انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > القرآن الكريم

القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-22-2009, 05:45 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Icon41 إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ

 

<HR style="COLOR: #d1d1e1; BACKGROUND-COLOR: #d1d1e1" SIZE=1><!-- / icon and title --><!-- message -->

<CENTER><CENTER><TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="90%" border=0><TBODY><TR><TD></TD><TD width="90%" background=mwaextraedit2/frames/t9.gif></TD><TD></TD></TR><TR><TD background=mwaextraedit2/frames/r9.gif></TD><TD width="100%" background=mwaextraedit2/frames/9.gif>
بسم الله الرحمن الرحيم

{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ }
القصص8

</TD><TD background=mwaextraedit2/frames/l9.gif></TD></TR><TR><TD></TD><TD width="90%" background=mwaextraedit2/frames/b9.gif></TD><TD></TD></TR></TBODY></TABLE></CENTER>


هذا النص القرآني الكريم جاء في بدايات سورة القصص وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها ثمان وثمانون‏(88)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لاستعراضها قصة فرعون مصر مع كل من نبي الله موسي وأخيه نبي الله هارون‏,‏ وما اتصل بذلك من خبر مستغل في الأرض من مثل قارون الذي كان من قوم موسي فبغي عليهم‏.‏ ويدور المحور الرئيسي لسورة القصص حول عدد من ركائز العقيدة الإسلامية‏,‏ شأنها في ذلك شأن كل السور المكية‏.‏

هذا‏,‏ وقد سبق لنا استعراض سورة القصص‏,‏ وما جاء فيها من ركائز العقيدة‏,‏ والإشارات العلمية والتاريخية‏,‏ ونركز هنا علي ومضة الإعجاز التاريخي في النص الذي اخترناه عنوانا لهذا المقال‏.‏

من الإعجاز التاريخي في قول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ
‏...‏ إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين‏:‏

من الدقة المطلقة في القرآن الكريم وصف حاكم مصر في زمن نبي الله يوسف ـ عليه السلام ـ بوصف الملك‏,‏ ونعته في زمن نبي الله موسي ـ عليه السلام ـ بلقب الفرعون‏.‏

كذلك من الدقة المطلقة في كتاب الله ذكر مهندس البناء في زمن فرعون موسي باسم هامان‏.‏ وقد دأب عدد من غلاة المستشرقين علي استخدام هذه الإشارات ضد القرآن الكريم بدلا من استخدامها لتأكيد الدقة المطلقة فيه‏,‏ ولمناقشة ذلك أورد ما يلي‏:‏

أولا‏:‏ الإعجاز التاريخي في نعت حاكم مصر في زمن نبي الله يوسف ـ عليه السلام ـ بلقب الملك‏,‏ ونعته في زمن موسي ـ عليه السلام ـ بلقب الفرعون‏:‏

يعجب قارئ القرآن الكريم من وصف حاكم مصر في زمن نبي الله يوسف ـ عليه السلام ـ بلقب الملك الذي جاء في خمسة مواضع من سورة يوسف‏,‏ بينما جاء وصفه في زمن موسي ـ عليه السلام ـ بلقب فرعون مصر أو الفرعون‏,‏ وقد أورد القرآن الكريم لقب فرعون أربعا وسبعين‏(74)‏ مرة في عرض قصة نبي الله موسي ـ عليه السلام ـ‏

‏ والسبب في ذلك أن نبي الله يوسف ـ عليه السلام ـ عاش في مصر أيام حكم الهكسوس‏(‏ أي‏:‏ الملوك الرعاة‏),‏ وذلك في الفترة من‏(1730‏ ق‏.‏م‏)‏ إلي‏(1580‏ ق‏.‏م‏),‏ وكان حكام الهكسوس يلقبون بالملوك وليس بالفراعنة‏,‏ بينما عاش نبي الله موسي ـ عليه السلام ـ في زمن رمسيس الثاني من الأسرة التاسعة عشرة‏,‏ وكان معروفا باسم فرعون الاضطهاد‏,‏ أو فرعون التسخير‏,‏ وحكم مصر في الفترة من‏(1301‏ ق‏.‏م‏)‏ إلي‏(1234‏ ق‏.‏م‏)


‏ ومات ونبي الله موسي في مدين‏,‏ وخلفه من بعده علي عرش مصر ولده الثالث عشر منفتاح‏(‏ أو منفتا‏)‏ المعروف باسم فرعون الخروج‏,‏ الذي حكم مصر في الفترة من‏(1234‏ ق‏.‏م‏)‏ إلي‏(1224‏ ق‏.‏م‏),‏ ومات غارقا في أثناء مطاردته لنبي الله موسي ـ عليه السلام ـ كما أخبر بذلك القرآن الكريم‏.‏ وفي هذه الفترة كان يطلق علي حكام مصر لقب الفراعنة.

