انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2009, 06:48 PM
بشير الكسجي بشير الكسجي غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




Icon33 كيف نفهم القرآن ؟ ! ! ! دعوة للنقاش

 

بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نفهم القرآن ؟!!!
- قضية هامة جداً أضعها بين أيديكم للنقاش -
) ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم أجرا كبيرا (الاسراء 9
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،
وبعد : فانني أرى وترون معي يا أمة الاسلام حال المسلمين هذه الايام ، وقد جعلهم الله أحاديث يتلهّى بها العالم أجمع ، ومزقهم كل ممزق في أرض أمة الاسلام التي طالما انطلقت منها جحافل الجيوش الجرارة حاملة رايات الجهاد لنشر دين الله في بقاع الأرض على مرّ العصور الاسلامية 0 وقد صار لزاما علينا نحن المسلمين الآن أكثر من أي وقت مضى من وقفة المراجعة للذات ومحاسبة النفس في مواجهة الحقيقة ولبّ المشكلة وأساس الدّاء ، ووقفة الانابة الى الله العلّي القدير نخرّ له سجّدا وبكيّا ، مستغفرين تائبين ، مستمسكين بالعروة الوثقى وحبل الله المتين " القرآن الكريم " ، ننهل من هديه القويم ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين .وبعد :
فهذه وقفة مع هدي القرآن الكريم المبدوء بسورة الفاتحه والمختوم بسورة الناس ، وقد فتح الله عليّ من هديه القويم في تدبّر آيه الحكيم أن الناس منقسمون الى ثلاثة أصناف ، أولاها: المؤمنون المهتدون الى الصراط المستقيم ، وثانيها :الكفار المغضوب عليهم ، وثالثها: المنافقون الضالون ، فذلك قوله تعالى في سورة الفاتحة : ﴿ اهدنا الصّراط المستقيم ¤صِراط الذين أنعمتَ عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ﴾ الفاتحة 6، 7 بهذه الخواتم _ وما قبلها _ من فاتحة الكتاب بدأ الله كتابه العزيز وثنّى عليها في البيان والتعزيز بالفواتح من سورة البقرة ، ذلك أن القرآن يفسّر بعضه بعضا ، وأن الله تعالى يقول :
﴿ ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهُدى ورحمة وبشرى للمسلمين ﴾
النحل 89﴿ ولقد جئناهم بكتاب فصّلناه على علم هُدى ورحمة لقوم يؤمنون ﴾ الأعراف 52 ﴿ وأنزلنا اليك الذّكر لتبيّن للناس ما نُزِّل اليهم ولعلهم يتفكّرون ﴾ النحل 44﴿ يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصّدور وهُدى ورحمة للمؤمنين ﴾ يونس 57﴿ ولو جعلناه قرآنا أعجميّا لقالوا لولا فُصّلت آياته أعجميّ وعربيّ قل هو للذين آمنوا هُدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك يُنادَون من مكان بعيد ﴾ فصلت44
﴿ ونُنزِّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا
خسارا ﴾ الاسراء 82
﴿ ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويُبشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا ﴾ الاسراء 9 ﴿ وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتّبعوه واتّقوا لعلكم تُرحمون﴾ الأنعام 155﴿ كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدبّروا آياته وليتذكّر أولوا الألباب ﴾ ص 29﴿ افلا يَتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها ﴾ محمد 24 فكانت الآيات الخمس الأوائل من سورة البقرة في وصف المؤمنين المهتدين الى الصراط المستقيم ، وكانت الآيتان السادسة والسابعة منها في وصف الكفار المغضوب عليهم ، وكانت الآيات التي تلتها من بداية الثامنة حتى نهاية العشرين منها في وصف المنافقين الضالين ، فهاكم النص القرآني : ﴿ الم ¤ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ¤الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ¤والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ¤أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ¤ان الذين كفروا سواءعليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ¤ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ¤ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ¤يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون الا أنفسهم وما يشعرون ¤في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ¤واذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون ¤ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ¤واذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ¤واذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا واذا خلَوا الى شياطينهم قالو انا معكم انما نحن مستهزؤون ¤الله يستهزىء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ¤أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ¤مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ¤صم بكم عمي فهم لا يرجعون ¤أو كصيّب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين ¤يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه واذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم ان الله على كل شيء قدير ﴾ البقرة 1_ 20 وهذا الوصف لهذه الأصناف الثلاثة من الناس مع اجراء المقارنات والمفاضلات بينها سواءا في الحياة الدنيا أو في الآخرة مع بيان طبيعة علاقة كل منها بالآخَر سواءا في الحياة الدنيا أو في الآخرة ، أقول : هذا الوصف يتكرّر في القرآن الكريم حتى اذا ما استثنينا بعض قصار السّور لا تكاد سورة منه تخلوا من هذا الوصف لهذه الأصناف الثلاثة من الناس _ راجع القرآن الكريم _ذلك فضلا عن أن الله سبحانه وتعالى اختصّ من سور قرآنه الكريم ثلاث سور يحمل كل منها اسم صنف من هذه الاصناف الثلاثة من الناس ، وهذه السّور القرآنية هي :سورة المؤمنون وسورة المنافقون وسورة الكافرون 0والله يقول الحق وهو يهدي السبيل اذ يقول في محكم التنزيل :) أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ( النساء 82) ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم (الحجر 87 - السبع المثاني هي " الفاتحه " أعظم سورة في القرآن بنصّ الحديث الشريف – )الله نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر
الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد ( الزمر 23 ومن الجدير بالذكر أن هذا التقسيم للناس في القرآن الكريم الى هذه الأصناف الثلاثة ، انما هومتعلق بالناس كافة منذ بعثة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الى يوم القيامة
