انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-15-2008, 04:14 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




Islam الولاء والبراء

 

الولاء والبراء على غير أمر الله جل وعلا

اعلم أخي أن الولاء والبراء ركن ركين من أركان التوحيد ، هل يتصور مؤمن يحب الله ، وفي نفس الوقت يحب أعداءه ، ويحب من يكذبه ، ويكذب رسوله ، ولا يتبرأ منه ؟ هل يتصور ذلك ، أنت تحب الله ، هل يتصور أن تكون محبا لله ، وأنت في نفس الوقت محبٌّ لمن كذب الله وكذب رسوله ، ولمن تعدى على الله ، ومحبٌّ لأعداء الله ، وممن برئ الله منهم ، هل يتصور ذلك ؟ لا يتصور ذلك أبدا .
وهل يتصور مؤمن يحب الله عز وجل ويعبده ، وفي نفس الوقت يكره المؤمنين بالله ، ولا يحبهم ولا يناصرهم ؟ لا يتصور هذا أبدا ، إلا ممن لا يعرف حقيقة الإيمان ، قال الله تعالى : { لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } ، وقال جل وعلا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } ، وقال الله تبارك وتعالى : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مُنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ } .

والولاء : معناه الحب ، والنصرة ، والطاعة ، والمتابعة ، والنصح ، والصداقة، وتولي الأمور بالإصلاح ، تولي أمرك بالإصلاح ، ويستلزمُ ذلك إظهارَ المودة ، والتشبه بمن تواليهم ، واستئمانهم على الأسرار ، ونحو ذلك .
والبراء : عكس ذلك تماما ، فكل هذه الأمور يجب أن تكون للمؤمنين ، هذه الأمور التي هي الحب ، والنصرة ، والطاعة والمتابعة ، والنصح ، والصداقة ، وتولي الأمور بالإصلاح ، ينبغي أن تكون للمؤمنين ، ولا يجوز أن تكون للكافرين بحال .
واعلم أخي الفاضل أن الله لم يرض لعباده أن يجتمعوا على راية إلا راية العقيدة والدين ، لم يرض الله عز وجل إلا أن يجتمع عباده تحت هذه الراية ، فالناس إما مؤمن تقي ، وإما كافر شقي ، فلا فرق بين عربي وعجمي ، ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى ، وأما كل الدعاوى الأخرى التي يتعصب لها الناس ، كل الدعاوى سوى الكتاب ، سوى العقيدة ، سوى الكرامة كرامة الدين ، كل الدعاوى التي يتعصب لها الناس كانتمائهم إلى قبيلة واحدة ، أو إلى وطن واحد ، العروبة ، والعربية ، والوحدة القومية وما شابه ، أو قومية واحدة ، بحيث يصير الإنسان يحب ، ويُبْغِضُ ، ويوالي ، ويعادي بناء عليها ، فإنها من دعوى الجاهلية، كل أمر ترتبط فيه وتوالي فيه غير العقيدة والدين هو من دعوى الجاهلية ، تنبه .

تشاجر رجل من المهاجرين مع رجل من الأنصار ، فقال المهاجري : يا لَلمهاجرين ، وقال الأنصاري : يا لَلأنصار ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( أَبِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ، دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ )) ، والحديث متفق عليه.
فإذا كان هذا في أشرف الأسماء ، فكيف إذا كان التحزب على ما ليس فيه شرف ؟ يعني المهاجرون إذا قال رجل : أنا مهاجر وإذا قال رجل : أنا أنصاري ، هذا شرف أم لا ؟ هذا شرف عظيم ، ومع ذلك كونك تتحزب بحيث تقلل من المظلة العامة وهي العقيدة والدين ككل ، جعل هذا من دعوى الجاهلية ، فكيف بالله عليك إذا تحزبت لما هو عار ؟ يقول لك : نحن عرب ، عرب جرب ، أي عرب ، و أي قومية ، أنت أعظم شرف تناله وأعظم شرف تتمنى أن تكون مسلما ، يا ليت ، يا ليت ، يقال في كل مكان : هذا مسلم ، يا ليت ، الأعاجم عندما يرون الواحد منا عندما ينزل بلادهم أو هم ينزلون عندنا ويروننا بهذه الهيئة يظنون أننا صحابة ، ويقول : أنت مسلم مسلم ، ويكون فرحا جدا ، فالمرء لما يشعر بهذا يقول : هذا موطن العز هذا موطن الكرامة ، لكن أن تقول : يا أهل القومية العربية ، ويا أهل مصر والمصريون ، والنيل وأهل النيل ، وأبناء النيل ، هذه دعاوى ، أخرجونا وعرونا من سترنا ، عرونا من كرامتنا كرامة الإسلام وعقيدة المسلمين ، (( أَبِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ )) ، فإذا كان هذا في أشرف الأسماء ، المهاجرون والأنصار وما شابه ؟ فكيف إذا كان التحزب على ما ليس فيه شرف ، بل على تقليد شخص معين ، فكيف إذا كان الاجتماع على مبادئ تناقض الإسلام ؟ يعني كحزب البعث ، وحزب الأمة ، وحزب التجمع ، وا لمبادئ الشيوعية ، واللجنة اليسارية ، والحزب اليساري ، وما شابه ، يعني يا ليت حتى مجرد إن عربية ولا هندية ولا ، لا لكن على مبادئ قد تناقض الإسلام ، كالعلمانية والشيوعية والماسونية وسائر المبادئ الوضعية يمينا ويسارا ، أوشرقا وغربا ، فالله عز وجل يقول : { أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } ، فراجع يا أخي الفاضل حبك وبغضك وانتماءك ومودتك وصداقتك ، راجع ذلك كلَّه في نور كتاب ربك جل وعلا ، راجعه واسأل نفسك : من تحب ؟ وفيماذا تحب ؟ ولمن تحب ؟ ومن تبغض ؟ ولماذا تبغض ؟ وفيماذا تبغض ؟ ومن تصادق ؟ ومن توالي ؟ ومن تناصر ؟ ومن تناصح ؟ ومن تتولى أموره بالإصلاح ؟ راجع هذا كله في نور كتاب ربك، قال تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ } ، انظر : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّى اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } ، جعلنا الله وإياكم منهم .

