انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 04-08-2009, 01:39 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام محمد بن كعب القرظى
الصالح العابد مجاب الدعوة محمد بن كعب
كانت أمه تقول له: يا بنى لولا أني أعرفك صغيراً طيباً وكبيراً طيباً لظننت أنك أحدثت ذنباً موبقاً لما أراك تصنع بنفسك في الليل والنهار.
قال: يا أماه وما يؤمننى أن يكون الله قد اطلع علىَّ وأنا في بعض ذنوبي فمقتنى فقال: اذهب لا أغفر لك مع أن عجائب القرآن تورد على أموراً حتى إنه لينقضى الليل ولم أفرغ من حاجتى.
نعم وكيف يفرغ من حاجته وشغله والقرآن كلام الله بحر لا ساحل له، لا تنقضى عجائبه ولا يخلق مع كثرة الترداد، ولا غرو فهو تنزيل من حكيم حميد، لم تلبث الجن حين سمعته إلا أن قالت { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً }
كان محمد بن كعب عالماً كبير القدر من أئمة التفسير، وله مع القيام أحوال عجيبة.
كان رحمه الله يقول: لأن أقرأ في ليلة حتى أصبح { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا }والقارعة ولا أزيد عليها وأتردد فيهما وأتفكر، أحب إلىَّ من أهدر القرآن هدراً أوأنثره نثراً
نعم أشرف الذكر وأعلاه تلاوة القرآن، فكم يحلو الترنم به وتحلو المناجاة حين تهدأ الأصوات ويتجاوب الكون في الدياجى مع قارئ القرآن ذى الصوت الحسن، ولا سيما لو كان القارئ متأملاً متفكراً عالماً دارساً.
وقال بن القيم رحمه الله: [ والسير إلى الله بالتهجد بطريق التدبر بالأسماء والصفات شأنه عجب وفتحه عجب ] [ وإذا كان السالك ذا همة عالية فذاك السابق حقاً، واحد الناس بزمانه، لا يلحق شأوه ولا يشق غباره ]
رحم الله محمد بن كعب القرظى الساهر بالقرآن والمتأمل في الفرقان


يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 04-08-2009, 02:30 PM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام أحمد بن أبي الحواري
تلميذ عابد، بَكَّاء، فقيه النفس. من الصالحين.

يقول ابنه عبد الله: « كنا نسمع بكاء أبي بالليل حتى نقول: قد مات ».

وعن محمد بن عوف الحمصيّ قال: « رأيت أحمد بن أبي الحواري عندنا فلما صلى العتمة (أي العشاء) قام يصلي فاستفتح ب ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ إلى ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ فطفت الحائط كله، ثم رجعت فإذا هو لا يجاوزها ثم نمت، ومررت في السحر، وهو يقرأ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ فلم يزل يرددها إلى الصبح ».

إلهي، سمع العابدون بذكر عذابك فخشعوا،وسمع المذنبون بحسن عفوك فطمعوا.

إلهي، إن كانت الخطايا أسقطتني لديك فاعف عني بحسن توكلي عليك. لك تسبح كل شجرة، ولك تمجد كل مدرة، ولك تسبح الطير في أوكارها، والوحوش في قفارها، والحيتان في قعور بحارها.

اللهم إني قد أثبت بين يديك قدمي. وأشخصت إليك بصري، ورفعت إليك حوائجي.

خشع قلبي وجسدي لك، وصرخ إليك صوتي، وأنت الكريم الرءوف الرحيم الذي لا يضجره النداء، ولا يبرمه إلحاح الملحين بالدعاء، ولا يخيب رجاء المرتجين. يا رب، هب لي من عفوك ما يكفيني هم ذنوبي، ويستر علي عيوبي، وينجيني من عذابك، ويجيرني من سخطك، وعقابك، يا أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.

