الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
باب الاخبار اوسع من باب الصفات والأسماء التي لا تثبت إلا بالتوقيف وبعض كتب العقيدة
قال الشيخ عبد الرحمن السحيم في منتدى مشكاة من القواعد التي وضعها العلماء في مسائل الأسماء والصفات : أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب الأسماء والصفات . وأن الصفة إذا كانت مُنقسمة إلى كمال ونقص ، لم تدخل بمطلقها في أسمائه ، بل يُطلَق عليه منها كمالها . قال ابن القيم : الصِّفَة إذا كانت مُنْقَسمة إلى كمال ونقص لم تَدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها ، وهذا كَالْمُرِيد والفَاعِل والصانع ، فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه ، ولهذا غَلِط مَن سَمَّاه بالصانع عند الإطلاق، بل هو الفعّال لِمَا يُريد ، فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة ، ولهذا إنما أطلق على نفسه مِن ذلك أكمله فِعلا وخَبرا . وقال شيخنا العثيمين رحمه الله : إذا كانت الصفة كمالاً في حال ، ونَقْصًا في حال لم تكن جائزة في حق الله ، ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق ، فلا تُثْبَت له إثباتا مطلقا ، ولا تُنْفَى عنه نفيا مطلقا ، بل لا بُدّ مِن التفصيل ، فتجوز في الحال التي تكون كمالاً ، وتمتنع في الحال التي تكون نقصا، وذلك كالمكر، والكيد، والخداع، ونحوها، فهذه الصفات تكون كمالاً إذا كانت في مُقَابَلة مَن يعاملون الفاعل بمثلها ، لأنها حينئذٍ تَدُلّ على أن فاعلها قادر على مقابلة عدوه بمثل فعله ، أو أشدّ ، وتكون نقصا في غير هذه الحال ، ولهذا لم يذكرها الله تعالى من صفاته على سبيل الإطلاق، وإنما ذكرها في مقابلة من يعاملونه ورُسُله بمثلها . ومن القواعد أيضا : أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء . قال العثيمين رحمه الله : وذلك : لأن كل اسم مُتَضمن لِصِفة ، ولأن مِن الصفات ما يتعلق بأفعال الله تعالى ، وأفعاله لا مُنْتَهَى لها ، كما أن أقواله لا مُنْتَهَى لها ... فَنَصِف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارِد ، ولا نُسَمِّيه بها ، فلا نقول : إن مِن أسمائه الجائي، والآتي، والآخذ، والممسك، والباطش، والمريد، والنازل، ونحو ذلك، وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به . اهـ . ومُرادهم أن باب الإخبار أوسع مِن باب الصفات ، أنك تستطيع أن تُخبِر عن الله بالفعل ، ولا يُطلَق عليه كَصِفَة ، مثل : الشيء ، والموجود ، والقائم بِنفسه . قال ابن القيم : فإنه يُخْبَر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصِفاته العليا . اهـ . وعلى هذا فليس كل خبر مُتضَمِّن لِصِفَة ، مثل : الإخبار عنه تعالى بالنزول والمجيء ، وغيرها مِن صِفات الأفعال . والله تعالى أعلم . قال الشيخ عبد الرزاق البدر سدده الله تعالى : " فهذا الباب -باب الإخبار- أوسع من باب الأسماء والصفات؛ لأن باب الأسماء والصفات توقيفي، فلا يسمى الله -جل وعلا- ولا يوصف إلا بما سمى به نفسه وبما وصف به نفسه، وبما سماه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- ووصفه به صلوات الله وسلامه عليه، كما قال الإمام أحمد رحمه الله، ونَصِف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، لا نتجاوز القرآن والحديث، فباب الأسماء والصفات توقيفي، يعني: يتوقف في ألفاظه، على ما جاء في الشرع، فلا يسمى الله ولا يوصف إلا بما جاء في الكتاب والسنة، أما باب الإخبار عنه -سبحانه وتعالى- فلا يجب أن يكون توقيفيًّا، بل الألفاظ الحسنة والمعاني الصحيحة، وما ليس بمشتمل على معنى سيئ لا يليق بالله لا بأس بالإخبار عنه -تبارك وتعالى- به، ولا يعد من أسمائه ولا يعد كذلك من صفاته، وإنما يخبر عنه -تبارك وتعالى- به. وقوله: واسع أو "أوسع من باب الأسماء والصفات" المراد بذلك أن طرق معرفته ووسائل معرفته أوسع من باب الأسماء والصفات، ولا يعني هذا أن يخوض كل واحد في هذا الباب بما شاء وأن يقول فيه ما شاء، وإنما يجب أن يكون الكلام في هذا الباب باب الإخبار عن الله -سبحانه وتعالى- مبنيًّا على دلالات النصوص ولوازمها، لا أن يكون مبنيًّا على الأهواء والظنون والتخرصات والقول على الله -تبارك وتعالى- بلا علم كما هو الشأن عند أهل البدع والأهواء. فقوله: "أوسع" أي: أوسع في طرق معرفته من باب الأسماء والصفات. قد عرفنا أن الأسماء لمعرفتها طريق واحد والصفات لمعرفتها طرق أربع أشرنا إليها في درس الأمس، وباب الإخبار أوسع من ذلك؛ لأنه باب مستفاد من اللوازم، لوازمِ كلام الله، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وكما قال العلماء: لازم كلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- حق إن صح أنه لازم، وتنبهوا لهذا القيد العظيم "إن صح أنه لازم" وهذا فيه إغلاق الباب على الخائضين في هذا الباب بلا علم، والقائلين فيه بلا علم وبلا مستند وبلا دليل، فلازم كلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم حق- إن صح أنه لازم، ومعنى: "إن صح" أي: إن دلت عليه النصوص دلالة صحيحة بدلالة الالتزام، وسيأتي عندنا أن أنواع الدلالة ثلاثة: دلالة مطابقة، ودلالة تضمن، ودلالة التزام وسيأتي في حينه بيان ذلك وتوضيحه. نعم " ا.هـ في شرحه لفائدة جليلة في قواعد الأسماء الحسنى من كلام الإمام ابن القيم في بدائع الفوائد منتدى سحاب
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|