اداب زوجة طاعه زوج الواجب الضائع

[أم مُعاذ]

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


لتحميل المحاضرة مسجلة صوتيا رجاء الدخول على هذا الرابط


http://majaleselm.com/vb/showthread.php?p=4888#post4888

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن الحلال ما أحل الله والحرام ما حرمه الله والدين ما شرعه الله وأني تاركة لما سواه وأعوذ به جل وعلا أن أذكركم به وأنساه، وإن أصدق الحديث كلام الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، أما بعد


في هذه المحاضرة من دروس الآداب الشرعية سنتحدث عن آداب الزوجة المسلمة مع زوجها ، واردت ان الفت الانتباه للسبب الذي دعاني الى اختيار الموضوع وهو استقبال بعض الرسائل الملحة على فترات متباعدة على الايميل ومن اخوة وليست من اخوات للتحدث في هذا الامر وتعليم النساء آداب الزوجة في بيت زوجها ، بل ورسائل تلومني على انه بالرغم من التعرض لشرح ابواب الفقه ودروس العقيدة والسيرة والتفسير وحتى الآداب الا اني لا اتحدث في هذا الموضوع وقد اهملته ، اما عن هذا النقد واللوم فأنا اؤيده واتقبله ولعل اصحابه على حق في هذا ، الا اني لمحت في هذه الرسائل خاصة انها جاءتني من اخوة انهم ارادوا بطريقة مؤدبة لفت انظارنا الى اننا نطلب العلوم الشرعية ونجتهد فيها ونتعلمها ونعلمها حتى اصبحنا معلمات ولكننا لم نتعلم اهم العلوم الشرعية بالنسبة للنساء وهي التي ستوصلهن الى الجنة وهو المعاملة الشرعية للازواج



انما لاقرب لكم المسألة باختصار اراد الاخوة ان يرسلوا لي رسالة (انكم اصبحتم عاملين فيها مشايخ والواحدة منكم لا تحسن معاملة زوجها الذي هو جنتها ونارها فماذا ستصنعون بهذا العلم ان لم يوصلكم الى الجنة) ، ومن هذه الرسائل ما هو فيه شدة ومنها ما كان هادئ ولكن كلها كانت تدور حول هذا ، فعزمت الامر قبل رمضان ان اجعل هذا اول موضوعات دروس الآداب الشرعية بعد رمضان ، ليس فقط نزولا على رغبة الاخوة وانما لاني رأيت في الرسائل وجه حق فيما يقال حتى وان كنت رأيت في بعض التوجيهات شىء من الحدة والعنف الا انه الكلام حق ، ولانقاذ انفسنا من النار ثم انقاذ الامة لان حماية بيوت المسلمين من التفكك وكثرة الطلاق حماية للأمة كلها ، وتفكك بيوت المسلمين هلاك الأمة ، ولهذا يهتم اعداء هذه الامة بفساد بيوتها ونسائها كما تعلمون حتى نجحوا في الغاء بعض الكلمات الشرعية من قاموس النساء تماما مثل طاعة الزوج والقوامة وغيره من هذه الأحكام الشرعية. واني لأشعر بهزيمتنا أمام الاعداء حين ارى بيوت المسلمين أكثر ما أشعر بها حين أرى دماء الشهداء المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها ، فإن دماء الشهداء عزة ولو هزمنا في معركة القتال ، أما ما أراه في معركة الفكر من هزيمة فخيبة وخذلان



وانا اعرف جيدا انه بمجرد ان أبدا الكلام ، كل اخت ستقول في نفسها هي لو تعرف زوجي ما كان هذا رأيها، أو تقول من المؤكد ان الاخت غير متزوجة أو تزوجت حديثا وغدا تغير رأيها ، فأقول أصلا لن أقول رايي الشخصي حتى اغيره يوما ، فأنا سأقول شرع الله، فإن غيرته يوما فأنا اذا غيرت ديني ، نعوذ بالله من الخذلان



وان كل أخت حتطلع عايزة تخبرني بقصتها مع زوجها حتى اتراجع عن ما أقول وافهم الواقع اولا من وجهة نظرها طبعا، لذا اقول انا لم اقول رأي الشخصي في اي مسألة ولن اقول الا قال الله جلا وعلا وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ليكون مرجعنا الى الكتاب والسنة وليست نصائح شخصية كيف تعاملين زوجك ، لاني ليس لي رأي بعد كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم



