انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 02-12-2008, 04:33 PM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الفصل الأول من الجزء الثاني: كيف تجعل الناس يحبونك


قال فيه: إذا أردت أن يهتم بك الناس ويحبونك، فضع نفسك في مكانهم، واهتم بهم، وأحبهم وأمدد لهم يد المساعدة، نزيهة مخلصة لا تشوبها الأنانية، وكن سمحاً بشوشاً وأنت تفعل ذلك.

وبين أن هذا سر نجاح كثير من السياسيين، وفشل كثير منهم عند عدم اهتمامهم بالناس، وأنها من أنفع شيء في دنيا المال والتجارة.

لا حظ أخي الكريم كيف ربط الكاتب هذا الخلق بما يمكن أن تجنيه في هذه الحياة من المصلحة الخاصة بك، وكفى بهذا دلالة على التلون والتعديل كلما لاحت مصلحة شخصية يجني منها أرباحاً أكثر.

بينما الإسلام ربط هذا الخلق بالثواب في الآخرة مما يثبت هذه الأخلاق ويعمق جذورها ويؤصلها.

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ»(1).

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ»(2).

عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ، فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: الْمُتَكَبِّرُونَ(3).

أما صاحب الخلق السيء من الترفع على الناس واحتقارهم وعدم المبالاة بهم فإن كان صاحب سلطة أو نفوذ هابه الناس لهذا وبمجرد تجرده من المنصب يسقطه الناس ولا يأبهون به.

قال الإمام الشافعي:

ومن هاب الرجال تهيبوه ومن حقر الرجال فلن يُهابا


(1) رواه أبو داود (ح4165).


(2) رواه الترمذي (ح1925).


(3) رواه الترمذي (ح1941).
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02-12-2008, 04:39 PM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الفصل الثاني من الجزء الثاني: كيف تطبع أثرا في من تقابل


