انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-17-2010, 08:25 PM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




Download من رحم الهجير يولد الندى _ 2

 


من رحم الهجير يولد الندى _ 2

الصراع بين الحق والباطل ...
سنة الدفع وحقائق غائبة
جمع وترتيب: أبى مصعب السيوطي

الحمد لله وكفى وصلاة وسلامًا على عباده الذين اصطفى ، لاسيما عبدُه المصطفى ،
وعلى آله المستكملين الشرف وبعد ...
فإن لله سبحانه وتعالى سنناً عظيمة في هذا الكون تجري على العباد والبلاد , تحت كل سماء وفوق كل أرض ,
سنناً لا تتبدل ولا تتحول ولا تتخلف ؛ لأنها تحدث بأمر الله وحكمته .
قال تعالى:
( قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) [آل عمران:137]
وقال عز وجل:
( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً ) [فاطر:43]

أمثلة على السنن التى لا تتبدل :
1- العاقبة للمتقين والهلاك للمكذبين المعاندين:
قال تعالى عقب قصة نوح - عليه السلام - :
( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ) [هود:49]
وقوله تعالى- عن وصية موسى - عليه السلام - :
( قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) [الأعراف: 128]

2- سنة تغير النفوس :
قال سبحانه : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ ) [الرعد:11]
وهذه السنة من السنن الخالدة التي يتحمل البشر في ضوئها مسؤوليتهم فيما يقع لهم من خير أو شر ، فمنك يبدأ التغيير .
قال تعالى:
( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) [سورة النحل:112]

3- سنة الابتلاء :
قال تعالى:
( الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) [العنكبوت:1-3]
وقوله تعالى:
( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) [البقرة:214]

4- سنة انهيار وزوال الأمم الظالمة :
قال تعالى:
( وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ) [الحجر:5]
وقال تعالى:
( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً ) [الكهف:59]
يقول الدكتور السلمي :
قد يرى الناس موجبات العذاب والانهيار قد حلت بأمة من الأمم، ثم لا يرون زوالها بأنفسهم.
وقد بينا أن سنة الله لا تتخلف ، لكن عمرها أطول من عمر الأفراد، ولا تقع إلا بأجل محدد لابد من استيفائه .
قال تعالى:
( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) [الأعراف:34]

5- سنة الإملاء:
قال الله تعالى:
( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ )[آل عمران:178]
فالله عز وجل يملى ويستدرج الكفار والظالمين، ليزدادوا غيًا وظلمًا ، حتى يصلوا إلى حد من الظلم والعتو ،
فلا يُمهلوا بعده ؛ لأن الله لا يترك الظالم يظلم إلى ما لا نهاية ،
وإنما يملي له ليسارع إلى موعده الذي يقصمه الله عنده لا يتقدم عليه ولا يتأخر.

6- سنة الدفع ( الصراع بين الحق والباطل ) :
وهذه السنة من أهم السنن الربانية التي يجب الوقوف عندها ، وعدم الغفلة عنها وحولها ندندن .

* أهمية فقه هذه السنن :
إن الوقوف مع السنن الربانية لمن الواجبات التي ينبغي لأهل الحق أن يلموا بها ويعرفوها لأسباب :
1- الاستفادة منها في تفسير الأحداث والمواقف والنوازل .
2- فقه هذه السنن والعمل بمقتضاها يحقق النصر والتفوق , والغلبة والظهور على مستوى الأفراد وعلى مستوى المجتمعات.
3- غياب فقه هذه السنن يؤول بصاحبه إلى الفوضى , والاضطراب والتأخر, والقلق والهزيمة , والتراجع , واليأس , والقنوط .
4- فقه هذه السنن يعين العبد الذي ينشد الحقيقة والخيرية للوصول إلى أهدافه وغاياته, وتحقق له الطمأنينة والأمن في هذه الحياة ,
وما بعد هذه الحياة .
وبالجملة ... فإن دراسة هذه السنن ،
ودراسة المنهج السليم في تطبيقها على أرض الواقع تعين في رسم منهج المسلم وهو يسير في دربه إلى الله تعالى , وينشد العلو والتقدم في هذه الحياة .

