انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-14-2011, 01:01 AM
دكتور سعيد أبو العلا حمزة دكتور سعيد أبو العلا حمزة غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي هذه قصتها ...

 

كنا قد أعلنا عن حاجتنا لمعلمات للقرآن فى دار أنشئ حديثا ، وكنت قد وُكل إلىَّ اختبار المتقدمين للتحفيظ من الرجال وكذا المتقدمات من التعليم من النساء.
وجاء دور إحدى الأخوات الفاضلات وهى في العقد الثالث من عمرها ، فاستمعت للقراءة فإذا بى أستمع قرآنا عجبا ، صفير وضجيج وهمس كالريح المرسلة وجهر يعصف بالآذان وشدة لا تسمح للحرف بأن يخرج من حيز الفم ويرى النور ، ورخاوة كالماء الجارى لا منتهى له.
هذا هو - ما كانت تسميه - تحقيقا للحروف وبيانا للمخارج وتوضيحا للصفات ، ولا شك أنى أتحدث عن صورة متكررة ولم آت بجديد حتى الآن ، وإنما الجديد هو الحوار الآتى الذى دار بين لجنة الاختبار وبين الممُتحنة لتعلم الناس القرآن الكريم ، وسأتركك مع الحوار دون أي تدخل بتعليق منى ثم أعود إليك بإذن الله تعالى.
الفاضلة : أحفظ 26 جزءَا من القرآن ، وأدرس الشاطبية مع فضيلة الشيخ ...
اللجنة: اقرئى من قوله تعالى: أول الزمر
الفاضلة: هذه من الأجزاء التى لم أحفظها.
اللجنة: حسنا ، اقرئى من قوله تعالى: أول العنكبوت..
الفاضلة : الصمت الرهيب!!
اللجنة:حسنا ، اقرئى سورة الفاتحة !!!
الفاضلة : انطلقت تقرأ على الوصف الذى ذكرته لك آنفا.
اللجنة: الواضح أنك غير حافظة للقرآن نهائيا ، ويلزمك أن تعلمى أنك يجب عليك أن تحفظين القرآن كما يحفظ أحدنا فى أول أمره ؛ فشأنك فيما تقولين أنك تحفظينه كشأنك فيما لا تحفظينه تماما.
الفاضلة: صدقتم
اللجنة: السؤال الذى يطرح نفسه ، لماذا تدرسين القراءات ولمَّا تتقنى القرآن حفظا أو تجويدا؟!
الفاضلة: لأن الشيخ ... شيخ مشهور متقن وانتهزت فرصة أنه الآن يدرس الشاطبية بجوار منزلنا ( ويا عالم هتيجى فرصة ثانية أم لا )!
اللجنة: هذا خطأ فظيع ، فالقراءات باقية بإذن الله تعالى ، طلب العلم مراحل ، أتقنى مرحلة ثم انتقلى لغيرها ، ثم إن القراءات تحتاج لحفظ متن الشاطبية حفظا كحفظ القرآن ليحصل لك حفظ القراءات ، وبدون المتن ستكون دراستك للقراءات نوعا من العبث وتضييع الأوقات ، ومن المعروف أن حفظ المتن يحتاج إلى وقت أضعاف أضعاف ما يحتاجه حفظ سورة من القرآن ، وذلك يؤثر سلبيا على حفظ القرآن ، فانتبهى فإن طلب علم القراءات يفتقر إلى نية خالصة لله سبحانه وتعالى ( ولا أنسى أبدا تلك التى سألتها لماذا تدرسين القراءات وأنت صفر فى النحو والحفظ سيئ ، فأجابت : بصراحة ووضوح : ريــــــــــــــــــــــاء ؛ فكل الأخوات فى الدار الذى أقوم بالتحفيظ فيه يدرسن القراءات ومعهن إجازات ، والذى لا يدرس القراءات ينظرن إليه نظرة انتقاص وازدراء ، لذا طلبت القراءات) .
الفاضلة: فى الحقيقة ، ما جئت إلا لأسمع تلك الكلمات ، فأنا أريد الحق حيث كان.
اللجنة: أولا : تتركى دراسة القراءات نهائيا ؛ فإن ذلك ليس مرحلتك.
ثانيا: ابدئى الحفظ بداية جديدة من أول سورة الفاتحة إلى سورة الناس
ثالثا: نبذ التكلف في القراءة ؛ فإن التكلف في القراءة بدعة حذر من علماء التجويد والقراءات ، ولم يكن من هدى النبي صلى الله عليه وسلم التكلف فى القراءة بل القراءة السهلة الرسلة الغضة الطرية ، واللاتى يقلن بأنه تحقيق وضبط للمخارج والصفات ، نقول لهن: هل فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هاتين برهانكن ، ولو كان خيرا لسبقونا إليه ، فنحن لدينا مراجع صوتية تشهد بأن القراءة السهلة هى طريقة القراء المتقنين مثل الشيخ الحصرى والمنشاوى وغيرهما ، أما أنتن فليس لكنَّ مرجع صوتى إلا الهوى ، والأخذ من الكتب دون شيخ متقن ماهر فى الأداء.
واستجابت الفاضلة للنصح كاملا ، فأتقنت حفظ القرآن الكريم فى مدرستنا (الحصون الخمسة) فى سنة تقريبا ، وهى الآن من أسرع الناس قراءةَ ، ومن أتقن الناس حفظا للقرآن ؛ فقد قرأت وصديقة لها غيبا عن ظهر قلب خمسة أجزاء من القرآن (11- 15) فى حوالى 90 دقيقة تقريبا ، وهى الآن من المتقنات بمواضع المتشابهات اللفظية ، حصرا وضبطا وسردا ، والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات.
أقول: هذا لم يكن بالراحة ، وإنما بالتعب وترك الملذات والسعى وصدق الطلب وإخلاص النية - نحسبها كذلك - وبالأدب فى الطلب ، رزقنا الله وإياكم حفظ كتابه خالصا لوجهه الكريم ، وبارك اللهم لفاضلتنا الكريمة فى حفظها واجعله خالصا لوجهك الكريم.
وعلى الوجه الآخر ، يأتى الواحد منهم يقول إنى حافظ وأحتاج إلى تثبيت وكذلك الواحدة منهن ، ولا يقتنع أبدا أن حفظه ركيك جدا ، ونمضى معه إلى أن يبلغ سورة التوبة ، ثم تأتى سورة يونس ، أو على الأكثر نصف القرآن ويظهر عور الحفظ ، فتبدأ الأعذار العجيبة ، والححج الواهية الداحضة لا مجال لذكرها فهى حقا مضحكة جدا وتعكس شخصية صاحبها من التهاون وحب الظهور معا إلا ما رحم ربى ، للحديث بقية بإذن الله تعالى.
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
..., هذه, قصتها


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:49 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.