضيعوا الفرائض. قال الفضيل بن عياض: ( أدركت
أقواماً يستحيون من الله سواد الليل من طول الهجيعة ).

قال يحيي بن معاذ: ( من استحى من الله مطيعاً استحى الله منه وهو مذنب ). أي
من غلب عليه خلق الحياء من الله حتى في حال طاعته فهو دائماً يحس بالخجل من
الله في تقصيره فيستحي أن يرى من يكرم عليه في حال يشينه عنده.

ثم قال يحيي بن معاذ: ( سبحان من يذنب عبده ويستحي هو ). وفي الأثر: ( من
استحيا الله منه ) ويجدر هنا أن ننبه إلى أن حياء الرب صفة من صفاته الثابتة
بالكتاب والسنة وهي كسائر صفاته عز وجل لا تدركها الأفهام ولا تكيفها العقول
بل نؤمن بها من غير تشبيه ولا تكييف. وحياء الله عز وجل صفة كمال تدل على
الكرم والفضل والجود والجلال.

ففي الحديث: { أن الله حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً }
وأيضاً: { إن الله يستحي أن يعذب شيبة شاب في الإسلام }.

عجيب شأن هذا العبد المسكين لا يستحي من ربه وهو ينعم عليه آناء الليل وأطراف
النهار مع فقره الشديد... والرب العظيم يستحي من عبده مع غناه عنه وعدم حاجته
إليه.
:anotherone:

( 2 ) الحياء من الملائكة:

من المعلوم أن الله قد جعل فينا ملائكة يتعاقبون علينا بالليل والنهار.. وهناك
ملائكة يصاحبون أهل الطاعات مثل الخارج في طلب العلم والمجتمعين على مجالس
الذكر والزائر للمريض وغير ذلك.

وأيضاً هناك ملائكة لا يفارقوننا وهم الحفظة والكتبة وَإِنَّ عَلَيْكُمْ
لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ [الإنفطار:11،10] أَمْ يَحْسَبُونَ
أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ
يَكْتُبُونَ [الزخرف:8].

إذاً فعلينا أن نستحي من الملائكة وذلك بالبعد عن المعاصي والقبائح وإكرامهم
عن مجالس الخنا وأقوال السوء والأفعال المذمومة المستقبحة. قال : { إياكم
والتعري فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله
فاستحيوا منهم وأكرموهم }.

( 3 ) الحياء من الناس:

وهذا النوع من الحياء هو أساس مكارم الأخلاق ومنبع كل فضيلة لأنه يترتب عليه
القول الطيب والفعل الحسن والعفة والنزاهة... والحياء من الناس قسمين:

1 ـ هذا قسم أحسن الحياء وأكملة وأتمه. فإن صاحبه يستحي من الناس جازم بأنه لا
يأتي هذا المنكر والفعل القبيح إلا خوفاً من الله تعالى أولاً ثم اتقاء ملامة
الناس وذمهم ثانياً فهذا يأخذ أجر حيائه كاملاً لأنه استكمل الحياء من جميع
جهاته إذ ترتب عليه الكف عن القبائح التي لا يرضاها الدين والشرع ويذمه عليها
الخلق.

2 ـ قسم يترك القبائح والرذائل حياء من الناس وإذا خلا من الناس لا يتحرج من
فعلها وهذا النوع من الناس عنده حياء ولكن حياء ناقص ضعيف يحتاج إلى علاج
وتذكير بعظمة ربه وجلاله وأنه أحق أن يستحيا منه لأنه القادر المطلع الذي بيده
ملكوت كل شيء الذي أسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة فكيف يليق به أن يأكل من رزقه
ويعصيه ويعيش في أرضه وملكوته ولا يطيعه ويستعمل عطاياه فيما لا يرضيه.

وعلى ذلك فإن هذا العبد لا يليق به أن يستحي من الناس الذين لا يملكون له ضراً
ولا نفعاً لا في الدنيا ولا في الآخرة ثم لا يستحي من الله الرقيب عليه
المتفضل عليه الذي ليس له غناء عنه.