إن قسمات الوجه خير معبر عن مشاعر صاحبه، فالوجه الصبوح ذو الابتسامة الطبيعية الصادقة خير وسيلة لكسب الصداقة والتعاون مع الآخرين، إنها أفضل من منحة يقدمها الرجل، ومن أرطال كثيرة من المساحيق على وجه المرأة، فهي رمز المحبة الخالصة والوداد الصافي. بهذا صدر المؤلف هذا الفصل.
وذكر أنه طلب من تلاميذه أن يبتسم كل منهم لشخص معين كل يوم في أسبوع واحد. فجاءه أحد التلاميذ من التجار وقال له: اخترت زوجتي للابتسامة ولم تكن تعرفها مني قط، فكانت النتيجة أنني اكتشفت سعادة جديدة لم أذق مثلها طوال الأعوام الأخيرة!
فحفزني ذلك إلى الابتسام لكل من يتصل بي... فصار الناس يبادلونني التحية ويسارعون إلى خدمتي وشعرت بأن الحياة صارت أكثر إشراقاً وأيسر منالاً، وقد زادت أرباحي الحقيقية بفضل تلك الابتسامة.
إن الأخلاق حين ترتبط بالأهداف المادية تصبح أخلاقاً مصطنعة ومتكلفة، لا تزرع وداًّ، ولا تنبت حباًّ، وتجعل التعامل بين الناس قائماً على المصالح المتبادلة، وكل واحد يخشى الآخر، ومهما رأى من صاحبه طلاقة الوجه وارتسمت الابتسامة على شفتيه فإنه على يقين أن هذا لهدف يقصد الوصول إليه من خلاله.
أما الإسلام فقد سبق إلى هذا الخلق الرفيع وأصَّله عند أهله حين تقيدوا بتوجيهات نبيهم صلى الله عليه وسلم لا من أجل أن يجنوا أرباحاً ماديةً في هذه الحياة الدنيئة، وإنما ليدخلوا السرور والسعادة في صدور إخوانهم رجاء الأجر والمثوبة من الله تعالى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الكلمة الطيبة صدقة»(1)، وقال صلى الله عليه وسلم: «كل معروف صدقة»(2)، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»(3)، وروى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وَلاَ تَزْهَدْ فِي الْمَعْرُوفِ وَلَوْ مُنْبَسِطٌ وَجْهُكَ إِلَى أَخِيكَ وَأَنْتَ تُكَلِّمُهُ»(4).
* * *
ثم قال: ينال الناس من السعادة قدر ما وطدوا عزمهم على أن يصبحوا سعداء.
ثم قال: ليس هنالك ما يحق له أن يحرمك من الابتسام، تذكر نعمة الله في وجودك، وفي منحه إياك درة ثمينة في رأسك هي العقل، فاستعملها قدر إمكاناتك، وحدد هدفك، ثم تقدم إليه بثقة، وأنا كفيل بفوزك.
هذا ليس على إطلاقه، بل قد يتخلف الفوز لأسباب أخرى.
السعادة هي سعادة القلب لا سعادة البدن، ولن يسعد القلب إذا كان خاويا من معرفة الله وذكره وطاعته، إذا كان أهل المعاصي يجدون وحشة في قلوبهم فكيف بأهل الكفر والإلحاد! قال الحسن البصري: «إن أهل المعاصي وإن طقطقت بهم البراذين وهملجت بهم الخيول فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه».
لاشك أن نعم الله على العبد لا تحصى ولا تستقصى، كما قال تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}، وقال: {وما بكم من نعمة فمن الله}، وقال سبحانه: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}.
لكن لا يدرك ذلك ويعيها إلا صاحب القلب الواعي.
قال ابن القيم رحمه الله: «إن الدنيا كلها لا تساوي حزن ساعة».
فلماذا تتجاوب أخي مع خطرات النفس وخطوات الشيطان التي ينقلك عبرها إلى مصيدته خطوة خطوة.
الدنيا مهما كنت لن تصفو لك، فحاول أن تسعد فيها بقدر استطاعتك وتجاوز المنغصات والمعكرات ودع التفكير فيها واجعلها تمر ولا تستغرق غير لحظتها فقط.
لقد أطلق السلف للروح إشراقها فعاشوا في الدنيا حياة السعداء، حتى أن شيخ الإسلام ابن تيمية يعبر عن هذه السعادة التي تغمره بقوله: «إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة»، وقال غيره معبراً عن السعادة التي يتذوقها: «إنه ليمر في القلب ساعات يرقص لها طربا وأقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا النعيم إنهم لفي نعيم طيب».
وأوضح بعض السلف الصالح ممن تذوق السعادة بأنهم في نعيم عظيم يستحق المجالدة عليه بالسيوف لو علم بها العظماء والملوك: «لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليه بالسيوف».
* * *
ثم قال: تذكر أن الابتسامة لا تكلف شيئاً، ولكنها تعود بخير كثير، وهي لا تفقر من يمنحها مع أنها تغني آخذيها، ولا تنس أنها لا تستغرق لحظة، ولكنها تبقى ذكرى حلوة إلى آخر العمر. وليس أحد فقير لا يملكها ولا أحد غني مستغن عنها.
وهذا خلق أصيل عند أهل الإسلام مربوط بالثواب من عند الله تعالى، دون انتظار ربح في العاجلة كما أشار إليه الكاتب. قال منقذ البشرية من الشقاء إلى السعادة صلى الله عليه وسلم: «وتبسمك في وجه أخيك صدقة»(5)، وقال جرير بن عبد الله رضي الله عنه: «ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت إلا تبسم»(6).
ولكن العجب أنك تلاقي كثيراً من الناس مكفهرَّ الوجه عبوساً مصعراً خده! إن هذا لا يؤذي إلا نفسه وقد حرمها من المتعة والتمتع في هذه الحياة بينما صاحب الابتسامة تجده دائماً في ربح وفرح كلما لاقاه إنسان.