* سنة الدفع ( الصراع بين الحق والباطل ) :
من السنن المهم فقهها: سنة الدفع بين الحق والباطل, والحق هو: الواجب والصحيح والثابت شرعاً ( اعتقاداً وقولاً وفعلاً ) ,
والباطل: ضده فهما ضدان يتدافعان, فكل حق ضده باطل, وكل باطل ضده حق ولا يجتمع الضدان,
والتدافع بينهما يعني محاولة غلبة كل منهما للآخر, وهذا يتمثل بمدافعة أصحابهما لأنهما اللذان يحملونـها.
والصراع والمدافعة بين الحق والباطل وُجِدا منذ أن أهبط آدم - عليه السلام - على هذه الأرض ومعه إبليس الملعون.
واقتضت حكمة الله - عز وجل - أن يستمر هذا الصراع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بين حزب الله ، وحزب الشيطان .
وهذا التدافع أمر لابد من وقوعه فلا يمكن بقاء أحدهـما إلا ويغالبه الآخر.
ولا يمكن للحزبين أن يقضى أحدهما على الآخر ،
فلابد من استمرار الصراع بينهما حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين . ولو توقف الصراع لحظة لفسدت الأرض .
يقول تعالى مقرراً هذه السنة:
( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) [البقرة:251]
وقال سبحانه :
( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) [الحج:40]
وليس بالضرورة أن تكون المدافعة والصراع بالقتال . بل إنه يكون بغير ذلك ، فالقتال نموذج ومرحلة من الصراع .
فــ : إقامة الحجة على الباطل وأهله ـ إزالة الشبه عن الحق وأهله ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضوابطه ـ
الصبر على ابتلاء الأعداء من الكفرة والظلمة ـ الثبات على الدين ... كله مدافعة .

* أبعاد وحكم في سنة الدفع :
في دائرة الصراع الأبدي بين الحق والباطل، والواقع ضمن سنة الدفع ، ما جرى في هذا العصر في فلسطين والشيشان والبوسنة والهرسك والعراق وأفغانستان .
وما جرى من أحداث جسام متمثلة فى الهجمة الشرسة على شخص رسول الله وسنته
(الطعن فى كتب السنة المعتمدة كالبخاري) ،
فزوجاته (كالهجوم على أم المؤمنين عائشة والتعريض بها ) ،
فأصحابه ( كالطعن فى أبى هريرة ) ،
فأتباعه الذين استنوا بسنته، واقتفوا أثره ... فحرب النقاب ، فـــ .... صراع لا يتوقف .
الناظر إلى ما جرى نظرة سطحية ، يقف عند قدر يسير من الأحداث أغلبها ذو تأثير عاطفى .
إنما هنالك الوجه الآخر الذي تحقق من خلال هذا الصراع :
إنه استعادة الهوية والانتماء الإسلامي لهذه الشعوب، التى كانت من الممكن أن تفقد شخصيتها وتخسر دينها، من خلال التغريب والذوبان في المجتمع الغربي..
( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )
وحرب الإبادة التي تعرض لها المسلمون الشيشان منذ أيام ستالين الذي نفاهم إلى سيبيريا،
والتي شكّلت فيمن تبقّى منهم على قيد الحياة طاقة إيمانية من التحدي جعلتهم اليوم ينتصرون على الجيش الروسي فى حربهم الأولى
ويحافظون على هويتهم الإسلامية.. وما زال الصراع مستمراً ...
وضمن هذا الإطار تقع معظم الصراعات الجارية هنا وهناك للمحافظة على شخصية أهل الحق والهوية الإيمانية .
أما فى فلسطين فما فتأت الأفعى تبث سمومها حتى تحول السم إلى ترياق لأهل الأرض المباركة ، بعد ضياع فلسطين على حين غفلة من المسلمين ،
فالرضا بالأمر الواقع ،
عملت سنة الدفع فما فتئ الباطل ينتفخ وينتفش إلا ودخل فى دائرة الصراع مع الحق التى بدأت بأحجار فى كف طفل حتى وصلت إلى حرب سجال جولة وجولة .
ظهر وجه الأفعى الحقيقى لكثير من شرفاء العالم
(تجلى ذلك فى حرب غزة)
بعد أن ظلوا سنوات وسنوات متعاطفين معها بسبب المحارق الهتلرية.
تعاطفت الشعوب مع أهل فلسطين بعد أن ضللتهم الدعايات المدروسة بأنهم هم الذين باعوا أرضهم وتخلوا .
وقف الجميع مشدوهاً أمام عقيدة هذا الشعب وتجذره وإصراره على قلة إمكانيات ، وظلم ذوى القربى ،
وتمالأ الكثيرين ، أمٌ كالخنساء تفرح باستشهاد أربعة من أبناءها ، ورجل يفقد زوجته وأولاده وأمه ويقول فى عزة وثبات :
" فدى فلسطين " .
وبدأ الناس يدركون قدر هذه الأرض التى تضم قبلتنا الأولى ، مسرى رسول الله، الذى تشد إليه الرحال ...
وكم يتمنوا أن يدافعوا عنها بالمهج والأرواح .
إنها سنة الدفع
وفى العراق : ابتعد أهله عن الإسلام عاكفين على صنم الأفكار البعثية التى تركز على قطع كافة الروابط بين العروبة والإسلام،

