انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-13-2013, 10:30 PM
هنوود هنوود غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي كن ربانيا

 

كن ربانيا ولا تكن رمضانيا وافهم دروس رمضان وصحح مسارك

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى عليه وسلم
..
أما بعد ....
أحبتي في الله ...

كيف يفهم الواحد منا درس ما بعد رمضان؟
هل كُتبت من العتقاء هذا العام؟
وهل ما صنعت من أعمال تُقبِلَت منك أم لا؟
...



ولو تأملنا آيــات القرآن الكريم، لوجدناها تخاطبنا بالعلاج والتحليــل لما نُعيشه الآن ..

قال تعالى :
{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32]

لو تدبرنا هذه الآية وفهمنا ما فيها من دروس؛ لأجابت عن المطلوب منا عمليًا بعد رمضان وفي زمن غربلة الناس " ليميز الله الخبيث من الطيب "

الدرس الأول: إيــــاك أن تتجـــاوز الخطوط الحمراء ..

فلابد أن يكون للمسلم خطوط حمراء، لا يقترب منها أو يتعدى حدودهــا .. وعليه ألا يتوسع في المباحــات تحت تأثير الغفلة التي يعيش فيها الناس ..
ومع ذلك فإن الفائزون بالعتق من النـار غير معصومين، سيخطأون ويقعون في بعض الصغائر .. لكن ستكون لهم مع الله عزَّ وجلَّ أحوال أخرى جديدة، بعد أن فهموا درس رمضان.

الدرس الثاني: حسن الظن والرجــــاء في الله جلَّ وعلا ..

ثم أخبر عن سعة مغفرته سبحانه {.. إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ..} [النجم: 32]
فإيــــاك أن يأتي إليك الشيطان ويقول: إن الله لم يغفر لك، إن الله لم يكتبك في العتقاء .. فيُحبِطُك ويُخَذُلُك .. {.. وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان: 29]
عليك أن تقول له: إخسأ يــا لعيــن، فإني أريــد ربَّ العالمين ..
إن ربِّي واســــعُ المغفرة،،

الدرس الثــالث: اعْرف نفسك ..

فإذا عَرِفت نفسك، عَرِفت ربَّك ..
والله جلَّ وعلا أعلم بك منك، يقول تعالى {.. هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32]

فإن كنت قد خُلِقت من طين ثمَّ من ماءٍ مهين، فلا تُزكي نفسك وتُعجَب بعملك .. ولسان حالك يقول: فعلت ما أستطيع، الحمد لله صُمت وقُمت وقرأت القرآن وأفطرت الصائمين.

قال النبي "ثلاث مهلكات: شحٌ مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه" [حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (1802)]

فقد حذرنا النبي من ثلاثة أمور تُهلِك الإنسان:

1) البخل ..

2) إتبـــاع الهوى .. فإذا كان هواه في الطاعة أطاع، وإن كان في غير ذلك فعل ما يحلو له دون إتبـــاع للشرع في كلا الحالتين.

3) إعجاب المرء بنفسه
.

وعلل الله سبحانه وتعالى الأمر بعدم تزكية النفس، بقوله تعالى {.. هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32]

فالأعمال لا توزن بالأرقام؛ لأن الثمرة هي التقوى .. والتقوى لا يعلمها إلا الله تعالى، وليس لها ميزان بمقاييس البشر ..

فلا ينبغي أن تَزِنَّ أعمالك، وإنما قُل: اسأل الله القبول ..

وليكن حالك كالذين قال عنهم الله جلَّ وعلا {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون: 60] ..

علامة القبـــول هي: الخــوف من عدم القبــــول،،


الدرس الرابع: تصحيـــح مفهوم العبـــوديـة ..

ثم تكلَّم الرحمن سبحانه وتعالى عن الذي يعمل عملاً ثمَّ يتوقف بعده .. كالذين يعملون الطاعات طوال رمضان، ثمَّ بعد ذلك يمضون إلى حــال سبيلهم .. يظنون أن رمضان مجرد استراحة على الطريق.

يقول تعالى {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (*) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى} [النجم: 33,34]

وَأَكْدَى: أي منع .. تقرَّب إلى الله عزَّ وجلَّ ببعض الأعمال، ثمَّ بعد ذلك توقَّف .. يظن أنه بانتهاء رمضان قد انتهى شهر العبادة .. وبعد شهر الطاعات يتفرَّغ إلى شؤون الحياة وما كان فيه من أعمال دنيوية!!

يقول الله تعالى {أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى} [النجم: 35]

هل تعرف أقُبِلَ عملُكَ أم لا؟؟

وقبل أن تعترض وتقول: أتريدني أن أترك أعمالي لأتفرَّغ للعبادة طوال العام؟؟

عليك أن تعلم أن العبودية لا تقتصر على أداء بعض الطاعات من صيام وقيام وتلاوة قرآن فحسب ..

إن الله عزَّ وجلَّ قال {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]

العبودية:: أن تكون حيـــاتُكَ كلها لله ..

أن تكون في عملك مبتغيًا وجه الله .. أن تكون في المسجد، في الشارع، في كل مكان تبتغي وجه الله وحده ..

فالأمر كله مُتعلقٌ بنيتــــك وفهمك لمعنى العبوديـــة،،

وليس مطلوبٌ منك أن تعتكف طوال العام، بل عليك فقط أن تعيــش لله وليس أن تعيــش لنفسِك .. فتصير أقصى طموحــاتك: أن تكون عند الله مرضيًا، وهذا ما ينبغي أن تكون قد تعلمته من درس رمضان.


الدرس الخــامس: أنك مُحاسبٌ على أعمــالك ..

يقول تعالى {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (*) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (*) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [النجم: 36,38]

فلن تنفعك عائلتك ولا أسرتك ولا أولادك ولا أصدقائك .. أو أيٌ من الأمور التي تنشغل بها وتلتفت بها بعيدًا عن الله تبارك وتعالى ..

لأنك ستُجزى وتُحــاسب على عملك وحدك .. {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39]

فليس لك إلا ما قدمت، فلا تنشغل بغير الله تعالى ..

{وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (*) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى} [النجم: 40,41]

فإما يُقال لسعيك: هذا سعيٌ مشكــور أو يُقال: هذا سعيٌ مردود والعياذ بالله ..

فانظر ماذا تحب أن تُجزى على سعيك واعمل له ..
هذه خمسة دروس عملية من فيض " تدبر القرآن " فاللهم علمنا وفهمنا وارزقنا العمل بما علمنا .

من رسائل الشيخ /هاني حلمي
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 05:01 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.