------------------------------------------
(1) رواه البخاري (ح2767).
(2) رواه البخاري (ح5562).
(3) رواه مسلم (ح4760).
(4) (ح16021).
(5) رواه الترمذي (ح1879).
(6) رواه البخاري (ح2809).
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02-12-2008, 04:43 PM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وفي الفصل الثالث من الجزء الثاني: اذكر أسماء الناس


بين فيه أن مناداة الناس بأسمائهم من أفضل جوانب المخاطبة، وأنك بتعرفك على الشخص وحفظك لاسمه عندما تقابله تكسب وده ومحبته، وأن الناس كلهم يحبون أن تناديهم بأسمائهم وأن تقدرهم بها، وبين أن رجلا في قرية من قرى نيويورك اكتسب مكانة شهيرة في البيت الأبيض بسبب حفظه لجميع ما يرده من أسماء الناس وأصبح مديراً لبريد أمريكا، وقد استفاد منه الرئيس روزفلت في انتخاباته لمعرفته بأسماء الناس، فكان يزورهم في ولاياتهم ويذكر لهم أسماءهم ويتعرف على أعمالهم ويعرف نزعاتهم السياسية.
ثم قال: والواقع أن أحب الأسماء للإنسان هو اسمه الشخصي.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم كثيراً بالأسماء ويحب الحسن منها ويغير الأسماء غير الحسنة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكني حتى الأطفال كما قال أنس بن مالك: «كان أخ لي رضيع، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يداعبه ويقول: يا أبا عمير ماذا فعل النغير»(1).
ونهى الله جل وعلا عن التنابز بالألقاب فقال: {ولا تنابزوا بالألقاب}.
وقال عمر بن الخطاب: «ثلاث يصفين لك ود أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه»(2).

واشتدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإنكار على أبي ذر لما عيَّر رجلاً بأمه؛ عن أبي ذر رضي الله عنه قال: «إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلاً فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ»(3).



(1) رواه البخاري (ح5664).

(2) انظر آداب العشرة (ص10).


(3) رواه البخاري (ح29)، ومسلم (ح3139).
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02-12-2008, 04:47 PM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الفصل الرابع من الجزء الثاني: البراعة في الحديث.

بين فيه أن الناس لا يحبون أن تزجي الوقت في الحديث عن نفسك وتجاربك وخبراتك ثم تتجاهل الآخرين ولا تستمع إليهم فإن لهم تجارب وخبرات وأطروحات.

إن أردت أن تكسب ودهم وتظفر بصداقتهم فأتح لهم الفرصة ليتحدثوا عن تجاربهم وأحسن الإصغاء والاستماع إليهم، وأشعرهم باهتمامك بهم.


الكثير من الناس ابتلي بالثرثرة وكثرة الكلام والحديث عن نفسه وإنجازاته وخبراته ولا يتيح مجالاً للآخرين في الحديث إما ترفعاً، أو محبة للاستئثار أو حباًّ للظهور، وهذا قد جنى على نفسه من عدة أوجه: حرم نفسه من خبرات وتجارب الآخرين لاستئثاره بالحديث دونهم، واكتسب ازدراء الآخرين وتهكمهم به لعدم إتاحة الفرصة لهم في الحديث، وحرم نفسه أيضاً من مجالسة أهل الخبرات والطاقات والقدرات المتميزين لأن مثل هؤلاء لا يحبون تضييع أوقاتهم عند من يستأثر بالمجلس للتحدث عن إنجازاته.

لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أدب الحديث واحترام الناس في المجالس وإتاحة الفرصة للمتحدث لكي يقول ويبدي ما عنده.

بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصغي إلى حديث أعدائه ويتيح لهم الفرصة ليتحدثوا عن كل ما في أنفسهم ويظهر اهتمامه بذلك حتى وهو ينقل له ألفاظ السب والاتهام.

كما روى جابر بن عبد الله قال: اجتمعت قريش يوماً فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا، وشتت أمرنا وعاب ديننا. فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه. فقالوا: ما نعلم أحداً غير عتبة بن ربيعة. فقالوا: أنت يا أبا الوليد.

فأتاه عتبة فقال: يا محمد، أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يرد عليه شيئاً. قال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: إن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك. إنا والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومه منك، فرقت جماعتنا، وشَتَّتَّ أمرنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب. لقد طار فيهم أن في قريش ساحراً، وأن في قريش كاهناً. والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى أن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى. أيها الرجل! إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش، وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشراً.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فرغت؟ قال: نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿حم تنزيل من الرحمن الرحيم﴾ حتى بلغ: ﴿فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود﴾ [فصلت: 1-13]. فقال عتبة: حسبك، ما عندك غير هذا؟ قال: لا.