والمناداة بفصل الدين عن السياسة ، وتجريد الدستور العراقي من كل القوانين التي تمت إلى الإسلام بصلة، وأصبحت العلمانية هي دستور العراق ومعتقدات البعث ومبادئه هي مصدر التشريع لقوانينه.
ومر العراق وأهله بسنين كسنى يوسف انتهت باحتلال بغداد بعد أن باع الخائنون واشترى الأمريكان .
استيقظ الشعب العراقى من ثباته العميق وأيقن أن هذه الأفكار خُدعة كبرى، وعلم أن الإسلام وحده هو الذى يجمع ويحمى ويرفع فكانت العودة الصادقة لله ،
وعاد كثير من البعثيين إلى منهج الحق وعلى رأسهم صدام حسين ، وكانت المقاومة التى سامت الكفر وأهله سوء العذاب ، وقوضت أركانه ، وأوقفته عند حدود لم يكن يخطط للوقوف عندها ،
وعدنا نقول : " العراقيون أحفاد الرشيد " ولن ننساك يا فلوجة العز .
بان للأعمى قبل المبصر حقيقة الشيعة وخيانتهم لله ورسوله والمؤمنين ، وصُفع دعاة التقريب بين
السنة والشيعة على وجوههم وبدأوا يعيدون النظر فكانت المراجعات والدكتور القرضاوى خير نموذج بهجومه عليهم .
وما مشهد إعدام صدام حسين يوم الأضحى إلا تعبيراً عما فى قلوبهم وما تخفى صدورهم أكبر .
إنها سنة الدفع
وبعد أحداث سبتمبر ظن الجميع أن الإسلام فى خطر والمسلمين فى بلاد الكفر مهددون ، وكان الهجوم على الإسلام

