انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > واحــة الأســـرة المسلمــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-26-2008, 06:21 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




New بدينهن مستمسكات فى زمان المتغيرات

 

الـبـدايـــة




الحمد لله مالك الملك .. باعث رسله لخلقه بالحق ..
الحمد لله ولىّ المؤمنين وناصرهم .
نحمد الله جل وعلا على وفير نعمه التى حبانا سبحانه بها . نعم الله التى ما استطاع ولن يستطيع مخلوق أن يحيط بها أو أن يحصيها عددا .

ومن رحمة الله جل وعلا بنا أن خلق لنا من أنفسنا أزواجا
من رحمة الله أن خلق المرأة لتكون خير معين لزوجها وأبيها وأخيها وولدها فى عمارة الأرض وصيانة الدين والعرض

جعلها الله سبحانه سببا من أشد أسباب قوة الأمة المسلمة
وكيف لا ؟؟

فهى التى أنجبت العلماء العاملين ، وهى أم المجاهدين المخلصين الصادقين .
وهى التى شدت من أزر الزوج وأعانته وكانت له خير رفيق يحمل معه أعباء الحياة دون كلل ولا ملل .
وكذلك هى التى تربت فى كنف الفضيلة والطهر والعفاف والتستر .. فلما آن الأوان لها لتكون أما ؛ إذا بها تنجـب أجيالا عظيمة وتغرس فيهم غرس الإسلام والإيمان .

ولذا فلا يخفى على أحـد ماحباها الله سبحانه به من تكريم وتشريف فى ظـل الإسلام . فجاء الشرع حافلا بالوصايا القرآنية والنبوية التى توصى الرجال بالنساء وحسن معاملتهن ومراعاة حقوقهن والإهتمام بهن فى شتى الجوانب .





ولــمـــا فهم أعداء الأمة وأعداء الله كل هذا وفطنوا لدور المرأة فى قوة وصلابة هذه الأمة ؛ لم يجدوا بُـدّا من ملاحقتها ومحاولة إفسادها وهدمها الفينة بعد الفينة ، وبث السموم فى فكرها القطرة تلو القطرة .. حتى تقـل همتها وتضعف عزيمتها بشكل تدريجى ، ثم فى نهاية المطاف تجد نفسها عاجزة عما كانت تقوم به من ذى قبل ، حينما كانت تدر نفعها على أمتها الجيل فى عقب الجيل .

فراح أعداء الدين يخططون لها بالليل والنهار ، لايشغلهم شىء قدر انشغالهم بالمرأة المسلمة التقية .
كيف نفسدها ؟ كيف نضلها ونغويها ؟ وكيف عن جادة الطريق الحق نبعدها ونثنيها ؟



أرادوا لهذه الزوجة العفيفة التى يفخر بها زوجها فى كل حين ، أن تكون سببا من أسباب انكسار هذا الزوج .. فيضعف ويدب الوهن فى أوصاله ، ويتبدل من حال القوة والعزة وشدة البأس إلى حال الخور والذلة وضعف النفس .

أرادوا لهذه الأم التى جادت على أمتها بهذا الــكــمّ من العلماء والدعاة حتى صار لايمر يوم إلا وتزداد فيه مصادر العلم فى يد المسلمين .. الأم التى جادت على أمتها بأناس يفدون دين الله بالغالى والنفيس .
أرادوا لها أن تجود على أمتها أيضا ، ولكن : أن يتمثل هذا الجود فى ولادة جـيـل ممسوخ الهوية ، غافل عن الدين وعن القضية ، متسربل بسرابيل العلمانية ، فبدلا من أن تنجب رجالا يحملون الأمة مرحلة تلو التى تليها ؛ أرادوا لها أن تنجب أطفالا تحملهم الأمة فيكونون عالة عليها ونقاط ضعف ووهن فى حبات نسيجها .. فلا يعودون على أمتهم إلا بخزى وعار وخسار من بعد شرف وفخار و انتصار .


فصار أمام المرأة طريقان :
الأول : طريق الشرع الحنيف المشتمل على الخيرات أجمع .
الثانى : طريق النتن والجيف المزين من الخارج .



