فضل طلب العلم

[أم حُذيفة السلفية]

 

منقول

فضل العلم

قال معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه :


{ تعلموا العلم ، فإن تعلُّمه لله خشية ، وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يُحسنه صدقة ، وبذله لأهله قربة لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبل أهل الجنة ،هو الأنيس في الوحشة ، والصاحب في الغربة ، والمحدث في الخلوة ، والدليل في السراء والضراء ،والسلاح على الأعداء ، والزين عند الاخلاء ، يرفع به الله أقوامًا ، فيجعلهم في الخير قادة وسادة، يقتدى بهم ، أدلة في الخير تقتصُّ آثارهم،و ترمقُ أفعالهم ، وترغب ُالملائكة في خلَّتهم وبأجنحتها تمسحهم ، ويستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان البحر وهوامُّه ، وسباع البرَّ وأنعامه لأن العلم حياة القلوب من العمى ومصابيح الأبصار من الظلم.

يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار ...والدرجات العلى في الدنيا والآخرة

والتفكر فيه يعدل الصيام ....ومدارسته القيام...وبه توصل الأرحام ، وبه يعرف الحلال من الحرام... وهو إمام العمل ، والعمل تابعه يلهمه السعداء ، ويحرمه الأشقياء }


ففي كلام معاذ رضي الله عنه .. جمع آثار العلم . و كيف أنه تصبح لك مكانة .. و تكون مباركا يقتدي بك الناس وكيف تتكون لك علاقة مع الناس بعد أن تكون في بيتك ليس لك علاقة إلا بأهل و خاصتك .. تتحول فتصبح لك علاقة بالملائكة و حيتان في البحر بكل رطب و يابس حتى النملة في جحرها تستغفر لك .. فهل يعدل هذا العمل عمل . .و هل تفرط في نيتك بعد ما فهمت ماذا يكون لك ؟


هل تفرط بهذا العمل !! هل تفرط في نيتك !!


ألم تسمع لوصف العلماء الذين هم اعدل الخلق في آل عمران ؟


قال تعالى :]شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَآئِمَاً بِٱلْقِسْطِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ[


هٰذه أجلّ الشهادات الصادرة من الملك العظيم ، ومن الملائكة ، وأهل العلم ، على أجل مشهود عليه ، وهو توحيد الله ، وقيامه بالقسط ، وذٰلك يتضمن الشهادة على جميع الشرع ، وجميع أحكام الجزاء.


وفي هٰذه الآية فضيلة العلم والعلماء ؛ لأن الله خصهم بالذكر، من دون البشر، وقرن شهادتهم بشهادته، وشهادة ملائكته، وجعل شهادتهم من أكبر الأدلة والبراهين على توحيده ودينه وجزائه، وأنه يجب على المكلفين قبول هٰذه الشهادة العادلة الصادقة. وفي ضمن ذٰلك: تعديلهم، وأن الخلق تبع لهم، وأنهم هم الأئمة المتبوعون، وفي هٰذا من الفضل والشرف، وعلو المكانة، ما لا يقادر قدره.


فاولوا العلم ممن شهدوا شهادة الحق .. فجعلهم الله شهداء دلالة على أن مكانهم عند الله له هذه المنزلة.


وقال أحد السلف : ألآ إن العلم أنيس في الوحدة ، صاحب في الغربة ، رقيب في الخلوة ، دليل إلى الرشد ، معين في الشدة ، ذخر بعد الموت . قيل بما يطلب العلم ؟؟؟ قال طلبته فوجته بعيد المرام لا يصاد بالسهام ، ولا يرى في المنام ، ولا يورث عن الأباء والأجداد ، توسلت إليه بافتراش المدر ، وإدمان السهر ، وكثرة النظر ، وركوب الخطر حتى نلت منه ما تُعذر النملة في حمله .

[أم عبد الله]

جزاكِِ الله خيرا ونفع بكِ.

[أم حُذيفة السلفية]

جزاكِ الله خيراً