أما الذي يجاهر بالمعاصي ولا يستحي من الله ولا من الناس فهذا من شر ما منيت
به الفضيلة وانتهكت به العفة، لأن المعاصي داء سريع الانتقال لا يلبث أن يسري
في النفوس الضعيفة فيعم شر معصية المجاهر ويتفاقم خطبها، فشره على نفسه وعلى
الناس عظيم وخطره على الفضائل كبير، ومن المؤسف أن المجاهرة بالمعاصي التي
سببها عدم الحياء من الله ولا من الناس ـ قد فشت في زماننا. فلا شاب ينزجر ولا
رجل تدركه الغيرة ولا امرأة يغلب عليها الحياء فتتحفظ وتتستر.. فقد كثر في
المجتمعات المسلمة التبرج من النساء في الأسواق وفي الحدائق العامة وحتى في
المساجد. تخرج المرأة كاشفة الوجه مبدية الزينة بكل جرأة لم تجل خالقاً ولم
تستحي من مخلوق.

ومن مظاهر عدم الحياء في مجتمع النساء: تحدث المرأة بما يقع بينها وبين زوجها
من الأمور الخاصة. وقد وصف النبي من يفعل ذلك بشيطان أتى شيطانه في الطريق
والناس ينظرون.

ومن مظاهر ضعف الحياء لدى بعض النساء: تبسطها بالتحدث مع الرجل الأجنبي مثل
البائع وتليين القول له وترقيق الصوت من أجل أن يخفض لها سعر البضاعة.

ومن المظاهر تشبه النساء بالرجال في اللباس وقصات الشعر والمشية والحركة. وهذا
فعل مستقبح تأباه الفطرة السليمة والذوق والحياء وحرمه الشرع ونهى عنه.

ومن المشاهد المؤسفة التي فشت في وسط النساء هذه الأيام ظاهرة النساء الكاسيات
العاريات - أو النساء شبه العاريات - وذلك بلبس الملابس شديدة الضيق اللاصقة
أو الملابس المفتحة من الأعلى والأسفل حتى وصلت إلى حدود العورات المغلظة فلم
يراعوا ديناً ولا حياء ولا مروءة. والله إن المؤمن عندما يرى أمثال هؤلاء
يقشعر بدنه حياء من الله وحياء من الناس. ولكن ماذا تقول لأمثال هؤلاء النسوة؟
وماذا نملك لهن وقد نُزع الحياء من قلوبهم وقابلوا الناس بوجه وقاحاً.

( 4 ) الحياء من النفس:

وهو حياء النفوس العزيزة من أن ترضى لنفسها بالنقص أو تقنع بالدون.

ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحسن السريرة. فيجد العبد المؤمن نفسه
تستحي من نفسه حتى كأن له نفسين تستحي إحداهما من الأخرى وهذا أكمل ما يكون من
الحياء. فإن العبد إذا استحى من نفسه فهو بأن يستحي من غيره أجدر.

يقول أحد العلماء: ( من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه
عنده قدر ).

والحقيقة أن هناك نفساً أمارة بالسوء تأمر صاحبها بالقبائح. قال تعالى على
لسان امرأة العزيز: وَمَا أبَرِّىءُ نَفسِي إنَّ النّفسَ لأَمّارَةٌ بِالسُوءِ
إلاَ مَارَحِمَ رَبِيِ إنّ رَبِي غَفُورٌ رّحِيمٌ [يوسف:53].. والنفس الثانية
هي النفس الأمارة بالخير الناهية عن القبائح وهي النفس المطمئنة.

قال تعالى: يَا أيّتُهَا النّفسُ المُطمَئِنَةُ ارجِعِى إلى رَبِكِ رَاضِيَةً
مَرضِيَةً فَأدخُلي في عِبادِي وَادخُلي جَنَتي [الفجر:27-30].

إذاً فعلينا أن نجاهد أنفسنا فلا نجعلها تفكر في الحرام ولا تعمله حتى تكون من
النفوس المطمئنة التي تبشر بجنة عرضها السموات والأرض..

يقول تعالى: وَالّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنّهُمَ سُبُلُنَا وَإنّ
اللّهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ [العنكبوت:69].