كتبه د/سيد العربي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-15-2008, 04:40 PM
صاحبة القلادة صاحبة القلادة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكم الله خير
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-15-2008, 05:22 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

وجزاكي الله خيرا اختنا سارة
اشكر لك مرورك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-15-2008, 06:56 PM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-17-2008, 12:02 AM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جازاكم الله خيرا

كنت قد نقلت أقوال العلماء في كفر من ظاهر المشركين على المسلمين في موضوع آخر
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-22-2008, 08:59 PM
سماااهر سماااهر غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

موضوع ممتاز بحق
و أسأل الله النفع لكل من قرأه
جزاك الله خير الجزاء
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-30-2008, 04:37 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

جزاك الله خيرا اخي في الله الوليد
واشكرك اخي ابو الفدا ودائما مشاركاتك وردودك تضفي العلم والحماس لتقديم المزيد ليعم النفع للمسلمين
اشكرك جدا اختي سمااهر وبارك فيكي ربي
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-30-2008, 12:17 PM
رحمتك يارب رحمتك يارب غير متواجد حالياً
(رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
 




افتراضي

جزاكم الله خير
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 08-05-2008, 02:53 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

وجزاكي الله خيرا كثيرا اختي الحبيبه
ام يوسف واشكرك لمرورك
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 08-07-2008, 02:47 AM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي




مراتب الولاء والبراء
الكاتب: أبو عبد الله الميلودي زكريا


.poem {font-size:14pt;font-family:'Simplified Arabic';color:rgb(0, 0, 0);}
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على محمد؛ عبد الله ورسوله، وآله وصحبه.

وبعد...

فإن الولاء والبراء هما في الإسلام من اعظم مستلزمات التوحيد الخالص الذي بعث الله تعالى به النبيين وسار على نهجه الصديقون والشهداء والصالحون.

وكما ان الولاء يعني المحبة والنصرة لله ورسوله والمؤمنين، فان البراء يعني البغض والعداوة لكل عابد لغير الله تعالى ولكل معبود سواه ولكل تابع لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكل متبوع سواه.

ولما كانت عقيدة الولاء والبراء هي جزء من هذا الدين، وكان كثير من المسلمين يقعون - في الوقت الذي تنتشر فيه البدعة وتشتد فيه الفرقة - في الفتنة عن حقيقة هذه العقيدة ومراتبها، بسبب الجهل بكثير من أحكام الشريعة، مما يؤدي إلى عدم لزومها والعمل بها وبما تقتضيه وتفرضه من أقوال وأعمال وعقائد.

لما كان الأمر كذلك، وجب أن تكون هناك وسائل سهلة للتذكير بهذه العقيدة ومراتبها.

فلأجل ذلك كانت هذه الرسالة، عسى الله أن ينفع بها ويجعلها سبباً للهداية والرشاد.

اعلم أخي المسلم...