ثانيا كل اخت تهيأ لها انها اذا اخبرتني عن زوجها سأقول لها كلام مختلف او ستثتسنى من الكلام أقول لها تمهلي الى آخر المحاضرات لعل بعد معرفتك بواجباتك الشرعية وعقوبة تقصيرك فيها تكونين أنت من تغير رأيها ولست أنا


هل لي في استعارة قلوبكن مجردة لله لا تحمل هما سوى رضا الله حتى تتقبلن ما أقول؟ والله يعلم اني لا أزكي نفسي بل هذه المحاضرة انما أذكر فيها نفسي واياكم لننجو معا من احباط العمل ومن الهلاك اذا لم نرضي ربنا فيما أوجبه علينا ، فلا نجاة لنا ولو حتى بطلب العلم والدعوة اذا لم نؤدي الفروض والحقوق الواجبة.



ولا مجال اخواتي ان نضحك على أنفسنا بأننا طالبات علم او معلمات او ان طالباتك يقلن لك يا شيخة فلانة وانت تعلمين انك تاركة لفرض وواجب من رضا الزوج او طاعته او حقوقه او الحفاظ عليه ، فلا يخدعك كل هذا ولنكن صادقات مع أنفسنا في وقفة جادة ، فأنا لم أكن أبدا أتخيل ان حال بيوت المسلمين الملتزمين وصل الى هذا، أكرر المسلمين الملتزمين ، يعني لا أقصد بيوت المسلمين العوام بل أقصد الملتزمين أصحاب العلم الشرعي والنقاب واللحى ولكن ما جاءني من الرسائل كان مخجل جدا في حال بيوت طالبات علم شرعي وحاملات لكتاب الله ، فماذا فعلت الاخت بكتاب الله الذي اتقنت حفظه بكل الروايات ان لم تقيم حدوده في بيتها اولا ومع زوجها؟؟ اي فقه يتعلمه الاخوات ويعلمنه لغيرهن اذا هي لا تفقه حق زوجها ، وقد ورد أن نساء أهل المدينة أنهم كن إذا أردن أن يبنين بامرأة على زوجها بدأن بعائشة فأدخلنها عليها فتضع يدها على رأسها تدعو لها وتأمرها بتقوى الله وحق الزوج ، وان كنت لم اقف على صحة الخبر ولكن هو يوضح ما أريد أن أشير اليه أن من تهتم بالعلم الشرعي والعبادة من أجل بلوغ رضا الله والجنة كانت ستهتم برضا زوجها الا ان تكون تطلب العلم للمكانة بين الناس وليشار اليها. واسال الله الا نكون ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض .




فإن للعلم والعمل ترتيب في الاولويات ، ولعلها تكون تذكرة نافعة لي ولكن فإن الذكرى تنفع المؤمنين وأسال الله ان أكون واياكن منهم.



عن حصين بن محصن رضي الله عنه أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها أذات زوج أنت قالت نعم قال فأين أنت منه قالت ما آلوه إلا ما عجزت عنه قال فكيف أنت له فإنه جنتك ونارك رواه أحمد والنسائي بإسنادين جيدين



ما آلوه بمعنى لا اقصر في طاعته وخدمته الا ما عجزت عنه يعني هي تتق الله فيه ما استطاعت وتفعل كل ما دخل تحت قدرتها وامكانياتها لارضائه وتحقيق رغباته ، فقال لها صلى الله عليه وسلم انظري حالك معه او نسبة رضاه عليك لتعلم حالها مع الله لانه جنتها ونارها فإذا ارضته ورضي عنها كان مصيرها الجنة واذا اغضبته وسخط عليها كان الحال الى النار والعياذ بالله ، وليس هذا من كلامي ولا كلام المشايخ انما هو كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي اطلع على ما لم نطلع عليه والذي لا ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى ، فالأمر غير متاح للمناقشة في منظمات حقوق المرأة انما هو حكم الله ان يربط رضاه وجنته على رضا الزوج كما هو الحال بالنسبة لرضا الوالدين مثلا.



كلنا نعلم أن في الكتاب والسنة أوجب الله تعالى حقوق بين العباد مثل حق الوالدين وحق الجار وحق الاخوة الى آخر الحقوق ، وإن من أعظم الحقوق التي ذكرت في هذا الشأن حق الرجل على زوجته وهو واجب أصبح مهجورا في هذا الزمن الذي لم تضيع فيه فقط السنن بل والواجبات ، حتى الفروض هجرت ولم نكتف بهجر المستحبات ، فأصبحنا الآن نريد ان نطالب بحقوق الرجل لا بحقوق المرأة كما يزعمون ، بل الرجل الآن هو من يحتاج الى منظمات واجتماعات تطالب بحقوقه ورجولته والله المستعان.