كان ذو النون – رحمه الله – يقول في مناجاته: « يا من لعطفه بالرحمة حسنت الشكوى، ويا من لقربه أمكنت النجوى، ويا من بالركود إلى أنسه طابت السكنى، أذقني برد الثقة بك، وراحة التفويض إليكٍ، والتوكل عليك ».
يتبع ان شاء ر بى
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 04-09-2009, 01:27 PM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيـام طــاووس بن كيســان اليمـانـي

الفقيه القدوة عالم اليمن، أبو عبد الرحمن الفارسي، الحجة الحافظ. كان من سادات التابعين، وعباد أهل اليمن، حج أربعين حجة، وأدرك خمسين من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال عنه ابن عباس: " إني لأظن طاووساً من أهل الجنة " وكفى بهذه الشهادة. ولكن كيف ارتقى إلى حال يشهد له فيها حبر الأمة، وفقيه الملة بمثل هذه الشهادة ؟

عن داود بن إبراهيم: أن الأسد حبس ليلة الناس في طريق الحج، فدق الناس بعضهم بعضاً، فلما كان السَّحر ذهب عنهم فنزلوا وناموا، وقام طاووس يصلِّي، فقال رجل ألا تنام فإنك نصبت [أي تعبت] هذه الليلة؟ فقال: هل ينام أحدٌ السحر؟!
ويروى أنه جاء في السحر يطلب رجلاً، فقالوا: هو نائم، قال: ما كنت أظن أحداً ينام في السَّحر.

وكيف لا؟ والسحر من أوقات السير إلى الله عز وجل.
ففي البخاري عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )
والدلجة: هي سير آخر الليل. هي آوان استغفار المستغفرين.
قال تعالى: ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴾ ... [آل عمران:17]، وقال عز وجل: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ ... [الذاريات:18].

هي مطية الخائف إلى رحاب الله عز وجل؛ فقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة " ... [رواه الترمذي].

إنها ساعات نزول الرحمن تبارك جده، وعم فضله، فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له، فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر )

نحن الذين إذا أتـانا سـائل نوليه إحساناً وحسن تكرم
ونقول في الأسحار هل تائب مستغفر لينال خير المغنم
إنها موعدة يعقوب ـ عليه السلام ـ حين قالوا له ﴿ اسْتَغْفِرْ لَنَ﴾ ... [يوسف: 97]، فإنه أخّرهم إلى السحر بقوله ﴿ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ﴾ ... [يوسف:98].

قلوبهم للذكر قـد تفرغـت دموعهـم كلؤلؤ منظـم
أسحارهم بهم لهم قد أشرقت وخلع الغفران خير القسم
قال عبد العزيز بن أبي داود: " رأيت طاووساً وبين عينيه أثر السجود " .
وذكر عنه ـ رحمه الله ـ أنه كان يفترش فراشه ثم يضطجع فيتقلّى كما تتقلى الحبة في المقلى ثم يثب فيدرجه ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول: " طيرّ ذكر جهنم نوم العابدين ".

يا نائماً بالليـل كم ترقـد قم يا حبيبي قد دنا الموعد
وخذ من الليـل وأوقاتـه ورداً إذا ما هجع الرقـد
من نام حتى ينقضي ليـله لم يبلغ المنزل أو يجهـد
قل لذوي الألباب أهل التقى قنطرة العرض لكم موعد عن عبد الله بن بشر الرقي قال: كان طاووس إذا رأى تلك الرؤوس المشوية ـ أي في السوق ـ لم يتعش تلك الليلة.
رحمة الله عليك قد طير ذكر جهنم عنك النوم وعن العابدين، وأذهب عنك لذة الأكل والشراب، وبذا تزكو النفوس والقلوب تلين.

لعلك يا أخي قد ازداد ظنك أن طاووساً من أهل الجنة. واذكر أن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ حبر الأمة قد قال: " إني لأظن طاووساً من أهل الجنة " جمعنا الله وإياك به، وبالقائمين آناء الليل، الذاكرين أطراف النهار ".

وهذه باقة من زهرة أقواله:
قال ـ رحمه الله: " خف الله تعالى مخافة لا يكون عندك شيء أخوف منه، وارجه رجاء هو أشد من خوفك إياه وأحب للناس ما تحب لنفسك ".
وقال: " حلو دنيا مر الآخرة، ومر الآخرة حلو الدنيا ".


يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 04-11-2009, 04:52 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام بشر بن الحارث

هو أبو نصر بشر بن الحارث المشهور بالحافي ، المكتفي بكفاية الكافي، الزاهد العابد الراضي العالم المحدث القدوة شيخ الإسلام المروزي ثم البغدادي .
قال إبراهيم الحربي : ما أخرجت بغداد أتم عقلاً من بشر، ولا أحفظ للسانه ، كان في كل شعرة منه عقل ، ما عرف له غيبة لمسلم ، ما رأيت أفضل منه .
كان بشر بن الحارث رأساً في الورع والإخلاص حتى إنه دفن كتبه خوفاً من الرياء والسمعة ـ قال حمزة بن دهقان : قلت لبشر بن الحارث : أحب أن أخلو معك .
قال : إذا شئت فيكون يوماً . فرأيته قد دخل قبة فصلى فيها أربع ركعات ، لا أحسن أصلي مثلها، فسمعته يقول في سجوده : اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل أحب إلى من الشرف ، اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إلى من الغنى ، اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أوثر على حبك شيئاً ، فلما سمعته أخذني الشهيق والبكاء ، فقال : اللهم إنت أني لو أعلم أن هذا هاهنا لم أتكلم .
وهكذا شأن المخلصين لا يحبون أن يطلع على أعمالهم إنس ولا جن، ولذلك كان يقول : لا تعمل لتذكر، اكتم الحسنة كما تكتم السيئة .
كان بشر من الذين آثروا العبادة على كل شيء حتى أنه لم يتزوج رحمه الله، ويوم مات قالوا لأحمد : مات بشر قال : مات والله وماله نظير إلا عامر بن عبد قيس، فإن عامراً مات ولم يترك شيئاً ثم قال : لو تزوج ـ وكأن الإمام أحمد رحمه الله تمنى لبشر بن الحارث أن يتزوج حتى يتم له أمره، وذلك لأن حال النبي صلى الله عليه وسلم هو أكمل الأحوال، ولو كان من تمام العبادة أن لا يتزوج ما تزوج عليه الصلاة والسلام إلا أنه صلى الله عليه وسلم قال في الحديث المشهور : (أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكنى أصوم وأفطر وأصلى وأرقد وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس منى ) متفق عليه.
فهذه هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن حال العبادة التي غلبت على بشر منعته الزواج والله يغفر له ويرحمه ـ
قيل له مرة : ألا تستريح لك في الليل ساعة ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قام حتى تورمت قدماه، وقطر منها الدم مع أن الله تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فكيف أنامُ ولم أعلمْ أن الله غفر لي ذنباً واحداً ـ رحم الله بشراً كأني به يقول :

يا ذا الذي أنس الفؤاد بذكره أنت الذي ما إن سواه أريدُ
تفنى الليالي والزمان بأسره وهواك غضٌّ في الفؤاد جديدُ
ومن كلام بشر بن الحارث رحمه الله قال : ما خلَّف رجل في بيته خيراً وأفضل من ركعتين يصليهما ـ وكان يقول لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سداً.
عاش بشر بن الحارث خمساً وسبعين سنة ملأها بعبادة الله تعالى وخشيته، وصبر على ذلك حتى لقي ربه، وكان رحمه الله يلقب بالحافي لأنه تاب إلى الله تعالى وكان حافي القدمين فلازم هذه الحالة التي تاب فيها ، رحم الله بشر رحمة واسعة ؛؛؛


يتبع ان شاء ربى مع نجوم الثريا
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 04-14-2009, 03:24 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام زبير اليامي

قال سيد التابعين سعيد بن جبير ـ رحمه الله: " لو اخترت عبداً لله أكون في مسالخه [أي جلده] لاخترت زبيراً الياميّ ".
وقال شعبة: " ما رأيت رجلاً خيراً وأفضل من زبير ".

ذاك هو زبير اليامي مضرب أهل الكوفة في طول التهجد والقيام قال سفيان بن عيينة: " كانوا يقولون في ذلك الزمان: أطول أهل الكوفة تهجداً طلحة [وهو ابن مصرف] وزبيراً وعبد الجبار بن وائل ".