نسأل الله العزيز القدير ذا العرش المجيد أن يعصمنا من قبائحنا وأن يستر
عوراتنا ويغفر زلاتنا ويقينا شرور أنفسنا وشر الشيطان وشركه.

اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.


موقع طريق الدعوة








أصدر المولى بيانه أين أنت يا فلانة؟
افتحوا ديوانها وانظروا في كل خانة
موقف صعب رهيب أسأل الله الإعانة
حين أدنو من إلهي دون ستر أو بطانة
يحاكيني جهارا كيف أديت الأمانة
من يجيب الله عني؟ من سيعطيني لسانه


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-03-2008, 10:07 PM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي

ما شاء الله لا قوة إلا بالله
جزاك الله عنا خير الجزاء
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-05-2008, 02:31 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




:003: جزاك الله خيرااااااااا



ياعبد الله .. ما ظنك برجل يعلم أن الله يراه
محمد السمان

الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد ..

جاء الملك الكريم جبريل عليه الصلاة والسلام إلى رسول الله على صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لايرى عليه أثر السفر ، وأصحاب رسول الله حولهم فلم يعرف أحد منهم جبريل عليه السلام ، جاء جبريل عليه السلام وقرب من رسول الله حتى أسند ركبتيه على ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ، وسأل جبريل عليه السلام النبي محمداً أسئلة عظيمة ورسول الله يجيبه فسأله عن الإسلام ، وسأله عن الإيمان ثم سأله عن الإحسان فقال رسول الله ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) .

ياله من معنى عظيم كبير ، قال أهل العلم وتضمن الإحسان حالتين أرفعهما أن يغلب عليه مشاهدة الحق سبحانه وتعالى بقلبه حتى كأنه يراه بعينه وهو قوله كأنك تراه أي وهو يراك والثانية أن يستحضر أن الحق مطلع عليه يرى كل ما يعمل وهو قوله فإنه يراك وهاتان الحالتان يثمرهما معرفة الله وخشيته .
:astagfor:

لقد جاءت هذه المعاني في غير ما موضع من كتاب الله ، يقول الله جل جلاله ( ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور ) يبين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه لا يخفى عليه شيء وأن السر كالعلانية عنده فهو عالم بما تنطوي عليه الضمائر وما يعلن وما يسر ، وقال جل ذكره ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) وقال جل وعلا ( فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين ) وقال الله جل الله ( وما تكون فى شأن وما تتلوا منه من قرءان ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء )
وللعلامة الشنقيطي رحمه الله في كتابه الموسوم بأضواء البيان كلام جميل في هذا السياق ، يقول رحمه ( أعلم أن الله تبارك وتعالى ما أنزل من السماء إلى الأرض واعظا أكبر ولا زاجرا أعظم مما تضمنته هذه الآيات الكريمة وأمثالها في القرآن من أنه تعالى عالم بكل ما يعمله خلقه رقيب عليهم ليس بغائب عما يفعلون ، وضرب العلماء لهذا الواعظ الأكبر والزاجر الأعظم مثلاً ليصير به كالمحسوس فقالوا – والكلام مازال للعلامة الشنقيطي رحمه الله - لو فرضنا أن ملكاً قتالاً للرجال
سفاكاً للدماء شديد البطش والنكال على من انتهك حرمته ظلماً وسيافه قائم على رأسه والنطع مبسوط للقتل والسيف يقطر دما وحول هذا الملك الذي هذه صفته جواريه وأزواجه وبناته فهل ترى أن أحداً من الحاضرين يهتم بريبة أو بحرام يناله من بنات ذلك الملك وأزواجه وهو ينظر إليه عالم بأنه مطلع عليه لا وكلا بل جميع الحاضرين يكونون خائفين ، وجلة قلوبهم خاشعة عيونهم ساكنة جوارحهم خوفاً من بطش ذلك الملك .