وأكثر ما ضاع من حق الرجل بل والغي تماما هو حق طاعة زوجته له رغم ان الله اثبته له في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ، الا اننا ابينا الا ان نخالف كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وضاعت آكد حقوق الزوج واولها ، وصار من يتكلم بطاعة الزوج كأنه يأتي لهم بكلام من عصر الجاهلية وكأنها سب او شتم أو كلمة قبيحة لا يصح ولا يليق بأخت متعلمة ومثقفة ان تقولها



وكأن حكم طاعة الزوج في الكتاب والسنة شبهة هي الاخرى في ديننا نحاول ان نجد لها مخرج حتى لا يعيب علينا فيها أحد أو نستحي ان نذكرها او نعبر بها ، وهذا بالفعل ما اراه في أعين الناس حين تذكر لهم كلمة طاعة الزوج ، فلا تجد سوى علامات التعجب كأنك مجنون!!



لا أصدق أن آفة الجدل والعناد والندية وصلت الى بيوت الملتزمات المنتقبات طالبات العلم فماذا يصنع عوام الناس والمتبرجات والغير عالمات بشرع الله



لابد بداية أن نعي ان الله خلق الرجال بفطرة وطباع لا يملكون فيها شيئا فهي خلقتهم هكذا ، اخت ملتزمة على علم تتصل بي وتخبرني ان زوجها متنعت ، فقلت لم ، لانه يريدني استأذنه قبل ما انزل السوبر ماركت وهو تحت البيت ، قلت وما التعنت في هذا وما الذي يضرك؟ قالت لم هو يسأل هذا الا اذا كان يريد التحكم فحسب؟



بداية مشكلة هذه الأخت مثلا انها لم تحسن فهم زوجها من الأصل ، هو ليس متنعت فهو يطلب حق له أعطاه الله اياه ولم يعطيه الله هذا الحق لكي ينصره على المرأة فدائما الحقوق تعطى من أجل المسؤليات والواجبات، فأنت مثلا لك حق الطاعة على ابنك الصغير، لم؟



هل هذا من باب التشريف لك لانك ام وخلاص؟ لا، بل لانك مسؤلة عن نتيجة تصرفاته وعن تربيته ومحاسبة عند الله والناس عن هذا فلا يجب ان يفعل شيئا الا بإذنك نظرا لهذه المسؤلية



وهكذا زوجك فإن الله سائله عمن يعول ولهذا أعطاه حق التصرف ، ثانيا فإن له طبيعة خلقة لا يتحكم فيها هو كأن يشعر بأنه المتصرف ، وعلى افتراض انه طلب منها طاعة في امكانياتها ان تقوم بها وهي لا تغضب الله ولو كان حتى ليس لها فائدة، ماذا خسرت لو فعلتها لترضي ما به او شىء في نفسه ، هذا على افتراض انه فعلا طلب شىء لا ثمرة له رما يفعل هذا لشعوره بالنقص انه لا يُطاع امره في اي شىء فيريد يسترع رجولته الغائبة بفعل الزوجة


ولو اني سمعت الشكوى من أخت لم تتعلم دين ولا تعرف تقرأ قرآن ومتبرجة او حديثة عهد بالالتزام ، والله ما انفعلت ولا تضايقت وما اكن لي الا ان آخذها بلين حتى أفهمها الشرع والحقوق في الاسلام ، اما ان تأتيني كل يوم اتصالات من اخوات يعلمن كتاب الله وبأكثر من رواية ، فأسالهن بالله ، ولا مرة وهي تراجع القرآن او وهي تتعلمه بأي رواية من الروايات او تعلمه لأخت برواية من كل الروايات التي درستها صاحبة القراءات العشر قرأت قول الله تعالى الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا




كل يوم الاخت تاركة لبيتها من الصباح الى المساء ، كنت فين يا أختي؟



كنت في درس التفسير للشيخ فلان وحلقة الأخت فلانة وووو الى آخره، طيب يا أختاه تركت البيت والاولاد طوال اليوم لطلب العلم الشرعي وصبر الزوج جزاه الله خيرا على هذا ، الا تعودين له آخر اليوم بما ينفع بيتك؟