وكما قال الله تعالى :
{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً }النساء27

فحقا ما أراد الله لنا ولنسائنا إلا مافيه النفع ، و لكن هذا النفع لن يرضى أطرافا أخرى ، فلابد لهذه الأطراف من تدخل لمنع المرأة المسلمة من تأدية دورها ولإيقاف هذا المدّ العفيف الذى تمد به أمتها . [ والتاريخ بهذا حافل ] .

وكذلك لابد لهؤلاء الأوغاد الأخباث من أعوان لهم لايقلون عنهم خبثا ولا عفنا ونتنا .. لكى ييسرون لهم المهمة ويختصرون عليهم السبيل ..

نعم لقد علموا أنه لابد لهم من ناصرين يبايعونهم ويكونون لهم حلفاء فى حربهم ضد الإسلام والمسلمين ..
فهداهم شيطانهم إلى إخوان لهم من شياطين الإنس ، لايقلون عنهم فى شىء ولا يزيدون ، وبالفعل ليس لهم مابه يمتازون ...

ولكن ؛
الميزة الكبيرة فى هؤلاء الأعوان والحلفاء المختارين أنهم من بنى جلدة المسلمين ، فكل منهم يحمل فى أوراق هويته لقب ( مسلم ) ، وكلهم يعيشون بين المسلمين تحت سماء واحدة وفى بقعة واحدة من الأرض ..

إذن فهؤلاء هؤلاء ..
هؤلاء من سييسرون الأمور والمهمات ، حتى يتحقق الهدف المنشود ، ألا وهو : إضعاف أمة الإسلام وكسر شوكتها وإذاقـتــهـا الجرعة تلو الجرعة من شتى صنوف الويلات .





انتشر هؤلاء الجرذان الأنتان فى صفوف الأمة انتشار النار فى الهشيم ، وجاءت الضربة بحقٍّ فى الصميم .

فبدأوا فى نشر الأفكار الهدامة فى صور ملونة وعبارات مموجة بأمواج إعمال العقل متسترة خلف ستار الفكر ، تخاطب المسلمين بنفس ماخاطب إبليس به أبانا آدم ( عليه السلام ) ، كما جاء فى كتاب الله المجيد : { إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ }الأعراف21

وكان داخل المجتمع الإسلامى من أمثال هؤلاء الكثير ، ففى كل يوم يخرج أحدهم على المسلمة بقول ، وحينما تشتد الثورات فى وجهه معارضة ، ينبرى أمثاله فى الدفاع عنه وتبرير مقولته وتزيينها بحجة أنها ليست بدعا من القول وليست خروجا عن الدين ؛ وإنما هى نوع من الفهم السليم للدين .. وفى الوقت الذى انبرى هؤلاء الأصحاب فى الدفاع عن رفيقهم فى المخطط القبيح ،، فصاحب المقولة يلتزم الصمت حتى تنكسر الموجة وتهدأ الرياح ويسود الصمت بعد أن علا الصوت ..

ثم يعاود الكرّة هو وغيره على نفس المنوال والمنهاج ..
وفى كل كرّة يُـكِــرّونها على الإسلام ، يسقط أحـد الثوابت .. وثابت بعد ثابت .. ومرة تلو الأخرى .. بدأ الدين يـُـفتقد فى قلوب الناس وفى أعمالهم .. وبدأت الثوابت بدلا من أن تضيع فقط ،، إذا بها تستبدل بغيرها ، فيسقطون الثابت ويضعون آخر مكانه حتى يزيدوا الخسار خسارا والخراب خرابا .