ذاك هو زبير اليامي الصابر على شدة السهر ولألواء الماء البارد حتى يقوم الليل قاصداً الله عز وجل.
فقد قام ـ رحمه الله وطيب ثراه ـ ذات ليلة للتهجد فعمد إلى مطهرة له قد كان يتوضأ منها فغمس يده في الماء فوجد الماء بارداً شديداً كاد أن يجمد من شدة برده فذكر الزمهرير ويده في المطهرة فلم يخرجها منها حتى أصبح.
فجاءت الجارية وهو على تلك الحال فقالت: ما شأنك يا سيدي اليوم لم تصل كما كنت تصليّ، وأنت هاهنا قاعد على هذه الحال؟

قال: ويحك، إني أدخلت يدي في المطهرة فاشتد علي برد الماء فذكرت به الزمهرير، فوالله ما شعرت ببرده حتى
وقفت عليّ. أنظري ألا تحدثي بها أحداً ما دمت حيَّا.

ويحسن ظنيِّ أننَي في فنائه وهل أحد في كنهه يجد البردا فأبشر يا عبد الله بمحو الخطايا ورفع الدرجات متى قمت لله عز وجل في ظلمة ليل بهيم ذي برد شديد تسبغ فيه الوضوء صابراً على شدته، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟

قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط. فذلكم الرباط
).
في حبكم يهون ما قد ألقى يسعد بالنعيم من لا يشقى

فإسباغ الوضوء في البرد لاسيما في الليل يَطَّلِع الله عليه ويرضى به ويباهي به الملائكة.

ففي مسند الإمام احمد عن عقبة بن عامر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( رجلان من أمتي يقوم أحدهما من الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقد فيتوضأ فإذا وضأ يديه انحلت عقدة، وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة وإذا مسح رأسه انحلت عقدة، وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة فيقول الرب عز وجل للذي وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه يسألني ما سألني عبدي هذا فهو له ).

وكان ـ رحمة الله عليه ـ يجعل الليل ثلاثة أثلاث بينه وبين بنيه، وكان ربما نادى أحدهما فيقول: قم
إلى جزئك فيكسل فيتم جزءه، وربما كسل الآخر فيتم ثلثيهما .

لله درك من مرب ومؤدب، وذا هو مقام الأنبياء، تقهر نفسك ثم تدعو غيرك إلى قهر نفسه، ويا حبذا لو كان هذا مع الأبناء. فقد قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ ... [التحريم:6].

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ).

لقد كان ـ رحمه الله ـ قائماً بالفعل آمراً به، ومعيناً عليه.
ما كل من وصف الدواء يستعمله ولا كل من وصف التقى ذو تقى

وقال سفيان بن عيينة: " كان زبير يحي الليل صلاة فإذا طلع الفجر قعد في مصلاهُ يقول: سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح، يردِّد هذا التسبيح ".
رحم الله زبيراً فقد كان للخير مريداً، ولغيره مذكراً مفيداً.

يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
  #46  
قديم 04-21-2009, 02:31 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام عبد الله بن قيس


الإمام الكبير، صاحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبو موسى الأشعري التميمي، الفقيه المقريء، ذو الصوت الندّي ، والقراءة المحبّرة.

كان من أهل اليمن، وقد أسلم منهم قوم يحبهم الله ويحبونه، وهو صاحب فضيلة الدعاء بالمغفرة. حيث ورد في الصحيحين أنّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريماً ).

لقد كان من قراء الصحابة، بل مدرسةً من مدارس القرآن الكريم، وصفه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكونه أوتي مزماراً من مزامير آل داود لحسن صوته، نعم لقد كان كمن أعطي مزماراً ولكنه لا كالمزامير ... لهجاً بقراءة القرآن، مواظباً على تدريسه ومدارسته، قائماً به آناء الليل وأطراف النهار في السفر والحضر.

إنه المذكر المشوق لجموع الصحابة -وعلى رأسهم عمر- لذكر الله.
قال أبو سلمة بن عبد الرحمن:" كان عمر إذا رأى أبا موسى قال: ذكرنا يا أبا موسى فيقرأ عنده، وقال مرة: شوقنا إلى ربنا فقرأ فقالوا: الصلاة فقال: أولسنا في صلاة !.
كلا، إنهم في صلاة، ومع ذلك كان لأبي موسى صلاة أخرى غير هذه الصلاة لا يتركها في أمن ولا خوف ولا في سفر ولا في حضر.
فعن أنس قال: قدمنا البصرة مع أبي موسى فقام من الليل يتهجد فلما أصبح قيل له: أصلح الله الأمير لو رأيت إلى نسوتك وقرابتك وهم يستمعون لقراءتك فقال: لو علمت لزيّنت كتاب الله بصوتي ولحبرته تحبيراً.