من رؤوسهم لتشويه صورته والتنفير منه فإذا بغير المسلمين يقرءون عن هذا الدين ليعرفوا حقيقته
( دين يعرض نفسه بنفسه )
وعملت سنة الدفع فازداد عدد الداخلين فى الإسلام إلى ثلاثة أضعاف ما قبل أحداث سبتمبر .
والرسوم المسيئة لرسول الله ما هى إلا تعبيراً عن هذا الحقد لاستفزاز المسلمين فى الدول الإسكندنافية
( الدانمرك . السويد . النرويج ) بسبب تنامى عددهم بصورة كبيرة ، وظهور دراسات بأن الغلبة ستكون للمسلمين بعد عدة سنوات ، فواجه المسلمون القضية هناك بحكمة وروية ولم يقعوا فى الفخ ،
وبدأ أهل هذه الدول يقرءون عن هذا الرجل الذى ملأ شغاف قلوب المسلمين فى كل أنحاء المعمورة وسرعان ما اخترق محمد قلوب الكثيرين منهم وكانت المفاجأة .
ثم كانت – وما تزال - أحداث المعهد والهجوم على تاج العفة ورمز الحياء النقاب ، ولم يبق مما قيل من نعوت الذم إلا " لعن الله النقاب ومفصله وبائعه وحامله وشاريه ولابسه والداعى له "
[ رواه الجماعة - ... - ]
كتب تنشر وأموال تنفق وقوافل تنطلق لتحرير المرأة من نقابها ، فكان الاختبار للمنتقبات الطاهرات العفيفات ،
والعلماء الذين علا صوتهم بقال الله قال رسوله فوق كل ناعق ومشكك ، وغير المنتقبات يقفوا مع أخواتهم، قلوب تتحد، وأدلة شرعية تزهق الباطل، وأخوة وأخوات أقبلوا على العلم الشرعي،
وبسطاء تعاطفوا مع القضية .
منتقبات قابضات على الجمر يجبرن على خلع نقابهن داخل لجان الامتحان ، وبعيداً عن قاعة الامتحان عملت سنة الدفع فإذا بأعداد من ربات البيوت يرتدين النقاب ويخرجن لشراء حاجتهن بتاج الوقار .
سبحان الله ! هجوم على المنتقبات العاملات والطالبات فإذا بالنقاب يخترق الحواجز ليدخل إلى القابعات فى بيوتهن
( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) .
وستستمر سنة الدفع فى العمل حتى يُدمغَ الباطل فى هذه المعركة ، ولكن لن تنتهى الحرب فالصراع مستمر .
أما الهجوم على السنة وأثره على العوام فضلاً عن غيرهم فاذكر لكم أنى ركبت يوماً مع سائق سيارة أجرة فسألنى :
ينفع البنت تتجوز من غير ولى ؟ فقلت : الولى شرط فى النكاح لقول النبي : " لا نكاحَ إلا بولى " و
" أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ "فقال لى : هى الأحاديث دى صح ؟ ... ثم ذكر لى أنه يسمع أن هناك كلاماً نسب للنبى ولم يقله .
إنها سنة الدفع
وعلى ما سبق قس وفسر واستنبط