ولا شك - ولله المثل الأعلى - أن رب السموات والأرض جل وعلا أشد علماً وأعظم مراقبة وأشد بطشا وأعظم نكالاً وعقوبة من ذلك الملك ، وحماه في أرضه محارمه ، فإذا لاحظ الإنسان الضعيف أن ربه جل وعلا ليس بغائب عنه وأنه مطلع على كل ما يقول وما يفعل وما ينوي ... لان قلبه وخشي الله تعالى وأحسن عمله لله جل وعلا .
:anotherone:

أيها المسلم ياعبد الله الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .. فإن لم تكن تراه فإنه يراك .. نعم .. فإن لم تكن تراه فاستمر على إحسان العبادة فإنه سبحانه وتعالى ( يراك ) مطلع عليك .. قال الإمام النووي رحمه الله عن هذه الجملة العظيمة فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال وهذا القدر من الحديث أصل عظيم من أصول الدين وقاعدة مهمة من قواعد المسلمين وهو عمدة الصديقين وبغية السالكين وكنز العارفين ودأب الصالحين وهو من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم وقد ندب أهل التحقيق إلى مجالسة الصالحين ليكون ذلك مانعاً من التلبس بشيء من النقائص احتراماً لهم واستحياء منهم فكيف بمن لا يزال الله مطلعاً عليه في سره وعلانيته .
وقال رحمه الله في موضع آخر (هذا من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم لأنا لو قدرنا أن أحدنا قام في عبادة وهو يعاين ربه سبحانه وتعالى لم يترك شيئا مما يقدر عليه من الخضوع والخشوع وحسن السمت واجتماعه بظاهره وباطنه على الاعتناء بتتميمها على أحسن وجوهها إلا أتى به ) .
وقال الإمام المناوي في معنى: (كأنك تراه): "بأن تتأدب في عبادته كأنك تنظر إليه، فجمع بيان المراقبة في كل حال، والإخلاص في سائر الأعمال .
:ozkorallah:

معاشر المسلمين .. حقاً لو اسشعرنا هذا المعنى العظيم الجليل في كل أحوالنا .. في كل سكاناتنا .. في كل حركاتنا .. في معاملاتنا .. في عبادتنا .. في علاقاتنا .. في كلماتنا .. في أقوالنا .. في أفعالنا .. ياعبد الله ماظنك برجل يعلم أن الله يراه ماهي صلاته .. كيف سيكون خشوعه وخشيته .. كيف ستكون سكينته وطمأنينته .. كيف سيكون تدبره وتفكره ، جاء في صحيح الجامع صل صلاة مودع كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك .

ياعبد الله .. ما ظنك برجل يعلم أن الله يراه .. ماذا يفعل في خلوته .. عندما تسدل الستر .. وتغلق الأبواب .. هل يقدم على معصية ربه .. هل ينتهك حرمته .. هل يتجاوز ياعبد الله .

ياعبدالله ماظنك برجل يعلم أن يراه .. هل يغتاب أحداً .. هل يكذب على أحد .. هل يهمز ويلمز .. هل يسب ويشتم ..
ياعبد الله ماظنك برجل يعلم أن الله يراه .. كيف هو في معاملاته هل يرتشي .. هل ينافق .. هل يحقد .. هل يحسد ..هل يغش ..لا .. وألف لا .. فقد صدحت بها أمة الله قبل أربعة عشر قرناً تلك المرأة الصالحة التي رأت أمها تغش اللبن بالماء .. فقالتها .. وأعلنتها ياأماه إن كان عمر لايرانا فرب عمر يرانا .
ياعبد الله ماظنك برجل يعلم أن الله يراه .. مامدى مراقبته لله .. مامدى خوفه من الله .. مامدى استشعاره لعظمة الله .. جاء رجل في ظلمة الليل يريد أن يفعل بفاحشة بامرأة لاحول لها ولاقوة ، قال لها – وقد نسي أن الله – لايرانا إلا الكوكب – فقالت المرأة تذكره وتعظه وهو قريب من الحرام ( فأين مكوكبها ) نعم .. الله يراك .. فقام الرجل بعد أن تذكر الحقيقة أن الله يراه ، ولم يستمر في الذنب ، وعاد وتاب .
أيها المسلمون كلنا عرضة للذنب والخطأ ، وكل بني خطاء ، لكن خير الخطائين التوابون .. اللهم وفقنا لفعل الصالح من القول والعمل ، ورزقنا مراقبتك في السر والعلن .