فرجع إلى قريش، فقال: ما تركت شيئاً أرى أنكم تكلمونه به إلا كلمته. قالوا: فهل أجابك؟ قال: نعم، لا والذي نصبها بَنِيَّةً، ما فهمت شيئاً مما قال، غير أنه أنذركم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود(1).

ثم قال: وكثير من الناس يؤثر فيهم سؤالك عن عمله وتخصصه وإصغائك لحديثه، وإظهار الاهتمام والإعجاب بتخصصه، حتى ولو لم تكن تعلم عنه شيئا.

لقد لقي هذا الجانب اهتماماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان كثيراً ما يثني على أصحابه ويظهر بروزهم في الجوانب التي يفوقون بها غيرهم، كما قال في شأن خالد بن الوليد: «حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم»(2)، وقال أيضاً: «أرحم أمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عز وجل عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأفرضهم زيد، وأقرؤهم أبي بن كعب الأنصاري، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وإن لكل أمة أمين وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح»(3).

يقول كعب بن مالك لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس عن كعب فقال العباس: هذا كعب بن مالك. قال كعب: فلا أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشاعر؟

(1) مسند عبد بن حميد [1123]، ومسند أبي يعلى [1818].

(2) صحيح البخاري [4014].


(3) رواه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (6/227) وصححه.

يُتبع إن شاء الله
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 02-13-2008, 06:42 PM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

نعم أخى بالتأكيد الكتاب موجود على الشبكة وإليك رابط التنزيل
http://www.uploading.com/files/ZISZG...iends.zip.html

وبالمناسبة فإن الكتاب وُصف بأنه أكثر الكتب انتشاراً فى التاريخ البشرى بالإضافة الى أن الكاتب عندما طرحه للبيع كان يأمل انه يبيع منه على الأكثر 30 ألف نسخة . فاذا بالكتاب يعد طبعته 56 طبعة , ويباع منه ثلاثة ملايين نسخة فى امريكا وحدها و تُرجم الى ستة وخمسين لغة , منها اللغات الأفريقية
وللكاتب كتاب آخر يُقال له "دع القلق وابدأ الحياة"
رغم ما سردته لك إلا أن الكاتب مات مُنتحِراً
قال الله تعالى فى محكم التنزيل
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمَىَ}
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 02-13-2008, 06:51 PM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الفصل الخامس من الجزء الثاني: أدخل السرور إلى قلوب الناس.


خلاصة الفصل أنه ينبغي لك أن تحدث الناس بما يرغبون ويحبون، وأوضح بأنه كان في صباه يحب القوارب، فزارهم رجل محامي فبدأ يحدثه عن القوارب وجمالها، قال: فكنت أصغي إليه بلهف وفرح، فلما خرج سألت عمتي عنه فقالت: هذا رجل محامي. قلت: لكنه حدثني عن القوارب ولم يحدثني عن القانون. قالت: يريد أن يدخل السرور عليك.


وختم الفصل بقوله: تكلم فيما يسر محدثك وتظن أنه يهتم به.


وكان معلم الناس الخير رسول الله صلى الله عليه وسلم قائد البشرية ومربيها ومع ذلك يداعب صبيا ويسأل عن صعوته ويكنيه ليدخل السرور عليه، كما قال أنس: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا قال عن أخ لي: ما لي أرى أبا عمير خاثر النفس؟ قالت أمي: ماتت صعوته يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا عمير ما فعل النغير»(1).


وقد ورد في الحديث أن إدخال السرور على المسلم من بين الصدقات.


بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحزن خشية على نفسية مسلم قد يأتي في آخر الزمان، فكيف إذا كان حياًّ وكيف إذا كان مواجهاً له؟!


عن عائشة قالت: «خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندي وهو قرير العين طيب النفس، ثم رجع إلي وهو حزين، فقلت: يا رسول الله، خرجت من عندي وأنت قرير العين، ورجعت وأنت حزين، فقال: إني دخلت الكعبة ووددت أني لم أكن فعلت، إني أخاف أن أكون أتعبت أمتي من بعدي»(2).


أين هذا من أناس يتفاخرون بكسر نفوس وقلوب إخوانهم، ويتندرون بذلك.


(1) صحيح البخاري [5778].