‏ ومن هنا جاء ذكر حاكم مصر في زمن نبي الله موسي ـ عليه السلام ـ بهذا اللقب في الآية الكريمة التي نحن بصددها وفي كل الآيات الأربع والسبعين التي ذكر فيها القرآن الكريم حاكم مصر في زمن نبي الله موسي ـ عليه السلام ـ‏.‏

أما نبي الله يوسف ـ عليه السلام ـ‏,‏ فقد عاش في حدود الفترة من‏(1730‏ ق‏.‏م‏)‏ إلي‏(1580‏ ق‏.‏م‏),‏ وكان حاكم مصر ملكا من العمالقة يعرف باسم الريان بن الوليد‏,‏ كما ذكره مؤرخو العرب‏,‏ ووجد اسمه منقوشا علي بعض الآثار المصرية القديمة‏(‏ انظر مؤتمر تفسير سورة يوسف للشيخ عبدالله العلمي‏),‏ وكان ذلك في الأسرة الخامسة عشرة‏,‏ أو السادسة عشرة لدولة الهكسوس الرعاة في مصر‏,‏ وكانت السلالة السابقة عليها في حكم مصر‏,‏ وهي الأسرة الرابعة عشرة من الفراعنة المصريين‏,‏ الذين حكموا في وادي النيل سنة‏(2000‏ ق‏.‏م‏),‏ بينما كانت السلالة الرعوية المعروفة باسم شاسو أو الهكسوس‏,(‏ أي‏:‏ البدو الرعاة‏),‏ يتنقلون في شرقي مصر علي حدود البادية فيما يعرف اليوم باسم محافظة الشرقية‏(‏ أرض جاسان في الكتب القديمة‏)

‏ وكانوا يتكلمون لغة سامية متفرعة عن اللغة العربية‏,‏ وكانت قريبة جدا منها‏,‏ وكان الهكسوس يترقبون ضعف الفراعنة ليغزوهم‏,‏ كما كان الفراعنة حريصين علي مسالمتهم والاستعانة بهم في حروبهم لشجاعتهم‏,‏ وشدتهم‏,‏ وجلدهم‏,‏ وقوة أبدانهم‏,‏ شأن البدو في كل العصور‏,‏ وظل الصراع بين ملوك الرعاة وفراعنة مصر حتي سنحت الفرصة لهؤلاء الرعاة بالانتصار عليهم‏,‏ فاستولوا علي دلتا مصر وحكموها باسم ملوك الهكسوس في أثناء فترة الاضطرابات والفتن في أواخر عهد الأسرة الرابعة عشرة‏,‏ واستعمروا الوجه البحري كله وبعض أجزاء من صعيد مصر‏,‏ واستولوا علي مدينة‏(‏ منف أو منفيس‏),‏ وولوا علي الأراضي التي احتلوها ملكا من بينهم‏.

‏ وانحسر حكم الفراعنة إلي جنوب مصر‏,‏ الذي كانت عاصمته مدينة طيبة‏(‏ الأقصر‏),‏ وحكم الهكسوس أغلب شمال مصر‏,‏ ودامت سيطرتهم عليه لنحو خمسة قرون‏,‏ حتي قام الفراعنة بإسقاط ملكهم في أوائل القرن السادس عشر قبل الميلاد‏,‏ وعاد الفراعنة لحكم كل من شمال وجنوب مصر من جديد‏,‏ موحدين أرض مصر تحت حكمهم مرة ثانية‏.‏

وفي فترة دخول نبي الله يوسف ـ عليه السلام ـ إلي مصر كانت مملكة الهكسوس في دور انحسارها الذي تقلصت مساحتها فيه إلي مثلث تألفت رؤوسه من كل من مدن منيا القمح‏,‏ وبوبسطة‏(‏ القريبة من مدينة الزقازيق‏),‏ وبلدة صان الحجر‏.‏

