انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-08-2008, 07:33 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




Islam التأويل والتحريف

 




التأويل والتحريف

كثر التحريف الذى سمّاه أهله تأويلاً ليُقبل وقلَّ من يهتدى إلى الفَرق بين التحريف والتأويل ، إذ قد يسمى صرف الكلام عن ظاهره إلى معنى آخر يحتمله اللفظ فى الجملة تأويلاً ، وإن لم يكن ثم قرينة توجب ذلك ، ومن هنا حصل الفساد ، فإذا سموه تأويلاً قُبِلَ وراجَ على من لا يهتدى إلى الفرق بينهما .

لفظ التأويل له ثلاث معان :
1) حقيقة ما يؤول إليه الكلام وإن وافق ظاهره ، وهذا هو المعنى الذى يُراد به لفظ التأويل فى الكتاب والسنة : قال تعالى : {هل ينظرون إلا تأويله} الأعراف 53 .

2) التفسير ، وهو إصطلاح كثير من المفسرين
3) أن يراد به صرف اللفظ عن ظاهره الذى يدل عليه إلى معنى آخر مرجوح يقترن بذلك فلا يكون معنى اللفظ الموافق لدلالة ظاهره .
(وهذا لم يعرفه السلف)

وللتوضيح أكثر فإن الأصل هو حمل اللفظ على ظاهره إلا إذا أتت قرينة تصرفه عن هذا ، فمن خالف الأصل بلا داعى فهذا عين الهوى وهذا من التحريف ، فمثلاً : قوله تعالى {بل يداه مبسوطتان} المائدة 64 ، وقوله تعالى {لما خلقتُ بيدى} ص 75 ، فقال المؤولة أن معنى اليد هنا هى النعمة أو القدرة لأن البراهين العقلية دلت على أن الله مُنزه عن الجارحة فأرادوا تنزيه الله فوقعوا فى التعطيل ، وهم إعتقدوا أن إذا كان لله يد فهى يد تشبه يد المخلوق وهذا من قصور فهمهم وقلة علمهم وعدم إدراكهم فليس معنى أن نُثبت لله يداً كما أثبتها لنفسه سبحانه وتعالى أن تكون مشابهة للمخلوق ألا ترى حين نقول (رأس المال) و (رأس الوادى) و (رأس الإنسان) إننا نذكر نفس الكلمة ونفس الحروف ولكن لا يشك عاقل فى أنهم متشابهين فرأس المال غير رأس الوادى غير رأس الإنسان ولا وجه للتشابه بينهم أصلاً ، فكيف وهؤلاء مخلوقات كلها وليس بينها أدنى تشابه فكيف بصفات الله وصفات المخلوق كيف يمكن لعاقل فضلاً عن ذى دين أن يقول أن بينهما تشابه !!


فإذا أثبت الله أن له يداً فنُثبت ذلك ولكنها غير مشابهة ليد المخلوق ولكنها على كيفية تليق بجلاله سبحانه وتعالى ولا نؤولها بمعنى القدرة أو النعمة .

ومثال آخر : ففى الحديث "لا تزال النار تقول هل من مزيد حتى يضع الله تعالى قدمه فى النار" وفى روايات حتى يضع الجبار قدمه وفى رواية رجله ..
فقال المؤولة : الجبار أحد الملائكة وإما أنه أحد الظلمة يضعه الله فى النار فيكون آخر من يوضع بها ، وقال بعضهم رجله ليس المقصود رجل الله لأن الله منزه أن يكون له رجل مثل رجل المخلوق ولكن المقصود رَجِـله أى جماعة من الرجال يضعهم الله فى النار .

ويقولون إن لديهم أدلة عقلية على أن الله منزه عن الجارحة والإبعاض وإن إثبات الصفات لله يجعله مشابه للمخلوق .

ونقول لهم ونرد عليهم بآية من كتاب الله ، قال تعالى : {ليس كمثله شئ وهو السميع البصير} ففيها نفى المشابهة وفيها إثبات للصفات .

خطر التأويل :
إن التأويل معولٌ هُدمت به الشريعة ، فالذين ينفون صفات الله كالمعطلة والباطنية والرافضة وأمثالهم هؤلاء مجاهرون بعدائهم لأهل السنة والجماعة بوضوح ومعادون للأصول الشرعية فيردون الآية والحديث وأمرهم واضح جلى لكن المؤولة أخطر لأنهم يقولون نحن نؤمن بالآية والحديث ويقولون نحن من أهل السنة والجماعة فيندسون فى صفوف المسلمين وينخرون فى أصولهم كالسوس ليهدموا الشريعة .

الفرق بين التأويل والتحريف :
هنا مسألة أنا أحب أن أنبه عليها ابن أبي العز يقول: (وقَلَّ من يهتدي إلى الفرق بين التحريف والتأويل) فابن أبي العز يشير إلى أن هناك فرق بين التحريف وبين التأويل، لكنه لم يذكره في المقدمة بل جعل له كلاماً مطولاً في موضع آخر ونحب أن نذكر في هذه العجالة الفرق بين التحريف والتأويل:

باختصار شديد نقول: التحريف كله مذموم ، والله -سبحانه وتعالى- إنما ذكر التحريف عن أهل الكتاب قال -عز وجل-: ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ﴾ [النساء: 46]،
والتحريف هو: إمالة الكلام عن المعنى المتبادر منه إلى معنى آخر، يعني المعنى المتبادر منه -المعنى الصحيح، المعنى الظاهر- يميل عنه ويعرض عنه إلى معنى آخر، هذا هو التحريف، فالتحريف هو إمالة الكلام وصرفه عن المعنى المتبادر منه إلى معنى آخر.

أما التأويل : - التأويل ليس مذمومًا بإطلاق، لكن التحريف كله مذموم.

* الأمر الأول: أن التأويل ليس مذمومًا بإطلاق، بل منه ما هو مذموم ومنه ما هو محمود.
* الأمر الثاني: أن التأويل له أكثر من معنى، يعني له معانٍ صحيحة، وله معانٍ ليست بذلك.


فالتأويل قد يطلق على التفسير، ولا شك أن تفسير القرآن ومعرفة معاني الكتاب، لا شك أن هذا من الأمور المحمودة المحبوبة أن الإنسان يتعرف على معاني القرآن، وهذا الذي تجده عند شيخ المفسرين ابن جرير -رحمه الله- وهو يستعمله، لما يقول ابن جرير - وهو شيخ المفسرين- في تفسيره: "اختلف عن التأويل"، يقول: "تأويل قوله تعالى كذا" ومراده التفسير.
وقد يراد بالتأويل: الحقيقة، حقائق الأمور.

وقد يراد بالتأويل: صرف الكلام عن احتمال راجح، إلى الاحتمال المرجوح.

المقصود أن التأويل له عدة إطلاقات لا يمكن أن نذمه بإطلاق، أما التحريف فهو مذموم بإطلاق.

والله تعالي أعلي وأعلم
والحمد لله وكفى
وسلاماً علي عباده الذين اصطفى

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الأزهري ; 08-14-2008 الساعة 11:37 AM
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:16 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.