(2) سنن أبي داود [2029]، جامع الترمذي [873]، سنن ابن ماجه [3054]. وقال الترمذي: «حسن صحيح».
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 02-13-2008, 06:57 PM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الفصل السادس من الجزء الثاني: كيف تكون محبوبا؟
ذكر أنك تحبُّ أن يحبك الناس، فأحبهم أنت، وبين كيف يعرفون منك هذا الحب؟ امتدحهم. اختر شيئاً جميلاً فيهم وحدثهم عنه. وذكر الحديث منسوباً إلى جميع الرسل والديانات: «أحب لأخيك ما تحب لنفسك».

وأول ما تحب لنفسك هي السعادة والشعور بالرضا، فاجعل الآخرين يشاركونك فيه.

هذا الحب الذي أشار إليه قد جعله النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين من الإيمان فقال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»(1).

وجاءت أحاديث كثيرة مفصلة لكثير من حق المسلم على أخيه ومنها: رد السلام، وإجابة الدعوة، وزيارة المريض، وتشميت العاطس، وإبرار المقسم، وعدم الخطبة على خطبته، أو البيع على بيعه، وعدم ترويعه وإخافته، والذب عن عرضه، وإعانته في عمله والصناعة له، وإكرام ضيافته … الخ.

وقد ورد في الحديث: «الراحمون يرحمهم الرحمن»(2)، ومن أعظم الرحمة إخراج الناس من الشقاء إلى السعادة ومن ظلمة الكفر إلى نور الهداية والإيمان.

والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، وأعظم ما يحب الإنسان لنفسه أن يعيش سعيداً في الدنيا والآخرة فليعمل على أن يعيش الناس كذلك.

قال عبد الله بن مسعود: «كنا إذا افتقدنا الأخ أتيناه، فإن كان مريضا كانت عيادة، وإن كان مشغولاً كانت عوناً، وإن كان غير ذلك كانت زيارة»(3).

ثم قال: إنك تريد استحسان الناس لك، وتريد منهم أن يعترفوا بقدرك وأهميتك، ويهمك أن تكون ذا شأن في دنياك الصغيرة، من أجل ذلك عليك أن تمنح الآخرين ما تحب أن يمنحوه لك.

وهذا صحيح وحق، وقد جاء في الحكمة: «عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به».

وبين أنه لا ينبغي لك أن تتصور أنك أرفع من الناس قدراً، فهذا في نظرك أنت لكنه غير صحيح في نظر الآخرين. وكل إنسان يرى نفسه كذلك وأنه شمس الوجود.

إن هذه النظرة الحادة ناتجة من الكبر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر» فقال رجل: يا رسول الله الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً؟ فقال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس»(4). بطر الحق أي: رده، وغمط الناس أي: احتقارهم.

ولقد سدَّ الإسلام منافذ الكبر فألغى التفاضل بين الناس بالعنصر أو النسب أو اللون أو البلد، وجعل ميدان التفاضل في تقوى الله تعالى والعمل الصالح، قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}(5)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى»(6).

وقد كان السلف الصالح رحمهم الله يحتقرون أنفسهم ولا يرون أنهم أفضل من غيرهم ولا يتباهون بأعمالهم ويدخل نفوسهم داء العظمة، فهذا عمر بن الخطاب كاسر الأكاسرة وقاصم القياصرة يقول عن ولايته وخلافته: «ياليتني خرجت منها لا لي ولا علي». ويقول: «بني الخطاب ويل أمك إن لم يغفر الله لك!».

ثم إن المؤلف استشهد على ذلك بقصص مارسها بنفسه أو مارسها غيره فنجحت في كسب الناس، وذكر من تلك القصص أنه زار عجوزاً طاعنةً في السن فسألها عن بناء بيتها وامتدح تخطيطه وتنظيمه فأخذ هذا بلبها وبينت أنها شاركت زوجها في بنائه، وأن الناس اليوم لا يعرفون قيمة مثل هذا البنيان المتين، ثم راحت تحدثه عن قصصها ونسيت أتعابها ومرضها في هذه الأثناء.

لقد رتب الإسلام على إدخال السرور والفرح إلى المسلم أجراً واعتبره صدقة من الصدقات، وحث على توقير واحترام الكبير، والعطف والحنان على الصغير، وأمر ببرِّ الوالدين وجعل طاعتهما أولى من الجهاد في سبيل الله.