* سنة الدفع .. وسلاح النصر :
إن سنة الدفع تشير دائماً على أن الغلبة للإيمان وجنده، فهو سبحانه مع الحق مؤيداً ونصيراً وهذا ما تؤكده عشرات الآيات القرآنية ومنها:
( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ) [الأنبياء:18]
( وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ) [الشورى:24]
ويقول سبحانه:
( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ) [الإسراء:81]
وقال تعالى :
(كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ) [الرعد:17]
ومـما يستقي من الآيات:
أن الغلبة للحق, ولكن لا تكون الغلبة إلا إذا اجتمعت عوامل العمل بالحق.
ومن هنا أمر الله تعالى في آيات متعددة المؤمنين أن يعملوا بهذه العوامل ومن أهـمها:
1- إيمان أهل الحق به ,
قال تعالى:
(وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)
وقال سبحانه:
( وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ),
وقال سبحانه:
( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ).
2- العمل بالأسباب المادية بالضوابط الشرعية ,
يقول تعالى في شأن الجهاد:
( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ )
وهكذا كل حق يحتاج إلى مباشرة أسبابه, فالدعوة تحتاج إلى العلم, وإلى الإمكانيات المادية المناسبة بما يقيم شأنها فلا يتصور
– مثلاً - عمل مشروع دعوي يراد به نفع الآخرين بدون عمل الأسباب الممكنة المؤدية إلى نجاحه, كما هو الشأن في جميع شؤون الحياة.
3- تقوى الله سبحانه وتعالى بفعل أوامره,
واجتناب نواهيه فهي سبب كل خير ودفع كل شر, قال تعالى في شأن العلم: ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ),
وقال تعالى:
إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ) .
4- التحلي بالصبر ,
وإعماله في كل عمل, فبدون الصبر تتخلف النتائج الإيجابية,وتضعف, ويحصل الاستعجال, وتكون العواقب وخيمة,
وقد جاء ذكر الصبر في القرآن الكريم في أكثر من تسعين موضعاً, كل ذلك لعظم هذه السمة وعظم أثرها,
وبناء على ذلك فلا ينتصر أصحاب الحق بدون أن يصبروا ويصابروا.
5- الإكثار من ذكر الله تعالى ,
فمن ذكر الله تعالى ذكره الله وأيّده وأعانه, وأحاطه بعنايته ورعايته,
قال تعالى:
( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ),
وقال سبحانه:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) .
6- الثبات على الحق والتواصي على ذلك ,
وهذا يعني عدم الاضطراب في الإيمان بالحق, أو العمل به, أو التردد, أو عدم الاستقرار على منهج واضح يسير عليه صاحب الحق..
كل هذه من نوافي الثبات وزعزعة صاحب الحق وإضعافه.

*عوائق فى طريق مدافعة الباطل :
1- تسويل الشيطان لإضعاف النفوس عن قول الحق والعمل به, وقد جاء هذا المعنى في كتاب الله تعالى في مواضع عديدة,
قال سبحانه:
(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [فاطر:6]
2- المقاصد المنحرفة في قول الحق والعمل به كقصد الرياء, والسمعة, أو أمر من أمور الدنيا فـ
(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى),
وكثيراً ما تحبط المشاريع, ويهزم أهل الحق بانحراف المقاصد.
3- العجب بالنفس والغرور سواء بما أعطى الله العبد من القدرات والمواهب, أو بما أنعم عليه من النعم,
ويتبع ذلك ازدراء الناس واحتقارهم وغمط حقوقهم واستنقاص مشاريعهم, كل هذا من حواجز الانتصار, وموانع الوصول إلى النتائج الإيجابية في نصرة الحق.
4- النزاع والاختلاف والفرقة وهي من أعظم الآفات, وأشد الأمراض وأقوى العوائق لنصرة الحق,
قال تعالى:
(وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال:46] ,
ولا يقولن قائل إن الخلاف رحمة, فالخلاف في الأصول, والمجمع عليه, كل ذلك شر .
وأخـيـراً
أحبتى فى الله .. إنه ( الدفع )

الذي يمحص الله به عباده، فيميز الثابت الأصيل عن المزيف الدخيل، ثم يأتي بعد ذلك نصر الله وتأييده.. فاثبتوا..
والله نسأله الرشد والسداد
هذا - والله - جهد مقل وقوة ضعيف لا يكاد يمضى حتى يفل فـ
إن تجد عيباً فسدّ الخلَلا = فجلَّ مَن لا عيب فيهِ وعلا

أحبكم فى الله ولا تنسونى من دعاءكم


المراجع
القرآن الكريم - المفصل فى فقه الدعوة جمع علي بن نايف الشحود - أفلا تتفكرون لعبد العزيز بن ناصر – مقال لــ أ.د فالح الصغير – مقال للأستاذ فتحى يكن – مقال للشيخ المربى محمد حسين يعقوب



م ن ق و ل
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
2, من, الهجير, الوحى, يولد, ريل, _


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 07:15 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.