محمد السمان
خطيب جامع الجهيمي بالرياض
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-05-2008, 02:35 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




I15

يقولون : أخبرني من تصاحب .. أقل لك من أنت ؟

لكني أقول : أخبرني ما همك الأول الذي يهمك ويشغلك .. أقل لك من أنت !
الإنسان ابن همه .. وهمه هو محركه ..
.
وحين يكون الهم سماوياً صرفا ، تكون الثمرات لا أحلى ولا أروع ولا أطيب منها ..

وحين يكون الهم أرضيا بحتا صرفا .. تكون الثمرات غير ناضجة ، بل ما أكثر ما تكون مرة كالعلقم

همك الذي يسكنك .. ويحتل شرايينك .. ويجرى في دمك ..

ويصبح ويبيت معك .. وينتصب في عينك كالشوكة ..

إن لم يكن هما لله وفي الله وبالله …

فإنك على خطر عظيم ..

:astagfor:

وعليك أن تبادر في فزع إلى مخازنك ، لجرد دفاترك ..

وتقليب ملفاتك .. وإعادة تنظيم أوراقك ..

قبل حلول رسل الله فجأة ، ليتسلموا منك الأمانة ..!

فلا تملك وأنت تراهم ببصر من حديد ، إلا أن تنوح على نفسك ، وتصيح في جزع وفزع وهلع :

ربّ أرجعونِ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ..

ولكن هيهات .. هيهات ..!!

مرارة تبلغ مستقر العظم .

حين ترى جماهير غفيرة لا هم لهم إلا الركض وراء شهوات حقيرة

تذوب في أيديهم كما يذوب الملح في الماء .. !

فلا هم يتحصلون عليها دائما ، ولا هم ارتاحوا من الركض المسعور وراءها !!

كما يركض الكلب وراء عظم يُرمى إليها ليس فيه إلا رائحة لحم .!

فلا هو يشبع ، ولا هو ييئس من العثور على قطعة لحم قد تبرز له !!

عناء وأي عناء .. وشقاء ما بعده شقاء ..

حين يكون الهم تافها … فقيمة الإنسان في هذه الحالة معروفة لا تحتاج إلى بيان
فحاصل ضرب الصفر في صفر تساوي صفرا ..!!

لكن هذا الإنسان الصفر نفسه .. بشحمه ودمه وأعصابه ..

حين يقرر أن ينتفض على نفسه ، ويثور على أهوائها ،ويحمل سيف المجاهدة في وجه شهواتها التي تبعده قليلا أو كثيرا عن الله سبحانه .. ليصبح همه هما أخرويا يشده إلى السماء إذا فتح عينيه ، أو أغمضهما ..

إذا تكلم أو صمت ، إذا كتب أو قرأ .. إذا قام أو قعد .. الخ

هذا الإنسان الصفر ؟؟ يصبح عند ذاك رقما صعبا ، في معادلة الحياة ..

تضعه في أي خانة كانت ، فإذا جميع الخانات من حوله أصبحت ذات قيمة عظيمة لم تكن فيها من قبل ..!!
:anotherone:


قال علماؤنا رحمهم الله :

من الهمم همم تطوف حول العرش _ عرش الرحمان _

تلك هي الهمم العالية الراقية التي يحبها الله ويرضى عنها .. ويزكيها ويرقيها
فهذه همم تطوف حول العرش ..

وبالمقابل هناك همم تطوف حول الفرش !!

فرش الشهوات !! فتلك في المكان الدون حيث وضعت نفسها ..!!

ومن رضي بالدون ، فهو دون ..!! رغم أنفه المتورم …!!

قس نفسك على ضوء هذه الأشعة الضوئية من هدي السماء ..

وعلى ضوئها تستطيع أن تشخص حالتك .. ثم قرر أن تكون ذلك الرقم الصعب
وما ذلك على الله بعزيز .. استعن بالله ولا تعجز ..

واعرف كيف تأتي البيوت من أبوابها ..


وتذكر دائما :

إن عساكر الموت ينتظرونك في كل ليلة .. ولن تفلت !!