ومن الجدير بالذّكر كذلك أن ما ذكر في تفاسير القرآن الكريم – قديمها وحديثها – في معرض تفسير سورة الفاتحة من تقسيم للفئات المذكورة من الناس في الآيتين الأخيرتين منها على أنها الاسلام واليهودية والنصرانية ، فالصراط المستقيم هو الاسلام ، والذين أنعم الله عليهم هم المسلمون ، والمغضوب عليهم هم اليهود ، والضالون هم النصارى ، أو على نحو ذلك ممّا ورد في مختلف هذه التفاسير – قديمها وحديثها - .أقول : أن هذا الذي ذكر انما هو تفسير شكلي ظاهري لمدلول النص في هاتين الآيتين العظيمتين ،ولعلّ الذي لبس الأمر على هؤلاء المفسّرين سواءً المجتهدين منهم أو المقلدين هي ثلاثة أمور أولها : أن سورة الفاتحة مكيّة ، ممّا صرف أذهانهم عن فئة المنافقين في المدينة من أن تكون احدى هذه الفئات الثلاث . والأمر الثاني : هو النصوص القرآنية التي نزلت بحق اليهود ، والتي فُهم منها صراحةً أن فئة المغضوب عليهم هم اليهود .وأما الأمر الثالث : فهو النص القرآني الآتي : ) وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونُنّ أهدى من احدى الأُمم فلمّا جاءهم نذير ما زادهم الا نفورا( فاطر 42 ، وأن هذا النص القرآني نزل بحق كفّار مكة ، ولم يكن موجوداً في العالم آنذاك ممّن تبقّى من الأمم الماضية التي لديها كتاب الاّ اليهود والنصارى ، ممّا حصر فئتي المغضوب عليهم والضالين في اليهود والنصارى . وبامعان النظر في الأمر الأول نجد أنه قد حصر فهم النص القرآني في الآيتين الأخيرتين من سورة الفاتحة في الواقع المخصوص الذي كان موجودا وقت النزول وهو الواقع المكي ، وكما هو معلوم أن القرآن الكريم نزل منجّماً منذ بدء بعثته صلى الله عليه وسلم الى أن التحق بالرفيق الأعلى ، فلايُتصور بعد اكتمال نزول القرآن واكمال الدين أن تُفسّر النصوص القرآنية باعتبار أسباب النزول والفترة التي نزل بها النص ان كانت مكية أو مدنية على سبيل الحصر فلا يتعدّاه الى ما سوى ذلك من النصوص ذات الصّلة بموضوع النص في القرآن كله ، فتمّ من جرّاء ذلك ادخال المنافقين في الصنف الأول من الناس أي في صراط الذين أنعم الله عليهم ، وهذا مُحال قولاً واحداً ممّا يُفهم صراحةً من كتاب الله جملةً وتفصيلا . على أن النص القرآني في ذكر هذه الأصناف الثلاثة من الناس في سورة الفاتحة انما هو وصف مُفهِم من صيغ العموم يندرج تحته كل من ينطبق عليه هذا الوصف من الناس ، ممّا يُخرج المنافقين من أن يكونوا على الصراط المستقيم أي صراط الذين أنعم الله عليهم وهم المؤمنون المهتدون الى هذا الصراط ، وذلك ما يُفهم صراحةً من كتاب الله جملةً وتفصيلا 0 ويؤيد ذلك قول الله تعالى : ) ألم ترَ الى الذين تولّوا قومًا غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون (المجادلة 14 ، فهذه الآية نزلت في المنافقين لتقرّر أنهم ليسوا من المؤمنين ولا من الكفار 0 بل هم يندرجون تحت وصف الصنف الثالث من الناس المذكور في سورة الفاتحة وهم الضالون باعتبار واقع حالهم الذي يُفهم من جملة دين الله كتاباً وسُنةً باستقراء نصوصهما وما دلّت عليه ألفاظها وسياقها ونسقها العام 0 أما الأمر الثاني : وهو النصوص القرآنية التي فُهم منها صراحةً أن المغضوب عليهم هم اليهود ، فقد حصل الالتباس في الفهم وعدم التفريق بين غضب الله المتعلق باليهود وهو خاص بهم دون غيرهم ، وبين غضب الله الذي هو وصف عام يندرج تحته كل النصوص القرآنية المتعلقة به 0 وأما الأمر الثالث : وهو النص القرآني الذي نزل في كفّار مكة ، وفُهم منه حصر فئتيّ المغضوب عليهم والضالين في اليهود والنصارى 0 فان الذي يُفهم من هذا النص القرآني هو ادخال كفار مكة - قبل الفتح ودخولهم في الاسلام – في الصنف الثاني من الناس المذكور في سورة الفاتحة وهم المغضوب عليهم باعتباره وصفاً يندرج تحته كل الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم أي بنبوته والقرآن الذي أنزله الله عليه ودين الاسلام الذي جاء به من عند الله ، وبالتالي يندرج تحت هذا الوصف العام أي المغضوب عليهم اليهود والنصارى وغيرهم من الناس الذين كفروا بدين الاسلام ولم يدخلوا فيه منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم الى يوم الدين ، وهذا ثابت بنصوص القرآن القطعيّة الثبوت والدلالة0 ومن ذلك كله يتبيّن خطأ ما ذُكر في تفاسير القرآن الكريم – قديمها وحديثها – في معرض تفسير الآيتين الأخيرتين من سورة الفاتحة ، بأن الصراط المستقيم هو الاسلام ، والذين أنعم الله عليهم هم المسلمون ، والمغضوب عليهم هم اليهود ، والضالون هم النصارى ، أو على نحو ذلك ممّا ورد فيها 0 والصحيح في تفسير هاتين الآيتين العظيمتين من سورة الفاتحة هو : أنّ الصراط المستقيم هو الايمان ب " لا اله الا الله " باعتباره الأساس العقدي المتين الذي قام عليه دين الاسلام الحنيف وشريعة الاسلام الغرّاء ، وهذا وحده هوصراط الذين أنعم الله عليهم بأن هداهم اليه وهم المؤمنون المهتدون الى هذا الصراط المستقيم ، غير صراط الكفار المغضوب عليهم باعراضهم عن الدخول في دين الاسلام الحنيف والانضواء تحت لواء شريعته الغرّاء ، ولا صراط المنافقين الضالين عن هذا الصراط المستقيم باعراضهم عن الايمان ب " لا اله الا الله " رغم دخولهم في دين الاسلام الحنيف وانضوائهم تحت لواء شريعته الغرّاء 0 ومن أصدق من الله قيلاً ؟! اذ يقول سبحانه وهو أصدق القائلين : ) وأن هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبُل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلكم تتّقون( الانعام 153 0 هذا ، وقد ضرب الله لنا الأمثال في كتابه العظيم عاى كلّ صنف من هذه الأصناف الثلاثة من الناس ، ومن ذلك قوله تعالى في محكم التنزيل : ) أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زُيّن للكافرين ما كانوا يعملون ( الانعام 122 0 ) يا أيّها الذين آمنوا لا تتوَلّوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور ( الممتحنة 13 0 ) مذَبذَبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يُضلل الله فلن تجد له سبيلا ( النساء 143 0 )انّما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهُم في رَيبهم يتردّدون ( التوبة 45)ألم ترَ الى الذين توَلّوا قوماً غضب الله عليهم ما هم منكم ولامنهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون ( المجادلة 14 وبعد : فان الله يقول في محكم تنزيله عزّ من قائل : ) قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا ان الله غفور رحيم k انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون k قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم k يمنّون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا عليّ اسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان ان كنتم صادقين k ان الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون (الحجرات 14 - 18فبهذه الخواتم من سورة الحجرات فرّق الله بين الحق والباطل تفريقا بيّنا فيه استبان الضلال من الهُدى ، اذ فرّق الله فيها بين طائفتين من الناس كلاهما تدّعي أنها على الايمان والحق والهدى لمجرد كونهما اجتمعتا في أمة واحدة جعل الله لها شرعة واحدة ومنهاجا واحدا ومنسكا هم ناسكوه ، مصداقاً لقوله تعالى : ) لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ¦ المائدة 48 وقوله تعالى : § لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه (الحج 67 فكان ذلك تفريقا من الله سبحانه وتعالى بين الايمان والنفاق في دين الاسلام ، فالايمان انما هو الايمان بالغيب في القلب وهو لا يتأتى الا للمؤمنين المهتدين الى الصراط المستقيم من المسلمين ،أما النفاق فانما هو اسلام الجوارح غير المنبثق عن الايمان بالغيب في القلب وان صاحب ذلك ادّعاء الايمان بالغيب باللسان وهو ما عليه المنافقون الضالون من المسلمين 0) يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ( المائدة 41 0 واسلام الجوارح هذا لدى المنافقين انما هو جزء من الاسلام الكامل لله تعالى ، والذي يتضمن ايمان القلب بالغيب وهداية العقل للآخرة بالأضافة الى اسلام الجوارح فهذا الذي يحقق الهداية الى الصراط المستقيم ، ألا وهو الاسلام الكامل لله تعالى ، بمعنى الانقياد التام والخضوع المطلق له وحده سبحانه وتعا لى 0
)واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم k ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا انك أنت التواب الرحيم gربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك أنت العزيز الحكيم g ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين g اذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين g( البقرة 127 – 131 ) فمن يُرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يُرد أن يضلّه يجعل صدره ضيّقا حرجا كأنما يصّعّد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ( الأنعام 125) ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فان الله سريع الحساب k فان حاجّوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتّبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فان أسلموا فقد اهتدوا وان تولّوا فانما عليك البلاغ والله بصير بالعباد ( آل عمران 19 ، 20 ) ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ( آل عمران 85 ) بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( البقرة 112 ) ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتّبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا (النساء 125 ) ومن يُسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى والى الله عاقبة الأمور( لقمان 22) وما أنت بهاد العُمي عن ضلالتهم ان تُسمع الا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون( الروم 53 ) ان للمتقين عند ربهم جنات النعيم g أفنجعل المسلمين كالمجرمين k مالكم كيف تحكمون ( القلم 34 – 36
وبعد ، فقد كان الكثير من المسلمين على مرّ العصور الاسلامية ، وكذلك الغالبية العظمى من المسلمين هذه الأيام ، يظنون أن الخوض في مسألة النفاق هذه من المحظورات قي الاسلام ، وأنه لا يجوز الاقتراب منها البتة ) وما لهم به من علم ان يتّبعون الا الظن وان الظن لا يُغني من الحق شيئا (النجم 28 ذلك أن القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة والسيرة النبوية العطرة وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديين وحياة الصحابة الكرام ، كلها تنطق بما لا يدع مجالا للشك بخطورة هذه المسألة أي النفاق على الفرد والأمة معاً ، مما يحتم ضرورة الخوض فيها وكشفها على الملأ 0 فهذا أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – وهو صاحب المكانة المرموقة في الاسلام بعد النبي المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم ، وصاحب الايمان الذي يكفي أهل الأرض جميعا ، كان دوما يمسك قلبه بيمينه ويجأر بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك ) خوفا على قلبه أن يزيغ عن الحق والهدى ، ويقول وهو يبكي : ( يا ليتني كنتُ شجرة تُعضد ) فاذا ذُكّر بمقامه عند الله أجاب : ( والله لا آمن لمكر الله ولو كانت احدى قدميّ في الجنة ) 0 ذلك أن المؤمن المهتدي الى الصراط المستقيم يدرك ايمانه ويخاف نفاقه فهو دائم الهروب من النفاق الى الايمان 0 واما المنافق الضّال عن الصراط المستقيم فلا يدرك نفاقه فتغرّه أعماله ويظن أنه مؤمن فهو دائم الهروب من الايمان الى النفاق 0 يقول الله تعالى في حق المؤمنين المهتدين : ) والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجِلة أنهم الى ربهم راجعون ( المؤمنون 60 ويقول في حق المنافقين الضالين : ) يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا انهم هم الكاذبون (المجادلة 18
* * * * * * *
) وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم g كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون k ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم ابراهيم واصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبيّنات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون g والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهَون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم g وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم ( التوبة 68 – 72 0
) ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفّر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما k ويعذّب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانّين بالله ظنّ السّوء عليهم دائرة السّوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم جهنّم وساءت مصيرا ( الفتح 5 ، 6
) انّا عرضنا الأمانة على السّماوات والأرض والجبال فأبَين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انّه كان ظلوماً جهولا g ليعذّب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيما ( الأحزاب 72 ، 73 ) وانّي لغفّار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثمّ اهتدى ( طه 82
* * *
دعوة للنقاش
إخواني 00 أخواتي