ولم يجد نبي الله يوسف ـ عليه السلام ـ صعوبة في التحدث مع الهكسوس الذين كانوا يتكلمون لغة سامية قريبة من لغته‏,‏ أما نبي الله موسي ـ عليه السلام ـ فقد عاش في حدود الفترة الزمنية‏(1264‏ ق‏.‏م‏,1184‏ ق‏.‏م‏)‏ وهي الفترة التي انتصر فيها الفراعنة علي الهكسوس وطردوهم إلي خارج البلاد‏.‏ ومن هنا تأتي ومضة الإعجاز التاريخي في الآية الكريمة التي نحن بصددها في قول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ‏:...‏

إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين‏

وفي وصف حاكم مصر في زمن نبي الله موسي ـ عليه السلام ـ في أربع وسبعين آية قرآنية كريمة‏,‏ بوصف فرعون‏,‏ بينما نعتته آيات القرآن الكريم في زمن نبي الله يوسف ـ عليه السلام ـ بنعت الملك في خمسة مواضع مختلفة من سورة يوسف‏,‏ وذلك لأن يوسف ـ عليه السلام ـ لم يعمل لدي أحد من فراعنة مصر‏,‏ الذين كان ملكهم في زمن وجوده بمصر قد انحسر إلي جنوب البلاد‏,‏ وكانت عاصمتهم طيبة‏(‏ الأقصر‏),‏ وكانت لغتهم الهيروغليفية أي المصرية القديمة التي لم يكن يوسف ـ عليه السلام ـ يعرفها‏.‏ وهذه اللمحة المعجزة ـ علي بساطتها ـ هي من جملة البراهين علي أن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية‏,‏ في نفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)‏ علي مدي يزيد علي أربعة عشر قرنا‏,‏ وتعهد بهذا الحفظ تعهدا مطلقا ليبقي القرآن الكريم‏,‏ شاهدا علي الخلق أجمعين إلي يوم الدين بأنه كلام رب العالمين‏,‏ وشاهدا للرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة‏.‏

وهذا الوصف الدقيق لحاكم مصر في زمن نبي الله يوسف ـ عليه السلام ـ بوصف‏(‏ الملك‏)‏ هو من الأدلة الناطقة علي الدقة المطلقة لكل حرف‏,‏ وكلمة‏,‏ وآية أوردها القرآن الكريم‏,‏ ولكل قاعدة عقدية‏,‏ أو أمر تعبدي‏,‏ أو دستور أخلاقي‏,‏ أو تشريع سلوكي‏,‏ أو خبر تاريخي‏,‏ أو إشارة علمية‏,‏ أو خطاب إلي النفس الإنسانية أو غير ذلك من القضايا المحكمة التي جاءت في ثنايا الآيات المتعلقة بركائز الدين الأساسية من العقيدة‏,‏ والعبادة‏,‏ والأخلاق‏,‏ والمعاملات في هذا الكتاب العزيز‏.‏

ومن الثابت أن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ بعث خاتما للأنبياء والمرسلين في سنة‏(610‏ م‏),‏ أي بعد أكثر من‏(2200‏ سنة‏)‏ من وفاة أخيه يوسف بن يعقوب ـ عليهما السلام ـ‏,‏ وبعد أكثر من‏(1700‏ سنة‏)‏ من وفاة أخيه موسي بن عمران ـ عليه السلام ـ‏,‏ فمن غير الله الخالق ـ سبحانه وتعالي ـ يمكن أن يكون قد أخبره بتفاصيل قصة كل من نبي الله يوسف ونبي الله موسي ـ عليهما السلام ـ بهذه الدقة والشمول‏,‏ والإيجاز المعجز دون ترك شيء من التفاصيل؟ وإن قيل إنه كان لليهود بعض الجيوب في الجزيرة العربية علي عهده ـ صلي الله عليه وسلم ـ فإن التاريخ يثبت أن غالبية هؤلاء اليهود كانوا من البدو الذين لم يكونوا علي قدر كاف من الثقافة الدينية أو الدنيوية‏,‏ ولذلك جاءت الإشارة إلي حاكم مصر في زمن كل من يوسف وموسي ـ عليهما السلام ـ في العهد القديم جاءت كلها بوصف الفرعون‏.‏