ثم بعدها لم يكتفوا بذلك ،، وإنما من شدة الخبث الذى حوته جوانحهم .. فكروا فى الأمر مَــلـيّـا فوجدوا أنهم بهذا أفسدوا الدين على المعاصرين فقط من العامة .. ولكن ماذا عن الأجيال القادمة ؟؟؟
ولأن هذا السؤال بالنسبة لهم هام جدا ، فكان لابد لهم أن يجيبوا عليه إجابة حاسمة ، وبالفعل وجدوا الجواب ( وبئس الجواب هذا ) .. الجواب أن يتم تلميع الأندال الذين خانوا أمتهم وباعوا دينهم ، حتى تستمر عفاناتهم بعد موتهم ، فيبلى كل كلب ويبقى عـُـواءه .
وكان السبيل لهذا بتزييف تاريخ المسلمين .. فالبطل الحقيقى والشريف يتم تصويره بصورة الخائن ، أما كلاب الأمس وحثالة الماضى يصورهم التاريخ الجديد فى صورة الأبطال العظماء . ولا حول ولا قوة إلا بالله .






المهم :

ضحكوا على المسلمة بعبارات رنانة ، وكل شىء بالتدريج يسهل ويهون .
فتارة تسمعهم يصيحون : إنكِ مظلومة .. مسكينة ياهذه ... أين حقوقك ؟؟
لابد أن تتحررى فأنت كالأسيرة فى يد الرجل .
وبالطبع لم يكونوا بالسذاجة التى تحملهم على مصارحتها بمبتغاهم ،
فلم يقولوا لها [ أتركى الإسلام فإنه المسؤول عما أنتِ فيه الآن ] .

وإنما قالوا : [ إن مايجرى عليكِ ليس من شرعة الإسلام ] ،

حتى إذا انساقت وراءهم وارتضت أفكارهم ؛ ذهبوا معها للخطوة التالية [ ماهذا الكفن الذى تتكفنين فيه ؟؟ ] [ أصرتِ من عداد الأموات ؟؟ ] [ ما أمركِ الله بهذا قط ،، اسمعى لنا ونحن سندلكِ ونهديكِ إلى ماأمركِ الله به ] .. وخطوة بعد خطوة حتى يخرجوها من حصنها ويجردوها من سلاحها . ثم يحرموها ماعاشت تفخر به طيلة عمرها .
وكما أن الخطوات بالتدريج ، فكذلك المراحل تأتى على درجات ، إلى أن يتحقق الهدف ، وينتهى الأمر بالمرأة أن تتصبغ بصبغة أهل الكفر ، فلا يستطيع من يراها أن يميز [ فاطمة ] من [ mari ] ؛ فكلاهما صار كالكـُـل المنقسم لجزئيات ، فتتحد الصور والأفكار والأهداف والأمنيات ... وللأسف كذلك تتحد الرغبات والنزوات والشهوات .

وسبحان الله العظيم الذى وضح لنا حكم أمثال هؤلاء الأخباث فى كتابه ، فقال تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }النور19





ومن هنا كان لابد من ثورة تثورها المسلمة فى وجه كل ذلك ، ويكون شعارها :
[ أنا المستمسكة بدينها وإن رغمت الأنوف ، وإن تلطخت جباه أهل الكفر بالعار والخسار ] .

وليس من سبيل لهذا ، أفضل من سبيل المعرفة ومطالعة الحقائق .. ووضع الأصابع فى فوهة الجراح لمعرفة مدى الألم ، فـتستبصر المسلمة وترى بكل وضوح طريقها ، حتى إذا ماعرفته انساقت فيه مهرولة لتلحق بركب الصالحات السالفات .






ولهذا استعنت بالله الكريم ، وبدأت أخط هذه الكلمات اليسيرة ، وأسأل الله أن ينفع بها كل أخت قرأت منها شيئا .


ولسان حالى يقول :
أخــتاه ياذات الـضمير الحُـرّ والقـلب الحـنون
أخـتاه ياأغلى عـطاءً مـِـن إلــــه العالمين
يامنهل النفس التى تهفو إلى أنقى معين
بالله مهـلا إنـنــى والله مُـرْشِدكِ الأمين ( 1 )


ولأنها رسالة لابد من توجيهها للأبية التقية المستمسكة بدينها وعفافها التى لاترتضى من السبل إلا سبيل الطهر والبراءة والنقاء ..
فقد سميتها : [ بدينهن مستمسكات فى زمان المتغيرات ] .