" فاتحة الكتاب " هي أعظم سورة في القرآن ، وهي " أم الكتاب " ولا تصح الصلاة الاّ بها ، وقد تضمنت ثلاثة معاني عظيمة في أولها وأوسطها وآخرها - التوحيد في العقيدة والاخلاص في العبادة والهداية الى الصراط المستقيم - فكانت بمثابة العنوان للايمان بـ " لا اله الا الله " وللقرآن الكريم وللصلاة ولدين الاسلام برُمّته 0 فهل هذا الفهم الذي تقدم بيانه لأواخر " سورة الفاتحة " والموضوع كاملاً
- أخي الكريم 00 أختي الكريمة - يجعلك أكثر فهماً للقرآن الكريم وأكثر تدبراً لمعانيه العظيمة وعبره الجليلة وأكثر خشوعاً في تلاوته ، ويجعلك أكثر خشوعاً في الصلاة ، ويجعلك أكثر فهماً للاسلام برُمّته ؟ !
أم أن الأمر ليس كذلك ؟ !
أرجوا المناقشة في الموضوع 00 راجياً منكم توخي الدقة في التحقيق ، والله ولي التوفيق وهو نعم المولى والرفيق 0
نسأل الله الهداية والثبات وحسن الخاتمة قبل الممات
سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين





رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-02-2009, 06:49 PM
بشير الكسجي بشير الكسجي غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

دعوة للنقاش
إخواني 00 أخواتي

" فاتحة الكتاب " هي أعظم سورة في القرآن ، وهي " أم الكتاب " ولا تصح الصلاة الاّ بها ، وقد تضمنت ثلاثة معاني عظيمة في أولها وأوسطها وآخرها - التوحيد في العقيدة والاخلاص في العبادة والهداية الى الصراط المستقيم - فكانت بمثابة العنوان للايمان بـ " لا اله الا الله " وللقرآن الكريم وللصلاة ولدين الاسلام برُمّته 0 فهل هذا الفهم الذي تقدم بيانه لأواخر " سورة الفاتحة " والموضوع كاملاً
- أخي الكريم 00 أختي الكريمة - يجعلك أكثر فهماً للقرآن الكريم وأكثر تدبراً لمعانيه العظيمة وعبره الجليلة وأكثر خشوعاً في تلاوته ، ويجعلك أكثر خشوعاً في الصلاة ، ويجعلك أكثر فهماً للاسلام برُمّته ؟ !
أم أن الأمر ليس كذلك ؟ !
أرجوا المناقشة في الموضوع 00 راجياً منكم توخي الدقة في التحقيق ، والله ولي التوفيق وهو نعم المولى والرفيق 0
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-03-2009, 05:16 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


إن المتدبر للقرآن المعايش لمعانيه سيفاجأ بالكثير والكثير من المعاني والأفكار بحيث تغلب على خواطره وتسيطر على خياله
ويقول ابن القيم رحمه الله :
" وأما المتأمل فى القرآن فهو تحديق ناظر القلب إلى معانيه وجمع الفكر على تدبره وتعقله وهو المقصود بإنزاله لامجرد تلاوته بلا فهم ولاتدبر "
وقال الحسن : " نزل القرآن ليتدبر ويعمل به فاتخذوا تلاوته عملا "
فليس شىء أنفع للعبد فى معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن وإطالة التأمل وجمع فيه الفكر على معاني آياته فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر
جزاكم الله خيرا أخي الكريم ونفع بك وجعلنا وإياكم من أهل القرآن وخاصته
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-03-2009, 07:24 AM
بشير الكسجي بشير الكسجي غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

صدقتي والله أختي الكريمة فيما تفضلتي به وأفدتي
بارك الله فيكِ ونفع بك ان شاء الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
!, للنقاش, القرآن, دعوة, نفهم, ؟, كيف


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 01:04 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.