ففي الحديث: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا»(7)، وقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}(8)، وفي الحديث: «ففيهما فجاهد»(8)، وقال عن الأم: «الزمها، فإن الجنة تحت رجلها»(9).

وأوضح أنه ينبغي أن ينطلق هذا الإعجاب الصادق بحسنات الغير من البيت. الأولى بك أن تبدأ مع زوجتك فهي فرد من الناس، وفيها بعض المساوئ، لكن لها محاسن، فكم من مرة أطريت جمالها مثلاً، أو حسن تنسيقها للبيت، أو حتى لطفها وهي تقول لك: صباح الخير.

وأوضح أن الكلام اللين الطيب يؤدي في النتيجة مؤدى الكلام الخشن، ولكن الأخير يدق إسفينا في درب السعادة الزوجية.

وضرب لذلك مثالاً: بأن زوجتك قدَّمت لك لحماً وكأنه سير من الجلد لعدم طهيها جيداً. فأنت بين أمرين: إما أنت تقول: يبدو أن هذا بسبب شغل شغلك يا زوجتي العزيزة عن إنضاج اللحم كالمعتاد. أو تقول: إن هذا اللحم يخلع الأسنان، أو تظنيني كلباً له أنياب أيتها المرأة!

لقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس خيرهم لزوجته فقال: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»(11)، وقال عن الذين تقدمت أزواجهم يشكونهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم «ليس أولئك بخياركم»(12).

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنَهُمْ خُلُقًا وَأَلْطَفَهُمْ بِأَهْلِهِ»(13).

وأرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم إلى أن ينظر إلى المرأة نظرة شاملة من جميع الزوايا والجهات وبين خطر النظر إليها من زاوية واحدة فقال: «لا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلُقاً رضي منها آخر»(14).

وأخبرت عائشة رضي الله عنها «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً...»(15).

ووصف أنس بن مالك رضي الله عنه خلق النبي صلى الله عليه وسلم في معاملته مع خدمه فقال: «خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي أفاً قط، ولا قال لي لشيء: لِم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا»(16).

وتقول عائشة رضي الله عنها في وصفها لخلق النبي صلى الله عليه وسلم مع ما يصنع له من طعام: «ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه»(17).

وقال ابن عمر رضي الله عنهما: «البر شيءٌ هينٌ: وجه طليق وكلام لين»(18).





(1) صحيح البخاري 43، صحيح مسلم 45.



(2) جزء من حديث رواه عبد الله بن عمرو، أخرجه أبو داود في السنن 4941، الترمذي 1924، وقال: «حسن صحيح».



(3) آداب العشرة (ص43).



(4) صحيح مسلم 91.



(5) سورة الحجرات: 13.



(6) جزء من حديث طويل رواه الإمام أحمد في مسنده (5/411)، وقال الهيثمي في المجمع (3/266): «رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح».



(7) أخرجه أحمد في المسند (2/207) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وصحح هذا الإسناد جمع من العلماء.



(8) سورة الإسراء: 23.



(9) صحيح البخاري 2842، صحيح مسلم 2549.



(10) أخرجه أحمد في المسند (3/429)، والحاكم في المستدرك 2502، وصححه.



(11) أخرجه الترمذي في الجامع 3895 وصححه، وابن ماجه في السنن 1977، وابن حبان في صحيحه (الإحسان 4177)



(12) أخرجه أبو داود في السنن 2146، وصححه النووي في رياض الصالحين (ص 91).



(13) رواه الترمذي 2537.



(14) صحيح مسلم 1469.



(15) صحيح البخاري 3549، صحيح مسلم 3549.



(16) صحيح البخاري 5691، صحيح مسلم 2309.



(17) صحيح البخاري 3370، صحيح مسلم 2064.



(18) رواه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 180)، والبيهقي في شعب الإيمان 8019، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/176-177).