الشيخ لا يصل ابدا في شرحه للتفسير الى آية الرجال قوامون على النساء ام انت تتغيبين في الحلقة الخاصة برح تفسير هذه الآية تحديدا؟



يا شيخة فلانة الم تطلبين العلم وتعلمينه من أجل صلاحك في الدنيا والآخرة؟ ان ربي جل وعلا يقول والصالحات قانتات ، اي مطيعات، مطيعات لمن؟ للقوامين عليهم ؟ الرجال قوامون على النساء



كلام عربي مبين ، القرآن واضح ، وانت ختمت القرآن مائة مرة استماع وقراءة ولم تفهمين الآية؟



وهذه الآية تحديدا سيكون لنا معها وقفات كثيرة جدا ، وهي ليست شبهة في ديننا ولا مسألة نخجل ونتوارى منها أمام الملحدين والمشركين والكفار



فقد أعطى الله الرجل أهلية عقلية وبدنية وتهيئة خاصة لهذه الأمر وتأكدن أنه لو كان الله أعطى الجميع الرجال والنساء عقلية وتأهيل واحد ما استطعنا أن نحيا معا وما سارت الحياة، الامر تماما لو نتخيل اننا جميعا بني ءادم أغنياء ولا يوجد فقير واحد على وجه الأرض وكلنا أصحاب عقارات وشركات من سيعمل عند من؟من سيخدم من؟


في حين انه شىء طيب الا يكون هناك فقيرا ابدا ولا متوسط الحال ولكن لو حدث هذا وصار الكل في منتهى الثراء لن يكون هناك عمل ولا اسباب ولكن الله رفع بعضنا فوق بعض درجات لتكون الدنيا والاختبار فيها وخط سيرها كما ترونه الآن، قال ربي جل وعلا نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ



اي جعلنا الله في تفاوت في الغنى والفقر ليسخر بعضنا لبعض ويعمل بعضنا عند بعض لتكون دار الدنيا والعمل فيها والاختبار.



هي نفس الشئ ، فالتي تتشدق بالمساواة في منظمات حقوق المرأة ، نطالبها اولا بتقسيم مالها على العاملين عندها جميعا بما فيهم الخادمة وتعليمها وعقلها وصحتها لتحدث المساواة بين الجميع ولا يرتفع أحد على الآخر درجة ، بل أصبحنا في زمن حق للرجل فيه أن يطالب بانشاء منظمات تطالب بحقه هو ومساواته بالمرأة لما صار لها من حقوق هذه الايام



أما المؤمنة بربها وحكم الله جل في علاه تعلم انه مدبر الامر ، لو جعل المرأة لها نفس الطباع والاهلية ما كانت امرأة ابدا ولن تسعد ابدا ، وكما ان للرجل طبيعة وفطرة تجعله يريد ان يشعر انه رجل ، كان من المفروض ان المرأة لها نفس الطبيعة ، في الاصل هي بفطرتها تريد ان تطيع رجل وتكون مسؤولة منه وانها تحب هذا ، ولكن لم لا نجد هذا في نساء هذا الزمان؟



السبب هو طمس الفطرة، ظل الاعداء يستخدمون الاعلام في تغيير الفطرة التي خلقت بها المرأة الى ان حولها لرجل ينقصه لحية وشارب ، تربى جيلنا من الطفولة على شعارات المساواة والانتصار على الرجل كأنه عدو ، فهذا الجيل عقدت مؤامرة على فطرته قبل ان يعرفها فطمست وتحولت ، فأصبح الآن حتى بعد التزامه لا يستطيع مقاومة وجهاد ما تربى عليه من اول فطامه ، حتى ان بعض طالبات العلم صارت تطلب العلم الشرعي وتعمله حتى تزاحم المشايخ ، فتقول لي طالبة عندي عندي همة عالية في طلب العلم ، فقلت خير اهلا ومرحبا بطالب العلم ، فلم لا اقول لها هذا وقد قالها النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت اهلا ومرحبا بطالب العلم فإن الملائكة تضع أجنحتها له رضا بما يطلب، فما تركت لي فرحتي بها كثيرا حتى فاجءتني بسبب طلبها للعلم بأن قالت لي نعم اريد ان اتفوق فيه لماذا يحتكر الرجال طلب العلم وحدهم ويبقوا هم المشايخ ولا نزاحمهم فيه ويتصوروا اننا عاجزات؟



قلت بئس النية هذه وبئس العمل وبئس النتيجة منه


حتى العبادات صارت تحديا بين الرجال والنساء وليست مسارعة في الخيرات!!