ثانيا‏:‏ الإعجاز العلمي والتاريخي في ذكر اسم‏(‏ هامان‏):‏

لم يرد في العهد القديم ذكر لهذا الاسم‏(‏ هامان‏)‏ كأحد المستشارين في أمور البناء لفرعون مصر في زمن نبي الله موسي ـ عليه السلام ـ‏,‏ وانطلاقا من ذلك أخذ عدد من غلاة المستشرقين في التهجم علي القرآن الكريم ـ

وقد ادعي المهاجمون للقرآن الكريم بأن الاسم‏(‏ هامان‏)‏ لم يذكره أي من مؤرخي الحضارة اليونانية القديمة‏,‏ ولم يرد في أي نص تاريخي قديم عن مصرنا الحبيبة‏,‏ وإن ذكروا وروده في أحد أسفار العهد القديم يعرف باسم‏(‏ سفر إستير‏Esther),‏ وجاء في هذا السفر أن ملك بابل‏(‏ أحشويروش‏)‏ أو‏(Xerxes)‏ استوزر رجلا باسم‏(‏ هامان‏),‏ وأن هذا الوزير كان يبغض اليهود الذين سبق أن أسرهم‏(‏ نبوخذ نصر‏)‏ ملك بابل السابق‏,‏ لكن إحدي محظيات الملك كانت يهودية باسم‏(‏ إستير‏)‏ استخدمت فتنة الملك بها في الإيقاع بهذا الوزير حتي تم إعدامه شنقا‏.‏ وانطلاقامن هذه الأسطورة اندفع عدد من غلاة المستشرقين إلي الادعاء الباطل بأن‏(‏ هامان‏)‏ لم يكن في مصر علي عهد فرعون موسي‏,‏ ولكنه كان في بابل علي عهد الملك‏(‏ أحشويروش‏)‏ أو‏(Xerxes)‏ بعد نحو ألفي سنة من وفاة نبي الله موسي ـ عليه السلام ومع التسليم بأنه لا يوجد ما يمنع تكرار أسماء الأشخاص في عهود مختلفة‏,‏ إلا أن قصة إستير تبقي قصة مختلقة في التراث اليهودي‏,‏ انطلاقا من عقيدة تميز العرق اليهودي‏,‏ حيث لا يوجد أي سند تاريخي لتلك القصة علي الإطلاق‏.‏

ثم جاء الطبيب الفرنسي‏(‏ موريس بوكاي‏)‏ ليوضح الأمر لبني جلدته في كتابه المعنون موسي وفرعون وفيه ما ترجمته‏:‏ لقد قمت بكتابة الاسم‏(‏ هامان‏)‏ باللغة الهيروغليفية وعرضته علي أحد المختصين في تاريخ مصر القديمة‏.‏ ولكيلا أدعه تحت أي تأثير لم أذكر له أنها وردت في القرآن‏,‏ بل قلت له إنها وردت في وثيقة عربية قديمة يرجع تاريخها إلي القرن السابع الميلادي‏.‏ فقال لي المختص‏:‏ يستحيل أن ترد هذه الكلمة في أي وثيقة عربية في القرن السابع‏,‏ لأن رموز الكتابة باللغة الهيروغليفية لم تكن قد حلت آنذاك‏.‏ ويضيف الدكتور بوكاي قوله‏:‏ ولكي أتحقق من هذا الأمر أوصاني بمراجعة قاموس يحمل العنوان التالي‏:‏ قاموس أسماء الأشخاص في الإمبراطورية الجديدة لمؤلفه‏(‏ اللامند رانك‏).‏ نظرت إلي القاموس فوجدت أن هذا الاسم موجود فعلا ومكتوب باللغتين الهيروغليفية والألمانية‏.‏ كذلك كانت هناك ترجمة لصاحب هذا الاسم بأنه رئيس عمال مقالع الحجر‏.‏ وكان هذا الاسم أو اللقب يطلق آنذاك علي الرئيس الذي يتولي إدارة المشاريع الإنشائية الكبيرة‏.‏ استنسخت هذه الصفحة من ذلك القاموس وذهبت إلي المختص الذي أوصاني بقراءته‏,‏ ثم فتحت ترجمة القرآن بالألمانية وأريته اسم هامان فيه فاندهش ولم يستطع أن يقول شيئا‏.‏ ويضيف الدكتور موريس بوكاي قوله‏:‏