وهو دأبه حال الخوف أيضاً، وكأن لسان حاله يردد:

يا نفس قومي فقد نام الـورى إن تصنعي الخير فذو العرش يرى
وأنت يا عين دعي عنك الكرى عند الصباح بحمـد القـوم السُّرى

فعن مسروق قال: خرجنا مع أبي موسى في غزاة فجنّنا الليل في بستان خرب فقام أبو موسى يصلي وقرأ قراءة حسنة وقال: " اللهم أنت المؤمن تحب المؤمن، وأنت المهيمن تحب المهيمن، وأنت السلام تحب السلام ".

من يرد ملك الجنان فليذر عنه التوانـي
وليقـم في ظلمــة الليل إلى نور القرآن
إنما العيـش جـوار الله في دار الآمـان
قال أبو إدريس: " صام أبو موسى حتى عاد كأنه خلال فقيل له: لو أجممت نفسك فقال: أيهات ( أي هيهات ) إنما يسبق من الخيل المضمرة قال: وربما خرج من منزله فيقول لامرأته: شدي رحلك فليس على جسر جهنم معبر ".

لقد أصاب الذهبي ـ رحمه الله ـ سويداء الحقيقة بقوله:
" قد كان أبو موسى صوّاماً قواما ربانياً زاهداً عابداً، ممن جمع العلم والعمل والجهاد وسلامة الصدر، ولم تغيره الإمارة ولا اغتر بالدنيا ".
والشيء من معدنه لا عجب فيه، ومتى صحت الأصول أينعت فروعها ثماراً باسقة.

وهل يُنبت الخطيَّ إلا وشيجه وتغرس إلا في منابتها النَّخلُ
فأبو موسى من قوم كان القيام بالليل من أسمى سيماهم لا يعرفون إلا به.

ففي صحيح مسلم عنه ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ( إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار ).

ولعلك تريد أن تعطر بعد هذا التطواف مشامك ببعض ربانيته، قال رضي الله عنه وأرضاه يوماً وقد جمع من قرأ عليه القرآن، وكانوا قريباً من ثلاثمائة: " إن هذا القرآن كائن لكم أجراً، وكائن عليكم وزراً، فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة، ومن تبعه القرآن زُجَّ في قفاه فقذفه في النار ".

تالله إنها لربانية تستنير بأنوار مشكاة النبوة يصدقها قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم: ( والقرآن حجة لك أو عليك ) ... [رواه مسلم].
رد مع اقتباس
  #47  
قديم 04-21-2009, 02:41 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام طلحة بن مصرف
طــريــق القــرآن
سيّد القراء. وأقرأ أهل الكوفة بلا منازع.

قال أحمد بن عبد الله العجلي:"اجتمع قراء أهل الكوفة في منزل الحكم بن عتيبة فأجمعوا على أن أقرأ أهل الكوفة طلحة بن مصرف".

وقال ابن إدريس: كانوا يسمونه سيد القراء.

كان ـ رحمه الله وطيب ثراه ـ يضرب به المثل في كثرة التهجد ضمن كوكبة من القائمين لله عز وجل. قال سفيان بن عيينة: " كانوا يقولون في ذلك الزمان: إن أطول أهل الكوفة تهجداً طلحة وزبير وعبد الجبار بن وائل ".
وقال محمد بن سوقة: " لو رأيت طلحة وزبيراً لعلمت أن وجههما قد أخلقهما سهر الليالي وطول القيام كانا –والله- ممن لا يتوسد القرآن ".

بكى الباكون للرحمـن ليـلاً وباتوا دمعهم لا يسأمونا
بقاع الأرض من شوق إليهم تَحِنُّ متى عليها يسجدونا عن محمد بن طلحة بن مصرف قال: كان أبي يأمر نساءه وخدمه وبناته بقيام الليل ويقول: " صلوا ولو ركعتين في جوف الليل، فإن الصلاة في جوف الليل تحط الأوزار، وهي أشرف أعمال الصالحين".

حقاً ما قُلْتَ، ونعم الذي به أَمَرْتَ، فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين ).


يتبع ان شاء ربى
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:37 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.