هل يجوز أن تكون قراءة القرآن وظيفة كغيرها من الوظائف يتقاضى عليها المقرئ مالاً ؟؟

[أبو سيف]

 

السؤال

جزاكم الله خيراً لدى استفسار
-هل يجوز أن تكون قراءة القرآن وظيفة كغيرها من الوظائف يتقاضى
عليها المقرئ مالاً ؟؟
- وماحكم المال الذى يتقاضاه المقرئ من المأتم فالبعض يحتج أن
مثل إقامة المآتم هى باب لكسب المقرئين وقد علمنا أن مثل هذه المآتم
والسرادقات بدعة ؟؟
بارك الله فيكم وفى علمكم ونفعنا بكم

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ...
فأخذ الأجرة على قراءة القرآن طرفان ووسط ، فأما الطرف الأول فأخذ الأجرة على قراءة القرآن للرقية الشرعية ، فهذا جائز عند الأئمة الأربعة وغيرهم من السلف والخلف ، ولذا قال بن القطان الفاسي في " الإقناع في مسائل الإجماع " : ( وأجمع جمهور أهل العلم على إباحة الأجرة على الرقية ، إذا كانت بكتاب الله عز وجل وأسمائه ، وقد كره ذلك قوم ) انتهى كلامه ، وأما الطرف الثاني فأخذ الأجرة على قراءة القرآن للتكسب والاستكثار ، وهذا لا يجوز عند عامة علماء الأمصار ، ولا شك في عدم جوازه في المآتم والحفلات ، التي هي من جملة البدع المحدثات ، وأما الوسط فأخذ الأجرة على قراءة القرآن للتعليم ونحوه ، وهذا لا يجوز مطلقا في مذهب الحنابلة والحنفية ، ويجوز مطلقا عند المالكية والشافعية والظاهرية ، والجواز رواية في مذهب أحمد ، وهو المفتى به عند متأخري الحنفية ، والظاهر أن هذه الأجرة جائزة مع الحاجة لا مع الغنى جمعا بين الأدلة وإعمالا لها ،لأن الإعمال أولى من الإهمال ، وهذا هو اختيار شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله - كما في مجموع فتواه ( 30/205) ، وهذا كله في الأجرة والإجارة ، وأما أخذ الجعالة من بيت المال ونحوه أو الهبات والعطايا على تعليم القرآن فجائز بإجماع ، هذا والله تعالى أعلى وأعلم .