لو جاء ذكر اسم‏(‏ هامان فرعون‏)‏ في أي كتاب قبل القرآن‏,‏ أو لو جاء ذكره في العهد القديم لكان المعترضون علي حق‏,‏ ولكن لما لم يرد هذا الاسم حتي نزول القرآن في أي نص آخر‏,‏ وإن كان قد اكتشف بعد ذلك بقرون عديدة علي الأحجار الأثرية لمصر القديمة وبالخط الهيروغليفي‏.‏ فإن ورود هذا الاسم في القرآن بهذا الشكل المذهل لا يمكن تفسيره إلا بأنه معجزة‏,‏ وليس ثمة أي تعليل آخر‏.‏ أجل‏,‏ إن القرآن هو أعظم معجزة‏.‏ ويضيف هذا العالم الفرنسي الجليل‏(‏ بوكاي‏)‏ قوله‏:‏

وكما سبق القول بأنه ما من مؤرخ أو كاتب أشار إلي شخص اسمه‏(‏ هامان‏)‏ كان مقربا من فرعون مصر في عهد موسي ـ عليه السلام ـ‏,‏ ولم يكن أحد من الناس يعلم شيئا من تاريخ مصر القديم‏,‏ لأن العلماء كانوا عاجزين عن قراءة الكتابات المصرية القديمة المكتوبة بالهيروغليفية‏,‏ وكانت هذه اللغة قد اندثرت تدريجيا في مصر حتي انمحت تماما‏.‏ وكان آخر نص مكتوب بهذه اللغة قد سجل في عام‏394‏ م‏,‏ ولم يعد أحد يتكلم باللغة الهيروغليفية أو يعرف قراءتها‏.

‏ واستمر هذا الوضع حتي عام‏1822‏ م عندما استطاع العالم الفرنسي فراجيان فرانسوا شامبليون فك رموز تلك اللغة باكتشاف نص مكتوب بها علي حجر رشيد‏(TheRosettaStone)‏ مع ترجمة له إلي كل من اللغتين اليونانية القديمة والديموطيقية‏.‏ وقد تم اكتشاف هذا الحجر من قبل ضابط فرنسي عام‏1799‏ م في أثناء الحملة الفرنسية علي مصر في قرية رشيد بمحافظة البحيرة‏.‏ ووجد عليه نص يمجد فرعون مصر ويدون انتصاره وكان هذا النص مكتوبا بثلاث لغات هي‏:‏ اللغة الهيروغليفية واللغة الديموطيقية‏(‏ وهي اللغة العامية المصرية القديمة‏)‏ واللغة الإغريقية‏.‏

وكان تاريخ الكتابة يعود إلي عام‏196‏ ق‏.‏م‏.‏ وقد ساعد وجود هذه اللغات الثلاث علي فك رموز اللغة اليهروغليفية‏,‏ فقد قام شامبليون بمضاهاة هذا النص بالنص الإغريقي وبنصوص هيروغليفية أخري حتي نجح في فك رموز اللغة الهيروغليفية‏,‏ وذلك لأن النص اليوناني كان عبارة عن أربعة وخمسين سطرا‏,‏ وكان سهل القراءة‏.

‏ وهذا يدل علي أن هذه اللغات الثلاث كانت سائدة إبان حكم البطالسة الإغريق لمصر‏.‏ وبعد حل رموز الكتابة اليهروغليفية علمنا من الكتابات الموجودة علي عدد من الأحجار الأثرية العائدة للتاريخ المصري القديم وجود شخص مقرب من فرعون مصر في عهد موسي ـ عليه السلام ـ كان مسئولا عن البناء اسمه‏(‏ هامان‏).‏ وهناك حجر من هذه الأحجار المصرية القديمة ورد فيه هذا الاسم موجود في متحف‏(‏ هوف‏)‏ في‏(‏ فينا‏)‏ عاصمة النمسا‏.‏

هذه شهادة عالم غربي محايد يشهد بأن القرآن الكريم هوأعظم معجزة في تاريخ البشرية كلها‏,‏ انطلاقا من كلمة حق واحدة اتضحت له وهي اسم‏(‏ هامان‏)‏ مهندس بناء فرعون في عهد نبي الله موسي ـ عليه السلام ـ فالحمد لله علي نعمة الإسلام‏,‏ والحمد لله علي نعمة القرآن‏,‏ والحمد لله علي بعثة خير الأنام‏.

‏ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏


من أسرار القرآن
بقلم‏:‏د‏.‏ زغلـول النجـار

</CENTER>
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 04:43 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.