كل هذه موروثات ، هذه حصيلة سنوات من سوء الفهم والترتبية ، كانت قبل التزامها تزاحم الرجال على المناصب في الشركات ، فالآن الاخت التزمت واصبحت منتقبة ، لن تستطيع العمل في الشركات والاختلاط ، ولكن بقي داخلها الموروثات التي لم تتخلص منها من رواسب الحياة البعيدة عن الدين ، فوجدت نفسها تريد تعويضها ولكن في صورة منتقبة فما وجدت غير هذا الطريق



تماما كالاخت التي التزمت واقلعت عن سماع الغناء ومشاهدة التلفاز وصور الممثلين ، فبم تملأ الفراغ؟



تضع صور المشايخ على الموبايل وفي الحجرة وعلى الماسنجر بدل من صورة المغني ، لانها لم تتخلص من رواسبها


أضف على هذا ان الجيل القادم الذي هم ابناء الملتزمين أمل هذه الأمة تعاد فيهم الكرة مرة أخرى ، ويربى على الاستهانة بالاب وعمل الف حساب للأم، ولا تحسبن أن هذا قوة شخصية من الام انما ان رأيتم هذا في طفل فاعلمن انه ما دل هذا الا على سوء تربية وسوء ادب الام والبيت الذي خرجت منه



أجد كل الامهات وحتى الملتزمات منهن اليوم تشعر ابنائها بأنها هي التي تفعل لهم كل شىء ولاتذكر لهم للاب جميلا وطبعا الطفل سريع التأثر جدا بهذا الامر لانه لا يرى الاب المسكين الذي يعمل ليل نهار من أجل توفير احتياجاتهم ويراها هي امام عينه طوال اليوم فيظن ان الكلام صحيح وهي عصب البيت وهذا الاب لا فائدة له ، بل من واجب الام ان تحسن الكلام عن زوجها امام الابناء وتستر عيوبه فهي اول من سيحتاج هذا في المستقبل حين يكبر الابناء لان هذا الاب هو قدوتهم فإن أسقطت هذا الرمز امامهم لن تجده معينا ابدا فيما بعد



نفتقد الى الام التي تربي ابنائها على تقبيل يد الاب بمجرد دخوله الى البيت والتأدب معه ، لم يرى ابدا الابناء هذه الام الملتزمة استقبلت هذا الزوج بقولها جزاك الله خيرا على تعبك علينا فيعلم الابن ان لهذا الرجل فضل عليه وعلى أمه


والله اخواتي هذه الكلمة البسيطة من سنة سول الله تقولها الاخت كل يوم لاخواتها وجارتها واهلها وفي التليفون الف مرة ولا تخرج ابدا لزوجها مع انها قد تؤثر فيه جدا لو انه في قمة الشر والعنف والظلم ، فمجرد شعور هذا الرجل ان الزوجة تقدر تعبه ونقلت هذا للأولاد قد يحوله هذا الى انسان آخر مع الايام ويشعر فعليا خاصة لو كان غير ملتزم ان الالتزام والنقاب غير زوجته الى الافضل وجعلها تقدره بعد ان كانت تخزل فيه وتحبطه




لا تقولي انا بتعب في البيت اكثر ما بيتعب هو خارج البيت فلم لا يقدر ، فأنت مهما تعبت في البيت وارهقت فأنت في بيتك ملكك تتعبين فيه وتجدين ثمرة تعبك ولا احد يهينك فيه ولا يتأمر عليك ولا يهددك ، فإن ما تتحمله الرجال خارج البيت خاصة في زماننا هذا لا يعادله شىء من جهدك بالبيت مهما تعبت ، فهناك من يذله من اجل لقمة العيش ومن يضغط عليه ومن يتأمر عليه ومن يهدد استقراره ومن يجرحه ويسئ معاملته ، فإن افترضت معك انكما استويتما في الجهد البدني فلن تستويا ابدا في الجهد والضغط النفسي ، فأقل شىء يشعر برجولته في بيته وطاعته في بيته ، وحب الابناء له وتقديرك انت وهم ، والا اين يجد طعم الراحة واين يجد في هذه الدنيا لذة



الحديث ذو شجون وما قلت منه شىء بعد وما كانت هذه الا مجرد مقدمة لما سنقبل عليه الاسبوع القادم ان قدر الله لنا البقاء واللقاء

منقوووووول
ولا تنسونا من دعائكم

[أم مُعاذ]

جزاكم الله خيرا