فانتبه أن يقبضوك وأنت غير مستعد

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

****
منقول
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 04-07-2008, 03:40 AM
الفاررة الي الله الفاررة الي الله غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

يقولون : أخبرني من تصاحب .. أقل لك من أنت ؟

لكني أقول : أخبرني ما همك الأول الذي يهمك ويشغلك .. أقل لك من أنت !
الإنسان ابن همه .. وهمه هو محركه ..
.
وحين يكون الهم سماوياً صرفا ، تكون الثمرات لا أحلى ولا أروع ولا أطيب منها ..

وحين يكون الهم أرضيا بحتا صرفا .. تكون الثمرات غير ناضجة ، بل ما أكثر ما تكون مرة كالعلقم

همك الذي يسكنك .. ويحتل شرايينك .. ويجرى في دمك ..

ويصبح ويبيت معك .. وينتصب في عينك كالشوكة ..

إن لم يكن هما لله وفي الله وبالله …

فإنك على خطر عظيم ..

وعليك أن تبادر في فزع إلى مخازنك ، لجرد دفاترك ..

وتقليب ملفاتك .. وإعادة تنظيم أوراقك ..

قبل حلول رسل الله فجأة ، ليتسلموا منك الأمانة ..!

فلا تملك وأنت تراهم ببصر من حديد ، إلا أن تنوح على نفسك ، وتصيح في جزع وفزع وهلع :

ربّ أرجعونِ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ..

ولكن هيهات .. هيهات ..!!

مرارة تبلغ مستقر العظم .

حين ترى جماهير غفيرة لا هم لهم إلا الركض وراء شهوات حقيرة

تذوب في أيديهم كما يذوب الملح في الماء .. !

فلا هم يتحصلون عليها دائما ، ولا هم ارتاحوا من الركض المسعور وراءها !!

كما يركض الكلب وراء عظم يُرمى إليها ليس فيه إلا رائحة لحم .!

فلا هو يشبع ، ولا هو ييئس من العثور على قطعة لحم قد تبرز له !!

عناء وأي عناء .. وشقاء ما بعده شقاء ..

حين يكون الهم تافها … فقيمة الإنسان في هذه الحالة معروفة لا تحتاج إلى بيان
فحاصل ضرب الصفر في صفر تساوي صفرا ..!!

لكن هذا الإنسان الصفر نفسه .. بشحمه ودمه وأعصابه ..

حين يقرر أن ينتفض على نفسه ، ويثور على أهوائها ،ويحمل سيف المجاهدة في وجه شهواتها التي تبعده قليلا أو كثيرا عن الله سبحانه .. ليصبح همه هما أخرويا يشده إلى السماء إذا فتح عينيه ، أو أغمضهما ..

إذا تكلم أو صمت ، إذا كتب أو قرأ .. إذا قام أو قعد .. الخ

هذا الإنسان الصفر ؟؟ يصبح عند ذاك رقما صعبا ، في معادلة الحياة ..

تضعه في أي خانة كانت ، فإذا جميع الخانات من حوله أصبحت ذات قيمة عظيمة لم تكن فيها من قبل ..!!


قال علماؤنا رحمهم الله :

من الهمم همم تطوف حول العرش _ عرش الرحمان _

تلك هي الهمم العالية الراقية التي يحبها الله ويرضى عنها .. ويزكيها ويرقيها
فهذه همم تطوف حول العرش ..

وبالمقابل هناك همم تطوف حول الفرش !!

فرش الشهوات !! فتلك في المكان الدون حيث وضعت نفسها ..!!

ومن رضي بالدون ، فهو دون ..!! رغم أنفه المتورم …!!

قس نفسك على ضوء هذه الأشعة الضوئية من هدي السماء ..

وعلى ضوئها تستطيع أن تشخص حالتك .. ثم قرر أن تكون ذلك الرقم الصعب
وما ذلك على الله بعزيز .. استعن بالله ولا تعجز ..

واعرف كيف تأتي البيوت من أبوابها ..


وتذكر دائما :

إن عساكر الموت ينتظرونك في كل ليلة .. ولن تفلت !!

فانتبه أن يقبضوك وأنت غير مستعد

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

****
منقول
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:27 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.