انتهى بفضل الله نقل الجزء الثانى من الكتاب
والبقية تأتى إن شاء الله
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 02-13-2008, 09:04 PM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي

ملتع ماشاء الله
متابع
جزاك الله خيرا يارحمك الله
..
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 02-14-2008, 07:15 PM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ولك بالمثل أخى الحبيب
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 02-14-2008, 07:18 PM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الجزء الثالث الفصل الأول: اكسب الجدال بأن تتجنبه


قال: إن حب الظهور في معظم الأحيان هو الدافع الأول إلى المجادلة. فأنت تود أن تعرض سعة اطلاعك وحسن تنقيبك في الموضوع المطروح للجدل، ومثل هذا يحس الرجل الآخر الذي تجادله، فإذا قهرته بمنطقك السليم وفزت عليه فإنه لن يعتبر ذلك إلا إهانةً منك، وجرحاً لكرامته، وهو قلَّما يغفر لك ذلك، بهذا تكون قد اشتريت خصومته دون نفع يصيبك من الشراء.


وبين أثر الجدل على الأعصاب فقال: الواقع أن الرجل الكثير الجدل، هو الذي لا يقوى على ضبط أعصابه، فيفقد السيطرة على نفسه حين يسمع رأياً مناقضاً لرأيه أو وجهة نظر بعيدة عن وجهة نظره.. إن الخصم في الجدال كالكلب العقور ومن الأفضل أن تخلي له الطريق قبل أن يعضك من أن تقتله بعد أن يكون قد فعل ما فعل، واعلم أن أفضل طريق لكسب الجدال هو عدم الوقوع فيه.


وقد جاء في الحديث الترغيب في ترك الجدل، فوعد الرسول صلى الله عليه وسلم تاركه ببيت في الجنة. عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ»(1).

وقد أخذ السلف الصالح بهذا وبينوا أن الجدل يوغر الصدور ويفصم الصداقة ويصنع العداوات ويضيع الأوقات.

عن ابن وهب قال: سمعت مالك بن أنس يقول: «المراء في العلم يقسي القلب ويورث الضغن»(2).


واعتبروا المراء الطريق المختصر إلى القطيعة وحل حبال الصداقة:


قال عبد الله بن الحسين: «المراء يفسد الصداقة القديمة ويحل العقدة الوثيقة، وأقل ما فيه أن تكون المغالبة والمغالبة أمتن أسباب القطيعة»(3).


وأوضح الإمام ابن بطة أن الجدال والمخاصمة ليست من صفات النبلاء ولا من أخلاق العلماء:


قال الشيخ: «فاعلم يا أخي أني لم أر الجدال والمناقضة والخلاف والمماحلة والأهواء المختلفة والآراء المخترعة من شرائع النبلاء ولا من أخلاق العقلاء ولا من مذاهب أهل المروءة ولا مما حكي لنا عن صالحي هذه الأمة ولا من سير السلف ولا من شيمة المرضيين من الخلف، وإنما هو لهو يتعلم، ودراية يتفكه بها، ولذة يستراح إليها، ومهارشة العقول، وتذريب اللسان بمحق الأديان، وضراوة على التغالب، واستمتاع بظهور حجة المخاصم، وقصد إلى قهر المناظر، والمغالطة في القياس، وبهت في المقاولة، وتكذيب الآثار، وتسفيه الأحلام الأبرار، ومكابرة لنص التنزيل، وتهاون بما قاله الرسول، ونقض لعقدة الإجماع، وتشتيت الألفة، وتفريق لأهل الملة، وشكوك تدخل على الأمة، وضراوة السلاطة، وتوغير للقلوب، وتوليد للشحناء في النفوس، عصمنا الله وإياكم من ذلك وأعاذنا من مجالسة أهله»(4).


وقيل لحاتم الأصم: بماذا غلبت خصمك؟ قال: «أفرح إذا أصاب، وأحزن إذا أخطأ، وأحفظ لساني أن أقول فيه ما يسوءه».


وإذا تناقشوا يحسنون القصد والرغبة بإظهار الحق كما تجادل إسحاق بن راهويه والشافعي، فأخذ الشافعي برأي إسحاق وأخذ إسحاق برأي الشافعي لما ترجح الحق في نظرهما.

(1) رواه أبو داود في السنن [4800]، والترمذي في الجامع [1993]، وابن ماجه في السنن [51].


(2) الإبانة (2/530).


(3) الإبانة (2/530-531).


(4) الإبانة (2/531).















رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 09:33 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.