ان علاقتنا مع الناس؛ هي ولاء وبراء، ولاء على الإسلام والإيمان والإحسان، وبراء من الكفر والفسوق والعصيان، وولاؤنا وبراؤنا انما هو على هذا المنهج الذي أجمعت عليه الأمة ووجب علينا أن نجتمع عليه - لا على فرد ولا على طائفة - ألا وهو الكتاب والسنة، على ما كانت عليه الجماعة الأولى في الاعتقاد والقول والعمل، من غير تبعيض لأحكامه أو تحريف لنصوصه ومعانيه.

الجزء الأول؛ مراتب الولاء:

فأما الولاء؛ فهو المحبة والنصرة في الله تعالى، وهو ثلاثة مراتب:


المرتبة الأولى؛ الولاء لجماعة المسلمين:

وجماعة المسلمين؛ هي الأمة الجامعة لكل من وُلد في الإسلام أو دخل فيه، ولم يرجع عنه أو ينقضه بناقض.

وموالاتها - أفراداً وشعوباً -؛ واجبة في شريعة الله، كما أن معاداتها أو موالاة غيرها من الأمم؛ هو موجب للكفر والخروج من الإسلام وخلع رقبته من الأعناق، {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 55 - 56]، وقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71].


المرتبة الثانية؛ الولاء لأهل السنة والجماعة:

وأهل السنة والجماعة؛ هم الفرقة الناجية من فرق الأمة، وهم من كان في الإسلام على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في الاعتقاد والقول والعمل.

روى أحمد وأبو داود بإسناد صحيح عن معاوية رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أن أهل الكتاب قبلكم تفرقوا على ثنتين وسبعين فرقة في الاهواء، ألا وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاثة وسبعين فرقة في الأهواء، كلها في النار، إلا واحدة، وهي الجماعة).

ومن رواية الترمذي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئل عن الفرقة الناجية؟ قال: (ما أنا عليه وأصحابي).

المرتبة الثالثة؛ الولاء للطائفة المنصورة:

وأهل الطائفة المنصورة؛ هم من كان في الإسلام من أهل السنة والجماعة، قائماً فيهم مقام الإمامة والكفاية في العلم والدعوة والجهاد في سبيل الله تعالى.

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ولا تزال طائفة من أمتي على الحق، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى ياتي أمر الله وهم على ذلك).

وفي حديث آخر: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين، لعدوهم قاهرين، حتى تقوم الساعة).

الجزء الثاني؛ مراتب البراء:

المرتبة الأولى؛ البراءة من الكفار والمشركين:

والكفار والمشركون؛ هم كل طائفة - فرداً كانت أو جماعة - من أهل الكفر الأصلي من كتابيين ووثنين أو من أهل الكفر الطارئ - وهم المرتدون -

والبراءة منهم؛ أصل من اصول التوحيد، ينتقض بانتقاضه ولا يقوم إلا على أساسه.

وتكون على قدر كفرهم بالله وإشراكهم به وعداوتهم لله ولرسوله وللمؤمنين.

قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4]، وقال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: 22].

المرتبة الثانية؛ البراءة من عمل أهل البدعة والفرقة:

وأهل البدعة والفرقة؛ هم كل فرقة انتسبت إلى الإسلام وطرأ عليها من البدع والمحدثات ما أخرجها عن منهج الفرقة الناجية في الاعتقاد أو القول أو العمل، على قدر ما أتت من ذلك - قلة وكثرة - في أصول الدين أو فروعه، ولم يدخلها في الكفر لعدم وقوعها في بدع مكفرة أو مع وقوعها في ذلك لوجود مانع من الموانع المعتبرة شرعاًَ.

المرتبة الثالثة؛ البراءة من عمل العصاة من أهل السنة والجماعة:

وهم من يرتكب من الذنوب الكبائر والصغائر ما لا يخرجه عن السنة والجماعة، ولكنه يُنزله - على قدر ما أتى من ذلك - منزلة دون منزلة الإحسان والصلاح والسبق إلى الخيرات.

قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71].

وختاما نقول...

طوبى لمن استكمل هذه المراتب وارتقاها - ولاءً وبراءً - وتدرج في مراقي القرب ليكون من أولياء الله - حقاً وصدقاً - ومن أصفيائه وخلصائه - نعمة من الله وفضلاً - والله يؤتي فضله من يشاء، {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 247، 261].

فغذا أردت أخي المسلم أن تكون لله ولياً فأطعه واتقه جهدك، يكن لك ما تريد؛ {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 62 - 63].

وعلى قدر أهل العزم تكون العزائم، وعلى قدر الطاعات تُرفع الدرجات، والأمر كما قال الله تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60].

والله ولي التوفيق على كل حال.

بقلم؛ أبي عبد الله الميلودي زكريا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:38 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.