وقسمتها على أبواب وفصول ، من باب التنظيم وعدم التشتيت .
والحديث فى هذا الموضوع سيستغرق من الوقت الكثير والكثير ، وإن شاء الله تعالى سنسير فيه بالبطء المتناسب مع حجمه ، لا حجم الموضوع ؛ وإنما حجم صاحبة الموضوع .. ألا وإنها المرأة المسلمة .






وسيكون سياق الموضوع كالتالى :



الباب الأول : نساء وفتيات بين شرائع وتصورات .

الفصل الأول : حياتها فى مختلف المجتمعات .
صورة لأحوال المرأة فى العهود التاريخية السابقة .. وما مورس عليها من تقاليد هاوية وأعراف بالية على حسب عدة اعتقادات .
الفصل الثانى : نظرة أهل الكتاب للنساء والفتيات .
صورة المرأة كما تصورها النصوص عند اليهود والنصارى فى كتبهم وفى أقوال حاخاماتهم وقساوستهم .
الفصل الثالث : وفى الإسلام وجدن أنفسهن ملكات .
المرأة فى ظل شرائع الإسلام . وما حباها به الإسلام من تقدير ، وما وجدته فيه من كرامة وحقوق .
الفصل الرابع : أقطيع من الغنمات ؟؟
إلى كل من علمت حالها وحال عزتها ، ثم آثرت تقليد من هن دونها درجة وأحط منها منزلة ورفعة .
إلى كل بناتنا ونساءنا المنساقات إلى مسايرة الغربيات دون وعى ولا فهم ، وكأنهن قطعان من الغنمات تابعات .
أقول لهن : أتستبدلن الذى هو أدنى بالذى هو خير ؟؟؟





الباب الثانى : بذور بنى عـلـمان . ( وقفات مع دور العلمانية )

الفصل الأول : العلمانية وذيولها .
الفصل الثانى : أختاه لاتصدقيهم واتقِ شر الخائنين .
الفصل الثالث : ياأخية فلتتبعى السابقات .
الفصل الرابع :استمسكى بالحياء والعفاف .







الباب الثالث : فليسترح قلب العفيفات .

الفصل الأول :الحجاب .
الفصل الثانى :تعدد الزوجات .
الفصل الثالث :الخلوة والإختلاط .
الفصل الرابع :العــنــــوسة .
الفصل الخامس :الطلاق .
الفصل السادس :المرأة العاملة .
الفصل السابع : كونى فريدة لامنفردة .






الباب الرابع : حلم كل فتاة من الفتيات .

الفصل الأول : أريد زوجا صالحا .
الفصل الثانى : نحو خطبة تليق بكِ .
الفصل الثالث : فى بيت الزوج .






الباب الخامس : التربية فى مصـنـع الأمــهـــــات .

الفصل الاول : عن التربية ومعناها وأهميتها .
الفصل الثانى : من أنواع ووسائل التربية .
الفصل الثالث : معالم ماقبل الولادة .
الفصل الرابع : التربية منذ المهد .
الفصل الخامس : أول مراحل الطفولة .
الفصل السادس : الطفولتان الوسطى والأخيرة .
الفصل السابع : تربية المراهقات .
الفصل الثامن : تربية الراشدات .
الفصل التاسع : نقاط محددة لصناعة الأمهات الملتزمات .






الباب السادس :أختاه كونى من الداعـيات .

الفصل الأول :دور المرأة فى الدعوة إلى الله .
الفصل الثانى :من صفات وأخلاقيات الداعيات .
الفصل الثالث :وسائل لنجاح دعوتكن .
الفصل الرابع :اِعلمى أن الإسلام فى حاجة لجهدِكِ ياأخية .






الــخــاتـــمة

أخـــتــــــــــاه هكذا نريدك .












( 1 )الأبيات للشاعر ( زهير المرزوق ) فى [ قصائد للفتاة المسلمة ] . نقلا عن مقدمة الشيخ _ وحيد بن عبد السلام بالى _ لكتاب [ الحجاب بين الموضة والشرع ] للكاتب _ أبو حمزة محمود حسين الترمذى _ .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الأزهري ; 02-04-2008 الساعة 07:05 AM
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 01:24 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.